الشرق: مصر تجهد لمنع أي عدوان جديد
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 27 25|09:48AM :نشر بتاريخ
في محاولة لتجنيب لبنان أي حرب جديدة وداعما مبادرة الرئيس عون، جال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على المسؤولين اللبنانيين واستهل الزيارة من قصر بعبدا حيث كان لقاء مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
عبد العاطي أعرب عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان مؤكدا اننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر.
وقال: «نقلت لفخامة الرئيس عون توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل ونؤكد أهمية التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب». أضاف: «أكّدت دعم مصر الكامل لقرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح والمقاربات التي يتبناها الرئيس جوزاف عون لدعم هذا الهدف» مشيرا الى ان بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني وفق طرح الرئيس عون. وشدد على ان المطلوب البناء على رؤية الرئيس عون لتجنيب لبنان التصعيد وقال: «نوظف شبكة علاقاتنا الإقليمية بكل الأطراف للعمل على الدفع لصالح الحل الديبلوماسي».
وأوضح اننا «نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي عدوان ونحن معنيون باستقرار لبنان وضرورة وقف خروقات إسرائيل لسيادته ووحدة أراضيه».
وقال: «نحن معنيون بشكل كامل باستقرار لبنان وبتطبيق القرار الأممي 1701 بكل بنوده وجوانبه».
واعتبر عبد العاطي ان الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بذلا جهداً كبيراً في الجنوب لبسط سلطة الدولة وعلى الجميع أن يقدر هذا الامر محذرا من ان المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل وهذا لا يخدم أيّ طرف والدبلوماسية هي الحل.
وأضاف: «كلنا حرص على أمن واستقرار لبنان ونحن نحترم القرار اللبناني بكل مكوناته وعلى الجميع أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية والعمل على خفض التصعيد».
عين التينة
بعدها انتقل عبد العاطي والوفد المرافق الى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتم البحث في آخر المستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثانية بين لبنان وجمهورية مصر العربية . وبعد اللقاء الذي إستمر زهاء ساعة تحدث الوزير عبد العاطي: «تشرفت بمقابلة دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب في دولة لبنان الشقيقة، ونقلت لدولته تحيات وتقدير القيادة المصرية للرئيس بري، وتعويلنا دائما على حكمته في تحقيق الإتزان المطلوب والتوازن وأيضا العمل على تحقيق الإستقرار وخفض التصعيد في لبنان الذي نكن له كل المحبة وكل التقدير». وأضاف: «نحن ليس لدينا أي أجندة خفية، ولكن أجندتنا واضحة ومعلنة وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد الكريم والشقيق، تحدثت خلال اللقاء مع دولة الرئيس بري، أن مصر تعول على حكمة الرئيس بري. كما ذكرت أن يكون كما كان وسيظل إن شاء الله عنصرا داعما للاستقرار، وتحدثنا عن مبادرة الرئيس عون الأخيرة وأثلج صدرنا أن الرئيس بري أعلن دعمه الكامل علانية لخطة الرئيس عون التي أعلنها بمناسبة الإحتفال بعيد الإستقلال، وإستمعت من دولة الرئيس إلى شرح مفصل إلى الجهد الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني وأيضا التزام الدولة اللبنانية والمجلس النيابي بإتفاق وقف اطلاق النار والالتزام الكامل بالخطة الشاملة المطروحة للعمل على الإنتهاء أولا من منطقة جنوب الليطاني لفرض سلطة الدولة وفرض رؤية الدولة بطبيعة الحال وأن يكون هناك حصر للسلاح تحت المظلة الشرعية للدولة والجيش اللبناني، وأيضا التزام الدولة اللبنانية بالمراحل التالية للمضي قدماً في تنفيذ هذه الخطة بعد الإنتهاء من منطقة جنوب الليطاني، والتحول إلى الشمال الليطاني وإلى كافة المناطق في ربوع لبنان الشقيق».
وردا على سؤال عن إحتمال لقائه مع «حزب الله» لتبيان موقفه من المبادرة المصرية؟ اجاب عبد العاطي: مصر لديها اتصالات بكافة الاطراف الاقليمية من دون إستثناء، ومصر توظف هذه الاتصالات لمصلحة لبنان ومصلحة الاستقرار فيه، وكما ذكرت قبل ذلك اننا في مصر نحترم خصوصية المجتمع اللبناني بكل مكوناته وطوائفه وبالتالي لا يمكن على الاطلاق ان نستثني او نستبعد اي فيصل او طائفة، كل الطوائف اللبنانية جزء لا يتجزء من التنوع داخل المجتمع اللبناني وهذا التنوع هو سر ثراء هذه الدولة العظيمة على مدار التاريخ، وبالتالي مرة أخرى نحن نوظف كل اتصالاتنا سواء بالاطياف اللبنانية او مع الاطراف الاقليمية والدولية بما فيها الولايات المتحدة الاميركية لخدمة هدف واحد هو الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية وخفض التصعيد وتجنيب لبنان اي مخاطر محتملة للتصعيد».
وردا على سؤال اذا ما كان قد نقل تحذيرا للبنان عن احتمال شن اسرائيل لعدوان قريب؟
اجاب الوزير عبد العاطي: «مرة اخرى نحن هنا في اطار الزيارات الدورية التي اقوم بها بتكليف من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حرصا منا على لبنان وعلى سيادته واستقراره والعمل الاساسي ليس التحذير ولكن التواصل مع الاشقاء في لبنان وننقل رؤيتنا وما يصل الى مسامعنا ونعمل بطبيعة الحال على سد اي ذرائع او تصعيد محتمل الهدف الاساسي هو مصلحة لبنان والشعب اللبناني».
في دار الفتوى: كما استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، عبد العاطي، يرافقه سفير مصر في لبنان ونائب السفير الوزير المفوض محمود حمدي، وأحمد أبو النجا وهبة صبري.
بعد اللقاء، قال عبد العاطي: «نقلت لسماحته تحيات وتقدير الدولة المصرية والقيادة المصرية والحكومة المصرية، وأيضا تحيات وتقدير فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور نظير عياد وتحيات وتقدير فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وبالتأكيد كان هناك حديث مطول مع سماحته حول العلاقات الأبدية والتاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، والجهود المخلصة والدؤوبة والحثيثة التي تقوم بها مصر لخفض التصعيد في المنطقة وتجنيب لبنان ويلات أي عدوان او تصعيد يمس سيادته، وأكدنا أيضا على الدعم المصري الكامل للبنان وللسيادة اللبنانية ووحدة وسلامة الأراضي اللبنانية».
عند سلام
واستقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام الوزير عبد العاطي والوفد المرافق، وتم خلال اللقاء متابعة الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين الجانبين في اجتماع اللجنة العليا اللبنانية – المصرية، وسبل الإسراع في تفعيلها. كما جرى استعراض التطوّرات في لبنان والمنطقة والوضع في غزة. وأكد وزير الخارجية المصري مواصلة بلاده «بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان»، وشدّد على أهمية «دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه»، مجدّدًا «تأييد القاهرة لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة».
وأشار الرئيس سلام إلى أنّ «الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب». وثمّن «جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد».
اتصال بالراعي
تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي الذي نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة والبابا تاوضرس وشيخ الأزهر، مشيدا بدور البطريرك الراعي كـ»رمز للتسامح والحكمة والاعتدال»، متمنيا ان «تكون زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان مثمرة وان تحمل معها كل ما هو ضروري لبسط السلام في لبنان والمنطقة».
بدوره شكر الراعي «الدولة المصرية رئيسًا وحكومة وشعبا على محبتهم للبنان،» كما شكر كل من البابا تاوضرس وشيخ الأزهر، مثمنا «دعوتهما الدائمة إلى إرساء أسس الحوار والتفاهم بين مختلف الاديان لما فيه خير الشعوب».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا