عون: ملف الأسرى في السجون الإسرائيلية أولوية ونأمل الوصول الى نتيجة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Dec 12 25|15:18PM :نشر بتاريخ

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أنّ قضية الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية هي أولوية بالنسبة إليه، مشدداً على أن "هذه القضية ستبقى حاضرة، وأنا حريص على جميع اللبنانيين، وآمل أن نصل إلى نتيجة وفق أي طريقة ممكنة، للضغط على إسرائيل للتجاوب مع المطالب".

 

موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله اليوم في قصر بعبدا وفد الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين برئاسة أحمد طالب، في حضور النائب حسين الحاج حسن، الذي هنّأه بدايةً بحلول الأعياد المجيدة، وتحدث عن وضع الأسرى العشرين وظروف أسرهم، وخصوصاً أولئك الذين تم أسرهم بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية. وحيّا الجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية من أجل الإفراج عنهم، وما تقوم به الدولة مع الصليب الأحمر الدولي لزيارتهم والاطلاع على أوضاعهم، في ظل عدم تجاوب الجانب الإسرائيلي مع هذه الجهود، بما يخالف الأعراف والاتفاقات الدولية.

 

وشدد النائب الحاج حسن على الوقوف إلى جانب الرئيس عون في هذه القضية التي حملها منذ خطاب القسم ولا يزال، وعلى إبقائها في أولويات الدولة اللبنانية لممارسة كل الوسائل والضغوط الدبلوماسية من أجل تحريك هذا الملف. كما لفت إلى أن الجمعية تستوحي من كلام رئيس الجمهورية حول عدم الاستسلام وعدم الانكسار والخضوع، واضِعاً الرئيس عون في أجواء التحرك الذي تنوي الجمعية القيام به في هذا المجال.

 

وخلال اللقاء، تحدث الأسير المحرر عباس قبلان عارضاً ما عاناه خلال فترة أسره قبل أن يتحرر، معتبراً أن الأسرى اللبنانيين يعانون كذلك من هذه الممارسات اللاإنسانية، وأنه يجب تفعيل التحرك على الصعيد الوطني والخروج بتضامن لبناني واسع كون القضية شاملة وإنسانية ووطنية. وتمنّى إدراج الأسرى سكاف وفرّان وعلّيان، الذين مضت على احتجازهم في السجون الإسرائيلية عقود من الزمن من دون أن يعترف الإسرائيليون بوجودهم، ضمن ملف الأسرى والعمل على تحريرهم أيضاً.

 

كما تطرّق إلى وضع عائلات الأسرى والصعوبات التي تعترضهم في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يمرّ بها البلد.

 

الرئيس عون

وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد، ومتوجهاً إليهم بالقول: "أولادكم هم أولادنا، وكما قلت في خطاب القسم وفي كل لقاءاتي ومقابلاتي، إن هذا الملف مهم جداً وأولوية بالنسبة إليّ، وتتم إثارته أيضاً في لجنة الميكانيزم لجهة اعتباره في سلّم الأولويات. كما أثرت الموضوع خلال لقائي رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال زيارتي إلى نيويورك، وطلبت منه زيارة الأسرى والاطمئنان إلى صحتهم وأوضاعهم، لكن الإسرائيليين لم يتجاوبوا. وأثرت الموضوع أيضاً مع الجانب الأميركي على أمل أن نصل إلى نتيجة".

 

وأضاف: "هذه القضية ستبقى حاضرة، وأنا حريص على جميع اللبنانيين، وآمل أن نصل إلى نتيجة وفق أي طريقة ممكنة، للضغط على إسرائيل للتجاوب مع المطالب".

 

واستمع الرئيس عون إلى معاناة أعضاء الوفد الذين شرحوا ظروف أسر أولادهم، وبالأخص من تم أسرهم بعد انتهاء الأعمال العدائية، والمأساة اليومية التي يواجهونها في ظل غياب أحبائهم. وأعربوا عن وقوفهم إلى جانب ما يقوم به رئيس الجمهورية، شاكرين له الجهود التي يبذلها لكشف مصير الأسرى والمطالبة بعودتهم.

 

وتسلّم الرئيس عون مذكرة من الوفد تضمنت أسماء الأسرى والمواقع اللبنانية التي تم أسرهم فيها، إضافة إلى تاريخ الأسر، بحيث إن 10 من أصل الأسرى العشرين تم اختطافهم بعد وقف الأعمال العدائية وهم يقومون بأعمالهم اليومية في بلداتهم وقراهم، وتعرضوا في السجون الإسرائيلية للتعذيب الجسدي والنفسي وفق شهادة عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين أخيراً.

 

السفير المصري

والتقى الرئيس عون السفير المصري في لبنان علاء موسى، وتطرق البحث إلى الأوضاع الإقليمية والدولية وانعكاساتها على لبنان والمنطقة، والدور الذي تلعبه مصر في سياق الجهود المبذولة لتخفيف التوتر.

 

وقال السفير موسى بعد انتهاء اللقاء: "هدف الزيارة كان إطلاع فخامة الرئيس على الجهود التي تقوم بها مصر من أجل تهدئة حدة التوتر في جنوب لبنان، ومحاولة البحث عن مخرج ملائم يجعلنا نبتعد عن شبح تصاعد الأزمة وتطورها إلى ما هو أبعد مما هي عليه. وفي الفترة السابقة، وبعد زيارة وزير الخارجية المصري إلى لبنان، عدنا إلى القاهرة وبناءً على توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصل وزير الخارجية اتصالاته مع مختلف الأطراف في الإقليم وخارجه ومع الولايات المتحدة، وأطلعهم على نتائج زيارته وتم التشاور في ما هو آت. وتلمّسنا بعض الردود التي تبدو مشجعة، ونحن نعمل وفقها، وهناك بوادر جيدة ولو أن الطريق لا يزال طويلاً. ونحن نحاول التمسك بها لأنه ليس أمامنا سوى العمل من أجل تجنيب لبنان أي تطور في الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيه. والأمور تسير بشكل جيد ونسعى إلى تطويرها في الفترة المقبلة، ولكن علينا الاستمرار في العمل مع الشركاء في الإقليم وخارجه، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التطور الذي نأمل أن يكون إيجابياً".

 

سئل: هل تحدد موعد زيارة رئيس الوزراء المصري إلى بيروت؟، فأجاب: "يتم الإعداد لهذه الزيارة، وهي ستتم الأسبوع المقبل، والترتيبات متواصلة مع الدولة اللبنانية، على أمل أن تكون الزيارة موفّقة. وهي تهدف إلى مواصلة إرسال رسائل الدعم إلى لبنان، خصوصاً أن مصر قد تكون الوحيدة التي، ومنذ بدء العهد الرئاسي الجديد، كانت على تواصل دائم وتبادلت الزيارات لمسؤولين على مستوى عالٍ من الجانبين. ومع نهاية العام سنختتمه بزيارة رئيس الوزراء إلى لبنان، التي نأمل أن تكون على الطريق الصحيح وتزيد الدعم للبنان وتعزز التنسيق الكامل بين البلدين".

 

سئل: هناك إيجابية من الجانب اللبناني حول المبادرة المصرية، هل لمستم إيجابية من الجانب الإسرائيلي؟ أجاب: "كما سبق وقلت، هناك تواصل بين القاهرة والعواصم المعنية، ويتم التشاور في ما نعلمه من الجانب اللبناني أو الأطراف الأخرى. والمؤشرات تفيد بأننا نسير في الطريق الصحيح، ولا بد من مواصلة العمل لأنه لا يمكن ضمان أي شيء، ولكن ما يتم العمل عليه هو محاولة تخفيف حدة التوتر وتجنيب لبنان أي تطور في حدة الاعتداءات، وهذا هو الهدف الأساسي. والمسألة يجب أن تتم خطوة تلو الأخرى لخلق حالة من الزخم للاستفادة منها في حل الكثير من المعوقات".

 

سئل: التصريحات والتهديدات الإسرائيلية تشير إلى عكس أجواء التفاؤل التي تحدثتم عنها، فأجاب: "لا بديل سوى مواصلة هذه الجهود. وعندما تحدثت عن إيجابية قصدتُ بها فرصاً للحوار ومحاولةً للأطراف، ومصر، لإيجاد أرضية مشتركة للبناء عليها في المستقبل. وليس أمامنا سوى العمل والمحاولة، لأن البديل هو انتظار ما سيأتي، وهذا ما يجب تجنبه قدر الإمكان. قامت الدولة اللبنانية بخطوات جيدة في الفترة السابقة، وتحديداً رفع مستوى التمثيل في لجنة الميكانيزم، وقد تم التفاعل مع هذه الخطوة بشكل إيجابي. وما وصلنا من الأطراف المعنية هو تقدير لهذه الخطوة التي سنبني عليها من أجل خطوات أخرى، ونتمنى أن تُسفر الجهود التي تقوم بها مصر، بالتنسيق مع كل الأصدقاء والشركاء، عن نتيجة تكون في مصلحة لبنان".

 

سليم الصايغ

وعرض الرئيس عون مع النائب سليم الصايغ، الأوضاع على الساحة المحلية.

 

وبعد اللقاء، أكد النائب الصايغ أن زيارته إلى رئيس الجمهورية تأتي في ذكرى استشهاد اللواء فرانسوا الحاج والصحافي الكبير جبران تويني، وأن "الكلمة التي صدرت عن فخامة الرئيس في هذه المناسبة كانت مميزة، وجبَلت دماء هذين الشهيدين عبر الحق الذي استشهد والسيف الذي يدافع عن الحق. وبالنسبة إلينا، فإن معنى الاستشهاد هو قيامة دائمة، وكلام فخامته في هذه المناسبة هو شهادة حياة للبنان المستقبل، ونحن نشدّ على يده في هذا المجال، وهذا الكلام هو ما يرغب في سماعه اللبنانيون الذين لا يزالون يحلمون بوطن جميل".

 

وأضاف: "عرضنا أيضاً لعدد من الملفات السياسية التي تتعلق بالمستقبل، والمفاوضات القائمة، والدعوة التي وجهها قداسة البابا إلى لبنان واللبنانيين للمضي قدماً بشجاعة وانفتاح نحو طريق السلام، الذي يحتاج إلى وقت ولا يحصل بين لحظة وأخرى. ولفتنا الإدراك الذي يتمتع به فخامته لمجمل المندرجات، وهو يملك مقاربة متعددة الأبعاد والجوانب: أمنياً وعسكرياً لجهة حصر السلاح، وكذلك المقاربة الاجتماعية والاقتصادية التي ستسمح بنقل لبنان واللبنانيين من حالة الحرب إلى حالة السلم الأهلي الدائم. وأنا أخرج من هذا الصرح أكثر اطمئناناً إلى أن لبنان هو اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في أيدٍ أمينة".

 

ماري كلود نجم

وبحث الرئيس عون مع عميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف، الوزيرة السابقة ماري كلود نجم، في أوضاع الكلية والواقع الجامعي في لبنان.

 

السفيران طه وكبارة

وفي قصر بعبدا، استقبل الرئيس عون سفيرة لبنان المعيّنة في اليابان عبير طه، وسفير لبنان المعيّن في الغابون مازن كبارة، وذلك بمناسبة قرب مغادرتهما لبنان للالتحاق بمركزي عملهما الجديدين. وزوّدهما بتوجيهاته، وتمنى لهما التوفيق في مهامهما الدبلوماسية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan