عون يعقد لقاءات سياسية ونيابية ونقابية: التفاوض لتثبيت الامن لا يعني الاستسلام

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Dec 17 25|16:51PM :نشر بتاريخ

اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا المجلس الجديد للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، اننا "نعمل من خلال التفاوض على تثبيت الامن والاستقرار خصوصا في الجنوب، والتفاوض لا يعني استسلاما"، مشيرا الى "اني كرئيس للجمهورية، سأسلك أي طريق يقودني الى مصلحة لبنان، والمهم في ذلك ابعاد شبح الحرب وإعادة الاعمار وتثبيت الناس في ارضهم وانعاش لبنان اقتصاديا وتطوير دولته".

وشدد على "ضرورة نقل الاغتراب الصورة الحقيقية عن لبنان في الخارج، لانه وللأسف، فان البعض من اللبنانيين فيه ينقلون الصورة السيئة"، معتبرا ان "من يسوق للحرب انفضحت لعبته لان ثمة من يعيش على نفس الحرب لاجراء الانتخابات على أساسها"، مطمئنا الى ان "الوضع في لبنان جيد وزيارة البابا أعطت صدى إيجابيا".

فواز وقسطنطين

في مستهل اللقاء، تحدث الرئيس السابق للجامعة عباس فواز، مؤكدا "ايمان الجامعة بالدولة وبلبنان"، مشيرا الى ان "الاغتراب اللبناني يعيش حنينا مريرا لبلده وهو يؤيد رئيس الجمهورية وإعادة بناء الدولة والمؤسسات فيها، دولة العدالة والانصاف والقوة التي تحمي جميع المواطنين ليكون لبنان بلدا نهائيا لجميع أبنائه".

واطلع رئيس الجمهورية على اجواء المؤتمر الذي عقدته الجامعة بحضور ممثلين عن القارات الست في الثاني عشر من الشهر الجاري والذي تم فيه انتخاب إبراهيم قسطنطين رئيسا عالميا جديدا للجامعة بتسعين في المئة من أصوات المؤتمرين.

ثم القى قسطنطين كلمة، شكر فيها الرئيس عون على "رعايته الجامعة وايمانه العميق بدور الاغتراب اللبناني وقدرته على مساعدة الوطن وتعزيز حضوره في كل انحاء العالم"، واكد ان "الاغتراب بالف خير وان الجامعة واحدة وشرعية وتمثل الاغتراب اللبناني ككل بعيدا عن السياسة والطائفية والعنصرية"، ولخص دور الجامعة اللبنانية منذ نشأتها، مؤكدا "دعمها الدولة ووحدة الاغتراب ولبنان وشعبه، وقال: "عندما نقول دعم الدولة فهذا يعني دعم فخامتكم ومؤسسة الجيش اللبناني الذي نفتخر ونعتز به".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد ومهنئا الجامعة بانجازها الانتخابات التي تعتبر الدليل على وحدة الجامعة، وبفوز قسطنطين على رأسها. وتوجه الى اعضاء الوفد قائلا: "اذا كان الاغتراب بخير فلبنان بخير وهذا هو دوركم لانكم بما وبمن تمثلون تشكلون لبنان الحقيقي. فلولا الاغتراب لما بقي لبنان".

واكد الرئيس عون "حق الاغتراب في المشاركة في القرار السياسي من خلال الانتخابات"، متمنيا "الا تنعكس الصراعات الحاصلة على واقع الاغتراب"، داعيا إياه الى "المحافظة على ترفعه عن الأمور الطائفية والمذهبية. فانتم لبنانيون وتتفيأون بالعلم اللبناني ولدينا جميعا ارزة وهوية واحدة. وليكن لبنان حزبكم وطائفتكم لانكم سفراء لبنان في الخارج وتمثلون امل اللبنانيين، فابقوا قلبا واحدا لان هذا هو لبنان الذي نريد ونعمل على بنائه".

وطمأن الرئيس عون الوفد الى الوضع الراهن، منوها بان "زيارة البابا أعطت صدى إيجابيا والوضع الأمني ممتاز وكذلك المؤشرات الاقتصادية حيث للاغتراب دور أساسي في ذلك".

وإذ لفت الى انه "رغم ذلك، فان ثمة من يتحدث بسلبية عن لبنان ويجيش للحرب فيه"، استغرب "كيف يفكر هؤلاء تجاه بلدهم، فيما نسعى الى الانتقال به الى مرحلة جديدة"، ودعا الى "عدم التأثر بالشائعات وكل ما يضر بالبلد".

وشدد رئيس الجمهورية على "مسؤولية الاغتراب في إعادة النهوض بالبلاد"، مؤكدا ان "ايمان اللبنانيين ببلدهم يكبر في ظل ما يمثله الاغتراب على كل الأصعدة".

وردا على سؤال، قال الرئيس عون: "اننا نعمل من خلال التفاوض على تثبيت الامن والاستقرار خصوصا في الجنوب، حيث تستمر الاعتداءات الإسرائيلية من وقت الى اخر، وهذا التفاوض لا يعني استسلاما. ونحن نعتمد على المواقف التي يتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب واهتمامه بموضوع السلام، ونعمل ما علينا في هذا الاتجاه".

وشدد في هذا السياق على "ضرورة نقل الصورة الحقيقية عن لبنان في الخارج، لانه وللأسف، فان البعض من اللبنانيين فيه ينقلون الصورة السيئة"، وقال: "ان لبنان يعاد بناؤه ويعود للانتعاش من جديد ولا يمكن له ان يذهب الى الحرب. وانا كرئيس للجمهورية، سأسلك أي طريق يقودني الى مصلحة لبنان، والمهم في ذلك ابعاد شبح الحرب وإعادة الاعمار وتثبيت الناس في ارضهم وانعاش لبنان اقتصاديا وتطوير دولته. هذا هو هدفي واذا كان من احد لديه مشكلة مع هذا الهدف فليقل لي".

كما شدد على "ضرورة ان يكون اللبنانيون مع لبنان لا مع شخص"، معتبرا ان "من يسوق للحرب انفضحت لعبته، فثمة من يعيش على نفس الحرب لاجراء الانتخابات على أساسها"، وسأل: "هل يجوز لهذا البعض ان يشوه الصورة الحقيقية ويبث الشائعات ويخيف اللبنانيين ويطلب الحرب كرمى مصلحته الانتخابية فيما علينا التمسك بحسنا ومسؤوليتنا الوطنية في هذا الظرف الدقيق الذي نمر به؟".

وختم الرئيس عون مثنيا على ما يقوم به الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى، مشددا على ان "رد أموال المودعين هو احد ابرز أهدافي"، متمنيا "ان نشهد العام المقبل ميلاد لبنان الجديد والدولة الجديدة الخالية من الفساد وقد عادت الينا أراضينا وعاد اهلنا اليها".

بو صعب

الى ذلك، كانت لرئيس الجمهورية لقاءات سياسية ونيابية ونقابية. فسياسيا، إستقبل الرئيس عون نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع السياسية الراهنة في ضوء التطورات الأخيرة.

وبعد اللقاء، تحدث الرئيس بو صعب الى الصحافيين فقال: "تشرفت اليوم بلقاء رئيس الجمهورية وكانت هناك مواضيع عدة للنقاش. أولا، اطلعت من فخامته على العمل الذي تقوم به لجنة "الميكانيزم" والتوجه الذي أعطاه كي يتمكن اللبنانيون من الاطمئنان الى وجود من يعمل كي نعيد بهدوء وسلام ونتجاوز مرحلة صعبة. وهذا العمل محل تقدير لان أسئلة جميع اللبنانيين الذين هم في الخارج، تتمحور حول ما اذا كان بإمكانهم المجيء لتمضية فترة العيد في لبنان، واذا كان هناك هدوء. اليوم اطلعت من فخامة الرئيس على التوجيهات التي أعطاها للعمل في لجنة "الميكانيزم" وللسفير الموجود مع أعضاء الوفد، وهذا يطمئن. عسى ان يوفقهم الله بالعمل الذي يقومون به كي تمر الأعياد بهدوء ونرى بعد ذلك كيف سيأتي الاستقرار الى لبنان".

اضاف: "اما الموضوع الثاني الذي تناولناه، فله علاقة بالتشريع وعمل المجلس النيابي. وقد لمست لدى الرئيس تمنيا على جميع النواب الموجودين في كتل، او المستقلين، ان يحضروا الجلسة التشريعية لان هناك قوانين تعني المواطنين. قوانين إصلاحية او تلك التي لها علاقة باتفاقيات مع البنك الدولي، وهناك ضرورة للتشريع. وهو ضد شل عمل التشريع بأي شكل من الاشكال لان كل ما يمكن للإنسان مناقشته، يناقش في الاجتماعات ومن خلال الحوار والتشاور. والتعطيل يضر اللبناني كما المصلحة العامة للحكومة والعهد خاصة في الظروف الصعبة التي نمر بها في لبنان".

وتابع: " كما لمست تمنيا من فخامته ان تعقد الجلسة وقد ناقشنا بعض الأمور التي يمكن ان تطرح خلالها، او تلك الموجودة على جدول اعمالها، ومنها اتفاقيات وقوانين أخرى موجودة. وأيضا سألنا عن قانون استقلالية القضاء الذي كان صدرعن المجلس النيابي وكانت هناك تصحيحات بسيطة ولذلك اعاده رئيس الجمهورية، وقد صدر اليوم التقرير حوله وانتهت الدراسة منه في اللجنة على امل اقراره مرة جديدة في اول هيئة عامة يمكن ان يكون مدرجا على جدول اعمالها. كذلك تناولنا موضوع الاستحقاقات الانتخابية، وما هي العوائق الموجودة حاليا وما هو دور اللجنة التي تدرس مشروع القانون الذي احيل من الحكومة وكيف سنتعاطى معه في المرحلة المقبلة".

سئل: هل هناك استشعار ان موضوع الانتخابات هو محور كسر عظم او ان هناك أمورا قانونية؟ والسؤال الثاني يتعلق بلجنة "الميكانيزم" هل تطمئنون اللبنانيين بعد اجتماعكم مع فخامة الرئيس ان الأوضاع الأمنية ستكون جيدة؟ وهل هناك من تطعيم للوفد اللبناني بسفراء من مكونات أخرى؟

أجاب بو صعب: "الكلام الذي صدر في الإعلام حول تعيين سفراء آخرين غير السفير كرم، لا اعتقد ان فخامته في جوه او انه على علم بهذا الموضوع. هذا كلام صدر في الاعلام، ونحن نعلم ان السفير كرم لديه من الكفاءة التي تجعله يقوم بالمهمة، ولم تكن هناك اي مطالبة بإضافة آخرين على هذا الوفد، حسبما سمعت من فخامته. اما في ما يتعلق بطمأنة اللبنانيين، فان العمل الذي يقوم به الرئيس مع اللجنة عبر التوجيهات التي أعطيت للسفير كرم، هي لطمأنتهم باننا نقترب من مرحلة الأعياد بوضع مستقر. والجهد الذي يبذل هو على هذا الأساس. وهذا ما يريح ويطمئن، عسى ان يوفقهم الله بهذا العمل كي تبقى الأمور تسير بالايجابية التي يتم الحديث عنها".

اضاف: "اما في موضوع الانتخابات الذي ناقشناه، فان المناكفات والتحدي لا يوصلان الى نتيجة، ولا يجريان انتخابات. اليوم لدينا قانون ساري المفعول، ولاكن واضحا، أرسلت الحكومة مشروع قانون لتعديله. في آخر جلسة للجنة المغتربين التي دعي اليها كل من وزيري الداخلية والخارجية، قال الوزير عندما سئل من النواب، ان هناك تقريرا وفق القانون الساري المفعول من وزارتي الخارجية والداخلية لكيفية تطبيق القانون الحالي. واكد اننا لا زلنا ندرس هذا التقرير وفق القانون وان شاء الله خلال أيام ننتهي منه ونرسله اليكم عبر مجلس الوزراء. عندها سأله النواب اذا كنت لا زلت تدرس كيفية تطبيق القانون الحالي، لماذا أرسلت لنا مشروع قانون لتعديله قبل ان يتم الانتهاء من الدرس؟ وهنا حصل ارتباك. واليوم هناك جلسة للجنة ولكن الأمور تدرس في اللجان. وهناك كلام عن ان الرئيس بري ليس له الحق في ارساله الى اللجنة الفرعية ويجب ان يرسل للهيئة العامة والا يكون يخالف الدستور، انا لا اريد الاخذ بوجهة نظر احد، بل اريد ان أتكلم بالنظام الداخلي. ان المادة 106 من النظام الداخلي واضحة فهو يستطيع عرضه على اللجنة او اللجان. فليعرض في اللجان كما اقترحت مرة في اللجان الفرعية التي اترأسها في موضوع قانون الانتخابات، ولنضع لانفسنا مهلة زمنية محددة ونقول لدينا أسبوع او اسبوعان ولنجتمع قبل الظهر وبعده وننهي الدراسة. فاذا اتفقنا على تعديل نعرضه على الهيئة العامة ونرفع التقرير، واذا لم نتفق نرفع تقريرا نقول فيه اننا لم نتفق ليعرض على الهيئة العامة. حتى في هذا الموضوع، وللأسف، هناك البعض يقاطع ولا يريد السير في هذا الاتجاه. ان شاء الله نصل الى حيث نقتنع انه في النهاية ستكون هناك تسوية ليس كما يخاف الناس منها، بل بمعنى اننا سندخل الى توافق سياسي. فالانتخابات لا تتم الا بتوافق سياسي والتعديلات المطلوبة على القانون لا تتم الا بتوافق سياسي لان هناك تعديلا وتعديلا آخرا يقابله. تعديل مقترح لكي يصوت المغتربون للبنان وهناك من يريد صوتين تفضيليين، وآخرون يريدون سن ال18 سنة وهذا تعديل دستوري، وهناك من يريد حقوق المرأة، ومن يريد الإصلاحات المالية. وهناك تعديلات أخرى، ولا يمكننا ان نفرض على النواب تعديل امر واحد من دون الامور الأخرى".

وتابع: "لذلك، فان الامر يتطلب كلاما بالسياسة. اذا كانت كلمة تسوية "تنقز" فدعونا نصل الى تفاهم بالسياسة، الى اين نريد الذهاب كي نتمكن من اجراء انتخابات في موعدها. اليوم اذا اردنا السماح للمغتربين التصويت لـ128مرشحا في لبنان، علينا ان نفتح مجددا مهلة التسجيل، فأنا على سبيل المثال ابلغت جميع من يصوتون لي وهم موجودون خارج لبنان بألا يتسجلون، لانهم اذا تسجلوا فسيصوتون لـ6 نواب خارج لبنان. واقول لهم تفضلوا الى لبنان وصوتوا لي في لبنان، بينما انا مع ان يصوتوا لـ128 نائبا ولكن علي ان اعود وافتح المهل كي نقول لهم بانه بات بامكانكم ان تصوتوا من خارج لبنان. ماذا يعني فتح المهل من جديد؟ يعني ذلك اننا سنؤجل الانتخابات ولو تأجيلا تقنيا. التأجيل التقني اذا اقرينا هذا التعديل في شهر واحد، لان الوقت يداهمنا، فان هذا يعني ان الأمور ذهبت الى شهر آب وليس الى حزيران او تموز. لماذا؟ لان هناك مهلا معينة علينا احترامها حتى يتمكن وزير الداخلية من انجاز التعديلات المطلوبة. وبكل الأحوال اذا كان الجميع يطالب حاليا ويريد بالفعل الانتخابات ل 128، فهذا يعني انه يطالب في الوقت نفسه بالتأجيل التقني لان الأمور لا تتم خلاف ذلك".

وزير المالية

وعرض الرئيس عون مع وزير المالية ياسين جابر الواقع المالي في البلاد والمشاريع التي تعمل الوزارة على إعدادها، فضلا عن مسار مشروع قانون ما يعرف ب"الفجوة المالية" الذي من المقرر ان يعرض على مجلس الوزراء قريبا.

سيمون كرم

واستقبل الرئيس عون رئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات في لجنة "الميكانيزم" السفير سيمون كرم، وزوده بتوجيهاته عشية الاجتماع المقبل للجنة المقرر بعد غد الجمعة.

رئيس الاتحاد العمالي العام

وعرض الرئيس عون مع رئيس الإتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، التحرك العمالي في لبنان والمطالب التي رفعها موظفو القطاع العام وسبل معالجتها.

بعد اللقاء، قال الدكتور الأسمر: "تشرفت اليوم بلقاء فخامة الرئيس وعرضت عليه الواقع السيء الذي يعيشه القطاع العام، والإضراب الذي نعيشه، وضرورة وقفه ضمن مفهوم معالجة سليمة لرواتب هذا القطاع والعسكريين والمتقاعدين. هذا واقع من شأنه ان يعطي نتائج مهمة على صعيد الدفع الاقتصادي في البلد لكي يكون هذا القطاع فاعلا."

أضاف: "بحثنا أيضا موضوع القطاع الخاص وقانون التقاعد والحماية الاجتماعية فيه والذي يشمل جميع المضمونين، الى جانب ضرورة إطلاق مجلس إدارة الضمان. وقد شكرت فخامة الرئيس على توقيعه مرسوم مجالس العمل التحكيمية التي تألفت بعد مرور نحو 20 سنة على آخر تأليف لها، ونحو 7 الى 8 سنوات من التعطيل. وركزنا على واقع إطلاق المؤسسات، وهو واقع إيجابي تعيشه بعض المؤسسات مثل مرفأ بيروت الذي إستقبل خلال يوم واحد 3 سفن وأفرغ 12800 حاوية. وانا اركز هنا على النواحي الإيجابية التي يجب إبرازها في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الوطن".

وختم قائلا: "تكلمنا كذلك عن المؤسسة الوطنية للإستخدام، وضرورة إطلاقها لما لها أيضا من مفاعيل جيدة على الطبقة العمالية في لبنان".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan