البناء: ممداني يهزم حزبي الأغنياء بالفقراء: نيويورك تحتفل ومأتم في واشنطن وتل أبيب

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 06 25|09:42AM :نشر بتاريخ

بعدما خاض مليارديرات وول ستريت حربهم لإسقاط المرشح لمنصب العمدة الاشتراكي المسلم زهران ممداني، وبعدما هدّد كبار المتمولين بمغادرة نيويورك في حال فوز ممداني للضغط على الناخبين ودفعهم للتراجع عن خيار انتخابه، وبعدما انتهت الانتخابات بفوزه، ظهر نفاق الرأسمال وسعيه للتأقلم، حيث نقلت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها، وقائع تحول موقف وول ستريت من الخوف من صيف شيوعي ساخن إلى «التكيف البراغماتي»، حيث وجّه كبار المستثمرين مثل رالف شلوس ستاين وجيمي ديمون وجين فريزر دعوات للتعاون مع العمدة الجديد، معتبرين أن معالجة أزمة الإسكان والغلاء أصبحت مسألة واقعية وليست أيديولوجية. وأكدت الوكالة أن قادة المال أدركوا أن تكلفة الصدام مع بلدية نيويورك أعلى من تكلفة التفاهم، خصوصاً أن المدينة تمثل أكثر من 6% من الناتج القومي الأميركي. وفي ضوء ذلك، يميل معظم الخبراء إلى أن مقاومة مصالح المال والعقار لن تكون شاملة بقدر ما ستكون مفاوضة على التفاصيل. فالمدينة، بحكم عمق مؤسساتها المالية، تملك قدرة على تحييد الصدام عبر آليات استيعاب تدريجية، مثل السماح بتجميد الإيجارات في الشقق الخاضعة للتنظيم مقابل تعويضات ضريبية للمطورين، أو ربط الإنفاق الاجتماعي بمؤشرات إنتاجية واضحة للمشروعات الصغيرة. وهكذا تتحوّل رؤية ممداني الاشتراكية – الديمقراطية إلى إصلاحٍ توزيعي قابل للحياة داخل نظام السوق نفسه، لا خارجه. وهو جوهر «الاشتراكية النيويوركية» الجديدة كما تصفها «بلومبيرغ».
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً تراجع عن تهديده بقطع التمويل الفدرالي عن بلدية نيويورك إذا فاز ممداني، بمجرد حسم النتائج لصالحه، وقال سوف نرى كيف تسير الأمور، وسوف نعالج الأمر، وانشغل العالم بقراءة الحدث وحجم ما يشير إليه من تغيير في المزاج الأميركي العام، خصوصاً مع تغييرات مشابهة في ولايات أخرى غير نيويورك في غير صالح ترامب والحزب الجمهوري، كسب اللبنانيان مو بيضون وعبدالله حمود في سياقها فوزاً نظيفاً كاسحاً بـ 70% من الأصوات في بلديتي ديربورن وهيت ديربورن، لكن فوز ممداني بقي الحدث الأبرز أميركياً وعالمياً مع نكهة نصر الفقراء على استبداد الأغنياء الذين ظهر انقسامهم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي صورياً، بعدما وقف الرئيس الجمهوري ونصف الحزب الديمقراطي وراء المرشح الديمقراطي السابق الذي لم ينجح بالحصول على تفويض حزبه لتمثيله في الانتخابات وخسر السباق مرتين أمام ممداني مرة في الترشح ومرة في الانتخاب، وبدأ واضحاً مع صباح أمس أن فقراء العالم وضعفاءه يحتفلون بفوز مرشح انتصر للفقراء ولفلسطين، وأن المأتم في واشنطن وتل أبيب وقد تراكمت المصائب على رأس ترامب بالجملة مع الإغلاق الحكومي.
في لبنان ينتظر اللبنانيون ما سوف تؤول اليه الجلسة الحكومية اليوم التي سوف يبت فيها موقف الحكومة من تعديل قانون الانتخاب في ما يخصّ اقتراع المغتربين، وسط تجاذب وتصعيد في المواقف بين تيار تقوده القوات اللبنانيّة بوجه رئيس مجلس النواب، وثنائي حركة أمل وحزب الله، بينما تتواصل المساعي الرئاسيّة للتوافق على تسوية تجنّب الحكومة أزمة جديدة بعد أزمة قرار 5 آب بتبنّي توصيات توماس باراك حول سلاح المقاومة.

تتجه الأنظار اليوم إلى بعبدا، حيث تعقد الحكومة جلسة بالغة الحساسية تُعدّ من أكثر الجلسات ترقّباً منذ مطلع الخريف السياسي الحالي. على جدول الأعمال بندان يختصران وجهة الدولة في المرحلة المقبلة: الأول، عرض قيادة الجيش للتقرير الشهري حول خطة حصر السلاح في مختلف المناطق اللبنانية تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء رقم 5 الصادر في 5 أيلول 2025؛ والثاني، متابعة النقاش في ملف تعديل قانون الانتخابات النيابية وما يرافقه من تجاذبات حول اقتراع المغتربين.
تأتي الجلسة وسط اشتداد الضغوط الخارجيّة، إذ تتعالى التحذيرات الإسرائيلية المزعومة من «تباطؤ» الجيش اللبناني في تنفيذ قرار نزع سلاح «حزب الله»، تزامنًا مع انتقادات أميركية متزايدة لإجراءات المؤسسة العسكرية التي تصفها بـ«البطيئة وغير الكافية». أما في الداخل، فالسجال يحتدم بين «الثنائي الشيعي» وعدد من الكتل النيابية حول آلية اقتراع المغتربين، بين من يدعو إلى مشاركتهم في انتخاب النواب الـ128 في دوائرهم الأصلية، ومَن يطالب بحصرهم بالمقاعد الستة المخصصة للاغتراب فقط.
ويُنتظر أن يقدم قائد الجيش العماد رودولف هيكل أمام الوزراء عرضاً مفصّلاً لمسار تنفيذ خطة حصرية السلاح، في ضوء التقارير الدولية التي تتحدث عن إعادة «حزب الله» بناء قدراته العسكرية. وفي هذا السياق، شدّد وزير الدفاع ميشال منسى على أنّ «الجيش ماضٍ في تنفيذ الخطة التي أقرّها مجلس الوزراء، بدءاً من المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود الجنوبية، على أن تُستكمل قبل نهاية العام»، مؤكداً أنّ «لا مكان لبندقيتين على أرض واحدة، بل لبندقية الدولة وحدها».
أما في الجانب السياسي – الدبلوماسي، فمن المنتظر أن يطلع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الوزراء على الاتصالات الجارية بشأن ملف التفاوض مع «إسرائيل»، وتشير المعطيات إلى توافق داخلي على توسيع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية («الميكانيزم») لتضمّ شخصية مدنية متخصصة إلى جانب الممثلين العسكريين، في خطوة تهدف إلى إعطاء الطابع المؤسسيّ للآلية اللبنانية. غير أنّ هذا التوجّه لا يحظى بقبول لدى الجانبين الأميركي والإسرائيلي، اللذين يدفعان في اتجاه مفاوضات سياسية مباشرة بين بيروت وتل أبيب لإنهاء حالة الحرب القائمة، تمهيداً كما يقولان لنزع سلاح «حزب الله».
وادعت قال القناة الإسرائيلية الثالثة عشرة إن المبعوث الأميركي توم براك منح الجيش اللبناني مهلة تنتهي في نهاية تشرين الثاني الحالي لإحداث تغيير في الوضع المتعلق بقضية سلاح حزب الله. وبحسب التقرير، أوضح برّاك أنه في حال لم يحدث ذلك، فستتمكن «إسرائيل» من شن هجمات وستتفهم الولايات المتحدة ذلك. وأضافت القناة الثالثة عشرة بأن الجيش الإسرائيلي يستعدّ لجولة قتال قد تستمرّ عدة أيام ضد حزب الله. ونقلت صحيفة العدو معاريف عن الجيش الإسرائيلي قوله إن أي هجوم من حزب الله سيكون الردّ عليه قوياً، ولن يكون هناك مفرّ من شنّ عملية قطع رأس حزب الله. وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي يُنفذ حالياً عملية استنزاف تدريجي لقدرات حزب الله. ووفقاً لما نقلته عن الجيش الإسرائيلي، فإن الأخير سينفذ عملية واسعة في لبنان إذا تجاوز حزب الله خطوط «إسرائيل» الحمراء، لافتة إلى أنّه في حال وقوع أي هجوم من قبل حزب الله سيكون رد الجيش الإسرائيلي في الضاحية والبقاع ولن يدفع الثمن حزب الله وحده بل سيطال كامل قواعده. وأوضحت أنّ الجيش الإسرائيلي سيستهدف كل دفاعات حزب الله شمال الليطاني إذا هاجم قواته.
واستهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة على طريق عام برج رحال العباسية، وهو «ما أدى إلى سقوط شهيد وإصابة مواطن ثان بجروح».
وتسببت الغارة المعادية بحال من الهلع والرعب في صفوف تلامذة المدارس القريبة من مكان الاستهداف، لا سيما ثانوية الشهيد محمد سعد ومدرسة قدموس، حيث سارع الأهالي إلى المدارس لاصطحاب أولادهم إلى المنازل.
وفي وقت سابق، ألقى جيش العدو الإسرائيلي قنبلة صوتية بين منطقة وطى الخيام ووادي العصافير أثناء قيام فريق من مجلس الجنوب بالكشف على المنازل المدمرة في وادي العصافير بمرافقة من الجيش وقوات الطوارئ.
ليس بعيداً، وغداة لقاء المصيلح الذي أقامه رئيس مجلس النواب نبيه بري وهدفه إعادة الإعمار، استقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير التنفيذي لمجموعة البنك الدولي عبدالعزيز الملا، بحضور وزير المال ياسين جابر حيث جرى عرض للأوضاع العامة وبرامج التعاون بين لبنان والبنك الدولي لا سيما في ملف إعادة الإعمار. كما اجتمع سلام في السراي مع الوزير جابر والملا وتناول البحث التحضيرات الجارية لزيارة وفد البنك الدولي إلى لبنان قريبًا.
وفي السياق، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت وتم البحث في الأوضاع السياسية والمستجدات في الجنوب. وخلال استقباله وفد «تجمّع أبناء البلدات الحدودية الجنوبية» أطلعه على أوضاع القرى الحدودية، أكد الرئيس نواف سلام أنّ إعادة الإعمار تمثّل أولوية وطنية للحكومة برمّتها. وأوضح أنّ الحكومة أنجزت لائحة بمشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسيّة في المناطق الجنوبية، وهي جاهزة للانطلاق فور تأمين التمويل المرتقب، لا سيما من البنك الدولي. كما أعلن أنّه سيقوم بزيارة جديدة إلى الجنوب عند بدء تنفيذ هذه المشاريع، آملاً أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن. وأضاف أنّ الحكومة لا تنتظر القرض الخارجيّ فحسب، بل تواصل العمل بجهودها الذاتية من خلال مشاريع تنفّذها الوزارات المعنية. وأعلن أنّه سيدرس مع الوزارات المعنية لائحة المطالب التي تسلّمها من الوفد، ولا سيّما تلك المتعلّقة بالعائلات التي ما زالت نازحة قسرًا عن قراها، مشدّدًا على حرص الحكومة على تأمين عودتهم الكريمة في أقرب وقت ممكن.
على خط آخر، شجب المطارنة الموارنة ما يتعرَّض له الجنوب وأطراف أخرى من لبنان، على نحوٍ يوميّ، من اغتيالٍ وقصف يضعان البلاد على حافة الحرب مجددًا. ودعوا بعد اجتماعهم الشهري في بكركي المعنيين بوقف إطلاق النار ومواصلة تنفيذ القرار 1701، إلى تحمُّل مسؤولياتهم والتوقُّف عن إلقاء تبعات ما يجري على لبنان، فيما هو الحلقة الأضعف في سلسلة المُطالِبين بإقرار السلام في ربوعه وفي المنطقة. وحذِّر الآباء من أيِّ تلكؤ في معالجة مشكلة السلاح والمسلحين في المخيمات الفلسطينية، لا سيما أن معظمها بات ملجأ للفارين من وجه العدالة ولعصابات المخدرات وكلِّ عملٍ غير مشروعٍ آخر مُضِرّ بلبنان وأهله.
وأعلنت سفارةُ دولةِ فلسطين لدى الجمهوريّةِ اللبنانيّة، أنّه «تمّ تسليمُ اثنين من المتّهمين المشتبَه بهم، وهما (أ. ش) و(ف. ح)، في قضيّةِ قتلِ الشابِّ اللبناني إيليو أبو حنّا الذي قُتِل في مخيّمِ شاتيلا، إلى مخابراتِ الجيشِ اللبناني، مع تسليمِ الأسلحةِ التي كانت بحوزتهما»، مؤكِّدةً أنّ «قوّاتِ الأمنِ الوطنيّ الفلسطينيّ تُواصِلُ ملاحقةَ كلِّ متورِّطٍ في هذه الجريمة وتسليمَه للجهاتِ اللبنانيّةِ المختصّةِ لتقديمِه إلى العدالة».
وأضافت السفارةُ أنّها «أَلقت القبضَ على المواطنِ (ع. م) الذي رمى قنبلةً صوتيّةً في منطقةِ الحَرَش، وسلّمته إلى الأجهزةِ الأمنيّةِ اللبنانيّة»، مجدِّدةً «التزامَها بسيادةِ لبنانَ الشقيق واستقراره».
وشدّدت السفارةُ على «احترامِ أحكامِ القانونِ اللبناني، والسيادةِ اللبنانيّة، وحصريّةِ السلاحِ بيدِ الدولة، والحرصِ على الأمنِ والسِّلمِ الأهليَّيْن في لبنان، وإقامةِ أفضلِ العلاقاتِ مع الشعبِ اللبناني»، مؤكِّدةً «المضيَّ قُدُماً في تسليمِ السلاحِ الفلسطينيّ من المخيّمات، والالتزامَ ببسطِ سلطةِ الدولةِ اللبنانيّة على كافّةِ أراضيها بما فيها المخيّماتُ الفلسطينيّة».
كما لَفَتَت السفارةُ إلى «أهميّةِ استمرارِ التعاونِ والتنسيقِ من أجلِ إدخالِ موادِّ الترميمِ والأدواتِ المنزليّةِ إلى المخيّماتِ الفلسطينيّة، والعملِ على حصولِ اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان على حقوقِهم المدنيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّة، وتحسينِ ظروفِهم الحياتيّةِ والمعيشيّة».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء