في المانشيت المسائية لايكو وطن :بعد 33 عاما اجماع كبير على الطائف لكن اين الرئيس ؟ ليت كل نواب الامة يقررون ولمرة واحدة انقاذ ما تبقى من وطن قبل الزوال الاخير

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 08 22|13:13PM :نشر بتاريخ

بعد 33 عاما, اجماع على الطائف  من جديد  وحشد سياسي واعلامي غير مسبوق  في المنتدى الوطني حول اتفاق الطائف الذي عقد في قصر الاونيسكو في بيروت  بدعوة من السفير السعودي في لبنان وليد البخاري  فهل كان الخوف من تهديد حقيقي بالتغيير والمساس بالطائف دافعا اساسيا لوضع النقاط على الحروف وتاكيد المؤكد على الثوابت الدستورية والدعوة لهذا الحشد السياسي والحزبي والاعلامي من مختلف الطوائف باستثناء حزب الله؟  ولكن لماذا تغييب مكون اساسي من الفسيفساء الوطنية عن الدعوة؟...وهل اجهاض العشاء السويسري اتى ثماره الذكية في منتدى الاونيسكو ؟ وبعد ذكرى الطائف ذلك  الاتفاق التاريخي الذي اوقف الاقتتال  والحرب وعبد طريق عودة الدولة وقيام المؤسسات من جديد  فمتى انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية اللبنانية  بعد اسبوع على الفراغ ؟ وما نفع جلسة الخميس او المسرحية الهزلية بجزئها الخامس اذا كان  القدر المكتوب معلوما ورقة بيضاء واصبحت لزوم ما لا يلزم ..لان ما يلزم الشعب اللبناني الذي يرزح تحت نير الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي  والسياسي والاجتماعي والطبي والاخلاقي ...انتخاب الرئيس .. ومن مهمة النواب ممثلي الشعب الاجتماع لانتخاب الرئيس لا هدر الوقت لرفع العتب ..فالبلاد والعباد لا تنتظر 

ولايزال صدى منتدى الطائف يتردد  في الاوساط  السياسية والاعلامية  والشعبية  في لبنان ذلك اللقاء الذي  كان ناجحا بامتياز فحصد الدعم والاجماع على الثوابت الدستورية للطائف وكان نجم المنتدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال في مداخلته : "هذه القاعة تعود بي في الذاكرة 50 عاماً إلى الوراء، حينما كان اليوم الأربعين لكمال جنبلاط، وهنا بدأت بحياتي السياسية".واستذكر جنبلاط المحطات السياسية والعسكرية التي سبقت الوصول إلى إتفاق الطائف، فأشار إلى أنه "سنة ١٩٨٨، تشكلّت اللجنة السداسيّة العربيّة وكان هدفها مساعدة لبنان على إنتخابِ رئيس، وخرجت بتوصية أن سوريا كانت وراء عرقلة الحل، هذا كان انطباعنا آنذاك، وفي آذار ١٩٨٩ أطلق ميشال عون "حرب التحرير" المدمّرة التي أوصلت البلاد إلى درجة غير مسبوقة من الدمار والضحايا بإستثناء القصف الإسرائيلي على بيروت الغربيّة سنة ١٩٨٢، فكان القصف والقصف المتبادل طوال أشهر".
ولفت جنبلاط إلى أنه "في تلك الأثناء، شُكلت اللجنة الثلاثيّة العربيّة العليا، وحينها كان مقر إقامة اللجنة التي كانت تضم الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح (رحمه الله) والأمير سعود الفيصل (رحمه الله) والسيد الأخضر الابراهيمي في فندق البستان، وقد تعرض إلى قصف مدفعي من قبل مدفعية "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وهو الأمر الذي أدنته مع الشيخ صباح والأمير سعود، واليوم أدينه أمامكم وأعتذر، وقد شُكّلت اللجنة في قمة الدار البيضاء في ٢٦ أيّار ١٩٨٩ لإيجاد مخرج للأزمة اللبنانيّة في غضون ستة أشهر، وقد ضمت اللجنة الملك السعودي فهد بن عبد العزيز، والرئيس الشاذلي بن جديد، والملك الحسن الثاني. وتم تحميل ميشال عون المسؤوليّة عن تدهور الوضع، وكان السيد الأخضر الابراهيمي ممثل الجامعة العربية في هذه اللجنة".

وتابع  جنبلاط: "في صيف ١٩٨٩، قررتُ أنه من الضروري القيام بعملٍ ما لتغيير مسار الأمور للخلاص من هذه المحنة، واستشرت القيادة السوريّة، بالتحديد العماد حكمت الشهابي (رحمه الله) رئيس أركان الجيش العربي السوري آنذاك، إذ نبهني إلى أن جبهة سوق الغرب محصنّة وفيها أفضل ألوية الجيش اللبناني الموالية لعون. لكنني أصريت على المغامرة. وطلبت من المقدّم رجا حرب (شفاه الله) قائد جيش التحرير الشعبي (قوات الشهيد كمال جنبلاط) آنذاك خوض المعركة ومحاولة الاستيلاء على سوق الغرب وعلى تلة ٨٨٨ الاستراتيجيّة، فكانت المعركة في ١٣ آب ١٩٨٩ التي خاضها الحزب التقدمي الاشتراكي وجيش التحرير الشعبي وحيداً، وفي ذاك النهار المشهور والمشهود، كان نهاراً حافلاً بدويّ الراجمات والمدافع والرصاص منذ الخامسة فجراً حتى الرابعة بعد الظهر، موعد وقف إطلاق النار".

وتابع قائلاً: "إذ لم يتحقق الهدف العسكري بالاستيلاء على تلة ٨٨٨ وسوق الغرب، إلا أنه منذ تلك اللحظة، ساد الهدوء الكامل على كل الجبهات كافة وتوقفت المدافع عن القصف والقصف المضاد على كل المناطق"، معتبراً أن "هذه المعركة برأيي، بشكل أو بآخر، حرّكت التاريخ، وشهداء جيش التحرير الشعبي فتحوا طريق السلام، طريق "الطائف". وفعلاً، إبتدأت رحلة "الطائف". لقد أثمرت المغامرة".

وأشار جنبلاط إلى أنه "في بنود "الطائف" المتعددة التي لم تُطبّق، ورد إنشاء مجلس الشيوخ. من أين أتت هذه الفكرة؟ ورد هذا المطلب من بين مطالب عديدة أخرى في المذكرة التي رفعتها الهيئة العليا للطائفة الدرزيّة إلى المسؤولين والرئيس أمين الجميّل في أيّار ١٩٨٣. كانت الهيئة العليا تضم الأمير مجيد أرسلان، سماحة شيخ عقل الدروز الشيخ محمد أبو شقرا والعبد الفقير وليد جنبلاط، حيثُ كان الجبلُ محتلاً من قبل إسرائيل ترافقها بعض الميليشيات اليمينيّة، وقد قررنا آنذاك وصولاً إلى حلٍ مقبولٍ، بسحب الميليشيات وإرسال الجيش محل القوات الإسرائيليّة

وأضاف جنبلاط: "إصطدمنا مع النظام السوري الذي رفض بشكل قاطع مجلس الشيوخ، وكان سبب الرفض حينها أن النظام السوري لم يكن يريد إعطاء دروز لبنان إمتيازاً إضافياً قد ينعكس على دروز جبل العرب... إنها الحساسيّات التاريخيّة أو الهوس التاريخي للنظام السوري من تضحيات جبل العرب بدءًا من ثورة الاستقلال السوري سنة ١٩٢٥- ،١٩٢٧ إلى الأمس القريب".

وسأل جنبلاط: "لماذا مطلب مجلس الشيوخ برئاسة درزي؟ في إطار إعادة توزيع الصلاحيّات بين الرئاسات، يحق لنا كشريحة عربية إسلامية ومؤسسة في لبنان أن يكون لنا هذا الدور وهذا الموقع. لن نقبل أن نخسر في السلم بمعزل عما ربحنا في الحرب".

و من قال أننا نخاف أو نهرب من إلغاء الطائفيّة السياسيّة، المطلب التاريخي لكمال جنبلاط والحركة الوطنيّة اللبنانيّة على مدى عقود؟ من قال أنني وريث كمال جنبلاط معارضٌ لإلغاء الطائفية السياسية؟ لكن تفضلوا شكّلوا هذه اللجنة، وصولاً إلى أن نحدث التغيير النوعي والكمي على الطائف في لبنان".
وختم  رئيس التقدمي بضرورة السير بـ"الاصلاحات الأخرى التي وردت في "الطائف" ولم تُطبّق كاللامركزية الإدارية وغيرها، ولا مانع من أن تُناقش بهدوء بعيداً عن التوترات الطائفية الآنيّة والتي تهدف لحرف المسار عن إنتخاب الرئيس. المعركة الكبرى ليست الآن في صلاحيّات الرئاسة الواضحة دستورياً وسياسياً، المشكلة في إنتخاب الرئيس ولاحقاً تشكيل حكومة ذات مصداقية تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالانقاذ الاقتصادي والمالي. لكن لا معنى لكل هذا اليوم إذا لم ننتخب رئيساً للجمهورية".

وانطلاقا من مقولة جنبلاط :" المشكلة في انتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ... ولا معنى  لكل هذا اليوم  اذا لم ننتخب رئيسا للجمهورية" ؟ فمن هي القوى السياسية  التي تريد انتخاب الرئيس ؟ ومن لا يريد انتخاب الرئيس ؟ الصورة باتت واضحة امام الراي العام ... وهل يعقل ان يحكم البلد من حكومة تصريف اعمال الى  اجل غير مسمى ؟ ويسير البلد بوجود رئيس او بلا وجود للرئيس ؟ 

 هذه المراوحة القاتلة لافشال انتخاب الرئيس  للمرة الرابعة  وبعد غد ستكون الخامسة  من نفس الفريق  استفزت سيد بكركي وجعلته يرفع الصوت والسقف عاليا  فليكن واضحاً، أن لا أولوية على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية». و «ليس رئيس الجمهورية لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها». وتوجّه إلى النواب قائلاً: «إذا كنتم أحراراً في قراراتكم، فجريمة ألّا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيساً جديداً حراً. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟».

وفي مناسبة  اخرى وعلى الوتيرة نفسها  رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي  خلال افتتاح دورة  مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان  ان "لبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والإقتصادي والمالي والاجتماعي  ويا ليتهم يسمعون نداء قداسة البابا فرنسيس بالأمس".رافعا سقف خطابه و متوجها  الى ان "من صنعوا الحرب لا يزالون يحكمون البلد وهم لم يتمكنوا من تنقية ذاكرتهم ونسمعهم كيف يتراشقون الكلام الجارح في كل مناسبة وبعد 6 سنوات من عهد الرئيس عون لم يريدوا انتخاب رئيس جديد وكان انجازهم تنزيل العلم واقفال القصر وتسليم حكومة مستقيلة  ولبنان في اسوأ وضع".وفي هذا السياق شدد الراعي على ان "تنقية الضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة ثانية".

وكان  البابا فرنسيس  قد دعا السياسيين اللبنانيين إلى «تنحية... مصالحهم الشخصية» والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة. وقال البابا في مؤتمر صحافي على متن الطائرة التي أعادته من البحرين «أستغل (هذه اللحظة) لمناشدة السياسيين اللبنانيين: عليكم تنحية مصالحكم الشخصية والالتفات إلى البلد والتوصّل إلى اتفاق». وأضاف :»لا أريد أن أقول انقذوا لبنان، لأننا لسنا منقذين. ولكن أرجوكم: إدعموا لبنان، ساعدوه كي يخرج من هذا الوضع السيئ. دعوا لبنان يستعيد عظمته»، مشيراً إلى أنّ هناك «سبُلاً» لذلك. وأكّد أنّ لبنان «كريم جداً ويعاني»، مشيراً إلى شعوره بـالألم أمام الأهوال التي يمرّ فيها البلد، حيث بات يعيش 80 في المئة من السكان تحت خط الفقر، وفق ما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

من جهته دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده،  «النواب، خصوصاً المسيحيين منهم، الى ان «يجتمعوا ويختاروا رئيساً قادراً على إطلاق ورشة الإصلاح، رئيساً لا يريد شيئاً لنفسه ويعتبر الكرسي مقعداً موقتاً يغادره عند انتهاء المهمة، والرئاسة وظيفة يتممها بنزاهة وصدق ومخافة الله. ثم تُشكّل حكومة وتطلق ورشة العمل الجاد في سبيل انتشال لبنان من ركامه، وإعادة الكرامة المسلوبة إلى هذا البلد وأبنائه».

كل هذه النداءات المتتالية من ارفع المرجعيات لوجوب انتخاب الرئيس قد تذهب سدى عند بعض الاطراف التي تمعن في التأني بانتخاب الرئيس بهدف التفاهم على مرشح موحد ولو كلف الامر اشهرا من الفراغ  والفراغ ..والفراغ ..الذي يرتب المزيد من الانهيار والانهيار والانهيار ..فيا ليت كل نواب الامة يقررون ولمرة واحدة انقاذ ما تبقى من وطن قبل الزوال الاخير .وان قرروا يفعلون دون الاضواء الخضراء والحمراء والصفراء  من الخارج .

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan