الديار: قداسة البابا في لبنان… زيارة أمل لوطن يبحث عن قيامته تراجع العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة مع وصول الحبر الأعظم مشهد استقبال لافت في الضاحية… واستياء «قواتي» لعدم دعوة جعجع !

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 01 25|09:09AM :نشر بتاريخ

عرس وطني شهده لبنان يوم أمس، مع وصول قداسة البابا لاوون الرابع عشر الى بيروت قادما من تركيا، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه. فالتلاقي الوطني للترحيب بالضيف الكبير، ومشهد أهالي الضاحية المنكوبين يرفعون أعلام الفاتيكان، ويهللون للبابا على الطرقات، أرخى رجاء وأملا بأيام أفضل مقبلة، وان كانت الخشية من جولة حرب جديدة بعد مغادرته لا تزال قائمة ،في ظل التهديدات الاسرائيلية المتواصلة.

وبدت التحضيرات والاستعدادات لاستقبال البابا على قدر عال من الاحتراف، بحيث أنه ورغم الأمطار التي هطلت بكثافة منذ ساعات الصباح كما عند وصوله، الا أن المنظمين كانوا يتحسبون لسيناريو مماثل، ما أدى لتنقله وتجمع المواطنين لاستقباله بسلالة. ولعل المشهد الأكثر تعبيرا هو انجاز فرقة «هياكل بعلبك» رقصتها لاستقبال البابا عند المدخل الرئيسي لقصر بعبدا تحت الامطار، ما أثار بهجته خلال تنقله في السيارة البابوية التي رُشت بالأرز.

 

مواقف البابا

وفي القصر، عقد البابا سلسلة لقاءات سريعة مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام. وفي كلمة أمام حشد رسمي في بعبدا حملت عنوان «طﻮﺑﻰ ﻟﻔﺎﻋﻠﻲ اﻟﺴّﻼم»، قال البابا:»اﻟﺴّﻼم هنا هو ﺷَﻮق وهو ﻣﺼﯿﺮ، وهو ﻋﻄﯿّﺔ وورﺷﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ داﺋﻤًﺎ»، وأضاف:»ھﻨﺎك ﻣﻼﯾﯿﻦاللبنانيين، ھﻨﺎ وﻓﻲ ﻛﻞّ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﯾﺨﺪﻣﻮن اﻟﺴّﻼم ﺑﺼﻤﺖ، ﯾوما ﺑﻌﺪ ﯾﻮم. أﻣّﺎ أﻧﺘﻢ، اﻟﺬﯾﻦ ﺗﺤﻤﻠﻮن اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿّﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺳّﺴﺎت ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ، ﻓﻠَﻜُﻢ ﺗﻄﻮﯾﺒﺔ ﺧﺎﺻّﺔ إن اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ أن ﺗُﻘَﺪِّﻣﻮا ھﺪف اﻟﺴّﻼم ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺷﻲء. أودّ، ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ ھﺬا، أن أﻓﻜِّﺮ ﻣﻌﻜﻢ ﻗﻠﯿﻼً ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ أن ﻧﻜﻮن ﻓﺎﻋﻠﻲ ﺳﻼم ﻓﻲ ظﺮوف ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘّﻌﻘﯿﺪ، وﻣﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻟﺼّﺮاﻋﺎت واﻻﺿﻄﺮاب».

وفي تصريحات للصحافيين على متن طائرة أقلته من تركيا إلى لبنان، أكد البابا أن «الحل الوحيد للصراع المستمر منذ عقود بين «إسرائيل» والفلسطينيين، يجب أن يتضمن قيام دولة فلسطينية»، وقال:»نعلم جميعا أن «إسرائيل» لا تزال لا تقبل بهذا الحل حتى الآن، لكننا نراه الحل الوحيد». وتابع البابا «نحن أيضا أصدقاء «لإسرائيل»، ونسعى لأن نكون صوتا وسيطا بين الطرفين، لمساعدتهما على الاقتراب من حل يحقق العدالة للجميع».

 

كلمة عون

أما الرئيس عون في كلمته أمام البابا في بعبدا، فنبه من أنه «اذا تعطّل لبنانُ أو تبدل، سيكونُ البديلُ حتماً، خطوطَ تماسٍ في منطقتِنا والعالم، بين شتى أنواعِ التطرّفِ والعنفِ الفكري والمادي وحتى الدموي».

وتوجه عون للبابا قائلا:»أبلغوا العالم عنا بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم، بل سنظل هنا نستنشق الحرية. هذا اللبنان هو شرط لقيام السلام والأمل والمصالحة بين أبناء ابراهيم كافة».

 

برنامج البابا

ويبدأ البابا برنامجه اليوم الاثنين بزيارة وصلاة عند ضريح القديس شربل في دير مار مارون – ‏عنايا ، على أن ينتقل للقاء مع الأساقفة والكهنة والمكرّسين والعاملين في الرعويات ‏في مزار سيدة لبنان – حريصا. ويعقد بعد ذلك لقاء خاص مع البطاركة الكاثوليك في السفارة البابوية، من ثم لقاء مسكوني وحواري بين الأديان في ساحة الشهداء – بيروت . ويختتم برنامجه الاثنين بلقاء مع الشباب في ساحة الصرح البطريركي الماروني – ‏بكركي.

 

هجوم «قواتي»

وبدل الثناء على مواقف وآداء حزب الله وجمهوره خلال زيارة البابا، ارتأى حزب «القوات» شن حملة عنيفة على الحزب ، على خلفية الرسالة التي كان حزب الله وجهها للبابا قبيل وصوله.

واعتبر بيان للقوات أن «الرسالة حاولت تقديم الحزب كمدافع عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، فيما هو نفسه لا يعترف بالشرعية الدولية ولا بالشرعة العالمية لحقوق الإنسان، ويصادر حقوق اللبنانيين وحرياتهم وقرارهم، فارضا ثقافة تتناقض مع قيم الحياة والكرامة التي يجسّدها لبنان».

كذلك ، كشفت النائبة ستريدا جعجع أنّ رئيس حزب «القوّات» سمير جعجع لم يُدع للمشاركة في مراسم استقبال البابا لاوون الرابع عشر، معلّقةً على ذلك بقولها: «استغربنا”. ولفتت إلى أنّ «زيارة البابا لاوون تاريخيّة ، وهو أتى ليؤكّد أن لبنان رسالة، وهو يقول للمسيحيّين أن يبقوا متجذّرين بأرضهم».

أمّا عن الرسالة التي أرسلها حزب الله للبابا، فاعتبرت أنّ « الحزب» تحدّث في رسالته عن العيش المشترك، وحصر السلاح بيد الدولة هو مطلب مشترك ويهمّ جميع اللبنانيّين».

وفي هذا المجال، تؤكد مصادر مواكبة لزيارة البابا ان قصر بعبدا التزم البروتوكول الصارم الخاص بالمناسبات الرسمية من هذا المستوى، من دون أي استثناءات أو اجتهادات.

 

حرب بعد الزيارة؟

صحيح أن زيارة البابا أجبرت «اسرائيل» على خفض عملياتها العسكرية في لبنان، الا أن مصادر رسمية نبهت من أن «الخشية من تصعيد اسرائيلي مقبل قبل نهاية العام لا تزال قائمة، من دون استبعاد أن يحصل ذلك مباشرة بعد مغادرته».

وقالت المصادر لـ»الديار»:»يبدو أن قرار التصعيد متخذ، لكن هناك وجهتي نظر بين الاميركيين و»الاسرائيليين» حول التوقيت. ففيما يدفع قسم منهم لتصعيد مطلع الشهر الجاري، يفضل آخرون انتظار انتهاء المهلة المعطاة للبنان نهاية العام، قبل سلوك العمليات العسكرية مسارا جديدا».

وأوضحت المصادر أن هناك «جهوداً دبلوماسية شتى تبذل ، وبالتحديد مع الأميركيين للضغط على «اسرائيل»، لتفادي جولة جديدة من الحرب، لكن كل الجهود حتى الساعة وصلت لحائط مسدود، خاصة وأن الاميركيين أنفسهم باتوا مقتنعين بجدوى التصعيد، وعدم ترك الامور على حالها».

ولفت يوم أمس ما أفادت به إذاعة جيش العدو الإسرائيلي بأنّ «الجيش الإسرائيلي أعرب عن قلقه من تسريب «اليونيفيل» معلومات عسكرية واستخباراتية حساسة إلى حزب الله». ونقلت عن عسكري «إسرائيلي» رفيع قوله:»اليونيفيل قوة مزعزعة، ولا تساهم في نزع سلاح حزب الله».

 

موقف حزب الله

بالمقابل، اعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقـاومة» النائب ايهاب حمادة، خلال احتفال في الذكرى السنوية الأولى للشهيد حسن علي صقر في بلدة شحقونة، أن «العنوان الذي يطرحه البعض اليوم، هو مفاوضات مع العدو الإسرائيلي والإستسلام له، وهذا الطرح ينسجم مع بعض اللبنانيين وبعض أهل السلطة، وبعض من في العالم الذي ينتمي إلى الولايات المتحدة».

واعتبر حمادة أن «قرارات الخامس والسابع من آب، وجولات الموفدين الأميركيين، والضخ الإعلامي حول نزع سلاح المقاومة، لم تثمر أي نتيجة لأصحاب هذا المشروع».

وحول التهويل بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، رأى حمادة أن ذلك «يأتي من باب الضغط في الداخل ودبلوماسيا، لتحقيق أهدافهم في المسار السياسي، ودفعنا إلى مفاوضات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع العدو الإسرائيلي، فيضغطون علينا بالحراك العسكري وبالتهويل، وهذه من أدوات اللعبة دائما». وأضاف:»عندما يكون هناك مسار سياسي تأتي معه أدوات ضاغطة مع الاسرائـيلي أهمها سلوكه باتجاه لبنان على مستوى ما يستهدف من شخصيات وأفراد وبنى ضمن مستوى معيّن». وتساءل حمادة «ماذا يملك العدو أكثر مما أنجزه وقت الحرب، وما الذي لم يستخدمه، ويمكنه أن يستخدمه في أي حرب جديدة، ثم ذهب إلى وقف إطلاق النار، وهو الذي جمع العالم قبل عام، وكان في ذروة نشوته عند اغتيال الأمين العام، وبعد عملية البايجر الأمنية غير المسبوقة؟».

ميدانيا، استهدفت يوم أمس مسيّرة معادية حفّارة في بلدة شبعا – حي الوسطاني التحتا، دون تسجيل أية إصابات، فيما أطلق العدو  عدداً من القذائف الحارقة، مستهدفاً المنطقة الواقعة ما بين بيت ليف وراميا.

كذلك أفيد عن تنفيد قوة عسكريّة للعدو في جبل الباط عند الاطراف الجنوبية لبلدة عيترون، عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في اتجاه أطراف البلدة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار