وزير الثقافة يكرم الشاعر طليع حمدان في إحتفالية ثقافية حاشدة ويمنحه باسم رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 21 25|20:25PM :نشر بتاريخ
رعى وزير الثقافة غسان سلامة حفل تكريم الشاعر طليع حمدان في ذكراه الاربعين في قصر الاونيسكو، بحضور الرئيس العماد ميشال عون ممثلا بالنائب سيزار ابي خليل، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ممثلا بالشيخ فادي العطار، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ممثَّلًا بالنائب اكرم شهيب، قائد الجيش العماد رودولف هيكل ممثلاً باللواء حسان عوده، المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ممثلاً بالعقيد زاهر يحي، رئيسة مجلس ادارة تلفزيون لبنان المديرة العامة الدكتورة اليسار نداف ممثلة بعضو مجلس الادارة ريما خداج حمادة، وممثلين عن الوزراء والنواب والمديرين العامين واعضاء السلك الدبلوماسي والهيئات الأمنية والعسكرية، رؤساءَ البلديات والمخاتير ، الشعراءَ والفنانين والإعلاميين، عائلةَ الشاعر طليع حمدان وأبناء بلدته عين عنوب، شخصيات ديبلوماسية وقضائية وروحية ونقابية وحزبية وعسكرية وأمنية وسياسية وبلدية، اضافة الى حشود من محبي الزجل اللبناني من مختلف المناطق اللبنانية، ملأوا قاعة قصر الاونيسكو، وقد تفاعل الحضور بالتصفيق، وامتزجت القصائد بالحنين والذكريات.
واعلن الوزير سلامة باسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الشاعر حمدان وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، ناقلًا إلى العائلة تعازيه الحارة، ثم تلا كلمة رئيس الجمهورية، وجاء فيها:
"ايها الحضور، تقديرًا للموهبة الأدبية التي نقلت الروايات الشعبية واللقاءات القروية بأبهى حلة الى أعلى المنابر في لبنان والعالم، ومن خلال صور شعرية إبداعية عكست تاريخا طويلا من التقاليد والعادات اللبنانية الاصيلة، واحتراماً لهذا التاريخ الكبير، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الراحل الشاعر طليع حمدان وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وكلفني فشرفني ان اسلمه للعائلة الكريمة، وان انقل تعازيه الحارة، سائلًا للفقيد الرحمة ولكم الصبر والعزاء" .
والقى الوزير سلامة كلمة بالمناسبة قال فيها: "يسعدني ويشرفني أن تكونوا بهذا الحشد الكبير معنا الليلة لتكريم مبدع من بلادي، ويسعدنا أيضاً أن أعلمكم بأن وزارة الثقافة قد بدأت بورشة كبيرة لترميم وصيانة وتجديد هذا الصرح الذي واكب لبنان المستقل منذ نشأته، وإن عدتم إلى هذا المكان بعد أشهر قليلة ستجدونه في حلة جديدة".
وتوجه الى الوزيرة السابقة منال عبد الصمد التي تمنت الاهتمام بالتراث الشعبي قائلًا: "يسعدني أيضاً أيتها الوزيرة الكريمة أن أبلغك بأننا تقدمنا بملف الدبكة إلى منظمة اليونسكو الأسبوع الماضي، وسنحاول أن نسرع بعضاً من بيروقراطية تلك المنظمة، لكي لا ننتظر أشهراً كما انتظرنا سنيناً لإحلال الزجل في لائحة اليونسكو، آمل ألا تصاب الدبكة بما أصاب الزجل من انتظار طويل، لكنه كان انتظاراً مثمرا، وآمل أن يكون مصير الدبكة كمصير الزجل".
وأضاف: "أقول هذا لأنني أعتقد بأن الثقافة التي تدير ظهرها للإبداع الشعبي تفقد جزءاً كبيراً من فائدته، إن الثقافة تتغذى من انتماء الناس على اختلافهم وعلى تنوع مستوياتهم العلمية، تتغذى من انتماء الناس لها، وبالتالي فإن الزجل لا يختلف كثيراً كما قال الشاعر شوقي بزيع عن الشعر، بل أنه في عدد من الأماكن يختلف عنه لصالحه، فالزجل يتطلب مستوى أعلى من العفوية والزجل يتطلب قدرة أكبر على محاكاة ومراسلة المشاعر الشعبية، والزجل يتطلب أيضاً قدراً أكبر من البداهة وسرعة الرد" .
وتابع سلامة :"لذلك فالزجل موجود في قلوب الناس وفي افئدتهم . وإذا كانت الثقافة تكتفي فقط بالنخبوي من الإبداع، لكنها تنفصل تدريجاً عن جذورها العميقة بين الناس".
واردف: "أقول هذا، ونحن نكرم شاعراً من نوع فريد، ذلك أن طليع حمدان قد نقل الزجل من السجال للمقال، كان الزجل في معظمه يقوم على السجال وعلى المساجلة وعلى التنافس في التفاخر، جاء طليع حمدان ليحدثنا باللغة المحكية بمضامين الشعراء الكبار من المتنبي إلى امرؤ القيس إلى غيرهم كانت لغته شعبية إنما كانت أفكاره أفكار نبتت في عميق الفؤاد والعقل، ولذلك فهو جسر الهوة بين الأدب الشعبي والأدب الكلاسيكي، جسر الهوة لأن شعره كما قيل هذه الليلة يمكن أن تعاد كتابته بأسهل الطرق إلى اللغة الفصحى لأنه كلام عقلاني كلام وجداني مفكر به، فيه قدر من العفوية، وفيه قدر كبير من الصناعة أيضاً، وبالتالي هو في موقع بين الموقعين، شعبي في أصوله ونخبوي في صياغته" .
واعتبر وزير الثقافة انه "وبذلك لم يكن طليع حمدان فقط شاعر المنبرين كان أيضاً شاعر الأسلوبين، سمعته وأنا صغير وحفظت بعض أبياته وكنت أدندن من الزجل في المغتربات التي وفدت إليها، أدندن بعضاً من أشعاره وأشعار زملائه الكبار الذين جاء ذكرهم على لسان جريس البستاني وغيره" .
وقال سلامة خاتما كلامه: "واعتقد أن تلك العلاقة بالزجل هي بالفعل علاقة بالتراث وعلاقة بالوطن وعلاقة بالإنسان الذي عرفته طفلاً وغادرته كهلاً، أنتم لا تتصورون مدى الحاجة التي يشعر بها اللبناني في المغتربات لأن يبقى على صلة بأصوله الشعبية، وما أحسن من الزجل وما أفعل من الزجل بإعادته إلى أصوله وبتمتين علاقته بالجبل الذي أنبته إن كان عين عنوب أو كفردبيان" .
وكان الاحتفال استهل بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية من عريف الحفل الشاعر ناجي ابو عساف، والقى النائب شهيب ممثلًا النائب جنبلاط كلمة اكد فيها ان "المكرّم هو ابن الجبل المنيع الذي تغنى بجماله واعتز بمناعته، هو ليس مجرد شاعر ينشد القصائد بل هو وجدان وطن وصوت شعب".
وتابع شهيب: "حين تشتعل النار فوق روابي الجنوب ويهب الرجال من كل حدب وصوب لمقاومة العدوان، يتوجه شعر طليع حمدان جنوباً ماسحاً الجراح النازفة عن اجساد أهل الارض والوطن المستباح.
غنى طليع حمدان الوطن وأنشد للجيش حامي الكيان، فالوطن لا يصبح وطناً الا بسلاح واحد وعلم واحد وجيش واحد" .
من جهتها، طالبت الوزيرة السابقة منال عبد الصمد في كلمتها وزير الثقافة بادراج الدبكة اللبنانية على لائحة الاونيسكو كما ادرج الزجل، مثنية على مسيرة الراحل الشاعر الكبير طليع حمدان الذي لا نستطيع ان نفيه حقه
وتوالى على الكلام الشعراء الشيخ نزيه صعب، انطوان سعادة، شوقي بزيع، حيث نوه الجميع بمسيرة الشاعر الكبير طليع حمدان الفريدة التي شكّلت وجدان الأرز وصوت الجبل. في أقوالهم، لا يُكرَّم رجل فقط، بل تُكرَّم قصيدة حارسة للتراث، ولغةٌ نحتت وجدان الناس بالصدق والعنفوان. مع التأكيد أن حمدان لم يكن مجرد شاعر، بل صوت وطني حمل لبنان في كلماته، فيما يرى فيه الشعراء معلّمًا وأصيلًا، زرع الزجل في القلوب وردًا وعنفوانًا. حمدان، في حضرة تكريمه، لا يغيب، بل يزداد حضورًا في ضمير الوطن".
والقت كلمة العائلة ابنة الراحل السيدة سحر حمدان التي اعربت عن شعور الجميع بمزيج من الفخر والتأثر، "ونحن نرى هذا التكريم الذي يليق بوالدنا، الشاعر طليع حمدان، الذي أفنى عمره في خدمة الكلمة الحرة، والوطن، والتراث". وقالت: "طليع لم يكن فقط شاعرًا، بل كان أبًا روحيًا للزجل الأصيل، وصوتًا حمل وجع الناس وأحلامهم بصدق وكرامة" .
وختمت حمدان: "إن حضوركم وتكريمكم اليوم هو تأكيد أن الكلمة الطيبة لا تموت، وأن طليع ما زال يعيش في وجدان كل من أحبّ لبنان وصوته الجبلي. نشكر كل من ساهم في هذا الوفاء، ونعِد أن نحافظ على إرثه حيًّا في قلوب الأجيال القادمة" .
وتخلل الحفل عرض ريبورتاج موجز عن الراحل حمدان، اضافة الى شهادات من الشعراء فكتور ميرزا ، جريس البستاني، الياس خليل، طلال حيدر، هنري زغيب وسليم عساف.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا