افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 15 سبتمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 15 24|08:33AM :نشر بتاريخ
النهار:
بدا انعقاد اللجنة الخماسيّة التي تضم سفراء كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر في قصر الصنوبر أمس من دون إعلان الموعد المسبق لاجتماعها بمثابة إعلان مؤشر إيجابي إلى أن المجموعة الخماسيّة لم تتخل عن اضطلاعها بدور الداعم الخارجي الأساسي للبنانيين في انهاء أزمة الفراغ الرئاسي التي تقترب من طي سنتها الثانية في نهاية تشرين الأول المقبل. بل إن الدلالة الأبرز الأخرى لاجتماع اللجنة الخماسيّة تمثل في أن هذا التحرك يحصل في معزل عن الربط بين الأزمة الرئاسية و"حرب الجنوب" اللبناني بما يوحي أن الدول الخمس تتفق على الدفع قدماً والآن في تحريك جهودها وربما ضغوطها من أجل حض القوى اللبنانية والنواب على إنهاء سريع للأزمة من دون أي ربط لها بواقع الحرب في الجنوب تجنباً لزيادة تعميق الأزمة وتعقيداتها وربما أيضاً تجنباً لإطالة أمد الأزمة كثيراً ما دامت معالم توقف الحرب لم تبرز بعد. وهذا ما شغل اجتهادات القوى المختلفة حول ابعاد إعادة تحريك اجتماعات اللجنة ولو أن هذه العودة لم تكن مفاجئة بل متوقعة.
وقد اجتمعت أمس اللجنة الخماسيّة على مستوى السفراء المعتمدين في بيروت، في قصر الصنوبر، بعد جولة قام بها السفير المصري علاء موسى على كل من عين التينة وحارة حريك ومعراب. وأفادت معلومات عن الاجتماع أنه كان ايجابياً واتفق خلاله السفراء على مواصلة الاتصالات في ما بينهم ومع القوى السياسية اللبنانية لمحاولة إيجاد سبيل إلى فتح ثغرة في جدار الرئاسة. ووفق بيان صدر عن الاجتماع فقد "تم خلاله التشديد على أهميّة انتخاب رئيس للجمهورية لأن هناك خطراً على لبنان بسبب الشغور الرئاسي الذي يدفع ثمنه لبنان واللبنانيون". وشكّل الاجتماع "فرصة للتشديد على وحدة اللّجنة الخماسيّة، إذ شكّل انعقاده أهميّة بحكم الفترة التي مرّت". كما جرى "التشديد على مواكبة اللبنانيين لإيجاد حلّ للشغور الرئاسي"، وعبّر المجتمعون عن وجهة نظر المجتمع الدولي بأن الأوضاع "لا يمكن أن تظل على حالها".
ووفق المعلومات، من غير المستبعد أن يزور المبعوث الفرنسي جان إيف لو دريان لبنان في الأيام القريبة المقبلة لحث اللبنانيين على الإسراع في الاتفاق على رئيس للجمهورية، وعلى الذهاب نحو خيار ثالث.
هوكشتاين والتهديدات
وجاء اجتماع اللجنة الخماسية فيما يترقب لبنان الرسمي والسياسي احتمالاً مرجحاً لقيام المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بزيارة لبيروت بعد زيارته المتوقعة لتل أبيب مطلع الأسبوع في مسعى جديد لخفض حدة التصعيد المتسع على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل ولجم الاندفاعة الإسرائيلية نحو توسيع الحرب على "حزب الله".
ومع أن المراجع الرسمية المعنية لم تتبلغ بعد أي إشعار بزيارة هوكشتاين لبيروت فيتوقع ذلك في مطلع الأسبوع تزامناً مع وصوله إلى إسرائيل.
وقد لوحظ أن التهديدات الإسرائيلية بعملية واسعة في لبنان تواصلت بل تصاعدت عشية عودة هوكشتاين إلى المنطقة إذ أن القناة 13 الإسرائيلية بثت أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية ونقلت عنه قوله "نحن بصدد عملية واسعة وقوية في الجبهة الشمالية مع لبنان ".
وأفادت القناة نفسها أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تصعيد متدرج على الجبهة الشمالية. وقد وسع الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته مساء حيث طاولت بعلبك – الهرمل.
عاصفة "توطينية"
وسط هذه الأجواء انفجرت ناحية شديدة الحساسية في ملف الوجود السوري غير الشرعي بسبب قرار مستغرب وصادم صدر عن المديرة العامة بالتكليف للتعليم المهني والتقني مستند إلى تغطية من وزارة التربية والحكومة ويسمح للطلاب السوريين غير الحاملين بطاقة إقامة قانونية أو حتى بطاقة تعريف صادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالتسجيل في المعاهد والمدارس الرسمية والخاصة للعام الدراسي 2025/2024. وأشعل هذا التطور الخطير والمشبوه عاصفة عنيفة لا سيما لدى القوتين المسيحيتين الأساسيتين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر".
وفي السياق، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إن "هذا التعميم مخالف للقوانين اللبنانية كلها وحتى للاتفاقية المعقودة بين لبنان والمفوضية السامية اللاجئين في العام 2003، وهذا التعميم يعني عملياً دعوة السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية بشكل غير شرعي إلى البقاء في لبنان، والأخطر من ذلك انه يدعو السوريين الذين ما زالوا في سوريا إلى إرسال أبنائهم إلى المعاهد والمدارس الخاصة والرسمية اللبنانية، وهذا كله على حساب الوطن وعلى حساب المكلف اللبناني".
تابع "إذا كان البعض يعتبر ان لا حدود بين لبنان وسوريا، وان لا لزوم للبنان الوطن، فنحن سنقاوم حتى النهاية للحفاظ على حدود لبنان الدولية والحفاظ على لبنان الوطن. ان البعض بتصرفاته المختلفة، ولو حاول إلباسها لبوسا مغايرا في الشكل، يتصرف خارج الدستور اللبناني تماماً، ومن دون الأخذ في الاعتبار انه يوجد في هذه البقعة من الارض وطن اسمه لبنان".
قال: "إن البعض بمواصلته ضرب الدستور بعرض الحائط عبر تشكيل تنظيم مسلّح غير شرعي إلى جانب الجيش اللبناني، وبمصادرة قرار الحرب والسلم، وبمخالفة النصوص الدستورية في انتخاب رئيس للجمهورية، والآن بمخالفة القوانين كلها في ما يتعلق باستباحة السيادة من خلال دعوة الطلاب السوريين من كل حدب وصوب للتسجيل في المعاهد اللبنانية، من الواضح أن هذا البعض في الخلاصة لا يريد لبنان وطناً".
ودعا في هذه المناسبة بالتحديد، رئيس الحكومة ووزير التربية للتدخل فوراً وإبطال تعميم المديرة العامة بالتكليف للتعليم التقني والمهني، واتخاذ التدابير اللازمة بحقها تمهيداً لمعالجة بقية الأمور بدءا من موضوع رئاسة الجمهىورية تبعاً لما يقتضيه الدستور.
بدوره، طالب رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل رئيس حكومة تصريف الأعمال تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بظلّ غياب رئيس للجمهوريّة، بـ"الرّجوع عن هكذا قرار وجودي ومصيري بالنّسبة للبنان، بظلّ غياب شريكه الدّستوري"، مطالبًا أيضًا رئيس مجلس النّواب نبيه بري، بـ"العودة عن هذا القرار، وهو طبعًا يعي خطورته".
وتوجّه باسيل كذلك إلى النّائب السّابق وليد جنبلاط، الممثّل في الحكومة من قبل وزير التّربية عباس الحلبي، قائلًا: "نحن بالتّأكيد مع القوانين الدّوليّة وحقّ الطّفل بالتّعليم، لكن أصبح بإمكان أوليّاء هذا الطّفل إمّا تسوية أوضاعهم في لبنان، أو أن يتعلّم في سوريا، لأنّ الوضع هناك أصبح آمنًا".
وأضاف "أتوجّه أيضًا إلى "حزب الله". عندما يدعو الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله إلى إجراءات الحدّ الأقصى بفتح البحر أمام الناّزحين، هل يمكن لوزرائه في الحكومة أن يقبلوا بهذا القرار؟. وأتوجه خامساً الى وزراء تيار "المردة" والمستقلين في الحكومة، هل تقبلون أن تسجلوا على ضميركم وعلى سجلكم صدور قرار من هذا النوع يؤدي إلى توطين الطلاب غير الشرعيين في مدارسنا"؟.
غير ان هذه الردود لاقت موقفاً سلبياً مناقضاً لدى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي أصدر بياناً أعلن فيه "رفضه الحملة التي تتعرّض لها وزارة التربية، على خلفية قرارها بالسماح للطلاب السوريين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية بالتسجيل للعام الدراسي 2024-2025، فهذا القرار يعكس حكمةً في منع انجراف الاطفال السوريين نحو الجهل والتطرف والعنف والجريمة، فيما الحملة ضده تعكس مجدداً عنصرية وقصر نظر في مقاربة ملف استراتيجي دقيق سيكون له تداعياته الاجتماعية الخطيرة على لبنان في المستقبل القريب".
وأضاف البيان، "ويجدد الحزب التقدمي الاشتراكي التأكيد أن تعليم الطلاب السوريين في المدارس اللبنانية، المعروفة المناهج، أفضل بكثير من تركهم فريسة للتخلّف، مذكّراً بالورقة التي تقدّم بها حول ملف إعادة النازحين، التي يبقى تطبيقها ضمن توصيات المجلس".
ذكرى بشير
إلى ذلك، أقيمت عند الرابعة وعشر دقائق وقفة تأمل وصلاة ووضع أكاليل على نصب شهداء ١٤ أيلول في مكان استشهاد الرئيس بشير الجميّل ورفاقه أمام بيت كتائب الأشرفية، وألقى النائب نديم الجميّل كلمة لفت فيها إلى أنه "بعد 42 عامًا ما زال أبناؤنا يُقتلون وقرانا تدمّر وسيادتنا منتهكة بسبب ميليشيا أرادت توريط لبنان بحروب مدمرة".
وأكد أن "هذا البلد لنا ونريده أن يشبهنا ولا يمكنهم تغيير لونه وهويته ولا جعله ولاية ايرانية كما فشلوا في أن يجعلوا منه محافظة سورية، فقد فشلوا وسيبقون يفشلون لأن حجمنا جبال ووديان تحت الشمس وحجمهم أنفاق مظلمة تحت الأرض. حجمنا حياة وعلم وفن وجمال وفرح وحجمهم حرب دمار وموت باختصار حجمهم صغير وحجمنا حجم بشير وقوتنا قوة العين التي تقاوم المخرز".
وشدّد على أن أن هذه الذكرى السنوية ليست فقط للصلاة واستذكار بشير ورفاقه بل للمقاومة الحقيقية، مقاومة اليأس إن بدا يحاول الدخول الى قلوبنا، ومقاومة محاولات التوطين الفلسطيني والسوري، ومقاومة الفساد والتهريب والسلاح الإيراني ومقاومة التدخل والانغماس بحروب تسمح للاسرائيلي بقتل شبابنا وتدمير قرانا".
ورأى أنه "كُتب لنا أن نعيش في هذا الشرق وأن نكون مقاومين من قنوبين للأشرفية وعلى كامل الأراضي اللبنانية".
وأقيم للمناسبة أيضاً قداس مساء في كنيسة مار مخايل في بكفيا تقدم الحضور فيها الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وشخصيات سياسية وحزبية.
الأنباء الالكترونية:
بدا من لقاء سفراء الخماسية الذي انعقد في قصر الصنوبر في بيروت، أمس، أن ترجمة نتائج لقاء المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا في الرياض قبل أيام قد بدأت فعلياً، وأن حراكاً متوقعاً للسفراء سيبدأ باتجاه الكتل النيابية والقيادات اللبنانية للدفع باتجاه تسريع الحل نحو انتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن تعقيدات المشهد الإقليمي.
وإذا كان لم يصدر أي بيان أو تعقيب بعد اجتماع قصر الصنوبر، لكن الأجواء العامة بين لقاء الرياض ولقاء بيروت أمس تعطي انطباعاً بأن ثمة أفكاراً ما قد نضجت لدى الخماسية لممارسة دور أكبر، معطوف على متغيّرات وتطورات لحث الخطى لإنجاز الاستحقاق بأقرب وقت ممكن.
وقد بات جلياً أن تطورات الحرب ومخاطر توسعها تعد سبباً لتجاوز الخلافات حول الاستحقاق الداخلي بما يحصن البلد بوجه هذه المخاطر.
وفي هذه الأثناء، من المتوقع وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى القدس المحتلة للعمل على الحد من تطور الأمور نحو الاسوأ، مع توقع انتقاله إلى لبنان في حال لمس في اسرائيل اي تطور ايجابي يساعد على خفض منسوب التوتر والعمل على تطبيق القرار 1701.
لكن مهمة هوكشتاين باتت أصعب بعد إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية، امس، أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قرر توسيع العمليات العسكرية على الجبهة مع لبنان، وأن الجيش الإسرائيلي يستعد لرفع وتيرة عملياته.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لفت إلى أن "الحاجة ملحّة لتوفير إرادة محلية تلاقي الجهود الخارجية المنتظرة وتساهم في تعزيز المناخات الايجابية، لتجاوز العقبات التي لا تزال تعيق الوصول إلى أرضية مشتركة، لتحقيق اختراق جدّي للانفراج المطلوب، خاصة في موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية". محذراً من أن "عدم الوصول إلى صيغة تسوية، سيُبقي لبنان أمام استحالة بلوغ الحلول لأزماته المستعصية وإطالة أمد الفراغ".
في غضون ذلك، لا يرَ النائب بلال الحشيمي أي تغيير في الواقع الميداني الذي بدأ يميل نحو توسيع الحرب. لا من خلال الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي هوكشتاين الى المنطقة ولا من اجتماع الخماسية لإعادة تحريك الملف الرئاسي.
الحشيمي وفي حديث مع "الأنباء" الالكترونية أشار إلى أن الأمور ستبقى على ما هي عليه طالما لم يتم التوصل لوقف إطلاق النار. بمعنى أن الميدان هو من يقرر قواعد اللعبة. فإذا لم يحصل وقف لإطلاق النار في غزة قد ينسحب على لبنان فإن جهود كل الموفدين ستذهب سدى. وان كل همّ هوكشتاين يتركز على الحفاظ على أمن اسرائيل وعدم توسيع الحرب لأن توسيعها لم يسقط من حسابات نتنياهو، بعد فهو رجل مجرم ولا يهمه إلا سفك الدماء.
الحشيمي أبدى استغرابه موقف وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لجهة المطالبة بتغيير بعض بنود القرار 1701، فهذه المقترحات برأيه ليست بريئة لأن القرار 1701 من أهم القرارات تجاه لبنان، فلا يمكن اللعب بها ولا إجراء تعديلات عليها. واعتبر الحشيمي أن الرئيس ميقاتي محرج حيال ذلك.
وعن اجتماع الخماسية في بيروت وإمكانية إحداث خرق في الملف الرئاسي، كرّر الحشيمي القول بأن كل الأمور مرتبطة بالحرب في غزة، ولن تتم مقاربة أي موضوع طالما هذه الحرب في غزة وفي جنوب لبنان مستمرة.
يبقى أن مراقبة حركة الخماسية في الأيام المقبلة قد تعطي صورة أوضح، لا سيما اذا تلاقت مع إرادات الداخل بضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
الشرق الأوسط:
أثار النفق غير المكتمل، الذي عثر عليه الجيش الإسرائيلي في طولكرم شمال الضفة الغربية، قلقاً متزايداً لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن التصعيد الجاري في الضفة الغربية قد يتطور فعلاً إلى انتفاضة كاملة، وتتخلله هجمات على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية في الضفة، أو على خط التماس.
وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي الذي عثر على نفق غير مكتمل باتجاه الجدار الفاصل، يحقق الآن حول مخطط النفق ومساره والهدف منه، ويدرك أن الأساليب القتالية المتبعة في لبنان وقطاع غزة تنتقل فعلياً إلى الضفة الغربية، بما في ذلك بناء الأنفاق تحت الأرض.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في بيان له، الجمعة، أنه بعد عملية مطولة لمدة 48 ساعة في طولكرم ونور شمس وطوباس والفارعة وطمون، بمساعدة «الشاباك» وقوات حرس الحدود تم «قتل مسلحين والعثور على مركبة تحتوي على متفجرات، وتمت مصادرة أسلحة بينها أسلحة قناصة ومعدات قتالية أخرى، وعثر على 4 معامل لصنع المتفجرات وأجهزة اتصالات وكاميرات ومخرطة لتصنيع الأسلحة، إضافة إلى فتحة تحت الأرض بالقرب من مستشفى داخل مخيم طولكرم دون مخرج، وتواصل قواتنا دراسة مخططه، وستدمره لاحقاً».
وأكدت «القناة 14» الإسرائيلية أن التهديد تحت الأرض معروف جيداً لإسرائيل، سواء في غزة كتهديد رئيسي، أو في الشمال كتهديد قديم بحوزة «حزب الله»، لكن للمرة الأولى يتم اكتشاف هذا التهديد في الضفة الغربية.
وجاء اكتشاف البنية التحتية بعد أشهر طويلة على شكاوى من مستوطنين وسكان بلدات حدودية مع الضفة، من سماعهم أصوات حفر خافتة تحت الأرض.
ونهاية العام الماضي بعد شهرين على هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في قطاع غزة أعلن مجلس بلدات «عيمق حيفر» القريب من طولكرم، أنه في أعقاب شكاوى متكررة من سكان البلدة القريبة عن ضجة حفريات متكررة تحت منازلهم، سوف يتم إجراء فحوص للتحقق من الشبهات.
كما كشف إسرائيليون في مستوطنات كوخاف يائير، ويجئال تسور القريبة من قلقيلية عن أصوات حفريات قريبة، حيث تخوف السكان من أن الحديث يدور عن أنفاق من مدينة قلقيلية الفلسطينية والتي تبعد فقط 300 متر من المكان.
وبعد أسابيع طويلة عزز الجيش الإسرائيلي قواته في مناطق شمال الضفة الغربية، خشية من محاولة مسلحين فلسطينيين، شن هجوم على مستوطنات على خط التماس.
وجاء تحرك الجيش بعد تحذير بثه جهاز الأمن العام (الشاباك) إثر تلقيه إنذارات حول استعداد مجموعات فلسطينية لشن هجمات على مستوطنات عدة، على طول خط التماس بتوجيه من إيران و«حماس».
وكانت التحذيرات تتعلق بشكل رئيسي حول نيات خلايا مسلحة في طولكرم التسلل إلى المستوطنات القريبة، ولذلك تم إرسال مزيد من القوات بهدف الرد الفوري والسريع على أي هجوم، باعتبار ذلك جزءاً من الدروس المستفادة من هجوم السابع من أكتوبر.
وفي أبريل (نيسان) الماضي أجرت قوات الجيش الإسرائيلي، تدريبات عسكرية على المنطقة ما بين إسرائيل والضفة الغربية، تحاكي سيناريو صد هجوم فلسطيني شبيه بما نفّذته «حماس» على غلاف غزة في 7 أكتوبر.
وكُشف، خلال التدريبات، عن إقامة حواجز جديدة من جدران الإسمنت المسلح، وإكمال بناء جدار في مناطق عدة وتفعيل دوريات مكثفة لهذه القوات، بمشاركة البلديات ومتطوعين.
ومنذ السابع من أكتوبر تخشى إسرائيل أن تتحول الضفة إلى جبهة قتال أخرى.
وكانت القوات الإسرائيلية قد بدأت في الثامن والعشرين من آب (أغسطس) الماضي عملية واسعة في شمال الضفة، أطلقت عليها اسم «مخيمات صيفية» استهدفت مخيمات جنين وطولكرم وطوباس، بوصفها «مركز الإرهاب» و«بؤرة إيرانية»، على «خط التماس» يجب إحباطها فوراً، وقتلت خلالها 47 فلسطينياً، بينهم 21 من جنين، و9 من طولكرم، و13 من طوباس، و3 من الخليل، و1 في نابلس، ما يرفع حصيلة الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في الضفة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 699 بينهم 159 طفلاً، و10 نساء، و9 مسنين.
وحولت إسرائيل عمليتها الواسعة في شمال الضفة الغربية إلى عملية مفتوحة، واقتحمت طولكرم وجنين وطوباس أكثر من مرة.
وجاءت العملية الأضخم في الضفة منذ عام 2002 في ذروة تحذير الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تصعيد متوقع في الضفة لدرجة أن الأمر قد يتطور إلى انتفاضة.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن عدد الإنذارات التي يتعامل معها النظام الأمني في الضفة الغربية أصبح هائلاً، بينما ينهمك الجيش و«الشاباك» في محاولة منع انتفاضة جديدة.
وهذا التصعيد مع اكتشاف النفق زاد مخاوف سكان البلدات والمستوطنات كذلك وليس فقط الأجهزة الأمنية.
وقالت «معاريف» إن المستوطنين في منطقة خط التماس، يستمرون في التحذير من اندلاع جبهة أخرى.
وقالت رئيسة المجلس الإقليمي «عيمق حيفر» غاليت شاؤول «إن المجتمعات الواقعة على طول خط التماس تشعر بالقلق من اكتشاف النفق في طولكرم. والواقع الأمني المتصاعد في الضفة الغربية بشكل عام، أمر مثير للقلق». وأضافت: «كما كنا نطالب منذ أشهر عديدة، يجب أن تكون هناك قوات أمنية وعسكرية كبيرة على خط التماس بشكل منتظم، وينبغي إضافة تدابير إلى الحاجز القائم شرق الجدار، وقبل كل شيء توسيع وتعزيز المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها خارج الجدار؛ ما سيمنع الاقتراب من خط التماس».
وإضافة إلى طولكرم، يفحص الجيش وجود أنفاق في جنين.
وقالت «معاريف» إن ثمة خوفاً من وجود أنفاق تحت الأرض في منطقة جنين.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الكثير من الذخيرة تشق طريقها إلى الضفة عبر الحدود الشرقية، وهناك خوف من إدخال صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ، وقذائف هاون، وأجهزة متفجرة عادية.
أضافت «معاريف»: «على الرغم من صعوبة حفر التربة في شمال السامرة (شمال الضفة)، فإن الجيش الإسرائيلي يعترف بعدد من الظواهر المثيرة للقلق: في جنين هناك قوة عاملة كبيرة من عمال البناء، والعديد منهم عاطلون عن العمل، والأموال المقدمة لهم من قبل المنظمات الإرهابية هي مصدر الرزق الوحيد، كما أن هناك ضغوطاً من الفلسطينيين الذين يعبرون إلى إسرائيل بأي وسيلة ممكنة، وبنية الأنفاق تحت الأرض تجذب المهربين».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا