البناء: تصعيد صيني تايواني… وروسي أوكراني… وتركيا والصومال: أطماع إسرائيلية
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 31 25|09:51AM :نشر بتاريخ
في خليج تايوان تقترب السفن الصينية من الساحل وتحلق عشرات الطائرات الصينية في الأجواء، وتايوان تعلن التزام التهدئة خشية التصادم، وصمت أميركي ياباني لافت رغم شحنة الأسلحة الأميركية لتايوان التي جاءت التحركات الصينية رداً عليها، بينما على جبهة أوكرانيا إعلانات روسية متكررة عن تحقيق تقدم تلو الآخر في جبهات القتال البري، ويعلن المسؤولون الروس عن نية التشدد التفاوضي بعد هجمات أوكرانية تجاوزت الخطوط الحمر، وفي أنقرة لقاء عاجل يجمع الرئيسين التركي والصومالي رداً على إعلان «إسرائيل» الاعتراف بأرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة، ويعتبران أن القرار الإسرائيلي مشروع لزعزعة استقرار المنطقة ومدخل لنهب ثروات الصومال واستغلال سواحله في التحكم بمضيق باب المندب والملاحة في البحر الأحمر، وجزء من خطة تهجير الفلسطينيين خارج بلادهم.
في المنطقة متابعة إعلامية لنتائج اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورغم شح المعلومات التي تسربت وفقاً للإعلام الإسرائيلي، تأكيدات على السير ببدء المرحلة الثانية من خطة ترامب في غزة، لجهة تشكيل القوة الدولية ونشرها، وتشكيل هيئة الحكم المحلي لغزة، والمجلس العالمي للسلام الذي يترأسه ترامب، وعدم اعتبار سلاح المقاومة عقبة أمام هذه المرحلة، وبدء المرحلة الثالثة المتعلقة بإعادة الإعمار، وتشكيل لجنة مشتركة لتحديد مفهوم نزع السلاح والمهلة اللازمة لتحقيق ذلك.
في المنطقة كان الحدث الكبير في اليمن حيث ظهر انفجار العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مع إعلان السعودية عن قيام قواتها باستهداف حمولة سفينتين محملتين بالأسلحة والمعدات العسكرية، زودت بها الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سيطر على محافظتي حضرموت والمهرة في تحدٍّ واضح للمجلس الرئاسي والسعودية، وسط تسريبات عن علاقات تربط المجلس الانتقالي الجنوبي بـ»إسرائيل»، بصورة تحاكي دخول «إسرائيل» أرض الصومال التي تقع قبالة حضرموت على الضفة الأخرى من بحر العرب، وبعد الغارات السعودية على ميناء المكلا في حضرموت صدرت بيانات سياسية وعسكرية سعودية عالية النبرة ضد الإمارات، التي أبدت أسفها للموقف السعودي وأعلنت إنهاء وجودها في اليمن، بعدما تضمنت البيانات الصادرة عن الرياض والمجلس الرئاسي اليمني إنذاراً للإمارات بإخلاء اليمن خلال أربع وعشرين ساعة، وفي ظل هذا التوتر والتصعيد تتالت البيانات العربية التي تراوحت بين تأييد السعودية والمجلس الرئاسي اليمني، والدعوة للتهدئة وتحكيم المصالح العليا والحرص على وحدة الخليج، وشهد اليمن ليلاً اشتباكات عنيفة بين قوات المجلس الانتقالي والمجلس الرئاسي في حضرموت.
وفيما يُقفِل العام الحالي يومه الأخير على لقاء الرئيس الأميركي ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ويفتح العام الجديد على سيلٍ من التوقعات والتحليلات والقراءات حول نتائج اللقاء وتداعياته وما ستحمله السنة المقبلة من أحداث وتطوّرات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي قلبها لبنان.
وتضاربت المعلومات والتحليلات حول لقاء ترامب ـ نتنياهو وما تمّ الاتفاق عليه على صعيد الملفات الأساسية في المنطقة سورية ولبنان وغزة والضفة العربية وإيران، وكيفية ترجمة أيّ اتفاق أو تفاهم على أرض الواقع عسكرياً وأمنياً وسياسياً.
وأشار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تصريح له على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى انه «يبدو وتأكيداً لواقع العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية في شتى المستويات، أنّ «ملك إسرائيل الجديد» حصل على كل ما يريد، وأنّ المنطقة العربية والشرق أوسطية ستشهد مزيداً من الاضطرابات. ولذا، فإنّ الوحدة الداخلية فوق كلّ اعتبار، وإنّ حصرية السلاح لا نقاش فيها».
وفيما يشير خبراء في السياسات الأميركية وقضايا الشرق الأوسط لـ»البناء» إلى أنّ «لقاء ترامب ـ نتنياهو والتفاهمات التي قد يكون أفضى إليها الاتفاق إضافة إلى تصريحات ترامب، يغلب عليها المناخ التفاوضي والخيار السلمي أكثر من الجنوح نحو خيار الحرب، انطلاقاً من وثيقة الأمن القومي الأميركي، وبالتالي أهمية اللقاء أنّه حدّد كيفية إدارة الملفات والحروب في المنطقة وضبط نتنياهو تحت سقف المصالح الأميركية والتوجهات الترامبية، وهذا لا يعني أنّ الحكومة الإسرائيلية ستتوقف عن أعمالها العسكرية لا في لبنان ولا في فلسطين ولا في سورية لكن بحدود منع إشعال حرب واسعة النطاق في المنطقة تهدّد المصالح الأميركية وتعاكس وثيقة الأمن القومي الأميركي مع احتمال استهداف إيران بحال توافرت الظروف لتحقيق هذا الهدف والتغطية الأميركية بالدرجة الأولى»، كما أوضح الخبراء أنّ «ما حصل بين ترامب ونتنياهو هو مقايضة بين دعم ترامب لنتنياهو في ما أراده من الدعم الانتخابي والعفو والمصالح الأمنية الإسرائيلية في سورية ولبنان وغزة وحرية الحركة العسكرية والأمنية في هذه الساحات من دون إشعال الحرب الشاملة، مقابل انضباط نتنياهو تحت سقف المصالح الأميركية قبل أشهر قليلة من الانتخابات النصفية الأميركية». وخلص الخبراء إلى أنّ «العنوان العام للقاء هو إدارة الملفات في المنطقة على قاعدة التوفيق قدر الإمكان بين مصالح ترامب ونتنياهو والولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت عينه».
ولدى سؤال ترامب هل على «إسرائيل» أن تهاجم حزب الله بعدما حصل إخفاق في اتفاق وقف الأعمال العدائية، قال ترامب إثر اجتماعه مع نتنياهو في فلوريدا «سنرى ذلك، الحكومة اللبنانية في وضع غير موآتٍ بعض الشيء، وحزب الله يتصرّف بشكل سيئ، سنرى ماذا سيحدث».
ووفق تقديرات أمنية وسياسية لدبلوماسي أوروبي فإنّ «»إسرائيل» سترفع وتيرة ضرباتها لبنى تحتية عسكرية وأمنية لحزب الله من مواقع ومراكز وقواعد ومصانع صواريخ وأنفاق وربما مؤسسات اجتماعية ومالية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية إلى جانب استمرار عمليات اغتيال لقيادات في الحزب، بهدف إضعاف الحزب عسكرياً وإبقائه تحت الضغط لمنعه من ترميم قدراته العسكرية»، ويشير الدبلوماسي لـ»البناء» الى أنّ «»إسرائيل» تريد أولاً معالجة نهائيّة للسلاح الاستراتيجي للحزب وتحديداً الصواريخ الدقيقة والمُسيّرات التي تحمل المتفجرات والتي استخدمت خلال حرب الستين يوماً، كما يريد إنشاء منطقة عازلة في الجنوب في عمق 7 كلم منزوعة السلاح والسكان واليونفيل وحتى الجيش اللبناني، وهذا ما ستحاول «إسرائيل» تنفيذه في العام المقبل عبر تكثيف ضرباتها العسكرية وعمليات التوغل لتهجير قرى الشريط الحدودي». وحذّر المسؤول من «مرحلة ما بعد رحيل القوات الدولية من الجنوب وفق قرار إنهاء القوات في مجلس الأمن الدولي، وما يمكن أن يُخفي من مخطط في هذا الشأن». وخلص الدبلوماسي إلى القول إنّ «الإعتداءات الإسرائيلية ستستمر على لبنان والتوتر سيبقى سيد الموقف بالتوازي مع استئناف التفاوض عبر الميكانيزم وفق آليات عمل جديدة قد تساهم في تخفيف حدة التوتر لكن الخطر يتأتى من مكانين: الأول مخطط إسرائيلي لإنشاء شريط عازل على طول الحدود، والثاني انتقال الثقل العسكري الإسرائيلي من جنوب الليطاني إلى شمال الليطاني مع قرب إعلان الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الانتهاء من المرحلة الأولى في جنوب الليطاني بحصر السلاح في يد الدولة».
على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، في رسالة ردّ فيها على تهنئة نظيره الإيراني عباس عراقجي بمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام 2026، «أهمية بناء علاقات متوازنة مع إيران تقوم على احترام سيادة لبنان واستقلاله».
وجدّد رجي «الرغبة في إقامة حوار صادق وشفاف يعزز بناء الثقة بين لبنان وإيران»، مؤكداً «ضرورة أن تكون العلاقة قائمة على مقاربة بناءة ترتكز على الاحترام المتبادل بين الدولتين».
انتخابياً، وفيما علمت «البناء» أنّ حزب القوات اللبنانية يقود حراكاً سياسياً داخلياً ودبلوماسياً خارجياً مكثفاً على عدة اتجاهات للضغط باتجاه إدراج مشروع قانون الحكومة لتعديل قانون الانتخاب على جدول أعمال الهيئة العامة للجلسة التشريعية، ولذلك يصوّب رئيس القوات سمير جعجع وفق المعلومات على رئيس الجمهورية جوزاف عون لدفعه لتوجيه رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري لإدراج المشروع الانتخابي على الهيئة العامة لشعور القوات بخطر حيال إجراء الانتخابات على حجم القوات الانتخابي بحال لم يتمّ تعديل قانون الانتخاب واقتراع المغتربون لـ128 نائباً في الخارج، مقابل استفادة حزب الله وحلفائه من هذا الواقع لتعزيز حجمه الانتخابي»، ولهذه الغاية استقبل الرئيس عون عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب ملحم رياشي موفداً من جعجع، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والملفات السياسية عموماً وتلك العالقة منها خصوصاً.
وعلمت «البناء» أنّ «موضوع قانون الانتخاب واقتراع المغتربين أخذ الحيّز الأكبر من النقاش، وقد سلّم رياشي الرئيس عون رسالة من جعجع يشرح فيها الموقف من قانون الانتخاب وسلاح حزب الله».
غير أنّ رئيس الجمهورية وفق المعلومات لا يفضل توجيه رسالة بهذا المضمون لكي لا تفسّر على أنها تصعيد سياسي ضدّ الرئيس بري والمسّ بصلاحياته الدستورية، في وقت الوضع الحالي يقتضي الابتعاد عن أي توتير في العلاقة بين الرئاسات.
ونقل النائب سجيع عطية عن رئيس الجمهورية بعد زيارته بعبدا أنّ «رئيس الجمهورية لا يزال يشدّد على أن الانتخابات ستتم في موعدها، وقد أوْعز إلى السلطة التنفيذية لتقوم بمهامها، علماً أنّ لديّ وجهة نظر بأن الأمور لا تزال صعبة سواء في الجنوب أو غيره وهناك احتمال تأجيل تقني أو أكثر قليلاً، وهذا خاضع للنقاش في المجلس النيابي. أما النقطة الثالثة التي تداولنا بها، فهي أنه يمكن أن تكون لدى الحكومة خطط عمل أكثر في السنة المقبلة بعد السنة الماضية وتقييم المشاريع، على أن يتحمّل كلّ وزير المسؤولية خلال السنة المقبلة عن أيّ مشروع لديه وكيف يريد تنفيذه وما هي الميزانية والإمكانية وفق جدول زمني واضح».
وبقيت قضية قانون الفجوة المالية الذي أحيل في البرلمان، تحت الضوء. في السياق، استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، رئيس الحكومة نواف سلام، حيث جرى عرض للأوضاع العامة. بعد اللقاء، غادر سلام من دون الإدلاء بتصريح.
إلى ذلك، أعلنت قيادة الجيش، أنه «استكمالًا لعملية تسلُّم السلاح من المخيمات الفلسطينية في مختلف المناطق اللبنانيّة، تسلَّمَ الجيش كميّة من السلاح الفلسطيني من مخيم عين الحلوة، بالتنسيق مع الجهات الفلسطينية المعنية».
وذكرت القيادة، أنه «شملت هذه العملية أنواعاً مختلفة من الأسلحة والذخائر الحربية، وقد تسلّمتها الوحدات العسكرية المختصة للكشف عليها وإجراء اللازم بشأنها».
بدوره، أعلن مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان المقدم عبد الهادي الأسدي في بيان، «أنّ قوات الأمن الوطني الفلسطيني استكملت اليوم الموافق 30 كانون الأول 2025 تسليم الدفعة الخامسة من السلاح الثقيل التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية وذلك في مخيم عين الحلوة ـ صيدا». وأكد الأسدي «أنّ هذه الخطوة تأتي تنفيذاً للبيان الرئاسي المشترك الصادر عن الرئيس محمود عباس والرئيس العماد جوزاف عون بتاريخ 21 أيار 2025 وما نتج عنه من عمل اللجنة اللبنانية والفلسطينية المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات وتحسين الظروف المعيشية فيها». وختم الأسدي بتأكيد أنّ «هذه المبادرة تعكس عمق الشراكة الفلسطينية ـ اللبنانية وتجسّد الحرص المشترك على ترسيخ الأمن وتعزيز الاستقرار وصون العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني واللبناني».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا