الشرق: لبنان القلق من الحرب الإسرائيلية يودّع بابا السلام

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 03 25|09:41AM :نشر بتاريخ

 الاجواء السياسية الهادئة التي خلفتها زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان خلال الايام الثلاثة الماضية ومناخ الاجماع الداخلي حولها لا سيما دعواته المتكررة الى ارساء السلام الدائم وتشجيع اللبنانيين عليه، ستبقى مخيمة على البلاد في الايام المقبلة، وقد شدد في ختامها على وجوب “وقف الاعمال العدائية لان القتال لا يجلب اي فائدة فالأسلحة تقتل اما التفاوض والوساطة والحوار فتبني”.
زيارة لا بدّ من الاقرار بأنها عكست مشهدية رائعة في كل محطاتها وأوصلت الى العالم صورة عن لبنان الحقيقي وشعبه التواق الى العيش بسلام والدولة القادرة على الامساك بأمنها وبسط سيادتها وتنظيم اعظم المناسبات على اعلى المستويات.
الحبر الاعظم غادر لبنان لكنّه حمله في قلبه ووجدانه، ولأجله سيرفع صلواته، فعسى الا تحمل الايام المقبلة انباء غير سارة نتيجة ما تروّج له اسرائيل وما يخشاه المسؤولون العرب والاجانب من ضربة محتملة قد توجهها الدولة العبرية الى لبنان في وقت غير بعيد. في هذا الشأن يحمل الى بيروت غدا وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن ال ثاني حيث سيجتمع الى الرؤساء الثلاثة في اطار االمساعي الهادفة الى معالجة التوترات، وبعده المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الموجودة في تل ابيب، وقد التقت اليوم وزير الخارجية جدعون ساعر الذي اعلن انه اجرى معها نقاشًا مفيدًا بشأن الوضع في لبنان وأبلغها إن “حزب الله” هو من ينتهك السيادة اللبنانية وإن نزع سلاحه أمر بالغ الأهمية”.
لتتوقف الهجمات
 غادر الحبر الاعظم البابا لاون الرابع عشر لبنان على وقع رسالة تطمين لشعبه أكد فيها انه سيتابع قضاياه وسيصلي له، وذلك بعد 3 ايام أمضاها معهم. من المطار، وقبيل مغادرته، قال: التقيتُ في هذهِ الأيام القليلة وجوهًا كثيرة وصافحت أيدِيًا عديدة، مُستَمِدًّا من هذا الاتصال الجسدي والداخلي طاقة من الرّجاء. أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثَّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر. أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها: طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار. أعانقُ الجميع وأرسل إلى الجميع أماني بالسّلام. وأُطلق أيضًا نداءً من كل قلبي : لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة. فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط! لِنَتَذَكَّرُ ما قاله لكم القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني: لبنانُ أكثرُ من بلد إنّه رسالة ! لِنَتَعلَّمْ أن نعمل معا ونرجو معًا لِيَتَحَقَّق ذلك. بارك الله شعب لبنان، وجميعكم، والشرق الأوسط، وكلَّ البشريّة ! شكرًا وإلى اللقاء!”
نداء للمجتمع الدولي
 وكان البابا لاوون اختتم زيارته لبنان ، بترؤسه القداس إلالهي الذي أقيم صباحا على الواجهة البحرية لبيروت، وسط حضور الآلاف من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن دول الجوار، لرفع الصلاة من أجل السلام والاستقرار، في حضور الرؤساء الثلاثة. وفي ختام القداس، دعا البابا “مسيحيي لبنان إلى أن يضعوا مستقبلهم أمام الله”. وأضاف: “ولكم يا مسيحيي المشرق، أبناء هذه الأرض بكل ما للكلمة من معنى، تحلوا بالشجاعة، فالكنيسة كلها تنظر اليكم بمحبة وإعجاب”. وطلب من “المجتمع الدولي دعم لبنان، اسمعوا صوت الشعب الذي يطالب بالسلام”. وأكد أن “الشرق الأوسط يحتاج إلى مقاربات جديدة لرفض عقلية الانتقام والعنف، وللتغلب على الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية، ولفتح فصول جديدة باسم المصالحة والسلام”. وفي عظته قال البابا لاوون “نحن مدعوون إلى عدم اليأس وأقول للبنان انهض وكن علامة للسلام في المشرق. اضاف: أصلّي كي تبقى هذه الأرض مضاءة بالإيمان وأصلّي أن يثبت لبنان في نعمة المسيح. وتابع: إنّ هذا الجمال يظلّل بالفقر والمعاناة وبالجراح وبالظرف السياسي الهش وغير المستقر وبالأزمة الاقتصادية وبالعنف والنزاعات”.
وقفة وجدانية
 قبل الوصول الى القداس، عرج البابا الى موقع الانفجار في مرفأ بيروت حيث وقف في صلاة صامتة إجلالًا لأرواح شهداء الرابع من آب، في لحظة وجدانية مؤثرة. وتلا البابا لاوون الصلاة الصامتة أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء 245 شهيدًا وضحية في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، حيث رفع صلاة امتدت لعدة دقائق، ساد خلالها صمتٌ تام. كما وضع إكليلًا من الزهر وأضاء شمعة لراحة أنفس الضحايا. بعدها، صافح البابا أفراد عائلات الضحايا، واستمع مطولًا إلى شهاداتهم ومعاناتهم، كما قدّم هدايا رمزية للأطفال الذين حضروا برفقة ذويهم.
العدالة للشهداء
 في المقابل، كتب رئيس الحكومة نواف سلام الذي رافق البابا في وقفته في المرفأ، على منصة “إكس”: “العدالة لشهداء وضحايا انفجار المرفأ، العدالة لبيروت وكل أهلها، العدالة للبنان”. وقال سلام في مداخلة متلفزة: “نحن كلّنا مع المحبة والشراكة في لبنان ومع السلام في المنطقة بأكملها ودائماً هناك خوف على لبنان ولكن نقوم بكلّ ما يجب من أجل منع أي تصعيد أو حرب”.
 اما بداية النهار الاخير للبابا في لبنان فكانت في مستشفى دير الصليب ، حيث تجمع الآلاف من مؤسسات الجمعية التربوية والكشفية والصحية في باحة الدير.
وزير الخارجية القطرية
 وغداة مغادرة البابا، يستعد لبنان لاستقبال سلسلة موفدين دوليين ابرزهم اليوم وزير الخارجية القطرية فالمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس التي زارت تل ابيب امس، وذلك للبحث في كيفية حماية لبنان من التصعيد الاسرائيلي المقبل، حيث عاود الطيران المسير الاسرائيلي، فور مغادرة البابا، تحليقه فوق الضاحية الجنوبية والبقاع.
 امس، ووقت عادت الى الاجواء المسيّرات الاسرائيلية بعدما غابت خلال الزيارة البابوية، أكد دبلوماسي أوروبي في حديث لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أن “هناك خطرًا من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الشرق