افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح يوم الاحد في 5 شباط 2023

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Feb 05 23|09:11AM :نشر بتاريخ

النهار: غموض وتحذيرات عشية الاثنين المفصلي قضائيّاً

عشية يوم مفصلي في مسار التحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت والمواجهة القضائية التي فجرتها عملية تواطؤ واسعة سياسية – قضائية لشل المحقق العدلي طارق البيطار وإزاحته نهائيّاً واجهاض التحقيق ودفنه بدا صعباً التكهّن بما ستؤول اليه التطورات يوم غد الاثنين في ظل تعذر رسم السيناريو الاستباقي للإجراءات التي قد تتخذ أن من جانب البيطار وان من جانب المدعي التمييزي العام غسان عويدات. واذا كانت إجراءات الاستدعاءات التي حددها البيطار معروفة سلفا سواء حضر المستدعون أم تخلّفوا عن الحضور، فإنّ المحظور الأكبر الذي يمثل بقوة منذرا بتداعيات خطيرة تخرج عن المالوف هو أن يقدم عويدات على مغامرة إصدار مذكرة توقيف في حق المحقق العدلي وهو ما تحذر منه جهات قضائية وقانونية وسياسية باعتبارها ستكون ذروة الانقلاب على التحقيق والمحقق ولا أحد يدري إلى أين ستودي بحالة الاحتقان السائدة.

ولكن المناخ الداخلي حيال هذه المواجهة اتسم بترقّب وانشداد إلى المجريات المحتملة وسط موقف بارز عبر عنه أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت في وقفتهم الشهريّة أمام تمثال المغترب مساء امس وشكل رسالة سلبية قوية موجهة الى عويدات تحديداً. وأعتبرت جمعيّة أهالي الضحايا، في بيان عقب الوقفة، أنّه "مرّة جديدة تَفضَح قضية مرفأ بيروت التدخلاتِ السياسيّة والخارجيّة في القضاء، والذي باتَ يهدّد كيان العدالة ويطعن في كرامة كل قاضٍ نزيه؛ وأمام المشهد الميلشياوي الذي شاهدناه في قصر العدل. قاضٍ يمشي في غرف العدل مدجج بالسلاح. فهل ذلك بسبب الخوف من العدالة؟ وقاضٍ ذات قرارات غير شرعية، غير قانونيّة بل هي سياسيّة خارجيّة وكيديّة وهو المتنحي عن قضية المرفأ لمصاهرته المطلوب للتحقيق النائب غازي زعيتر".

واعتبرت أنّ "القُضاة ثلاثة، اثنان في النار، وواحد في الجنّة، الذي في الجنّة رجلٌ عرف الحقَّ فقضى به، فهو في الجنّة، ورجلٌ قضى للناس على جورٍ، فهو في النار، ورجلٌ لم يعرف الحقَّ، وقضى للناس على جهلٍ، فهو في النار".

وتوجّهت الجمعية إلى مدّعي عام التمييز غسان عويدات بالقول: "أيّها القاضي غسان عويدات، أيّهم أنت من بين هؤلاء بعد قراراتك بإطلاق سراح الموقوفين دون الاطلاع على سير التحقيقات، والسماح للموقوف محمد العوف الهروب من وجه العدالة إلى أميركا، وهذا دليل قاطع على قرار خارجي، وإحالة القاضي البيطار للتفتيش القضائي وهو سيد ملف المرفأ، وهو قرار كيدي سياسي". ودعت "كل من ارتضى أن لا يتصرّف كقاضٍ، ورهن نفسه لخدمة السلطة السياسية واللاعدالة، أن يبادر إلى الاستقالة تمهيدًا إلى المحاسبة والمساءلة، لأنه لم يعد يشبه القضاة، وهو من ساهم في ضرب هيبة القضاة". ولفتت الجمعيّة، إلى "أننا نود أن نُذكر وزير العدل هنري خوري بمحاولتهِ لِطمس التحقيقات وخلق قاض رديف أو قاض منتدب، وقد أبدعتم بالتسميات، لكنها باءت بالفشل، لأننا لك بالمرصاد، فسعيك بات مفضوحًا، خاصة مع تصرّفاتك الميلشياويّة مع نواب الشعب في مكتبك، فطلبك غير قانوني مع وجود قاضي التحقيق طارق البيطار". وشدّد الأهالي، على "أننا ما زلنا نُطالب باستقلاليّة القضاء وكَف يد السياسيين عنه، وأصبحنا اليوم نطالب الدولة بإعادة الموقوفين الذين لم تنته جهة التوقيف من قبل القاضي بيطار، ونطالب أيضاً بتنفيذ كل مذكرات التوقيف السابقة وأي تبليغات أو مذكرات حاليّة وفوراً، وكما نطالب أن يسري القانون على جميع المطلوبين مثلما شمل أهالي ضحايا تفجير المرفأ".

أما في المشهد السياسي، فيبدو واضحاً أنّ المراوحة السياسية تحكم مجمل الوضع وليست هناك بوادر أي أمر داخلي أو خارجي لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي قريباً. وأمس، شدّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على "ضرورة إلتزام الجميع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، بدلاً من تعطيله بهدف فرض مرشح يريده الطرف المعطل". وخلال لقائه في معراب، السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا، أشار إلى أن "القوات تملك اكبر كتلة نيابية على الصعيدين المسيحي والوطني، ومع ذلك لم يترشح رئيس الحزب وذلك بهدف التسهيل، فدعم المرشح النائب ميشال معوض، الذي حصل على اكبر عدد من أصوات المعارضة". وقال: إذا كان هناك من مرشح آخر يتمتع بمواصفات معوض ويمكنه الحصول على أصوات اكثر منه، فلا مشكلة لدى القوات ولدى معوض نفسه"، موضحاً أنّ "ما يهم القوات هو مرشح يتمتع بالحد الأدنى من الحضور والهيبة والحس السيادي والإصلاحي. ونوّه جعجع "بالعلاقات التاريخية مع الكرسي الرسولي”، متمنيا ان “يتمكن قداسة البابا من حشد اكبر دعم اقتصادي وانساني للبنان بما له من تأثير معنوي، لاسيما لدى الدول الصديقة والقريبة من الفاتيكان".


في المقابل، تردّدت أصداء سلبية للغاية حيال كلام لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تحدث فيه عن "شعبنا" مميزا جمهور "حزب الله" عن اللبنانيين الاخرين من خلفية استقوائية فقال: "إنّ أعداءنا يحاولون تحويل الاستحقاق الرئاسي في لبنان إلى منصة للإمساك برئيس للجمهورية ينفذ سياساتهم، ويستكمل مشروعهم لتضييق الخناق على المقاومة". وشدّد خلال لقاء حواري في الجنوب، على "أننا لسنا نحن من يعطّل البلد، وإنما الذي يعطّله، هو من يضع يده عليه بنقده ومصارفه وسياساته وحصاره وعقوباته، ويمنع أن تصل الكهرباء إليه، وأن تأتي المساعدات إلى الشعب اللبناني"، لافتاً إلى أن الأزمة التي يعيشها لبنان، تُخرج أصواتاً تحت عنوان "بأنه لم نعد نحتمل"، ولكن هذه الأصوات تزرع التثبيط والإحباط عند الناس، وتخدم مشروع العدو الذي يريد أن ترتفع مثل هذه الأصوات لتسهم في تعديل موازين القوى".

كما توجّه رعد للبعض في لبنان بالقول "من يريد أن يصرخ فليصرخ حتى يشبع، فنحن مطمئنون بأن شعبنا لن يصرخ، لأنه شريك معنا في المعركة، كما أننا لسنا مجموعة منفصلة عنهم ونفرض إرادتنا عليهم، ومن يقول إن المقاومة ترهن طائفة وتأخذ البلد إلى المكان الذي تريد، فإننا نقول له بأننا في المقاومة رهائن تطلعات الناس وخياراتهم، والمقاومة جاهزة لما تتطلبه هذه التطلعات من تضحيات".

في غضون، ذلك تتفاقم تداعيات الازمات المالية والاجتماعية عشية أسبوع سيشهد الأربعاء المقبل اضرابا شاملا في كل لبنان بدعوة من الاتحاد العمالي العام. وأمس، نفّذ مرضى السرطان في اليوم العالمي لهم، وقفة احتجاجية تحت المطر وفي البرد، أمام السرايا الحكومية مطالبين بعدم رفع الدعم عن أدويتهم لانه سيتسبب بـ"مجزرة" في وقت اكد وزير الصحة فراس الأبيض أنّ دعمها سيستمر. ويعقد مجلس الوزراء جلسة غداً الاثنين لمحاولة إيجاد حلول للأزمتين التربوية والاستشفائية الطبية. إلى ذلك، يدخل قرار التسعير بالدولار في السوبرماركت حيز التنفيذ غداً الاثنين لوضع حد لمشكلة قفزات الدولار علما ان المواطنين سيسددون فواتيرهم بالليرة بحسب سعر صرف اليوم. واكد وزير الإقتصاد أمين سلام "اننا ندرس قراراتنا قبل أن نتخذها وموضوع التسعير بالدولار درس مع اقتصاديين"، مضيفاً: "الاثنين المقبل سنضع الآلية الواضحة حول موضوع التسعير بالدولار، وفي الآلية التي ستصدر، سنجبر السوبرماركت ان تضع في كل يوم سعر الصرف على بابها".

 

 

الأنباء: اثنين تربوي حاسم.. وأمل "باريسي" على خط الرئاسة

 

أزمة معيشية غير مسبوقة يعيشها اللبنانيون منذ بداية شباط الجاري، بالتوازي مع سريان العمل بالدولار الجمركي بسعر ١٥ ألف ليرة بدلاً من ١٥٠٠ ليرة الذي بقي ساري المفعول على مدى ٢٦ عاماً، فضلاً عما يعكسه هذا القرار من تداعيات على الفئات المتوسطة والفقيرة وذوي الدخل المحدود، أما المعضلة الثانية فجاءت على خلفية ما أعلنه وزير الاقتصاد امين سلام بدولرة اسعار السوبرماركت ابتداءً من يوم غد الاثنين، وذلك بالتزامن مع جنون الدولار والارتفاع المفرط في اسعار المحروقات وسائر السلع الاستهلاكية، فتتحمّل الفئات الفقيرة التي لا تملك من الدولار الا اسمه، عواقبَ موجعة على جيوبهم، تحت وطأة الوضع المعيشي الصعب.

وفي الوقت الذي يعقد مجلس الوزراء جلسته الثالثة مطلع الاسبوع وعلى جدول أعماله ٢٩ بنداً، وهي بنود تعتبر ضرورية وملحة، وأبرزها الملف التربوي لإقرار مطالب الاساتذة والمعلمين انقاذاً للعام الدراسي، وبالتزامن مع جهد كبير قام بها الحزب التقدمي الاشتراكي على هذا الصعيد كما الملف الصحي وضمان استمرار الدعم على أدوية السرطان، يتطلعُ اللّبنانيون بكثير من الامل الى نجاح المساعي التي يقوم بها وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط لاخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة من أجل استنباط أفكار جديدة تؤدي في النهاية الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ينتظم من خلالها عمل مؤسسات الدولة وتمهد للشروع بتنفيذ الاصلاحات ومعالجة الازمة المالية والاقتصادية.

تزامناً، تتجه الأنظار الى اللقاء الخماسي حول لبنان في باريس، حيث اعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب نزيه متى ان القضية اللبنانية أصبحت بنهاية المطاف بين أيدي الدول الصديقة للبنان، لذلك نأمل من هذه الدول أن تتلاقى بأسرع وقت على ايجاد حل يقود الى انتخاب رئيس للجمهورية، فالوضع في لبنان لن يستقيم من دون رئيس جمهورية شرط ألا يكون هذا الرئيس ينتمي الى محور الممانعة وتصبح القضية اللبنانية من جديد بمتناول دول محيطة.

النائب متى لفت في حديثٍ الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى ان مسعاهم كتكتل جمهورية قوية يندرج باطار لبننة الاستحقاق ضمن فريقين متنافسين ولكلّ منهما مرشحه، فتجري العملية الانتخابية وينجح مَن ينجح، مضيفاً "نحن لدينا مرشحنا وهو النائب ميشال معوض ولو كان لفريق الممانعة مرشحه لكنّا انتخبنا رئيساً للجمهورية من الجلسة الأولى لكن بقاء الامور على ما هي عليه يعرفها القاصي الداني".

وحول الاسماء الثلاثة المقترحة لرئاسة الجمهورية، وهي قائد العماد جوزف عون والوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين كحل للخروج من المأزق، أشار متى إلى أن ليس لديهم مشكلة مع أحد شرط أن ينتمي الى الفريق السيادي، حتى أن النائب معوض أبدى استعداده للانسحاب لأي مرشح تتفق عليه المعارضة لأنه لا يمكننا الانتقال الى مرشحٍ آخر، يحصد ذات الأصوات التي نالها معوض، إذ إنَّ على المرشح البديل أن يؤمن بالحد الادنى ٦٠ صوتاً.

وعن موقف التكتل من ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، ذكّرَ متى بموقف القوات ورئيسها وخلاصتها أن قائد الجيش رجل أبدى في كل تصرفاته وفي قيادته المؤسسة العسكرية انه يلعب الدور الوسطي الحكيم الذي يؤهله ان يكون رئيس جمهورية، لكن انتخابه يتطلب تعديل الدستور، أما بالنسبة للأسمين الاخرين فيتطلبان نقاشاً حول رؤيتهم ومشروعهم لإنقاذ لبنان.

من جهته، أشار النائب السابق فارس سعيد في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية الى أن عقد مؤتمر في باريس من أجل لبنان هو اعادة تأكيد للبيان الذي صدر في ٢٣ ايلول ٢٠٢٢ الذي شدّد على انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، فضلاً عن أنَّ على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يحترما اتفاق الطائف وقرارت الشرعية الدولية بشأن لبنان ١٥٥٩ و ١٥٩٥ و١٧٠١ و١٧٧٥ فإذا أراد اللبنانيون انتخاب رئيس جمهورية على هذا الأساس يجب أن يأتي من ضمن هذه المواصفات وبذلك يكون انقاذ لبنان، أما إذا أرادوا ان يكون الرئيس بمواصفات ايرانية فنكون قد مددنا الازمة ست سنوات جديدة، ويكون لبنان قد انهار بالكامل.

وإذ استبعد سعيد دخول المشاركين في المؤتمر بأسماء المرشحين، اعتبرَ أنَّ لا أسماء ولا تسوية بل مواصفات عامة، وهذا برأيه يضعف الاجتماع والسبب يعود إلى أنه عندما كانت فرنسا على علاقة جيدة وممتازة مع ايران كان بإمكانها الضغط على ايران لانتخاب رئيس جمهورية، لكن بعد دخول ايران في الحرب ضدّ أوكرانيا أصبح هناك فتور في العلاقات وأصبحت حرب وجود بالنسبة لفرنسا والغرب، وبذلك فلن يكون هناك تأثير من جانب فرنسا باتجاه ايران أمام هذا الحصار التي تعتبره ايران مفروضاً عليها.

وختمَ سعيد لافتاً إلى وجود طريقين إمّا ان تذهب ايران باتجاه الليونة وتسهل انتخاب الرئيس أو ترد بالخشونة وتعطّل الإنتخاب كما فعلت سوريا بعد صدور القرار ١٥٥٩ بفرض التمديد للرئيس لحود، ومتوقعاً ان لبنان يتجّه الى وضع صعب جداً.

ومع انتظار ما ستؤول إليه المبادرات من تحريك للعجلة الرئاسية، وما إذا كان إجتماعُ باريس الإثنين سيُثمر حيويةً إيجابيةً، يتخبطُ المواطن في الضغوطات الحياتية حتّى قاده المطاف إلى تهديد أمنه الصحي في بلدٍ باتَ عاجزاً عن تأمين الحدّ الأدنى من حقوق الإنسان.

 

 

الديار: لقاء باريس الخماسي: تحفظ سعودي مسبق على الانخراط بالاستحقاق الرئاسي... وواشنطن تناور
المساعي الحوارية الداخلية تصطدم بالتصعيد... وحزب الله يتهم الفريق الاخر بتعطيل البلد
الحوار المسيحي في بكركي: القوات ترفض منح غطاء لباسيل... والتيار ينتظر الدعوة

 

 تتجه الانظار غدا الى باريس واللقاء الخماسي الذي سيعقد فيها لبحث الملف اللبناني بما فيه الاستحقاق الرئاسي. لكن المعطيات لاتشي بانه سيخرج بقرارات او مواقف حاسمة بشأن هذا الاستحقاق المعلق على انقسامات الداخل وتحاذبات الخارج.

وصار معلوما، كما اشارت « الديار « منذ اسبوعين ان اللقاء لن يدخل او يناقش في الاسماء المرشحة او المقترحة، وسيؤكد على المواقف السابقة الداعية الى ان يحسم اللبنانيون بانفسهم هذا الامر .

وسينعقد اللقاء على مستوى مديري الخارجية ومسؤولي متابعة الملف اللبناني في كل من فرنسا، والولايات المتحدة الاميركية، والسعودية، ومصر، وقطر . ولن يقتصر البحث على الاستحقاق الرئاسي، وانما سيتناول ايضا الوضع المتردي على الصعيدين الاقتصادي والمالي وتداعياته على اللبنانيين.

وقال مصدر سياسي بارز امس لـ»الديار»: انه من غير المتوقع ان يخرج المجتمعون بمواقف او قرارات حاسمة حول الاستحقاق الرئاسي، لكنهم ربما يصدرون موقفا متشددا يحمل الاطراف اللبنانية مسؤولية استمرار الفراغ الرئاسي وما نجم وينجم عنه، ويؤكدوا مجددا على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

ولا يستبعد المصدر ان يؤكد اللقاء على ما يمكن وصفه بخارطة طريق انقاذية تبدأ بانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة قادرة على ترجمة برنامج اصلاحي انقاذي يتواءم مع مطالب وشروط صندوق النقد الدولي .

واضاف المصدر ان الموقف السياسي للقاء سيكون مستوحى من المواقف السابقة ومنها المبادرة الكويتية التي تبناها العرب عموما ودول الخليج خصوصا.

وقال « علينا ان ندرك جيدا انه لن يأتينا المن والسلوى من الخارج. صحيح ان اللقاء يشكل محطة لتوجيه رسالة للبنان بانه ما زال موضع اهتمام ومتابعة دولية وعربية، الا انه لن يخرج يقرارات عملية اكثر من الاستعداد للاستمرار في تقديم مساعدات اغاثية محدودة.

ما الذي يحول دون ذهاب اللقاء الخماسي الى مواقف اكثر حسما وفاعلية بشأن الاستحقاق الرئاسي؟

المعلومات المتوافرة لـ»الديار» من مصادر دبلوماسية ان المملكة العربية السعودية ما زالت على موقفها لجهة انها لا ترغب في الانخراط المباشر بالاستحقاق الرئاسي، وتفضل عدم الغوص في اللعبة الرئاسية اللبنانية الداخلية.

وتضيف المعلومات ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عكس هذا الموقف خلال لقائه مؤخرا مع وزيرة الخارجية الفرنسية، مشيرا الى ان المملكة لا ترغب الدخول في الاسماء المرشحة او المقترحة، وانها ترى ان على اللبنانيين ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذا الاستحقاق، وستتعامل المملكة مع النتائج وفق النهج الذي سيعتمده الرئيس الجديد اكان على الصعيد الاصلاحي الداخلي ام على صعيد السياسة مع الخارج والعلاقة مع الاشقاء العرب والمجتمع الدولي.

ولا يختلف الموقف الاميركي كثيرا عن الموقف السعودي، حيث جدد مسؤولون اميركيون كما نقل عنهم نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب بان واشنطن ليس لها مرشح رئاسي وهي لا تدخل في الاسماء.

لكن مصدرا سياسيا لفت ان واشنطن من خلال تعاطيها مع الازمة ومواقفها تبدو بشكل واضح انها تمارس سياسة المناورة وغير مستعجلة لانجاح المسعى الفرنسي.

التحرك الداخلي واجواء عين التينة
وفي شأن التحرك الداخلي المتصل بالاستحقاق الرئاسي فان المشاورات والمساعي التي جرت على محاور عين التينة وكليمنصو وبكركي في الاسبوعين الاخيرين مرشحة للاستمرار في الايام المقبلة على ضوء ما سيصدر عن اللقاء الخماسي في باريس . لكن مصدرا مطلعا ابلغ « الديار «امس ان هذا الحراك الناشط لم ينجح في احداث خرق جدي في جدار ازمة الاستحقاق الرئاسي، لا سيما في ظل ارتفاع سقوف المواقف السياسية عند بعض الاطراف وأخرها إعلان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل في افتتاح المؤتمر العام للحزب بحضور ومشاركة اطراف المعارضة عن تعطيل انتخاب الرئيس بحجة منع المجيء برئيس موال لحزب الله.

وصار معلوما ان الرئيس بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية تكون نسخة عن الجلسات الـ١١ السابقة، وانه سيواصل مشاوراته وحركته للخروج من هذه الدوامة من خلال تامين المعطيات التي تؤدي الى تحقيق الحد الادنى من التوافق الذي يفسح في المجال امام انتخاب الرئيس الجديد.

وفي هذا الصدد قالت مصادر قريبة من عين التينة لـ «الديار» امس ان الازمات الكبيرة التي تعصف في البلاد والتداعيات الناجمة عنها تفترض ان تشكل حافزا قويا للتوافق بدلا من رفع سقوف الخطابات السياسية.

واضافت انه انطلاقا من هذا الموقف فان الرئيس بري سيواصل جهوده ومشاوراته لتغليب الاجواء المناسبة من اجل عقد جلسة انتخاب في اجواء ايجابية تنتج الرئيس الجديد.

وحرصت المصادر على عدم الدخول او التعليق على التكهنات والبوانتاجات التي تصدر في بعض وسائل الاعلام حول هذا المرشح او ذاك، لافتة الى الحديث عن الارقام هو مجرد تكهنات اعلامية، والمهم هو تضييق مساحة الخيارات من خلال تعزيز النهج التوافقي على حساب التصعيد السياسي.

بكركي والحوار المسيحي
على صعيد آخر قالت مصادر مطلعة لـ»الديار» امس ان بكركي بعد حركة المشاورات التي اجرتها مؤخرا في شان الاستحقاق الرئاسي، بدأت تجري جوجلة تمهيدية لرعاية الحوار المسيحي - المسيحي الجامع بين القوى كافة من اجل البحث في توفير الفرص للدفع باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية والخروج من الازمة القائمة.

واضافت ان هذه الجوجلة تأخذ بعين الاعتبار ازالة التحفظات المتبادلة بين الافرقاء المسيحية لا سيما بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وعدم التسرع في الدعوة قبل ضمان نجاح دعوتها ومبادرتها وان لا تكون دعستها ناقصة.

وفي هذا المجال علم ان تكتل الجمهورية القوية سيناقش هذا الموضوع ومواضيع اخرى في اجتماع له اليوم، لكن من المستبعد ان يصدر موقفا منه قبل توجيه الدعوة المرتبطة اصلا بانضاج بكركي لظروف نجاحها. ويسود جو بان القوات اللبنانية لا تريد ان يكون هذا الحوار وسيلة يستفيد منه جبران باسيل لكسب غطاء له.

وقال مصدر نيابي في القوات اللبنانية لـ»الديار» امس « نحن لسنا ضد دعوة بكركي للحوار، لكن لسنا مع اية دعوة، فالدعوة للحوار التي لن تؤدي الى نتيجة ايجابية يمكن ان تسيء لبكركي وللوضع بشكل عام».

واشار الى ان البعض الذي ينتقده غبطة البطريرك ضمنا، يريد ان يأخذ شرعية لموقفه تجاه الاستحقاق الرئاسي من هذا الحوار، وان يكسب غطاء من بكركي لمواقفه».

واوضح انه سيكون لتكتل الجمهورية القوية موقف واضح في حال وجهت بكركي الدعوة للحوار المسيحي، مع العلم اننا نتعامل مع هذا الاستحقاق من منطلق ومعيار وطنيين باعتبار ان الازمة ناجمة عن خلاف بين من يريد اعادة الاعتبار للدولة وبين من يتجاوزها . ونحن مرتاحون لطروحاتنا وموقفنا من الاستحقاق الى جانب حلفائنا المسيحيين والمسلمين . ونرفض تصوير الازمة على انها ناجمة عن الخلاف المسيحي - المسيحي.

وفي المقابل قال مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ» الديار « : ان فكرة الحوار المسيحي - المسيحي نحن من دعونا لها وطالبنا بها من منطلق تعزيز الموقف المسيحي لانتخاب رئيس يحظى بدعم مسيحي كجزء اساسي من التمثيل الوطني. لكن يجب التحضير لمثل هذا الحوار ليكون هناك جهوزية من الجميع للانخراط فيه وانجاحه، اذ ان فشله سينعكس سلبا ولن يؤدي الغرض منه.

واضاف « نحن نقدر دور بكركي وما تقوم به من جهد في هذا المجال، لكن نجاح مسعاها لا يتوقف عليها فقط بل على تجاوب القوى المسيحية وارادتها في انجاح هذا الحوار. ومما لا شك فيه ان مسعى بكركي هو موضع اهتمام وتقدير كبيرين، لكن هناك حاجة لدرس صيغة توجهات اللقاء الحواري لان في ذلك ضمانات لنجاحه «.

حزب الله : لا يمكن فرض اسم الرئيس من الخارج
وامس حمل حزب الله على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الفريق الآخر مسؤولية تعطيل البلد، وقال « لسنا نحن من نعطل البلد وانما الذي يعطله هو من يضع يده عليه بنقده ومصارفه وسياساته وحصاره، ويمنع ان تصل الكهرباء اليه وان تأتي المساعدة للشعب اللبناني».

واذ اشار الى محاولات زرع الاحباط عند الناس تحت عنوان « لم نعد نحتمل»، قال « من يريد ان يصرخ فليصرخ حتى يشبع، فنحن مطمئنون بان شعبنا لن يصرخ لانه شريك معنا في المعركة «.

وعشية لقاء باريس قال النائب حسن فضل الله « ان كل الحراك الذي يجري في الداخل لم يتوصل الى توافقات حتى الان. ونحن لسنا ممن ننتظر الخارج، ولا يمكن للخارج ان يفرض علينا اي اسم، ونحن نريد ان يبقى الاستحقاق الرئاسي وطنيًا لبنانيا. لو اجتمعت كل دول العالم لتفرض اسما على اللبنانيين لن تستطيع ان تفعل ذلك».

مجلس الوزراء غدا
على صعيد آخر يعقد مجلس الوزراء جلسة له صباح الغد للبحث في عدد من البنود الملحة ابرزها الملف التربوي في ظل التردي الكبير لهذا القطاع والحاجات الضرورية المتعلقة بمطالب المعلمين وتمكين الجامعة اللبنانية من الاستمرار واداء دورها.

كذلك يبحث المجلس في الوضع المتردي للقطاع الصحي ايضا لا سيما سبل استمرار دعم ادوية السرطان والامراض المستعصية، ومعالجة مشاكل المستشفيات والاستشفاء.

وسيتناول ايضا بنودا كانت مؤجلة من الجلسة السابقة ومنها ملف النفايات.

وقالت مصادر وزارية ان هناك ضغوطا وتداعيات كثيرة ناجمة عن الانهيار الذي تشهده البلاد، مشيرة الى ان انعقاد جلسات حكومة تصريف الاعمال واجبة ومسؤولية وطنية.

 


الشرق الأوسط: الحراك اللبناني لانتخاب رئيس يراوح مكانه والعين على لقاء باريس

 

 في وقت تتجه فيه الأنظار في لبنان إلى ما سيحمله اللقاء الخماسي الذي تستضيفه باريس من أجل لبنان، غداً الاثنين، ويضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، لا يبدو أن كل الجهود واللقاءات التي تعقد بين الأفرقاء في الداخل أدت إلى نتيجة حتى الساعة، وهو ما أعلن عنه صراحة أمس النائب في «حزب الله» حسن فضل الله، في وقت أكد وزير الإعلام زياد مكاري، المحسوب على «تيار المردة»، أن رئيس التيار سليمان فرنجية ليس مرشح الشيعة لرئاسة الجمهورية.
وعد مكاري، في حديث إذاعي، أن «الداخل فشل في انتخاب رئيس للجمهورية، بالتالي الموضوع يترحل إلى الخارج والارتباط بأجنداتهم»، لافتاً إلى أن «صفات الرئيس موحدة لدى جميع الفرقاء، لكن من سيجمع كل هذه الصفات؟».
واعتبر أن «نظرية الأقوى طائفياً فشلت، وهذا ما حدث في عهد الرئيس ميشال عون»، مستبعداً من جهة أخرى اتفاق المسيحيين على مرشح للرئاسة في حال اجتمعوا في بكركي، ومؤكداً أن «المردة»، «مع كل حوار ينتج رئيساً توافقياً ويجمع سياسياً وطائفياً». وفي حين لفت إلى أن «انتخاب الرئيس مسألة وطنية ليجمع ويحكم بين الجميع وليس فقط للمسيحيين في البلد»، اعتبر أن «(حزب الله) لا يمكن أن يأتي برئيس للجمهورية ولكن يمكنه تعليق وصول الرئيس».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان فرنجية مرشح الشيعة، رفض مكاري هذا الأمر، وقال «هو مرشح إلى رئاسة الجمهورية، والسنة يدعمونه للعديد من الاعتبارات، لكن هناك إشكالية بالأصوات المسيحية، وإذا أردنا الاتكال على (التيار الوطني الحر) و(القوات اللبنانية) ليتفقا على انتخاب رئيس، فهذا مستحيل، وسبق أن فعلوها وفشلوا»، لافتاً إلى تباعد بين جنبلاط وفرنجية، ومعتبراً أن ترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة انتهى.
وعد رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، أن «الظروف السياسية الراهنة هي أكثر خطورة مقارنة بالمراحل الأخيرة التي مر بها لبنان على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، وربما الأمنية»، ولفت إلى أن «مبادرة (الحزب التقدمي الاشتراكي) هي لإنهاء تلك المرحلة وفتح آفاق جديدة تكرس الوصول إلى شخصية لا تعيق إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا تحدياً للآخر، ومقبولة عربياً ودولياً».
وفي تصريح على هامش استقبالات السبت في قصر المختارة، لفت النائب جنبلاط إلى أن «الممر الإلزامي لإنقاذ لبنان مما يتخبط فيه من أزمات متفاقمة، يبدأ باستحقاق رئاسة الجمهورية لوقف التصدُع الذي أصاب مؤسسات الدولة وعلاقات لبنان بالمجتمع الدولي، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة، للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتالياً بلوغ مرحلة النهوض اللازمة».
في المقابل، تحدث النائب في «حزب الله» حسن فضل الله، في احتفال في جنوب لبنان عن انتخابات رئاسة الجمهورية، وقال: «من موقع قراءتنا الدقيقة للتوازنات والتركيبة وأعداد النواب ومواقف القوى السياسية، دعونا منذ اليوم الأول إلى أن تجتمع الكتل النيابية مع بعضها البعض، وتتناقش وتتوافق وتضع المعايير الوطنية، ونحن من جهتنا، نبحث عن شخص بمواصفات وطنية، واحدة منها أن لا يطعن المقاومة بظهرها، وفي الوقت نفسه، أن تكون لديه القدرة على تقديم البرامج الإنقاذية، والتواصل مع بقية الكتل والقوى اللبنانية، والقدرة على الحديث مع الجميع والتواصل مع الخارج، وما نقوم به من لقاءات واتصالات هو لتوفير الظروف لوصول رئيس بهذه المواصفات».
وعدَّ أن «كل الحراك الذي يجري في الداخل، لم يتوصل إلى توافقات حتى الآن، ونحن لسنا ممن ينتظر الخارج، ولا يمكن للخارج أن يفرض علينا أي اسم، ونحن نريد أن يبقى هذا الاستحقاق وطنياً لبنانياً، وبالتالي، لو اجتمعت كل دول العالم لتفرض اسماً على اللبنانيين، لن تستطيع أن تفعل ذلك، وإذا اتفقت غالبية المجلس النيابي على اسم وطني، فإنها تستطيع أن تفرضه على الداخل والخارج، وأن توصله إلى الرئاسة».
ويسجل في الفترة الأخيرة حراك بين بعض الأفرقاء اللبنانيين على خط انتخابات الرئاسة، لا سيما منها التي يقوم بها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ورئيس البرلمان نبيه بري، وقد عقدت اجتماعات ثنائية عدة في هذا الإطار، لكن رغم تعويل البعض عليها لم يعلن عن تقدم أو نتائج عنها مع تمسك كل طرف بشروطه، رغم إعلان «الاشتراكي» أن قائد الجيش العماد جوزيف عون يتصدر لائحة المرشحين. من هنا تتجه الأنظار إلى ما سيحمله اجتماع باريس غداً الاثنين، رغم اقتناع ومعرفة المسؤولين في لبنان أنه لن يخرج عنه موقف حاسم لجهة هوية المرشح لرئاسة الجمهورية، إنما سيناقش ما يمكن اعتباره مواصفات عامة للرئيس المقبل.

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية