الأنباء الكويتية: إسرائيل تنفذ خرقاً أمنياً «غير مسبوق» في لبنان بتفجير متزامن لأجهزة «البيجر»

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 18 24|09:29AM :نشر بتاريخ

كتبت صحيفة "الأنباء الكويتية":

اعاد عدد الضحايا، الذين سقطوا في تفجيرات استهدفت بعد ظهر أمس أجهزة اتصالات من طراز «بيجر» في بيروت ومناطق في الجنوب والبقاع وامتدت إلى سورية، الى الأذهان صورة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، حيث، أصيب أكثر من 3000 شخص بينهم ما يزيد على 200 حالة حرجة،وأعلن عن مقتل 9 اشخاص لكن ارتفاع عدد الإصابات الخطيرة يؤشر إلى احتمال الوصول إلى عدد كبير من الوفيات يفوق الحصيلة الأولية التي أعلن عنها، في تفجير أجهزة اتصال لاسلكية «بيجر» يحملها عناصر وقياديون من حزب الله في عدة مناطق بين لبنان وسورية، فيما وصفه مسؤول كبير سابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، بأنه «اختراق أمني استخباري غير مسبوق» بينما اشارت مصادر أمنية لبنانية إلى أنه من المحتمل أن تكون الأجهزة ملغومة بمتفجرات لم تتجاوز ٢٠ غراما.

وحمــل «حــزب الله» إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان والذي طال المدنيين أيضا، متوعدا بالرد.

وسيدون تاريخ 17 سبتمبر في يوميات المآسي اللبنانية، بعد اكتظاظ المستشفيات في كل المناطق اللبنانية بالمصابين، وإطلاق صرخات استغاثة إلى المواطنين للتبرع بالدماء، والى توفير طواقم طبية، وما تحتاج إليه حالات مئات الجرحى من علاجات متقدمة، في ضوء الحاجة إلى عمليات بتر لأطراف مختلفة لدى كل مصاب!

يوم مهول بدأ قبل ظهر أمس، بنقل عدد من المواطنين أنباء عن انفجارات متفرقة ضربت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت. بدأ الرقم عند خمسة، قبل ان يتسع سريعا، ويتبين ان اختراقا أمنيا كبيرا حصل لأجهزة تلقي إشعارات من متصلين، وكانت تستخدم في القسمين الأول والثاني من تسعينيات القرن الماضي، وبقيت حصرا على أطباء في المستشفيات وخبراء حوادث السير المرورية.

سريعا راحت تتضح حقيقة الأرقام، التي تخطت الـ 1200 قبل الخامسة والنصف عصرا. وتأكد ان أفرادا من «حزب الله» أصيبوا لاعتمادهم هذه الأجهزة، وصدرت الدعوات إلى المواطنين، وخصوصا حاملي الأجهزة للتخلص منها. وأفيد عن وقوع حوادث متفرقة، لم يتم التأكد منها، كعمليات استهداف سيارات عسكرية تابعة لـ «الحزب».

ولاحقا، أفيد بأن «الحزب» استقدم كمية كبيرة من هذه الأجهزة حديثا ووزعها على أفراده لتفادي الملاحقة الإسرائيلية، إلا ان العملية تركت صدى كبيرا لجهة عدد الضحايا بين قتلى وجرحى و«معطوبين» (فقدوا أطرافا) ووقوع إصابات في صفوف قياديين، إضافة إلى السفير الإيراني مجتبى أماني، الذي أصيب مع عدد من العاملين في مبنى السفارة في بئر حسن، وقد أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أنه «بكامل وعيه، ولا يوجد أي خطر عليه».

في أي حال، رفعت انفجارات يوم أمس مستوى المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى مرحلة متقدمة غير مسبوقة. والسؤال المطروح: ماذا بعد؟ وكيف سيرد الحزب؟

هذا وأعلنت القناة ١٤ في التلفزيون الإسرائيلي أنه ابتداء من الليلة (أمس) سينتقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية مع لبنان.

وفي معلومات ميدانية من الضاحية الجنوبية والمناطق، ان المصابين يشكلون العساكر من فئة صفوف متقدمة بمراتب عليا، بعضهم يعمل في حقل الاتصالات والهندسة وشؤون أخرى، ويتواجد في غير خطوط الجبهة. ونجا من كان الجهاز بعيدا منه أثناء تأديته فروض الصلاة على سبيل المثال، ولم تكشف تفاصيل عن هوية المصابين، وان كان تأكد سقوط نجل النائب علي عمار.

كما تحدثت معلومات عن تفجير الأجهزة من الطراز الجديد، المزودة ببطاريات ليثيوم، في حين لم يتم اختراق الأجهزة ذات الأنظمة القديمة.

وإلى جانب مقتل نجل نائب حزب الله علي عمار مهدي، أفيد لاحقا عن إصابة نجل النائب في الحزب حسن فضل الله، واثنين من أبناء القيادي في الحزب وفيق صفا وهو رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله».

وقررت حكومة تصريف الأعمال ـ التي كانت مجتمعة قبل وقوع العملية ـ إبقاء جلساتها مفتوحة، وأدانت الفعل الإجرامي الإسرائيلي معلنة أنها تقوم بالاتصالات اللازمة مع الدول المعنية.

وفي المواقف من العملية، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بعد لقائه السفير السعودي وليد بخاري في معراب، «أشد الأسف والحزن على ما حدث، الآلاف في المستشفيات، هذا ليس الوقت لنحكي سياسة».

من جهته، كتب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية عبر منصة «إكس»: «الضربة اللي ما بتكسرك بتقويك. وكل اعتداء مهما بلغ حجمه يزيد المقاومة إصرارا وعزيمة».

وكتب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على منصة «إكس»: «في السياسة نختلف او نتفق، اما في مواجهة العدو فنقف إلى جانبكم من دون تردد. أمنكم من أمننا، ووحدة لبنان وسلامة أهله فوق كل اعتبار. ندعو أهلنا للتضامن، ولنجدة أي مصاب او محتاج. قلوبنا معكم وصلواتنا للجرحى، رحم الله الشهداء وحمى لبنان من أذى اعدائه».

النائب علي عمار وفي أول تعليق له بعد استشهاد نجله مهدي، قال «لنا يوم مع هذا العدو والأيام بيننا. وما حصل هو بمنزلة عدوان إسرائيلي واضح وسنتعامل معه باللغة التي يفهمها». إسرائيليا، قال القائد الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن من قام بهذه العملية أراد توجيه رسالة، وإنه جهز لهذه لعملية منذ فترة.

في غضون ذلك، اعتبر مسؤول كبير سابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أن تفجير أجهزة اتصال خاصة بمئات العناصر من حزب الله اختراق أمني استخباري غير مسبوق، حسبما نقلت عنه قناة «الجزيرة».

في المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مجلس الأمن القومي طلب من الوزراء الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الأحداث في لبنان.

وذكرت الهيئة أن حزب الليكود حظر على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «مصدر أجهزة الاتصال التي تم تفجيرها في لبنان هو شركة إيرانية والشاباك استطاع اختراقها والوصول إليها وتفجيرها».

 

ليل الضاحية مختلف وانتشار شبان من "أمل" في شوارع العاصمة وعدة مناطق
معلومات لـ"الأنباء": غالبية المصابين من الإداريين في حزب الله "والعسكر لا يستعمل هذه الأجهزة"

بيروت : بين الساعات الاخيرة من ليل الثلاثاء والساعات الاولى من فجر الاربعاء، شهدت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت عمليات مغادرة على نطاق واسع لعدد من السكان.
وانتشر شبان من حركة "أمل" على الارض في الضاحية والجنوب وعدد من احياء العاصمة بيروت، تعويضاً للنقص في صفوف شباب "حزب الله" جراء الضربة الإسرائيلية الكبرى التي استهدفتهم بعد ظهر الثلاثاء، بتفجير اجهزة اتصالات لاسلكية من نوع "بيجر"، ما أوقع رقماً كبيراً من الجرحى وصل الى اكثر من 4 آلاف، حالة المئات منهم حرجة، واحتاجوا الى عمليات جراحية لبتر اطراف واعضاء من اجسادهم.
ساعات الليل والفجر شهدت اكتظاظاً على أبواب المستشفيات، وصولاً الى تلك الواقعة على مداخل العاصمة في الدورة شرق بيروت، مستشفى مار يوسف، حيث انتشر جنود من الجيش اللبناني بكثافة.
وكانت وحدات الجيش سارعت الى اتخاذ إجراءات عملانية بفتح الطرقات لنقل المصابين من الضاحية الى مستشفيات في بيروت والمناطق.
في حين اندفع المواطنون من كافة المناطق اللبنانية وخصوصاً من الشمال للتبرع بالدم، وكذلك توجهت طواقم طبية من مناطق بعيدة الى مستشفيات في العاصمة والمناطق.
"الوضع مقلق" عبارة رددها شبان تجمعوا على طريق مطار بيروت الدولي، لجهة مداخل الضاحية في منطقة برج البراجنة.
فيما علقت الدروس في المدارس والجامعات الاربعاء، واعلن الاتحاد العمالي العام الاضراب، ولقيت دعوته تأييداً واسعاً من كافة القطاعات.
الضاحية ومناطق عدة لم تنم، كذلك لم تغب الطائرات الإسرائيلية عن سماء المنطقة.
وحصلت "الأنباء" على معلومات ميدانية، مفادها ان غالبية المصابين من الاداريين في "حزب الله"، ذلك "ان العسكر لا يستعمل هكذا نوع من وسائل الاتصالات"، بحسب عدد من الشبان المنتمين والمناصرين لـ"الحزب".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الانباء الكويتية