الأنباء: الدولة بمواجهة عناد حزب الله .. كيف يرد المجلس على الحكومة؟؟

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 08 25|08:57AM :نشر بتاريخ

وضعت الرسالة التي وجهها "حزب الله" الى رؤساء الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام لبنان أمام منعطف خطير وجعلته عرضة لاعتداءات اسرائيلية متواصلة. هل ستعمد الدولة العدوة الى توسيع نطاق اعتداءاتها أم تكتفي بخطتها التي تنفذها "عالمفرق" منذ توقيع اتفاقية وقف الأعمال العدائية في 27 تشرين الثاني 2024؟ علماً أن إسرائيل تعد العدة لاستدراج "حزب الله" الى الحرب بحجة التدريب وتهريب السلاح لضمان موقف دولي مؤيد لسياستها العدوانية ضده، ويلقى النتيجة نفسها التي منيت بها "حماس".

غير أن "عناد" الحزب برفض تسليم سلاحه والذهاب بعيداً في وصف قرار الحكومة بحصرية السلاح بأنه خطيئة، ووضع الدولة في مواجهة جدية معه ومع المجتمع الدولي الذي يضغط على لبنان بالوسائل كافة وخصوصاً الاقتصادية من خلال حجب مساعدات إعادة الاعمار إلى حين تنفيذ قرار حصر السلاح، يصب في مصلحة إسرائيل التي تريد ابقاء لبنان ساحة مستباحة لعربدتها ومنع قيام الدولة.

مصادر مواكبة للتطورات الأمنية بعد الاعتداءات الاسرائيلية التي شهدها لبنان في اليومين الماضيين، والتي ترافقت مع انذارات بالاخلاء والابتعاد عن الأماكن التي تحولت الى أهداف اسرائيلية، أشارت في حديث لـ "الأنباء الالكترونية" إلى أن "حزب الله" في رسالته الى الرؤساء الثلاثة يعمل على شراء الوقت بانتظار تحولات اقليمية ودولية يأمل أن تصب في مصلحته بنهاية المطاف، وهو يعوّل كثيراً على عودة مفاوضات الملف النووي بين ايران والولايات المتحدة الاميركية، ما قد يخفف عنه شرط تسليم السلاح.

وأضافت المصادر: "هذا من جهة، أما من جهة أخرى فالحزب لا يريد أن يخسر أمام الدولة اللبنانية التي يعتبر نفسه في حلّ من الالتزام بقراراتها وأقوى منها، فمن غير المقبول أن يرى نفسه تحت سلطة الدولة، ويريد في الوقت نفسه الاحتماء بالدولة من خلال دعوة المسؤولين الى مناقشة استراتيجية وطنية يكون الحزب جزءاً منها. لكن صمت الرئيسين عون وبري عن التعليق على رسالة حزب الله خرقه الموقف الثابت والرصين لرئيس الحكومة الذي أعاد التأكيد على حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم  بيد الدولة وحدها".

 

عون: رسائل لبنان وصلت

رئيس الجمهورية رأى لدى استقباله وفد البنك الدولي، أن "ما قامت به اسرائيل أمس في جنوب لبنان يشكل جريمة متكاملة الأركان ليس فقط وفق أحكام القانون الدولي الانساني الذي يجرّم استهداف المدنيين وتهجيرهم، بل يعد أيضاً جريمة نكراء". وأوضح أن "كل محاولة من لبنان للتفاوض السلمي حول القضايا العالقة مع اسرائيل تقابل باستمرار العدوان الاسرائيلي على السيادة اللبنانية، مستهدفة القرار 1701 ومخالفة التزاماتها بموجب تفاهم وقف الأعمال العدائية".

وأشار الرئيس عون الى أن عاماً كاملاً مرّ منذ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ، ولم تدخر اسرائيل أي جهد لاظهار رفضها لأي تسوية تفاوضية بين البلدين، مؤكداً أن رسائل لبنان وصلت رغم ذلك.

 

سلام: الدولة استردت قرار الحرب والسلم

رئيس الحكومة أكد من جهته أن قرار الحرب والسلم استردته الدولة ولا أحد يملكه سواها، مشدداً على أن حصرية السلاح بيد الدولة باتت مساراً قائماً لا رجعة عنه ولو تطلب وقتاً وتعاوناً وطنياً واسعاً.

هذا الموقف الذي أطلقه الرئيس سلام من على منبر قمة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لم يكن تقنياً بقدر ما كان سياسياً بامتياز.

وكشفت أوساط سلام لـ "الأنباء" أنه أراد القول ان مرحلة السردية الموازية انتهت، وان الدولة عادت تمسك بالقرار الأمني والعسكري، وهو بذلك يضع البلاد أمام اختبار جديد، هل يمكن أن تبنى دولة السيادة في ظل ازدواجية السلاح، أم أن المرحلة المقبلة ستكون بداية مسار تفكيك هذه الازدواجية ضمن خطة تدريجية بدأت بتنفيذها من جنوب الليطاني؟

 

السفارة الأميركية

توازياً مع موقف سلام، جاء بيان السفارة الأميركية في بيروت ليزيد الضغط على "حزب الله"، مؤكداً أن واشنطن ستمنعه من تهديد لبنان والمنطقة في أعقاب اعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على شبكة مالية داعمة له، ما عكس تحولاً في لغة واشنطن حيال لبنان من التحذير الى الفعل، ومن التصريحات الدبلوماسية الى سياسة الردع المباشر. وبهذا المشهد، بدا كأن سلام والادارة الأميركية متفقان على أن تستعيد الدولة قرارها، وأي تهديد لهذا المسار سيواجه بالضغط السياسي والاقتصادي، وربما بالعقوبات المتصاعدة.

 

مصير الانتخابات

بعد التصويت على الغاء المادة 112 من قانون الانتخابات تمهيداُ لاحالته على مجلس النواب، يبقى السؤال هل يحدد الرئيس بري جلسة تشريعية لدراسته واقرارة، أم سيضعه في أدراج المجلس؟ مصادر نيابية أبدت عبر "الأنباء الالكترونية" خشيتها من دخول البلد في أزمة سياسية قد تؤدي الى تأجيل الانتخابات النيابية.

 

الشرع الى واشنطن

بات واضحاً أن التطبيع الدولي مع الرئيس السوري أحمد الشرع يجري على قدم وساق خصوصاً بعد الزيارة التي يقوم بها الى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعزيز التحالف بين سوريا وواشنطن.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية