افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 21 أغسطس 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 21 24|08:32AM :نشر بتاريخ

"النهار":

ما بين الغارات الإسرائيلية على عمق البقاع ليل الاثنين وردّ “حزب الله” أمس بعشرات الصواريخ على الجولان، أعاد الاحتدام المتجدد في المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” المخاوف من اتّساع الحرب خصوصاً أن جهات مراقبة لفتت إلى أن هذا التدهور الميداني كان في حسابات الدول المعنية بالمفاوضات الجارية لإحلال تسوية في غزة وربطته تالياً بالتراجعات الخطيرة التي أصابت المفاوضات.

وكشفت هذه الجهات أن المعطيات الديبلوماسية التي تلقتها مراجع رسمية في بيروت تشير إلى مناخ شديد التشاؤم ساد في الساعات الأخيرة عقب بروز تصلّب كبير في مواقف كل من إسرائيل وحركة “حماس” حيال المسعى الأميركي الذي يبذله وزير الخارجية أنتوني بلينكن والذي اصطدم في جولته بإخفاق غير معلن، لكنه واضح تماماً. كما تعبر هذه المعطيات عن تشاؤم حيال الجولة الجديدة من المفاوضات بين رؤساء الوفود للدول المعنية اليوم في القاهرة، الأمر الذي يعني أن باب التصعيد العسكري والأمني عاد وفتح على الغارب سواء في غزة أو في ساحة المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان.

وتخوّفت الجهات نفسها مما وصفته باندفاعة إسرائيل اللافتة نحو تعمّد إظهار نفسها في مظهر الاستعداد لحرب واسعة فيما يُخشى أن يكون الضغط الأميركي عليها قد بدأ ينحسر بقوة مع تقدم موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية الأمر الذي يجعل الفترة المقبلة محفوفة بالكثير من المخاوف. ولذا عادت التطورات الميدانية في الجنوب وعبره إلى البقاع والجولان لتطغى على المشهد اللبناني برمته وتعيده إلى دائرة الترقّب والحذر الشديدين.

وقد عكست تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس بعضاً من هذا المناخ إذ اعتبر أن “الهجمات التي نفذناها في عمق لبنان هي استعداد لاي تطورات قد تحدث”. وقال إن “مركز الثقل ينتقل بشكل تدريجي من الجنوب الى الحدود الشمالية مع لبنان”.

وجاءت هذه التطورات عقب استهداف الغارات الإسرائيلية عمق البقاع حيث استهدفت مستودعاً كبيراً للأسلحة لدى “حزب الله” ردّ عليها “الحزب” أمس بإعلانه أنه قصف بصليات مكثفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ‏ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن”. كما أعلن أنه استهدف ثكنة برانيت. وأعلن في بيان أنه “رداً على ‏الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة دير قانون رأس العين، قصف مقر الفرقة 146 في جعتون بصليات من صواريخ الكاتيوشا”.‏

وقد تحدث الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق 55 صاروخاً من جنوب لبنان واعتراض بعضها فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة، مشيرًا إلى أن قوات الإطفاء تكافح حرائق عدة اندلعت بسبب الدفعة الصاروخية الأخيرة على شمال إسرائيل. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة حصيلة نهائية لغارات العدو الإسرائيلي مساء أمس على البقاع حيث ارتفع عدد الجرحى إلى أحد عشر شخصاً، عولجوا جميعهم في الطوارئ.

ومساء امس شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة الضهيرة أدت الى سقوط اثنين، كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية على طريق بافليه – الشهابية واطلقت صاروخاً في اتجاهها لكنها لم تصبها ونجا سائقها ولم تسجل إصابات. ثم شنّ الحزب ليلاً هجوماً واسعاً ومركباً بالمسيّرات والصواريخ على الجليل الغربي والجولان المحتل.

وفي الجانب المتصل بالترددات السياسية الداخلية للحرب التي يخوضها “حزب الله” وما تشهده من مظاهر مثيرة للردود السلبية وكان آخرها توزيع فيديو الأنفاق، لفت المكتب السياسي لحزب الكتائب إلى أنه “بعدما تدجج “حزب الله” بالسلاح واستعمله في الداخل في أكثر من محطة ترهيبية وتهديدية وانتهك سيادة لبنان وورّطه في مشاريع إيران الإقليمية ها هو بعدما استباح سطح الأرض يذهب إلى حفر أنفاق في عمقها مغتصبًا سيادة الدولة وأملاك اللبنانيين الخاصة في آن ليحمي ترسانته الحربية في اعتداء غير مقبول على حقوق لبنان دولة وشعبًا يمارسه بحكم سلاح غير شرعي وانصياع الدولة لإرادته”.

واعتبر “أن وضع الصواريخ والقذائف بين البيوت يجعل من اللبنانيين دروعًا بشرية يذهبون بجريرة حرب لا يريدونها ولم يأخذ أي أحد رأيهم قبل زجهم فيها”.

التحقيق في الكهرباء

بعيداً من التطورات الميدانية باتت أزمة العتمة والانقطاع الشامل في التيار الكهربائي المثارة التي غطت على ما عداها في ظل التقصير والاهمال في تأمين الفيول محل تحقيق قضائي بعدما قرر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار فتحه عقب تلقيه كتاب طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من التفتيش المركزي إجراء تحقيق مسلكي فوري في موضوع إنقطاع الكهرباء.

وعُلم أنه فور تسلمه طلب رئيس الحكومة، باشر رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية التحقيقات اللازمة لجلاء الحقيقة في هذا الموضوع. ووفق المعلومات فإن هذه التحقيقات استمرت طوال يوم أمس وجرى خلالها الاستماع إلى إفادة رئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك واعضاء في مجلس إدارة المؤسسة وهي ستتابع غداً. وطبقاً للمعطيات أن التحقيق سيكون شمولياً وينطلق من الحالة الآنية ليقف على مسببات هذه الأزمة المزمنة في الكهرباء على أن يشمل التحقيق جميع المعنيين إدارياً، فضلاً عن جمع المستندات اللازمة.

وعُلم أن القاضي عطية طلب مستندات إضافية لضمها إلى الملف علماً أن التحقيق هو مسلكي الطابع.

وسيباشر الحجار تحقيقاته القضائية اعتباراً من اليوم، ولم تستبعد مصادر قضائية دعوة وزير الطاقة لسماع إفادته لا سيما أن مجلس الوزراء كان وافق على الإستعارة من مخزون الفيول وعلى حمولة الباخرة SPOT CARGO.

واعتبرت مصادر قانونية أن المسؤولين المعنيين من سياسيين وإداريين كانوا على علم مسبق بأن العتمة آتية قبل حصولها ولم تُتخذ الإجراءات اللازمة للحؤول دون وصولها وعدم تدارك مخاطر انقطاعها عن مرافق عامة من مطار ومرفأ والإنترنت الرسمي وجرّ المياه اللذين يعتمدان على كهرباء الدولة.

وفي موقف أثار سخرية كثير من المعنيين برّر وزير الطاقة والمياه وليد فياض أمس “أزمة الكهرباء في لبنان ودخول البلاد في العتمة الشاملة بأنها تعود إلى أمرين أساسيين، الأول خارجي ويتمثل في الحصار المفروض والعقوبات الأميركية عبر قانون قيصر ما أدى إلى حرمان لبنان تعدّد الموارد في حصوله على الفيول، وهو ما حدث بعد توقيع اتفاقيات مع مصر والأردن، إلا أن قانون “قيصر” منع تنفيذها، والأمر الثاني وهو العامل الداخلي المتمثل في المناكفات السياسية بين الافرقاء”. واعتُبر هذا الاتهام بأنه هرب من الأسباب الحقيقية الداخلية الصرفة للأزمة.

وفي انتقاد متجدد لفياض اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “وزير الطاقة والمياه، يلهينا حيث لا طاقة ولا مياه، بخبر عن فيول من دولة الجزائر، وبخبر آخر عن فيول من دولة العراق، واهمًا اللبنانيّين بأنّ الحل لأزمة انقطاع الكهرباء، سيأتي من الدولتين الشقيقتين مشكورتين، في حين أنّ الشعب اللبناني، الذي تتواصل معاناته منذ 15 عامًا، شَهِدَ على وعود كثيرة مماثلة، وعلى هدر مليارات الدولارات على هذا القطاع من دون نتيجة. فكم من وعود أُطلقت، وكم من البواخر المحمّلة بالفيول استُجلبت، وكم من المؤتمرات عُقدت، وكم من الأموال هُدرت، وذلك كله لم يُنتج سوى واقع واحد وهو انهيار القطاع”. وقال: “طفح الكيل من مجمل هذا المسار المأسوي. فالمطلوب الانتقال فورًا إلى حلّ جذري، لا يكون إلا بإشراك القطاع الخاص في توليد الكهرباء وبيعها، كما في أكثرية دول العالم المتحضّر، وأي مماطلة أو تأخير، لن يُشكّل سوى مزيد من إغراق اللبنانيّين بالعتمة والعجز والعذابات”.

 

 

 

"الأخبار":

مع تزايد «التشاؤم» في الكيان الإسرائيلي حول احتمالات التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ينتقل التركيز نسبياً إلى الجبهة الشمالية للكيان مع لبنان، حيث تتصاعد التهديدات. وكان واضحاً منذ ما بعد الاغتيالين اللذين نفّذتهما إسرائيل، في طهران وبيروت، للقائدين الشهيدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، أن الحرب تسير في اتجاه التوسّع، خصوصاً على الجبهة الشمالية للكيان. وفي «اللحظة الصعبة»، أدارت الإدارة الأميركية محرّكاتها بطاقتها القصوى، وعملت على مسارين: الأول؛ استدعاء حاملات الطائرات ومجموعاتها وأسراب الطائرات الحربية ومنظومات الدفاع الجوي على مستوى المنطقة بأكملها، لإظهار الاستعداد للدفاع عن الكيان، ومحاولة «ردع» أعدائه، بالتزامن مع حملة سياسية ودبلوماسية، تضمّنت ضغوطاً مختلفة على أطراف كثيرة في المنطقة، خصوصاً قوى «محور المقاومة»، وتوزّعت بين الترهيب والترغيب، واتّسمت برسم الخطوط الحمر وتحديد ما يمكن «هضمه»، وما سيؤدي الى تصعيد كبير وشامل لن تكون الولايات المتحدة معزولة عنه. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس «أننا أعدنا تموضع قواتنا في الشرق الأوسط تحسباً لأي تصعيد من جانب إيران ووكلائها، وللمساعدة في الدفاع عن إسرائيل». وأضافت أن «إعادة الانتشار في المنطقة أخيراً منحتنا قدرة أكبر على الدفاع عن قواتنا»، مشيرة إلى أن «لدينا أكثر من 30 ألفاً من قواتنا في الشرق الأوسط يعملون مع شركاء وحلفاء متعدّدين ولا ننظر في تغيير ذلك».

أما المسار الثاني، فكان إيفاد واشنطن مبعوثيها السياسيين والأمنيين إلى المنطقة، بمهمة عنوانها تفعيل المفاوضات حول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، بالتعاون مع الوسطاء في مصر وقطر. وهو ما مرّ عليه أسبوع، منذ جولة محادثات الدوحة، ويقترب من أسبوعه الثاني مع جولة منتظرة في القاهرة، لكن يجمع المراقبون، في الكيان وخارجه، وتدلّ تصريحات ومواقف المقاومة الفلسطينية، وكذلك تصريحات ومواقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على أن الاتفاق لا يزال بعيداً، في حين تميل الإدارة الأميركية، أكثر من أي وقت، إلى تبنّي بعض الشروط المتشدّدة لنتنياهو، وهو ما يُنذر برجاحة كفّة التصعيد على التهدئة. وعليه، أرسل جيش العدو الإسرائيلي، أوامر استدعاء لـ 15 ألف مُعفى من الاحتياط إلى الخدمة، حتى سن 35 عاماً، استعداداً لسيناريوات التصعيد. وأعلن وزير الأمن يوآف غالانت أن عمليات القصف التي استهدفت البقاع مساء أول من أمس، كانت «تجهيزاً لكلّ الاحتمالات التي قد تتطوّر»، مشيراً إلى أن «مركز ثقلنا انتقل من غزة إلى لبنان، ونحن في تغيير تدريجي». وعلى مستوى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى وقع ارتفاع احتمالات التصعيد في الشمال وتهديدات المقاومة في لبنان، توصّلت بلدية حيفا إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية، ينصّ على تفكيك 9 خزانات تحتوي على موادّ خطرة، بدءاً من مطلع العام المقبل، على أن يستمرّ الإخلاء على مراحل تمتدّ على عامين ونصف عام. بينما تعيش إسرائيل أيامها، حكومة ومستوطنين، تحت ضغط انتظار ردود «محور المقاومة» على الاغتيالات والاعتداءات، حيث رأى الدكتور مردخاي كيدار، المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان العبرية، أن «الإيرانيين انتقموا عندما وضعونا في حالة من عدم اليقين»، فيما «إذا قمنا بضربة استباقية ضدّ حزب الله، فإن العالم كله سيتّهمنا باعتداء غير مبرّر». وبدورها، رأت الباحثة الأولى في «معهد دراسات الأمن القومي» الإسرائيلي، أورنا مزراحي، أن «حزب الله ينجح في شنّ حرب نفسية ضدّنا على مستوى عالٍ جداً، ونرى نتيجته خوفاً من توسّع الحرب».

 

 

 

"الجمهورية":

رغم استمرار وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في جولته التي كانت القاهرة محطتها الثانية بعد تل ابيب والتي سينتقل منها الى الدوحة، لف الغموض مصير المفاوضات المقرر استئنافها هذا الاسبوع بين حركة حماس واسرائيل تحت الرعاية الثلاثية الاميركية ـ المصرية ـ القطرية، اذ لم يتحدد بعد موعد اجتماع الطرفين المتفاوضين لان ما يصدر عنهما من مواقف يدل الى انهما متباعدان ومن الصعب ان يتوصلا الى اتفاق على وقف اطلاق النار وتبادل اطلاق الاسرى والمعتقلين الذي يلح عليه الرئيس الاميركي جو بايدن بقوة. في وقت وصف مرجع مسؤول لـ"الجمهورية" ما يجري بانه محاولة من الطرفين لرفع سقف شروطهما قبل الدخول في التسوية التي توقع المرجع حصولها.

أسبوع آخر من الانتظار على خشبته عُلَّق لبنان الذي يتابع بحذر وترقب وقلق مسار المفاوضات الجارية حول صفقة وقف إطلاق النار في غزة، والهبات الساخنة فيها اكثر من الباردة، إذ قال مصدر سياسي بارز لـ"الجمهورية" ان طريق الوصول إلى هذه الصفقة "صعب جدا ومليء بالمطبات"، واضاف: "نحن نعلم حاليا ان الأمور صعبة جدا لكن ما يصلنا من أصداء ومعطيات هو ان العمل مستمر وبقوة لتذليل النقاط العالقة والمفاوضون لا يكترثون كثيرا للمواقف، لان المهم بالنسبة اليهم هو الخواتيم وطالما ان الطرفين لا يزالان على السمع ويتجاوبان فان إنجاح المفاوضات يبقى الهدف، ولعبة الشروط المتبادلة وتحسين الأوراق تدخل ضمن لعبة التفاوض بغض النظر عما إذا كانت تعجيزية او قابلة للحل".

وتوقع المصدر "ان تبقى الحال على جبهة الجنوب على ما هي عليه مع اشتداد في الميدان وتوسيع مضبوط في قواعد الاشتباك هذا على صعيد جبهة الإسناد التي تلقت اليوم رسالة من "حماس" تدعو الى "فتح باب خيبر من جديد". أما رد حزب الله المنتظر على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، فلا احد على الإطلاق يعرف طبيعته وتوقيته، وهو منفصل تماما عن كل ما يجري ويدرس بدقة بالغة لدى قيادة الحزب". وعما إذا كان لبنان ينتظر تدفقا دبلوماسيا جديدا لخفض التصعيد قال المصدر: "معركتنا الآن تتركز على موضوع التمديد لقوات "اليونيفيل" حيث يحاول العدوّ تعديل اتفاقية التمديد وتقصير المدة وتغيير الصلاحيات وهذا ما نتصدى له والإيجابية في هذا أننا مدعومون في شروطنا من الأميركيين والفرنسيين والأمم المتحدة.

واشنطن تنتقد نتنياهو

وعلى صعيد مفاوضات غزة نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أميركي، قوله إنّ "تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشددة في شأن غزة غير بناءة"، والتي أصرّ خلالها على مواصلة الحرب.

وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول الأميركي تأكيده أنّ "لا صحة لتقارير بأن وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن اقتنع في اجتماع مع نتنياهو بمطلب إسرائيل البقاء في فيلادلفيا"، مضيفًا "الولايات المتحدة تتوقع استمرار المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع". وذكر المسؤول أنّه "إذا وافقت "حماس" على مقترح سد الفجوات، فإننا نتوقع إجراء محادثات إضافية في شأن تفاصيل تنفيذ أي اتفاق"، حول وقت إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

اسرائيل

وكان نتنياهو أعلن :"أننا لن نقبل مقترحا يتضمن إنهاء الحرب". وكان قد ونقل عنه موقع "واللا" العبري قوله "لن ننسحب من محوري فيلادلفيا ونتساريم بأي شكل من الأشكال على رغم من الضغوط الشديدة".

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ نتنياهو "متمسك بشرطَين هما البقاء في محور فيلادلفيا وتفتيش العائدين الى شمال قطاع غزة"، وذلك في إشارة إلى اتمام الاتفاق في شأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع حركة "حماس". وذكرت الهيئة أنّ "ممثلين للموساد والشاباك والجيش ناقشوا الترتيبات الأمنية لمحور فيلادلفيا تمهيدًا للصفقة"، مضيفة "إن تم الانسحاب من محور فيلادلفيا فستطالب إسرائيل بإجراءات تمنع اقتراب "حماس" من حدود مصر".

واشار وزير الدفاع يوآف غالانت الى أن "العمل جار على فتح الطريق لإعادة السكان إلى شمال البلاد"، مؤكدا أنه "في حال لم يفتح الطريق بالديبلوماسية فسيتم فتحه بالقوة". وقال خلال زيارة لتقييم أوضاع الجبهة الشمالية في مقر الكتيية 36: "مركز ثقلنا يتحرك من الجنوب إلى الشمال، نحن في تغيير تدريجي، لدينا مزيدا من المهمات في الجنوب، لدينا رهائن، نحن في حاجة إلى إحضارهم، نحن نتفاوض في شأن هذا وأعتقد أننا سننجح".

ومن جهته وزير المال بتسلئيل سموتريتش قال أن على الحكومة "حسم الحرب وإنهاءها بنصر مبين بإبادة حركة حماس واستعادة كل المخطوفين". وقال في تغريدة عبر منصة "إكس": "بفضل النشاط المهني والحازم لقواتنا الأمنية الممتازة، انتشلنا جثث 6 مختطفين من غزة، وسنواصل العمل معًا حتى تحقيق جميع الأهداف واستعادة الأمن لمواطني إسرائيل".

وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، "أننا سنُحقق في أسباب وفاة الأسرى الـ6 الذين تم انتشال جثامينهم من غزة اليوم. (أمس)". وقال "أننا نعمل على مدار الساعة لخلق ظروف مواتية لتحرير الأسرى في غزة"، مؤكدًا أنّه "لا يمكننا إعادة كل الأسرى في غزة بعمليات عسكرية".وقال: "ظروف موت الأسرى الستة ما زالت غير واضحة". وكان الجيش اعلن أنه انتشل جثامينهم في وقت سابق.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت‎:‎ "كل رؤساء المؤسسة الأمنية ومعظم وزراء الكابينت أيدوا التوصل لصفقة وعارضها نتنياهو‎.‎ علينا التحرك بسرعة لإعادة المختطفين وإلا فلن يكون هناك من نعيده‎.‎ ا واعتبر ان " الصواب بعد فشل7 أكتوبر الفادح هو إنهاء الحرب واستعادة المختطفين‎." مشيرا الى انه "بعد 11 شهرا على بدء الحرب لم نحقق حتى الآن أيا من أهدافها‎".

فيما أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أنه "يجب وقف محاولات نتنياهو لتعطيل المفاوضات ونحتاج صفقة الآن قبل موت الأسرى".

حماس تستهجن

وفي المقابل أشارت حركة "حماس" في بيان الى انها "تابعت باستغراب واستهجان شديدين تصريحات الرئيس الاميركي جو بايدن التي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار". وقالت: "نؤكد أن تصريحات بايدن ووزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن هي ادعاءات مضللة ولا تعكس حقيقة موقفنا الحريص على الوصول إلى وقف العدوان". واضافت: ان ما عرض علينا مؤخرا يشكل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف يوم 2 تموز والمرتكز على إعلان بايدن نفسه، وما عرض مؤخرا يعد استجابة ورضوخا أميركيا لشروط الإرهابي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة ومخططاته الإجرامية تجاه قطاع غزة" ولفتت الى ان "الوسطاء بقطر ومصر يعلمون أن الحركة تعاملت بإيجابية في كل المفاوضات، وأن نتنياهو يعرقل دائما التوصل لاتفاق".

وقالت القيادي في حركة "حماس" اسامة حمدان: "طرحت علينا مقترحات في 2 تموز وقيل لنا أن الجانب الاسرائيلي وافق عليها ولكننا اليوم نتفاجأ بأن هناك انقلاباً على هذه المقترحات". واشار الى ان "العبرة في التنفيذ وليس في المشاركة في المفاوضات وحماس شاركت سابقاً في مفاوضات عدة إنما إسرائيل تواصل ارتكاب المجازر، وحتى هذه اللحظة لم تحسم حماس قرار المشاركة في مفاوضات القاهرة. واعتبر ان "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بحسب كلام بلينكن وطروحات نتنياهو، والعدو أعلن أنه يريد زيادة الضغط العسكري في الميدان، لذا فإن المقاومة في كل الساحات مدعوة للاستنفار في المرحلة المقبلة.

"فتح باب خيبر"

في غضون ذلك اعلام حزب الله نص رسالة بعثت "المقاومة الفلسطينية" الى "المقاومة الاسلامية" في لبنان، توجهت في مستهلها بالسلام الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والى "المجاهدين الصابرين الثابتين كالجبال الراسيات، تزول الجبال ولا تزول أقدامهم". وقالت:"من قلب غزة ومن رحى المواجهات والقتال وغبار المعارك، ومن قلب معاناة شعبنا المجاهد الصابر الثابت، نرسل لكم هذه الكلمات في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الأمة وخذلان البعيد والقريب، فهذا العدو المذعور في شوارع قطاع غزة وأزقته، وكما وصفه سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله حفظه الله، بأنه أوهن من بيت العنكبوت، يقف اليوم على أطراف أصابعه يتملكه الخوف والانتظار المؤلم المُكلف للأيام والليالي والميدان. لقد أخطأ العدو في تقديراته وحساباته ونحن متيقنون من أنكم ستؤدون مهمتكم بكل جدارة، وسنرى بأسكم وجهادكم نافذاً بحول الله، أنتم وبقية إخواننا في محور المقاومة من إيران الإسلامية إلى سوريا العروبة، إلى العراق الأبي، وصولاً إلى اليمن العزيز الذي حفر في التاريخ الإسلامي والعروبي بالدم والبارود أروع معاني الانتماء ل‍فلسطين وقضيتها، فقد حان اليوم أيها الأبطال المجاهدون التقدم نحو فتح باب خيبر من جديد، والعمل لزوال "إسرائيل" من الوجود".

والى ذلك اعلن حزب الله بلسان النائب حسن فضل الله " أن الجميع اليوم في فلسطين ولبنان والدول الأخرى ينتظر نتائج المفاوضات التي تجري بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وإلى أين ستصل"، وقال: "أن ما يعنينا نحن في المقاومة وفي لبنان وعلى مستوى حزب الله هو أن يتوقف العدوان على غزة، فهذا هو الهدف الذي وضعناه عندما بدأنا المشاركة لإسناد غزة".

الرد الايراني

الى ذلك وفيما تترقب منطقة الشرق الأوسط رد إيران على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد محمد علي نائيني، أن "فترة انتظار رد طهران على إسرائيل قد تكون طويلة". وأشار الى، ان هذا الرد "قد لا يكون تكراراً للعمليات السابقة". ولفت الى "اننا لم نترك أي هجوم على أهداف إيرانية بلا رد، وعلى العدو أن ينتظر ضربات محسوبة ودقيقة في الوقت المناسب". قال: "الإيراني يعلم أن قادة القوات المسلحة في أعلى مستويات اتخاذ القرار يقيّمون جميع المواقف ويتخذون قرارات دقيقة ومحسوبة ويغيرون حسابات العدو بإجراءات فعالة".

 

 

 

 "الديار":

مع اعلان الجيش الاسرائيلي انهاء عملياته العسكرية في قطاع غزة، وانتقاله الى المرحلة الثالثة من حربه، وان بطريقة غير مباشرة، بدعم اميركي واضح، تكشفت محادثات الدوحة ومن بعدها القاهرة، عن ان الامور ذاهبة الى مزيد من التصعيد، اذ لا هدنة ولا وقف لاطلاق النار، ولا تسوية. لاءات ثلاث تختصر الموقف، حيث يتقاطع الجميع على ان الانقجار ، الا ان احدا لا يرغب «بلبس» تفجير المفاوضات، التي جزم الاميركيون ان فشلها، يعني سقوط كل الخطوط الحمر والانتقال الى مرحلة جديدة من التصعيد.

وفيما قوى المحور في انتظار قرار حركة حماس النهائي في ما خص الصفقة التي يعمل عليها الثلاثي العربي-الاميركي، ليتحرر الاطراف ويباشروا الرد الذي وعدوا به ردا على الاغتيالات الاسرائيلية لقادة المحور، جزم مصدر دبلوماسي ايراني في بيروت ان الرد حتمي وآتٍ، نافيا حصول اي تفاوض مباشر او غير مباشر بين واشنطن وطهران، مشيرا الى ان ما حصل هو تبادل رسائل بين الطرفين عبر وسيط خليجي، كان عرض فكرة عقد لقاء تفاوضي غير مباشر الا ان الطرفين سارعا الى رفض الفكرة. وتابع المصدر بان طبيعة الرد الايراني لم تتحدد بعد، مؤكدا ان التعاون والتنسيق قائم بين اطراف وقوى المحور، مؤكدا ان الرد سيكون مؤلما وموجعا.

تصعيد جنوبا

وعلى وقع التشاؤم المستجد وتضاؤل فرص التوصل الى هدنة، استمر التصعيد سيد الميدان لبنانيا، بعدما قصفت الغارات الاسرائيلية عمق البقاع، قي استهداف هو الثاني منذ بداية لمخازن سلاح تابعة للحزب في منطقة البقاع، والذي ردت عليه حارة حريك، باستهداف مستوطنات جديدة، عبر استخدام اسلحة جديدة، رجح ان تكون صينية، وفقا للاعلام الاسرائيلي، وبتكثيف كميات الصواريخ في كل رشقة ورفع وتيرتها.

وكان حزب الله أعلن انه رد على ‏اعتداء ‏العدو الإسرائيلي الذي استهدف منطقة البقاع بقصفه بصليات مكثفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ‏ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن، كذلك ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة، كما قام بالرد على ‏الاغتيال الذي نفذته مسيرة اسرائيلية في بلدة دير قانون رأس العين، بقصف مقر الفرقة 146 في جعتون بصليات من صواريخ الكاتيوشا.‏

ومع تواصل القصف الاسرائيلي اليومي على البلدات والقرى الجنوبية، تعرضت بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون لقصف مدفعي، كما شن الطيران الحربي غارة مستهدفاً بلدة عيتا الشعب، كما سقطت قذيفتان على مثلث باب ثنية في الخيام، أسفرت عن إصابة عامل سوري، تم نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة، في وقت لوحظ فيه اعتماد الجيش الاسرائيلي، استراتيجية جديدة تقوم على تحليق مزدوج لطائرات الاستطلاع، في خطوة وصفها المراقبون بان هدفها كشف مناطق اطلاق صواريخ الارض – الجو، والتعامل معها فورا.

عملية التسلل

عمليات كانت رافقتها عملية تسلل لسرية من قوات النخبة الاسرائيلية، باتجاه منطقة وادي بعيتا، المعروفة «بحدب عيتا، وهو عبارة عن حرج متقدم يقع غرب القرية، فيه مسارات صعبة، «دافش» الى ما وراء الخط الازرق، الا ان القوة وقعت في كمين تشريكات للمقاومة كان نصبها في المكان نظرا لطبيعته، ما اوقع العديد من الجرحى بين عناصر القوة، ما استدعى قصفا مدفعيا عنيفا استمر حتى الساعات الصباح الاولى لسحب القوة والجرحى.

مصادر ميدانية كشفت انها ليست عملية التسلل الاولى التي تحصل، بل هي تاتي في اطار سلسلة من عمليات جس النبض على طول الجبهة الجنوبية، وفي اكثر من منطقة، حيث يحاول الجيش الاسرائيلي الاستفادة من طبيعة الارض في بعض النقاط، الا ان حزب الله كان بالحسبان لحصول عمليات مماثلة، لذلك قام بزرع تشريكات متفجرة في اكثر من منطقة حساسة.

ملف الكهرباء

ووسط العتمة المستمرة التي يعانيها اللبنانيون، مع انفجار لغم الفيول دفعة واحدة، وبعد خطوة رئيس حكومة تصريف الاعمال باحالة الملف الى التفتيش القضائي، شن وزير الطاقة هجوما استباقيا اتهم فيه الولايات المتحدة الاميركية بالمسؤولية عن العتمة الشاملة التي اصابت لبنان نتيجة نكثها بوعودها التي قطعتها، بعد ان تحول الموضوع من عقدة عقوبات قيصر الى شروط امنية وسياسية مرتبطة بـ «اسرائيل»، وهو ما نفته اوساط دبلوماسية اميركية مؤكدة ان مشكلة استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، مرتبطة حصرا، بعقوبات قانون قيصر، التي لا يمكن اعطاء استثناءات بشانها دون ضمان عدم استفادة الحكومة السورية، وهو ما عجزت القاهرة وبيروت عن ضمانه، وثانيا مسالة تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء التي اشترطها البنك الدولي كبند اساس لتمويل العملية.

في غضون ذلك، كشفت مصادر متابعة للملف ان الوزير ارتكب اكثر من هفوة خلال الساعات الماضية، قد تكون عن غير قصد، كادت ان تتسبب بسوء تفاهم بين لبنان ومصر، بعدما اكدت رئاسة حكومتها ان لا صحة لما تم تداوله عن توجه شحنة غاز الى لبنان، مؤكدة ان لا اتفاقات بين البلدين في هذا الخصوص، مشيرة الى ان الباخرة التي تحمل الفيول العراقي متوقفة قبالة السواحل المصرية.

كل ذلك وسط الشكوك المتزايدة من دخول الجزائر على خط الازمة، عبر عرضها تقديم هبة فيول للبنان، ما اثار الشكوك حول الاهداف الحقيقية وراء الخطوة، وما اذا كانت الفاتحة لاقفال ملف شركة «سونطراك» العالق امام القضاء اللبناني، والذي تناول المستويين السياسيين في لبنان والجزائر، فاتحا ملف فساد النفط على مصراعيه.

كتلة مسيحية جديدة

وفيما ملف رئاسة الجمهورية عالق «في بوز قنينة» التطورات الاقليمية، ومع اعادة تفعيل المعارضة لمحركاتها، في مسعى لتهيئة الساحة متى حان موعد اتمام الاستحقاق، خصوصا في ظل التقارب بين طروحاتها وطروحات التيار الوطني الحر، تعيش الساحة المسيحية حالة من الترقب على خلفية خلط الاوراق النيابي الجاري داخل تكتل لبنان القوي، حيث علم ان النائبين الان عون وسيمون ابي رميا، وقد يلحق بهما نائب المتن ابراهيم كنعان، بعد احالته امام مجلس الحكماء، قد يشكلون كتلة نيابية، بالتعاون مع نواب مستقلين من ضمن تجمع سياسي يجري التداول في وثيقته السياسية بين رفاق الدرب القدماء من العونيين، في وقت يكثر فيه التلميح بين البرتقاليين، الى ان جهات داخلية متورطة في عملية شق كتلة ميرنا الشالوحي وان اموالا دقعت في هذا الاتجاه، مؤكدة ان خروجهم لن يقدم ولن يؤخر في التوازنات لتصريحاتهم السابقة ضد خيارات التيار السياسية.

 

 

 

 "اللواء":

مع دخول شهر آب أسبوعه الأخير، لتقترب حرب غزة من سنتها الأولى، على وقع مؤشرات عن أفق مسدود للمفاوضات، ودفع من قبل رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو باتجاه حرب لا تتوقف، فهو مع «صفقة اذعان» في غزة، وليس مع صفقة توقف النار وتنهي الحرب وتعيد القطاع المنكوب الى اهله، ليتصرفوا وفقاً لمصالحهم وبإرادتهم وليس كما يحلو للاحتلال..

من المؤشرات الاسرائيلية الواضحة عن النية باستمرار الحرب، ما نُقل عن نتنياهو، بعد ساعات من لقاء بلينكن: لن ننسحب من نتساريم وفيلاديلفيا وسنواصل الحرب حتى القضاء على حماس.

ومن بوادر التصعيد، توسع اسرائيلي باستهداف مناطق بعيدة عن الشريط الحدودي ما لا يقل عن 70 او 80 كلم.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إن الحراك الديبلوماسي الذي حصل الأسبوع الفائت لم يتمكن من إرساء التهدئة المطلوبة، ولا تزال الخشية قائمة من توسع رقعة الحرب في ظل التصعيد الذي سجل مؤخرا.

واعتبرت هذه المصادر أنه كان واضحا منذ البداية أن هذا التصعيد لن يتوقف عند حد معين، مشيرة إلى أن ما يشهده الميدان يعزز التأكيد أن الكلام الديبلوماسي شيء وما يحصل على أرض المواجهات شيء آخر، والسؤال المطروح دائما هو ما يمكن أن يؤدي إليه الخرق المستمر لسقف هذه المواجهات خصوصا أن ما من ضمانات محددة في هذا المجال.

ولعل رسالة المقاومة الفلسطينية الى حزب الله من المؤشرات على ان اطراف المحور، تستعد للحرب المتوسعة، وجاء فيها: «هذا العدو الاحمق المهزوم الغارق في وحل غزة، يستجدي كل يوم قيادته للهروب والنجاة من ضربات مجاهدينا وكمائنهم التي شيَّبت روؤس الضباط والجنوب الصهاينة، كيف له ان يواجهكم ويقاتلكم».

وحسب المصادر المطلعة، فإن مؤشرات الاخفاق في مفاوضات صفقة تبادل الاسرى، تُبقي رد حزب الله، وايران على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية قيد التداول، سواءٌ طال الزمن او قصر.. (حسب هذه المصادر)..

وحسب قيادي في محور المقاومة فإن «الرد «آتٍ» في قلب الكيان الاسرائيلي حتى لو ادى الامر الى سقوط المدنيين».

ومضى القيادي الى التأكيد «نحن على ابواب الحرب، وما يفصلنا عنها هو كيفية تعامل العدو الاسرائيلي مع الردّ المنتظر»..

واعتبر القيادي ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين يحاول عبر وساطته الالتفاف على القرار 1701 وايقاف الحرب في الجنوب بمعزل عن توقف الحرب في غزة.

لكن بقي ايضا انتظار الرد الايراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية في طهران، حيث نقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني قوله امس: إن فترة انتظار رد إيران على إسرائيل قد تكون طويلة. وقال المتحدث: لم نُبقِ أي اعتداء على أهدافنا من دون رد وعلى العدو انتظار الردود المدروسة في وقتها المناسب.

أضاف: ردّنا قد لا يشبه العمليات العسكرية السابقة وسيناريوهات الرد ليست متشابهة.

مجلس الأمن واليونيفيل

من جهة ثانية، علمت «اللواء» من مصادر رسمية ان اعضاء مجلس الامن الدولي الـ 15 الذي انعقد مساء امس الاول في نيويورك، بدأ بمناقشة مسودة قرار التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب سنة اضافية الذي كتبته فرنسا، لكنهم لم يناقشوا مضمونه ولم يقترح احد من ممثلي الدول اي تعديل على الصيغة،بل ادلى الاعضاء بمواقفهم من الوضع  في الجنوب وتركزت حول «وجوب خفض التصعيد العسكري واحترام الخط الازرق والالتزام بتنفيذ القرار 1701 كاملاً ووقف الاعمال العدائية».

لكن مشروع القرار بات موضع نقاش على مستوى الخبراء بين بعثة لبنان في الامم المتحدة وبين ممثلي باقي البعثات، هذا النقاش الذي يستمر حتى نهاية هذا الاسبوع، قبل تقرير صيغته النهائية وعرضها على مجلس الامن يوم 29 آب الحالي للتصويت عليه وإقراره، سواء تم إدخال بعض التعديلات عليه او يبقى كما قرار التمديد العام الماضي.

حايك إلى النيابة التمييزية

كهربائياً، يستمع مدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار ابتداءً من اليوم لعدد من المعنيين بقطاع الكهرباء على خلفية الازمة التي شهدها لبنان في الايام القليلة الماضية..

وأتى تحرك حجار على خلفية الاحالة التي رفعها اليه الرئيس نجيب ميقاتي، وهي نفسها التي رفعت الى التفتيش المركزي.

ويستعد رئيس مجلس ادارة الكهرباء كمال حايك لإعداد ملف يتضمن مئات الصفحات، بما فيها الكتب التي رفعها الى وزير الطاقة والمياه، ورئاسة الحكومة حول الخطر المحدق بالكهرباء.

وفي السياق، علمت «اللواء» ان وزارة الطاقة لم تتبلغ بعد تفاصيل المساعدة الجزائرية وكيفية وموعد وصولها، ويفترض ان يتابع وزير الطاقة وليد فياض هذه التفاصيل اليوم.

وقال الوزير  فياض: إن «أزمة الكهرباء في لبنان ودخول البلاد في العتمة الشاملة تعود إلى أمرين أساسيين، الأول خارجي ويتمثل في الحصار المفروض والعقوبات الأميركية عبر قانون «قيصر»، ما أدى إلى حرمان لبنان من تعدد الموارد في حصوله على الفيول، وهو ما حدث بعد توقيع اتفاقيات مع مصر والأردن إلا أن قانون «قيصر» منع تنفيذها، والأمر الثاني وهو العامل الداخلي المتمثل في المناكفات السياسية بين الافرقاء.

وكشف فياض عبر إذاعة «سبوتنيك» عن «رسالة أميركية وصلت الى السلطات اللبنانية قبل عامين تعد بحل العقوبات المتعلقة بقانون «قيصر»، إلا أن الأمر لم يحصل حتى الساعة لا بل على العكس، فالشروط التي كانت تتخذ طابعا إداريا تحوّلت إلى شروط مالية وأمنية تتعلق بأمن إسرائيل، ونحن نريد مساعدة بدون شروط».

وأعلن أن « شحنة الـ«سبوت كارغو» من المتوقع أن تصل إلى لبنان في 24 آب وبعد أن تُفحص تدخل إلى مخازن الكهرباء».

وأوضح أن «الشحنة تحمل 30 ألف طن من «الغاز أويل» وتؤمن 600 ميغاوات تغذية أيّ ما يعادل 6 ساعات كهرباء يومياً،لافتًا إلى أن «مؤسسة كهرباء لبنان أعطت الأمر لمصرف لبنان بفتح الاعتماد المخصص لتحرير عمل الباخرة وملء الفيول لتصل إلى لبنان في الموعد المتوقع».

وأشار فيّاض إلى أن «هذه الازمة كان لها جانب إيجابي تمثّل في مسارعة الدول الصديقة إلى مساعدة لبنان ومنها دولة العراق التي جددت التزامها مع لبنان، والجزائر التي قدمت هبة من الفيول لإنقاذ لبنان من العتمة الشاملة».

الوضع الميداني

ميدانياً، طاول القصف الاسرائيلي المعادي اطراف بلدات عيتا الشعب والناقورة وجبل اللبونة.

واستهدفت اسرائيل منطقة حامول في الناقورة، مما ادى الى اصابة 3 مسعفين من الدفاع المدني بإصابات طفيفة.

واستهدف الحزب امس عمق الكيان الاسرائيلي بقصف مقر الفرقة 146 في «جعتون» بصليات من صواريخ الكاتيوشا رداً على ‏الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة دير قانون رأس العين.‏

وتقع «جعتون» في وسط الجليل الغربي بالعمق الفلسطيني المحتل اسفل تقاطع «كابري» الحيوي الواصل بين الجليل ونتانيا غرباً وشمال فلسطين وشرقها.  وتبعد عن حدود لبنان قرابة 20 كلم.

كما استهدفت المقاومة رداً على الغارات المعادية امس الاول على البقاع، بصليات مكثفة من الصواريخ، مقر قيادة فرقة الجولان 210 في «ثكنة نفح»، ومقر فوج المدفعية ‏ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في «ثكنة يردن» بالجولان المحتل. وافادت وسائل الاعلام العبرية عن سقوط اكثر من 80 صاروخا امس على مناطق شمال فلسطين المحتلة.

كما اعلن حزب الله انه استهدف ثكنة يعرا (مقر قيادة اللواء الغربي 300) بصواريخ الكاتيوشا.

كما اطلق حزب الله صاروخاً مضاداً للطائرات من الجنوب باتجاه طائرة حربية اسرائيلية.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

أعلنت الولايات المتحدة فشل ضغوطها على إسرائيل بشكل غير مباشر للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة، وحاولت علناً الضغط على حركة "حماس" للموافقة على الصيغة الجديدة للاتفاق، وهي الصيغة المعدّلة وفق الشروط الإسرائيلية "المستحيلة".

اعتبرت "حماس" أن الولايات المتحدة رضخت للإرادة الإسرائيلية ومنحت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضوءاً أخضر للاستمرار في حربه ضد غزّة، وعرفت بين السطور أن نتنياهو لا يُريد وقفاً لإطلاق النار.

تضغط الولايات المتحدة على "حماس" للموافقة على صيغة الاتفاق الجديد، لكن نتنياهو سيبتدع عراقيل جديدة في حال نجحت المساعي الأميركية، وهي أساساً مشكوك بنجاحها لأن "حماس" على رفضها القاطع، فرئيس الوزراء الإسرائيلي لا يُريد هدنة إلّا بشكل موقّت، ليستكمل القتال بعد استبدال الأسرى.

مصادر فلسطينية متابعة تتحدّث عن "أجواء سلبية يبثّها نتنياهو لعرقلة احتمال التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ولا نتائج إيجابية منتظرة من المحادثات التي من المفترض أن تجري في القاهرة، علماً أن بعض القادة في إسرائيل لم يعد يهمهم أمرها كون نتنياهو لا يُريد إنجاحها".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، تُشير المصادر إلى "تصريحات نتنياهو السلبية حيال مفاوضات الهدنة، والتي قال خلالها إن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا ومعبر نيتساريم تحت أي ظرف، وقوله إنه ليس متأكداً من حصول الاتفاق أمام أهالي الأسرى"، وتعتبرها "شبه نعي لمفاوضات الهدنة".

على إثر هذه الأجواء السلبية الإسرائيلية، تُحاول الولايات المتحدة شراء الوقت عبر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الذي يجول في الشرق الأوسط، وكانت قطر آخر محطاته، مُحاولاً الضغط على "حماس"، وتهدف أميركا من خلال شراء الوقت الى تأجيل التصعيد الإقليمي والرد الإيراني.

فشل المساعي الديبلوماسية في تقريب وجهات النظر بين "حماس" وإسرائيل سيعني تطيير الاتفاق وبالتالي العودة إلى التصعيد الذي ألمحت إليه حركة "الجهاد الإسلامي" في رسالتها إلى "حزب الله"، والتي اعتبرت خلالها أن "الوقت قد حان للعمل من أجل زوال إسرائيل".

رسالة "الجهاد" إلى "الحزب" تحمل بين سطورها إشارات خطيرة جداً، توحي بأن الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حزب الله" ستكون محور الصراع في الفترة المقبلة، ما يعني أن التصعيد سيتفاقم، وهذه الإشارات تتقاطع مع تصريحات أخرى أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت يتحدّث خلالها عن أجواء مشابهة.

غالانت أعلن جهاراً أن تركيز الجهود العسكرية الإسرائيلية بات ينتقل تدريجياً من قطاع غزة إلى الجبهة في مواجهة "حزب الله" في المنطقة الحدودية مع لبنان، لافتاً إلى أن قصف العمق اللبناني ليل الإثنين "تحضير لأي تطور محتمل"، ما يعني أن لبنان صار محور الحدث، بعدما كانت غزّة.

"حزب الله" لم يصدر أي تعليق بعد على المستجدات الراهنة، لكن تصعيده الحذر جداً في الجنوب يُشير إلى أنّه ليس في وارد التهدئة ووقف إطلاق النار اليوم، لكنه لا يسعى إلى إفشال مفاوضات الهدنة، وبالتالي فإنّه يرد على الاستهدافات الإسرائيلية لكن بشكل نوعي لكن مدروس.

إذاً، فإن المنطقة تقف على حافة الهاوية، والتعويل المحلي والإقليمي والدولي على نجاح المساعي الأميركية في إيجاد أرضية مشتركة للأفكار الإسرائيلية والفلسطينية، لكن الشكوك تحوم حول نوايا نتنياهو الحقيقية ورغبته في استمرار الحرب لا عقد الاتفاقات مع "حماس".

 

 

 

"البناء":

على إيقاع صليات صواريخ المقاومة على المواقع الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة وتساقط المسيرات الانقضاضية على مقار القيادة لقواته في الجولان، تلقت قيادة المقاومة رسالة المقاومة الفلسطينية التي تدعوها مع إيران وسورية والعراق واليمن الى مرحلة جديدة من الحرب أسمتها بفتح باب خيبر من جديد.

الرسالة تعكس تقدير المقاومة في غزة لحجم مأزق كيان الاحتلال من جهة، وتعثر المسار التفاوضي من جهة موازية، حيث بدا واضحاً أن الموقف الأميركي الداعم أساساً للحرب وكيان الاحتلال قد انتقل من الخشية من التصعيد إلى مباركته. وهذا يجعل كل المبادرات التفاوضية مفخخة بالسعي لتحقيق أهداف الاحتلال، كما حدث في مسعى وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الذي تم تزيينه باعتباره مشروع ضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحيث تكشف ما نتج عن جولة بلينكن من تضمين شروط نتنياهو في بنود معدّلة لمبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن التي قبلتها المقاومة ممثلة بحركة حماس منذ أكثر من شهر. وفي ختام جولته في الدوحة أعاد بلينكن تكرار تحميله حماس مسؤولية تعثر التفاوض مجدّداً الكلام عن موافقة نتنياهو على الصفقة، ولم يتردد الرئيس الأميركي عن اتهام حماس بالانقلاب على موافقتها على مبادرته، ما اضطر حماس للردّ على كلام بايدن وبلينكن بكشف المقترح الذي عرض عليها وما تضمّنه من تعديلات هي تماماً طلبات نتنياهو، وقالت إن بايدن هو من انقلب على مبادرته.
في تداعيات انسداد مسار المفاوضات، وجّهت المقاومة الفلسطينية في غزة رسالة تحمل الكثير من المعاني والأبعاد للمقاومة في لبنان، فقالت «من قلب غزة ومن رحى المواجهات والقتال وغبار المعارك، ومن قلب معاناة شعبنا المجاهد الصابر الثابت، نرسل لكم هذه الكلمات في هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الأمة وخذلان البعيد والقريب، فهذا العدو المذعور في شوارع قطاع غزة وأزقته، وكما وصفه سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله، حفظه الله، بأنه أوهن من بيت العنكبوت، يقف اليوم على أطراف أصابعه يتملّكه الخوف والانتظار المؤلم المُكلف – للأيام والليالي والميدان –».
وأضافت الرسالة «لقد أخطأ العدو في تقديراته وحساباته ونحن متيقنون من أنكم ستؤدون مهمتكم بكل جدارة، وسنرى بأسكم وجهادكم نافذاً بحول الله، أنتم وبقية إخواننا في محور المقاومة من إيران الإسلامية إلى سورية العروبة، إلى العراق الأبي، وصولاً إلى اليمن العزيز الذي حفر في التاريخ الإسلامي والعروبي بالدم والبارود أروع معاني الانتماء لفلسطين وقضيتها، فقد حان اليوم أيها الأبطال المجاهدون التقدّم نحو فتح باب خيبر من جديد، والعمل لزوال «إسرائيل» من الوجود».
تبدو المؤشرات سلبية حيال تطوّرات الوضع في غزة رغم كل المساعي الساعية لوقف إطلاق النار وعدم توسيع نطاق الحرب. وبينما يواصل العدو حربه على غزة أفاد وزيرالحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، بأن «مركز الثقل ينتقل بشكل تدريجي من الجنوب إلى الحدود الشمالية مع لبنان»، معلناً أن «الهجمات التي نفذناها في عمق لبنان استعداد لأي تطورات قد تحدث».
في غضون ذلك، وجّهت حركة حماس رسالة لـ «حزب الله»، جاء فيها «لقد أخطأ العدو في تقديراته وحساباته ونحن متيقنون من أنكم ستؤدّون مهمتكم بكل جدارة»، مضيفة: «»إسرائيل» غارقة في وحل غزة فكيف لها أن تواجه وتقاتل الحزب في لبنان».
على خط آخر، تستمرّ المفاوضات عبر فرنسا بين لبنان والدول المعنية بالتجديد لـ»اليونيفيل» ويجري العمل على أن تكون أي تعديلات قد يتمّ إدخالها على صلاحيات اليونيفيل شكليّة لا جوهريّة. وكانت جلسة مجلس الأمن شهدت عرضاً لتبادل إطلاق النار على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية أجراه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط. وأكد مجلس الأمن في جلسة 19 آب حماية اليونيفيل والتجديد بالمضمون والولاية والتمويل نفسه»، لافتاً إلى أن «عرض مجلس الأمن أشار الى أن 16 ألف مقذوفة أطلقت على جانبي الخط الأزرق 75% منها من «إسرائيل» و25% من حزب الله».
وفي ردّه على الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي طاولت القرى والبلدات في الجنوب، فضلًا عن العمق اللّبنانيّ، قصف «حزب الله» بصليات مكثفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ‏ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن». أيضاً، واستهدف ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة، كما قصف اليوم مقرّ الفرقة 146 في جعتون بصليات من صواريخ الكاتيوشا».‏ وقد تحدّث جيش العدو الإسرائيلي عن رصد إطلاق 55 صاروخاً من جنوبي لبنان واعتراض بعضها فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة.
ومع تواصل القصف الإسرائيلي اليومي على البلدات والقرى الجنوبية، تعرّضت بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون لقصف مدفعي. وشن الطيران الحربي غارة مستهدفاً بلدة عيتا الشعب. كما سقطت قذيفتان على مثلث باب ثنية في الخيام، أسفرت عن إصابة عامل سوريّ، تمّ نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة. واستهدف الطيران المسيّر الإسرائيلي دراجة نارية على طريق بين بافليه والشهابية. إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين استهدفت إحداهما منزلًا في بلدة الضهيرة في جنوب لبنان. وأصيب ثلاثة مسعفين من الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، إثر غارة نفّذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية، واستهدفت محيط سيارة إسعاف كانوا يستقلّونها لنقل جرحى من منطقة حامول في الناقورة.
وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التّابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، «ارتفاع عدد الجرحى جرّاء غارات العدو الإسرائيلي مساء أمس على البقاع، إلى أحد عشر شخصًا، في حصيلة نهائيّة»، مشيرًا إلى أنّهم «عولجوا جميعهم في الطّوارئ.
وعرض وزير البيئة ناصر ياسين في مكتبه في الوزارة، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت والمنسّق المقيم للشؤون الإنسانية عمران ريزا، للأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. كما عرض ياسين بصفته رئيس لجنة الطوارئ الحكومية مع بلاسخارت وريزا، للمستجدات في جنوب لبنان وسبل دعم خطة الطوارئ لتلبية حاجات النازحين من القرى الحدودية والاستجابة لأيّ تطوّرات في حال توسّع رقعة الحرب.
على صعيد آخر، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض ومدير منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في السراي وجرى خلال الاجتماع البحث في استكمال برنامج البنك الدولي تمويل المشروع المتعلق بالطاقة المتجدّدة وتدعيم أنظمة كهرباء لبنان، والذي يبلغ حوالي 250 مليون دولار لتطوير هذا القطاع كجزء من استراتيجية البنك الدولي للاستثمار في ثلاثة قطاعات أساسيّة، وهي: الطاقة والمياه والرقمنة».
وقال فياض من المتوقع أن تتم المفاوضات بشأن برنامج البنك الدولي الأسبوع المقبل على أن يتم عرضه لاحقاً من قبل وزيري المال والطاقة والبنك الدولي على أن تحوّل بعد ذلك إلى مجلس إدارة البنك الدولي لاعتمادها من قبله أواخر أيلول المقبل. وبعد اعتمادها من قبل البنك تتمّ مناقشتها من قبل الحكومة ومن ثم تحول إلى مجلس النواب لاإبرامها. فالمسار طويل، ولكن نأمل انجازه خلال فصل الخريف المقبل.
وأجرى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصالاً هاتفياً بنظيره الجزائري أحمد عطاف جدّد خلاله شكر الحكومة اللبنانية وتقديرها لمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون بتزويد لبنان بالفيول لتشغيل محطاته الكهربائية، مشيداً بالتعاون والتنسيق المستمرّ بينهما في الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن القضايا التي تهمّ البلدين. وأكد الوزير عطاف استعداد بلاده للقيام بكل ما يلزم لدعم لبنان في المحافل الدوليّة، ولا سيما في مجلس الأمن.
أما وزير الداخلية بسام المولوي فقال من عين التينة: «وضعنا الرئيس بري في أجواء عمل القوى الأمنية واهتمامها بالمناطق التي يحصل فيها النزوح حيث يجب ان تبقى الدولة وأجهزتها موجودة الى جانب المواطنين الصامدين والنازحين خاصة النازحين الذين أغلبهم ما زالوا في مناطق الجنوب». وتابع «كما وضعنا الرئيس بري، في أجواء عمل البلديات وكيفية القيام بدورها في هذه الظروف الصعبة وفي كيفية قيامنا بالجهد اللازم لتأمين الدعم المطلوب للبلديات عبر الموارد المتعدّدة التي يمكن أن نؤمنها للبلديات لإستمرار القيام في عملها».
إلى ذلك جدّد التيار الوطني الحر تمسّكه بوجوب القيام بكل ما يمكن لإبعاد الحرب عن لبنان وعدم ربطه بحروب إقليميّة، أما إذا أراد العدو مهاجمة لبنان وتوسيع اعتداءاته عليه فلا نقاش بالوقوف الى جانب لبنان واللبنانيين في مواجهة «إسرائيل».
وفي سياق آخر، وجّهت الهيئة السياسية في التيار رسالة صارمة في الشأن الحزبي، مؤكدة مجدداً أن أي نقاش يتم داخل أروقة التيار وليس في المؤتمرات الصحافيّة والمبادرات الاستعراضية والإعلامية التي لا توصل الى نتيجة، ولا يتمّ من خلال التغيب الدائم المتعمد حتى تاريخه عن اجتماعات المجلس والهيئة السياسية في التيار.

 

 

 

 "الشرق":

اعتبرت حركة حماس ادعاءات الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتهم فيها الحركة بأنها “تتراجع” عن خطة التسوية في غزة، “ادعاءات مضلّلة”.

وقالت الحركة الفلسطينية في بيان “تابعنا باستغراب واستهجان شديدين التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي والتي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من دعوة وزير خارجيته أنتوني بلينكن للحركة للقبول بالمقترح الأخير”.

وأضافت: “تصريحات بايدن وبلينكن هي ادعاءات مضلّلة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقفٍ للعدوان”.

وتابعت: “هذه التصريحات تأتي في إطار الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال الصهيوني، والشراكة الكاملة في العدوان وحرب الإبادة على المدنيين العزل في قطاع غزة”.

وشددت على أن “هذه التصريحات تعد ضوءا أخضر أميركيا متجدّدا، لحكومة المتطرفين الصهاينة، لارتكاب المزيد من الجرائم بحقّ المدنيين العزّل، وسعياً وراء أهداف إبادة وتهجير شعبنا”.

وذكرت أن ما تم عرضه مؤخراً على الحركة “يشكل انقلابا” على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من تموز الماضي، والمرتكز على إعلان بايدن نفسه في 31 أيار الفائت، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الصادر في 11 حزيران المنصرم.

واعتبرت أن العرض الأخير بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة “يُعَد استجابة ورضوخاً أميركياً لشروط الإرهابي نتنياهو الجديدة، ومخططاته الإجرامية تجاه قطاع غزة”.

وأشارت إلى أن الوسطاء في مصر وقطر يعلمون أن “الحركة تعاملت بكل إيجابية ومسؤولية في كل جولات المفاوضات السابقة، وأن نتنياهو كان دائماً من يعرقل الوصول لاتفاق، ويضع شروطا وطلبات جديدة”.

وأكدت حماس التزامها بما “تم التوافق عليه مع الوسطاء في 2 يوليو الماضي، والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن”، داعية الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام إسرائيل بقبوله.

كما دعت الإدارة الأميركية إلى “العودة عن سياسة الانحياز الأعمى” لإسرائيل و”رفع الغطاء السياسي والعسكري عن حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الفاشي على شعبنا الأعزل في قطاع غزة”.

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

أتى استهداف إسرائيل مخازن أسلحة لـ«حزب الله» في منطقة البقاع في شرق لبنان، مساء الاثنين - الثلاثاء، ليطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت عمليات إسرائيل انتقلت إلى مستوى جديد من التصعيد، وحول الخروق الاستخباراتية الكبيرة التي تمكّن تل أبيب من تحديد مواقع هذه المخازن، كما تحدد مواقع عناصر وقياديي الحزب الذين تواصل تنفيذ عمليات اغتيال بحقهم منذ أشهر.

وعادة ما تدّعي إسرائيل استهداف مخازن أسلحة في مناطق جنوب لبنان، إلا أنها، يوم الاثنين، أعلنت أن طائراتها الحربية أغارت على عدد من المستودعات لتخزين الوسائل القتالية التابعة للحزب في منطقة ‫البقاع في عمق لبنان، لافتة إلى أنه «وبعد الغارات تم رصد وقوع انفجارات ثانوية تدل على وجود وسائل قتالية كثيرة في المستودعات المستهدفة».

ردود «حزب الله»

وأدت هذه الغارات، وفق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة، إلى إصابة 11 شخصاً. ورد «حزب الله» على هذه العمليات، الثلاثاء، بقصف صاروخي استهدف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن. كذلك تحدث الحزب عن قصف مقر الفرقة 146 في جعتون وثكنة برانيت. وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بإطلاق أكثر من 80 صاروخاً من لبنان.

بالمقابل، سجَّلت «الوكالة الوطنية للإعلام» وقوع غارة على عيتا الشعب وبلدة طلوسة في قضاء مرجعيون، وسقوط قذيفتين على مثلث باب الثنية في الخيام.

ويأتي استهداف مخازن أسلحة «الحزب» شرقاً بعد أيام معدودة من كشف «حزب الله» عن واحد من أكبر أنفاقه، في مقطع فيديو أظهر شاحنات محملة بصواريخ ضخمة تتجول تحت الأرض. ونشر الحزب مقطع فيديو مع مؤثرات صوتية وضوئية يظهر منشأة عسكرية محصّنة يتحرّك فيها عناصر بلباس عسكري وآليات محمّلة بالصواريخ ضمن أنفاق ضخمة واسعة ومضاءة.

إقفال جبهة لبنان

يضع مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر لجوء إسرائيل لقصف مخازن السلاح في «إطار التصعيد وبإطار استراتيجية تسعى إلى إقفال الجبهة مع لبنان بشكل نهائي، وتغيير قواعد الاشتباك كما كانت قائمة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تل أبيب «تسعى لإزالة تهديد (حزب الله) بالطرق الدبلوماسية أو باستخدام القوة». ويضيف نادر: «استهداف القيادات وتفجير مخازن الأسلحة ومحاولات التسلل كلها تندرج بإطار التحضير لعملية عسكرية أو الضغط من أجل تعزيز الموقع التفاوضي».

ويرى نادر أن «انكشاف المنظومة الأمنية والاستخباراتية لـ(حزب الله) أصبح واضحاً»، قائلاً: «حتى إنجاز الانتخابات الأميركية لا يبدو أننا سنكون بصدد اتفاق لوقف إطلاق النار أو تسوية شاملة، وبالتالي الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من العمليات العسكرية مع استمرار المفاوضات للحيلولة دون حرب كبيرة لا ترى إيران مصلحة لها فيها».

عمليات استباقية

من جهته، يضع رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي الضربات التي استهدفت مخازن السلاح في البقاع «بإطار الضربات الاستباقية التي تؤكد أن هناك خرقاً إسرائيلياً استخباراتياً كبيراً لصفوف (حزب الله) مكّن تل أبيب من اغتيال العشرات من عناصره وقياداته»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «من لديه قدرة الوصول لهذه الشخصيات من الطبيعي أنه على علم بقدرات الحزب وأماكن وجود مخازن أسلحته وقواعده وما شابه».

ويضيف قهوجي: «بعد نشر فيديو (عماد 4) لأنفاق الحزب العسكرية، يقول الإسرائيلي من خلال ضرباته الأخيرة إنه يعلم ما يملك الحزب وأماكن وجوده، ويقوم بالاستهدافات الاستباقية، فبينما الجميع ينتظر رد (حزب الله) أتى الاستباق الإسرائيلي».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية