افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 16 25|09:10AM :نشر بتاريخ

"النهار":

اكتسبت الاتصالات والتحركات المتصلة بالوضع الشديد الحراجة بين لبنان وإسرائيل، مع انطلاقة الأسبوع الحالي، دلالات مفصلية جدية من شأنها أن ترسم خلاصات شبه حاسمة للسباق الحاد الجاري بين جهود ديبلوماسية بارزة تقودها خصوصاً فرنسا، كما تسعى إلى ما يواكبها مصر لمنع تصعيد إسرائيلي واسع في لبنان واندفاع الدولة العبرية نحو مزيد من التهديدات بعملية واسعة بعد نهاية السنة الحالية. ولعل أبرز ما تصاعد إلى الواجهة في الساعات الأخيرة مبادرة قيادة الجيش اللبناني الى تنظيم جولة ميدانية للسفراء العرب والأجانب في منطقة جنوب الليطاني، بحيث شكلت إثباتاً حسياً وميدانياً ومعاينة ديبلوماسية حيّة حيال ما أنجزه الجيش من نزع السلاح في معظم هذه المنطقة. واتخذت الجولة دلالاتها في توقيتها عشية اجتماع باريس المتعدد الطرف للبحث في إمكانات لجم التصعيد العسكري من جهة، والتحضير لمؤتمر دعم الجيش اللبناني من جهة أخرى. وإذ كانت الأنظار تتجه إلى نتائج زيارة الموفد الأميركي توم برّاك لإسرائيل، لم تظهر المعلومات تركيزاً كبيراً على لبنان ما لم تتكشف في الساعات المقبلة معطيات إضافية مختلفة. إذ استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي وفق مكتبه الإعلامي في مكتبه في القدس سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك الذي قال بعد اللقاء: "أجرينا حوارًا بنّاءً لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين".

غير أن اللافت في الساعات الأخيرة تمثل في إعلان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله".

وأفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين، أن العاصمة الفرنسية تبدو قلقة جداً من احتمال تصعيد إسرائيل عملياتها في لبنان بعد عملية سيدني وتصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حول رفضه نزع سلاح الحزب. وأشارت مصادر فرنسية إلى أن باريس تسعى إلى منع تصعيد تراه مقبلاً. وسيشارك في الاجتماع الباريسي حول لبنان في 18 من الجاري، السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى، علماً أن الاجتماع سيجمع الموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل. وسيكرّس حضور السفير عيسى صفته كمسؤول عن الملف اللبناني، كما أن قائد الجيش سيكون له لقاء مع نظيره قائد الجيش الفرنسي في وزارة الدفاع ثم ستكون له لقاءات في الاليزيه والخارجية.

وسيتناول المجتمعون الوضع في لبنان واتصالات أورتاغوس بالإسرائيليين، كما أن العماد هيكل سيطرح مع الفرنسيين حاجات الجيش اللبناني لأن باريس ما زالت تسعى لإقناع السعودية بقبولها عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني في الرياض، وهي لم ترفض حتى الآن ولم تقبل. وتجهد باريس لمنع توسيع التصعيد الإسرائيلي وهي ترى أن على لجنة الميكانيزم أن تقوم بالتحقيق على الأرض بمساعدة اليونيفيل في ما يقوم به الجيش اللبناني الذي يقول إنه اقترب من نزع سلاح "حزب الله" في معظم الأماكن في الجنوب. وإذ تنعقد الميكانيزم في لبنان في 19 الحالي تقرّرَ أن يحضر لودريان اجتماعها.

وترى باريس أنه يجب أن يتم الاتفاق بين اليونيفيل والميكانيزم للقيام بمهمة التحقق على الأرض لإزالة حجج إسرائيل في توسيع عمليات القصف والتصعيد.

كما ترى باريس في المقابل أن "حزب الله" يسيء فهم اتفاق اطلاق النار، إذ يدّعي أنه يتضمن نزع السلاح في جنوب الليطاني فقط، في حين أنه يقوم على نزع سلاح الحزب في كل لبنان وهذا مدوّن "أسود على أبيضّ" في الاتفاق.

وتعزّزَ الموقف الفرنسي بالبيان الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي أمس، والذي اعتبر أن رفض "حزب الله" نزع سلاحه والضربات الإسرائيلية في لبنان يهددان استقرار لبنان.

وفي موازاة ذلك، برزت أمس الجولة الميدانية التي نظمها الجيش اللبناني لوفد من السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب، لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب الســلاح وعلى الاعتداءات الإسـرائيلية. وقد وصل صباحا قائد الجيش العماد رودولف هيكل والوفد إلى ثكنة صور حيث كان في استقبالهم قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت، وعقد الوفد لقاء استمع خلاله من العميد تابت إلى شرح عن تنفيذ عمليات الجيش، بعدها غادر الوفد في اتجاه منطقة القطاع الغربي في صور للاطلاع على عدد من مراكز الجيش التي تمركز فيها عند الحافة الأمامية على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل. وانطلق الوفد من ثكنة بنوا بركات في صور، باتجاه قرى القطاع الغربي، لا سيما عيتا الشعب ووادي زبقين، للاطلاع على ما أنجزه وينجزه الجيش، لناحية حصر السلاح، وأفيد أن الجولة شملت منشأة لـ"حزب الله" في وادي زبقين ومركزاً للجيش اللبناني.

وأشارت المعلومات إلى أن العرض الذي قدّمه الجيش اللبناني للسفراء شهد تركيزًا على تقييم المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح، وآليات الانتقال إلى المرحلة الثانية والعراقيل التي تواجه الجيش. وخلال اللقاء، شدّد العماد هيكل على أهمية دعم الجيش والتزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الأراضي اللبنانية.

وفي السياق نفسه، أكد رئيس الجمهورية جوزف عون أن "الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم". وشدّد عون "على ضرورة أن يتمتع الجميع بالحس الوطني وبالمسؤولية، فللوحدة الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني خصوصاً خلال المفاوضات". وشدد على أن "تصويب البعض على الدولة لن يعطي أي نتيجة، لأن رهان اللبنانيين عليها ثابت وقد عادت الثقة بها".

في جانب آخر من المشهد السياسي، تعود الأنظار إلى ملف الخلاف العميق حول قانون الانتخاب في ظل شلل جلسات مجلس النواب. فقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس المقبل، وذلك "لمتابعة درس مشاريع وإقتراحات القوانين، التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول 2025."

في السياق، وفي تذكير بضرورة طرح مشاريع القوانين المقدمة المتعلقة بقانون الانتخاب، علّق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على دعوة بري كاتبًا على "اكس":

"المادة 109 من النظام الداخلي: للرئيس طرح الاقتراح أو المشروع المعجّل المكرّر على المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تقديمه حتى ولو لم يدرج في جدول الأعمال".

 

 

 

 

 

"الأخبار":

عشية أسبوعين حافلين باللقاءات والاجتماعات المرتبطة بالجبهة اللبنانية مع العدو، تتجه الأنظار إلى زيارة المبعوث الأميركي توم براك لكيان العدو، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي لبيروت، إضافة إلى اجتماعات مُرتقبة في باريس بمشاركة أميركية وسعودية، وصولاً إلى اللقاء المُنتظر في نهاية الشهر الجاري بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.

وبالتوازي مع تسريبات مُكثّفة في إعلام العدو عن «ضغوط أميركية لمنع تنفيذ عملية عسكرية واسعة»، تكثّفت الاستفسارات في بيروت حول ما إذا كانت واشنطن قد منحت لبنان مهلة إضافية تمتدّ حتى نهاية آذار المقبل، لإنجاز خطة حصر السلاح جنوب نهر الليطاني.

كما تزايد الاهتمام بمعرفة نتائج اللقاء الثلاثي الأميركي - الفرنسي - السعودي في باريس مع قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، وما إذا كانت نتائجه ستنعكس على مسار التحضير لمؤتمر دعم الجيش اللبناني. وبحسب المصادر نفسها، فإنّ هيكل، الذي سيشارك في اجتماع باريس، سيعرض بالتفصيل المهمات التي نفّذها الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، لا في الجنوب فقط، في إشارة إلى العمليات المُنفّذة على الحدود مع سوريا، ولا سيما في ملف التهريب.

الجيش تحت الاختبار

والجديد في هذا السياق، ما أظهرته اتصالات اليومين الماضيين بشأن الموقف الأميركي من الجيش اللبناني، ولا سيما في ظلّ مواصلة إسرائيل ضغوطها الرامية إلى «إدخال تغييرات كبيرة في بنية الجيش، سواء على مستوى الضباط أو على مستوى العقيدة القتالية».

فبعد جولة الضغوط التي استهدفت منع الجيش من توصيف إسرائيل كعدو، ثم الدفع باتجاه الانتقال إلى مفاوضات مباشرة على مستوى دبلوماسي، واصلت إسرائيل ممارسة ضغوط عملية على الجيش لإلزامه بالدخول إلى المنازل وتفتيشها، وهو أمر كان يرفضه في السابق.

وكشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أنّ ما جرى في بلدة يانوح نهاية الأسبوع الماضي هدف إلى تكريس معادلة جديدة لا يزال من غير الواضح إلى أين يمكن أن تقود.

فالأحداث في يانوح تحمل دلالات تتصل بمحاولة اختبار مدى التزام الجيش اللبناني بتنفيذ ما يطلبه الجانب الإسرائيلي. ويعود ذلك إلى اللحظة التي قرّر فيها لبنان رفع مستوى تمثيله في لجنة «الميكانيزم»، وهي خطوة تعامل معها الأميركيون بإيجابية، خصوصاً في ظل غياب أي معارضة جدّية لها.

وقد تعهّد الأميركيون في حينه ببذل جهد كبير من أجل «منع إسرائيل من توسيع هجماتها»، مع التشديد في الوقت نفسه على أنّ الانتقال إلى مسار تفاوضي سياسي لا ينبغي أن يوقف الجيش عن أداء مهمّته الأساسية.

وقالت المصادر، إنّ الجديد في الموقف الأميركي تمثّل في «تفهّم الصعوبات التي يواجهها الجيش في أداء مهمته». وقد عبّر عن هذا التوجّه كلّ من توم برّاك والسفير الأميركي ميشال عيسى، الذي قال في أكثر من لقاء، إنّه «يجب إعطاء الجيش مهلة إضافية لإنجاز المرحلة الأولى».

وهو كلام سمعه مباشرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استفسر عن سبب غياب أي ضغط أميركي على إسرائيل للقيام بخطوات مقابلة، مثل الانسحاب من إحدى النقاط المحتلّة أو إطلاق سراح أسرى. وكان لافتاً في ردّ عيسى قوله، إنّ «الاهتمام الأميركي ينصبّ حالياً على وقف الحملة على الجيش اللبناني، وإنّ النقاش في المرحلة المقبلة يجب أن يتركّز على استعادة الثقة به».

ويرى الأميركيون أنّ استعادة الثقة تبدأ أولاً بـ«مواصلة العمل الذي يقوم به لنزع السلاح جنوب نهر الليطاني، والتعهّد بعدم السماح بانتقال السلاح بين المناطق، والأهمّ قبول الجيش بآلية جديدة لتعزيز عمله».

وهو ما شرحه رئيس الجمهورية جوزيف عون أمام زوّاره، عندما تحدّث عن «توقّف الأميركيين عن توجيه تهديدات إلى لبنان، وظهور إشارات بعدم حصول حرب»، كاشفاً في الوقت نفسه عن «اقتراح أميركي يقضي بتعديل آلية العمل في الجنوب تحت عنوان «آلية التحقّق»، تقوم على أن يتولّى الجيش التحقّق من أي مزاعم إسرائيلية بوجود أسلحة في منشآت مدنية أو منازل».

وقالت مصادر متابعة، إنّ ما حصل في يانوح «شكّل اختباراً لمدى التزام الجيش بهذه الآلية»، إذ طلبت لجنة «الميكانيزم» من الجيش التوجّه إلى أحد المنازل في البلدة والتحقّق من عدم وجود أسلحة فيه. وبعد الردّ الأوّلي بعدم العثور على أسلحة، رفع العدوّ السقف، معلناً بصورة علنية نيّته قصف المنزل، قبل أن يعود الجيش، بطلب من اللجنة نفسها، إلى تنفيذ عمليات حفر وتحقّق أوسع، وهو ما أدّى في النهاية إلى إلغاء قرار القصف.

وبحسب المصادر، فإنّ ما جرى هدفه «التأكّد من قدرة الجيش على التوصّل إلى صيغة محدّدة مع الأهالي تتيح دخول المنازل وتفتيشها». وهو ما دفع الأميركيين إلى البناء على هذه الحادثة، واعتبار أنّ هناك فرصة لفرض ما كان الأهالي والجيش يرفضونه معاً سابقاً بذريعة حماية المنازل، وذلك عبر ابتزاز الناس في أرزاقهم وأملاكهم، ولا سيّما في ظلّ تقاعس الدولة عن القيام بدورها في إعادة الإعمار، ومن ثمّ إحراج المقاومة لعدم التحرّك.

ونقل زوّار قصر بعبدا أنّ الولايات المتحدة «أبلغت من يهمّه الأمر بأن تكريس ما يُسمّى «آلية التحقّق» هو السبيل الوحيد لوقف الحملة القائمة في أميركا ضدّ الجيش»، وأنّ التزام لبنان بها «سيساعد على استئناف التحضيرات لزيارة قائد الجيش للولايات المتحدة، وعلى إعطاء الضوء الأخضر للفرنسيين والسعوديين لدعم الجيش انطلاقاً من اجتماع باريس». غير أنّ مصادر متابعة لا تستبعد أن تتحوّل هذه الآلية إلى محطة جديدة لرفع مستوى الضغط على الجيش وإلزامه بشروط قد لا يكون لبنان قادراً على تحمّلها.

هيكل مع السفراء

واتّجهت الأنظار أمس إلى الجولة الجنوبية التي نظّمها قائد الجيش، برفقة كبار الضباط، للسفراء المعتمدين في لبنان والمُلحقين العسكريين، لإطلاعهم على مسار تنفيذ خطة حصر السلاح. وقد عرض هيكل بالخرائط والصور لمراحل عمل الجيش جنوب الليطاني. وردّ على أسئلة حول العقبات، وكان السؤال الأبرز عمّا إذا كان حزب الله أو سواه، يعيق الجيش، وهل ما زالت المقاومة تتحرك، ولماذا يرفض الجيش تفتيش المنازل والممتلكات الخاصة؟.

فردّ قائد الجيش بأن «العائق الأساسي هو إسرائيل التي تستمر في اعتداءاتها وتنتهك يومياً اتفاق وقف إطلاق النار». واستفاض في تعداد المساحات التي احتلتها بعد وقف إطلاق النار. وأضاف أن «المرحلة الثانية، مرتبطة بنتائج المرحلة الأولى، ومدى تجاوب العدو الإسرائيلي مع ضغوط الدول الراعية لوقف اعتداءاته والانسحاب من النقاط المحتلة». وطالب هيكل «سفراء الدول الشقيقة والصديقة بالكشف عن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، سواء بالغارات أو بالاحتلال، طالباً دعم دولهم في الضغط عليها».

وزار السفراء مركز الجيش في لحلح في أطراف علما الشعب، وشاهدوا موقع الاحتلال المُستحدث في اللبونة وكيف تعمل الجرافات على توسعته، ثم تفقّدوا إحدى منشآت المقاومة التي تسلّمها الجيش في وادي زبقين ضمن خطة حصر السلاح.

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

سؤال كبير يطغى على الأجواء الداخلية، على مسافة أسبوعَين من انتهاء مهمّة الجيش اللبناني المحدّدة حتى آخر السنة الحالية، لتنفيذ قرار حصر السلاح بيَد الدولة وسحب سلاح «حزب الله»، ماذا بعد أن يعلن الجيش اللبناني إنجاز مهمّته بصورة كاملة بمصادرة السلاح ومنع المظاهر المسلحة في منطقة جنوب الليطاني، وهل سيتمّ الانتقال إلى ما وُصِفَت بالمرحلة الثانية شمال الليطاني؟ على أنّ السؤال الأكبر يدور حول أبعاد التهديد الإسرائيلي بعمل عسكري ضدّ لبنان إنْ لم تُنفِّذ الحكومة قرارها بنزع سلاح «حزب الله» ضمن المهلة التي حدّدتها في نهاية السنة الحالية، وأيضاً حول كيفيّة التعامل مع الوضع إن نفّذت إسرائيل تهديدها ورفعت سقف التصعيد؟

الوضع في ظاهره حرج، يفاقمه المناخ التصعيدي الذي تفرضه إسرائيل باعتداءاتها المتواصلة على المناطق اللبنانية، والمصحوب بشحن متعمّد من قِبل منصّات وغرف تؤدّي دوراً وظيفياً في إغراق الأجواء باحتمالات حربية والتهويل بسيناريوهات دراماتيكية، وصولاً إلى تحديد بنك أهداف واسع لعملية عسكرية إسرائيلية لن تكون محصورة بـ«حزب الله» فقط، بل تطال مناطق مختلفة وأهدافاً جديدة في لبنان.

لا حرب

وعلى رغم من هذا المناخ، فإنّ مستوى القلق لا يبدو مرتفعاً لدى المراجع الرسمية، وفق ما تؤكّد مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، التي تكشف عن إشارات خارجية تتوالى من غير مصدر دولي تُقلّل من احتمال الضربة الإسرائيلية، وتنقل عن أحد الديبلوماسيِّين الغربيِّين بأنّ «الأميركيِّين تحديداً، لا يرغبون بانزلاق الوضع في لبنان إلى تصعيد، أقلّه في الوقت الراهن».

وضمن هذا السياق، أكّد مرجع كبير لـ«الجمهورية»، أنّه «خلافاً لكل هذا التصعيد، وللمناخ الحربي الذي يصاحبه تهويل وتخويف تشارك في إشاعته، مع الأسف، أصوات لبنانية من ذات عائلة الجهات السياسية التي تضخّ سمومها في الخارج على الداخل، فلا أرى في الأفق أي احتمالات لتصعيد واسع أو لحرب كما يُروِّج لها مَن يريدونها، وليس هناك ما يدعو إلى القلق لا خلال الفترة المتبقية من مهمّة الجيش قبل آخر السنة، ولا بعدها».

فرصة جدّية

وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر رسمية، فإنّه «بالتوازي مع حركة المشاورات الداخلية الجارية بكثافة ملحوظة، حول كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، واستحقاقاتها السياسية والأمنية، وخصوصاً بين رئيسَي الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، أكان بتواصلهما المباشر أو عبر موفدين (رئيس الجمهورية أوفد مستشاره العميد أندريه رحال إلى عين التينة، حيث التقى رئيس المجلس)، فإنّ فرصة جدّية متاحة أمام حركة الإتصالات في هذه الفترة، ولاسيّما مع الجهات الدولية الصديقة للبنان، خصوصاً مع رعاة لجنة «الميكانيزم»، وثمة تفهّم لموقف وتوجّهات الدولة اللبنانية إلى جانب المهمّة الموكلة للجيش اللبناني التي ثَبُتَ قيامه بها على أكمل وجه، وتأكيد في الوقت عينه، على تعزيز المناخات المعاكسة للتوتير والتصعيد، وإعطاء الأولوية لتجنّب أيّ احتكاكات أو مواجهات».

وإذ تُلفِت المصادر عينها إلى «تعويل جدّي على ما قد يؤسّس له الإجتماع الأمني المنتظر عقده الأسبوع الجاري في العاصمة الفرنسية، وكذلك على اجتماع لجنة «الميكانيزم» المقرَّر هذا الأسبوع أيضاً، وخصوصاً أنّ الجانبَين الأميركي والفرنسي يتقاطعان في الموقف حول ضرورة انطلاق المسار السياسي نحو محاولة بناء الأرضية الملائمة لبلوغ تفاهمات تضع الأزمة القائمة على السكة المعاكسة لاحتمالات التصعيد، فإنّها تُشير في الوقت عينه إلى ما سمّته «تحفّظاً رسمياً إزاء الموقف الأخير للأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الذي رفع فيه سقف الخطاب إلى حدود لا تخدم الموقف الرسمي في الاتصالات الجارية، بل تضع في طريقه عوائق وتعقيدات».

تفاهم أمني

على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما كشفت عنه معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» من تأكيدات عبّر عنها ديبلوماسي غربي رفيع بقوله لأحد كبار المسؤولين ما حرفيّته «بأنّ لجنة «الميكانيزم» بشكلها التفاوضي الجديد ستفضي إلى إيجابيات ملموسة، يؤمل أن تبرز في القريب العاجل، وأنّ على لبنان أن يلتزم بأولوية الوصول إلى تسوية أو تفاهم بينه وبين إسرائيل، فهذا يصبّ في مصلحته بالدرجة الأولى، ويُنهي حالة الحرب التي يعيشها، ويوفّر الأمن والإستقرار الدائمَين على الجانبَين اللبناني والإسرائيلي، وأنا من جهتي مطمئنّ لمستقبل لبنان، بل أقول أكثر من ذلك، كل أصدقاء لبنان مع أمنه واستقراره وسيادته على كامل أراضيه، والحفاظ على تنوّعه وحدوده الجغرافية، وأنا شخصياً أحمل عاطفة كبرى تجاه هذا البلد، ولا أؤيّد، بل لا يمكن أن أقبل بأن يُمَسّ بلبنان، أو يُنتزَع متر واحد من أرضه في الجنوب أو غير الجنوب».

تفاهم ضمن الثوابت

إلى ذلك، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أكّد مصدر رفيع «إنّنا مستعدّون للوصول إلى تفاهم أمني مع إسرائيل، مرتكز على الثوابت اللبنانية التي تجمع عليها كل الرئاسات؛ الإلتزام باتفاق وقف الأعمال الحربية، وقف الإعتداءات الإسرائيلية، انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط التي يحتلّها في جنوب لبنان إلى ما خلف الخط الأزرق، إطلاق سراح الأسرى اللبنانيِّين، والإلتزام الكلّي بمندرجات القرار الدولي 1701».

إلّا أنّ المصدر عينه أكّد من جهة ثانية أنّ «إسرائيل لا تريد بلوغ أي تفاهم، بل لا تُخفي هدفها الأساس وهو نسف القرار 1701، وإقامة واقع جديد قرب الحدود تحت مسمّى المنطقة العازلة، ما يعني إبقاء حالة الحرب قائمة».

وعمّا إذا كان لبنان قادراً على تحمّل استمرار إسرائيل في اعتداءاتها، أكّد أن «ليس في يدنا في أن نصبر وأن نتحمّل الوجع مهما كان مؤلماً، فنحن من جهتنا قدّمنا إثباتاً لكل العالم بأنّنا لا نُريد الحرب ولا نسعى إليها، وملتزمون بالكامل باتفاق وقف الأعمال الحربية، وأكّدنا هذا الإلتزام في أصعب المراحل على رغم من تصاعد وتيرة الإعتداءات والإغتيالات وفداحة الخسائر لعدد كبير من الشهداء والجرحى إلى جانب الخسائر المادّية، وسنبقى كذلك لمنع إسرائيل من تحقيق ما تريده».

وسُئل: لماذا لا يبادر لبنان إلى خطوة ضاغطة لوقف العدوان، عبر تعليق مشاركته في لجنة «الميكانيزم» على سبيل المثال؟ فأوضح: «لجنة «الميكانيزم» بُنِيَت وتشكّلت على أساس اتفاق وقف إطلاق النار، وهذا الاتفاق بُنيَ على القرار 1701، نحن وعلى رغم من كل شيء مصلحتنا أن تبقى «الميكانيزم» رغم أنّها لا تقوم بدورها كما يجب، بل إنّها في الكثير من الأحيان تقوم بعملها ضدّنا. نحن نُريد «الميكانيزم»، ونُريد القرار 1701 لأنّ هدف إسرائيل الأساس هو تطيير القرار 1701، والخطأ الكبير الذي ارتُكِب بحق لبنان هو قرار مجلس الأمن بإنهاء مهمّة «اليونيفيل» حتى آخر سنة 2026، يعني المنطقة ستكون فارغة من «اليونيفيل»، والله أعلم ماذا يمكن أن يحصل إن لم تتبلوَر حلول قبل انتهاء هذه المهلة».

وأكّد «إنّنا على رغم من كل شيء، ماضون في «الميكانيزم»، وننتظر ما سيتمخّض عنها. وأمّا بالنسبة إلى التفاوض فنحن جاهزون لأي اتفاق أمني، لكن بالسياسة فـ»ما حدا يحكي معنا لا بسلام ولا بتطبيع، نريد تفاهماً يوقف العدوان والإعتداءات ويؤمِّن الإنسحاب وإطلاق الأسرى».

وماذا عن مرحلة شمال الليطاني، أوضح المصدر الرفيع: «الجيش يوشك أن ينهي مهمّته في جنوب الليطاني، وأعتقد أنّها ستُنجَز قبل نهاية السنة، وما هو معلوم بأنّ مهمّة الجيش مندرجة في سياق اتفاق وقف الأعمال الحربية، ومحدَّدة حصراً في منطقة جنوب الليطاني، فـ«ما حدا يحكي معنا عن شمال الليطاني، أو عن مراحل ثانية أو ثالثة أو رابعة، وحتى لو تبرّع بعض الوزراء الأشاوس بهذا الكلام، فكلامهم هذا ينمّ عن جهل وخواء حتى لا أقول أكثر من ذلك».

تخفيف التصعيد

وفي موازاة الإشارات الخارجية التي تُقلِّل من احتمال التصعيد، برز إعلان وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو أمس، بـ«أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله». فيما لفتت زيارة الموفد الأميركي توم برّاك إلى إسرائيل، التي أُدرِجت في سياق مسعى أميركي لخفض التصعيد ومنع توسعه في المرحلة الراهنة، وبرز ما أعلنه برّاك بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «أجرينا حواراً بنّاءً لتحقيق السلام والإستقرار الإقليميَّين».

وفيما استمرّ التهويل الإسرائيلي ضدّ «حزب الله» ولاسيما لجهة التأكيد أنّه لا يزال يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ، وأنّه يقوم بعمل حثيث لإعادة ترميم وبناء قدراته، لوحِظت إشارات أطلقها الإعلام العبري حول خفض التصعيد، وتفيد بأنّ واشنطن توافق على منح لبنان تمديداً لشهرَين إضافيَّين لحصر السلاح جنوبي منطقة الليطاني».

عون: الاتصالات مستمرة

إلى ذلك، أكّد الرئيس عون أمام وفد حزب الطاشناق أمس، «أنّ الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والإستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة «الميكانيزم» التي ستعقد اجتماعاً لها يوم الجمعة المقبل، ويحظى عملها بدعم لبناني وعربي ودولي، لا سيما بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني فيها»، مشيراً إلى «أنّ خيار التفاوض هو البديل عن الحرب التي لن تُعطي أي نتيجة بل ستُلحِق المزيد من الأذى والخراب بلبنان واللبنانيِّين من دون استثناء».

وشدَّد على ضرورة «أن يتمتّع الجميع بالحِسّ الوطني وبالمسؤولية في هذا الظرف بالذات، إذ للوحدة الوطنية أهمّية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني، خصوصاً خلال المفاوضات. الإنجازات التي تحققت خلال الأشهر العشرة، كانت أساسية وشملت مختلف المجالات، لكن ثمة مَن لا يرى هذا الأمر، ويُصوِّب، مع الأسف، على الدولة ومؤسساتها، ويُشوِّه الواقع ويَبُث شائعات مؤذية لأسباب سياسية وشخصية. وبالتالي، فإنّ تجاهل الإيجابيات التي تحققت والتركيز على السلبيات يُظهِر ما يضمر له هؤلاء الذين يُسبِّبون الأذى لبلدهم وأهلهم. إلّا أنّ هذه المحاولات لن تُعطي أي نتيجة، لأنّ رهان اللبنانيِّين على دولتهم ومؤسساتهم رهان ثابت، ولأنّ الثقة بلبنان عادت، وهذا ما يوفِّر فرصاً عدّة أمامنا للعمل والإنتاج».

وأبلغ عون وفد «جمعية المعتقلين اللبنانيِّين المحرّرين من السجون السورية»، أنّه سيتابع مطالبه مع الجهات المعنية، مقدّراً «حجم الألم الذي أصاب هؤلاء المعتقلين والظروف الصعبة التي عاشوها مع أفراد عائلاتهم».

جولة ديبلوماسية

وفي سياق متصل، برزت أمس، الجولة الميدانية التي نظّمها الجيش اللبناني لوفد من السفراء والملحقين العسكريِّين العرب والأجانب، لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب السلاح وعلى الاعتداءات الإسرائيلية.

الوفد الديبلوماسي، وصل برفقة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى ثكنة صور، حيث كان في استقبالهم قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت، الذي قدّم شرحاً مفصّلاً عن تنفيذ عمليات الجيش، وخلال اللقاء، شدّد العماد هيكل على أهمية دعم الجيش والتزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الأراضي اللبنانية. وبعدها تابع الوفد جولته في المناطق الجنوبية، واطّلع على عدد من مراكز الجيش التي تمركز فيها عند الحافة الأمامية عند الحدود مع فلسطين المحتلة.

جلسة تشريعية

على صعيد سياسي آخر، دعا الرئيس بري إلى جلسة تشريعية بعد غد الخميس، لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين، التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول 2025. والأجواء السابقة لهذه الجلسة، تُفيد باحتمال عدم انعقادها بسبب تطيير النصاب، على غرار ما حصل في الجلسة السابقة التي لم يكتمل نصاب انعقادها، وخصوصاً في ظل إصرار بعض التوجّهات النيابية لعدم المشاركة في أي جلسة تشريعية ما لم يُدرَج في جدول أعمالها اقتراح القانون الرامي إلى الإجازة للمنتشرين التصويت في الإنتخابات النيابية المقبلة لكل أعضاء المجلس النيابي.

 

 

 

 

 

"الديار":

فيما يبدو رئيس الحكومة نواف سلام «غائبا او مغيبا»، عن المشاركة في الاعداد لادارة المعركة الديبلوماسية القاسية التي تخاض في هذه المرحلة الحساسة، وفيما يبدو دور وزير الخارجية يوسف رجي «هامشيا»، تواكب قيادة الجيش الجهد الديبلوماسي ميدانيا، عبر تثبيت حضور الجيش جنوبا، من خلال تنظيم جولات جنوب الليطاني، كان آخرها بالامس للسلك الديبلوماسي، حيث تم فضح الادعاءات الاسرائيلية.

وفي هذا السياق، ارتفع نسق التنسيق بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الساعات القليلة الماضية، لمواكبة التطورات المتلاحقة واعداد استراتيجية تفاوضية دقيقة ومحددة «بالنقطة والفاصلة»، كما كشفت مصادر مطلعة «للديار»، حيث حضر الملف اللبناني الذي سيحمله السفير السابق سيمون كرم الى اجتماع لجنة «الميكانيزم» نهاية الاسبوع، بكامل تفاصيله خلال اللقاء بين بري ومستشار رئيس الجمهورية اندريه رحال في عين التينة امس، وقد تم الاخذ بملاحظات رئيس المجلس على الخطوات المقبلة، في ضوء سلسلة من الانتظارات لمسارات استحقاقات اقليمية ودولية، بدأت بالامس باجتماع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مع المبعوث الاميركي توم براك، حيث حضر لبنان تحت بند الترتيبات الامنية على الحدود الشمالية، دون ان يرشح الكثير من التفاصيل، بانتظار تحرك مكوكي مرتقب للسفير الاميركي ميشال عيسى على المسؤولين، في حال كان ثمة جديد، والا سيبقى الانتظار الثقيل حتى 29 الجاري، حين يلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو.

ماذا يجري بين بعبدا وعين التينة؟

وعلمت «الديار» ان التنسيق بين بعبدا وعين التينة بلغ مستويات متقدمة، في ظل اجواء من التعاون البناء، لمحاولة تمرير المرحلة الصعبة باقل الخسائر الممكنة، في اطار استراتيجية تقوم على ايجاد خطاب سياسي وديبلوماسي موحد لمواجهة الطروحات الخارجية، وكذلك الضغوط الاسرائيلية الميدانية والديبلوماسية. وتبذل في هذا الاطار، جهود مضنية لتحصين خطوة رفع التمثيل في لجنة «الميكانيزم»، كيلا تكون قفزة في «المجهول»، على وقع مناخ اقليمي ودولي يوحي بامكان الرهان على موقف اميركي «متفهم» للواقع اللبناني، ويدفع باتجاه منع «اسرائيل» من التصعيد العسكري.

تثبيت قاعدة يانوح

ولهذا، ثمة تعويل كبير على نتائج اجتماع لجنة «الميكانيزم» في 19 الجاري، بعد النجاح اللافت للجيش ميدانيا، والذي واكبته اتصالات سياسية رفيعة المستوى، في منع الاعتداء على احد المنازل في بلدة يانوح يوم السبت الماضي، ويطمح الوفد اللبناني للتأسيس على ما حصل، لتثبيت قواعد جديدة تحمي القرى والبلدات الجنوبية. ويسود الترقب لمعرفة حقيقة الموقف الاميركي خلال الاجتماع، وبعدها «سيبنى على الشيء مقتضاه».

ماذا عرض الجيش

وفي اطار الخطوات الميدانية المواكبة للجهود الديبلوماسية، وعشية اللقاء الاميركي – السعودي – الفرنسي مع قائد الجيش في 17 و18 الجاري في باريس، للبحث في مؤتمر لدعم الجيش ومسار خطة حصر السلاح وتقدّمها، رافق قائد الجيش العماد رودولف هيكل وفد سفراء وملحقين عسكريين واجانب، لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة حصر السلاح جنوب الليطاني.

واشارت المعلومات الى ان العرض الذي قدّمه الجيش اللبناني للسفراء، وبينهم السفيران الاميركي والسعودي، وملحق عسكري من السفارة الايرانية، شهد تركيزا ديبلوماسيا على تقييم المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح ، وآليات الانتقال إلى المرحلة الثانية، والعراقيل التي تواجه الجيش.

هيكل «يقنع» الديبلوماسيين

وخلال اللقاء، شدّد العماد هيكل على أهمية دعم الجيش، والتزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية، واحترام سيادة الأراضي اللبنانية.

وعلمت «الديار» ان الوفد الديبلوماسي خرج مرتاحا من الجولة، ووصف احد السفراء اجوبة قائد الجيش بانها كانت مقنعة جدا، وتمحورت الاسئلة حول فعالية المرحلة الاولى وكيفية الانتقال الى المرحلة الثانية، فكانت الاجوبة حاسمة بان المرحلة الاولى ستنجز مع مطلع العام، والجيش يلتزم بما ستقرره الحكومة، وطالب العماد هيكل بتقديم الدعم للجيش، والزام «اسرائيل» بوقف اعتداءاتها، والانسحاب من الاراضي اللبنانية.

وعند سؤاله عن سبب التحفظ عن تفتيش الاملاك الخاصة، كان الرد مسهبا، بالاستناد الى القوانين التي تمنع الدخول اليها الا باستنابة قضائية، او «بالجرم المشهود»، لكن قائد الجيش تحدث عن التعاون الكبير الذي يبديه اهالي الجنوب مع الجيش، حيث تتم عمليات التفتيش دون عوائق بالتنسيق مع اصحابها. وقد كرر ان وحدها «اسرائيل» هي من تعيق استكمال تنفيذ الخطة.

كما تطرق البحث خلال اللقاء الى الاجراءات شمال الليطاني، حيث قدم هيكل شرحا مفصلا لخطة «احتواء» السلاح، والخطوات التي تم تنفيذها خصوصا في المخيمات الفلسطينية.

الجولة الميدانية

وكانت الجولة بدأت صباحا من ثكنة صور، حيث كان في استقبال الوفد قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت، وعقد الوفد لقاء استمع خلاله من العميد تابت عن تنفيذ عمليات الجيش، بعدها غادر الوفد باتجاه منطقة القطاع الغربي في صور، للاطلاع على عدد من مراكز الجيش التي تمركز فيها عند الحافة الامامية عند الحدود مع فلسطين المحتلة .

وانطلق الوفد من ثكنة بنوا بركات في صور باتجاه قرى القطاع الغربي، لا سيما عيتا الشعب ووادي زبقين، للاطلاع على ما أنجزه وينجزه الجيش لناحية حصر السلاح. وشملت الجولة منشأة سابقة لحزب الله في وادي زبقين، ومركز «لحلح» المتقدم، حيث شاهد الوفد «بام العين» الخروقات الاسرائيلية داخل الحدود اللبنانية.

مهمة مدبولي «مضنية»

وفي وقت يواصل الاعلام الاسرائيلي التسويق لتصعيد عسكري وشيك ضد حزب الله، زار رئيس الاركان الاسرائيلي ايال زامير الحدود مع لبنان، والمح الى احتمال حصول تحرك محتمل على الجبهة الشمالية، في وقت عقد لقاء بين المبعوث الاميركي توم برّاك ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في «تل ابيب»، حيث سعى الديبلوماسي الاميركي الى لجم «اسرائيل»، واقناعها بمنح لبنان مزيدا من الوقت لحصر السلاح، في مهلة جديدة قد تنتهي في الأسابيع الاولى من العام الجديد.

ووصفت مصادر ديبلوماسية مهمة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي يزور لبنان الخميس المقبل، بالمضنية والمحفوفة بخطر الفشل، في ظل تعثر تحويل الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، من مجرد افكار الى مبادرة جدية.

وكان لافتا بالامس، اعلان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ان باريس تعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله؟ دون تقديم إيضاحات حيال طبيعتها او كيفية ترجمتها الى امر واقع.

حملة جديدة في واشنطن؟

وقد استبق رئيس الجمهورية جوزاف عون هذه التطورات بالتأكيد في كلمة أمام وفد من حزب «الطاشناق»، ان «الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج، لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم». وقال «لضرورة أن يتمتع الجميع بالحس الوطني وبالمسؤولية، فللوحدة الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني، خصوصا خلال المفاوضات». وشدد على أن «تصويب البعض على الدولة لن يعطي أي نتيجة، لأن رهان اللبنانيين عليها ثابت وقد عادت الثقة بها».

وقد لفتت مصادر مطلعة «للديار» الى ان هذا الموقف جاء عقب معلومات وصلت الى بعبدا، بان «الوشاة» في واشنطن قد بدؤوا حملة جديدة تستهدف موقف الرئيس وتشكك فيه، وتتهمه بانه يعمل على «شراء الوقت» لحزب الله.

الوضع على الحدود السورية «هش»

في غضون ذلك، وبعد الاجواء السلبية التي سادت الاجتماع الاخير بين الوفدين السوري- واللبناني حول الملف القضائي، اطلع رئيس الجمهورية من نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري على مسار الاتصالات اللبنانية- السورية، مع التأكيد على ضرورة تعزيزها. لكن الانظار بقيت مشدودة الى الحدود بعد ساعات على الاشتباكات بين الجيش وقوات الامن العام السورية، والتي بررتها السلطات السورية بحصول «سوء فهم».

وفي هذا السياق، اكدت اوساط سياسية بارزة ان الخطر الحقيقي يكمن في عدم حصول مسار سياسي جاد بين البلدين لحل الاشكالات من جذورها، والاشتباك الاخير يعزز وجود نيات مبيتة من الجانب السوري، الذي لا يتعامل بحسن نية مع اي حدث يجري على الحدود، ووصف الوضع «بالهش» والقابل ان يتحول الى متوتر في اي لحظة، في ظل تعثر ايجاد حلول لكل الملفات العالقة.

كباش برلماني جديد

في هذا الوقت، تدخل البلاد في جولة «كباش» جديدة مع دعوة الرئيس نبيه بري الى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس المقبل، لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين، التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 ايلول 2025، وفيما تعد قوى المعارضة لقانون الانتخاب الحالي للمواجهة بمقاطعة الجلسة، تجري اتصالات حثيثة على الجانب الآخر لتأمين النصاب هذه المرة.

وفي السياق، وفي تذكير بضرورة طرح مشاريع القوانين المقدمة المتعلقة بقانون الانتخاب، علّق رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل على دعوة بري كاتبا على «اكس»: «المادة ١٠٩ من النظام الداخلي: للرئيس طرح الاقتراح أو المشروع المعجل المكرر على المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تقديمه حتى ولو لم يدرج في جدول الأعمال».

في المقابل، قال نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب بعد اللجان النيابية المشتركة، ان الجلسة التشريعية سيستكمل فيها جدول اعمال الجلسة السابقة، والخلاف حول قانون الانتخاب لن يتم حله سوى بالتوافق السياسي.

قانون الفجوة المالية امام ساعات حاسمة!

في هذا الوقت، اصبحت مسودة قانون الفجوة المالية امام ساعات حاسمة، بعدما اكد رئيس الحكومة انه يريد اقرارها خلال فترة لا تتجاوز الايام القليلة، وفيما سيحصل المودعون الصغار على ما تبقى من ودائعهم خلال 4 سنوات دون فوائد، سيكون كبار المودعين فوق ال100الف دولار امام مستقبل مجهول، في ظل منحهم سندات طويلة الاجل، لا قيمة فعلية لها.

وفي هذا السياق، وجّهت «جمعية مصارف لبنان» كتاباً مفتوحاً إلى الرؤساء واللبنانيين عموماً والمودعين خصوصاً، سجّلت فيه اعتراضها على مضمون قانون الانتظام المالي، الذي تمّ تسريب النسخة التاسعة منه. واعتبرت الجمعية في كتابها ان «المشروع تعتريه عيوب جسيمة إن في جوهره او في صياغته. فهو يتضمّن أحكاما من شأنها تقويض النظام المصرفي واستدامته بشكل خطِر، ويطيل أمد الركود الاقتصادي». وقالت «من غير المقبول أن تتهرّب الدولة من مسؤولياتها وتلقيها على البنوك، وتتسبّب بتصفية القطاع والقضاء على حق المودعين في استعادة ودائعهم». وتساءلت المصارف في كتابها «من سيُغطّي خسائر المودعين الناجمة عن تصفية البنوك التجارية؟ وكيف يتوافق هذا التوجّه مع التصريحات المستمرة بأنّ إعادة بناء القطاع المصرفي أمرٌ حيويٌّ لتعافي لبنان ونموّه في المستقبل»؟.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

لا يزال لبنان عالقًا في قلب منخفض سياسي وحربي ساخن. وبينما ترزح الملفات الداخلية وفي طليعتها استحقاق الانتخابات النيابية، في "ثلّاجة" رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تنشط الجهود الدبلوماسية لـ "فكفكة" اللغم الأساسي، أي حصر السلاح الميليشياوي كشرط لنزع فتيل الحرب. لذا شكّلت ثلاث عواصم محاور هذه الحركة: بيروت التي تستعد لاستقبال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بعد غد. تل أبيب، حيث التقى المبعوث الأميركي توم براك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وباريس التي تتحضر لعقد مؤتمر دعم الجيش اللبناني في 17 و18 الجاري. أمّا الوسط الميداني، فكان أمس من نصيب السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب، الذين لبّوا بعد الإعلاميين، دعوة المؤسسة العسكرية لزيارة الجنوب، في جولة تسبق مغادرة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى فرنسا.

الفرصة متاحة لتجنب الحريق

وبانتظار ما إذا كانت هذه الحركة سترشح "بركة وسلامًا" وتبدّد غيوم الحرب التي تُلبّدها أوهام "حزب الله" المسنود من المُحرّض الإيراني، أشار مصدر وزاري لـ "نداء الوطن"، إلى أن الفرصة الوحيدة المتاحة حاليًا، تتمثل في تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، ولا سيما مع ترؤس السفير سيمون كرم الجانب اللبناني فيها، نظرًا إلى ما يتمتع به من خبرة دبلوماسية واسعة، وقدرة على إدارة الملفات التفاوضية المعقدة. واعتبر أن هذا المسار يشكّل قناة أساسية لمتابعة المطالب اللبنانية، وفي مقدّمها وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والانسحاب الكامل من المواقع التي لا تزال محتلة، داعيًا إلى مواكبة هذا المسار بزخم سياسي داخلي يسهّل مهمته ويعزز نتائجه، ويتجاوب مع أي تطور إيجابي، عبر تسريع عملية حصرية السلاح على جميع الأراضي اللبنانية بعيدًا من الأجندات الإقليمية، التي تضع لبنان في خطر وجودي داهم.

في السياق، شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون على أهمية المفاوضات عبر لجنة "الميكانيزم" لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب، مؤكّدًا استمرار الاتصالات داخليًا وخارجيًا لتحقيق هذا الهدف. ولفت إلى أن الوحدة الوطنية أساسية في دعم الموقف اللبناني، معتبرًا أن "تصويب البعض على الدولة لن يُجدي نفعًا، لأن رهان اللبنانيين عليها ثابت، والثقة بها قد عادت".

من جهته، أكد وزير الخارجية يوسف رجّي خلال مؤتمر مجلس الشراكة بين لبنان والاتحاد الأوروبي في بروكسل بعد انقطاع 8 سنوات، أن لبنان دخل مرحلة حاسمة لاستعادة الدولة عام 2025، مشددًا على أن قرار الحكومة في 5 آب بحصر السلاح بيد الدولة يشكّل تحولاً مفصليًا، وينهي وجود المجموعات المسلحة غير الشرعية، بما فيها "حزب الله". وأوضح رجّي أن الجيش بدأ تنفيذ القرار بدءًا من جنوب الليطاني، على أن يكتمل التنفيذ في كل لبنان مع نهاية 2026. كما دعا إلى دعم مستمر للجيش، مشيرًا إلى أن ذلك استثمار في الاستقرار، وطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة والإفراج عن المعتقلين اللبنانيين، والالتزام بوقف الأعمال العدائية.

سفراء ودبلوماسيون عند الحدود

جنوبًا، خرق الإنزال الدبلوماسي الميدان العسكري، إذ نظمت قيادة الجيش، بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، جولة ميدانية لسفراء وملحقين عسكريين للاطلاع على المرحلة الأولى من خطة الجيش في جنوب الليطاني ومهماته على كامل الأراضي اللبنانية. وفي قيادة قطاع جنوب الليطاني – صور، ألقى هيكل كلمة أكد فيها حرص المؤسسة العسكرية على تأمين الاستقرار والتزامها تنفيذ القرار 1701 رغم الإمكانات المحدودة، مشيرًا إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات. كما قدم إيجازًا عن مهام الجيش في مختلف المناطق والتعاون مع "اليونيفيل". وأشاد الحاضرون باحتراف الجيش وتضحياته، وتبع اللقاء جولة ميدانية على بعض المواقع المشمولة بالخطة. وعلمت "نداء الوطن"، أن الوفد الدبلوماسي الذي انطلق من ثكنة بنوا بركات في صور، باتجاه قرى القطاع الغربي، شمل منشأة جديدة لـ "حزب الله" في وادي زبقين، لم تكن ضمن الجولة الإعلامية السابقة التي نظمها الجيش.

ملف الموقوفين يفرمل تصحيح العلاقات

في حين يسعى لبنان إلى تصفير مشاكله جنوبًا لإرساء الاستقرار والأمان، تتواصل الجهود الدبلوماسية لبناء علاقات دولتية متينة بين بيروت ودمشق، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة المنزهة عن أي خلفيات أيديولوجية وقومية. فرغم مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد، وبعد عقود من البطش والهيمنة التي فرضها على لبنان وسوريا، إلا أن هذا الطريق لا يزال محفوفًا بالعراقيل، أبرزها ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، الذي علمت "نداء الوطن" أنه يشكّل العقدة الأساس في مسار تسوية العلاقات، ويُعيق إحراز تقدم في الملفات الأخرى، التي تبقى رهينة حلّ هذه الإشكالية.

وتُبدي القيادة السورية تشدّدًا في منح ملف الموقوفين أولوية مطلقة، بينما يتمسّك الجانب اللبناني بعدم التفريط بدماء الشهداء أو إطلاق سراح متورطين بقتل عسكريين ومدنيين أو ارتكاب جرائم. وفي ظل التباين في وجهات النظر، تؤكد المصادر وجود قرار سياسي من الجانبين بعدم وقف الحوار. وتُبذل محاولات حثيثة لتقريب وجهات النظر بما يضمن عدم تجميد المسار التفاوضي. وقد حضر هذا الملف ضمن لقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون مع نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري في بعبدا، حيث جرى بحث آخر المعطيات المتصلة بالملفات الخلافية بين البلدين.

قانون الانتخاب يخضع لمزاجية برّي

وإذا كانت الملفات الأمنية والعسكرية محكومة بالتوازنات الإقليمية والمساعي الدولية، فإن الملف الانتخابي يبدو واقعًا بالكامل تحت وصاية عين التينة. فبالرغم من انقضاء المهلة القانونية المنصوص عليها في المادة 38 من النظام الداخلي لمجلس النواب، التي تلزم اللجان بإنهاء دراسة المشاريع والاقتراحات خلال شهر، أو خلال أسبوعين إذا كانت مستعجلة، لا يزال مشروع تعديل قانون الانتخابات، مغيّبًا عن جدول أعمال الهيئة العامة، في ما اعتُبر تجاهلًا فاضحًا للحكومة ورئيسها ولدور مجلس الوزراء كمؤسسة دستورية.

هذا الواقع يطرح علامات استفهام سياسية ودستورية حول خلفيات هذا التعطيل، ومدى احترام الأصول القانونية الناظمة للعمل البرلماني، خصوصًا في قضية تمسّ الحقوق السياسية للبنانيين المنتشرين ومشاركتهم الديمقراطية. كما يثير تساؤلات حول موقف الكتل النيابية الداعمة للتعديل، لا سيما النواب السنّة، وما إذا كانوا سيحضرون الجلسة المقبلة، بما قد يُفسَّر على أنه مساهمة ضمنية في تكريس نهج يتجاوز الحكومة ويهمّش دورها، في انتهاك لمبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها.

هذا التعاطي الخفيف مع استحقاق دستوري بهذا الحجم بدأ يترك أثرًا سلبيًا في نظر المجتمع الدولي. بحسب معلومات "نداء الوطن"، تنظر الدول المعنية بقلق متزايد إلى تعطيل عمل البرلمان في لحظة حساسة تتطلّب إقرار قوانين إصلاحية عاجلة. واللافت أن نبرة خطاب ممثلي هذه الدول في لقاءات دبلوماسية ضيقة تغيّرت من دعوات تقليدية للحوار والتوافق الداخلي، إلى تشخيص مباشر للخلل الذي لم يعد محصورًا في غياب التوافق فقط، بل في أسلوب إدارة رئيس المجلس النيابي نفسه، حيث تُردد الأوساط الدبلوماسية في مجالسها عبارة: "برّي هو المشكلة".

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

أسبوع دبلوماسي حافل بالحراك العربي – الدولي من أجل لبنان، بدأ من الجنوب أمس مع جولة سفراء الدول الضامنة لاتفاق وقف النار برفقة قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وينتهي يوم الجمعة مع ختام اجتماع لجنة "الميكانيزم" الأخير في عام 2025. ويُستكمل هذا الحراك في باريس باجتماع خماسي يحضره قائد الجيش أيضاً، وهو مخصّص لدعم الجيش اللبناني، بالتوازي مع استكمال حراك آخر بدأه رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، الذي نقل إلى المسؤولين اللبنانيين بعض الأفكار المهمة والمقترحات التي تلبي متطلبات "حماية الاستقرار".
وفي هذا الإطار، يصل إلى بيروت يوم الخميس المقبل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، لتأكيد دعم جمهورية مصر العربية للموقف اللبناني القاضي بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وتطبيق القرارات الدولية، تفادياً لعمل عسكري تستعد له إسرائيل في الجنوب.

جولة جنوبية
وعلى بُعد أيام من موعد انتهاء المرحلة الأولى من خطة الجيش اللبناني "درع الوطن"، المرتبطة بحصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة استجابة لقرارات مجلس الوزراء، جال سفراء وملحقون عسكريون وأجانب برفقة قائد الجيش، للاطلاع على مسار تطبيق الخطة في جنوب نهر الليطاني، وعلى الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف.
ومن ثكنة صور، استُهلّت الجولة بكلمة أكّد فيها قائد الجيش أنّ الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار، في وقت يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية بالتزامن مع الاعتداءات المتواصلة، مشيراً إلى أنّ هدف الجولة هو تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ المهمات الموكلة إليه رغم الإمكانات المحدودة. ولفت إلى أنّ الأهالي، كجميع مكوّنات المجتمع اللبناني، يثقون بالجيش.

كما جرى عرض إيجاز عن مهام الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني، وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، إضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش في القطاع، بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية. وانطلقت بعدها الجولة عند أطراف بلدة علما الشعب ووادي زبقين. وأشاد الحاضرون باحتراف الجيش ومهنيته في تنفيذ مهمته، مثمّنين تضحيات عناصره في أداء الواجب.

ورأت مصادر مطلعة أن هذه الجولة تشكّل دليلاً عملياً على أنّ خطة الجيش في جنوب الليطاني تُدار ضمن إطار قرار سياسي واضح، وبالتنسيق مع الآليات الدولية القائمة، بما يحدّ من منطق المبادرات المنفردة.
كما تأتي في سياق مخاطبة العواصم المعنية مباشرة بالملف اللبناني، عبر إطلاع ممثليها على الوقائع الميدانية بدل الاكتفاء بالتقارير، وتأكيد الجهوزية لتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية. وهي، في الوقت نفسه، رسالة مطالبة غير مباشرة للدول الداعمة بتحويل الإشادة إلى دعم ملموس لوجستياً ومالياً وتقنياً، في ظل إشارة قائد الجيش إلى محدودية الإمكانات.

برّاك
وتزامنت الجولة مع اجتماع مهم عُقد بين المبعوث الأميركي توم برّاك ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تل أبيب، حيث سعى الدبلوماسي الأميركي، وفق المعلومات، إلى لجم إسرائيل وإقناعها بمنح لبنان مزيداً من الوقت لحصر السلاح، ضمن مهلة جديدة قد تنتهي في الأسابيع الأولى من العام الجديد. وكتب برّاك عبر حسابه على "إكس": "حوار بنّاء يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين ومحللين إسرائيليين أن "حكومة نتنياهو تتطلع إلى نهاية العام كموعد محتمل لشن عمل عسكري، لكن الموعد النهائي قد يتم تمديده"، مشيرة إلى أن البيت الأبيض أعرب عن قلقه من اندلاع حرب كبيرة أخرى في الشرق الأوسط في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي صوّر نفسه على أنه وسيط سلام.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحيفة أيضاً إن المسؤولين الأميركيين حثّوا على مزيد من ضبط النفس خلال الأسبوعين الماضيين، موضحاً أن "ترامب أخبر الجميع بالفعل أنه حقق السلام في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن أي تصعيد إسرائيلي "سيتعارض مع هذا التصريح".

عون
في غضون ذلك، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في كلمة أمام وفد من حزب "الطاشناق"، أن "الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم". وشدّد على "ضرورة أن يتمتع الجميع بالحس الوطني والمسؤولية، فللوحدة الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني، خصوصاً خلال المفاوضات". واعتبر أن "تصويب البعض على الدولة لن يعطي أي نتيجة، لأن رهان اللبنانيين عليها ثابت وقد عادت الثقة بها".

جلسة عامة
على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس في 18 الجاري، لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول 2025.

وفي هذا السياق، علّق رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل على دعوة بري، كاتباً على "إكس": "المادة 109 من النظام الداخلي: للرئيس طرح الاقتراح أو المشروع المعجل المكرر على المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تقديمه، حتى ولو لم يُدرج في جدول الأعمال".

في المقابل، قال نائب رئيس مجلس النواب النائب إلياس بوصعب، بعد جلسة اللجان النيابية المشتركة، إن الجلسة التشريعية سيُستكمل فيها جدول أعمال الجلسة السابقة، وأن الخلاف حول قانون الانتخاب لن يُحلّ إلا بالتوافق السياسي.

 

 

 

 

 

"اللواء:

يكاد يوم بعد غد الخميس يختصر بمواعيده جملة الأنشطة التي بدأت العام الذي يقترب من الأفول، في مؤشرات على طبيعة الهموم الضاغطة في العام الذي يلي 2026، وأخطر ما فيه كوابيس التهديدات وضرب المواعيد عن تصعيد أو حرب جديدة ضد حزب الله، فإذا لم تكن في نهاية هذا العام، اي في غضون اسبوعين فمن المرجح ان يسبق او يلي الاجتماع الخامس في البيت الابيض بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، حيث يتوقع ان تكون المرحلة الثانية من الخطة الاميركية لغزة من ابرز الموضوعات وايضاً الاوضاع غير المستقرة في لبنان، والمساعي للتوصل الى اتفاق على الجبهة السورية.

وتحدثت معلومات نشرتها صحيفة اميركية ان اسرائيل حددت نهاية العام الحالي موعداً لهجوم اسرائيلي على لبنان، لكن مصادر المعلومات نفسها تحدثت عن امكان تمديد المهلة.

واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان استحقاقين بارزين يشهدهما هذا الاسبوع وتحديداً قبل نهاية العام الحالي ويتعلقان بالإجتماع التمهيدي لمؤتمر دعم الجيش والثاني يتصل بإجتماع الميكانيزيم، واذا كان الإثنان منفصلين لجهة مواضيع البحث الا ان السلطة السياسية تعلق أهمية على انعقادهما والتقدم في النقاش المتصل بكيفية تمكين الجيش من إنجاز مهماته، ولفتت الى انه لا يمكن القول ان اجتماع الميكانيزيم المقبل سيحسم بعض النقاط لاسيما انه الثاني بعد تعيين مدنيَّين فيه للمباشرة في طرح عناوين للنقاش.

الى ذلك أفادت هذه المصادر ان الاصوات الخارجية بنزع سلاح حزب الله ارتفعت مجددا في حين يبقى الترقب سيد الموقف بشأن الوضع في لبنان لاسيما ما قد يصدر من اشارات أميركية رفيعة المستوى حول ما قد يؤول اليه في ظل استمرار مخاطر التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات ضد لبنان.

وسط هذه الانتظارات كان البارز امس جولة السفراء والملحقين العسكريين العرب والاجانب على مواقع الجيش عند الحافة الجنوبية الحدودية واطلعوا عن كثب على ما نفذه الجيش اللبناني في اطار مهمة حصر السلاح والانتشار في كامل الجنوب والعوائق الاسرائيلية امام استكمال مهمته، التي سيعلن الجيش انتهاء المرحلة منها في جنوبي الليطاني أواخر هذا الشهر لتبدأ المرحلة الثانية لاحقاً. في انتظار ما يحمله ايضا رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي الذي يزور لبنان الخميس المقبل لاستكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.

بالتوازي، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو «أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله» وسط معلومات عن اقتراح فرنسي بأن يتولى الجيش ولجنة الميكانيزم واليونيفيل توثيق ونشر كل اجراءات الجيش في هذا المجال، فيما اعتبرت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس،«ان لبنان يمر في مرحلة حساسة، ووقف إطلاق النار هشّ، ورفض حزب الله نزع سلاحه والضربات الإسرائيلية يهددان استقرار لبنان»، وذلك بعد اجتماع لمجلس الشراكة اللبنلية – الاوربية في بروكسل بحضور وزير الخارجية يوسف رجي.

وفي السياق كان البارز امس لقاء رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو مع سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم براك. الذي يسعى وفق المعلومات، «الى لجم اسرائيل واقناعها بمنح لبنان مزيدا من الوقت لحصر السلاح، في مهلة جديدة قد تنتهي في الاسابيع الاولى من العام الجديد».

وقال براك بعد اللقاء:أجرينا حوارًا بنّاءً لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.

وعشية اجتماع الميكانيزم أكد الرئيس عون، في كلمة أمام وفد من حزب الطاشناق، أن «الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم». وقال عون: ان الإنجازات التي تحققت خلال الأشهر العشرة الأولى من عهده كانت أساسية وشملت مختلف المجالات، لكن ثمة من لا يرى هذا الامر، ويصوِّب، مع الأسف، على الدولة ومؤسساتها ويشوِّه الواقع ويبث شائعات مؤذية لاسباب سياسية وشخصية. وبالتالي، فان تجاهل الإيجابيات التي تحققت والتركيز على السلبيات يُظهران ما يضمر له هؤلاء الذين يسببون الأذى لبلدهم واهلهم. الا ان هذه المحاولات لن تعطي أي نتيجة لان رهان اللبنانيين على دولتهم ومؤسساتهم رهان ثابت ولان الثقة بلبنان عادت وهذا ما يوفر فرصا عدة امامنا للعمل والانتاج.

وكان الرئيس عون اطَّلع من نائب رئيس الحكومة طارق متري على مسار الاتصالات اللبنانية – السورية.

جولة السفراء جنوباً

رافق قائد الجيش العماد رودولف هيكل وفد السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب إلى ثكنة صور، في بداية جولة نظمها الجيش اللبناني لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب الســلاح والاعتـداءات الإسـرائيلية. وتأتي هذه الزيارة في ضوء انتهاء الجيش من تنفيذ مهامه المتمثلة بإنهاء خطة سحب السلاح وبسط سلطته جنوب الليطاني. وخلال اللقاء، شدّد العماد هيكل على أهمية دعم الجيش والتزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الأراضي اللبنانية.

وكان في استقبال السفراء قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت، حيث عقد الوفد لقاءً استمع خلاله من العميد تابت عن تنفيذ عمليات الجيش، بعدها غادر الوفد باتجاه منطقة القطاع الغربي في صور للاطلاع على عدد من المراكز الجيش التي تمركز فيها عند الحافة الامامية عند الحدود مع فلسطين المحتلة.

وشملت جولة الوفد منشأة في وادي زبقين كانت لحزب الله وأصبحت بيد الجيش، إضافة إلى مقر قيادة اللواء الخامس في البياضة.الوفد زار ايضا مركز الجيش لحلح وهو في أطراف علما الشعب. علما ان مركز لحلح يبعد عشرات الأمتار عن الجدار الفاصل وهو يقع مُقابل مستعمرة حانيتا الإسرائيلية والمركز الإسرائيلي المستحدث في اللبونة في أطراف علما الشعب.

وأفادت معلومات «اللواء» ان الوفد ضم سفراء مصر والسعودية والاردن وايران وفرنسا واميركا وغيرهم، وكان انطباعهم جيداً وايجابياً، واستفسروا من العماد هيكل ومن ضباط الجيش في الميدان عن كل التفاصيل المتعلقة بعملهم وما تم انجازه لا سيما التمركز في مواقع سابقة لحزب الله، واطلعوا عن كثب على مواقع الاحتلال الاسرائيلي المقابلة والخروقات التي قام بها لا سيما التمركز في بعض النقاط داخل الاراضي اللبنانية. وخرجوا بإنطباعات مريحة حول المعلومات التي حصلوا عليها.

وافيد ان العرض الذي قدّمه الجيش اللبناني للسفراء والملحقين العسكريين في مركز قيادة قطاع جنوب الليطاني، بحضور هيكل، شهد تركيزًا دبلوماسيًا على تقييم المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح وآليات الانتقال إلى المرحلة الثانية والعراقيل التي تواجه الجيش.

وحسب بيان لقيادة الجيش – مديرية التوجيه لاحقاً عن الجولة:أكد العماد هيكل أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار، برغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية واعتداءاته المتواصلة، مشيراً إلى أن الجولة تأتي لتأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة. كما لفت إلى أن الأهالي وكافة مكونات المجتمع اللبناني يثقون بالجيش ويقدرون تضحياته.

اضاف البيان: وشمل اللقاء عرضًا إيجازيًا عن مهام الجيش في مختلف المناطق اللبنانية والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني، وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، إلى جانب تفاصيل المرحلة الأولى من خطة الجيش في القطاع بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية.وأشاد الحاضرون باحترافية الجيش ومهنيته في أداء مهامه، معربين عن تقديرهم لتضحيات عناصره. بعدها، قام المشاركون بجولة ميدانية على بعض المراكز والمواقع التي شملتها خطة الجيش، يرافقهم عدد من الضباط.

وبعد غد الخميس ايضاً يصل الى بيروت رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، استكمالاً للجهود الرامية الى تجنيب لبنان التصعيد.

إحتدام الأزمة الدبلوماسية مع إيران

دبلوماسياً، يحتدم التجاذب بين وزير الخارجية يوسف رجي والخارجية الايرانية في ضوء تطوّرين، الاول يتعلق بتعليق الموافقة على اسم السفير الايراني الجديد، لدراسة ملفه، قبل اعتماده رسمياً، والسماح له بقبول اوراق اعتماده، والثاني تصريحات مستشار الامام الخامنئي علي ولايتي، لجهة استمرار ايران بدعم حزب الله، واعتباره خياراً استراتيجياً في المنطقة.

الجلسة التشريعية عودة إلى جدول الأعمال

تشريعياً، دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة تشريعية عامة قبل ظهر بعد غد الخميس لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت مدرجة على جدول اعمال جلسة 29 ايلول الماضي.

وفي اطار التشاور مع بعبدا، استقبل الرئيس بري مستشار الرئيس عون العميد اندريه رحال.

وعلّق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على دعوة بري كاتبًا على «إكس»:

«المادة ١٠٩ من النظام الداخلي: للرئيس طرح الاقتراح أو المشروع المعجل المكرر على المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تقديمه حتى ولو لم يدرج في جدول الأعمال».

في السياق، قال نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب بعد اللجان النيابية المشتركة، ان الجلسة التشريعية سيستكمل فيها جدول اعمال الجلسة السابقة والخلاف حول قانون الانتخاب لن يتم حله سوى بالتوافق السياسي.

تحديات المناخ

وقال الرئيس نواف سلام ان المنطقة تقف اليوم امام مفترق طرق حاسم، في ظل تصاعد تحديات التغيُّر المناخي وشح المياه، والضغوط الديمغرافية وتدهور البيئة، وهي تحديات عابرة للحدود لا تستطيع دولة بمفردها مواجهة ذلك.

وكان الرئيس سلام استقبل في السراي الكبير السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.

جمعية المصارف قانون الانتظام المالي عيوبه جسيمة

مالياً،وجّهت جمعية مصارف لبنان كتاباً مفتوحاً إلى الرؤساء واللبنانيين عموماً والمودعين خصوصاً، سجّلت فيه اعتراضها على مضمون قانون الانتظام المالي.

واعتبرت الجمعية في كتابها، ان «المشروع تعتريه عيوب جسيمة إن في جوهره أو في صياغته. فهو يتضمّن أحكامًا من شأنها تقويض النظام المصرفي واستدامته بشكل خطير، ويطيل أمد الركود الاقتصادي».

وقالت ان «من غير المقبول أن تتهرّب الدولة من مسؤولياتها وتلقيها على البنوك وتتسبّب بتصفية القطاع والقضاء على حق المودعين باستعادة ودائعهم». وتساءلت المصارف في كتابها: «من سيُغطّي خسائر المودعين الناجمة عن تصفية البنوك التجارية؟ وكيف يتوافق هذا التوجّه مع التصريحات المُستمرة بأنّ إعادة بناء القطاع المصرفي أمرٌ حيويٌّ لتعافي لبنان ونموّه في المستقبل؟».ورأى مصدر مطَّلع أن الجمعية تسعى إلى نسف القانون جملة وتفصيلاً.

الحجار في المطار

سياحياً، وعشية موسم الاعياد وتوافد اللبنانيين من الخارج لتمضية العطلة في لبنان اضافة الى السياح، جال وزير الداخلية أحمد الحجار قبل ظهر أمس في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت يرافقه قائد جهاز امن المطار العميد فادي كفوري وقائد سرية قوى الأمن الداخلي في المطار العميد عزت الخطيب ورئيس دائرة الأمن العام في المطار المقدم جورج داغر وكبار الضباط في الأجهزة الأمنية العاملة في المطار، واطلع من القادة الامنيين على الاجراءات والتدابير المتخذة لضمان حسن سير العمل. واستمع الوزير الحجار خلال جولته إلى آراء عدد من الوافدين والمغادرين بالنسبة إلى الإجراءات المتخذة، وأعربوا عن تقديرهم للجهود المبذولة لتنفيذ تلك التدابير. واكد الحجار في مؤتمر صحافي ان «الخدمات في مطار رفيق الحريري الدولي باتت أفضل،وهناك أعمال توسعة وأعمال لإنشاء الممر السريع،كما أنّ الحركة في المطار زادت بشكلٍ لافت»، مشيرا الى ان «ثمّة جهدا يُبذل على كل المعابر خصوصاً في موضوع منع تهريب أيّ ممنوعات لا سيّما المخدرات لكلّ دول العالم لتأكيد أنّ الدولة تضبط حدودها بشكلٍ كامل وتقدّم الخدمات لمواطنيها بأفضل ما يكون».

قنابل صوتية ومسيَّرات

في اطار اعتداءات العدو الاسرائيلي واستفزازاته ضد الجنوبيين وقوات اليونيفيل، ألقت مسيّرة اسرائيلية امس، قنبلة صوتية باتجاه طريق اللبونة الناقورة.كما ألقت محلّقة إسرائيلية ظهر أمس قنبلة صوتية في بلدة عديسة، وذلك أثناء عمل فريق من البلدية مع قوات اليونيفيل يعمل على رفع الركام في حي المسارب.كذلك ألقت محلقة معادية قنبلة صوتية باتجاه سيارة مواطن، أثناء توجهه لعمله بحقل زيتون في بلدة البستان برغم مواكبة الجيش. ثم ألقت مسيَّرة اخرى قنبلة صوتية على بلدة كفركلا. ومساء اطلق الاحتلال رمايات رشاشة من موقعه في جل الدير تجاه بلدة عيترون. ورمايات من موقعه المستحدث في الدواوير نحو اطراف حولا ومركبا.

وحلَّقت مسيّرة استطلاع من نوع «كواد كابتر» على علو منخفض قرب الأشجار في «حي المبرات» غرب مدينة الخيام، ويتدلى منها حبل، من دون أن يُعرف حتى الهدف من تحليقها أو ما تحمله.

 

 

 

 

 

"البناء":

فيما تحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصورة غامضة عن سلاح حركة حماس وحزب الله مكتفياً بالقول سوف نرى ما سيحدث، كان شديد الوضوح في تشاؤمه بمستقبل الانتخابات النصفية التي ستجري بعد سنة وسط أزمة اقتصادية تزداد حضوراً في حياة الأميركيين، وتراجع الثقة بقدرة ترامب على الوفاء بوعوده بالتوازي مع تعثر سياساته الخارجية، سواء بفرض اتفاقات تنسجم مع العناوين التي رسمها انتخابياً وكرّرها بعد دخول البيت الأبيض، خصوصاً في حرب أوكرانيا و حرب طوفان الأقصى التي شملت دول المنطقة وشهدت جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في غزة وامتدت لسنتين تغير خلالها الرأي العام الغربي عموماً والأميركي خصوصاً لصالح التضامن مع غزة وفلسطين وتحول موقف ترامب المساند لـ”إسرائيل” إلى عبء وسبب للخسارة، كما قال أكثر من مرة، وفسّر ترامب تشاؤمه الانتخابي الذي يعني في حال تحققه عجز ترامب عن تحقيق أي من سياساته التي يعترض عليها الحزب الديمقراطي، لأن وجود كونغرس معارض يحوّل الرئيس الى بطة عرجاء ويلزمه بالسعي لتفاهمات مع خصومه في كل مفصل وكل محطة سياسية أو اقتصادية.
في قضايا المنطقة ينتظر أن يشكل لقاء ترامب مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري مناسبة لبلورة تفاهمات تحدد وجهة السياسات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، حيث لا حروب إسرائيلية بلا أميركا ولا تسويات أميركية بلا “إسرائيل”، ووفقاً لهذا التلازم العضوي والبنيوي والذي صار سياسيا أيضاً، يصعب على نتنياهو جذب ترامب مرة أخرى إلى المزيد من الحروب في ضوء الفشل الذي انتهت إليه حروب المنطقة في فرض الهيمنة الأميركية وإنتاج شرق أوسط جديد تديره “إسرائيل” لحساب أميركا، وحيث الحروب التي لم تقفل ملفاتها مستمرة لأن التسويات الممكنة فيها تكرس الهزيمة بعيون نتنياهو، وقد شكل لقاء المبعوث الأميركي توماس برّاك مع نتنياهو أمس، مناسبة لاختبار فرص صناعة تفاهمات، لكنه انتهى إلى الفشل، فلا حل لعقدة المشاركة التركية في القوة الدولية في غزة، ولا تفاهم على رؤية موحّدة للحكم الجديد في سورية خصوصاً بعد حادثة تدمر التي تعتبرها تل أبيب إثباتاً لمنطقها بالقلق من بنية القوى الأمنية والعسكرية للحكم الجديد في دمشق، وفي لبنان إصرار “إسرائيل” على إنهاء ملف سلاح المقاومة، ورفع مستوى التفاوض وأهدافه نحو اتفاق يتيح السيطرة الأمنية الإسرائيلية على جنوب الليطاني والأجواء اللبنانية ويفتح طريق التطبيع.
الوضع في لبنان على الطاولة أميركياً لكنه كذلك أوروبياً وعربياً، كما قالت الزيارات المصرية والفرنسية، وعلى الطاولة تسليم بتعثر مسار التفاوض في لجم التفلت الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار، وتسليم باستعصاء نزع سلاح المقاومة بالتوازي، ما فتح الباب للحديث بصوت مرتفع عن خيار الاحتواء بدلاً من الحسم، احتواء الطلبات الإسرائيلية واحتواء رفض المقاومة المساس بسلاحها، وهنا تطرح سلة بدائل لا تزال مجرد أفكار لا يفصح أصحابها عن تفاصيلها، لكنهم يتحدثون عن تجميد السلاح وعن وقف الاعتداءات وانسحاب إسرائيلي جزئي وتخفيض التوتر وتفعيل الميكانيزم كما جرى في حادثة يانوح، بانتظار ما سيحدث في لقاء ترامب ونتنياهو.

تعيش الساحة الداخلية حالة ترقب بانتظار مجموعة من الاجتماعات التي سترسم مسار المشهد اللبناني في المرحلة المقبلة، وأولها الاجتماع الأميركي ـ السعودي ـ الفرنسي مع قائد الجيش في 17 و18 الحالي في باريس، للبحث في مؤتمر لدعم الجيش ومسار خطة حصر السلاح وتقدّمها، فيما تعقد لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار «الميكانيزم» اجتماعها الثاني بعد تعيين رئيس للوفد التفاوضي اللبناني وآخر للوفد الإسرائيلي في التاسع عشر من الشهر الحالي، وتبقى الأنظار شاخصة إلى التاسع والعشرين منه، للقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعلمت «البناء» أنّ اجتماعات باريس ستعيد إحياء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، حيث تبذل فرنسا جهوداً حثيثة مع الولايات المتحدة لرأب الصدع بين القائد والأميركيين وتسهيل الزيارة في ظلّ تقدير الفرنسيين حجم حاجة الجيش اللبناني للدعم المالي والتسليحي. ولفتت المعلومات إلى أنّ حصول الزيارة من عدمها وتغيّر الموقف الأميركي، مرتبط بنتائج النقاشات في اجتماعات باريس، لكن الأجواء قد تحمل إيجابية على هذا الصعيد.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أنّ اجتماع الميكانيزم المقبل يكتسب أهمية خاصة لكونه يأتي بعد يوم على اجتماعات باريس التي سيحضرها لبنان وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية، وتبحث مسألة حصرية السلاح وسبل دعم الجيش، كما يأتي اجتماع اللجنة التي ستحضره المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بعد حادثة يانوح التي ستفرض نفسها على نقاشات الميكانيزم.
ولفتت المصادر إلى أنّ رئيسي الجمهورية والحكومة سيزوّدان رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم بالتوجيهات اللازمة قبل الاجتماع، حيث سيكرّر أمام أعضاء اللجنة إطار التفاوض وحدوده وأهدافه في الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى، كما سيسجل الوفد اللبناني اعتراضه على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لجنة الميكانيزم، كما سيشرح الجيش اللبناني ما أنجزه في منطقة جنوب الليطاني في حصر السلاح وإزالة المظاهر المسلحة وضبط الحدود ومنع أيّ أعمال عسكرية وأمنية من الداخل اللبناني باتجاه «إسرائيل».
لكن الأهمّ وفق المصادر أنّ الاجتماع سيأتي بعد حادثة يانوح، حيث سيطرح تعديل آليات وإجراءات عمل الميكانيزم بما يعزّز من دور هذه اللجنة، حيث سجلت الحادثة تعديلاً من الجانب الإسرائيلي بالتعامل مع منازل المواطنين التي تشتبه بوجود أسلحة، ففي حالة المنزل في يانوح أبلغت «إسرائيل» الميكانيزم باحتمال وجود سلاح في أحد المنازل، فطلبت اللجنة من الجيش اللبناني تفتيشه فبادر الجيش إلى تفتيشه مرتين، وبالتالي لم تقم «إسرائيل» بضربه فوراً كما كانت تفعل في السابق، ما قد يفرض قواعد اشتباك جديدة في التعامل الإسرائيلي مع شبهات وجود سلاح في المنازل.
وفي سياق ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو «أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله».
وما بين هذه الاجتماعات المفصليّة، عقد أمس، اجتماع بين المبعوث الأميركي توم برّاك ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في «تل أبيب»، حيث سعى الدبلوماسي الأميركي وفق المعلومات، إلى لجم «إسرائيل» وإقناعها بمنح لبنان مزيداً من الوقت لحصر السلاح، في مهلة جديدة قد تنتهي في الأسابيع الأولى من العام الجديد.
ويحطّ رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في بيروت الخميس المقبل لاستكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.
وعلى مسافة أيام من اجتماع لجنة الميكانيزم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة مستشار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العميد اندريه رحال. وعلمت «البناء» أنّ اللقاء يأتي في سياق التنسيق الدائم بين الرئاستين الأولى والثانية في مختلف المواضيع لا سيما الوضع الأمني والتفاوضي بين لبنان و»إسرائيل» في إطار الجهود التي يبذلها الرئيسان عون وبري لوقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الأراضي المحتلة واستعادة الأسرى وإنجاز ملف حصرية السلاح.
كما لفتت أوساط سياسية لـ «البناء» إلى أنّ هناك تفاوضاً جدياً بين الرئيس بري والسفير الأميركي في لبنان لمحاولة تأخير أيّ تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل ضدّ لبنان، ووقف إطلاق النار على الحدود وتسوية النزاعات بين لبنان و»إسرائيل»، وقد تمّ إحياء معادلة خطوة مقابل خطوة، وقد لاقى السفير الأميركي تجاوباً كبيراً من الرئيس بري لكن العقدة تبقى في «إسرائيل» حيث لم يستطع أيّ مسؤول أميركي أن ينتزع خطوة جدية من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن. لكن أوساطاً دبلوماسية تشير لـ»البناء» الى أنّ مفاوضات تجري عبر الأميركيين لإيجاد صيغة لسلاح حزب الله في شمال الليطاني عبر الاحتواء أو منع الاستخدام وليس النزع، مقابل انسحاب «إسرائيل» من نقطتين من النقاط الخمس، ثم يبدأ التفاوض على إطلاق الأسرى ووقف الاعتداءات وتثبيت الحدود. لكن المصادر شدّدت على أنّ «إسرائيل» مصرة ومتشدّدة بمسألة «السلاح الاستراتيجي»، أيّ الصواريخ الدقيقة أو الذكية والمُسيّرات التي تحمل متفجرات فقط وليس المسيرات العادية.
في غضون لك، برزت الجولة الميدانية التي نظمها الجيش اللبناني لوفد من السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب، لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب الســلاح وعلى الاعتـداءات الإسـرائيلية.
ونظمت قيادة الجيش بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، جولة ميدانية لعدد من السفراء والقائمين بأعمال السفارات والملحقين العسكريين للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني وفق قرار السلطة السياسيّة، ومهماته على كامل الأراضي اللبنانية.
وأعرب قائد الجيش، عن «تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي يمثّلونها، نظراً لما تبديه من حرص على لبنان»، مؤكداً أنّ «الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار، فيما يستمرّ الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية بالتزامن مع الاعتداءات المتواصلة»، مشيراً إلى أنّ «هدف الجولة تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة».
ولفت إلى أنّ «الأهالي، كما جميع مكونات المجتمع اللبناني، يثقون بالجيش».
وجرى عَرْضٌ بإيجاز عن مهمات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ـ اليونيفيل، بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش في القطاع بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism).
وأشارت معلومات صحافية الى أنّه وخلال العرض الّذي قدّمه الجيش اللبناني للسّفراء والملحقين العسكريّين في حضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في مركز قيادة قطاع جنوب الليطاني، تركّزت الأسئلة الدّبلوماسيّة حول فعاليّة المرحلة الأولى من خطّة حصر السّلاح، وكيفيّة الانتقال إلى المرحلة الثّانية، والعراقيل الّتي يواجهها الجيش»، مشيرةً إلى أنّ «العماد هيكل شدّد على أهميّة دعم الجيش، والتزام كلّ الجهات باتفاق وقف الأعمال العدائيّة، واحترام سيادة الأراضي اللّبنانيّة».
وانعقد الاجتماع التاسع لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان في بروكسل بحضور الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي.
وأكد الاتحاد الأوروبي، «دعمه للإصلاحات التي أطلقتها السلطات اللبنانية الجديدة برئاسة الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، وللمؤسسات الديمقراطية، ولسيادة الدولة واحتكارها لاستخدام القوة»، مشدّداً على ضرورة «نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة غير الشرعية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701».
وأعرب الجانبان عن «قلقهما من الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لوقف إطلاق النار، داعين «إسرائيل» إلى الانسحاب من الأراضي اللبنانية واحترام القانون الإنساني الدولي. كما جدّدا دعمهما للمؤسسات الأمنية اللبنانية، ولا سيما الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، واستعدادهما لتعزيز هذا الدعم».
في المواقف، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في كلمة أمام وفد من حزب الطاشناق، أنّ «الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم». وقال عون «لضرورة أن يتمتع الجميع بالحسّ الوطني وبالمسؤولية، فللوحدة الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني خصوصاً خلال المفاوضات». وشدّد على أن «تصويب البعض على الدولة لن يعطي أيّ نتيجة، لأنّ رهان اللبنانيين عليها ثابت وقد عادت الثقة بها».
ميدانياً، وفي سلسلة جديدة من الاعتداءات والخروقات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، استهدفت محلّقة «إسرائيلية» أحد المنازل جنوب بلدة عيترون بالقنابل للمرة الرابعة، بينما ألقت محلّقة «إسرائيلية» قنبلة على طريق اللبونة جنوب الناقورة، وأخرى ألقت قنبلة على بلدة الضهيرة. كما ألقت محلّقة «إسرائيلية» معادية قنبلة صوتية على بلدة كفركلا.
كذلك، خرقت محلّقة «إسرائيلية» من نوع «كواد كوبتر» على مقربة من الأشجار في «حي المبرات» غرب مدينة الخيام.
وبحسب الوكالة الوطنية، تبيّن أنّ المحلّقة «كواد كابتر»، التي حلّقت اليوم على علو منخفض فوق حي المبرات غرب مدينة الخيام، كانت تحاول سحب طائرة استطلاع صغيرة سقطت في الموقع نفسه أمس، إلّا أنّ محاولاتها باءت بالفشل.
أفاد مراسل «المنار»، بأنّ «قوات إسرائيليّة في موقع البياض الحدودي أطلقت رشقات رشاشة باتجاه أطراف بلدة بليدا».
كما أطلق زورق «إسرائيلي» النار مقابل خط الطفافات البحري.
على صعيد آخر، دعا الرئيس بري إلى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس المقبل وذلك لمتابعة درس مشاريع واقتراحات القوانين، كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 أيلول 2025 .
مالياً، وجّهت جمعية مصارف لبنان كتاباً مفتوحاً إلى الرؤساء واللبنانيين عموماً والمودعين خصوصاً، سجّلت فيه اعتراضها على مضمون قانون الانتظام المالي الذي تمّ تسريب النسخة التاسعة منه. واعتبرت الجمعيّة في كتابها، أنّ «المشروع تعتريه عيوب جسيمة إنْ في جوهره أو في صياغته. فهو يتضمّن أحكاماً من شأنها تقويض النظام المصرفي واستدامته بشكل خطير، ويطيل أمد الركود الاقتصادي». وقالت إنّ «من غير المقبول أن تتهرّب الدولة من مسؤولياتها وتلقيها على البنوك وتتسبّب بتصفية القطاع والقضاء على حق المودعين باستعادة ودائعهم». وتساءلت المصارف في كتابها «من سيُغطّي خسائر المودعين الناجمة عن تصفية الب
نوك التجارية؟ وكيف يتوافق هذا التوجّه مع التصريحات المُستمرة بأنّ إعادة بناء القطاع المصرفي أمرٌ حيويٌّ لتعافي لبنان ونموّه في المستقبل؟».

 

 

 

 

 

"الشرق":

في قلب الجنوب، حيث المكان يختصر المشهد، رافق قائد الجيش العماد رودولف هيكل وفد سفراء وملحقين عسكريين واجانب لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة حصر السلاح. جولة اعقبت اخرى اعلامية اثبت فيها الجيش تنفيذ مهام كلّفه بها مجلس الوزراء استنادا الى خطة “درع الوطن”، لينقل هؤلاء مشاهداتهم ومعايناتهم الميدانية الى دولهم، عشية اللقاء الاميركي – السعودي – الفرنسي مع قائد الجيش في 17 و18 الجاري في باريس، للبحث في مؤتمر لدعم الجيش ومسار خطة حصر السلاح وتقدّمها، وتزامناً مع اجتماع بالغ الاهمية عقد اليوم بين المبعوث الاميركي توم برّاك ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، في تل ابيب، حيث سعى الدبلوماسي الاميركي وفق المعلومات، الى لجم اسرائيل واقناعها بمنح لبنان مزيدا من الوقت لحصر السلاح، في مهلة جديدة قد تنتهي في الاسابيع الاولى من العام الجديد، في اطار مهمة شاقّة يعمل على خطها ايضا رئيسُ الوزراء المصري مصطفى مدبولي الذي يزور لبنان الخميس المقبل لاستكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.

جولة ميدانية: وفي وقت يواصل الاعلام العبري التسويق لتصعيد عسكري اسرائيلي وشيك ضد حزب الله ما لم يصر الى نزع سلاحه قبل نهاية العام، برزت اليوم الجولة الميدانية التي نظمها الجيش اللبناني لوفد من السفراء والملحقين العسكريين العرب و الأجانب، لإطلاعهم على مسار تطبيق خطة سحب الســلاح وعلى الاعتـداءات الإسـرائيلية. صباحا وصل قائد الجيش العماد رودولف هيكل والوفد إلى ثكنة صور حيث كان في استقبالهم قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن نيكولا تابت ، وعقد الوفد لقاء استمع خلاله من العميد تابت عن تنفيذ عمليات الجيش، بعدها غادر الوفد باتجاه منطقة القطاع الغربي في صور للاطلاع على عدد من مراكز الجيش التي تمركز فيها عند الحافة الامامية عند الحدود مع فلسطين المحتلة. وفي المعلومات ان الوفد انطلق من ثكنة بنوا بركات في صور، باتجاه قرى القطاع الغربي، لا سيما عيتا الشعب ووادي زبقين، للاطلاع على ما أنجزه وينجزه الجيش، لناحية حصر السلاح. وافيد ان الجولة تشمل منشأة لحزب الله في وادي زبقين ومركزاً للجيش اللبناني.

واشارت المعلومات الى ان العرض الذي قدّمه الجيش اللبناني للسفراء شهد تركيزًا دبلوماسيًا على تقييم المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح وآليات الانتقال إلى المرحلة الثانية والعراقيل التي تواجه الجيش. وخلال اللقاء، شدّد العماد هيكل على أهمية دعم الجيش والتزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الأراضي اللبنانية ليس بعيدا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو “أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله”.

اتصالات مستمرة

في غضون ذلك، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في كلمة أمام وفد من حزب الطاشناق، أن “الاتصالات مستمرة في الداخل والخارج لتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال المفاوضات عبر لجنة الميكانيزم”. وقال عون “لضرورة أن يتمتع الجميع بالحس الوطني وبالمسؤولية، فللوحدة الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز الموقف اللبناني خصوصا خلال المفاوضات”. وشدد على أن “تصويب البعض على الدولة لن يعطي أي نتيجة، لأن رهان اللبنانيين عليها ثابت وقد عادت الثقة بها”.

سفير قطر في السراي

من جهته، استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اليوم في السراي الحكومي، سفير دولة قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.

رحال عند بري

وفي وقت تعقد الجمعة في 19 الجاري، جولة تفاوض بين لبنان واسرائيل عبر لجنة الميكانيزم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مستشار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون العميد اندريه رحال.

جلسة الخميس

على صعيد آخر، دعا الرئيس بري الى عقد جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس الواقع فيه 18 كانون الأول 2025، وذلك لمتابعة درس مشاريع وإقتراحات القوانين، التي كانت مدرجة على جدول أعمال جلسة 29 ايلول 2025.

لا حل الا

في المقابل، قال نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب بعد اللجان النيابية المشتركة، ان الجلسة التشريعية سيستكمل فيها جدول اعمال الجلسة السابقة والخلاف حول قانون الانتخاب لن يتم حله سوى بالتوافق السياسي.

جمعية المصارف

مالياً، وجّهت جمعية مصارف لبنان كتاباً مفتوحاً إلى الرؤساء واللبنانيين عموماً والمودعين خصوصاً، سجّلت فيه اعتراضها على مضمون قانون الانتظام المالي الذي تمّ تسريب النسخة التاسعة منه. واعتبرت الجمعية في كتابها، ان “المشروع تعتريه عيوب جسيمة إن في جوهره او في صياغته. فهو يتضمّن أحكامًا من شأنها تقويض النظام المصرفي واستدامته بشكل خطير، ويطيل أمد الركود الاقتصادي”. وقالت ان “من غير المقبول أن تتهرّب الدولة من مسؤولياتها وتلقيها على البنوك وتتسبّب بتصفية القطاع والقضاء على حق المودعين باستعادة ودائعهم”. وتساءلت المصارف في كتابها “من سيُغطّي خسائر المودعين الناجمة عن تصفية البنوك التجارية؟ وكيف يتوافق هذا التوجّه مع التصريحات المُستمرة بأنّ إعادة بناء القطاع المصرفي أمرٌ حيويٌّ لتعافي لبنان ونموّه في المستقبل”؟

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

نظمت قيادة الجيش اللبناني جولة ميدانية لعدد من السفراء والقائمين بأعمال السفارات والملحقين العسكريين للاطّلاع على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الجيش في قطاع جنوب الليطاني، وفق قرار السلطة السياسية، ومهماته على كامل الأراضي اللبنانية.

وبعد تصعيد إسرائيلي، يوم الأحد، ساد الهدوء، الاثنين، خلال جولة السفراء عند الحدود، حيث أكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي رافق السفراء، «أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية هو تأمين الاستقرار».

واستهل اللقاء في قيادة قطاع جنوب الليطاني بالنشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت استذكاراً لأرواح قتلى الجيش، ثم ألقى العماد هيكل كلمة رحّب فيها بالحاضرين، معرباً عن «تقديره للدول الشقيقة والصديقة التي يمثّلونها، نظراً لما تبديه من حرص على لبنان»، كما أكد، «أن الهدف الأساسي للمؤسسة العسكرية، هو تأمين الاستقرار، بينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية بالتزامن مع الاعتداءات المتواصلة»، مشيراً، إلى «أن هدف الجولة،هو تأكيد التزام الجيش بتطبيق القرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وذلك رغم الإمكانات المحدودة».

ولفت إلى «أن الأهالي، كما جميع مكونات المجتمع اللبناني، يثقون بالجيش».

كذلك جرى عَرْضُ إيجاز، بحسب بيان للقيادة عن مهمات الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، والوضع العام في قطاع جنوب الليطاني وعلاقة التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، بالإضافة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الجيش بالتنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية، الـ«ميكانيزم».

و أشاد الحاضرون، حسب البيان، «باحتراف الجيش ومهنيته في تنفيذ مهمته، مثمّنين تضحيات عناصره لأداء الواجب». بعدها قام الحاضرون، يرافقهم عدد من الضباط، بجولة ميدانية على بعض المراكز والمواقع التي شملتها خطة الجيش.

وأتت هذه الجولة، بعد أيام على تنظيم الجيش جولة مماثلة للإعلام سعياً منه للكشف عن كل العمليات التي يقوم به تنفيذاً لقرار الحكومة المرتبط بحصرية السلاح، لا سيما في ظل بعض الانتقادات والأصوات التي تصدر مشككة بقدرته على تسلّم زمام الأمور والسيطرة على الأوضاع الأمنية.

وتأتي هذه الخطوة، أيضاً قبل 3 أيام من استضافة باريس مؤتمراً تحضيرياً لدعم الجيش يُعقد في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويحضره الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان، والمستشارة السياسية لماكرون آن كلير لوجاندر، والعماد هيكل، والموفدة الأميركية إلى الـ«ميكانيزم» مورغان أورتاغوس.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية