إبراهيم رئيسي في سوريا.. مكاسب الاقتصاد والسياسة

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 03 23|19:27PM :نشر بتاريخ

رغم أن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي غير المسبوقة إلى سوريا تتخذ طابعا اقتصاديا بالدرجة الأولى، فإنها جاءت وسط متغيرات سياسية كبرى من ناحية الملف السوري والتقارب المستجد بين دول عربية وأخرى إقليمية وبين نظام الأسد.

وتبدو أهمية زيارة رئيسي -التي تبدأ اليوم الأربعاء وتستمر يومين- في كونها الأولى من نوعها لزعيم إيراني منذ بدء الاحتجاجات في ربيع عام 2011 ضد النظام السوري، فضلا عن أن إيران الحليف الإستراتيجي للأسد قدمت له الدعم العسكري في مواجهته المسلحة مع المعارضة، ولم تزل.

ويسعى الطرفان لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من الزيارة، إذ تواجه سوريا تبعات حادة للحرب الطويلة تسببت بتدهور قيمة الليرة إلى مستويات تاريخية، وأفقدت الأجور قيمتها الشرائية وحولت الملايين من السوريين إلى محتاجين للمساعدات والدعم.

ويأمل السوريون في مناطق سيطرة النظام أن تنجم عن الزيارة تحولات نوعية لحلحلة العقدة السورية، من شأنها أن تنعكس على الوضع السياسي والمعيشي في البلاد بعد طول أمد الصراع.

بالمقابل، ينظر معارضو النظام السوري إلى الزيارة باعتبارها تعزيزا للهيمنة الاقتصادية والسياسية الإيرانية على سوريا، وتأكيدا لموقف طهران الداعم لنظام الأسد في المنطقة.

وقبيل زيارة رئيسي بأيام قليلة، أجرى وزير الاقتصاد السوري في حكومة النظام محمد سامر الخليل مباحثات فنية في العاصمة دمشق مع وزير الطرق الإيراني مهرداد بازارباش، في إطار اللجنة الاقتصادية السورية-الإيرانية، أفضت إلى توقيع عدد من الاتفاقيات بين الطرفين.

وأوضح الوزير السوري الخليل، لصحيفة "الوطن" الموالية، أن الاتفاقيات تقسّم إلى مجموعات من الوثائق، أولها متفق عليها وجاهزة للتوقيع، وخاصة في مجال المناطق الحرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمعارض.

أما المجموعة الثانية فتشمل مجالات السياحة والكهرباء والسكك الحديد، وهي اتفاقيات بحاجة إلى التفاوض وإلى تأكيد من الجانب الإيراني.

بينما تتعلق المجموعة الثالثة باتفاقيات ما زالت قيد الدراسة، بخاصة في مجالات الإعلام والمتاحف والآثار والبحث العلمي، حسب الوزير الخليل.

بدوره، تحدث حينئذ الوزير الإيراني بازارباش عن تشكيل 8 لجان تخصصية معنية بالمصارف والتأمين والنقل والنفط والزراعة والسياحة الدينية، إضافة إلى متابعة الديون والمستحقات بعد اتفاقات سابقة تخص إعطاء أراضٍ لإيران كبديل لهذه الديون.

ويبدو أن الوزير الإيراني مهّد الطريق لقيام الرئيس إبراهيم رئيسي بالتوقيع على الاتفاقيات الاقتصادية المهمة بين سوريا وإيران ، ومن أبرزها إكمال سكك الحديد التي تربط كلا من إيران والعراق وسوريا.

و تسعى إيران إلى إعادة إحياء "دبلوماسية الطرق ، وهو دور تاريخي تضطلع به طهران تاريخيا"، و تحاول جاهدة ربط الممر التجاري من شمالها إلى جنوبها لتعزيز التجارة مع روسيا.

وستحاول طهران خلال زيارة رئيسي الحصول على امتياز ميناء اللاذقية للأهمية الحيوية الخاصة التي يحظى بها، ولضرورة ربط إيران بأوروبا عبر المتوسط، كما أنها ستقنع الحكومة السورية بتمديد الطريق على المدى الطويل ليصل إلى الأردن ولبنان.

ولا يمكن تجاهل أن زيارة رئيسي تتزامن مع مساعي عدد من الدول العربية للتقارب مع النظام السوري ومحاولة دفع الحل السياسي في سوريا من خلال مبادرات عربية جديدة، كان آخرها اجتماع عمّان في الأردن الذي شارك به وزراء خارجية مصر والأردن والعراق والسعودية والنظام السوري.

 وسياسيا، يرى مصدر إقليمي مقرب من النظام السوري أن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، وحدوث انفراجة في ما يتعلق بفك العزلة العربية المفروضة على سوريا مهدا الطريق لزيارة رئيسي.

ويتطلع موالو النظام السوري أن تفتح الزيارة بابا جديدا في مسألة التطبيع والانفتاح العربي كمكسب سياسي ينهي عزلة دمشق المستمرة منذ أكثر من 12 عاما، والعودة أخيرا إلى مقعد جامعة الدول العربية.

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الجزيرة