العمّار يعلن من المركز الكاثوليكي رسالة البابا في اليوم العالمي للسلام

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Dec 30 25|14:19PM :نشر بتاريخ

أعلن رئيس اللجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام" المطران مارون العمّار في مؤتمر صحافي عقده في المركز الكاثوليكي للإعلام، رسالة البابا لاوون الرابع عشر في اليوم العالمي التاسع والخمسين للسلام الذي يصادف في الأول من كانون الثاني المقبل بعنوان "السلام لكم جميعاً نحو سلامٍ مُجَرَّد من السّلاح ويُجَرِّد من السّلاح"، بمشاركة مدير المركز الكاثوليكي المونسنيور عبده أبو كسم، نائب رئيس لجنة "عدالة وسلام" المطران جول بطرس وأمينة سر اللّجنة الدكتورة سوزي الحاج.

بداية رحب أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران منير خيرالله، ناقلاً تمنياته مع بداية العام 2026، مستهلاً كلمته بالقول:"إن اردت أن تجذب الآخرين الى السلام فليكن السلام فيك أولاً".

أضاف:"كما في كل سنة تطلق لجنة "عدالة وسلام" رسالة قداسة البابا ليوم السلام العالمي، وهذه السنة هو اليوم التاسع والخمسين للسلام، والرسالة الأولى للبابا لاوون الرابع عشر، الذي اتخذ شعاراً لحبريّته عنوانه "السلام معكم". نطلق هذه الرسالة اليوم ونحن ما زلنا نعيش فرح زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، التي حملت إلى قلوبنا سلاماً وإلى شعبنا شعلة محبة ورجاء، وظهّرت صورة لبنان الرسالة والتلاقي، على أمل أن تحمل إلينا هذه الرسالة دفعاً جديداً إلى عيش السلام في مجتمعنا ووطننا".

ثم قدم المطران العمّار لرسالة البابا لاوون الرابع عشر في اليوم العالمي التاسع والخمسين للسلام، فأشار إلى أن "عنوان موضوع هذه الرسالة مستمد من سنة الرجاء 2025"، مشددا على أن "سلام المسيح غير سلام العالم، فسلام المسيح متجذر من الأناجيل والكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة وسلام المسيح هو نور ينتصر على الظلمة والمحن والظروف الصعبة، كما أن سلام المسيح هو نور يدخل قلب الانسان ويسكن فيه لينتصر الإنسان على الشر".

وتابع:"سلام المسيح يزيل الخوف من قلب الانسان وهو في داخل كل إنسان يؤمن به، وسلام المسيح يقربنا من الآخرين وخصوصا من البعيدين".

ثم كانت مداخلة للمطران بطرس بعنوان"سلام مُجرَّد من السلاح: نداء إنجيلي ونبوي إلى عالم اليوم"، وقال:"في رسالته لليوم العالمي للسلام، يذكّرنا البابا لاوون بأن السلام الحقيقي هو سلامٌ مجرَّد من السلاح، مستندًا إلى وعد المسيح:"سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا" (يوحنا 14:27). سلام المسيح لا يقوم على قوّة العنف أو الردع أو الخوف، بل على الرحمة التي تنزع الخوف من القلوب. ومع ذلك، ما زال هذا السلام يربك عالمنا، لأنه يدعونا إلى التخلّي عن منطق العنف والسلاح، والسير في طريق مختلف: طريق الرحمة والحوار".

أضاف:"نشهد اليوم تصاعداً مقلقاً في سباق التسلّح العالمي. ففي عام 2024، ارتفعت النفقات العسكريّة بنسبة 9.4% لتصل إلى أكثر من 2.7 تريليون دولار. هذه السياسات لا تُبنى على العدل، بل على الخوف والسيطرة، وتؤدي إلى مزيد من الانقسام والعنف. من هنا، ندعو إلى إعادة توجيه السياسات التربوية والثقافية، خصوصاً في المدارس والجامعات، لتعزيز ثقافة سلام تحمي الإنسان بدل تسليحه. فمَن يؤمن بالسلام يبني الجسور، حتى مع الأعداء، ويختار الإصغاء والحوار. فالحوار ليس ضعفاً، بل هو اليوم أكثر الطرق فاعليّة، خصوصاً في زمنٍ تتزايد فيه القرارات غير الإنسانيّة المتأثرة بشكل مفرط بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي تمسّ مباشرة حياة البشر ومصيرهم".

وتابع:"يَدين الحبر الأعظم هيمنة المصالح الاقتصادية والمالية التي تغذّي منطق الحرب، ويدعو، على مثال القدّيس فرنسيس الأسيزي، إلى نزع السلاح الداخلي قبل الخارجي. فالسلام الحقيقي يولد من الانفتاح، والتواضع الإنجيلي. وهو مسؤوليّة جماعيّة، ودعوة عاجلة، من أجل سلامٍ يُجرِّد من السلاح".

أما مداخلة الدكتورة الحاج فكانت بعنوان "سلام مُجرِّد من السلاح"،  فلفتت إلى أنه "فور انتخابه، خرج البابا لاوون الرابع عشر، إلى الشرفة الرئيسيّة لبازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، ليُحيّي العالم بأسره بندائه: "السلام معكم جميعا!"، مضيفاً أنه "سلام المسيح القائم: سلام أعزل، وسلام ينزع السلاح".

وقالت:"اليوم يعود قداستُه ليكرّر العبارة نفسَها ويختارَها عنوانَ رسالة يوم السلام العالمي للعام 2026، حيث يشرح في القسم الأخير منها عن السلام الذي يجرِّد من السلاح قائلًا إن "لطف الإنسان يجرّد من السلاح". إنه سلام المسيح الذي تجسّد طفلًا دون حماية، إنه السلام المتواضع والمثابر. لقد حرص قداستُه على الاستشهاد برسائل أسلافه الأربعة. وكان أوّلُهم القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين الذي تحدّث في رسالته "السلام على الأرض" Pacem in terris  عن رؤية نزع السلاح الشامل، الذي لا يمكن تحقيقُه إلّا بتجدّد القلب والفكر".

ورأت أنه "هنا حمّل البابا لاوون الرابع عشر الأديان مسؤوليّة مراقبة المحاولات لتحويل الأفكار والكلمات إلى أسلحة، حتّى لا يتمّ تبرير العنف والحرب باسم الدين". وأكّد أنّه "من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن ننمّي الصلاة، والحياة الروحيّة، والحوار المسكوني، والحوار بين الأديان، لنجعلها طرقًا للسلام ولغةً للِّقاء بين التقاليد والثقافات". كما حمّل قداستُه مسؤوليّة السلام لأهل السياسة، داعياً إيّاهم إلى بناء الثقة المتبادلة، وسلوك طريق الديبلوماسيّة وباختصار، على كلّ جماعة في مختلف أنحاء العالم، أن تصير "بيتاً للسلام".

وقالت:"هكذا يدعم قداستُه كلّ مبادرة روحيّة وثقافيّة وسياسيّة تحافظ على الرجاء حيًّا، متسلّحًا بفكر البابا بندكتوس السادس عشر الداعي إلى مقاومة انتشار المواقف المبنيّة على القضاء والقدر، والمستقلّة عن الإرادة البشريّة، وأيضاً بفكر البابا فرنسيس الذي حذّر من بثّ اليأس وعدم الثقة. ما يعني بالتالي أن السلام مسؤوليّة الجميع، كما أشار إليه البابا لاوون الثّالث عشر في رسالته "الشؤون الحديثة " Rerum Novarum.  وتعتبر هذه الأخيرة المنعطف  (Pietra Miliare) الذي تأسّس عليه تعليم الكنيسة الاجتماعي. وختم قداسة البابا لاوون الرابع عشر رسالته راجياً أن تكون ثمرة يوبيل الرجاء، أن يبدأ حجّاج الرجاء بنزع السلاح من القلب والعقل والحياة".  

وختمت كلمتها بعبارة من الرسالة الأولى للبابا القديس بولس السادس الذي أسّس يوم السلام العالمي، حين أكّد أنّ "العالم بحاجة في الوقت نفسه، إلى شهودٍ من أجل السلام، وإلى تربية جديدة تنشّئ الأجيال الصاعدة"، وقالت:"نحن نفتخر في لجنتنا الأسقفيّة "عدالة وسلام" بتأسيس أوّل "أكاديميّة للقيادة من أجل السلام" LAP في الشرق الأوسط، بالتعاون مع أبرشيّة أنطلياس المارونيّة. وستشارك المجموعة الأولى من خرّيجي أكاديميّة Leadership Academy For Peace (LAP) في قدّاس السلام في الصرح البطريركي في بكركي، العاشرة من قبل ظهر الأحد في 4 كانون الثاني المقبل".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan