باسيل: ما حصل مع الجيش وقائده قمة التخلي السياسي عنه
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Nov 23 25|23:37PM :نشر بتاريخ
أشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الى أن "ما حصل مع الجيش وقائده هو قمة التخلي السياسي عنه، لا بل الطعن السياسي فيه، وهو مؤشر واضح على مدى حاجة الجيش الى الاحتضان الداخلي من شعبه وليس لمواجهة مع شعبه"، لافتاً الى أنه "بحاجة الى حماية من شعبه حتى يستطيع أن يحمي شعبه". وأكد "اننا نرفض أن ترموا فشلكم على الجيش وتحملوه مسؤوليات بلا امكانيات وأن يستعمل سياسياً بألاعيب تحصل في الداخل وبأكاذيب تحاك من الخارج وأن يُترك بمواجهة الازمات".
وقال في كلمة القاها خلال احتفال تكريم العسكريين المتقاعدين بذكرى الاستقلال: "نجتمع اليوم ليس فقط لنحتفل بذكرى استقلال عمره 82 عاماً بل لنكرمكم انتم الابطال الذين قاتلتم مئة مرة لتحافظوا على استقلال استُردّ ولتستعيدوا استقلالاً ضاع. نجتمع لنخبر قصّة وطن ولد وعاش من تضحياتكم وتضحيات كل الاجيال التي قاتلت وناضلت من أجل الاستقلال".
وشدد باسيل على أن "الجيش ليس وحده، نحن الى جانبه وشعبه الى جانبه ولن نسمح للميليشيات ان تنتعش وتعيش لمد يد الغدر عليه. الميليشيات التي صوّبت بنادقها عليه بالداخل في السابق وتصوّب سهامها عليه في الخارج بالكلام المسيء وبالتقارير"، معتبراً أن "كتبة التقارير هم أنفسهم الفسيدين الذين فسدوا على رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، وفسدوا عليّ وساهموا في فرض العقوبات واليوم يفسدون على رئيس جمهوريتنا جوزاف عون، ويفسدون على الجيش اللبناني بواشنطن".
وأضاف: "يجب أن يعرف كل محبي الجيش أن هذه الميليشيا تبخّ السمّ على الجيش وليس من اليوم بل منذ سنوات، وفي داخل الكونغرس تجوب المكاتب وتنظم تجمعاً من النواب والشيوخ لوقف المساعدات عن الجيش. ويكذبون حين يتحدثون عن حصرية السلاح بيد الجيش وهم يريدون تلفه وتفجيره أو اعادته الى ايران لكن بنظرهم يجب ألا يأخذه الجيش اللبناني بحجة أنه سيقع بيد شيعة، وبالتالي كل هدفهم ألا يتسلح الجيش وألا يواجه بل يريدونه فقط أن يتفرج على عملهم الميليشيوي كما أيام الحرب".
وأوضح باسيل أن "المحاضر موجودة والتواريخ معروفة منذ أيام سفيرنا في واشنطن غابي عيسى والقائم بالأعمال الأخير وهم يبخون السم ويكتبون تقارير ويحرّضون على الجيش"، قائلاً: "يريدون انهاك الجيش ويكون بلا امكانات والقضاء عليه وأن يستنزف بمواجهة داخلية مع أهله وضباطه. يريدونه أن ينفذ ورقة مفروضة عليه من الخارج عوضاً عن أن يكتب مع الحكومة استراتيجية دفاعية وهو يقودها ولا يكون أحد أطرافها ومتفرجاً عليها. هو يقودها ويحصر السلاح بيده والاهم يحصر الامرة العسكرية بيده والامرة السياسية تكون للدولة وليس لدول عدوة أو شقيقة بعيدة أو جارة، القرار والامرة هو للبنان وشعبه وكرامته وجيشه".
ولفت الى أن "الاستقلال ليس مجرد ذكرى من الزمن بل هو الزمن لأنه بحاجة الى صيانة والى الاستمرار، فالحفاظ على الاستقلال أصعب من الحصول عليه"، مشيراً الى أن "الاستقلال هو ثلاثة أجيال، الجيل الذي حارب منذ أيام أجدادنا، الجيل الذي ورث الاستقلال ولا يزال يحارب ليحافظ عليه والجيل الذي يريد أن يرث منا نضالنا للاستقلال حتى نبني مستقبل لبنان أفضل. ويمكن أن يفرّق هذه الاجيال الزمن ولكن تجمعها الامانة، أمانة الاستقلال".
وتحدث عن جيل الميدان، مشيراً الى الجيل الذي انتزع الاستقلال من "الانتداب" ومن "الاحتلال" ومن "الوصاية" يوم كان الوطن بلا درع، مضيفاً: "حملتم السلاح على الجبهات دفاعاً عن ارض كانت ستضيع. واجهتم وأديتم واجبكم بالميدان وصمدتم يوم انهار كل شيء وكنتم أنتم درع الوطن ولولا صمودكم لكان سقط الوطن. أنتم الإستقلال لأن الاستقلال هو عندما يقف الانسان بأًصعب الاوقات. انتم لستم فقط جزءاً من المؤسسة العسكرية وتاريخها فأنتم جزء من التيار وتاريخه".
وذكّر بأن "التيار ولد من رحم مؤسسة الجيش ومن عهد قائد حمل الوطن على أكتافه عندما تخلى عنه الجميع ومن مدرسة وطنية لا تموت اسمها الجنرال ميشال عون"، مؤكداً أن "تاريخ التيار السياسي فخر له، وفخره أيضاً جذوره الوطنية وأنه حمى الوطن ليس فقط بالكلام بل بوقفات الشرف. ومسيرة الشرف هي نفسها لجيشنا الوطني الذي صمد رغم الجوع والامكانيات المحدودة والتخلي السياسي عنه".
وتابع: "الجيل الثاني هو جيل الصمود وجيل اليوم، الذي لم يختر ولم يصنع الانهيار، هو جيل وضع على خط النار من دون أن يطلق طلقة واحدة، هذا جيل التيار الذي لم يطلق النار على وطني ودائما كان يواجه الاجنبي الذي يعتدي عليه. هذا الجيل وجد نفسه في معركة أصعب من الحرب، هي حروب بأوجهها العديدة، معركة الانهيار الاقتصادي، معركة الليرة والدولار، معركة النزوح واللجوء، معركة الهجرة، معركة وطن بحاجة لمن يبقى فيه وليس ليهاجر وشبابه لا يستطيعون لا البقاء فيه ولا الهجرة منه".
ورأى أن "لبنان يعيش انهيار الدولة لأنه محكوم بمنظومة سياسية مالية ترفض المحاسبة والاصلاح، تعد باصلاح يتحول الى اخراج رئيس المنظومة المالية سارق أموال كل اللبنانيين. سجن رياض سلامة هو أوتيل خمس نجوم والمحاسبة بالنسبة اليهم هي سجن بأوتيل مع سيجارة والخروج منه هو بكفالة 14 مليون دولار كاش من مصدر مشبوه وبطريقة مشبوهة مناقضة لكل الأصول ومهينة لكل كاتب عدل يطلب منه ما يطلب اليوم، ولكل مواطن يقوم بمعاملة مصرفية بحاجة الى اثبات ليس 14 مليون دولار بل 14 دولاراً الذي عليه اثبات مصدرها اذا أراد دفعها كما 14 دولاراً التي تخص النائب سيزار أبي خليل لأنه حمى أموال الدولة من المبتزين".
وقال باسيل: "هذا فسادنا هو وزير آدمي غُرم بـ14 دولاراً لأنه يحمي أموال الدولة أما فسادهم فهو 14 مليون دولار على حاكم هو رأس منظومتهم الفاسدة، هؤلاء شبابنا الذين يواجهون أخطر تحد على وطنهم، أولاً النزوح السوري وكذب السلطة بأرقامها وخططها السخيفة التي تتحدث عن عودة طوعية ومستدامة ولم تعد من خلالها أكثر من 20 ألفاً، وثانياً ازمة اللجوء الفسلطيني وكذب السلطة حول نزع سلاح المخيمات الذي كشفته جريمة الشاب ايليو وضرب اسرائيل لتجمع قيادي لفصيل فلسطيني مسلح، ثالثاً أزمة الحدود المفتوحة والسائبة التي تركتها السلطة بيد فضائل مسلحة من جهة سوريا لا نعرف لا متى ولا كيف تعتدي علينا. هناك جيش احتلال من جهة اسرائيل ولا أحد من السياديين يتجرأ أن يدين تشييده لحائط اسمنتي داخل أراضينا".
وشدد على أن "لدينا أكبر كثافة نزوح بالعالم مع وقائع سياسية وديمغرافية لا قدرة لنا على احتمالها، في حين أن الولايات المتحدة بدأت بترحيل السوريين والمانيا وأوروبا بدأتا بالترحيل والسلطة لدينا خاضعة ومتفرجة ولا تتجرأ على الكلام ولكن فقط تفاوض مع سوريا على اطلاق الموقوفين لدينا عوضا عن أن تفرض عليها عودة مواطنينا اليهم. لدينا أكبر نسبة منتشرين لمقيمين بالعالم والسلطة تتآمر عليهم لتلغي لهم حقوقهم الانتخابية التي استرديناها لهم سنة 2018، هكذا تدير الحكومة البلد وكأنها حكومة تصريف أعمال فلا وجود لخطط لا للمياه ولا للكهرباء".
وأشار الى أن "مهلة تسجيل المنتشرين انتهت برقم منخفض يدل على عجزهم، عجز السلطة، وعلى عدم ثقة الناس فيها لأنها لا تريد أن تنفّذ قانوناً تملك تقرير تنفيذه وتريد أن تتخلص من المنتشرين وهمهم ولو كان هناك 152 ألفاً تسجلوا على أساس أنهم يريدون أن ينتخبوا ستة نواب بالانتشار"، معتبراً أنها "سلطة لا تملك لا خطة اصلاحية ولا مالية ولا اقتصادية ولا تملك لا موازنة لا باصلاح ولا برؤيا ولا تملك أي خطة لاعادة أموال المودعين، ولهذا جيل اليوم متعب بالاهمال وليس ضائعاً بمحبته لوطنه، منهك بالمشكلات ولكن ليس مستسلماً ولا يزال يكافح، جيل مثقل من أتعاب الخارج ولكن صلب من الداخل، جيل تتوقع منه السلطة أن يقوم بكل شيء ولكن لا تعطيه شيئاً كما الجيش".
ولفت باسيل الى أن "الحرية والسيادة والاستقلال ليست هدايا بل مسؤولية، وثانيا ليس هناك دولة من دون قضاء مستقل، ولا اقتصاد من دون اصلاح ولا سيادة من دون قرار وطني حر"، مؤكداً أن "عودة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين اولوية وطنية وهذه ليست عنصرية ولا كراهية بل هي حقوق لبنانية وحقوق سورية وفلسطينية. والتوطين نهاية للبنان ونحن ضده، ايضا العدالة والتنوع هي غنى للبنان والتقوقع والانعزال هم نهاية له، ولهذا نحن ضد التوطين ونريد لبنان الكبير بـ10452 كيلومتراً مربعاً وكل لبنان صغير هو دويلة صغيرة ونقيض لمعنى لبنان".
وشدد على أن "لبنان القوي هو الضمانة للجميع والجيش القوي هو الحماية للجميع، هو الذي يمسك بالارض والسلاح ويدير استراتيجية وطنية دفاعية تحفظ سلاح المقاومة ضمن الدولة وتعيد القرار للدولة التي تصبح كلها مقاومة في سبيل حماية لبنان وفي سبيل السلام في لبنان والمنطقة".
وقال: "هناك الجيل الثالث هو جيل المستقبل الذي لم يدخل لا الى ساحات النضال ولا القرار، هو جيل أولادنا وأحفادنا ونحن مدينون أن نترك لهم أرضاً ورثناها من جدودنا، أرضاً زرعنا فيها أحلامهم هم، هذا جيل يجب ألا يبدأ مسيرته من الصفر بل من كل شيء تركناه له من ذاكرة وتاريخ فيهما قتال ونضال وصمود وكرامة. هذا جيل يجب ان نترك له دولة فيها لامركزية موسعة بدل المركزية الفاشلة ويجب ان نترك له كهرباء 24/24 واقتصادا قائما على الانتاج وليس على الريع والاستهلاك وثروات نفط وغاز مضمونة وليست مباعة على ست سنوات كما فعلت الوزارة الحالية. يجب أن نترك له اساسات ليبني عليها دولة حديثة وليست طائفية ولا فاسدة بل شفافة وقادرة. دولة هي مقاومة لصالح كل شعبها وليست دولة تحل مكانها المقاومة. دولة تجمع قواها بضم المقاومة اليها وتوحد قرارها على طاولة مؤسساتها الدستورية".
وتوجه الى العسكريين القدامى بالقول: "دوركم لا ينتهي ولهذا نحضر لكم اطارا تنظيمياً في التيار يجمع خبرتكم وانضباطكم ومبادئكم، يبدأ ببزتكم ولا ينتهي الا بعمل جامع لكم وجهود تؤمن لكم حقكم من الدولة ومصالحكم من الوطن، والتيار بحاجة الى خبرتكم ووطنيتكم".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا