مصادر أميركية: إسرائيل إتخذت قرارها بالحرب على لبنان
الرئيسية أمن / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 23 25|01:02AM :نشر بتاريخ
أشار الصحافي الأميركي في مجموعة ibc الأميركية ماريو نوفل نقلاً عن مصادر "متعددة وموثوقة داخل وزارة الخارجية الأميركية"، إلى أن "الضوابط التي كانت تحافظ على الوتيرة البطيئة المترهلة للوضع القائم في لبنان تتلاشى بسرعة، فيما تحصل إسرائيل بسرعة على إجماع دولي لدعم حملة قصف محددة لكنها عنيفة ضد ما تبقّى من القدرات العسكرية لحزب الله". وفي إحاطة عبر منشور في حسابه على "إكس" رأى نوفل أنه "من المتوقع أن تزداد الغارات الجوية خلال الأسابيع المقبلة، بعد زيارة البابا بقليل، بما لا يقل عن عشرة أضعاف من حيث الشدة"، رداً على السؤال المتداول حاليا "هل الحرب الجديدة قادمة؟".
وبحسب نوفل: "العنصر المركزي في هذا المشهد هو معلومات استخبارية حديثة ومقنعة تفيد بأن حزب الله تمكّن من عرقلة عمليات التفتيش العسكرية اللبنانية، ومنع عمليات نزع السلاح، ويمضي بسرعة مقلقة في إعادة بناء ترسانته ومستودعاته، خصوصًا في مجال الطائرات المسيّرة الرخيصة لكنها القاتلة والفعالة". وعليه فإن "الإجماع في واشنطن هو أنه لا توجد أي طريقة لردع إسرائيل عن شن حملة عسكرية جديدة تهدف إلى القضاء على التقدّم الأخير الذي حقّقه حزب الله". وقال "لقد نفد صبر واشنطن رسميًا"، وتابع: "فقد ألغت إدارة ترامب بشكل مفاجئ جميع الاجتماعات المقررة مع قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل قبل ساعات من موعد مغادرته إلى واشنطن هذا الأسبوع. واضطرت السفارة اللبنانية إلى إلغاء حفل كان مُعدًا على شرفه، فيما توقف المسؤولون الأميركيون عمليًا عن التواصل مع القيادات اللبنانية تمامًا".
وتابع بالقول: "السيناتور ليندسي غراهام هاجم الجهد الضعيف، شبه المعدوم لنزع سلاح حزب الله، واصفًا الجيش اللبناني بأنه استثمار غير جيد للولايات المتحدة. وكذلك أضافت السيناتور جوني إرنست هجومها قائلة إن هيكل "يُلقي اللوم على إسرائيل بطريقة مُخزية" بدلًا من انتهاز الفرصة لإنقاذ لبنان من هيمنة حزب الله".
فما الشرارة التي أشعلت الأزمة؟
يشير نوفل إلى "بيان صادر عن الجيش اللبناني وصف إسرائيل بأنها "العدو" — وهو مصطلح اعتيادي في لبنان منذ حالة الحرب القائمة منذ 1948 — وأدان الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية بعد أن أطلق جنود إسرائيليون النار على قوات حفظ السلام.
وقد رُفع الموضوع مباشرة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يشرف على كل المساعدات العسكرية للبنان، مما يضع أكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات في مهب الريح". ويقول بإن "الأميركيين غاضبين من أن القيادة اللبنانية — باستثناء رئيس الحكومة نواف سلام — لم تستوعب خطورة الوضع أو تتصرف بالسرعة التي تطلبها واشنطن، رغم تلقيها معلومات استخبارية مباشرة حول إعادة تسلّح حزب الله بوتيرة مذهلة".
ويضيف: "لقد مُنح لبنان صفقة عمره: دعم غير محدود للجيش والرئاسة، حزم هائلة لإعادة الإعمار الاقتصادي، وحلول للأزمة المصرفية والفساد. وكل ما عليه فعله هو الدخول في مفاوضات مباشرة وجدية مع الإسرائيليين. إنها أفضل فرصة يحصل عليها لبنان في تاريخه، وأفضل بكثير من مفاوضات الغاز التي كانت تميل بشكل كبير لصالح إسرائيل".
ويتابع نوفل "ولكن مجموعتين متطرفتين تحرقان كل شيء. إيران تستخدم كل أدواتها للحفاظ على نفوذها عبر الفوضى. فهي تضغط على حزب الله وعلى المصالح اللبنانية المرتبطة بها لرفض أي مفاوضات مع إسرائيل، رغم أن القبول كان سيجعل لبنان بلدًا مزدهرًا. إيران لا تريد الحلول؛ تريد حربًا دائمة وانقسامًا دائمًا لأنها الطريق لضمان نفوذها. من الجهة الأخرى، يسيطر الوزيران الإسرائيليان المتطرفان سموتريتش وبن غفير على نتنياهو".
ويضيف: "قبل يومين فقط، دخل نتنياهو جنوب سوريا من دون أي دعوة، متجولًا وكأنه يملك المكان، مستفزًا الجميع بينما يحاول كوشنر بكل جهده الحفاظ على تماسك التحالفات الهشّة".
في المقابل، يظهر القائد السوري الجديد شَرَعَة انضباطًا وتقدّمًا لافتًا، رافضًا الانجرار للاستفزاز رغم الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية.وذلك لأنه قدّم التزامًا شخصيًا للرئيس ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي أردوغان بفتح صفحة جديدة، وفتح اقتصاد سوريا المتعلّم والصناعي أمام الازدهار العالمي، والسعي للسلام مهما كلّف الأمر، حتى لو تطلّب الأمر محادثات مباشرة مع نتنياهو".
وماذا يحصل مقابل ذلك؟
يتابع نوفل: "إهانة كاملة من قبل "صقور الحرب" في إسرائيل. سوريا ملتزمة بأن تكون شريكًا مسالمًا في أي إطار سلام إقليمي. وفي الوقت نفسه، تضغط الولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج والأمم المتحدة بجنون لدفع لبنان نحو مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. ومعظم اللبنانيين، بحثًا عن الاستقرار ومصلحة الاقتصاد، يرحبون بذلك. حتى شريحة من الشيعة بدأت تتشكل كـ”كتلة صامتة” داعمة لمسار سلمي. لكن إيران تواصل عرقلة كل خطوة، وتمنع حليفها من الازدهار. والأقسى من ذلك؟ إن كوشنر، عبر مبعوثيه ستيف ويتكوف وتوماس باراك، نجح في تقريب القطريين والسعوديين والإسرائيليين المعتدلين والفلسطينيين بشكل لم يتوقعه أحد".
وخاتماً: "والآن تستعد إسرائيل لتصعيد ضخم في لبنان، مما قد يدمّر شهورًا من الدبلوماسية الدقيقة. ولا شيء يقول "نحن جادون بشأن السلام" مثل الاستعداد لقصف جارك حتى الخضوع بينما تقوم في الوقت ذاته بقطع جميع قنوات التواصل الدبلوماسي".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا