افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 23 أغسطس 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 23 24|08:56AM :نشر بتاريخ

 "النهار":

بدت الحكومة اللبنانية كأنها تضع أمالاً عريضة على أن يشكل التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) ولمدة سنة إضافية، قبل نهاية الشهر الحالي مرتكزاً وحافزاً ومؤشراً أساسياً في المساعي والعوامل الدولية التي من شأنها خفض أخطار الحرب المحدقة بلبنان، فيما تتصاعد حدّة المواجهات الحربية الجارية بين إسرائيل و”حزب الله” وتنذر يوماً بعد يوم بالأسوأ.

ومع أن وتيرة العمليات المتبادلة بين الفريقين على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل أو في أعماق مناطق أخرى، لم تبلغ بعد حدود تشكيل الإنذارات الخطرة بانهيار الخطوط الحمر نهائياً وتفلّت الوضع عن اخر ضوابط “الارتداع” عن اشتعال حرب واسعة، فإن ذلك لم يشكّل باب طمأنة كافياً لأوساط معنية بمراقبة تطورات الوضع الميداني والمنحى الذي تتخذه الجهود والاتصالات الديبلوماسية الحثيثة لمنع انفجار حرب واسعة.

وتكشف هذه الأوساط أن مناخ الجهود الديبلوماسية يشهد تراجعاً خطيراً منذ مطلع الأسبوع الحالي على خلفية التعثر الواسع الذي أصاب المفاوضات المتصلة بحرب غزة، ولم يكن ممكناً تجاهل الأثر السلبي لهذا التعثر على الواقع الميداني للجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، خصوصاً وأن التعثر إستمر على رغم الضغط الأميركي التصاعدي لإحداث ثغرة واستئناف المفاوضات، وكانت تتويجته باتصال وُصف بأنه صعب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يبدو، وفق الأوساط نفسها، أنه بدّل أي شيء في الواقع الشديد التأزم ولو أن جولة أخرى محتملة للمفاوضات قد تعقد.

وكشفت هذه الأوساط تبعا لهذا المناخ أن لبنان الرسمي عاد في الأيام الأخيرة إلى تلقي ضغوط وتحذيرات جديدة من دول متعددة لخفض التوتر الميداني والحؤول دون تمكين إسرائيل من توظيف أي تطور ميداني في زيادة وتيرة غاراتها وعمليات الاغتيال المنهجية التي تنفذها كما لتوسيع رقعة استهدافاتها، علماً أن اللافت في هذه الجولة الجديدة من التحركات الديبلوماسية أنها لم تتناول موضوع ردّ “حزب الله” على إسرائيل لاغتيالها المسؤول العسكري فؤاد شكر، بل حُصرت في المسعى لمنع تفاقم المواجهات الميدانية من دون أي تفسير واضح لتجاهل موضوع الردّ.

في أي حال، مضت الدوامة التصعيدية في الحفاظ على مستوى عالٍ من التوتر إذ قام الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الخميس بشنّ سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت بلدات وقرى في الجنوب بعد يوم طويل من العمليات العسكرية المتبادلة مع “حزب الله”. وقد طاولت الغارات بلدات عيتا الشعب، كفرشوبا، محيبيب، الخيام، ميس الجبل، وادي العزبة عند أطراف زبقين، شيحين، كوثرية السياد، راميا، وكفركلا، ورامية، والناقورة، وجبلي اللبونة والعلام. وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي: “في هجوم واسع النطاق خلال الليلة الماضية، هاجم جيش الدفاع ودمّر أهدافًا لـ”حزب الله” في أكثر من 10 مناطق مختلفة في جنوب لبنان”.

وأضاف: “شنّت الطائرات الحربية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي خلال الليل هجمات على أهداف تابعة لـ”حزب الله” وزعم أنه “من بين الأهداف التي تم استهدافها، مخازن أسلحة، مبانٍ عسكرية، ومنصة إطلاق استخدمها “حزب الله” لتنفيذ عمليات هجومية ضد دولة إسرائيل”.

وردّ “حزب الله” بإعلانه استهداف ثكنة برانيت بقذائف المدفعية الثقيلة وأصابتها إصابة مباشرة، كما شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تموضعات للجنود الإسرائيليين في مستوطنة كريات شمونة، وأعلن استهداف التجهيزات ‏التجسسية في موقع جل العلام بمحلّقة انقضاضية وتموضعات لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط موقع المطلة واستهدف أيضاً تموضعاً للجنود الإسرائيليين في محيط موقع الغجر وموقع المرج ومبانً يستخدمها الجنود الإسرائيليون في مستوطنتي زرعيت والمنارة.

واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي باب الثنية – الخيام والخيام. كما استهدفت المدفعية أطراف بلدة شبعا ومروحين ويارون التي تعرضت لقصف بالقذائف الفوسفورية أدى إلى نشوب حرائق في الأحراج.

الحكومة واليونيفيل

أما الموقف الحكومي من اليونيفيل، فحدّده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مجدداً “التأكيد أن كل الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي يجريها حالياً تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان” اليونيفيل”، في مجلس الامن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعي والأساسي لحل الوضع في جنوب لبنان”.

وقال خلال لقاءاته في السرايا “إن الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفيل أظهرت تفهماً للمطلب اللبناني بوجوب الإبقاء على مهام “اليونيفيل”، كما كانت عليه، وعدم إدخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة أصلاً. ونأمل في أن يُصار إلى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور “اليونيفيل” ومهامها في جنوب لبنان”.

أضاف: “إننا نشدد، في هذه المرحلة الصعبة، على أولوية التضامن الداخلي والتعالي عن الخلافات التي ليس أوانها الآن ولا موجب لإضافة المزيد من التشنجات على الواقع المأزوم أصلاً. كما أناشد السياسيين وأهل الاعلام أيضاً، عدم الانجرار في بث أخبار وتحليلات تزيد الهلع عند اللبنانيين، وتشنّج الأجواء أكثر فأكثر”. وقال “إن الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات عملية للمعالجة فليتقدم بها، بدل الانتقاد لمجرد الانتقاد أو اللجوء إلى سلاح السلبية والمقاطعة الذي لا يقدم أي حل”.

وبدوره، جدّد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا “التحذير من أنه في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة”. وأعاد التشديد على “عدم رغبة لبنان بالتصعيد وإندلاع حرب، وعلى الحاجة إلى وقف اطلاق النار في غزة لإرساء التهدئة في جنوب لبنان والمنطقة”. كما أعرب عن تقديره لدعم اليابان للبنان في الأمم المتحدة، بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، مشيداً بالتعاون القائم بين بعثتي البلدين في نيويورك.

من جهتها، أكدت الوزيرة كاميكاوا “أن اليابان تراقب بقلق بالغ الوضع في الشرق الأوسط وتدعو الأطراف كافة إلى الامتناع عن التصعيد وإلى تجنّيب المنطقة حرب شاملة”، متمنية على الحكومة اللبنانية “الطلب من “حزب الله” عدم التصعيد”. وأعربت عن “دعم اليابان للجهد الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، كما أشارت إلى أن اليابان تنسق في مجلس الأمن مع فرنسا بصفتها “حامل القلم” بمسألة التمديد لـ”اليونيفل” إدراكاً منها لأهمية هذا التمديد”.

 

 

 

"الأخبار":

انعكس قرار حزب الله الرافض استقبال أيّ مبعوث يحمل رسالة تهديد أو وعيد أو تحذير جموداً في حركة الاتصالات. وفي ظل تأكيد الحزب على أن الرد على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، في 30 تموز الماضي، «حتمي»، يتعرّض لبنان منذ نحو أسبوع لحملة تهويل ضخمة تقودها جهات غربية، أوروبية تحديداً، علماً أن مصادر دبلوماسية في بيروت ونيويورك أكّدت أن التقييم حتى الآن هو أن «واشنطن غير متحمّسة لخيار حرب كبيرة». لكنّ المصادر استبعدت عودة الهدوء في غزة ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.ونقلت شخصيات سياسية لبنانية أن دبلوماسيين بريطانييين وألماناً ناقشوا معها الأوضاع على الجبهة اللبنانية من زاوية مختلفة عن السابق، إذ إن هؤلاء لم يعودوا ينقلون تهديدات إسرائيلية مباشرة. لكنهم يعمدون إلى صياغة التهديد نفسه بطريقة مختلفة، كالقول إن «إسرائيل لا يمكنها تحمّل الوضع الحالي مع لبنان»، وإنها «حاولت التوسط عبر دول عربية وغربية والأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق. ولكن، إزاء رفض حزب الله الأمر، فإنها تجد نفسها معنية بمعالجة المشكلة بنفسها، والذهاب بالتصعيد نحو المواجهة الكبيرة»، محذّرين من أن «لبنان يعرّض نفسه لحرب مدمّرة» ستكون إسرائيل «شديدة القسوة فيها»، في محاولة لثني الحزب عن الرد، أو جعله دون المستوى الذي يزعج العدو الإسرائيلي.

ومع «تسكير» الحزب، لجأت هذه الجهات إلى القوى السياسية المحلية المعادية لحزب الله، والتي تتصرف كشريكة في الحملة الهادفة إلى التأليب على المقاومة، واستغلال تأخر الرد على اغتيال شكر لإشاعة أجواء بأن حزب الله ضعيف وخائف من المواجهة مع إسرائيل، حتى ليبدو وكأن في لبنان من لم يتعلم من درس عام 2006، عندما راهن قسم من اللبنانيين، بقيادة فريق 14 آذار في حينه، على «سحق» إسرائيل للمقاومة.

وفي هذا السياق، جاء كلام النائب مروان حمادة في مقابلة تلفزيونية أول من أمس عن نشوب الحرب «خلال ساعات»، قبل أن يشيع في معرض توضيحاته المعلنة وغير المعلنة، بأن كلامه كان استنتاجاً بعد عشاء جمعه والنائب السابق وليد جنبلاط مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، ما أوحى بأن مصدر معلوماته هو السفير نفسه، علماً أن أوساط السفارة الفرنسية نفت أن يكون أيّ من العاملين فيها قد تطرّق إلى الوضع على الجبهة اللبنانية من زاوية أن الحرب واقعة حتماً.

وعلمت «الأخبار» أن حمادة تعرّض فور انتهاء الحلقة التلفزيونية لتأنيب من جنبلاط الذي طلب منه إصدار توضيح والتراجع عن كلامه، وهو ما حصل، إذ أعلن أنه بنى معلوماته على «وقائع وحقائق مقلقة حصلت خلال الـ48 ساعة الماضية» وأن ما قاله مجرد «تحليل صحافي»، علماً أن حمادة كان قد أكّد وراء كواليس الحلقة التلفزيونية أنه استقى هذه المعلومات من دبلوماسيين فرنسيين.

ميدانياً، واصل حزب الله أمس عملياته ضد مواقع العدو على طول الجبهة اللبنانية، فاستهدف ثكنة برانيت ومواقع السماقة والمالكية والمرج، والتجهيزات ‏التجسسية في موقع جل العلام بمحلّقة انقضاضية، وتموضعات لجنود العدو ‏الإسرائيلي في محيط موقع المطلة، وانتشاراً للجنود في محيط ثكنة أفيفيم، وشنّ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على تموضعات ‏لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة. كما استهدف تموضعاً للجنود في محيط موقع الغجر ومبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستعمرات المطلة والمنارة وزرعيت.

وفيما تحدّث رئيس مجلس الجليل الأعلى عن تزايد نشاط حزب الله مقابل انهيار مستوى الأمن في الشمال، اعتبر عضو الكنيست الجنرال احتياط يائير غولان أن «ما نعيشه اليوم هو هزيمة للمشروع الصهيوني وفشل قومي بسبب حكومة نتنياهو»، داعياً إلى «التوصل إلى صفقة تبادل تنهي الحرب في الجنوب وتكبح التصعيد في الشمال».

ورأى اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك، في مقال في صحيفة «هآرتس»، أنه «إذا اندلعت حرب إقليمية بسبب عدم التوصّل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، فإن إسرائيل ستكون في خطر». وأضاف: «إسرائيل تسير مُسرعة نحو هاوية. إذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله، إسرائيل ستنهار خلال ما لا يزيد على سنة». وجزم بأن «كل مسارات المستوى السياسي والمستوى العسكري تقود إسرائيل إلى منزلق»، وفي إشارة إلى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، قال إن «ديكتاتوراً يسيطر على مصير إسرائيل، وهناك قطيع غنم يسير خلفه أعمى إلى الذبح».

من جهة أخرى، نشرت «سلطة الطبيعة والحدائق» الإسرائيلية أن الحرائق في الشمال منذ بداية العام الجاري أتت على 189 ألف دونم من المساحات، جراء سقوط صواريخ المقاومة في المنطقة. وأشارت إلى أن غالبية المساحة المحترقة، وتبلغ 114ألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتي العشبي القابل للاشتعال. أما في الجليل فقد احترقت 74 ألف دونم. وأشار موقع القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخية أُطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعاً في الشمال.

واشنطن تتراجع عن طلب تعديلات على مهام «اليونيفل»

أكّدت مصادر رسمية أن الولايات المتحدة تراجعت عن طلبها إدخال تعديلات على مشروع القرار الخاص بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل). وأضافت أن الاتصالات مع الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين وفرنسا باعتبارها «صاحبة القلم»، أي الطرف الذي يعدّ صياغة مسوّدة القرار، أدّت إلى التوجه نحو إقرار التمديد وفق الصياغة نفسها التي اعتُمدت العام الماضي، من دون أي تعديل في مهام القوة وطبيعة عملها وآلية التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني. وأكّدت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن القرار «سيمرّ من دون أي مشاكل».

 

 

الجمهورية:

لم يسجل اي تطور ملموس امس على مستوى اسئتناف المفاوضات في القاهرة بين "اسرائيل وحركة "حماس" من اجل الاتفاق على وقف اطلاق النار في قطاع غزة واطلاق الاسرى والمعتقلين، على رغم مساعي الوسطاء الاميركيين والمصريين والقطريين، في الوقت الذي انتقدت حماس موقف واشنطن الذي يحملها مسؤولية اعاقة الاتفاق، واتهمتها بالانحياز للموقف الاسرائيلي بتبني شروط بنيامين نتنياهو.

وكشف موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين، أن الرئيس الاميركي جو بايدن أبلغ الى نتنياهو في اتصاله به أمس الاول أنه "يتوقع مرونة إسرائيلية بشأن ممر فيلادلفيا"

لكن صحيفة "هآرتس" نقلت عن مصدر سياسي تأكيده أن نتنياهو لم يغير مواقفه بعد الاتصال الهاتفي مع الرئيس الاميركي جو بايدن الليلة الماضية".

وفي هذه الاثناء نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول عربي بدولة وسيطة، أن "لا جدوى من عقد اجتماع القاهرة إلا إذا ضغطت واشنطن على نتنياهو"، معتبرا ان "تصريحات وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن وضعت "حماس" في شكل غير دقيق على أنها من يعرقل الصفقة".وذكرت الصحيفة، أن "إعلان بلينكن دعم نتنياهو للمقترح الأميركي مثير للحيرة".


وكذلك نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي، قوله "اننا سنواصل القتال لتحقيق أهدافنا سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا"، مشيرا الى اننا "نقاتل حماس كما لو لم تكن هناك مفاوضات ونتفاوض كما لو لم تكن هناك حرب". واوضحت أن موقف نتنياهو أنه "يجب ممارسة ضغوط عسكرية وديبلوماسية على حماس للتوصل لاتفاق".

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أن "وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن بحث الأربعاء الفائت مع أمير قطر تميم بن حمد الجهود الجارية للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار".

وكشفت الخارجية الأميركية أن "بلينكن شدد على أن اقتراح سد الفجوات يعالج فجوات بطريقة تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق"، مؤكدة أن "بلينكن وأمير قطر أكدا أنه لا ينبغي لأي جهة في المنطقة أن تقوض جهود التوصل إلى اتفاق".

وفي تطور لافت افادت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء أن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن ال ثاني سيزور إيران في الأيام المقبلة. وقالت أن المحادثات ستتناول قضايا ثنائية وقضايا إقليمية مهمة.

في غضون ذلك اشارت المندوبة الأميركية بمجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، الى أن "إسرائيل وافقت على مقترح وقف اطلاق النار المحدث، وعلى المجلس أن يضغط على حماس من أجل الموافقة عليه"، معتبرة أنه "يجب عدم اتخاذ أي إجراءات تقوض المفاوضات الجارية التي ترمي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الاسرى". ولفتت الى "اننا نقدر الجهود التي تبذلها قطر ومصر من أجل التوصل إلى اتفاق". وأكدت أنه "من المهم التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة الآن"، داعية "حماس" الى "الإفراج عن رفات الإسرائيليين الموجودة لديهم في قطاع غزة".

ومن جهته نائب المندوبة البريطانية في مجلس الأمن، أكد أن "التوترات الإقليمية لا تزال مرتفعة وأي هجوم من إيران ستكون له عواقب مدمرة"، مشيرا الى أن "غزة أصبحت المكان الأكثر دموية في العالم بالنسبة للأطفال". وشدد على اننا "مستمرون في إدانة بناء المستوطنات وتوسيعها بالضفة الغربية"، مضيفا، "نحث إيران وحزب الله على التراجع والتخفيف من حدة التصعيد العسكري، وعلى كل الأطراف ممارسة ضبط النفس".


وبدوره المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، قال "أننا في حاجة لوقف إطلاق النار في غزة الآن"، لافتا الى ان "الحرب لا تزال تخلف خسائر فادحة في الأرواح، ومئتي ألف فلسطيني في غزة أجبروا خلال شهر على مغادرة منازلهم". ورأى أن "أي شرارة أو خطأ في التقدير قد يؤدي إلى سلسلة من التصعيدات لا يمكن السيطرة عليها"، مؤكدا أن "حجم الدمار هائل والتعافي منه سيستغرق سنوات إن لم تكن عقودا". واضاف، "أشيد بالوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة على جهودهم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة". ورأى أن "بعد أكثر من 300 يوم من الحرب في غزة وصلنا إلى نقطة تحول في الشرق الأوسط"، مشددا على أن "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن في غزة أمر ضروري الآن من أجل السلام بالمنطقة".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين: ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماي يحيى السنوار "يفضل الصفقة كونه محاصر والذخيرة والإمدادات تنفد منه". واضاف هؤلاء المسؤولون: "نعتقد أن القادة الإيرانيين قرروا تأجيل الرد على اغتيال هنية لكن الخشية من أن تحض طهران حزب الله على الهجوم". فيما قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن: ان الاتصالات مع الأميركيين حول الصفقة مستمرة ويبذلون جهودا لتخفيف التوترات بالمنطقة". واضاف:"بايدن يعتبر التوصل لصفقة أمرا يصب في مصلحته قبل مغادرته البيت الأبيض".

وفيما افاد موقع "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين، بأن "ممثلين من إسرائيل ومصر وأميركا يجتمعون اليوم (أمس) في القاهرة لبحث محور فيلادلفيا". نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مصريين قولهم أن القاهرة رفضت مقترحًا اسرائيليا، في خضم جولات المفاوضات. وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل اقترحت إنشاء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا، كما اقترحت أميركا إنشاء برجين، إلا أن القاهرة رفضت هذا الأمر.

واعتبر اللواء احتياط يتسحاق بريك: ان إستمرار حرب الاستنزاف ضد "حماس" وحزب الله يعني انهيار "إسرائيل" في غضون عام. وقال: "بدأ غالانت أخيرا يصحو وأعلن في لجنة الخارجية والأمن أن النصر المطلق هراء إذ يسقط مقاتلونا قتلى وجرحى" . واضاف: "دخلت إسرائيل دوامة وجودية وقد تصل قريبا إلى نقطة اللاعودة".

 

التمديد لـ "اليونيفيل"

من جهة ثانية وقبل أيام قليلة على صدور قرار التمديد لقوات الامم المتحدة "اليونيفيل" استمرت الاتصالات الضامنة للتمديد سنة كاملة بالصيغة السابقة والحؤول دون فرض شروط وآليات جديدة في "قواعد الاشتباك" الخاصة بها بالصيغة التي حددها قرار العام السابق.

 

ارتياح ديبلوماسي لا يلغي الحذر

وقالت مصادر حكومية وديبلوماسية لـ "الجمهورية" ان حصيلة الإتصالات التي شملت معظم الأطراف المؤثرة ولا سيما منها الدول الخمسة ذات العضوية الدائمة لمجلس الامن الدولي لم تكتمل بعد وخصوصا أن رئيس البعثة الفرنسية يحمل القلم في عملية التمديد لهذا الشهر.

ولفتت المصادر الى انها "مطمئنة حتى اللحظة الى تحقيق ما يريده لبنان بعدما تم تجاوز المشاريع التي طرحت لحصر التمديد باشهر ستة بدلا من سنة كاملة كالمعتاد، لكن القلق سيبقى قائما الى حين صدور القرار مخافة نصب اي افخاخ في اللحظات الاخيرة وخصوصا ان الوضع في الجنوب لا يطمئن وان مواقع هذه القوات ومراكزها تحولت اهدافا من وقت لآخر لوقوعها بين نارين وقد لحقت بها اصابات عدة".

 

ميقاتي: نسعى لتمديد تلقائي

وجدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد ان كل الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي يجريها حاليا "تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان" اليونيفيل"، في مجلس الأمن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعي والاساسي لحل الوضع في جنوب لبنان".

وفي خلال لقاءاته في السراي اكد ميقاتي "ان الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفيل أظهرت تفهما للمطلب اللبناني بوجوب الابقاء على مهام "اليونيفيل"، كما كانت عليه، وعدم ادخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة أصلا. ونأمل ان يصار الى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور "اليونيفيل" ومهامها في جنوب لبنان".

واشار الناطق الرسمي بإسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، الى أن "الوضع في جنوب لبنان لا يزال متوتراً جدا، ويشهد تبادلاً لإطلاق النار بشكل يومي". وقال: "منذ 8 تشرين الأول، طبقت اليونيفيل بروتوكولات أمنية للحفاظ على سلامة حفظة السلام، حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم في تهدئة الأوضاع التي لا يمكن التنبؤ بها، والحد من التوترات". واوضح أن "ذلك يشمل إطلاق صفارات الإنذار عند حدوث تبادل إطلاق نار بالقرب من قواعدنا، أو عندما نرصد إمكانية حدوث إطلاق نار، أو عندما نتوقع رداً عسكرياً، أو عندما نتلقى معلومات حول عمل عسكري وشيك محتمل".وفي غضون ذلك دعت سلطات الصين مواطنيها إلى مغادرة لبنان "بأسرع وقت ممكن". واشارت السفارة الصينية في بيروت الى انه "في الفترة الأخيرة يستمر الوضع عند الحدود بين لبنان وإسرائيل بالتوتر، والأوضاع الأمنية في لبنان خطرة ومعقدة”. وأوضحت السفارة "مستوى الخطر الحالي للسفر إلى جنوب لبنان والنبطية هو أحمر (مستوى الخطر الأعلى) وبرتقالي في المناطق الأخرى (خطر مرتفع)”. وأوصت المواطنين الصينيين الموجودين راهنا في لبنان "باستغلال فرصة استمرار توافر رحلات تجارية والعودة إلى الصين أو مغادرة البلاد بأسرع وقت ممكن".

 

 

 

 "الديار":

لم يعد السؤال المطروح اليوم هو عن «اليوم التالي» لوقف النار في غزة او ترتيبات ما بعد توقف جبهة الاسناد في الجنوب. انتقل الجميع الى البحث عن اجابة حول ماهية «اليوم التالي» لفشل الجولة الجديدة من التفاوض التي تساهم الولايات المتحدة الاميركية عمدا في اجهاضها، وسط حالة من الذهول داخل قطاعات واسعة امنية وسياسية في كيان العدو، وليس لدى الجبهة الاخرى، المدركة، سلفا ان لا «بضاعة» للشراء من ادارة الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته انتوني بلينكن الذي وصفت النائبة الديموقراطية الهان عمر زيارته الى اسرائيل «بالمذلة» بعدما رضخ على نحو تام لشروط بنيامين نتانياهو المصر على حرب الابادة في القطاع في اطار استراتيجية طويلة الامد، كشف عنها الاعلام الاسرائيلي امس، وتقوم على عودة استيطان غزة مجددا، بدءا من الشمال، واصفة كل ما يحصل الان بانه مجرد «شراء للوقت» بانتظار الاستحقاق الرئاسي الاميركي.

لا خطة لحرب واسعة؟

وفيما، اثار حجم الدمار في مستوطنة «كتسرين» في الجولان المحتل حالة من النقاش الصاخب في «اسرائيل»، ترجح كل التوقعات والمعلومات، استمرار حرب الاستزاف طويلا على كافة الجبهات، دون وجود ضمانة بعدم حصول حرب واسعة في المنطقة. فـ «اسرائيل» لا تزال تتهيب الحرب الشاملة، ويسرب اعلامها عدم المصادقة حتى الان على اي خطة للمواجهة في الشمال مع ترجيح رفع نسق المواجهة الى ما دون الحرب عبر اقرار خطط لتنفيذ غارات جوية واسعة على مراكز استراتيجية لحزب الله. لكن الخشية تبقى من رد الطرف الآخر على هجوم مماثل مع التذكير ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هدد برد دون «سقوف».

«الهبوط الآمن»

ولهذا بدات واشنطن العمل على تحقيق ما يمكن وصفه «بالهبوط الآمن» للفشل الجديد المفترض لوقف الحرب على غزة. ووفقا لمصادر دبلوماسية، عاد ارسال «الرسائل» من جديد باتجاه طهران وحزب الله لعقلنة الردود المرتقبة، تحت عنوان عدم المخاطرة بانفجار كبير في فترة الفراغ في الولايات المتحدة، حيث لا قدرة جدية للادارة على السيطرة على ردود الفعل الاسرائيلية في لحظة «الجنون» الحالي على كافة الجبهات.

ماذا تريد واشنطن؟

و «الرسائل» التي يتولى نقلها القطري من خلال زيارة وزير الخارجية محمد عبدالرحمن آل ثاني الى طهران، وكذلك العماني، والمصري، تتضمن شرحا لصعوبة المرحلة وعدم اليقين من امكان منع التدحرج نحو الاسوأ. ولهذا فان ما تريده ادارة بايدن الان، نسق تصعيد يمكن السيطرة عليه، خصوصا على الحدود في الجنوب، باعتبارها «عود الثقاب» الذي قد يشعل فتيل الانفجار الكبير، مع ضمانة بتقييد ردود الفعل الاسرائيلية بما لا يتجاوز حدود المواجهة حاليا، والعمل على خفض اي تصعيد بسرعة كيلا يتحول الى مواجهة واسعة النطاق.

محور المقاومة يرفض «البازار»

وفي هذا السياق، علمت «الديار» انه ليس لدى محور المقاومة اي استعداد للدخول في هذا «البازار» الكارثي على المنطقة، لان ما تريده ادارة بايدن عدم انفجار الغام الشرق الاوسط في طريق المرشحة كاميلا هاريس، من خلال استرضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة عبر التسليم بمنح «اسرائيل» المزيد من الوقت لاستمرار حرب الابادة في غزة، وتبحث له عن ضمانة بعدم حصول تصعيد من قبل جبهات المساندة.

لا ضمانة «لليوم التالي»

ووصفت اوساط مقربة من حزب الله الطروحات بانها وقاحة منقطعة النظير. فما تريده واشنطن عمليا تاجيل الحل الى ما بعد الانتخابات، دون وقف التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، ثم تعود الادارة الجديدة لفرض وقائع على الارض، باعتماد «العصا» دون «الجزرة» هذه المرة، خصوصا اذا ما عاد دونالد ترامب الى البيت الابيض. وانطلاقا من هذه المعطيات، لن تحصل واشنطن على اي وعد لا تلميحا ولا مباشرة بخصوص «اليوم التالي» لفشل عملية التفاوض، فاما تنجح الان في فرض وقف النار على نتانياهو، او ستتحمل نتائج التداعيات غير المنضبطة والتي لا يمكن التكهن بعواقبها.

تجاوز الارتطام الكبير؟

خصوصا ان الميدان سيكون الحاكم في تحديد المسارات، وليس اي شيء آخر، وعندما تغيب الديبلوماسية، واصوات «العقل»، تصبح الامور مفتوحة على كافة احتمالات الحسابات الخاطئة، او الاحداث المتدحرجة، وعندئذ لا ضمانة بحدود التصعيد حتى لو كانت كل الاطراف لا تريد الحرب الشاملة. وقد وصف مسؤول سياسي رفيع الموقف بالقول» ان المنطقة اليوم تشبه سفينة دون ربان، عالقة في عاصفة، وتتلاطمها الامواج، ولا احد يعرف مدى قدرتها على مقاومة الرياح العاتية، ولا احد يدرك ايضا اذا ما كانت ستتمكن من تجاوز الارتطام الكبير والغرق».

المرحلة اكثر خطورة

وفي هذا السياق، رات وسائل اعلام العدو ان عودة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، تشير إلى اقتراب مرحلة جديدة، ربما أكثر خطراً، للحرب. ويبدو أن احتمالية التوصل إلى صفقة التبادل في الفترة القريبة انخفضت جداً. وجولة بلينكن حققت الهدف الرئيسي للإدارة الأمريكية. فقد شكل نوعاً من الدرع البشري الذي يضمن عدم حدوث أي هجوم إيراني أو من حزب الله على «إسرائيل»، في وقت افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو ويبدو أن واشنطن أملت استمرار هذه المعجزة حتى إلقاء خطاب تتويج المرشحة كامالا هاريس. لكن مشاكل الأزمة بقيت على حالها: فالمفاوضات عالقة، واحتمالات رد حزب الله، وايران مرتفعة جدا.

حزب الله يستعد للرد؟

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر استخباراتية اسرائيلية تاكيدها، أن حزب الله، بات أكثر تصميماً على تنفيذ الرد في وقت قريب نسبياً. ويستعد جهاز الأمن لسيناريوهات مختلفة، منها محاولة حزب الله المس بقواعد الجيش الإسرائيلي في شمال وفي «غوش دان».

خطر الانفاق

من ناحيتها، أفادت «القناة 12» الإسرائيلية بأنّ «أكثر ما يخيف ويرعب سكان الشمال هو الدخول البري لحزب الله، ونحن لا نعرف إن كان لدينا أيّ فكرة عن وجود المزيد من الأنفاق التي تخترق الحدود في الشمال. وتعليقاً على دخول «إسرائيل» في حربٍ ضد حزب الله، قال اللواء في الاحتياط، يعقوب عميدرور، لــ «القناة 14» الإسرائيلية، إنّ «الحرب مع حزب الله ليست بسيطة، وهي حرب صعبة للجبهة الداخلية والأمامية. وأضاف عميدرور أنّ «إسرائيل، مثل غالبية الدول في العالم، عندما يكون لديها جبهتان، تُفضّل القتال في جبهةٍ واحدة، هذا هو تاريخ البشرية وكل نظريات الحروب في العالم؛ عندما يكون متاحاً إمكان الاختيار، لا تختار فتح جبهة ثانية قبل أن تنتهي من الجبهة الأولى. ولفت إلى أنّ «إسرائيل» تدرك أنّ من الصعب عليها أن تقاتل في جبهتين في آن واحد. لذلك، علينا أن ننتظر حتى ننتهي من تفكيك حماس. حينئذ، سننتقل إلى جبهة الشمال. لذلك، علينا ألا نقاتل في جبهتين.

سيناريو «الرعب»

من جهته، حذّر الخبير الاقتصادي الإسرائيلي، النائب السابق لمحافظ بنك «إسرائيل» ومؤسس «معهد أهارون للاقتصاد» في جامعة رايخمان، تسفي أكشتاين، من حربٍ شاملة متعددة الجبهات، واعتبر أنّ «سيناريو تهديدات من جانب إيران وحزب الله، تتوقف فيه جميع الطائرات عن التحليق إلى «إسرائيل»، هو سيناريو رعب لا توجد توقعات حياله. وأضاف أكشتاين أنّ سيناريو الحرب مع حزب الله خلال الأشهر الماضية كان مقلقاً لـ «إسرائيل»، فكيف إذا تحوّلت الحرب إلى حرب متعددة الجبهات. وأوضح أنّ تسمية الحرب بـ «سيناريو الرعب» سببه أنّ الصواريخ ستصل إلى «تل أبيب»، وستتوقف الرحلات الجوية، وربما سيتم استهداف الموانئ، محذراً: «ليس واضحاً كيف ستخرج إسرائيل من هذا السيناريو»، كما أن حكومة نتنياهو لا تمللك أي رؤية لذلك...

السقوط في «الهاوية»

وفي هذا السياق، حذر الضابط المتقاعد المعروف بـ «جنرال الغضب» اسحق بريك من مستقبل اسود لدولة الاحتلال، وقال «ان اسرائيل تسرع الخطى نحو الهاوية. إذا استمرت حرب الاستنزاف مع حماس وحزب الله، فستنهار إسرائيل خلال سنة تقريبا». وقال ان «جيش الاحتياط يصوت بالأرجل بعد تجنيد متكرر للجنود أنفسهم؛ لأنه لا يوجد ما يكفي لاستبدالهم بغيرهم، والاقتصاد يتحطم. إسرائيل تظهر في العالم كدولة منبوذة، ما يستدعي المقاطعة الاقتصادية والحظر على التزود بالسلاح، وهذا يؤدي إلى فقدان المناعة الاجتماعية، والكراهية بين أجزاء الشعب التي تشتعل وتؤدي إلى تحطمه من الداخل».

بلوغ «نقطة اللاعودة»

وقال بريك «السنوار ونصر الله يدركان الوضع الصعب في إسرائيل، فهناك ديكتاتور واحد يتحكم بمصير الدولة، وقطيع أغنام يسير وراءه. قرر نتنياهو الموت مع الفلسطينيين كيلا يفقد الحكم. يجب استبداله، وأمثاله، في أسرع وقت ممكن لإنقاذ الدولة. إسرائيل دخلت إلى دوامة وجودية، وفي القريب تصل إلى نقطة اللاعودة».

حرب استنزاف دون استراتيجية

من جهتها اكدت صحيفة «معاريف» ان إسرائيل تنجر إلى حرب استنزاف خطرة في الحدود الشمالية في غياب اي استراتيجية لان المستوى السياسي أرسل الجيش الإسرائيلي لإطالة وقت قتال ضد حزب الله، مع تعليمات بعدم السماح بالانزلاق إلى حرب بحجم كامل أو حرب إقليمية.

تفريغ طبريا «بملعقة»؟

ولفتت الى ان لحزب الله ترسانة سلاح هائلة. وعليه، فإن ضربة المخازن تشبه تفريغ بحيرة طبريا بملعقة. قد تبدو الصورة منعشة ثم نعرضها كصورة نصر، لكن هذا ليس أكثر من قرص أسبيرين لمريض سرطان.

لا رهان على الوقت

ولهذا، دعت الصحيفة المسؤولين الاسرائيليين الى عدم الرهان على الوقت لان حزب الله يعرف «اسرائيل» جيدا، وهو بدا يدرك في الأسبوعين الأخيرين ان المستوى السياسي مشغول بشرك سياسي داخلي خلقه هو نفسه حول قطاع غزة. ولهذا يجب العمل بقوة تجاه حزب الله. ولا ينبغي الاكتفاء بحملات شراء هدوء مؤقتة وإنتاج صور تفجيرات ليلية، وبرايها، يجب الحرص على تفكيك حقيقي لقدرات حزب الله العسكرية.

مشاهد مرعبة في «كتسرين»

ميدانيا، وفيما تواصلت عمليات الاسناد والرد على الاعتداءات الاسرائيلية امس، وبينما طالبت الصين رعاياها اليوم بمغادرة لبنان بأسرع وقت ممكن، تصدرت مستوطنة «كتسرين» في الجولان المشهد في كيان العدو بعدما تعرضت لقصف مركز من قبل المقاومة ردا على الغارات على البقاع، في يوم شهد سقوط مئتي صاروخ ومسيرة في المنطقة، واشار المراسل في القناة «الـ14» الإسرائيلية يائير ألتمان (وهو الصحافي الذي توجه إليه انتقادات لنشره دائماً أخباراً خلافاً لتعليمات الرقابة العسكرية) الى إنّ 60 منزلاً تضرر الأربعاء نتيجة قصف حزب الله في الشمال. وقال ضابط الأمن الإسرائيلي، أفي لوغسي، ان 4 منازل دمرت بشكلٍ كلي، والباقي تضرر بشكل جزئي، مضيفاً: «كان هناك أضرار كبيرة وحرائق هائلة. بدورها، ذكرت القناة «الـ12» الإسرائيلية أنّ الحدث المركزي في الشمال هو الأضرار الجنونية التي وقعت في مستوطنة «كتسرين» بفعل صواريخ حزب الله. وقالت القناة إنّ صوّر البيوت المتضررة التي تأكلها النيران مرعبة.

استراتيجية خطرة

وفي هذا السياق، نقلت منصة إعلامية إسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنّ «حزب الله أخرج إلى حيز التنفيذ استراتيجية خطرة، وهي إطلاق الصواريخ مباشرةً نحو مستوطنات لم يتم إخلاؤها في الشمال، ويجري الحديث عن تصعيد خطر. وكشفت الأضرار التي لحقت بمستوطنة «كتسرين» في الجولان السوري المحتلّ عن عجز الدفاع الجوي الإسرائيلي ومنصات القبب الحديدية عن التصدي للسلاح الفتاك. وفق تعبير صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية.

خطة «اليوم التالي»

في هذا الوقت، كشف الوف بن في «هارتس» عما يخطط له لـ «اليوم التالي» في غزة. وقال «ان إسرائيل تريد ان تسيطر على شمال القطاع وتطرد الـ 300 ألف فلسطيني الذين ما زالوا هناك، فيما الجنرال احتياط غيورا آيلاند، أيديولوجي الحرب، اقترح تجويعهم حتى الموت أو طردهم إلى المنفى، كوسيلة لإخضاع حماس. اما اليمين في «إسرائيل» فينظر بنهم إلى المنطقة لاستيطانها مع الإمكانية الكامنة العقارية الضخمة في هذه الطبوغرافيا المريحة والمشهد على شاطئ البحر والقرب من «غوش دان». ويقدر نتنياهو بأنه بعد الانتخابات الأميركية، سيخفت تأثير المتظاهرين الذين يؤيدون الفلسطينيين في السياسة الأميركية، حتى لو فازت كامالا هاريس. اما اذا قلب ترامب الأمور رأساً على عقب وعاد إلى البيت الأبيض، فالمتوقع أن يطلق نتنياهو يده في القطاع.

خطر «اللائحة الرمادية»

اقتصاديا، يتصاعد خطر وضع لبنان على «اللائحة الرمادية، ووفقا لمصادر مطلعة، فقد لمس عدد من المتابعين للملف تراجع تفاؤل المصرف المركزي بامكانية ابعاد لبنان عن هذا «الكأس المر»، بعدما وردت مؤشرات الى بيروت، بان ما قدم حتى الان لا يبدو كافيا في ظل عدم نجاح القطاع المصرفي في استعادة ثقة المودعين، وبقاء الكثير من العمليات المالية ضمن اقتصاد «الكاش» الذي يسمح بعمليات تبييض الاموال. وفي هذا السياق شدد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري على أن المركزي يعمل على إرساء حالة من الاستقرار في انتظار حلول كبرى تتطلب إجراءات من القوى السياسية، وقال «ما زلنا نعمل جاهدين لمنع إدراج لبنان على اللائحة الرمادية».

 

 

 

"اللواء":

تكاثرت على نحو، غير مفاجئ مواجهات لبنان الدولة لجملة من التحديات، بعضها يتعلق بالسعي لمنع الحرب الشاملة بين اسرائيل وحزب الله، واستطراداً لبنان، وهي أشبه بالمعارك الدبلوماسية والحالية للحفاظ على استقرار، يسمح بالانتقال من حالة السلطة القلقة الى مرحلة السلطة المستقرة، مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وثاني المعارك، التمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تغيير في المهام، يزيد الوضع تعقيداً اكثر من تعقيداته.

أما ثالثة المعارك، او ثالثة الاثافي، فهي معركة منع وضع لبنان على اللائحة الرمادية لأسباب باتت معروفة.

وأبدى مصدر دبلوماسي لبناني سابق ومتابع للتطورات لـ «اللواء» قلقه على الوضع اللبناني خلال الاشهر المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية وتسلم الادارة الجديدة مهامها في مطلع العام المقبل، نتيجة حالة التوتر القائمة في المنطقة وعدم قدرة الادارة الاميركية الحالية على لجم اندفاعة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وشركاؤه المتطرفين في الحكومة نحو التصعيد مع لبنان وربما الذهاب نحو حرب لو محدودة، لا سيما مع تعذر التوصل حتى الان الى اتفاق حول الوضع في غزة.

وقال المصدر: ان المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات خطرة لا احد يعلم مداها وكم ستطول، خاصة ان نتنياهو لا شيء لديه ليخسره فحين تنتهي الحرب سينتهي سياسياً ما لم يذهب للسجن. ولا يعلم احد متى يحصل رد ايران وحزب الله على اغتيال الشهيدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، وكيف سيكون وكم سيستمر وما سيتلوه، لكن التقديرات والمنطق يقول ان اسرائيل يفترض ان تستوعب الرد ولا تذهب لرد اقوى، لأنها تدرك كما كل العالم ان ما قامت به لا يمكن ان يمر مرور الكرام.

واكد الرئيس نجيب ميقاتي ان الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية التي يجريها تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في الجنوب، من دون ادخال أي تعديلات على مهامها، وتماماً كما هي الحال اليوم..

وكشف عن تفهُّم دولي للموقف اللبناني، خشية ان تؤدي التعديلات الى اعادة تأزيم الوضع اكثر مما هو متأزم.

وأكد ميقاتي ان الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات فليتقدم بها للمعالجة، بدل الانتقال او اللجوء الى السلبية والمقاطعة.

دبلوماسياً، وفيما طالبت الصين امس رعاياها بمغادرة البلد بأسرع وقت، تلقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحيب اتصالا هاتفيا من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا ناقشا خلاله الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وجدد بوحبيب التحذير في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة.

معركة «اللائحة الرمادية»

وسط هذه الاجواء القاتلة بدا ان القطاع المالي والمصرفي يواجه معركة مع مجموعة العمل المالي (FATF) لمنع ادراجه على اللائحة الرمادية، على خلفية المضي باعتماد الاقتصاد النقدي، والذي يشكل مستنقعا لنمو الجرائم المالية.. مما يهدد بوضع النظام المالي تحت مراقبة جديدة قد تحيله مستقبلا الى القائمة السوداء.

واستعرض حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري اجراءات المصرف المركزي وسعي لبنان لتخطي صعوبات ابرزها ادراجه في العام 2000 من قبل مجموعة العمل المالي لمكافحة تبييض الاموال على قائمة الدول غير المتعاونة.

وأوضحَ منصوري أن مصرف لبنان «أصدر التعميم 165 الذي أتاح فتح حسابات جديدة بالأموال النقدية بالدولار والليرة، لاستعمالها لتسوية التحاويل المصرفية الإلكتروية الخاصة بالأموال النقدية، وتسوية مقاصة الشيكات التي يتم تداولها أيضاً بالأموال النقدية، مما يحد من محاولات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ويحجِّم الاقتصاد النقدي. كما يعمل مصرف لبنان على تطبيق إجراءات لتعزيز استخدام وسائل الدفع الإلكترونية، بهدف تقليل الاعتماد على النقد في السوق اللبناني. وتتماشى هذه المبادرات مع المعايير الدولية، لا سيما تلك التي تهدف إلى مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب».

وحذر الامين العام للمصارف العربية وسام فتوح من ادراج لبنان على اللائحة الرمادية، معتبرا ان لذلك «تداعيات وعواقب خطيرة».. ومنها احتمال توقف المصارف المراسلة عن التعامل مع النظام المالي اللبناني، وتوقف عمليات تمويل التجارة الدولية، والتحويلات المالية، والضرر الكبير بسمعة لبنان.

وقال رئيس هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان عبد الحفيظ منصور ان الاقتصاد النقدي حالة غير مرغوب فيها في المنظومة المالية العالمية.. مؤكدا التزام لبنان بالمعايير الدولية لمكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، موضحا ان حجم الاقتصاد النقدي يبلغ 4 مليار دولار اي ما يشكل نصف حجم الاقتصاد.

واعتبر رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه ان لبنان بحاجة لإيجاد حل للازمة المصرفية بما يعيد للمصارف دورها في ادارة الاقتصاد الوطني، وتوسيع الوصول الى الخدمات المالية للافراد والشركات بما يقلل الاعتماد على النقد.

الكهرباء خلال أيام!

ابلغ وزير الطاقة وليد فياض «اللواء» ان اقرب شحنة غاز اويل لمعامل انتاج الكهرباء ستصل الى لبنان من مصر يوم 25 او26 آب الحالي وتقدر حمولتها بـ 30 الف طن، وهي نتيجة المناقصة التي اجرتها الوزارة وربحتها شركة مصرية، وسيتم دفع ثمنها من حساب مؤسسة كهرباء لبنان بمبلغ 25 مليون دولار. وسيتم اجراء الفوصات المخبرية لها للتأكيد من مواصفاتها في اليوم التالي ثم يتم تفريغها.

واوضح ان شحنة الفيول اويل الجزائرية ستصل الى لبنان في 27 آب الحالي، لكن لا يمكن استخدامها فوراً بل سنجري لها مزايدة لمبادلتها بكمية نحو 20 الف طن من الغاز اويل لزوم معامل الكهرباء، لأن الغاز اويل افضل واسرع من الفيول.

واضاف الوزير فياض: بالنسبة لشحنة الفيول العراقي المقدرة بمائة الف طن فستصل ايضاً في 25 آب الحالي (الأحد) وسيتم تحميلها من ميناء البصرة، وستتم ايضاً مبادلة الكمية بنحو 60 الف طن من الغاز اويل.

واوضح ان الكميات التي سيتم استعمالها تكفي حاجة لبنان لمدة شهر وستؤمّن انتاج الكهرباء بين 4 الى 6 ساعات يومياً. بإنتظار استكمال وصول الدفعات الاخرى من الفيول العراقي على امل ألّا تتعرض لعقبات.

وقد أبحرت الناقلة الجزائرية «عين أكر» إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول، بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد.

وستتبع هذه الشحنة شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن الكمية الإجمالية من الفيول التي سيتم إرسالها.

واوضح الوزير فياض، إن «شحنة الوقود التي قررت الجزائر إرسالها إلى لبنان لمساعدته على حل أزمة انقطاع الكهرباء، هي هبة غير مشروطة».

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلنت المقاومة عن استهداف موقع لقوات الاحتلال، بدءا من استهداف محيط ثكنة افيغيم بالاسلحة المناسب، كما استهدفت المقاومة مستعمرة المنارة.

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مبنى في زرعيت في الجليل تعرض لاضرار بسبب سقوط صاروخ اطلق من لبنان.

كما تحدثت المقاومة الاسلامية عن استهداف مبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة.

كما استهدفت المقاومة تموضعا للاحتلال في محيط موقع الغجر.

كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية لموقع العلام بمحلَّقة انقضاضية.

وسجلت سلسلة غارات للطيران المعادي، احداها على عيتا الشعب..

كما قصفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الناقورة.

كما هاجمت الطائرات الاسرائيلية بلدة الجبين.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

ساعات مصيرية يعيشها الشرق الأوسط، تفصل ما بين التهدئة ووقف إطلاق النار، أو التصعيد الذي قد يتحوّل إلى حرب إقليمية وشاملة، حسب ما ستفرزه نتائج محادثات القاهرة المرتبطة بهدنة غزّة.

ثمّة مساعٍ حثيثة لتذليل العقبات المتعلّقة بمحور فيلادليفيا ومعبر نيتساريم، وفي حال نجحت هذه المساعي ولم تخلق إسرائيل عقبات جديدة، فإن المنطقة ستكون أقرب من أي وقت مضى للتوصّل إلى اتفاق.

أجواء إيجابية أشاعتها الولايات المتحدة ليل أمس، حينما اعتبرت المبعوثة الأميركية لدى مجلس الأمن أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن "يلوح في الأفق الآن"، وحثّت الجميع على الدفع في هذا السياق.

إلّا أن الواقع على أرض الميدان لم يتبدّل، فالاشتباكات مستمرّة في غزّة وجنوب لبنان، وفي هذا السياق، توقعت مصادر أمنية في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية استمرار العنف في جنوب لبنان طوال الفترة التي تسبق الانتخابات الاميركية في ظل عرقلة المفاوضات وغياب أي قوة ضاغطة تفرض على اسرائيل الاتفاق.

المصادر رأت باستدعاء إسرائيل 15 الف جندي من قوات الاحتياط وإرسالهم الى الحدود مع لبنان "مؤشراً خطيراً جداً يشي بأن اسرائيل بصدد التحضير لشيء ما تصعيدي ضد لبنان". 

في هذا السياق، أشار النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن "فشل مفاوضات الدوحة يقود الى تصعيد المواجهات على طرفي الحدود من دون أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة". 

ورأى روكز أنه "حسب الرد الايراني والرد من "حزب الله"، سيقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طبيعة المعركة المقبلة، فهو يسعى لجر الولايات المتحدة للحرب مع إيران لكن إيران متيقظة لهذا الأمر ولن تنطلق الى حرب مع أميركا، أما في جنوب لبنان، فإن الامور ستبقى في إطار القصف المتبادل". 

وإذ استبعد أن يخضع قائد "حماس" يحيى السنوار إلى شروط نتنياهو، سأل روكز "ماذا تستطيع إسرائيل أن تفعل في غزة غير القتل؟".

ورأى روكز أن "ما يسعى له نتنياهو من خلال القصف المستمر على القرى الجنوبية هو تهجير أكبر عدد من السكان الجنوبيين الى الداخل اللبناني، فهذا بالنسبة إليه هدف استراتيجي القصد منه اشعال مشاكل داخل الطائفة الشيعية وهذا أمر اساسي جداً بالنسبة لنتنياهو".

إذاً، فإن أياماً مصيرية تنتظر المنطقة، وفي حال نجحت الضغوط على إسرائيل وأجبرت نتنياهو على وقف إطلاق النار، فيكون الإقليم قد تجنّب نار الحرب الواسعة، لكن إن لم تنجح، فإنه سيكون تحت وطأة الجنون الإسرائيلي.

 

 

 

"البناء":

يبذل الرئيس الأميركي جهوداً متواصلة لمسح الآثار السلبية التي تركتها تصريحات وزير خارجيته أنتوني بلينكن التي قالت إن التفاوض مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهى بقبوله المقترح الأميركي وإن المطلوب من حماس إعلان الموافقة ليتم إنجاز الاتفاق. وكانت تصريحات بلينكن قد أثارت الاستهجان داخل الكيان وفي واشنطن ولدى الوسطاء لجهة تقديم هدية استثنائية لنتنياهو بتبرئة ساحته من أي مسؤولية عن تعطيل فرص الاتفاق بإضافة المزيد من المطالب كل مرّة، كما يؤكد قادة الوفد التفاوضي للكيان. وكما قال وزير حرب الكيان وأكدت الصحف الأميركية وقادة الأجهزة الأمنيّة في الكيان، وكان كافياً أن تقول حماس إن ادارة بايدن باعت مبادرتها لنتنياهو وإن المقاومة غير معنيّة بهذا التفاوض، كي يستدرك بايدن الفشل التفاوضي الذي يريده لحجب فرص إطلاق يد إيران وقوى المقاومة في الذهاب الى تنفيذ ردها الموعود على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت بيروت وطهران واغتالت القائدين الكبيرين إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
أرسل بايدن إلى القاهرة بريت ماكغورك مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، كما أعلن عن وصول وفود الكيان لتحمل خرائط محدّثة عن مناطق الانتشار التي يطلب الكيان الاحتفاظ ببقاء نقاط لجيش الاحتلال فيها، ويجري الحديث عن جولة السبت والأحد بصفتها محطة حاسمة تقرّر مصير التفاوض وسط تركيز مبرمج ومفتعل على مصير محور فيلادلفيا، وتسويق معادلة تقول إن الاتفاق حول قضايا الخلاف المتعلقة بالسيطرة على محور فيلادلفيا، يجب أن يعني ولادة الاتفاق، وإن لم يولد تكون حركة حماس هي المسؤولة. والمقاومة تقول استباقاً إن الخلافات حالت دون التوصل إلى اتفاق قبل أن تولد قضية محور فيلادلفيا، وإن محاور الخلاف كانت وهي باقية حول هل الهدف هو هدنة ستة أسابيع أم إنهاء الحرب؟ وهل إنهاء الحرب يضمن انسحاباً شاملاً لجيش الاحتلال من قطاع غزة وليس من محور فيلادلفيا فقط؟ وهل تبادل الأسرى سوف يتمّ وفق ما تمّ الاتفاق عليه سابقاً بعدم امتلاك جيش الاحتلال أي فيتو على أسماء الأسرى المُفرَج عنهم، ولا على مناطق توجّههم.. وهذه قضايا كانت ولا تزال هي جوهر الاتفاق والخلاف.
اتفاق 2 تموز الذي عُرض على حماس وقبلت به ليس على الطاولة، وما يجري برأي مصادر متابعة للمسار التفاوضي هو الجمع بين إدارة التفاوض لشراء الوقت والتشويش على توقيت الردّ المرتقب من إيران والمقاومة، وبين الحفاظ على صورة يتمّ عبرها تحميل حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق وتبرئة ساحة الكيان من المسؤولية.
على جبهة لبنان تواصل المقاومة ضرباتها الموجعة لجيش الاحتلال، الذي يعترف كل يوم بتساقط الصواريخ والطائرات المسيّرة فوق ثكنات ومقار قيادة قواته، و بينما يجري الحديث عن بدء نقل التركيز على جبهة الشمال بدلاً من جبهة الجنوب، أي الجبهة مع لبنان بدلاً من غزة، تؤكد مصادر عسكرية متابعة للوضع في جنوب لبنان أن لا مؤشرات جديدة على حشود عسكرية نوعية إضافية في شمال فلسطين المحتلة، بينما يتحدث قادة جيش الاحتلال عن أن التركيز نحو الشمال يعني ضمان الردّ المتماثل على ضربات المقاومة من دون أن تأتي على ذكر نظرية الذهاب إلى حرب كبرى أو شاملة مثلما يحب ترويجَهُ بعضُ المنخرطين في الحرب النفسية على اللبنانيين.

وبعدما فشلت جولة المفاوضات الجديدة كما زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة، تسود حالة من الحذر والترقب لبنان والمنطقة في ظل توقعات بجولة تصعيد على الجنوب وعلى مستوى المنطقة، في ظل استمرار الرسائل الغربية والعربية للبنان والتي تحذّر من قرار إسرائيلي بتوسيع الحرب على لبنان وضرورة الضغط على حزب الله لتجنب التصعيد وعدم الرد، وفق ما علمت «البناء»، فيما أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، خلال تلقيه اتصالاً من وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، أن «فشل المفاوضات بشأن غزة قد يخرج الوضع في المنطقة عن السيطرة». ومساء أمس، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي تأكيده أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يغير مواقفه بعد الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن الليلة الماضية».
ووفق أجواء دبلوماسية لـ»البناء» فإن «»إسرائيل» تعمل على إبعاد حزب الله مسافة 10 كلم عن الحدود من خلال تكثيف الضربات العسكرية والأمنية لتدمير القرى الأمامية على طول الشريط الحدودي لخلق منطقة عازلة إضافة الى اغتيال قيادات ميدانية في حزب الله، وذلك لاستعادة الأمن الى الشمال وإعادة المستوطنين في ظل ما تتعرّض له الحكومة الإسرائيلية من ضغوط سياسية وشعبية لاستعادة الردع على الجبهة الجنوبية، لكن «إسرائيل» لا تريد أن نتزلق الأمور الى حرب شاملة مع حزب الله تفادياً لتداعياتها الكبيرة في ظل الأزمات المتعددة العسكرية والسياسية والاقتصادية في الجبهة الداخلية التي خلقتها الحرب منذ عشرة أشهر». كما علمت «البناء» أن أكثر من دبلوماسي غربي وعربي سيزورون لبنان في محاولة لحضّ الحكومة اللبنانية الضغط على حزب الله لعدم الرد على «إسرائيل».
وتشير مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن «المقاومة على أهبة الاستعداد لكافة الخيارات والسيناريوات، لكنها لن تمنح نتنياهو الذرائع التي يبحث عنها لتوسيع الحرب للخروج من طوق أزماته ومآزقه»، لكن المقاومة وفق المصادر «لن تسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك ومعادلات جديدة وترد على كل عدوان برد مماثل لا سيما قصف قواعد عسكرية حساسة في الجولان رداً على العدوان الأخير على البقاع واستهداف مستعمرات جديدة في شمال فلسطين المحتلة رداً على استهداف المدنيين في الجنوب ما يلحق خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال ومستعمراته».
وتعليقًا على الحرائق التي اندلعت في المستوطنات الشمالية وأتت على 189 ألف دونم من المساحات، جراء سقوط صواريخ المقاومة في المنطقة، قال عميت دوليف عالم البيئة الصهيوني في «إقليم الشمال» في «سلطة الطبيعة والحدائق»: «نحن نتحدث عن حرائق ضخمة، وهذه أرقام ليست مذكورة عندنا».
وبحسب معطيات سلطة الطبيعة والحدائق، حجم المناطق التي احترقت منذ بداية السنة في الشمال ازدادت بأكثر من 200% من أي عام خلال السنوات الست الأخيرة، وأكبر بكثير من الحرائق التي اندلعت في حرب لبنان الثانية وفي حريق الكرمل عام 2010. معظم المساحة المحترقة، 114 ألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتي العشبي القابل للاشتعال. في الجليل احترق 74 ألف دونم، ومن المتوقع أن يستغرق وقتًا أطول لاستعادتها.
وأشار موقع القناة 12 «الإسرائيلية» إلى أن الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعًا في الشمال، واضطر عناصر مكافحة النار إلى مواجهة النيران المشتعلة.
ميدانياً، نفذت المقاومة سلسلة عمليات جهادية جديدة ضد مواقع وتموضعات للعدو الصهيوني دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة، وردًا على ‌‏‌‏‌‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة.
وفي هذا السياق، استهدف مجاهدو المقاومة «ثكنة برانيت» بقذائف ‏المدفعية الثقيلة وأصابوها إصابة مباشرة، وشنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة استهدف تموضعات ‏لجنود العدو في مستعمرة «كريات شمونة» أصابت أهدافها بدقة.‏ كذلك التجهيزات ‏التجسسيّة في موقع جل العلام بمحلقة انقضاضية وأصابوها بشكل مباشر.‏
وفي وقت لاحق، استهدف المجاهدون تموضعات لجنود العدو في محيط موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، وتموضعًا لجنود العدو في محيط موقع الغجر بالأسلحة المناسبة ‏وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح، كما قصفوا موقعي المالكية والمرج بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.‏
وفي عمليات لاحقة، استهدفت المقاومة مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرات «المطلة» و»المنارة» و»زرعيت» بالأسلحة ‏المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة، وانتشاراً لِجنود ‏العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأصابوهم إصابةً مباشرة، وموقع السماقة ‏في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة وأصابوه إصابةً مباشرة.‏
في المقابل شن طيران العدو سلسلة غارات جوية استهدفت بلدات وقرى في جنوب لبنان من العمليات العسكرية المتبادلة مع حزب الله، وقد طالت الغارات: عيتا الشعب، كفرشوبا، محيبيب، الخيام، ميس الجبل، وادي العزبة عند أطراف زبقين، شيحين، كوثرية السياد، راميا، وكفركلا، ورامية، والناقورة، وجبلي اللبونة والعلام.
ورسمياً، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «تأكيد أن كل الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي يجريها حالياً تصبّ في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، في مجلس الأمن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعيّ والأساسيّ لحل الوضع في جنوب لبنان».
خلال لقاءاته في السراي قال «إن الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفيل أظهرت تفهماً للمطلب اللبناني بوجوب الإبقاء على مهام «اليونيفيل»، كما كانت عليه، وعدم إدخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة أصلاً. ونأمل ان يصار الى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور «اليونيفيل» ومهامها في جنوب لبنان». أضاف «إننا نشدد، في هذه المرحلة الصعبة، على أولوية التضامن الداخلي والتعالي عن الخلافات التي ليس أوانها الآن ولا موجب لاضافة المزيد من التشنجات على الواقع المأزوم أصلاً. كما أناشد السياسيين وأهل الإعلام أيضاً، عدم الانجرار في بث أخبار وتحليلات تزيد الهلع عند اللبنانيين، وتشنج الأجواء أكثر فأكثر». وقال «إن الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمرّ بها، ومن لديه اقتراحات عملية للمعالجة فليتقدم بها، بدل الانتقاد لمجرد الانتقاد او اللجوء الى سلاح السلبية والمقاطعة الذي لا يقدم اي حل».

 

 

 

 "الشرق":

نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية عدة عمليات فدائية، استهدفت فيها قوات الاحتلال التي تواصل الحرب على قطاع غزة، وأعلنت عن تدمير دبابات وإيقاع قوات متوغلة في كمائن متفجرة.

وأعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، استهداف دبابة إسرائيلية من نوع “ميركفافا” بقذيفة «الياسين 105»، خلال توغلها في منطقة تقع شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة

كما أعلنت الاستيلاء على طائرة مسيرة من نوع “Evo Max” خلال قيامها بمهام استخبارية شمال غربي مخيم النصيرات وسط القطاع.

وأعلنت كتائب القسام عن تمكن ناشطيها أيضا من استهداف دبابتين من نوع “ميركافا” بقذيفتي “الياسين 105” غربي مدينة حمد شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت بقذائف الهاون من العيار الثقيل مقرا يتبع لقيادة العدو في “محور نتساريم”

كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى، بالاشتراك مع كتائب المجاهدين، عن قصف قوات الاحتلال المتوغلة شرق مدينة دير البلح، بقذائف الهاون.

وفي السياق، قالت قوات عمر القاسم الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، إنها أوقعت إحدى دوريات الاحتلال الإسرائيلي في كمين محكم في محيط حي السلام شرق مدينة رفح، حيث فجرت بين عناصرها عبوة ناسفة من العيار الثقيل، كما أمطرت عناصرها في الوقت نفسه بالرصاص، ما أدى إلى وقوع كامل أفراد الدورية المعادية بين قتيل وجريح.

وقالت إن مقاتليها قاموا بالاشتراك مع مقاتلي سرايا القدس ومقاتلي كتائب شهداء الأقصى، بدك مواقع الاحتلال وخط إمداده “محور نتساريم”، بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وقالت إن القذائف “أصابت أهدافها”.

وقال أبو خالد مسؤول الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية في تصريح صحافي “إن تهديدات العدو على لسان الفاشي نتنياهو بالقضاء على المقاومة، ما هي إلا فقاعات هواء، لا يصدقها حتى جنوده الذين يتهربون من مواجهة مقاتلينا في قطاع غزة، بعدما انهارت معنوياتهم إلى نقطة الصفر”.

وطالب جنود الاحتلال وضباطه بـ”التمرد على قيادتهم، والفرار من أرض المعركة، حفاظاً على حياتهم حتى لا يصيبهم ما أصاب أقرانهم من موت أو إعاقة دائمة أو حالات اكتئاب انتحاري”.

في المقابل، امرت قوات الاحتلال سكان مناطق واسعة من خان يونس بالاخلاء تمهيدا للقيام بعملية عسكرية كبيرة في خان يونس. وارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرتين جديدتين شمال ووسط قطاع غزة، وواصل استهداف النازحين داخل المناطق التي يزعم أنها آمنة،

فقد قصف طيران الاحتلال منزلا لعائلة حمودة في بيت لاهيا شمال القطاع مما أسفر عن استشهاد 11 شخصا بينهم أطفال.

وفي شمال القطاع أيضا، أسفر قصف مدفعي إسرائيلي شرق جباليا عن استشهاد فلسطيني، وفق ما نقلته قناة الأقصى.

ووسط القطاع، استشهد 6 أشخاص وإصيب 4 آخرون في غارة إسرائيلية على منزل لعائلة “الدباكي” في مخيم المغازي.

وقالت قناة الأقصى إن من بين الشهداء الصحفي بقناة القدس حسام الدباكة وزوجته وعدد من أبنائه.

وبالتزامن، شنت طائرات إسرائيلية غارات شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة أيضا.

وقالت مصادر طبية إن 22 شخصا استشهدوا إثر غارات إسرائيلية على منازل مأهولة بالسكان في قطاع غزة منذ فجر امس.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت قناة الأقصى الفضائية إن جيش الاحتلال أطلق النار صباح باتجاه خيام النازحين في مواصي القرارة شمال غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

ويأتي هذا القصف غداة غارة على مخيم للنازحين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس مما أسفر عن استشهاد طفلين و5 نساء، وإصابة آخرين.

وفي رفح جنوب القطاع، نسف جيش الاحتلال مباني سكنية غربي المدينة، بحسب ما نقلته قناة الأقصى.

 

 

 

"الشرق الأوسط":

وصل الوضع المشتعل جنوباً إلى حافة الهاوية ما ينذر بما هو أشد خطورة بتدحرجه نحو توسعة الحرب، منذ أن قرر «حزب الله» مساندة حركة «حماس»، ما لم تبادر واشنطن إلى الضغط على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لإنقاذ المباحثات، من أجل التوصل إلى وقف النار في غزة، التي توقفت بسبب إصرار نتنياهو على شروطه، ما أدى إلى تعطيل المهمة الموكلة إلى المشاركين فيها.

فالمراوحة التي تصطدم بها المباحثات تدعو للقلق بغياب التطمينات والضمانات لنزع فتيل التفجير في جنوب لبنان، بتراجع التصعيد الذي يتقدم على الحل الدبلوماسي، بدءاً من غزة، ليشمل الجبهة الجنوبية، خصوصاً أن «حزب الله»، كما يقول مصدر في الثنائي الشيعي («حزب الله» و«حركة أمل») لـ«الشرق الأوسط»، ليس في وارد الانجرار لتوسعة الحرب؛ كونه لا يريدها ويمارس ضبط النفس إلى أقصى الحدود لمنع حصولها بعدم توفير الذرائع لإسرائيل، ويُفترض بواشنطن أن ترفع منسوب الضغط على نتنياهو لما لديها من أوراق، وليس هناك من يصدّق بأن لا قدرة لها لإلحاقه بالمباحثات للتوصل لوقف النار في غزة، طالما أنه في حاجة ماسة إلى دعمها للدفاع، كما يدّعي، عن إسرائيل.

قلق بري
ولم يكن أمام رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في مقاربته لما آلت إليه المباحثات لوقف النار، في ضوء ما لديه من معلومات دقيقة تتعلق بالأجواء التي سادت لقاءاتها حتى الساعة، سوى التحسُّب للتداعيات المترتبة على تمرّد نتنياهو على الإدارة الأميركية، ما لم تنزل بكل ثقلها للانخراط في الجهود الرامية للتوصل لوقف النار في غزة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن بري لم يكن مرتاحاً للتمهل الأميركي بمراعاة نتنياهو، بدلاً من الضغط عليه، وهذا ما عكسه بترؤسه، في الساعات الماضية، اجتماع هيئة الرئاسة في حركة «أمل»، مبدياً قلقه حيال تمادي إسرائيل في تصعيدها الذي لم يقتصر على الجنوب، وطاول بلدات بقاعية في العمق اللبناني.

ونقل مصدر في «أمل» عن بري تشديده على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية، ليكون في وسع اللبنانيين استيعاب التصعيد الإسرائيلي الذي لا مبرر له سوى استدراج الحزب لتوسعة الحرب، وحذّر المصدر، بحسب قوله لـ«الشرق الأوسط»، من رضوخ واشنطن للابتزاز الذي يمارسه نتنياهو على الرئيس الأميركي جو بايدن، لجهة أنه يتصرف وكأنه أحد أبرز الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

فنتنياهو يريد أن يبيع موقفه لواشنطن بأثمان سياسية باهظة، اعتقاداً منه، كما يقول مصدر سياسي بارز، بأن استجابته لطلب بايدن بإزالة العقبات التي تمنع التوصل لوقف النار في غزة، ستسمح لمرشحة الحزب «الديمقراطي» للرئاسة الأميركية كامالا هاريس بأن تسجل تقدماً على منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، بخلاف عدم تجاوبه الذي يبقي على حظوظ الأخير قائمة.

مصر وقطر تتحفظان
بدورها، تلفت المصادر السياسية إلى أن نتنياهو يريد أن يأخذ من مبادرة بايدن لوقف النار في غزة ما يريحه ويخدمه في مواجهة معارضيه في الداخل، ولا يترك لـ«حماس» ما يدعوها للاطمئنان بتوفير الضمانات بدلاً من الوعود، وهذا ما يلقى معارضة من مصر وقطر؛ اللتين كانتا أعلمتا بلينكن بتحفظهما على التعديلات التي أُدخلت على المبادرة لاسترضاء نتنياهو، بدلاً من الضغط عليه لتحقيق التوازن المطلوب للتوصل لوقف النار. وتؤكد (المصادر) أن القلق من لجوء تل أبيب لتوسعة الحرب يكاد يكون جامعاً بين بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب.

وتقول المصادر نفسها إن عدم توافر التطمينات لكل هؤلاء يدعوهم للتحرك دولياً وعربياً لكبح جماح نتنياهو نحو توسعة الحرب، وإن كان المفتاح للجمه، وصولاً لنزع فتيل التفجير، يبقى بيد واشنطن، لقطع الطريق على تمددها إلى دول الإقليم، مع أن الحزب وطهران يتمهلان في ردهما على الاغتيالات؛ رغبة منهما بإنجاح المباحثات الخاصة بغزة، وأن مصلحة واشنطن تكمن في إعادة الاستقرار إلى الجنوب كمدخل للبحث في المخارج لتطبيق القرار 1701 على مراحل، وهذا ما طرحه الوسيط الأميركي أموس هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت، التي جاءت تحت عنوان ضرورة خفض التصعيد جنوباً، إفساحاً في المجال لوقف النار في غزة.

دعوة لـ«هدنة» بين الموالاة والمعارضة
أما على الصعيد الداخلي، فترى المصادر نفسها أن هناك ضرورة لتحصين الجبهة الداخلية لمواجهة كل الاحتمالات، وتقول إن لا شيء يمنع من التوصل إلى مهادنة تحت سقف الحاجة الوطنية لربط النزاع، ولو مؤقتاً، بين الموالاة والمعارضة، من موقع الاختلاف في مقاربتهما للوضع المتفجر جنوباً وتمدده إلى العمق اللبناني بغياب الضمانات، لضبط إيقاع إسرائيل ومنع الوضع من الخروج عن السيطرة، خصوصاً أن عدم تبلغ لبنان الرسمي حتى الساعة تحذيرات دولية من لجوئها لتوسعة الحرب لا يعني أن المخاطر غير موجودة، لأن قوى محلية على اختلافها تلقت تحذيرات من جهات أوروبية لا تدعو للارتياح، ولا يمكن إدراجها في خانة التهويل الإسرائيلي؛ لأنه ليس في مقدور أي جهة التكهن بما يخطط له نتنياهو.

ميقاتي والتجديد لـ«اليونيفيل»
وتؤكد المصادر أن الهم الأول لميقاتي وحكومته يكمن في التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» لعامٍ جديد، من دون أي تعديل في المهام الموكلة إليها، وتقول إنه وبو حبيب يواصلان تحركهما لمنع تل أبيب من إدخال أي تعديل يؤدي إلى تجويف قرار التجديد من مضامينه، مع استعداد مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قراره بالتجديد لها قبل نهاية الشهر الحالي، وهذا ما يدعو للارتياح بأن الاتصالات تُوّجت بتفهم دولي لموقف لبنان.

والسؤال المطروح الآن: هل تنجح واشنطن بإقناع نتنياهو بالانخراط بالمباحثات للتوصل لوقف النار في غزة ليشمل لاحقاً لبنان؟ أم أن المواجهة جنوباً ستشتعل بشكل غير مسبوق، ما يضطرها للتدخل على عجل تحت ضغط النار لإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية تمهيداً لتثبيته بتطبيق القرار 1701؟

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية