زياد عيتاني عن قوافل الحج العائدة الى بيروت قديما: كانت رحلة العودة مسرحاً للمشاعر المتناقضة
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 10 22|13:28PM :نشر بتاريخ
لاستقبال قوافل الحجاج العائدين قديما إلى ديارهم بعد تأدية مناسك الحج في مكة المكرمة تقاليد وعادات وطقوس خاصة لاتزال قائمة، وإن دخلتها المظاهر الجديدة، تبقى في مطلق الأحوال تضفي أجواءً زاهية ومحببة مع عودة حجاج بيت الله الحرام إلى مدينتهم بيروت
"كانت رحلة العودة مسرحاً للمشاعر المتناقضة"، هكذا وصف الإعلامي والباحث في التراث الشعبي زياد عيتاني تفاصيل استقبال قواقل الحجاج قديماً، قائلاً إنه "إلى جانب الأهالي، الذين يحتفون بالزغاريد بعودة ذويهم سالمين من رحلتهم الشاقة متوجين بلقب "الحاج"، كانت هناك مناظر للحزن تتقطع لها القلوب، لا سيما عندما "تولول" النساء أو يجهشن بالبكاء، عندما يعلمن بوفاة من كن يترقبن حضوره، أو عندما يتسلمن متعلقات المتوفى"
اضاف عيتاني، أنه "جرت العادة عندما تعود قوافل الحجاج إلى ديارها أن تقام لهم طقوس خاصة لاستقبالهم، حيث تطلق المدفعية تحية لعودة المحامل، وتغص الشوارع بالناس الذين يُبدون حرصاً شديداً على الاقتراب من المحمل ولمسه ثلاث مرات، ومسح وجوههم طلباً للبركة" معتبرا ان لهذه المعاناة كانت قوافل الحج تستقبل بحفاوة كبيرة في ديارها، مشيراً إلى أن "استقبال الحجاج العائدين إلى بلادهم ومدنهم، بعدما أدوا فريضة الحج يكاد يتشابه في معظم بلاد العالم الإسلامي، والقاسم الأكبر الذي يجمع بينهم هو الاحتفاء الكبير بالعائدين منهم، والتباري على التعبير عن هذا الاحتفاء بمختلف الطرق التي تشمل الولائم، ولافتات الترحيب، والأهازيج المتداولة خصوصاً لهذه المناسبة"
وتوقف عيتاني عند مظاهر الاحتفاء بعودة الحجيج، التي تستمر أياماً، وتخصص لها نفقات كبيرة، وتنظم لها فعاليات مختلفة، اختصرها الوقت الحالي في بعض مجتزأ من الماضي، يحمل القليل من ملامحه، والقليل من مشاعره، والقليل من طقوسه.
وخص بيروت "المدينة كغيرها من المدن العربية والإسلامية والتي كانت تولي الاحتفالات بعودة حجاج بيت الله الحرام اهتماماً كبيراً، وتُعد لهم استقبالات حاشدة، لأن المسافر للحج قد لا يعود من سفره لبُعد المسافة وطول مدة السفر وبعض الأخطار التي يواجهها فيه".
استعاد عيتاني بالذاكرة قائلاً إنه "في وقتها كان الحجاج البيروتيون يتنقلون براً حيث يلتحقون بقافلة المحمل الشامي، أو بحراً عبر مرفأ بيروت". أضاف، "كانت تُعد العدة لاستقبالهم عند عودتهم من خلال احتفالات ترحيبية تمتد لأيام عدة، يتخللها الكثير من الفعاليات التي صارت مع مرور الزمن من العادات والتقاليد الشعبية ترحيباً بالحجاج".
والى ذلك، أوضح عيتاني أن "الحجاج كانوا يبدأون باستقبال المهنئين من الأقارب والجيران، وتقديم الهدايا لهم، ومنها: التمور ومياه زمزم والمصاحف والسبْحات والبخور والقماش المختلف، فيما يسهب الحجاج في سرد وقائع رحلتهم وما تخللها من مشقة ومتاعب وصعوبات، والتي تزال كل آثارها وتداعياتها، بمجرد الوصول إلى المشاعر المقدسة"
وعما إذا كانت بعض العادات قد تغيرت عبر الأزمان، أو لا تزال بعضها معتمدة إلى حد ما، قال: "ثمة عادات سارية اليوم من خلال تزيين بيوت الحجاج بسعف النخيل وأحياناً بأوراق أشجار السرو، إضافة إلى عبارات الترحيب واللافتات الترحيبية التي تحمل آيات قرآنية.
وختم قائلا : "الوليمة كانت تستهل بتلاوة مباركة من القرآن الكريم، لأحد القراء، ثم تكون كلمة من وحي المناسبة لإمام المسجد، بعدها يُدعى الجميع إلى المأدبة لتناول ما لذ وطاب من المأكولات الدسمة التي تُعد خصوصاً للمناسبة"، مشيراً إلى أن "الولائم كانت تختتم بالسماع لتلاوة السيرة النبوية العطرة والأناشيد والابتهالات الدينية من قبل فرقة المدائح التي تكون قد دُعيت لإحياء هذه الليلة".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا