افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 15 ديسمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 15 25|09:11AM :نشر بتاريخ
"النهار":
تطوّران ميداني وديبلوماسي برزا في الساعات الأخيرة ولو بمواكبة تواصل الغارات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، سيستقطبان التدقيق في ما إذا كانا يشكلان مؤشرين كافيين لمصلحة الجهود المتعددة الطرف الجارية بكثافة لتمديد مهل "الإنذارات" المتصلة بنهاية السنة الحالية، والحؤول دون عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في لبنان من خلال إجراءات ميدانية جديدة على أرض الجنوب من جهة، وتطوير الإطار التفاوضي عبر لجنة "الميكانيزم" من جهة ثانية. التطور الاول تمثّلَ في نجاح "نادر"، بعلنية واسعة هذه المرة، لنموذج الاستعاضة عن الغارات الإسرائيلية بإجراءات الجيش اللبناني في يانوح، ما عُدّ نجاحاً للجيش والميكانيزم يمكن البناء عليه إذا توافرت "تفاهمات إقليمية دولية لبنانية" لتطوير التهدئة. والتطور الثاني يتمثل في مكوكية أميركية جديدة في اتجاه إسرائيل عبر زيارة مفاجئة للموفد المتعدد المهمات توم برّاك اليوم إلى تل ابيب في مهمة محصورة بسوريا ولبنان قد تفضي إلى نتائج مهمة. يأتي ذلك فيما يمضي المسار الديبلوماسي المتعدد الطرف حيال لبنان نحو محطات وجهود وتحركات إضافية تسابق الوقت والمهل. وفي هذا السياق يصل الخميس المقبل إلى بيروت، رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد. كما تتجه الاهتمامات إلى الاجتماع الذي يعقد في باريس يومي 17 و18 الجاري ويضم الموفدين الفرنسي جان إيف لودريان والأميركية مورغان أورتاغوس والسعودي يزيد بن فرحان وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، حيث ستكون خطة حصر السلاح والتحضيرات لمؤتمر دعم الجيش في صلب المناقشات. وفي اليوم التالي في 19 كانون الأول الجاري، يفترض أن تعقد لجنة الميكانيزم اجتماعاً في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سيمون كرم، والجانب الإسرائيلي والرعاة الأمميين والفرنسيين والأميركيين.
غير أن العامل الجديد الأبرز تمثّلَ في زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك إلى إسرائيل اليوم الإثنين، حيث أفاد الإعلام الإسرائيلي أنه "سيبحث منع التصعيد في سوريا ولبنان". كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته اليوم الإثنين للقاء مسؤول أميركي حول لبنان. وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن "نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته الاثنين بسبب اجتماع مع توم برّاك واللقاء يهدف لمنع التصعيد مع لبنان والتوصل لتفاهمات مع سوريا".
ووسط هذا المزيج من الأجواء المتضاربة، ترددت أصداء إيجابية لنجاح ولو موقت سجلته الية الميكانيزم والجيش اللبناني في الحؤول دون قصف إسرائيلي لمنزل في يانوح السبت. وأوضحت قيادة الجيش أمس ما جرى "في إطار التنسيق بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية، اذ أجرى الجيش تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح بموافقة مالكه"، فتبيّن عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخل المبنى، وبعدما غادر الجيش المكان، وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وَرَد تهديد بقصف المنزل نفسه، فحضرت على الفور دورية من الجيش وأعادت تفتيشه من دون العثور على أي أسلحة أو ذخائر، فيما بقيت الدورية متمركزة في محيط المنزل منعًا لاستهدافه". وقدّرت قيادة الجيش "عاليًا ثقة الأهالي بالمؤسسة العسكرية، ووقوفهم إلى جانبه وتعاونهم أثناء أدائه لواجبه الوطني، كما تعرب عن شكرها العميق للجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية التي قامت بالاتصالات اللازمة بالتنسيق مع قيادة الجيش، وأدت دورًا أساسيًّا من أجل وقف تنفيذ التهديد". واعتبرت أن "هذه الحادثة تثبت أكثر من أي وقت مضى أن السبيل الوحيد لصون الاستقرار هو توحيد الجهود والتضامن الوطني الجامع مع الجيش، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الميكانيزم وقوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" في مرحلة صعبة تستلزم أقصى درجات الوعي والمسؤولية".
مع ذلك، عاودت إسرائيل أمس غاراتها، معلنة أنها استهدفت ثلاثة عناصر من "حزب الله". وقد استهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة جويا قضاء صور وأدت الى مقتل عضو بلدية جويا زكريا الحاج.
كما استهدفت غارة إسرائيلية سيارة بين صفد البطيخ وبرعشيت في قضاء بنت جبيل، أدت الى سقوط ضحية. كما نفذت مسيّرة اسرائيلية غارة جوية مستهدفة دراجة نارية في محلة طير هرما في بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، أدت الى سقوط قتيل وجريح.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، أن الجيش استهدف منذ ساعات الصباح ثلاثة عناصر من "حزب الله" في مناطق متفرقة من جنوب لبنان كانوا متورطين في محاولات لإعادة إعمار بنى تحتية تابعة لـ"حزب الله".
سبق ذلك إطلاق الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم مجموعة مواقف كرّر فيها معزوفة رفض تسليم سلاح الحزب، وقال: "فلتعلم أميركا طالما هي التي تدير الموضوع أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض، لن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف إسرائيل، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان. افهموا جيدًا: الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة مُتماسكة. أي واحد تريدون نزعه أو تمسّون به، يعني أنكم تمسّون بالثلاثة وتريدون نزعها".
وأفيد أمس أن عبد الله صفي الدين، ممثل "حزب الله" في طهران، التقى بمستشار خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي "وقدّم تقريرًا مفصلًا عن الوضع في لبنان وحزب الله ومحور المقاومة، مؤكدًا أن الحزب أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى، ومستعد للدفاع عن كامل الأراضي اللبنانية وشعبها، ولن يتخلى عن سلاحه تحت أي ظرف".
من جانبه، أكد ولايتي "المكانة الاستراتيجية لحزب الله" مؤكدًا أن "إيران ستواصل دعم هذا الحزب القيم والفدائي".
عودة في ذكرى جبران تويني
الحق مهما غاب سيظهر..
استذكر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في عظته امس الشهيد جبران تويني فقال :
"العالم يحتاج مسيحيين حقيقيين يحملون نور الإنسان الجديد، ولا يحتاج جماعات مسيحية تشوه صورة المسيح والمسيحية وتبث الأحقاد والخلافات والأفكار المضللة. المسيحية لا تحزب فيها إلا للمسيح. والمسيحي ليس فقط المنتمي لطائفة، بل هو إنسان يحيا الملكوت في قلب العالم. إنسان غفر له الله فيغفر، أحبه الله فيحب، دعي فلبى الدعوة. وإذ نتكلم على الدعوة نتذكر ابنا لنا لبى دعوة وطنه ولم يتوان عن الدفاع عنه حتى التضحية بحياته. جبران تويني دافع بالكلمة، بالفكر، بالحبر والقلم. حمل قضية لبنان ولم يحمل سلاحا أو حقدا بل جرأة في قول الحق في وجه الظلم والتسلط والخبث والتحريض والقتل والإرهاب واستباحة الحريات. قتلوه وظنوا أنهم تخلصوا منه، لكن التحولات الكبرى الحاصلة في لبنان والمنطقة تؤكد أن الحق مهما غاب سيظهر وأن العدالة مهما تأخرت آتية. رحم الله جبران وكل من مات شهادة للحق".
"الأخبار":
يشمل الأسبوع الطالع سلسلة تحركات دبلوماسية تتّصل بالوضع المتفجّر مع العدو، لكن الجميع ينتظر عملياً لقاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وتفتتح هذه التحرّكات بالمحادثات التي يبدأها اليوم المبعوث الأميركي توم برّاك، من تل أبيب لـ«بحث سبل منع التصعيد على لبنان» كما قالت وسائل إعلام عبرية، ويليها يوم الخميس موعد الاجتماع التحضيري في باريس لدعم الجيش، وهو اليوم نفسه الذي يزور فيه لبنان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، لمتابعة المبادرة المصرية، ثم اجتماع جديد للجنة «الميكانيزم» بتركيبتها الجديدة، السياسية والعسكرية.
وقالت مصادر متابعة إنّ «زيارة مدبولي، الذي يلتقي الرؤساء الثلاثة، تأتي ضمن تحرّك مصري، هدفه احتواء التصعيد، رغم أنّ القاهرة تلقّت بعناية «ملاحظات سلبية على ما حمله وزير الخارجيّة المصريّ بدر عبد العاطي إلى بيروت، قبل أسبوعين»».
في الأثناء، تتواصل الحملة الداخلية الهادفة إلى افتعال مشكلة بين لبنان وإيران، ويحصل ذلك في ظلّ صمت الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، بينما تكشف المعلومات، أنّ «القوات اللبنانية» تبنّت خطة يتولّى وزير الخارجية يوسف رجي ونواب الحزب قيادتها.
وأنّ الحملة تستهدف الآن فكرة طرد السفير الإيراني في لبنان، وعدم استقبال أي مسؤول إيراني في بيروت. وكان واضحاً الموقف في كلام النائب غياث يزبك، الذي دعا وزير الخارجية يوسف رجي إلى طرد السفير الإيراني في لبنان، وبعدم قبول أوراق السفير المقبل، وبعدم السماح بزيارة أي مسؤول إيراني إلى لبنان.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّ «الإجراءات المتعلّقة باستقرار السفير الإيرانيّ الجديد في لبنان جارية»، معربةً عن أملها في أن «تسير بشكلٍ طبيعي». ودعت الخارجية الإيرانية «أصدقاءنا اللبنانيّين» إلى «التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني».
جديد في اسرائيل؟
حتى اللحظة، لم يتغير المشهد الظاهر في كيان الاحتلال. التسريبات التي يواظب جيش العدو وأجهزته الأمنية على بثها، تركز بصورة دائمة على استعداد قائم لتوجيه ضربة جديدة وكبيرة إلى حزب الله. لكن اللافت، أنه ظهرت في الأيام القليلة الماضية تقارير تتحدث عن «ضغوط أميركية» تمنع إسرائيل من القيام بالعملية الكبيرة. وفي السياق، كتب المراسل العسكري للقناة 12، الصحافي شاي ليفي، أن تل أبيب تأخذ جدياً بالطلب الأميركي ترك واشنطن تختبر ما أسماه «الفرصة الأخيرة» أمام الحكومة اللبنانية للقيام بخطوات عملية في خطة نزع سلاح حزب الله، وأن الموعد هو نهاية هذه السنة.
وبحسب الكاتب نفسه، فإن «الأميركيين يكبحون في الوقت الحالي إسرائيل عن الانتقال إلى المرحلة التالية على الجبهة الشمالية، ويضغطون للاكتفاء بضربات محددة. وقد وُضع للحكومة اللبنانية موعد نهائي حتى دخول السنة الميلادية الجديدة لزيادة النشاط من أجل نزع سلاح حزب الله. ما يجعل المعركة تُدار حالياً بشكل جراحي، رغم أن إسرائيل تدرك أن ذلك لا يوقف إعادة تأهيل حزب الله».
ونقل الكاتب عن «تقارير صادرة من واشنطن والقدس»، أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدفع نحو خطوة واسعة في لبنان، وأن سلاح الجو جاهز لذلك. حيث توجد نافذة فرص فريدة، لمنع حزب الله من إعادة ترميم قدراته في مجالات الصواريخ، القذائف والطائرات المسيّرة»، ويضيف أن «المسؤولين الأمنيين يقدّرون بأن الضربات المحددة التي نُفذت حتى الآن، تركت حزب الله ضعيفاً بشكل ملحوظ، ولكن ذلك لم يزِل التهديد تماماً»، ويقول إن «العامل المركزي الذي يمنع في هذه المرحلة الخروج إلى حملة واسعة هو الضغط الأميركي الثقيل، وإن واشنطن تمنع أي مناورة برية واسعة، بل وحتى حملة جوية».
وبحسب التقرير نفسه فإن «الرسائل الأميركية، التي نُقلت عبر قنوات ديبلوماسية إلى لبنان والعراق، تعكس محاولة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع حرب شاملة. في إسرائيل يقولون إن التفاصيل الصغيرة لا تهم الأميركيين، أما من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، فتركز الاستراتيجية الحالية على عمليات جراحية ومحددة، ضربات من الجو وعمليات اقتحام سرية». وتحدث عن «وضع حالي يتميز بسباق مع الزمن، بسبب عدم وجود مؤشرات على أن الحكومة اللبنانية قادرة أو راغبة في فرض هذا القرار، وأن المسؤولين في بيروت يقولون إن تحركاً مباشراً ضد حزب الله سيؤدي إلى حرب أهلية، وهو أمر يخشاه اللبنانيون بشدة».
من جانبه، كتب تسفي هرئيل في «هارتس» أن حزب الله «يواصل التمسك باستراتيجية عدم الرد كي يُفشل مخطط إسرائيل للعمل بصورة أكبر ضد لبنان، وأنه من المشكوك أن تعطي واشنطن الإشارة بالعمل. وأشار إلى أن الحديث يدور عن «تفاهمات جديدة سواء بشأن الجدول الزمني أو بشأن الإنجازات المطلوبة في كل مرحلة.
وسط تقدير بأن واشنطن ستوافق على منح لبنان تمديداً لشهرين إضافيين». وكانت لافتة إشارة الصحيفة إلى أن هذه الأجواء تتوافق مع تصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي توم باراك حول أن «فكرة نزع سلاح حزب الله بالقوة غير واقعية. وأن علينا أن نسأل أنفسنا كيف نمنع التنظيم من استخدام سلاحه؟» وأن السفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، الذي رد على سؤال وجهه النائب ميشال معوض عن الضغط على حزب الله كي ينزع سلاحه، قال «إذا لم يكن ممكناً نزع السلاح، فسيتعين علينا احتواؤه».
وفي خلاصة قدمها معهد أبحاث الأمن القومي، قال إنه «حصل تغيير في ميزان القوى اللبناني، ولكن هذا لا يرقى بعد إلى تغيير جوهري»، وأوصى المعهد «بمواصلة ضرب أهداف حزب الله لمنع إعادة ترميم قواه، ويُفضّل تجنّب شن عمليات واسعة، تؤدي إلى إصابة المدنيين، ما يضعف الشرعية السياسية والعسكرية؛ لكن يجب مطالبة الجيش اللبناني، بـ»تنظيف المؤسسة» من المحسوبين على حزب الله؛ وتعديل القانون اللبناني الذي يحظر الاتصال بالإسرائيليين».
جولة للسفراء جنوبَ الليطاني وصاحب بيت يانوح صامد
تنظّم قيادة جنوب الليطاني في الجيش اللبناني غداً جولة لعدد من السفراء والملحقين العسكريين الغربيين. ومن المُقرّر أن تشمل مركز الجيش في أطراف علما الشعب ومُنشأة المقاومة في وادي زبقين. ويسبقها عرض لما يقوم به الجيش في جنوب الليطاني. ووفق مصادر مواكبة، فإن الجيش أدخل تعديلات على الأرقام التي عرضها أمام الإعلاميين نهاية الشهر الجاري لعدد المنشآت والأنفاق والأسلحة التي صادرها. وتتجه الأنظار إلى اجتماع لجنة «الميكانيزم» يوم الجمعة المقبل. ولفتت المصادر إلى أن أبرز ما سيحمله وفد الجيش، اعتراضات على أداء إسرائيل التصعيدي في مقابل التزام الجيش بقرار الحكومة في ما خصّ خطة سحب السلاح. وبحسب المصادر، سيطرح الوفدان الأميركي والإسرائيلي آلية تفتيش المنازل التي باتت أمراً واقعاً. لكنّ الجيش يطبّقها بالتعاون مع الأهالي، رافضاً الصدام معهم.
ولليلة الثانية أمس، أصرّ حيدر حيدر على المبيت في منزله في يانوح. وإلى جانب موقفه المبدئي، فإن الرجل اطمأنّ أكثر إلى انتشار الجيش في محيط منزله وتنفيذه دوريات في أرجاء البلدة. وذلك بعد تراجع العدو عن قصف المنزل، برغم أن الجيش أعلن مرتين أنه لم يعثر على أسلحة فيه خلافاً لمزاعم العدو. وما أثار غضب الجنوبيين عدم إصدار أي مرجعية رسمية لبنانية تعليقاً على الابتزاز الإسرائيلي لهم وللدولة وللجيش على حدّ سواء.
"الجمهورية":
بدا أمس أنّ الوضع في لبنان وسوريا والمنطقة يتّجه إلى احتمالات شتى غير مطمئنة، في ضوء الحوادث الأمنية التي تصاعدت في الداخل السوري بين قوى النظام وفصائل معارضة له، والاشتباك المحدود الذي حصل بين الجيش اللبناني والأمن العام السوري على الحدود الشرقية الشمالية بين لبنان وسوريا، وحادثة سيدني الأوسترالية التي بدأت إسرائيل تبني عليها ذرائع تمهيداً لاتهام «حزب الله» وإيران بها، عبر محاولة تصويرها أنّها ردّ على اغتيال القائد العسكري لـ»حزب الله» هيثم الطبطبائي في الضاحية الجنوبية في الآونة الأخيرة، واستمرار الخرق الإسرائيلي لوقف النار الذي اوقع أمس ثلاثة شهداء جدد في الجنوب. كل هذه التطورات تحصل قبل اللقاء الرباعي الباريسي المقرّر في 18 من الجاري على مستوى الموفدين: الأميركي ـ الفرنسي ـ السعودي- اللبناني، والذي يعقبه في اليوم التالي الاجتماع الثاني للجنة «الميكانيزم» بعد تطعيمها بمدنيين لبناني وإسرائيلي، كذلك تحصل قبل اللقاء المقرّر أواخر الشهر الجاري في البيت الأبيض بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يترقب الجميع نتائجه لاستكشاف مستقبل الأوضاع في المنطقة.
ارتفع منسوب المخاوف في اليومين الأخيرين على المستوى الإقليمي على خطين: الهجوم الغامض والمفاجئ الذي شنّه "داعش" على القوات الأميركية في تدمر، وهو الأول من نوعه منذ فترة طويلة. والعملية التي تمّ تنفيذها في سيدني ـ أوستراليا، وهي أيضاً الأولى من نوعها منذ مدة طويلة. العمليتان تحملان رمزية العودة إقليمياً ودولياً إلى مواجهة الاستحقاق الذي كان قد طوي في الفترة السابقة، والذي يحمل عنوان "الإرهاب"، علماً أنّ أي علامات واضحة لم تظهر في العمليتين حول الجهات السياسية الحقيقية التي تقف وراءهما أو ترغب في استغلالهما لأهداف معينة.
لكن اللافت، هو أنّ إسرائيل سارعت إلى التسريب من خلال وسائل إعلامها وبعض الأبواق الدولية، افتراضات واتهامات لإيران و"حزب الله" باحتمال الضلوع في العملية التي جرى تنفيذها ضدّ الهدف اليهودي في أوستراليا، على خلفية الانتقام لاغتيال طبطبائي في الضاحية الجنوبية أخيراً. وهذا الاتهام يتصف بدرجة عالية من الخطورة، خصوصاً لجهة التوقيت، لأنّه يضع لبنان وإيران معاً على فوهة الحرب التي يلوّح بها الإسرائيليون منذ أشهر. وإذا تزامنت هذه الحرب مع حال الغليان التي يمكن أن يشهده الوضع السوري، فهذا معناه أنّ إسرائيل ربما تكون على وشك ضربات وعمليات كبيرة وخطيرة في لبنان وسوريا وإيران في آن معاً.
على الحدود الشرقية
في هذه الأثناء، سُجّل أمس تطور أمني لافت على الحدود الشرقية مع سوريا، حيث تعرّضت قوة من الجيش اللبناني لإطلاق نار من عناصر الأمن العام السوري، عقب إقفالها معبر غير شرعي يُستخدم للتهريب في منطقة المشرفة - القاع الحدودية، ما أدّى إلى وقوع اشتباك بين الطرفين لبعض الوقت.
وعُلم أنّ تواصلاً جرى بين الجانبين اللبناني والسوري لتطويق الاشتباك ومعالجة ذيوله، فيما برّر السوريون إطلاق النار بأنّهم ظنوا انّ الجنود اللبنانيين هم من "حزب الله"!
وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:
"بتاريخ 14/ 12/ 2025، أثناء قيام وحدة من الجيش بتنفيذ دورية في منطقة المشرفة – الهرمل، تعرّضت لإطلاق نار من الجانب السوري فردّت بالمثل على مصادر النيران من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين.على إثر الحادثة، جرت اتصالات بين الجيش والسلطات السورية المعنية وعاد الوضع إلى طبيعته".
مدبولي
من جهة أخرى، يزور رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي لبنان الجمعة المقبل، في زيارة تستمر يومين، يلتقي خلالها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام. وتندرج هذه الزيارة ضمن سياق تحرّك مصري متواصل تجاه لبنان خلال المرحلة الأخيرة.
دعم إيراني لـ"الحزب"
على صعيد الموقف الإيراني من التطورات اللبنانية، قال مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، خلال لقائه ممثل "حزب الله" في طهران عبد الله صفيّ الدين، "إنّ إيران ستواصل بحزم دعم "حزب الله" الذي يقف في الخطوط الأمامية للمقاومة". واعتبر أنّ "حزب الله" يُعدّ أحد أهم أعمدة جبهة المقاومة، ويؤدي دورًا أساسيًا في مواجهة الصهيونية".
من جهته صفيّ الدين أكّد أنّ "الكيان الصهيوني وداعميه يجب أن يعلموا أنّ "حزب الله" متى ما قرّر سيردّ بحزم"، مشدّدًا على أنّ "حزب الله اليوم أقوى من أي وقت مضى، وهو مستعد للدفاع عن وحدة أراضي لبنان وشعبه"، مؤكّدًا أنّه "لن يضع سلاحه بأي حال من الحالات".
وإلى ذلك، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، السلطات اللبنانية إلى اعتماد الحوار، في أول تعليق رسمي على عدم موافقة لبنان بعد على اعتماد السفير الإيراني الجديد. وأكّد أنّ "العلاقة الديبلوماسية بين إيران ولبنان علاقة قديمة وقوية ولا تزال قائمة"، مشيرًا إلى "أنّ إيران لديها سفير معتمد في لبنان، كما أنّ السفير اللبناني الجديد استقرّ أخيراً في طهران".
وفي ما يتصل بالسفير الإيراني الجديد، أوضح بقائي أنّه تمّ تقديم الطلبات واستكمال الإجراءات المتعلقة بتعيينه منذ فترة"، معربًا عن أمله في "أن تسير هذه العملية بشكل طبيعي، وأن يتمكن السفير الجديد من تسلّم مهماته في بيروت قريبًا". وشدّد على تفضيل بلاده "تجنّب أي تصريحات قد تشغل لبنان عن التركيز على حماية سيادته الوطنية وسلامة أراضيه".
عون يدين
وفي مجال آخر، اكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون "إدانته الكاملة للإعتداء الذي وقع في مدينة سيدني الأوسترالية". وشدّد على "أنّ القيم الإنسانية، وفي طليعتها قيمة الحق في الحياة، هي مبادئ عالمية ثابتة، غير خاضعة للاستنساب ولا للمزاجية أو إلاجتزاء. فكما ندين ونرفض الاعتداء على أي مدني بريء في غزة أو في جنوب لبنان أو في أي منطقة من العالم، كذلك بالمبدأ والواجب نفسيهما، ندين ما حصل في سيدني". وشدّد على انّ "مسؤولية هذه المآسي تقع على منظومات نشر أفكار الكراهية والتطرف ورفض الآخر والسعي بالعنف إلى قيام أنظمة الآحاديات الدينية او العرقية او السياسية. تماماً كما تقع على ما يغذي تلك السياقات من ظواهر ظلم وقهر وغياب للعدالة في عالمنا الراهن".
تدقيق إسرائيلي
في غضون ذلك، قالت صحفٌ إسرائيليّة إنّ أجهزة الأمن في إسرائيل تدقّق في احتمال وجود صلاتٍ إيرانيّة، أو عبر "حزب الله"، وراء الهجوم المسلّح الذي استهدف الاحتفال بـ"عيد الانوار" اليهودي (حانوكا) على شاطئ بوندي في سيدني.
وبحسب ما أوردته i24NEWS، فإنّ إسرائيل "تفحص" أيضًا فرضيّة أن يكون الهجوم ردًّا من "حزب الله"، أو بإيعازٍ إيرانيّ، على اغتيال القياديّ علي طبطبائي. ونقلت عن مصدرٍ أمنيٍّ إسرائيليّ: "لا نؤكّد بعد أنّ إيران وراء الهجوم، لكنّنا نجري تحقيقًا معمّقًا ولم نصل إلى استنتاجات".
وعلّق نتنياهو على الحادث، بالقول "إنّ معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة". وأضاف: "راسلتُ رئيس الوزراء الأوسترالي قبل أشهر وأخبرته أنّ سياسة حكومته تشجع على كراهية اليهود".
ترامب
ودان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوم سيدني. وقال، أثناء احتفال لمناسبة عيد الميلاد في البيت الأبيض: "كان هجوماً مروعاً". وأضاف: "كان هجوماً معادياً للسامية بشكل واضح".
ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، حادثة سيدني الاوسترالية. وقال عبر منصة "إكس": إننا ندين الهجوم العنيف في مدينة سيدني الاوسترالية؛ الاغتيال وقتل الناس مرفوض ومدان أينما ارتُكب".
"الديار":
يُعدّ الأسبوعان الفاصلان عن نهاية العام الجاري مفصليين بالنسبة للبنان، باعتبارهما يرسمان الى حد بعيد ملامح المرحلة المقبلة، والتي تنطلق رسميا مع انطلاقة العام الجديد. ويشهد هذان الأسبوعان 3 اجتماعات مصيرية، تبدأ في باريس في الثامن عشر من الشهر الجاري، حيث يُعقد الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي لدعم الجيش، ويليه مباشرة اجتماع لجنة وقف النار «الميكانيزم» في التاسع عشر من الشهر الجاري في الناقورة، وصولا للتاسع والعشرين من هذا الشهر، موعد اللقاء المنتظر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الموعد الأول
يُعتبر الموعد الأول، الذي يُشارك فيه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، والذي تستضيفه فرنسا ويحضره الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر، اضافة للموفدة الأميركية مورغن أورتاغوس، والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان.
وبحسب المعلومات، سيركز الاجتماع على الاطلاع عن كثب من العماد هيكل على احتياجات الجيش والمهام التي ينفذها، والتي يفترض أن ينطلق بتنفيذها مطلع العام.
وتشير مصادر واسعة الاطلاع لـ<الديار» الى أن «هذا الاجتماع لا يجعل انعقاد المؤتمر وحصول الجيش على الأموال اللازمة أمرا محسوما»، لافتة الى أن «مشاركة الموفدين الاميركيين والسعودي تُعد خرقا أساسيا، الا أنها لا تعني أيضا أن المساعدات والأموال باتت مؤمنة، فهي مرتبطة ارتباطا عضويا بالخطوات المطلوب من الجيش القيام بها، في مجال سحب السلاح من منطقة شمالي الليطاني».
الموعد الثاني
أما الموعد الثاني المنتظر فهو الاجتماع الثاني للجنة وقف النار «الميكانيزم» في التاسع عشر من الشهر الجاري، بعد توسيعها لتضم موفديْن مدنيين من لبنان و»اسرائيل». وقد استبقت «تل أبيب» هذا الاجتماع، بتكثيف عمليات اغتيالاتها بعد أكثر من أسبوع على تراجع زخم هذه العمليات، نوعا ما، حيث شنّ الطّيران المسيّر المعادي ثلاث غارات، استهدفت درّاجةً ناريّةً في بلدية ياطر- قضاء بنت جبيل، سيّارةً بين بلدتَي صفد البطيخ وبرعشيت، وسيّارةً في بلدة جويا- قضاء صور.
واعتبرت مصادر سياسية أن «عودة اسرائيل لمسار التصعيد العسكري عشية اجتماع «الميكانيزم» له هدفان:
– الأول: التأكيد على أن مسار التفاوض السياسي هو غيره المسار العسكري الذي تتمسك به «اسرائيل»، لمنع حزب الله من اعادة بناء قدراته.
– الثاني: زيادة الضغوط على لبنان والتي تصب كلها في نفس المكان، أي التهديد بحرب مقبلة مطلع العام، في حال لم تنفذ الدولة اللبنانية كل ما هو مطلوب منها، بغض النظر عن ملاقاة «اسرائيل» التنازلات التي تُقدم عليها».
ويوم أمس، حذّر رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب الدكتور حسين الحاج حسن من أن «ما طُلب من سوريا يمكن أن يُطلب من لبنان»، معتبرا أن «تقديم التنازلات المجانية لا يؤدي إلا إلى مزيد من الابتزاز، لأن العدو «الإسرائيلي»، لا يلتزم بعهد ولا بميثاق».
وأشار إلى «خطورة الحديث عن مناطق اقتصادية، قد تفضي إلى تهجير أو إلى وصاية أميركية أو «إسرائيلية»، سائلًا عن مدى توافق ذلك مع مفهوم السيادة.
واذ شدد على أن «السلاح يشكّل عنصر قوة للبنان، وأن الدعوة إلى نزعه تحت ذريعة عدم القدرة على المواجهة، تعني عمليا تجريد البلد من أي وسيلة دفاع»، وسأل عن الاستراتيجية التي يمكن اعتمادها في مواجهة العدو، في ظل هذه الطروحات.
الموعد الثالث
ولعل الموعد الثالث الذي يترقبه لبنان عن كثب، هو اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو في 29 من كانون الأول الحالي.
فهو وان كان سيركّز على مناقشة خطط مستقبل غزة، الا أنه سيمر على الوضع اللبناني، خاصة في ظل اصرار نتنياهو على مواصلة تصعيده العسكري لبنانيا وضغط ترامب، لاعطاء فرصة لمسار التفاوض السياسي الذي انطلق.
وهنا تقول المصادر لـ«الديار»:»لا شك أن نتنياهو قادر على اقناع ترامب بحججه ومبرراته للقيام بجولة حرب جديدة، لكن الاميركيين يحاولون شراء المزيد من الوقت للبنان، بانتظار كيفية تعاطيه مع ملف حصرية السلاح شمالي الليطاني».
سجال عوني- قواتي «مكهرب»
في هذا الوقت، ومع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي استعر السجال العوني- القواتي على خلفية ملف الكهرباء. اذ يجد العونيون بالأزمة المستمرة في هذا القطاع، مجالا للاستثمار الانتخابي فيها، من منطلق أن وزير الطاقة المحسوب على «القوات» لم ينجح بتحقيق أي خرق يذكر في هذا المجال، ولا يزال يطبق خطط الوزراء «العونيين» السابقين.
وفي هذا السياق، كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» غسان حاصباني على حسابه على «أكس»:»ما خليناهن ما يخلونا»، لأن «بدنا وفينا». وأضاف:»فشلت المحاولة التخريبية لقطع الكهرباء على الأعياد. فكانت خطة «التيار» المقطوع كالتالي: تخويف شركات النفط من لبنان بعد تضخيم موضوع مصدر الفيول، والتحقيق بكل البواخر القادمة، مع ان هذا العمل روتيني في الجمارك، عدم تقدم البواخر للمناقصات خوفا من الاحتجاز رهن التحقيق، تأخير معاملات طلب الفيول بالروتين الإداري وقطع الفيول، وبالتالي قطع الكهرباء في الأعياد». وأشار الى أن «الوزير صدي تصدى لهذه المحاولات، واتخذ اجراءات استثنائية مع مجلس الوزراء ووصلت الحمولة وفرغت، والكهرباء لم تنقطع. وبالرغم من ذلك، البعض أطلق الحملة التي كان قد حضرها مسبقا لهذه المناسبة».
وردت عضو تكتل «لبنان القوي» النائبة ندى البستاني على حاصباني قائلة: «بيذكّرني الوزير حاصباني بجوزف غوبلز، يلي قال: «اكذب، اكذب حتى يصدّقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدّق نفسك». ما في أشطر من القوات بتبرير الفشل وكبّ اللوم على غيرها. ايّامنا وصلت التغذية لـ20 ساعة، وتراجعت تدريجياً بعد ثورة القوات المقنّعة يلي استعملتوها لتسقيط العهد، بس عأيامكن وصلت لصفر ساعة. الوقائع والأرقام هيك بتحكي، ووثائق صفقات الفيول تبعكن يلي بالقضاء موجودة، أمّا قصص البطولات صارت قديمة… وكان الأفضل دولتَك تسمّعنا صوتك ببرنامج صار الوقت وتفرجينا مستنداتك بموضوع الكهرباء… بدكن وفيكن تعتّموا البلد ليستفيدوا المولدات، وصار بدها تتحمّلوا مسؤولياتكن بالكهرباء وبالحكومة يلي مشاركين فيها»!
"نداء الوطن":
آخر ما كان لبنان ينتظره هو أن تكون له صلة ما بالاعتداء الذي وقع أمس في مدينة سيدني الأسترالية انطلاقًا مما تردد إعلاميًّا عن هوية أحد المنفذين للاعتداء، أو لجهة ربط الاعتداء بثأر دبرته إيران ردًا على اغتيال إسرائيل رئيس أركان "حزب الله" هيثم طبطبائي الشهر الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي موازاة التواصل الأمني بين السلطات في لبنان وأستراليا، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إدانته الكاملة للاعتداء قائلًا: "كما ندين ونرفض الاعتداء على أي مدني بريء في غزة أو في جنوب لبنان أو في أي منطقة من العالم، كذلك بالمبدأ والواجب نفسيهما، ندين ما حصل في سيدني". وشدد على "أن لبنان، كان وسيظل مكافحًا دؤوبًا لكل تطرف، وموطنًا لكل اعتدال وعدالة وسلام بين كل البشر".
قاسم وحالة الإنكار والتمسك بالسلاح
داخليًا، يعيش الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حالة إنكار ورفض الامتثال للقرار الرسمي بحصر السلاح ما يعني تزايد احتمالات الحرب واستمرار المواجهة العسكرية.
وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي رفيع لـ "نداء الوطن" إن الخطاب الأخير لقاسم "لا يمكن قراءته خارج سياق رفع السقوف القصوى في لحظة إقليمية دقيقة، حيث تختلط الرسائل المحلية بالرهانات الخارجية، ويجري توظيف الداخل اللبناني مجددًا كورقة ضغط في بازار المفاوضات الكبرى".
وبرأي المصدر، "فإن الإصرار على معادلة "السلاح أو الحرب" لا يعكس قوة بقدر ما يكشف مأزقًا سياسيًا، لأن تحويل السلاح إلى قدر أبدي فوق الدولة يعني عمليًا تعطيل أي إمكانية لقيام دولة قادرة، وتحميل اللبنانيين كلفة خيارات لم يشاركوا في اتخاذها".
ويعتبر المصدر أن "محاولة تصوير الدولة على أنها جهة "تقدّم التنازلات" تتجاهل حقيقة أساسية، وهي أنها الطرف الأضعف في هذه المعادلة، وأنها تدفع منذ سنوات ثمن ازدواجية القرار الأمني والعسكري. فالدعوة إلى أن تتحمّل الدولة مسؤولية السيادة فيما يُحرّم عليها امتلاك أدوات هذه السيادة ليست سوى إعادة إنتاج للمعادلة نفسها التي أوصلت لبنان إلى الانهيار والعزلة والدمار، والحديث عن التزام كامل من الجانب اللبناني باتفاق وقف إطلاق النار، مقابل اتهام إسرائيل وحدها بخرقه، لا يغيّر في الواقع شيئًا طالما أن المجتمع الدولي يرى أن جوهر المشكلة يكمن في السلاح الخارج عن سلطة الدولة".
ويرى المصدر أن "استحضار سيناريوات وجودية، من زوال لبنان إلى مصير الأقليات، يدخل في إطار التخويف السياسي لا أكثر، وهو أسلوب بات مستهلكًا ولم يعد يقنع شريحة واسعة من اللبنانيين الذين خبروا نتائج هذه السياسات، ومقارنة لبنان بسوريا، والتلويح بمشاريع ضمّ ودمج، يُستخدمان لتبرير استمرار الأمر الواقع، فيما الوقائع تقول إن أخطر ما يهدد الكيان اللبناني هو استمرار تحويله إلى ساحة صراع مفتوحة لحسابات إقليمية".
ويؤكد المصدر "أن تحميل الولايات المتحدة وحدها مسؤولية الخيارات المطروحة، ووصم أي نقاش حول حصرية السلاح بأنه مطلب أميركي ـ إسرائيلي، هو تجاهل متعمّد لمطلب لبناني داخلي واسع يرى في قيام دولة واحدة بسلاح واحد المدخل الوحيد للإنقاذ. فالمسألة لم تعد أيديولوجية ولا مرتبطة بشعارات المقاومة، بل تتصل مباشرة بمصير بلد ينهار اقتصاديًا واجتماعيًا، ويُترك شعبه رهينة احتمالات حرب يقرّرها طرف واحد".
ويرى المصدر أن "خلاصة خطاب قاسم تكمن في رفع السقف إلى حدّه الأقصى، ليس بهدف تغيير الوقائع الداخلية، بل لتوجيه رسالة إلى الخارج، وتحديدًا إلى واشنطن، مفادها أن أي تسوية في لبنان تمر حكمًا عبر "الحزب"، وأن تجاهله غير ممكن، وهذا السقف المرتفع يندرج في إطار محاولة دفع الأميركي إلى الاستجابة للطلب الإيراني بفتح باب تفاوض مباشر مع طهران و"الحزب" معًا، ولو كان الثمن إبقاء لبنان معلّقًا بين الحرب والهدنة، وبين الدولة واللادولة، إلى أن تتضح نتائج المساومات الكبرى في الإقليم".
المساران العسكري والتفاوضي والجيش يشيد بتعاون الأهالي
من جهة ثانية، أشار مصدر رسمي لـ "نداء الوطن" إلى أن تكثيف الغارات في الساعات الماضية دليل على السياسة الإسرائيلية المتبعة تجاه لبنان، خصوصًا أنها تريد القضاء على منظومة "حزب الله" الصاروخية والأسلحة والمسيرات التي تهددها، وبالتالي قد ترفع من وتيرة عملياتها.
في هذا السياق، أعلن الجيش اللبناني في بيان، أنه "في إطار التنسيق بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية "الميكانيزم"، أجرى تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح بموافقة مالكه، وتبيّن عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر. وأشادت قيادة الجيش بثقة الأهالي وتعاونهم.
ميدانيًا، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانات منفصلة، اغتيال ثلاثة من عناصر "حزب الله" أحدهم قياديّ يدعى زكريا يحي الحاج. كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله" خرق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان، أكثر من 1900 مرة. وقال إن الجيش الإسرائيلي قضى على نحو 40 مسلحًا منذ مطلع شهر تشرين الأول في منطقة جنوب لبنان.
ولايتي: إيران ستواصل بحزم دعم "حزب الله"
أكد مستشار قائد الثورة والجمهورية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي خلال لقائه ممثل "حزب الله" في طهران عبد الله صفي الدين، أن إيران ستواصل بحزم دعم "حزب الله" الذي "يقف في الخطوط الأمامية للمقاومة" وفقًا لما أوردته وكالة "مهر". من جهته، قال صفيّ الدين: "الكيان الصهيوني وداعموه يجب أن يعلموا أن حزب الله متى ما قرر سيردّ بحزم".
"الأنباء" الالكترونية:
طغى الهجوم الدامي في سيدني على ما عداه من أخبار عالميًا، وهو في تفاصيله الأولية قد لا يكون بعيدًا عن مشهدية الشرق الأوسط الذي يعيش على وقع حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل. وإذا كان من المبكر الجزم بأي تحليل للحادث قبل انتهاء التحقيق الأسترالي مع المسلح الموقوف، فإنّ المخاوف بدأت تحوم حول احتمال استغلال إسرائيل لهذا الهجوم خدمةً لأهدافها، ولا سيّما أنّ الإعلام العبري سارع إلى الإيحاء بضلوع إيران، فيما تفحص تل أبيب ما إذا كانت لطهران أو لـ"حزب الله" صلات بالهجوم، ردًا على اغتيال الرقم الثاني في "حزب الله" هيثم الطبطبائي.
وفيما لاقى هجوم سيدني، الذي سقط بنتيجته 15 قتيلًا و40 جريحًا وفق آخر حصيلة، تنديدًا عالميًا، كشفت التحقيقات التي أعلنها مسؤول أمني أسترالي تورّط أب وابنه، وهما باكستانيّان، يدعيان ساجد ونافيد أكرم. وفيما قُتل الابن برصاص الشرطة، أُوقف الأب بعدما انقضّ عليه رجل من أصول سورية إدلبية يُدعى أحمد الأحمد، وتمكّن من انتزاع البندقية التي كان يطلق منها النار على المحتفلين، ما أسهم في الحدّ من عدد القتلى والجرحى.
عون يدين الحادث
دان رئيس الجمهورية جوزاف عون الهجوم، وقال: "كما ندين ونرفض الاعتداء على أي مدني بريء في غزة أو في جنوب لبنان أو في أي منطقة من العالم، كذلك، وبالمبدأ والواجب نفسيهما، ندين ما حصل في سيدني". وشدّد على أنّ "مسؤولية هذه المآسي تقع على منظومات نشرت أفكار الكراهية والتطرّف ورفض الآخر، والسعي بالعنف إلى إقامة أنظمة أحادية دينية أو عرقية أو سياسية، تمامًا كما تقع على ما يغذّي تلك السياقات من مظاهر ظلم وقهر وغياب للعدالة في عالمنا الراهن".
برّاك إلى إسرائيل
إلى ذلك، وفيما استمرّت الغارات الإسرائيلية بالمسيّرات على الجنوب الأحد، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ المبعوث الأميركي توم برّاك يصل الإثنين إلى إسرائيل للتباحث مع المسؤولين في سبل منع التصعيد في سوريا ولبنان. وأشارت المعلومات إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب إلغاء جلسة محاكمته المقرّرة اليوم لإتاحة المجال أمام لقائه المسؤول الأميركي.
مصادر مطّلعة لفتت، في اتصال مع "الأنباء الإلكترونية"، إلى أنّ حكومة العدو لم تحدّد بعد موقفها على الساحة اللبنانية، في انتظار اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض في 29 الجاري، وهو اللقاء الخامس بينهما هذا العام، ولم يسبقه إليه أي رئيس حكومة إسرائيلي.
لقاء باريس
في الأثناء، ينعقد في باريس يوم الخميس في 18 الجاري اجتماع يضمّ المستشارة الرئاسية الفرنسية آن-كلير لوجندر، والموفدَين الفرنسي جان إيف لودريان، والأميركية مورغان أورتاغوس، والسعودي يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وأكّدت المصادر أنّ الاجتماع سيناقش خطة حصر السلاح، والتحضيرات لمؤتمر دعم الجيش.
رئيس الحكومة المصرية في بيروت
مصادر حكومية أكدت لـ"الأنباء الإلكترونية"، موعد زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى لبنان يوم الخميس في 18 الجاري، في محاولة مصرية جديدة لتأخير اندلاع الحرب وتجنيب لبنان مواجهة عسكرية.
"اللواء":
سارع لبنان على لسان الرئيس جوزف عون الى ادانة الهجوم الذي ضرب احتفالاً يهودياً على شاطئ بونداي في سيدني عاصمة اوستراليا، هذا الحادث الذي وصفه الاعلام العبري «باليوم الاسود» على اليهود، وأدى الى سقوط 10 قتلى بينهم حاخام، وهو مبعوث حركة حباد.
وقال الرئيس عون في بيان صادر عن الرئاسة الاولى أن القيم الانسانية، وفي طليعتها الحق في الحياة هي مبادئ عالمية ثابتة غير خاضعة للاستنساب ولا للمزاجية أو الاجتزاء.
وقال: فكما ندين ونرفض الاعتداء على أي مدني بريء في غزة أو في جنوب لبنان أو في أي منطقة من العالم كذلك بالمبدأ والواجب نفسيهما ندين ما حصل في سيدني.
وقبل انشغال العالم بهذا الحادث كانت الاوضاع الجنوبية تشهد عودة قاتلة للضربات ضد المواطنين الآمنين، فاستهدفت المسيَّرات والقذائف المدفعية مجموعة من القرى الجنوبية من ياطر، الى صفد البطيخ، وجويا من الضهيرة، وحلتا ويانوح، مما أدى الى سقوط 3 شهداء.
ويأتي استئناف الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية بعد نجاح الجيش اللبناني بالتنسيق مع وحدات حفظ السلام (اليونيفيل) بالحؤول دون استهداف منزل من 3 طوابق في قرية يانوح الحدودية، بعدما إظهرت عملية التفتيش لعدة مرات، خلوَّه من أي سلاح، سواء داخل الغرف أو في الارض المجاورة له.
ومع ان الاحتلال برَّر التراجع بما أسماه ضغطاً اميركياً أسهم في امتناع جيش الاحتلال عن تدميد المنزل في يانوح.
وأعربت قيادة الجيش عن شكرها للأهالي والميكانيزم، وأدت دوراً من أجل وقف تنفيذ التهديد، بعدما تبين عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخل المبنى.
ويحضر ملف لبنان اليوم في اجتماعات السفير توماس براك مع المسؤولين في تل ابيب الى جانب ملف التفاوض مع سوريا للتوصل الى اتفاق أمني في منطقة الجولان.
إذاً، يزدحم هذا الاسبوع بالأحداث المهمة التي ستترك تأثيرها السلبي او الايجابي حسب نتائجها، تبعاً لأجندة الدول المعنية بالوضع اللبناني وما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي من تصعيد.
وأفيد بأن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يصل إلى بيروت الأسبوع المقبل ويلتقي الجمعة الرؤساء جوزيف عون ونواف سلام ونبيه بري، في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد، وترقب الاجتماع الذي يعقد في باريس في 18 الجاري الاميركي – الفرنسي – السعودي، بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث ستكون على جدول الاعمال قضيتا مؤتمر دعم الجيش ومسار مهمة الجيش في حصر السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية والمهلة التي حددها الجيش لإنهاء المهمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار. الى جانب ملفات اقتصادية وقضية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها سيتم بحثها في الإجتماع.
فيما تعقد في 19 كانون الاول الجاري لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي وعضوي اللجنة الفرنسي جان ايف لو دريان على الارجح والاميركية مورغان اورتاغوس، حيث يرتقب ان يبدأ البحث الجدي في مواضيع التفاوض العسكري – التقني كمرحلة اولى قد تليها مراحل اخرى تبعاً لتحقيق مطالب لبنان بإنهاء الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية. وسط معلومات عن اقتراح فرنسي بتمديد المهلة التي حددها الإحتلال من نهاية هذا الشهر حتى نهاية كانون الثاني للإنتهاء من جمع السلاح جنوبي نهر الليطاني على امل ان يقوم جيش الاحتلال بما عليه من تطبيق آليات وقف الاعمال العدائية.
واستبق الكيان الاسرائيلي هذه الاستحقاقات برسائل نارية خلال اليومين الماضيين إلى لبنان والى اي مدى يمكن ان يستمر في معاندته الذهاب الى مفاوضات مباشرة سياسية تتجاوز الطابع العسكري والتقني الذي اتفق عليه الرؤساء عون وبري و سلام، والتعليمات التي سيحملها المندوب الدبلوماسي السفير سيمون كرم، والى دول لجنة الاشراف ولا سيما فرنسا، بأنه يرفض اي طرح تفاوضي خارج الاطار الذي حدده منفرداً من دون التوافق المسبق على جدول اعمال المفاوضات المرتقبة. وان اي قرار ستتخذه الدول الثلاث ولبنان لا يعنيه، ما لم يُراعِ مطالب الاحتلال.
ولعلّ تسريبات الاسابيع القليلة الماضية واكثرها من كيان الاحتلال، بتحديد مهلة «نهاية الشهر لنزع سلاح حزب الله بالكامل في كل لبنان وليس فقط جنوبي الليطاني وإلّا فإن اسرائيل ستنزع السلاح بالقوة»، والتمهيد لذلك بتصعيد الغارات، تكفي لتبيان التوجه الاسرائيلي، وعبارة السلاح هنا لا تقتصر على الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ قصيرة المدى، بل تشتمل على الصواريخ الثقيلة والدقيقة التي قيل ان حزب الله يمتلكها وتطلب اسرائيل التخلص منها بأي وسيلة سواءٌ بالتفاوض او بالنار.
اما حزب الله فلاقى هذه الاجواء عبر كلام امينه العام الشيخ نعيم قاسم بقوله يوم السبت: «أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، تختلف عمّا سبقها وتفرض أداءً مختلفًا على مختلف المستويات»، مشدّدًا على أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، فيما قامت المقاومة بكل ما عليها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة».
وقال: إنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وإنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية، موضحاً أنّ منع العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما، ومنع استقرار العدو والمساعدة على التحرير.
ورأى «أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، وأنّ الطرح القائم لحصرية السلاح هو مطلب أميركي – إسرائيلي، وأنّ اعتماده يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان.
والى ذلك، التقى عبد الله صفي الدين ممثل حزب الله في طهران بمستشار المرشد الاعلى السيد علي خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، في لقاء تناول آخر التطورات الإقليمية والدولية، حسبما أفاد الموقع الرسمي لولايتي.وخلال اللقاء، «قدّم صفي الدين تقريرًا مفصلًا عن الوضع في لبنان وحزب الله ومحور المقاومة، مؤكدًا أن الحزب أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى، ومستعد للدفاع عن كامل الأراضي اللبنانية وشعبها، ولن يتخلى عن سلاحه تحت أي ظرف. كما لفت إلى الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن إسرائيل وحلفاءها يجب أن يعلموا أن حزب الله سيرد بحزم متى ما قرر ذلك».
تجدُّد السجال الانتخابي
انتخابياً تجدد السجال بين معراب وعين التينة (فاتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس نبيه بري بإفراغ العملية الانتخابية من مضمونها، معتبراً أن مواجهة التعطيل أصبحت واجباً وطنياً لحماية الدستور وحق اللبنانيين في تقرير مصيرهم.
وسارع معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بالرد على جعجع بالقول: كأنه يتحدث مع نفسه عبر المرآة.
رفع التغذية بالتيار
كهربائياً، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن قطوع التغذية بالكهرباء مرَّ، وأنها بدأت منذ مساء أمس برفع التغذية بالتيار الكهربائي، ليعود الى ما كان عليه خلال مطلع الاسبوع المقبل.
وكانت الناقلة البحرية أفرغت جزءاً من حمولتها في معمل الزهراني صباحاً، لتتوجه الى مصب معمل دير عمار لتفريغ القسم المتبقي بالخزانات.
3 شهداء بإستئناف الإعتداءات
رفع العدو الاسرائيلي وتيرة عدوانه امس على لبنان بعدة غارات جوية ادت الى ارتقاء 3 شهداء، فاستهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة جويا قضاء صور بعد ظهر أمس أدت الى ارتقاء عضو بلدية جويا زكريا الحاج.
واستهدفت غارة ثانية سيارة بين صفد البطيخ وبرعشيت في قضاء بنت جبيل، أدت الى سقوط ضحية.
كما نفذت مسيَّرة معادية قرابة الحادية عشرة والربع، غارة جوية مستهدفة دراجة نارية في محلة طير هرما في بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، أدت الى ارتقاء مواطن وسقوط جريح.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، «أن المستهدفين كانوا متورطين في محاولات لإعادة إعمار بنى تحتية تابعة لحزب االله، معتبراً أن هذه الأنشطة تشكّل خرقاً للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان.وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته، وفق تعبيره، لإزالة أي تهديد وحماية إسرائيل».
وقبل ذلك، قامت القوات الاسرائيلية بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من مركز رمتا في تلال كفرشوبا باتجاه مزرعة بسطرة.واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي مزرعة شانوح في اطراف بلدة حلتا. وألقت محلّقة معادية قنابل متفجرة على منزل في منطقة السلم – طريق الغابة عند الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون.
الى ذلك، كثّفت القوات الإسرائيلية، طوال ليل أمس الفائت وحتى ساعات الصباح، من تحليق طيرانها الاستطلاعي فوق صور، ولا سيّما فوق بلدة يانوح، ومنطقة الزهراني، ونفذ العدو غارات وهمية عل منطقة النبطية.وفوق اجواء صيدا والجوار.
ليلاً: معالجة إطلاق نار سوري على دورية للجيش
أمنياً، أعلن الجيش اللبناني عن تعرض دورية لنيران من سوريا، قرب الهرمل من دون وقوع اصابات.
وقال الجيش أنه جرى التعامل مع النيران، وتم التواصل مع السلطات السورية المعنية وعاد الوضع الى طبيعته.
"البناء":
اهتزت الكثير من الحسابات والتوقعات والخطط مع حادث إطلاق النار الذي استهدف اجتماعاً تنسيقياً أميركياً سورياً في تدمر، هو أول عملية تنسيق للحرب على تنظيم داعش، بعدما تبين أن مطلق النار هو أحد عناصر الحماية السورية، وبعدما أسفر الحادث عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، ورغم البيانات المتبادلة بين دمشق وواشنطن بالتعزية وتأكيد المضي في التحالف ارتفعت بقوة في واشنطن أصوات تدعو لمراجعة خيار العمل مع الحكم السوري الجديد الذي تعود أصوله إلى جبهة النصرة المتفرّعة عن تنظيم القاعدة والذي يتبنى أفكار تنظيم داعش ذاتها، وقد جاء عدد من قياداته من صفوف داعش نفسه ومنهم زعيم جبهة النصرة والرئيس الانتقالي في الحكم الجديد أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني، وسط تساؤلات عن المخاطرة التي يمثلها هذا التعاون القائم على الرهان على قدرة النصرة على محاصرة داعش بسبب هذا التداخل، لأن داعش سوف يملك القدرة على فعل العكس في البيئة الثقافية الاجتماعية المشتركة ذاتها لكل من التنظيمين، كما قال الحادث، وخرجت أصوات تدعو للتمسك بالتعاون مع قوات «قسد» وعدم التسرع بحلها ودفعها للاندماج في أجهزة الحكم الجديد، باعتبارها الحليف الموثوق المجرب في هذه المواجهة مع داعش، وذهب البعض بعيداً بالتساؤل عما إذا كان ممكناً للمبعوث الأميركي توماس برّاك بعدما جرت مواصلة الحديث عن دور سوري في لبنان لحساب واشنطن، وما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يكون متحمساً للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمساعدة الحكم السوري الجديد على النهوض وسط تجاذب إسرائيلي تركي حول سورية وحول القوة الدولية في غزة؟
في سيدني سقط 16 قتيلاً وجرح 40 آخرون في هجوم مسلح قالت السلطات الأمنية الأسترالية ليل أمس إن أبا وابنه قاما بتنفيذه على تجمع احتفالي بعيد الحانوكا اليهودي، وبالرغم من ترجيح احتمال أن يكون الحافز الذي دفع إلى تنفيذ الهجوم هو جرائم الإبادة التي تعرّض لها الفلسطينيون في غزة، فإن مسلماً أسترالياً تصدّر وسائل الإعلام العالمية والاسترالية وهو يقوم بنزع سلاح أحد المهاجمين، بينما أصدرت الهيئات الإسلامية في استراليا بيانات إدانة للهجوم، مشيدة بموقف الحكومة الاسترالية التي أدانت جرائم الإبادة، وحيث خرج عشرات آلاف الأستراليين في تظاهرات تضامنية مع فلسطين، يعتقد منظموها أن الحادث سوف يجعل مهمتهم في تحفيز الشارع الأسترالي على المزيد من الانخراط في الأنشطة المناوئة لـ»إسرائيل» أكثر تعقيداً، مضيفين أنه بالرغم من وجود شخصيات يهودية متطرفة بتبني العنصرية الصهيونية فإن هناك شخصيات يهودية مناصرة للحق الفلسطيني، سوف تتمّ محاصرتها في بيئتها وإضعاف موقفها بفعل هذا الهجوم.
في لبنان، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مناسبة احتفالية للحزب مطلقا معادلة ثلاثية الأرض والسلاح والروح، حيث لا مساومة على الأرض والسلاح ولو كلف ذلك الأرواح، فقال إن «المقاومة مستعدة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني لكنها ليست مستعدة للاستسلام لأميركا و«إسرائيل»»، وأضاف مخاطباً المسؤولين، «لا تطلبوا منّا أن لا ندافع عن أنفسنا والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها»، مضيفاً، «ندعو الدولة إلى أن تتوقف عن التنازلات وأن تتراجع وتعيد حساباتها وتطبق الاتفاق»، ورسم معادلة «أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض ولن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف «إسرائيل»»، ومعادلة «إذا حصلت الحرب لن تحقق أهدافها وهذا أمر واضح بالنسبة إلينا ومع الاستسلام لن يبقى لبنان»، وختم قاسم بالقول إن «حصرية السلاح بالصيغة المطروحة هو مطلب أميركي إسرائيلي وبهذا المنطق هو إعدام لقوة لبنان».
تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو باريس، حيث تستضيف اجتماعاً دولياً عالي المستوى، يضم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر وعن الولايات المتحدة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وعن السعودية الأمير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش اللبناني رودولف هيكل.
وفيما يحطّ المبعوث الأميركي توم برّاك اليوم في تل أبيب للبحث في منع التصعيد مع لبنان والتوصل إلى تفاهمات مع سورية، يبدو الترقب سيّد الموقف للاجتماع المقبل للجنة مراقبة وقف الأعمال القتالية (الميكانيزم) يوم الجمعة المقبل، حيث يترأس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم.
إلى ذلك أكدت قيادة الجيش أنه في إطار التنسيق بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، أجرى الجيش تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح بموافقة مالكه، فتبين عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخل المبنى.
وبعدما غادر الجيش المكان، وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وَرَد تهديد بقصف المنزل نفسه، فحضرت على الفور دورية من الجيش وأعادت تفتيشه من دون العثور على أي أسلحة أو ذخائر، فيما بقيت الدورية متمركزة في محيط المنزل منعًا لاستهدافه. إن قيادة الجيش تقدّر عاليًا ثقة الأهالي بالمؤسسة العسكريّة، ووقوفهم إلى جانبه وتعاونهم أثناء أدائه واجبه الوطني.
كما تُعرب عن شكرها العميق للجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية التي قامت بالاتصالات اللازمة بالتنسيق مع قيادة الجيش، وأدّت دورًا أساسيًّا من أجل وقف تنفيذ التهديد.
إن القيادة تنحني أمام الجهود الجبارة والتضحيات التي يبذلها العسكريون في مواجهة ظروف استثنائية في صعوبتها ودقتها، حفاظًا على سلامة أهلهم وذودًا عنهم، ما أدى إلى إلغاء التهديد في الوقت الحالي، في حين لا يزال عناصر الجيش متمركزين في محيط المنزل حتى الساعة.
وأكد الجيش أن هذه الحادثة تثبت أكثر من أي وقت مضى أن السبيل الوحيد لصون الاستقرار هو توحيد الجهود والتضامن الوطني الجامع مع الجيش، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الـ (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، في مرحلة صعبة تستلزم أقصى درجات الوعي والمسؤولية.
هذا وينتظر أن يصل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت الخميس المقبل على أن تسجل لقاءاته الأساسية يوم الجمعة، وتشمل رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
وجدّد مستشار قائدِ الثورةِ والجمهوريّة الإسلاميّة للشؤون الدوليّة، علي أكبر ولايتي، تأكيد بلاده أنها «ستواصل بحزم دعم حزب الله» الذي «يقف في الخطوطِ الأماميّة للمقاومة»، وذلك خلال لقائه ممثّل حزب الله في طهران عبد الله صفي الدين.
وقال ولايتي، وفق ما نقل عن أجواء اللقاء، إنّ «حزب الله أحد أهمّ أعمدة جبهة المقاومة» وإنّه «يؤدّي دورًا أساسيًّا في مواجهةِ الصهيونيّة»، في إشارةٍ إلى ما تسمّيه طهران وحلفاؤها «محور المقاومة» الممتدّ في المنطقة، والذي يضمّ قوًى وفصائل تتقاطع في خطابِها السياسيّ والعسكريّ حول مواجهة «إسرائيل» ونفوذها.
وأكّد صفيّ الدِّين من جهته، أنّ «حزب الله اليوم أقوى من أيّ وقتٍ مضى»، وأنّه «مستعدٌّ للدفاع عن وحدة أراضي لبنان وشعبه»، مشدِّدًا على أنّه «لن يضع سلاحه بأيِّ حالٍ من الأحوال». وأضاف أنّ «الكيان الصهيونيّ وداعميه يجب أن يعلموا أنّ حزب الله، متى ما قرّر، سيردّ بحزم».
وأعلنت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّ «الإجراءات المتعلّقة باستقرار السفير الإيرانيّ الجديد في لبنان جاريةٌ»، معربةً عن أملها في أن «تسير بشكلٍ طبيعيّ». كانت الخارجيّة الإيرانيّة قد قدّمت طلب قبول اعتماد سفيرٍ جديدٍ في بيروت، بدلاً من السفير الحاليّ مجتبى أماني، غير أنّ وزير الخارجيّة لم يُجب بعد على الطلب.
ودعت الخارجيّة الإيرانيّة «أصدقاءنا اللبنانيّين» إلى التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبنانيّ، مضيفةً، «نفضّل تفادي إطلاق تصريحاتٍ أو مواقف تصرف لبنان عن التركيز على صون سيادته ووحدة أراضيه».
استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، رئيس تيار «المردة» الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في البلاد خلال جولة أفق تناولت أبرز الملفات السياسية والأمنية، إلى جانب التطورات الإقليمية المتسارعة. وخلال اللقاء، أعرب فرنجية عن دعمه لمواقف رئيس الجمهورية في مقاربته للمرحلة الراهنة، ولا سيما في ما يتصل بالجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، مؤكّدًا أهمية تحصين الساحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة من توترات. كما هنّأ فرنجية الرئيس عون بقرب حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، متمنيًا أن يحمل العام الجديد مزيدًا من الاستقرار للبنان واللبنانيين.
وحذّر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ممن «يراهن على «إسرائيل» أو سورية»، مشيرًا إلى أنّ «الأفظع هو الرهان على الجهتين معًا»، معتبرًا أنّ ذلك يدفع إلى الخوف والتوحّد «للدفاع عن لبنان عندما يكون بخطر». كما تطرّق باسيل إلى ملفّ النزوح السوري، معتبرًا أنّه تحدّث سابقًا عمّا وصفه بـ«جيش نزوحٍ سوريّ»، وقال إنّه شاهد الأسبوع الماضي «أرتالًا من النازحين السوريّين» على الطُّرق «يسرحون ويهتفون هتافات تخصّهم»، مضيفًا أنّ أيّ شخصٍ «يعيش في لبنان بطريقة غير شرعيّة» يجب ألّا تقبل به السُّلطة اللبنانيّة، ولا سيّما إذا «تحوّل أداةً لمشروعٍ سياسيّ ليس لبنانيًّا».
"الشرق":
تغرق الساحة اللبنانية في حالة ترقب ثقيل في انتظار ما ستحمله الايام القليلة المقبلة عسكريا وأمنيا، وسط زحمة محطات وازنة ودسمة، ستساهم في تحديد المسار الذي ستسلكه الامور بين لبنان واسرائيل التي ترفع سقف التهديد بعملية عسكرية تحضّر لها اذا لم يتم نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري. كل ذلك، في وقت جدد حزب الله تمسّكه بالسلاح، ملتفّا على مطالب الحكومة اللبنانية باعلانه الاستعداد للبحث في استراتيجية دفاعية، استراتيجية كبّلها مسبقا بشروطه ورؤيته لها، معتبرا ان حصر السلاح “مطلب اميركي – اسرائيلي”.
محطات مهمة
ففي وقت يصل الخميس المقبل الى بيروت، رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد، ترصد العيون الاجتماع الذي يعقد في باريس في 18 الجاري الاميركي – الفرنسي – السعودي، بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث ستكون خطة حصر السلاح في صلب المناقشات. اما في اليوم التالي، اي في 19 كانون الاول الجاري، فتعقد لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي والرعاة الامميين والفرنسيين والاميركيين، وهو يرتدي اهمية خاصة اذ سيغوص للمرة الاولى في البحث في اهداف المفاوضات.
تفتيش فإنذار
في الميدان، وبينما يطالب الجانبان الاميركي والاسرائيلي، لبنان، بتفتيش الممتلكات جنوبا، فبرز اليوم، دخول دورية من الجيش اللبناني برفقة قوة من اليونيفيل، منزلا في بلدة يانوح الجنوبية بهدف التفتيش وذلك بطلب من لجنة “الميكانيزم”. واشارت معلومات صحافية الى ان تم تفتيش بعض الاملاك الخاصة في يانوح برضا الاهالي في حين اظهرت فيديوهات اخرى مواجهات بين الجيش واليونيفيل والاهالي الذين اعترضوا على التفتيش. وبعد ان افيد ان لم يتم العثور على أي اسلحة بعد التفتيش، وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان يانوح بضرورة الاخلاء لأن ستتم “مهاجمة بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله”. وافيد ان المنزل المهدَّد هو ذاته الذي كشف عليه الجيش .
مطلب اميركي – اسرائيلي
التهديد صدر بينما كان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يلقي كلمة اكد فيها “أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، تختلف عمّا سبقها وتفرض أداءً مختلفًا على مختلف المستويات”، مشدّدًا على أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، فيما قامت المقاومة بكل ما عليها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة”. وشدّد على أنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وأنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية، موضحًا أنّ منع العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما، ومنع استقرار العدو والمساعدة على التحرير. وأكد الشيخ قاسم استعداد المقاومة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، وموافقتها على إستراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته، رافضًا في المقابل أي إطار يشكّل استسلامًا للولايات المتحدة و”إسرائيل”. كما شدّد على أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، معتبرًا أنّ الطرح القائم لحصرية السلاح هو مطلب أميركي – إسرائيلي، وأنّ اعتماده يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان، لافتًا إلى أنّ أزمة الدولة الحقيقية تكمن في العقوبات والفساد. وختم بالتأكيد أنّ الاستسلام يعني زوال لبنان، محذّرًا من أنّ الكيان الإسرائيلي يواصل تهديداته، وأنّ الاستسلام يفتح الطريق أمام وضع لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية، ما يؤدّي في النهاية إلى زواله.
الحزب لا يتعاون
في المقابل، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني، ان “حزب الله يرفض التعاون لتسليم سلاحه حتى طوعاً ويطلق التصاريح عبر مسؤوليه، معلناً انه يعيد بناء تركيبته العسكرية”. وشدد في حديث تلفزيوني على ان “الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان تعالجها الدولة وليس الحزب”، واضاف “عندما تحتكر الدولة قرار الحرب والسلم وتمتلك حصرية السلاح حينها بإمكانها العمل بكافة الطرق المطلوبة بما فيها الدبلوماسية والقانون الدولي لردع إسرائيل. أذكّر ان “الحزب” عجز عن الدفاع عن نفسه وهو إختبأ في الخنادق والكهوف والانفاق تحت الأرض تاركاً الناس فوق الأرض عرضة للقتل. فهو إستجرّ إسرائيل للدخول الى لبنان بعدما اقحمنا بحرب الاسناد وفشل في خلق حد ادنى من توازن القوى. فلا يجوز ان نحكم على الدولة مسبقا انها غير قادرة على إحداث الاستقرار إذا كان السلاح والقرار محصورا بها”.
خرق فاضح
انتخابيا، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، أنّ “تعامل رئيس مجلس النواب نبيه بري مع مشروع القانون المعجّل الوارد من الحكومة حول تعديل قانون الانتخابات النيابية يُشكّل خرقاً واضحاً وفاضحاً وضرباً لعرض الحائط بالمهل الدستوريّة، وهذا ما يعد أساساً خرقاً للمادة 5 من النظام الداخلي للمجلس التي تلزمه أن يرعى أحكام الدستور والقانون والنظام الداخلي في مجلس النواب”. وخلال احتفال تسليم البطاقات لدفعة جديدة من المنتسبين لحزب القوات في معراب، وأوضح جعجع أنّ “الحكومة أحالت مشروع القانون بصفة عجلة على مجلس النواب لسبب، وهو أن البت فيه مرتبط بمهل دستوريّة لا يمكن خرقها كانتهاء ولاية مجلس النواب الحالي.. وما يقوم به الرئيس بري فعلياً لا يقتصر على عرقلة مشروع القانون المعجّل بحد ذاته فحسب، وإنما يمتد بجوهره إلى ضرب المهل الدستوريّة والمهل المتعلّقة بإجراء العمليّة الإنتخابيّة، بعدما أصبح الوقت داهماً والحكومة قد أبدت رأياً صريحاً في أنها غير قادرة على إجراء الإنتخابات من دون تعديل القانون النافذ”.
"الشرق الأوسط":
تشهد العلاقات بين بيروت وطهران مرحلة غير مسبوقة من التوتر، تعكس تحوّلاً واضحاً في مقاربة الدولة اللبنانية لملف العلاقة مع إيران، خصوصاً ما يتصل بسلاح «حزب الله» وحدود التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية اللبنانية.
ولم يعد الأمر محصوراً في مواقف إعلامية أو تسريبات سياسية، بل برز عبر قرارات رسمية ومواقف صدرت عن أعلى المستويات في لبنان.
أبرز مؤشرات هذا التصعيد تمثل في موقف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي، الذي رفض دعوة نظيره الإيراني عباس عراقجي لزيارة طهران، كما رفض عقد لقاء معه في دولة محايدة، وفق ما أعلن قبل أيام.
وكشف مصدر رسمي لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الرفض «لا ينطلق من اعتبارات بروتوكولية أو شخصية، بل من موقف سياسي واضح، مفاده أن العلاقات اللبنانية – الإيرانية لا يمكن أن تستقيم إلا إذا كانت ندّية، وحصرت إيران تعاطيها مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعيّة دون أي فريق آخر».
جوهر الأزمة بين البلدين يتمثّل في الدعم الإيراني المطلق لـ«حزب الله»، وتعامل طهران معه كفصيل عسكري يتبع سلطة «الحرس الثوري»، وكقوة موازية للدولة اللبنانية تتجاوز مؤسساتها الشرعية في قرارات الحرب والسلم.
ويرى المصدر الرسمي، الذي يرفض ذكر اسمه، أن استمرار السياسة الإيرانية الحالية في التعاطي مع الملف اللبناني «يزيد من تعقيدات المشهد الداخلي، ويعرض لبنان لخطر حربٍ إسرائيلية جديدة، في ظل واقع إقليمي هشّ وعجز لبناني اقتصادي وعسكري لا يحتمل مغامرات إضافية».
لا يقتصر التشنّج القائم بين البلدين على موقف وزارة الخارجية اللبنانية، بل ظهر في تصريحات نُسبت إلى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قال فيها إنه رفض استقبال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت.
وهذا الرفض، وفق المصدر الرسمي، يُعد «رسالة سياسية مباشرة، مفادها أن الدولة اللبنانية لم تعد تقبل بقنوات موازية أو علاقات خارج الأطر الرسمية والدستورية». ويشير إلى أن «هذا الموقف يمثّل الثابت للدولة اللبنانية، وعندما تغيّر طهران من مقاربتها للواقع اللبناني، نحن نرحّب بها، شرط أن تكون العلاقات بين المؤسسات الدستورية والرسمية نديّة وليست علاقات تبعيّة».
وذكّر المصدر الرسمي بأن الرئيس عون سبق له أن أبلغ رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، خلال زيارة الأخير للبنان ومشاركته في تشييع أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، أن لبنان «تعب من حروب الآخرين على أرضه، وآن للشعب اللبناني أن يرتاح من الحروب والمآسي»، في إشارة إلى أن «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» لمساندة غزّة هي قرار إيراني.
وفي آخر موقف إيراني حول العلاقة بين طهران وبيروت، قال إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، إن «إيران تفضّل تجنب أي تصريحات من شأنها صرف لبنان عن التركيز على سيادته ووحدة أراضيه». وجدّد الدعوة «إلى أصدقائنا اللبنانيين للحوار»، قائلاً إن «الخطر الحقيقي الذي يهدد سيادة لبنان وكرامته يتمثّل في أطماع وهيمنة إسرائيل».
وأشار إلى أن إجراءات تعيين السفير الإيراني الجديد قد أُنجزت، معرباً عن الأمل في استكمال المسار المعتمد ومباشرته مهامه قريباً.
دعم «حزب الله»
من جانبه أكد علي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي للشؤون الدولية، أن بلاده ستوصل دعم «حزب الله». وقال ولايتي خلال استقباله ممثل الحزب في طهران عبدالله صفي الدين إن «حزب الله أحد أهم أعمدة محور المقاومة، يلعب دوراً أساسياً في مواجهة الصهيونية». وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحت قيادة وتوجيهات قائد الثورة الإسلامية، ستواصل بحزم دعمها لـ(حزب الله) الذي يقف بالخطوط الأمامية للمقاومة».
مع العلم أن اتساع مساحة التباعد ما بين بيروت وطهران مبنيّ على تراكمات من التدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني، ومواقف مسؤولين إيرانيين تعكس رؤية إيرانية تعتبر سلاح الحزب جزءاً من منظومة الأمن الإقليمي لطهران، وليس ملفاً سيادياً لبنانياً خالصاً.
وسبق لعلي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن أعلن صراحة أن «محاولات نزع سلاح (حزب الله) ستفشل»، معتبراً أن هذا السلاح هو «سلاح الشعب اللبناني للدفاع عن أرضه ضد إسرائيل»، ورافضاً أي نقاش حول تسليمه للدولة اللبنانية.
وأكد المصدر الرسمي اللبناني أن «المواقف الإيرانية تتناقض مع منطق الدولة اللبنانية التي تسعى إلى حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية، وتطبيق الدستور والقرارات الدولية». وشدد على أن «قرار حصر السلاح اتُّخذ ولا رجعة عنه، وهو يطبّق بدءاً من جنوب الليطاني. وكلّ الأصوات المعترضة في الداخل والخارج لن تغيّر شيئاً في سياسة الدولة التي اتخذت قراراً بفرض سلطتها وسيادتها على كلّ الأراضي اللبنانية».
ويعكس التوتر الحالي صراعاً عالي السقف ما بين مشروع الدولة اللبنانية الساعية إلى استعادة سيادتها وقرارها الحر، وبين المشروع الإيراني الذي يرى في لبنان ساحة متقدمة ضمن صراع أوسع مع إسرائيل والغرب.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا