عاليه تحتفل بابنتها مي الخليل تقديراً لمسيرتها

الرئيسية مرأة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 10 24|18:55PM :نشر بتاريخ

في احتفال حاشد حضرته فاعليات رسمية وسياسية وثقافية وإعلامية وأمنية ورياضية، كرَّم نادي عاليه، ابنة المدينة، ومؤسسة ورئيسة جمعية "بيروت ماراثون" مي الفقيه الخليل تقديراً على مسيرتها التي انطلقت عام 2001 بعد تعرضها لحادث سير خلال ممارستها رياضة الركض، فقرّرت فور التعافي أن تنقل ثقافة الركض لكل اللبنانيين وتؤسس ماراثوناً لبيروت، لم يضع لبنان على الخارطة الرياضية فحسب بل حمل قضايا شعبه وناسه واستمر ليكون أحد أبرز السباقات في المنطقة، رغم كل الظروف.

بدأ الحفل بكلمة ترحيبية ووجدانية قدّمتها السيدة دنيا أبو خزام الشعار التي توجهت إلى  المُكرَّمة بكلمات تقديرية لمسيرتها وشكرتها على  دورها الثقافي والاجتماعي النهضوي الذي استمر ويستمر في كل الظروف.

وليد نصار 
الكلمة الأولى كانت لوزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال، وليد نصار الذي قال إن "مي الخليل هي صورة حلوة عن المرأة اللبنانية الجميلة والمقاومة التي ضحت لاجل رسالة لا مشروع". نصار قال، "قربي من مي الفقيه الخليل ليس شخصياً بل هو قرب من مشروع مي الخليل التي تأثرت بها  وتعلمت منها الكثير  والغير تعلم ايضاً منها عن العطاء دون مقابل، فمي تعطي من القلب لانها تحب الوطن والشباب والشابات ومشروع ماراثون بيروت معروف في كل العالم العربي، ونعمل اليوم لتنظيم ماراثون لبناني وعربي ك ينطلق من لبنان ويعود الى لبنان".
وفي ختام كلمته تمنى الوزير نصار أن يتم إلغاء وزارة المهجرين بعد أن قامت بدورها وتحققت المصالحة ومورست، داعياً أن يتم استبدالها بوزارة للسعادة، تكون مي الخليل على رأسها.

فؤاد شيا
إلى ذلك كانت كلمة لرئيس نادي عاليه فؤاد شيا الذي قال، "إن  أهمية المرء ما يترك من بصمات قيمة تجعله مثلاً يقتضى به، وكون عاليه المدينة المعطائة التي انجبت كماً من الرجالات والنساء، ومن عاليه الى حاصبيا الخير وخلواتها البيضاء وشجر زيتونها والى العالمية، كانت رحلة طويلة لمي الخليل، تكللت بنجاحات كبيرة استحقتها مي خليل، فالنجاح  لا يورث او يؤخذ بل يكون حاضراً لمن جد واجتهد".

شيا أضاف، "الاسم يسطع عالياً واخلاصها كانا سر تفوقها وصبرها سر تميزها واوصلت لبنان بالماراثون الى المسار العالمي، هي مي الفقيه الخليل ابنة ابو نبيل يوسف الفقيه الذي اعطى المدينة كل الحب. 

نبيلة الفقيه
ومن ثم كانت كلمة العائلة التي قدّمتها السيدة نبيلة الفقيه، التي شرحت اصرار المُكرَّمة منذ الطفولة على الرياضة كنمط حياة وحل وقضية. الفقيه، تحدثت عن أول تعليق أعطته الخليل بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له عام 2001 أثناء ممارسة الركض، فأدخلها إلى غيبوبة، فشرحت كيف أن الخليل أول ما استعادة عافيتها وضعت هدفاً واحداً أمامها تمثل بنقل ثقافة الرياضة لكل اللبنانيين فكان ذلك واجباً عليها، آمنت به وحققته بكل شغف. 

شهيب 
وقبل كلمة المُكرَّمة، تحدث عضو اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب الذي قال: "من عاليه مدينة التنوع ضمن الوحدة، مدينة المحبة والانفتاح، مدينة العلم والثقافة، والرياضة، انطلقت مي الفقيه مشبّعة بروح هذه المدينة ومسكونة بقيم واخلاق اهلها، لتكون سفيرتها غير المعينة الى عالم النشاط والرياضة، الى ماراثون بيروت الذي ايقظ العاصمة من سبات ما بعد الحرب".

شهيب أضاف، "ضخ  ماراثون بيروت في عروق العاصمة نبض الحياة والحركة وجعل شوارعها تمشي مع العدائين والمشاركين في الماراثون نحو هدف كنا نظنه مجهولا، فاذ بالأيام تبين ان هذا الماراثون يمشي بالعاصمة المسكونة بالتنوع نحو الوحدة التي كادت ان تضيع في مجاهل الانقسامات والحروب، ونحو الفرح الذي غاب طويلاً عن وجه العاصمة ووجه لبنان، ونحو الرياضة بعيداً عن التعصب الأعمى والانفلات في الشعارات والمراهنات في المكاتب والموشحات في الملاعب. وأظهرت للعالم وجه لبنان الجميل".

وأردف شهيّب بالقول، "مي الخليل، من الهواية في السباقات إلى الاحتراف في تنظيم المسابقات، كانت وغابت وبصبر وايمان وبارادة أقوى عادت لترفع اسم لبنان عالياً في حسن التنظيم والتنافس الشريف والحركة الدائمة بالتحضير للنجاح عاماً بعد عام، فوق الخطر الأمني في بعض الأحيان، ومفاجآت الطبيعة والسياسة، فأصبح ماراثون بيروت علامة فارقة في حياة لبنان". 

شهيب قال أيضاً، "مي المكرمة اليوم، سعت إلى خير الشباب وخير لبنان وماتزال في سعيها الذي لا يعرف الاستسلام ولا يقارب السكون، الشكر لك والتقدير لنادي عاليه، الذي يُكرم اليوم سيدة الرياضة بعد تكريم ابن عاليه رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، في السنة الماضية". 
وقال شهيب في سياق متّصل، "نحن بانتظار ان يجمعنا النادي قريباً لتكريم كوكبة من المبدعين من أبناء المدينة، في النحت والرسم وفي الفن والتمثيل وفي التربية والتعليم والعمل الخيري دون منَّة، وفي الصحافة والإعلام".

وختم بالقول، "مي الخليل اجتمع المحبون تكريماً لك وعاليه لم ولن تبخل يوماً بشكر من كرّمها، شكراً مي خليل".

بعد ذلك، تم عرض فيلم قصير يحكي عن قصة نجاح جمعية "بيروت ماراثون" والتطور الذي شهدتها أعمال هذه الجمعية منذ التأسيس لتصبح اليوم واحدة من الأشهر في المنطقة، وصورة لبنان الجميل والمقاوم والذي ينهض بعد كل أزمة. 

مي الخليل 
في الختام كانت كلمة للمُكرمة مي الخليل استهلتها بتقديم التحية لفلسطين وقالت، "مساء الخير، ايها الاحبة، تتواضع كل المناسبات امام الاحداث المفجعة اليوم بغزة ورفح وجنوب لبنان، تاريخ اسود بعالم الاجرام يُكتب بدم الشهداء الأبرياء بظل استكبار الآلة العسكرية للعدو". 

الخليل قالت، "ماذا عساني أن أقول حيال مجازر هي وصمة عار للانسانية، صحيح اننا بكينا الطفولة بغزة ورفح وشبابنا الحر وشعبنا الابي بجنوب لبنان، ولكن ما هانت ارادتنا بل زادت ارادة الحياة وما مات حق خلفه شعوب حرة تطالب، ونحن سنُعيد إعمار الجنوب الغالي ونزرعه زيتون سلام عوضاً عن تلك التي احترفت". 

الخليل أضافت في السياق عينه، "سنتمسك بهويتنا الوطنية ومن قلبي سلام وتحية اكبار لفلسطين وجنوب لبنان وألف رحمة لارواح الشهداء".

وتابعت، "أهلي واحبتي لا أعرف إن كنت أستاهل كل هذا الكلام، من الصعب أن أصف شعوري في هذه اللحظة التي عادت بي إلى أيام السلام يوم كنا نلعب في حيّ المشايخ في مدينتي ونمشي  في راس الجبل، كل ذلك يوم كان الجار فعلاً قبل الدار، وكنا ننتظر المدرسة للذهاب إلى الجامعة الوطنية أو مدرسة الجردي ونحلم ونطمح وكانت أحلامنا باتساع المدى". 

الخليل أضافت، "أناس لحقوا أحلامهم وآخرون تعثروا، ولكن دروب الحياة صعبة وما من شيء يتحقق بسهولة، علينا أن نسعى للوصول الى هدفنا، وعلينا ألا نخاف بل أن نكون شجعاناً لتحدي كل شيء، وهذا ما كان يقوله لي والدي، الذي أذكر كلماته حول المحاولة من جديد بعد التعثر وبالارادة".
الخليل قالت، "بكل فخر أنا ابنة عاليه وابنة يوسف الفقيه ووداد أبي المنى، انطلق مشواري من عاليه والله وفَّقني بشريك حياتي فيصل الخليل ورزقنا الله بأربعة أطفال"

وقالت: "فخورة بان أكون ابنة الجبل الاشم وابنة عاليه وانا محظوظة بعائلتي كلها التي أشكرها. في عاليه عروس المصايف ترعرعت ومن فصولها الأربعة تعلمت حكمة البدايات ومن شموخ عاليه تعلمت وفيها عرفت كيف تكون الحرية وحلمت وصار حلمي حقيقة، رأيت الفرح في عيون الناس، من حقنا أن نحلم ويكون لنا الحق في التعليم والاستشفاء، وأنا أذكر كيف نهضت عاليه بعد الحرب بفضل ناسها والقيمين عليها والأيادي البيض".

الخليل تحدثت عن خصوصية تكريمها في مدينتها، وقالت، "أشكر النائب أكرم شهيب النشيط الذي نتعلم منه خدمة عاليه، وأشكر النادي ورئيسه والسيدة دنيا الشعار وشيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الحاضر ممثلاً بالأستاذ ناجي أبي المنى".

وختمت بالقول، "أُهدي هذا التكريم إلى فريق عمل جمعية ماراثون بيروت، فمن دون جهودهم لا تكريم، وأهديه أيضا لزوجي عمري وعائلتي وأعضاء مجلس إدارة بيروت ماراثون".
وشكرت أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أيضاً شاركوا في حفل تكريم الخليل. 

وفي الختام قدم النادي للمُكرَّمة لوحة رُسمت بريشة الرسام فادي فياض

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan