الراعي :كفّوا عن هدم الدولة مؤسّساتيًّا واقتصاديًّا وماليًّا، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكلّ طارئ إليها وعابثٍ بأمنها وسيادتها
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Apr 09 23|12:17PM :نشر بتاريخ
ايكو وطن - بكركي - عبدو متى
احتفل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعيد الفصح المجيد في بكركي بحضور المؤمنين وحشد من السياسيين تقدمهم الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون
وقال البطريرك في عظتة في قداس عيد القيامة: كلّ مسؤول في الكنيسة والدولة والمجتمع والعائلة لا يعيش "قيامة القلب" يغرق في عتيق أنانيّته، ومصالحه الصغيرة، وينغلق قلبه عن الحبّ والعطاء والغفران، ويظلّ أسير كبريائه ونزواته؛ ويحتفر هوّة عميقة بينه وبين من هم في إطار مسؤوليّته، ويفقد بالتالي ثقة من هم في دائرة مسؤوليّته. معلوم أنّ الثقة هي مصدر قوّته.
سئل مرّة كونفشيوس الفيلسوف الصينيّ: أيّ صفة يطلبها الشعب في الحاكم ليكون مقبولًا؟ فأجاب: الأمن؟ يمكنه فرضه بكلّ الوسائل، فإذا لم ينجح يكون قد سعى. الطعام؟ الجوع لا يميت، وإذا فشل الحاكم في تأمينه لا يحاسبه الناس. الثقة؟ نعم لأنّ من دون الثقة بالحاكم، لا إستمراريّة له في السلطة؛ فالثقة هي مصدر قوّة الحاكم. (راجع جريدة النهار 22 شباط 2023، البروفسور أمين صليبا: "وحدها الثقة بالحاكم خشبة الإنقاذ").
واضاف البطريرك :مثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيّون لجمهوريّتهم، لكي يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الإنهيار على كلّ صعيد. والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الإمتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخليًّا وخارجيًّا.
أمّا الشخص المتمتّع بالثقة الداخليّة والخارجيّة فهو الذي أكسبته إيّاها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيدًا عن الإستحقاق الرئاسيّ. فابحثوا أيّها النواب وكتلكم عن مثل هذا الشخص وانتخبوه سريعًا، واخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السرّ، وكفّوا عن هدم الدولة مؤسّساتيًّا واقتصاديًّا وماليًّا، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكلّ طارئ إليها وعابثٍ بأمنها وسيادتها. واخلعوا عنكم "صفة القاصرين والفاشلين".
وختم الراعي :عيد القيامة يدعونا جميعًا للقيامة إلى حياة جديدة مسؤولة. بل العيد يدعو كلّ واحد وواحدة منّا وفق حالته ومسؤوليّته. ونرجوه قيامةً: للفقراء إلى حالة العيش الكريم، وللمرضى إلى حالة الشفاء الكامل، ولليائسين إلى حالة الرجاء، وللمظلومين إلى فرح العدالة، وللمتخاصمين إلى حالة المصالحة، ولآفاق أجيالنا الطالعة المقفلة إلى فرج الإنفتاح وتحقيق ذواتهم على أرض الوطن.
أيها الإخوة والأخوات الأحبّاء
عندما نختبر هذا العبور بنعمة القيامة، نستطيع أن نعلن بالفم الملآن والقلب المؤمن: المسيح قام! حقًّا قام!
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا