إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 24 أكتوبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 24 24|07:51AM :نشر بتاريخ

"الجمهورية":

لبنان ينتظر ترجمة جدّية لما تبدو أنّها حراكات لوقف عدوان الدمار الشامل الذي تشنّه إسرائيل على بناه المدنية والسكنية، وعينه على مؤتمر دعم لبنان الذي سيُعقد في باريس اليوم، وما إذا كان سيشكّل عامل دفع إضافي لمساعي وقف اطلاق النار، في وقت تبدو فيه العلاقة في ذروة تأزّمها بين فرنسا وإسرائيل. وكذلك على الترجمة العملية للحراك الأميركي مع إعلان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن بـ»اننا نعمل على التوصل إلى حل ديبلوماسي دائم لوقف إطلاق النار في لبنان»، رابطاً ذلك بأنّه «حان الوقت لأن تحوّل إسرائيل نجاحها العسكري إلى نجاح استراتيجي».

ميقاتي في الإيليزيه

وفي سياق متصل بمؤتمر باريس، إستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الإيليزيه، وناقشا على مدى ساعة ونصف الساعة الوضع الراهن في لبنان والمساعي الفرنسية لوقف اطلاق النار اضافة الى التحضيرات للمؤتمر الذي دعا إليه الرئيس ماكرون اليوم.

وكان الرئيس ميقاتي وصل الى الإيليزيه قرابة الرابعة والربع واستقبله الرئيس ماكرون ثم تصافحا امام عدسات الاعلام عند مدخل الإيليزيه. بعد ذلك، عقد الرئيسان ماكرون وميقاتي اجتماعا في مكتب الرئيس الفرنسي، شارك في بدايته وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، ثم عقد الرئيسان خلوة مطوّلة. وفي خلال الاجتماع، أكد الرئيس ماكرون «استمرار جهوده ومساعيه بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية لوقف اطلاق النار وبحث السبل الكفيلة للضغط على اسرائيل من أجل ذلك».

بدوره عبّر رئيس الحكومة عن شكره الكبير للرئيس ماكرون» على دعمه الدائم والمستمر للبنان»، كما شكره على «كل المساعي والجهود التي يبذلها في سبيل وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي». واعتبر أن «مؤتمر دعم لبنان (اليوم) خير دليل على اهتمام فرنسا بلبنان والبقاء الى جانب اهله». وفي الختام، ودع الرئيس ماكرون الرئيس ميقاتي أمام قصر الإيليزيه.

قلق عارم

وفي موازاة هذا الانتظار، قلق عارم مما تبيته إسرائيل للبنان، حيث أنّها تعاند جهود وقف اطلاق النار، ولا ضوابط تحكمها، وتمنع تدميرها الممنهج لمدنه وبلداته في مختلف المناطق، خصوصاً تلك القريبة من خط الحدود، حيث سوّت قرى بأكملها بالأرض، بالتوازي مع محاولتها فرض واقع جديد في المنطقة الحدودية، تتسيّد فيه وتُخضع لبنان لشروط تمسّ سيادته وتهدّد أمنه واستقراره السياسي والمدني.

الامور ليست مقفلة

على الرغم من هذه الأجواء النارية، فإنّ سبل الحل الديبلوماسي غير مقفلة، وفق ما يؤكّد مرجع كبير لـ«الجمهورية»، مشيراً إلى انّ «الامور سترسو في نهاية المطاف الى اتفاق على حل سياسي على أساس القرار 1701».

وبحسب المرجع عينه، فإنّ «مهمّة هوكشتاين لم تصل إلى طريق مسدود، بل إنّها شكّلت فاتحة لبلوغ هذا الحل، ولها تتمة في وقت لاحق».

وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّ هوكشتاين، وبعد مغادرته بيروت، عاد وأرسل ما يمكن اعتبارها إشارات مهمّة، في سياق مهمّته التي يتصدّى لها، تؤكّد أنّ الامور ليست مقفلة، وتصبّ في الهدف الذي قال هوكشتاين انّ بلاده تسعى اليه بوقف نهائي للنزاع، وجولة بلينكن في المنطقة تصبّ في هذا الاتجاه».

لا مسّ بالقرار 1701

الى ذلك، وفيما تعكس أجواء عين التينة صلابة الموقف اللبناني لناحية الوقف الفوري لإطلاق النار والتمسك الكلي بالقرار 1701 بكل مندرجاته، تردّدت معلومات عن بحث بين مستويات دولية حول إمكان نشر قوات متعددة الجنسيات جنوبي لبنان إلى جانب الجيش اللبناني، في حال تمّ التوصل لوقف اطلاق النار. فيما نفت مصادر سياسية مسؤولة علمها بهذا الأمر، وقالت لـ«الجمهورية» إنّ «اسرائيل تريد نسف هذا القرار، وتطويعه بما يخدم شروطها ومتطلباتها السياسية والأمنية، الّا انّ هذا الامر ليس ميسراً على الاطلاق، حتى ولو كان الاميركيون يدعمون تعديله وفق ما سبق لهوكشتاين أن اعلن قبل زيارته بيروت».

فتعديل القرار، تضيف المصادر، يوجب اولاً موافقة لبنان على ذلك، وموقف لبنان الرافض للمسّ بهذا القرار او لأي تعديل لمهام قوات «اليونيفيل»، يُضاف الى ذلك رفض ايّ حل يمنح اسرائيل حرّية المسّ بسيادة لبنان، جرى إبلاغه بوضوح إلى الوسيط الاميركي، كما انّه يوجب ثانياً قراراً من مجلس الامن الدولي. حيث لا يبدو انّ ثمة اجماعاً على تعديل هذا القرار. فروسيا والصين وفق ما تؤشر بعض المعطيات لا يبدو انّهما قد يماشيان الاميركيين وغيرهم في هذا المنحى التعديلي إن طرحوه، واما فرنسا فأكثر صرامة في اعتراضها، حيث اكّدت على لسان مندوبها الدائم في الامم المتحدة نيكولاس دي ريفيير، انّ القرار 1701 يظلّ الإطار، والمشكلة تكمن في تنفيذه، ولا احد يفكر بتغييره او التفاوض عليه. بل يجب التأكّد من تنفيذ جميع بنود القرار، بما فيها تأمين جنوب لبنان ونشر الجيش اللبناني».

لا تسوية قبل الضربة

الى ذلك، قال مصدر ديبلوماسي رفيع لـ«الجمهورية»: «إنّ مهمّة آموس هوكشتاين في بيروت برغم أهميتها وضرورتها، فإنّها لا تمتلك الرصيد المتين الذي يمكّنها من الخطو سريعاً نحو تحقيق أيّ اختراقات أقله في هذا التوقيت».

السبب بسيط، يقول المصدر عينه، «وهو أنّ أيّ بحث في حلول سواء بالنسبة الى صفقة تبادل على جبهة غزة أو بالنسبة الى حل ديبلوماسي ووقف لاطلاق النار على جبهة لبنان، لا مكان له على طاولة الجدّ قبيل جلاء الصورة بين اسرائيل وإيران. وبمعنى اكثر وضوحاً، يجزم المصدر عينه بأنّه لن تكون هناك تسوية في غزة او لبنان قبل الضربة الإسرائيلية لإيران وتبيان حجمها، حيث يؤكّد المستويان السياسي والعسكري في إسرائيل انّها حتمية، علماً انّ لا شيء مضموناً حتى الآن، حيث أنّه ليس معلوماً في أي اتجاه ستتّجه مسارات المنطقة بأسرها».

ولفت المصدر إلى أنّ المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل يتحدثان عن جهوزية للضربة، ولم يبق سوى أن يصدر الأمر بكبس الزر، ويسوقان مسبقاً نتائج قاسية على الإيرانيين بحيث لن تكون لهم قيامة بعدها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا لو جاءت النتائج معاكسة؟ وماذا لو جاء الردّ الايراني بحجم الضربة الاسرائيلية، او ربما اكبر منها؟ نحن امام سيناريو مجهول واكثر خطورة مما نتخيّل».

دمار شامل

ميدانياً، عاصفة الدمار الاسرائيلي، تواصل ضربها لكلّ البلدات الجنوبيّة من دون استثناء؛ دمار هائل، ونسف كامل لكل مقومات الحياة، ومجازر رهيبة بحق المدنيين، وصولاً الى بيروت والضاحية الجنوبية التي تتعرض لمسلسل تدميري يومي ممنهج، وتركّزت في الساعات الأخيرة على مدينة صور، وفي موازاتها معارك ضارية على تخوم البلدات الحدودية بين الجيش الاسرائيلي و«حزب الله»، الذي لوحظ في الساعات الاخيرة أنّه كثف عملياته ورشقاته الصاروخية وتوجيه مسيّراته على تجمعات جيش الاحتلال وقواعده ومواقعه العسكرية وكافة مستوطنات الشمال وصولاً الى العمق الاسرائيلي في صفد وعكا، وحيفا وخليجها، وتل ابيب.

الميدان: مخاطر كبيرة

تؤشّر الوقائع الحربية المتسارعة، إلى أن لا مكان حالياً للمساعي السياسية والديبلوماسية، وتقديرات المحللين والخبراء العسكريين تركّز على رصد الميدان وتغلّب فرضية التصعيد، وخصوصاً في الفترة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، التي تجمع تلك التقديرات على أنّها فترة حرجة تنطوي على مخاطر كبيرة جداً، ربطاً بالتهديدات المتتالية التي يتناوب عليها المستويان السياسي والعسكري في اسرائيل، في اتجاه تكثيف الضربات ضدّ «حزب الله» لإرغامه على الانكفاء الى شمال نهر الليطاني، وكذلك في اتجاه ايران والحديث عن أنّ الضربة الاسرائيلية رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني.

على الجبهة الايرانية، لحظة الاشتعال واردة في اي لحظة، وخصوصاً انّ اسرائيل تشيع بأنّ الضربة على ايران باتت قاب قوسين او أدنى، لا بل هي واردة في أيّ لحظة. ووزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت كرّر الحديث عن ضربة قاسية ومؤلمة لإيران، وقال لأفراد القوات الجوية الاسرائيلية في قاعدة «هاتزيري» بالأمس: «بعدما نهاجم ايران سيفهم الجميع ما تدربتم عليه».

وامّا على جبهة لبنان، فليس خافياً انّ اسرائيل حققت بطيرانها الحربي تفوقاً تدميرياً هائلاً للقطاعات والبنى المدنية، وفي ارتكاب المجازر الفظيعة في مختلف المدن والقرى اللبنانية. إلّا أنّ تقديرات الخبراء العسكريين تؤكّد انّ كل ذلك لم يمنحها قدرة الحسم في الميدان، ومن هنا، وكما يقول مصدر أمني مسؤول لـ«الجمهورية»، «إسرائيل تواصل حربها سعياً لتحقيق إنجاز على الارض تستثمر عليه في مفاوضات الحل الديبلوماسي، فجيشها منتشر من الناقورة حتى مزارع شبعا و7 فرق مسخّرة لعملية برية منذ ما يزيد على الأسبوعين، من دون ان تحقق حتى الآن خرقاً نوعيّاً يمنع «حزب الله» من إطلاق صواريخه على المدن والمستوطنات الاسرائيلية، بل بالعكس يتكبّد خسائر كبيرة بمعدّل 20 اصابة يومياً في صفوفه باعتراف الجيش الاسرائيلي، الذي يغطي ذلك بتكثيف الغارات على البنى المدنية».

قلق من الحزب

إلى ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي «اننا نستعد لأسابيع قليلة أخرى من العمليات البرية بجنوب لبنان لإكمال مهمتنا».

واشارت الصحيفة الى أنّ «حزب الله» لا يزال ينجح في تعطيل الحياة تماماً في الشمال، وفرض روتين صفارات الإنذار في الوسط». وقالت: «من الواضح أن وُجهة «حزب الله» هي حرب استنزاف، حيث انّه على الرغم من الضربات التي تلقاها، فإنّه ليس لدى رجال الاستخبارات العسكرية شك في أنّ عملية التعافي في صفوفه قد بدأت بالفعل».

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، «أن الأهداف التي قصفتها إسرائيل في لبنان في الأيام الأخيرة كلها مهمّة، ولكنها بعيدة كل البعد عن إحداث تغيير في قواعد اللعبة، معتبرة أنّه لا يوجد سبب عسكري قوي بما يكفي لمواصلة الحرب، إذ أنّ نطاقه يقتصر حالياً على ما بعد الأسبوع المقبل أو نحو ذلك»، وسألت: «هل سيستمر نتنياهو في غزو لبنان إلى ما بعد يوم الانتخابات على أسس سياسية أكثر منها عسكرية»؟

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «معاريف» العبرية: «يجب ان نبقى حذرين ونترك الغطرسة، فـ«حزب الله» ليس «حماس»، وقدراته ليست محدودة، حيث انّه يمتلك قدرات هائلة، وعلى الرغم من أنّه شارك في القتال إلى جانب سوريا، إلّا أنّه لم ينكسر بل على العكس انتصر، وعلى الرغم من الضربات الإسرائيلية فإنّ «حزب الله» لم يهلك ولم يتمّ تدميره والقضاء عليه ولم يقل كلمته الأخيرة بعد».

الوزيرة الالمانية

سياسياً، وصلت وزيرة خارجية المانيا آنالينا بيربوك الى بيروت امس، والتقت رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقبل ذلك كان لها تصريح قالت فيه: «إسرائيل نجحت في إضعاف «حزب الله» إلى حدّ كبير، والمهمّ الآن هو العمل مع شركائنا في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم العربي لإيجاد حل ديبلوماسي قابل للتطبيق يحمي المصالح الأمنية المشروعة لكل من إسرائيل ولبنان».

وكان بري قد التقى رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة محمد المندلاوي، الذي وضع رئيس المجلس في أجواء الجهود الديبلوماسية البرلمانية لإيقاف العدوان الاسرائيلي على لبنان وقطاع غزة، وتضامن العراق ودعمه لبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن العدوان.

 

 

"الديار":

هاشم صفي الدين شهيدا على طريق القدس، رئيس المكتب التنفيذي في حزب الله استشهد في غارة اجرامية نفذها الطيران الاسرائيلي على منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية منذ 3 اسابيع، وانتشلت جثة الشهيد مساء امس الاول بعد ان منعت «اسرائيل» بالنيران فرق الاسعاف والصليب الاحمر من التوجه إلى المكان المستهدف، ووصف بيان حزب الله الشهيد هاشم صفي الدين بالقائد الكبير والشهيد العظيم على طريق القدس الذي ارتحل الى ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين راضيا مرضيا صابرا محتسبا.

واضاف البيان: لقد التحق السيد هاشم باخيه شهيدنا الأسمى والاعلى سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكان نعم الأخ المواسي لاخيه، فكان أخاه وعضده وحامل رايته ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريون ناصرا لدين الله، تقيا، صالحا، رائدا، مدبرا، مديرا، قائدا وشهيدا.

هوكشتاين مستشارا في الامارات

الى ذلك، ودع هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته الاخيرة الى بيروت وابلغهم نهاية مهمته الرسمية كموفد للرئيس بايدن الى المنطقة ومغادرة عمله في وزارة الخارجية الاميركية في أول تشرين الثاني وانتقاله الى العمل كمستشار لدى إحدى الشركات الاميركية في الامارات العربية المتحدة، وبالتالي انتهاء مهمة هوكشتاين ومعه الجهود الديبلوماسية بشأن وقف اطلاق النار حتى كانون الثاني 2025 موعد استلام الإدارة الأميركية الجديدة مهامها وتمديد الفرصة للاسرائيلي لتحقيق إنجازات ميدانية عجز عنها حتى الان. وفي ظل هذه الاجواء، تبقى الانظار شاخصة الى زيارة بلينكن الى «اسرائيل» والمعلومات عن إعطائه الموافقة على ضرب ايران خلال الأيام المقبلة وفتح المنطقة على الحرب الشاملة، وقابل ذلك اجتماع بين الرئيسين الروسي والايراني والاتفاق بينهما على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، في ظل المعلومات عن تزويد موسكو لطهران بانظمة دفاع جوي قادرة على التصدي للصواريخ الإسرائيلية والتشويش عليها.

وتصف مصادر في محورالمقاومة، ان ما حمله هوكشتاين الى لبنان الثلاثاء نسخة مطابقة لما حمله كل المندوبين الاميركيين الى المنطقة منذ عام 1982، بدءا من فيليب حبيب الى كولن بأول عام 2003 الى الرئيس بشار الاسد الى كونداليزا رايس 2006، والعنوان واحد : الاستسلام والقضاء على محور المقاومة، ودون ذلك لا يمكن بناء الشرق الاوسط الجديد.

في ظل هذه الاجواء، الكلام للميدان من دون ضوابط وسقوف، ومن يصرخ اولا يدفع الثمن، وكل فريق اعد كامل العدة للمواجهة الشاملة، فالمقاومة لن ترفع الرايات البيضاء مهما كانت الأثمان، وتقاتل بكفاءة عالية ضد اكبر منظومة عسكرية وأمنية في العالم ممثلة بأميركا و «اسرائيل»، وقد كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، ان وزير الخارجية الاميركي بلينكن اجبر على الذهاب الى ملجأ للحماية من الصواريخ التي اطلقها حزب الله بعد دوي صفارات الانذار في تل ابيب. من جهتها ذكرت وكالة CNN الاميركية، ان «نتنياهو صرح علنا انه يريد القضاء على حماس وحزب الله، ولكن من الواضح وبشكل متزايد ان تحقيق الهدفين قد يكون مستحيلا».

وحسب المعلومات الواردة من الجنوب، عجز الجيش الاسرائيلي حتى الان على جبهة العديسة ثم مارون الراس ويارين وبعدها بليدا ثم عيتا الشعب ومثلث القوزح _ رامية _ عيتا الشعب، وكذلك اللبونة وراس الناقورة بالإضافة إلى مركبا ومثلث العديسة _الطيبة _ رب ثلاثين ثم ميس الجبل رغم الحشود العسكرية من الفرقة 36 والفرقة 98، ثم الفرقة 91، واللواء احتياط 146 ثم اللواء 410 اي بحدود 75 الف جندي، وواجهت المقاومة كل الهجمات الإسرائيلية التي حققت تقدما بالامتار في مناطق تعتبر رخوة للمقاومة لأسباب عديدة، لكنها لم تتمكن من البقاء فيها وعادت وانسحبت منها، واعترف الإعلام العبري بمقتل 50 جنديا في المعارك المباشرة و700 جريح (الأرقام اعلى بكثير) واسقطت المقاومة مسيرات من نوع هرمز 450 و900 وتم تدمير 26 دبابة ميركافا ، وكانت الهجمات الاسرائيلية مصحوبة بقصف جوي دمر القرى الامامية لافساح المجال للقوات الإسرائيلية للتقدم، لكن مجاهدي المقاومة صمدوا ودمروا الوحدات المتقدمة بالصواريخ عن بعد، وخاضوا الالتحامات القريبة والمباشرة، وجرت إحدى المحاولات لاسر جنود اسرائيليين لم تنجح بسبب بعض العراقيل في اللحظات الاخيرة ، لكن المحاولات لن تتوقف، واكبر دليل على صمود المقاتلين شريط الفيديو للمجاهد من ال حيدر وما فعله وحيدا في آليات العدو وجنوده، اما على صعيد المستوطنات المواجهة والخلفية للحدود، فثابرت المقاومة على قصفها يوميا لأنها تحولت الى مناطق عسكرية ونقاط تجمع للقوات الإسرائيلية التي تستعد للهجوم واحداث خروقات عسكرية، وادى قصف المقاومة لهذه المستعمرات مثل كريات شمونة ومسكاف عام والمنارة والمطلة وافيفيم وشتولا وشلومي وغيرها الى افشال العديد من محاولات التقدم الإسرائيلية، وقد ردت «اسرائيل» على الصمود الميداني للمقاومين بتكثيف عمليات القصف والمجازر اليومية المتنقلة بين الضاحية والبقاع والجنوب واكبر دليل ما تعرضت له مدينة صور امس من غارات وحشية ادت الى سقوط شهداء وجرحى، بالإضافة إلى إنذارات بالاخلاء لترويع المواطنين بهدف خلق هوة بين المقاومة وجمهورها، وقد ردت المقاومة الإسلامية بعشرات الصواريخ التي وصلت الى ضواحي تل ابيب والمراكز العسكرية الاسرائيلية، لكن اللافت ما كشفه وزير الدفاع الاميركي بتصريح صحافي عن عدم وجود أي ادلة على مخبأ لحزب الله تحت مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية. بالمقابل، ادى قصف المقاومة منذ طوفان الاقصى الى شل كل القطاعات في كيان العدو وتعطيل كل مرافئ الحياة وتهجير كل مستوطني الشمال، وبات الاسرائيليون ينامون في الملاجئ، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية، وتبقى الظاهرة اللافتة في تفشي الأمراض النفسية والعصبية بين الجنود والانقسامات داخل المجتمع الاسرائيلي،

وحسب المصادر والمعلومات، فان الوضع العسكري للمقاومة ممتاز جدا، وخلاصة ما يجري: «إسرائيل» لم تربح وحزب الله لم يخسر، ومع تصاعد عمليات حزب الله النوعية في العمق سوف تتغير موازين القوى ويبدأ الاسرائيلي بالنزول عن الشجرة والبحث عن وقف لاطلاق النار في الجنوب وغزة خلال اسابيع، هذا ما اعلنه مسؤول عسكري اسرائيلي كبير عن استمرار العمليات في لبنان لاسابيع محدودة فقط، فالاسرائيلي تراجع طموحه من ابعاد المقاومة الى ما بعد صيدا ثم الى ما بعد الليطاني وبعد ذلك طرح خط الابعاد الى 10 كيلومترات ثم الى 5 كيلومترات والان الى 3 فقط.

وحسب المتابعين السياسيين، الميدان يحسم نتائج المفاوضات، والمعارك في الجنوب هي المعيار الذي سيرسم مصير هذه الحرب والمنطقة كلها.

الاتصالات السياسية

كما كانت الاخفاقات الاسرائيلية في الميدان، كانت صورة الاخفاقات ذاتها في الاتصالات السياسية ايضا، وحسب مصادر مطلعة، فقد واجه الرئيس بري الزائر الاميركي هوكشتاين بموقف حازم وصلب: لن نفاوض تحت النار، لا تعديل ل1701، لن نعطي الاسرائيلي بالسياسة ما عجز عن أخذه بالنار، فالرئيس بري ومن خلال رده الحاسم برفض الورقة الاميركية قضى على طموحات هوكشتاين بتحقيق انجاز ما لمصلحة «اسرائيل»، وفاز الرئيس بري بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى على المبعوث الاميركي الذي تلقى مضمون كلام رئيس المجلس «لن نعطي اي إنجازات لاسرائيل»، وحاول هوكشتاين تمرير شروطه على الناعم احيانا وبالتهديد المبطن احيانا اخرى» أقبلوا ديبلوماسيا بشروطنا كيلا تقبلوا بالإكراه بعدها ورد بري بموقف اكثر تشددا، وغادر هوكشتاين مودعا، وتعود المصادر بالذكراة الى عام 1982 حين واجه رئيس حركة امل يومذاك نبيه بري المبعوث الاميركي فيليب حبيب عندما زاره حاملا مسودة اتفاق 17 ايار بالقول «سنسقط هذا الاتفاق» وربما التاريخ يكرر نفسه اليوم.

وفي المعلومات، ان تعديلات هوكشتاين على الـ 1701 «صك استسلام»، لجهة توسيع مهام القوات الدولية الى كل لبنان ورفدها بقوات اميركية وبريطانية والمانية ومراقبة الحدود بين لبنان وسوريا برا وبحرا وجوا، تنفيذ القوات الدولية اي مهمة على الاراضي اللبنانية تعتبرها خطرا على لبنان وأمنه دون العودة الى الجيش او الدولة اللبنانية، الاطلاع على أسماء ضباط وعناصر الجيش الذين سينتشرون في الجنوب إلى غيرها من النقاط المرفوضة لبنانيا.

جنبلاط

يواصل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله تيمور وابنته داليا الاهتمام المباشر باوضاع النازحين ومتابعة أمورهم الميدانية من كل النواحي، وخلال استقباله عددا من الوفود اكد جنبلاط أمامهم، ان «الحرب مستمرة ولا احد يعلم افاقها بوجود نتنياهو وجنونه، ولا نرى تدخلا واضحا وقويا من الدول الكبرى لانهاء الحرب بل على العكس فان هذه الدول تظهر ضعيفة امام نتنياهو لاول مرة في هذا الشكل»، واكد ان الجيش اللبناني والقوى الامنية ما زالوا بخير لمعالجة اي اشكال وعلى الجميع اللجوء إلى الجيش عند أي حادث والتعامل معه على أنه فردي... وبالمقابل فان التواصل بين جنبلاط وارسلان يومي لمعالجة اي طارئ وتحديدا في المناطق القريبة من الضاحية الجنوبية وعمليات القصف كالشويفات وعرمون وخلدة ودوحة عرمون، والمعلوم ان ارسلان جهز عدة مطابخ مركزية تتولى توزيع الوجبات الغذائية على النازحين بشكل يومي باشراف من الوزير السابق صالح الغريب.

اسئلة حول توزيع المساعدات

شكل التضامن الوطني في كل المناطق اللبنانية ومن كل الاحزاب مع النازحين، وتحديدا من الجنوب والبقاع والضاحية اكبر رد على التحذيرات الدولية من عودة البلاد الى الحرب الأهلية والفوضى، كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي الذي أوضح ان الترجمة لم تكن دقيقة. بالمقابل، سلمت جميع القوى السياسية موضوع معالجة اي اشكال للجيش اللبناني. وفي المعلومات، ان الجيش تعامل مع بعض الاشكالات بطريقة حاسمة وفورية ونفذ مداهمات واعتقالات ادت الى المعالجة السريعة لبعضها في مناطق حساسة، وحظيت إجراءات الجيش بتغطية سياسية شاملة لجهة الضرب بيد من حديد لاي اساءات قد تهدد أمن البلد واستقراره.

وفي موضوع توزيع المساعدات على النازحين، فان الكثيرين من رؤساء البلديات لم يتسلموا حتى الان اي مساعدات من الدولة، والانكى انه يتم إعطاء مساعدات من الدولة لشخصيات سياسية وفاعليات من مختلف الاتجاهات والمواقع والألوان، ويتم ابلاغ النازحين ان المساعدات مقدمة من الشخصية الفلانية والحزب الفلاني لدواع انتخابية بحتة.

الملفات الداخلية مؤجلة

كل الأحاديث المتعلقة بالملفات الداخلية طويت مجددا، وما ساد منتصف أيلول من احاديث وتسريبات عن انتخاب رئيس للبلاد قريبا بعد الضربات التي تعرض لها حزب الله انتهى مفعوله. وحسب المصادر السياسية العليمة، فقد بات معروفا ان هناك اتجاها اميركيا وفرنسيا وعربيا داعما لوصول قائد الجيش العماد جوزف عون، الى بعبدا، وفي اجتماعات برلين الاخيرة تم التأكيد على دعم قائد الجيش للرئاسة، لكن الرئيس نبيه بري رد من خلال قناة العربية، بان انتخاب قائد الجيش بحاجة الى تعديل دستوري، وحسب الدستور فان التعديل بحاجة لـ86 نائبا لا يمكن تأمينهم لنصاب الجلسة اذا لم يحصل توافق شامل على وصول قائد الجيش.

لقاء ماكرون ـ ميقاتي

التقى رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة نجيب ميقاتي بالرئيس الفرنسي ماكرون في العاصمة الفرنسية باريس وناقشا جدول أعمال مؤتمر باريس الانساني لدعم لبنان والجيش اللبناني الذي يعقد اليوم في باريس في حضور دولي وعربي وغياب وزير الخارجية الاميركي بلينكن الذي كلف من يمثله في المؤتمر، ومن المتوقع ان يتضمن البيان الختامي الدعوة إلى وقف النار وربما التاكيد على الموقف الفرنسي باعلان هدنة مؤقتة ل 21 يوما، بالاضافة الى تقديم المساعدات العاجلة السياسية والامنية والاجتماعية، لكن المتابعين لأعمال المؤتمر لا يعولون عليه للخروج بقرارات سياسية حازمة تؤدي الى وقف لاطلاق النار، لكن التركيز سينصب على تقديم المساعدات العاجلة للتخفيف من تداعيات الحرب ودعم الجيش والقوى الامنية، لكن الخلاف الاميركي ـ الفرنسي حول الملف اللبناني ربما عرقل وصول المساعدات بالمستوى الذي يطمح اليه لبنان، واعلنت المانيا انها ستقدم 60 مليون يورو لمساعدة الشعب اللبناني.

الى ذلك، تعقد قمة عربية إسلامية اواخر الشهر في الرياض لبحث الاوضاع في لبنان وغزة، واشارت معلومات غير مؤكدة عن اتجاه عربي لارسال وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر الى لبنان في 3تشرين الثاني للوقوف الى جانب لبنان ومطالبته بوقف اطلاق النار.

 

 

"اللواء":

في وقت كان فيه وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن يتحرك في عواصم الشرق الاوسط، مؤيداً ضربة اسرائيلية لإيران، وعاجزاً عن اقناع بنيامين نتنياهو عن الموافقة على استثمار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، والذهاب الى هدنة ووقف للحرب في غزة، تعيد الاسرى والمحتجزين الى ذويهم.. في هذا الوقت كانت الحرب تستعر سواء في غزة او الجنوب اللبناني، امتداداً الى الضاحية الجنوبية وبعلبك وقراها، وسائر بلدات البقاع ككل.

ومع ان وقف النار هو الاولوية مع مساعدة الشعب اللبناني لتجاوز المحنة التي يمر فيها، فإن اسرائيل على لسان رئيس «الكابنيت الحربي» بنيامين نتنياهو الذي رمى بعرض الحائط الوساطة الاميركية لوقف النار وايقاف الحرب في غزة ولبنان.. تدفع الحرب الى ايام واسابيع وربما اشهر، بدلاً من ان تتوقف نهاية الشهر الجاري او اوائل الاسبوع الاول من الشهر الذي يلي.

وقال نتنياهو: من يعتقد للحظة ان هناك وقفاً لإطلاق النار فهو واهم، واصفاً الحرب إنها حرب حضارات وليس فقط حرب وجودية ولا نقبل إلا النصر.

وزعم نتنياهو ان مشكلة لبنان انه محتل من قبل ايران التي نصّبت حزب لله، متعهداً أنه سيحرر لبنان من ايران وحزب لله، وفقاً لما نقل عنه.

وقال: لن نبقى في لبنان لكننا بحاجة إلى وجود قوات دولية بعد خروجنا وسيبقى لنا الحق في الدفاع عن إسرائيل، وان وقف إطلاق النار سيعطي حزب لله فرصة الحصول على أسلحة جديدة ولن نسمح بذلك، وهم (حزب الله) حاولوا اغتيالي وسنرد.

وسط ذلك اشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المناخ الرئاسي الذي ينشده البعض لأنجاز انتخاب رئيس الجمهورية لا يزال انضاجه غير مكتمل بدليل ما صدر من مواقف من القوى السياسية، حتى وإن جهز البعض خارطة طريق من أجل قيام هذه الأنتخابات، ورأت ان رئيس مجلس النواب ورئيس التيار الوطني الحر لم يقررا دعم ترشيح قائد الجيش ولكل منهما المقاربة.

ورأت هذه المصادر أنه لم تبرز أسماء مرشحة محددة بعد كي يصار إلى التسويق لها وإن لائحة باسيل ما تزال قائمة لكنها لم تلق التأييد الواسع، لكنه لم يسقطها.

وشددت هذه المصادر أن فصل الأنتخاب عن ملف وقف إطلاق النار هو مطلب عدد من الكتل النيابية والنواب،في حين أن مطالبة البعض بأنتخاب الرئيس أولا قد همدت بعض الشيء، لكن الملف الرئاسي يستحوذ بحث على هامش مؤتمر باريس لدعم لبنان، على أن الأولوية هي العمل لوقف إطلاق النار ومساعدة الشعب اللبناني.

لقاء ماكرون - ميقاتي

ففي باريس، استقبل الرئيس ايمانويل ماكرون الرئيس نجيب ميقاتي، قبل مؤتمر باريس الذي ينعقد في باريس اليوم، والمخصص لدراسة ما يلزم من مساعدات للبنان.

استمر الاجتماع ساعة ونصف الساعة، بعيد وصول الرئيس ميقاتي الى الاليزيه عند الساعة الرابعة والربع، بدأ الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بو حبيب، ثم عقد الرئيسان خلوة مطولة.

وأكد ماكرون استمرار جهوده ومساعيه بالتعاون مع الولايات لامتحدة الاميركية لوقف اطلاق النار، وبحث السبل الكفيلة للضغط على اسرائيل من اجل ذلك.

وشكر الرئيس ميقاتي الرئيس الفرنسي على دعمه، وكل جهوده لوقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي، معتبراً ان مؤتمر دعم لبنن اليوم خير دليل على اهتمام فرنسا بلبنان والبقاء الى جانب أهله.

وفي اطار المواقف الاوروبية، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت، أن ألمانيا تواجه «إشكالية» عندما يتعلق الأمر بتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة الى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي. وشددت بيربوك التي زارت الرئيس نبيه بري على أنه يجب على جميع الأطراف حماية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل).

واستقبل بري رئيس مجلس النواب العراقي بالانابة محسن المندلاوي الذي وضعه في «أجواء الجهود الديبلوماسية البرلمانية لايقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة وتضامن العراق ودعمه للبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا العدوان، إضافة الى نتائج مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي في جنيف في هذا الإطار».

وفي اطار دحض الادعاءات الاسرائيلية، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود لحزب لله تحت مستشفى في بيروت، مشيرا الى أن واشنطن ستواصل العمل مع إسرائيل للحصول على معلومات متعمقة.

وقال أوستن للصحفيين في روما: «لم نر أي دليل على ذلك في هذه اللحظة. ولكن كما تعلمون، سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على معلومات أفضل بشأن ما يبحثون عنه بالضبط».

وفي اطار الحركة السياسية، إجتمع الرئيسان أمين الجميّل وميشال سليمان ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في دارة الرئيس الجميّل في بكفيا لعرض التطورات الاخيرة. وبنتيجة التداول، تلا الرئيس الجميّل بيانا جاء فيه: يرى المجتمعون ضرورة تضافر جميع الجهود والطاقات الوطنية من أجل تحقيق التقدم بالتوازي على المسارات الخمسة الآتية: أولا وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية في هذا الاطار، ثانيًا البدء ودون تذرع بأي أمر آخر بالمبادرة فورًا الى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات وأن يحظى بثقة مجلس النواب ويبدأ معه إنطلاق مسيرة اعادة تكوين السلطات الدستورية للدولة اللبنانية، ثالثًا تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها مما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة بما يشمل العمل على اعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي بالتعاون مع المؤسسات والدول الصديقة، رابعًا إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على جميع الاراضي اللبنانية التزاما بالقرارات الشرعيتين الدولية والعربية، إعلان بعبدا وحسن استكمال تطبيق اتفاق الطائف، خامسًا تطبيق إقرار وتطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد على القواعد التي تحترم وتلتزم معايير الكفاءة والجدارة والمحاسب وتحترم مبادء الحوكمة الرشيدة والشفافية والنزاهة.

الوضع الميداني

على ارض المواجهات بعد سحب جثث السيد هاشم صفي الدين ومسؤولين آخرين في حزب لله من الضاحية الجنوبية، استمر التصعيد على الارض، وقد كانت الحصة الاكبر من القصف أمس لصور التي لفها زنار نار بعد تهديدات وجهها افيخاي ادرعي بوجوب الاخلاء. في المقابل، شن حزب لله سلسلة عمليات ضد اهداف اسرائيلية.

والتطور الابرز، نعى حزب لله رسمياً رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، بعدما تمكن من رفع الانقاض، وسحب جثته من بين الركام، حيث منعت اسرائيل، عبر مسيراتها وطائرات الاستطلاع من الحفر حيث تهاوت البنايات على رؤوس من كان هناك، وبينهم السيد صفي الدين، ومجموعة من كوادر قيادية في الحزب.

وشنت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة غارات على مدينة صور، وتظهر حجم الاضرار حجم التدمير في شوارع عدة، ومنها الحي الذي تقع فيه المدرسة الدينية في المدينة.

كما استهدفت مؤسسة الشهيد ومعهد الآفاق والقرض الحسن والهيئة الصحية ومبنى البلدية القديم.

وليلاً، استهدفت اسرائيل بغارة (مسيرة على الأرجح) على شقة في منطقة الجناح في اول الاوزاعي.

وبالتزامن، استهدفت الطائرات الاسرائيلية الضاحية الجنوبية وتردد ان الشقة تعود الى قناة الميادين، الامر الذي اكده مراسل الميادين ان العدوان الاسرائيلي على مكتب قناة الميادين في بيروت، وهي كانت اخلت المكان مع بدء العدوان.

وسقط شهيد وجريح بالغارة على المكتب، وليس على استديوهات المحطة، ونفى مصدر ان يكون المسؤول الاعلامي لحزب لله محمد عفيف في هذا المكان.

كما وجه الجيش الاسرائيلي إنذاراً بالاخلاء الى سكان برج البراجنة والحدث في الضاحية الجنوبية.

وتحدث الجيش الاسرائيلي عن اصابة 22 جندياً في معارك الجنوب، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وسقط للاحتلال الاسرائيلي في حدث «وصف بالصعب» في بلدة عيتا الشعب، اذ اصطاد رجال المقاومة بكمين محكم 4 قتلى من ضباطه وجنوده.

وقال مصدر عسكري اسرائيلي: حزب لله لا يزال يمتلك القدرة على قصف تل ابيب الكبرى.

وذكرت غرفة عمليات المقاومة ان المجاهدين يتصدون لمحاولات التقدم لجيش الاحتلال في اتجاه قرى الحافة الامامية.

وذكرت غرفة عمليات المقاومة الاسلامية انه جرى تدمير 28 دبابة والجرافات واكثر من 70 قتيلاً و600 جريح.

واشارت ان العدو لم يتمكن من احتلال اية قرية جنوبية.

وجاء في بيان المقاومة، عند المحور الأول وهو منطقة عمليات الفرقة 146 في «جيش» العدو تصدى مجاهدونا محاولات التسلل في اتجاه مروحين والضهيرة ويارين وعلما الشعب

غرفة عمليات المقاومة الحزب: محاولات التسلل في المحور الأول كانت بهدف تفخيخ المنازل وتفجيرها خوفاً من استخدامها من قبل المجاهدين.

واستهدف مجاهدونا تحشدات ومسارات تقدّم العدو في رأس الناقورة و»حانيتا» ومحيط قرية الضهيرة، وقال البيان: تصدى المجاهدون لمحاولات التقدم في اتجاه مرتفع «أبو اللبن» شرقي بلدة عيتا الشعب في المحور الثاني وهو منقطة عمليات الفرقة 36 في «جيش» العدو.

كما استهدف مجاهدو المقاومة تحشدات «جيش» العدو ومسارات تقدمه في خلة وردة ومحيط بلدة عيتا الشعب والعديد من القوات التي تسللت إلى محيط مبنى البلدية.

وفي المحور الثاني تحاول تشكيلات الفرقة 36 التقدم في اتجاه وسط عيترون من الأحياء الشرقية والغربية بهدف احتلالها وعزلها عن محيطها.

ويستهدف مجاهدو المقاومة تحشدات ومسارات تقدم التشكيلات بصليات كثيفة ومتكررة ما يكبدها خسائر جسيمة ويعيق تحركها ويجبرها على الانكفاء في اتجاه المناطق غير المكشوفة.

وفي المحور الثالث وهو منطقة عمليات الفرقة 91 عبر مسارات غير مرئية في اتجاه بعض الأحياء الشرقية لميس الجبل ومحيبيب وبليدا.

واستهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً لجنود العدو في مستعمرة مرغليون بصلية صاروخية، كما استهدفت تجمعاً لجنود العدو عند اطراف بلدة راميا بصلية صاروخية.

ودمرت الغارات الاسرائيلية مجمعاً سكنياً في محيط الليلكي، ودمرته بالكامل واحدثت حريقاً كبيراً.

 

 

"النهار":

وعلى رغم الحذر الذي طبع توقعات الجهة المنظمة الفرنسية، كما الجهة اللبنانية الرسمية في شأن النتائج التي سيفضي إليها المؤتمر، نقل مراسل “النهار” في باريس عن مصدر رئاسي فرنسي تحديده لأهداف طموحة للمؤتمر، أولاً بتوفير المساعدات الإنسانية للنازحين الذين يتخطون المليون والقطاعات المتضررة كالتعليم والصحة، وثانياً دعم القوى المسلحة اللبنانية التي تحتاج إلى كل شيء من مال وعتاد وهي إحدى المفاتيح لتنفيذ القرار الدولي 1701 الذي يشكل الحل وأساس سيادة لبنان، وثالثاً الدفع باتجاه حل دبلوماسي للصراع القائم بين إسرائيل و”حزب الله” وتاكيد قواعد تسوية النزاع على طول الخط الأزرق، ورابعاً دعم السيادة اللبنانية والدفع لتفعيل وتعزيز دورالدولة وملء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة فاعلة. ووفق المصدر فإن قراءة باريس للوضع اللبناني قلقة للغاية وهناك مخاوف من انزلاقه نحو حرب أهلية حذّر منها وزير الدفاع الفرنسي سيبستيان لوكورنو. وفي هذا السياق تسعى باريس جاهدة لتأمين المساعدات الحياتية والمالية والعينية للجيش وتوفير القدرات الضرورية لتنفيذ مهماته وفق القرارات الدولية والتي تقدر بحوالى المليار دولار سنوياً وفق مصدر عسكري.

وسيشكل مستوى التمثيل لا سيما منه الأميركي الإشارة البارزة بالنسبة إلى نجاح المؤتمر بما يدفع باتجاه تسوية تؤمن حلاً ديبلوماسياً للحرب، علماً أن التنسيق الأميركي – الفرنسي مستمر وهناك تمسك مشترك بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته.

ماكرون وميقاتي

وعشية المؤتمر إستقبل الرئيس ماكرون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الاليزيه وناقشا على مدى ساعة ونصف الساعة الوضع الراهن في لبنان والمساعي الفرنسية لوقف اطلاق النار والتحضيرات لـ”المؤتمر الدولي لدعم لبنان”،

و شارك في بداية اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ثم عقد الرئيسان خلوة مطوّلة. وافاد المكتب الاعلامي لميقاتي أن الرئيس ماكرون أكد خلال اللقاء “استمرار جهوده ومساعيه بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لوقف اطلاق النار وبحث السبل الكفيلة للضغط على إسرائيل من أجل ذلك”.

بدوره، عبّر رئيس الحكومة عن شكره الكبير للرئيس ماكرون “على دعمه الدائم والمستمر للبنان”. كما شكره “على كل المساعي والجهود التي يبذلها في سبيل وقف اطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي”. واعتبر “أن مؤتمر دعم لبنان خير دليل على اهتمام فرنسا بلبنان والبقاء إلى جانب اهله”.

 

 

"البناء":

بينما ترجم سلاح جو الاحتلال بغارات استهدفت المباني السكنية وعناوين إعلامية وصحية وبلغت منتصف الليل اثنتي عشرة غارة، مضمون كلام وزير حرب كيان الاحتلال الذي قاله بحضور وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن مواصلة ما وصفه بملاحقة حزب الله، والمقصود هو تصعيد العدوان على لبنان، حتى إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وضمان عودة آمنة لمهجري مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، كان النصف الأهم من كلام غالانت هو الجديد، وهو النصف الذي قال فيه إن هذه الملاحقة حتى تحقيق الأهداف سوف تستمرّ بدون العملية البرية، مستخدماً تعبيراً لافتاً، «حتى بعد انتهاء العملية البرية سوف تستمر ملاحقة حزب الله حتى إبعاده إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال»، بما يؤكد بدء النقاش داخل القيادتين السياسية والعسكرية حول النتائج الكارثية للعملية البرية على جيش الاحتلال، وسقوط الرهان على انهيار المقاومة بعد الضربات التي تلقتها، والكلام عن إنهاء العملية البرية دون تحقيق الهدف المحدد بإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال، وإعادة طرحه هدفاً قابلاً للتحقيق بالضربات الجوية فقط، رغم فشل هذا الرهان من قبل، يطرح سؤالاً حول استمرار الحرب كلها، بحيث يبدو هذا الاستمرار بعيداً عن أي رهانات واقعية بمقدار ما هو تعبير عن مأزق إنهاء الحرب دون صورة نصر ودون مكاسب سياسيّة قالت زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان أنها غير ممكنة، وأنها تصطدم برفض لبناني صلب من جهة، وصمود ثابت ومقتدر للمقاومة من جهة موازية.

هذا المأزق وهذا الفشل، اجتمعا مع زيارة بلينكن من جهة والمحادثات الأميركية الإسرائيلية حول استهداف إيران بعدوان ينظر إليه قادة الكيان كمخرج نحو الأعلى من المأزق، ومن جهة مقابلة مع بيان غرفة عمليات المقاومة الإسلامية الذي قدم عرضاً إجمالياً عن نتائج الحرب البرية في خمسة محاور وزّعتها غرفة العمليات وفقاً لتوزيع انتشار الفرق الإسرائيلية الخمس على جهة الحدود، وهي كالتالي وفقاً لبيان غرفة العمليات، «المحور الأول: منطقة عمليّات الفرقة 146 في جيش العدو، يمتدّ من الناقورة غربًا وصولًا إلى مروحين شرقًا، المحور الثاني: منطقة عمليّات الفرقة 36 في جيش العدو، يمتد من راميا غربًا وصولًا إلى رميش شرقًا، (عيتا الشعب ضمنًا)، ومن رميش وصولًا إلى عيترون شرقًا، المحور الثالث: منطقة عمليّات الفرقة 91 في جيش العدو، يمتد من بليدا جنوبًا وصولًا إلى حولا شمالًا، المحور الرابع: منطقة عمليّات الفرقة 98 في جيش العدو، يمتدّ من مركبا جنوبًا وصولًا إلى قرية الغجر اللبنانيّة المُحتلّة شرقًا، المحور الخامس: منطقة عمليّات الفرقة 210 في جيش العدو، يمتدّ من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة». وأضافت: «أنه وحتى تاريخ نشر هذا المُلخص الميداني، لم يتمكّن جيش العدو من إحكام سيطرته بشكل كامل أو احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافّة الأمامية في جنوب لبنان، وختم بيان غرفة العمليات بالقول «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة ما يزيد عن 70 قتيلًا وأكثر من 600 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي. تدمير 28 دبابة ميركافا، و 4 جرّافات عسكريّة وآليّة مُدرّعة وناقلة جند. إسقاط 3 مسيّرات من طراز «هرمز 450» وواحدة من طراز «هرمز 900»، وهذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة في شمال وعمق فلسطين المُحتلّة».

ومساء أمس، أصدر حزب الله بياناً نعى فيه رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين الذي استهدف بغارة المريجة قبل أسبوعين، واصفاً صفي الدين بالنسبة للأمين العام السيد حسن نصرالله، بـ «نعم الأخ المواسي لأخيه، وكان ‌‏منه بمنزلة أبي الفضل العباس عليه السلام من أخيه الإمام الحسين ‏عليه ‌‌‏السلام، فكان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ‌‏ومعتمده في الشدائد ‏والكفيل في المصاعب، مضى على ما ‏مضى ‌‏عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، ‏مدبّراً، مديراً، قائداً ‌‏وشهيداً. وأصدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان بياناً حيا فيه شهادة صفي الدين ومن قبله شهادة نصرالله قائلا، إن الشهداء القادة هم طليعة انتصاراتنا.

ونعى حزب الله إلى أمة الشهداء والمجاهدين، أمة المقاومة والانتصار قائدًا كبيرًا وشهيدًا عظيمًا على طريق القدس رئيس المجلس التنفيذي العلامة السيد هاشم صفي الدين رضوان الله تعالى عليه، معلنًا في بيان أن السيد الشهيد ارتحل إلى ربّه مع خيرة من إخوانه المجاهدين راضيًا مرضيًا صابرًا محتسبًا، في غارة صهيونية إجرامية عدوانية.

وأضاف بيان حزب الله: «التحق السيد هاشم بأخيه شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ولقد كان نعم الأخ المواسي لأخيه، وكان منه بمنزلة أبي الفضل العباس عليه السلام من أخيه الإمام الحسين عليه السلام، فكان أخاه وعضده وحامل رايته، ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريّون ناصرًا لدين الله، تقيًا، صالحًا، رائدًا، مدبّرًا، مديرًا، قائدًا وشهيدًا»، وتابع: «قدم سماحة السيد هاشم صفي الدين جلّ حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها وأدار على مدى سنوات طويلة من عمره الشريف بمسؤولية واقتدار المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة قريباً من مجاهديها، لصيقًا بجمهورها محبًّا لعوائل شهدائها حتى حباه الله بالكرامة شهيداً في قافلة شهداء كربلاء النورانيّة، ونعاهد شهيدنا الكبير واخوانه الشهداء على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى تحقيق أهدافها في الحرية والانتصار».

بدوره، حيا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، شهادة القائد السيد هاشم صفي الدين (رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله) الذي ارتقى شهيداً مجاهداً مع كوكبة من المقاومين، نتيجة عدوان صهيوني إجرامي.

ولفت حردان الى ان ّعدونا الوجودي، العدو اليهودي الصهيوني المجرم، ومنذ قيامه على أرض فلسطين احتلالاً واغتصاباً، ارتكب مئات المجازر، وعاث إجراماً، فقتل منا عشرات الآلاف، لكنه لم يستطع إطفاء جذوة المقاومة التي تزداد توقداً وتوهّجاً وإشراقاً في ميادين الجهاد. فتحية إلى الشهداء كلّ الشهداء، وإلى المقاومين الأبطال الذين يحملون أمانة الدماء الزكية، ويقاتلون ببسالة عدواً غاصباً مجرماً يحتلّ أرضنا ويقتل شعبنا.

وأشار إلى أنّ «الشهيد صفي الدين التحق برفيقه على درب الجهاد القائد الكبير الشهيد السيد حسن نصر الله متوّجَين حياتهما بالشهادة، بعدما أدّيا قسطهما للعلى، والتحقا بالشهداء الأبرار الذين هم «طليعة انتصاراتنا الكبرى». وأكد حردان أنّ استشهاد صفي الدين ومَن معه من المجاهدين، سيزيد المقاومة تجذراً. فالمقاومون في الميدان يجسّدون مزايا قادتهم، وسيَرهم النضالية، أفعالاً بطولية نوعية، وقوة فاعلة تغيّر وجه التاريخ.

وأكّد الإمام السيد علي الخامنئي، أنّ «الكيان الصهيوني هُزم لكن الهزيمة الأكبر هي من نصيب الثقافة الغربية وسياستها وحضارتها». وقال الإمام الخامنئي خلال استقباله القائمين على مؤتمر شهداء محافظة فارس بنسخته الخامسة عشرة: إنّ «جهاد المقاومة وتضحيات قادتها مثل السيد حسن نصر الله ويحيى السنوار غيّر مصير المنطقة»، مشيرًا إلى أنّ «جبهة المقاومة تتصدّى لجبهة الشر التي تدعم الكيان الصهيوني والنصر سيكون لجبهة المقاومة». ولفت إلى أنّ «ما يحدث اليوم في المنطقة وصمود المقاومة غيّر مصير المنطقة وتاريخها».

وقال: «كان الصهاينة يعتقدون أنهم سيقضون بسهولة على فصائل المقاومة، لكن اليوم، على الرغم من استشهاد أكثر من 50 ألف شخص مدني بريء، ومن بينهم بعض القادة البارزين للمقاومة، ورغم الإنفاق الهائل والدعم الأميركي، والعار والكراهية التي تبلورت ضدهم في العالم، حتى أنه تمّ تنظيم مسيرات في الجامعات الأميركية ضد المجرمين، فإن جبهة المقاومة وشباب حماس، الجهاد الإسلامي، وحزب الله المناضلين، وباقي فصائل المقاومة، لا يزالون يقاتلون بنفس العزم والقوة، وهذا يمثل هزيمة كبرى للكيان الصهيوني».

في غضون ذلك، واصلت المقاومة في لبنان عملياتها النوعية مع تسجيل ارتفاع في وتيرتها بشكل تصاعدي منذ الأسبوع الماضي، ما يعني وفق خبراء عسكريين أن المرحلة المقبلة ستشهد عمليات نوعية أكثر إيلاماً لـ«إسرائيل» أكان على صعيد المواجهات البرية في الجنوب أو بإطلاق الصواريخ على أهداف عسكرية حساسة ومدن ومستوطنات في العمق الإسرائيلي. وأشار الخبراء لـ«البناء» الى أن هناك صعوبة كبيرة في تقدّم القوات الإسرائيلية الى داخل القرى الجنوبية، بسبب التصدي الكبير لقوات حزب الله الذين يعملون على إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي عبر الالتحام المباشر والكمائن المتعدّدة، وتوقع الخبراء أن تتضاعف الخسائر بحال نفذ الجيش الإسرائيلي اجتياحاً واسعاً في الجنوب لفرض منطقة عازلة بعمق 5 كلم لاعتبار ذلك ضمانة لإبعاد خطر حزب الله عن الحدود الشمالية.

وقصفت المقاومة «شركة تاع للصناعات العسكرية في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية وأصابت أهدافها بدقة». وقصفت قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية، كما استهدفت تجمعات ومواقع العدو.

واستهدفت تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي مرة جديدة بين بلدتي عديسة ورب ثلاثين بصلية صاروخية، وقصفت للمرة الثانية تجمعًا لجنود العدوّ «الإسرائيلي» بين بلدتي عديسة ورب ثلاثين بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدوّ «الإسرائيلي» عند مثلث «مسكاف عام» – ربّ ثلاثين – مركبا بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدوّ «الإسرائيلي» عند أطراف بلدة العديسة بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو «الإسرائيلي» عند مثلث ربّ ثلاثين عديسة مركبا بصلية صاروخية.

كما استهدفت تجمعات لقوات العدوّ «الإسرائيلي» في موقع مسكفعام وعند أطراف بلدة ربّ الثلاثين وعند الأطراف الشرقية لبلدة الطيبة، وفي بساتين المنارة بصلية صاروخية.

كما استهدفت قاعدة «زوفولون» للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني بين موقعي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصلية صاروخية، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني في مستعمرة «مسكاف عام»، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وتجمعًا لجنود العدو الصهيوني بين بلدتي العديسة ورب ثلاثين، وبين بلدتي العديسة ورب ثلاثين وموقع المرج، وقصفت للمرة الثانية تجمعًا لجنود العدوّ الصهيوني في مستعمرة مسكفعام وتجمعًا لجنود العدوّ الصهيوني في أطراف بلدة حولا بصلية صاروخية.

في المقابل واصل العدوّ الصهيوني اعتداءاته على المناطق اللبنانية واستهدافاته للمدنيين الآمنين خصوصًا في الجنوب والبقاع والبقاع الغربي وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.

واستهدف بغارة شقة في مبنى في الجناح تعود لقناة الميادين، وأعلنت إدارة القناة عن «عدوان إسرائيلي استهدف مكتبها في بيروت»، لافتةً الى أننا «نحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية العدوان على مكتب صحافي معروف لقناة إعلامية معروفة». وأكدت القناة، أنها «كانت قد أخلت مكتبها منذ بداية العدوان على لبنان».

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي ٤ غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منطقة الكفاءات الحدث في ضاحية بيروت الجنوبية. وأفيد عن اندلاع حريق كبير في مكان الغارة على الضاحية.

في الجنوب، أغار الطيران الصهيوني على بلدات البازورية، المحمودية، الخيام، عربصاليم، الطيبة، وبافليه، وعلى أطراف بلدتي كفرمان وبلاط، كما أغار طيران العدو على البساتين المحيطة في منطقة القاسمية.

كما شنّ سلسلة غارات استهدفت مدينة صور بعد صدور إنذار بإخلاء أحياء سكنية كبيرة، وجاءت الاستهدافات على الشكل التالي: مؤسسة الشهيد، معهد الآفاق، القرض الحسن، الهيئة الصحية، مبنى البلدية القديم، شارع أزهار السلام، شارع الدينية قرب مياه حمتو.

وأفيد عن سقوط شهيدين في غارة على ميفدون وتدمير حسينية النساء في البلدة.

أما في البقاع، فقد شنّ الطيران الحربي الصهيوني غارات استهدفت بلدة شمسطار، النبي شيت، طاريا، وزبود.

وفي البقاع الغربي، استهدفت الغارات جبل أبو راشد الواقع بين البقاع الغربي ومنطقة جزين، وبلدة لبايا. كما شنّ طيران العدو سلسلة غارات على عدة مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت شملت الليلكي، حارة حريك، وبرج البراجنة.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 19 شخصًا وإصابة 35 آخرين بغارات مسائية على محافظات النبطية والجنوب وبعلبك الهرمل.

وحتى يوم الثلاثاء، وصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان على لبنان إلى 2546، فيما بلغ عدد الجرحى 11862، بحسب إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية.

الى ذلك، سجل موقف لافت للمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري يحمل مؤشرات على تغيّر ما في حسابات قيادة الاحتلال للحرب على لبنان بعدما ظهر بأن حزب الله لم ينهر بل استعاد قوته واستعداداته للتأقلم مع حرب طويلة وأنه لا يزال يستطيع الضرب بعمليات نوعية في عمق الكيان الإسرائيلي، وقال هاغاري: «إننا نحاول إنهاء المعركة في لبنان بأسرع وقت ممكن»، زاعماً أن «حزب الله يخسر المعركة وعدداً كبيراً من عناصره استسلموا ونراقب الضباط الإيرانيين في بيروت ولن نسمح لهم بدعم حزب الله».

وإذ يشير خبراء في الشؤون الإقليمية والأميركية الى أن الولايات المتحدة ستكون مع الإدارة الأميركية الجديدة أمام مأزق الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان وكيفية إنهائها، ومنع تطورها الى حرب على مستوى المنطقة. وفي سياق ذلك، كتب المسؤول السابق في «السي آي إيه» بول بيلر مقالة نشرت على موقع «Responsible Statecraft» قال فيها: «إن على الأميركيين أن يتأملوا بالتورط الأميركي في لبنان بعد الاجتياح «الإسرائيلي» عام 1982، والنتيجة المأساوية التي وقعت قبل 41 عامًا»، وذلك في إشارة إلى «عملية استهداف قوات المارينز». وأضاف الكاتب أن «هدف «إسرائيل» الأساس عام 1982 كان القضاء على قدرات منظمة التحرير الفلسطينية وطردها من بلاد الشام» وفق قوله. كما أردف «أن «إسرائيل» سعت إلى تغيير ميزان القوة في لبنان لصالح الأطراف المؤيدة لـ«إسرائيل»، وأنّ الاجتياح والاحتلال «الإسرائيلي» زاد بشكل كبير من معاناة اللبنانيين بالإضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين».

إلى ذلك جال عدد من المراسلين في وسائل إعلامية محلية في «سنتر الغبيري التجاري» الذي زعم المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي بأنه يحتوي تحت أقبيته على أنفاق لـ«حزب الله» في طبقة سفلية ثانية، بينما تبين أنه يضم طبقة واحدة، وعبارة عن مرأب للسيارات، وبعض الغرف الصغيرة التي تحتوي على بعض المعدات الخاصة بالمكاتب التجارية الموجودة في «السنتر».

وقد رافق مسؤولون عن المبنى مراسلي وسائل الإعلام، وأطلعوهم بالصورة والصوت على تفاصيل المرأب وأقسامه، ليتبين خلوه من أي أبواب تفضي إلى أماكن أخرى، مع وجود غرف صغيرة دخلها المراسلون تحتوي على معدات صيانة وأغراض تخالف الادعاءات الاسرائيلية. كما جال المراسلون برفقة المصورين في عدد من الطبقات العليا للسنتر، حيث أظهرت الصور مكاتب تجارية وعيادات طبية عادية.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود لحزب الله تحت مستشفى في بيروت، مشيراً الى أن واشنطن ستواصل العمل مع «إسرائيل» للحصول على معلومات متعمقة.

وقال أوستن للصحافيين في روما: «لم نر أي دليل على ذلك في هذه اللحظة. ولكن كما تعلمون، سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على معلومات أفضل بشأن ما يبحثون عنه بالضبط».

بدوره، أكد النائب فادي علامة ومدير مستشفى الساحل، لـ«رويترز» أن «إسرائيل» تروج لادعاءات كاذبة وافتراءات، داعياً الجيش اللبناني إلى زيارة المستشفى وإظهار أنه لا يوجد فيه سوى غرف عمليات ومرضى ومشرحة.

دبلوماسياً، شدّد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن خلال لقاءاته في الأراضي المحتلة، على أنه «حان الوقت كي تحوّل «إسرائيل» النجاح العسكري إلى استراتيجي»، مؤكداً أننا «نعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي دائم لوقف إطلاق النار في لبنان». وقال: «نعمل بكثافة لتطبيق القرار 1701 بفاعلية وعلى حزب الله التراجع عن الحدود».

وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي الى أننا «سنواصل الضغط على الإسرائيليين بشأن الضربات اليومية على المناطق المأهولة في لبنان، ونحن ما زلنا نعارض الضربات اليومية في المناطق المكتظة بالسكان في لبنان».

وحطّ في بيروت رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة محسن المندلاوي ووفد مرافق واستقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور القائم بأعمال السفارة العراقية في لبنان ندى مجول والنائبين أيوب حميد وقبلان قبلان. ووضع المندلاوي رئيس المجلس في أجواء الجهود الديبلوماسية البرلمانية لإيقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة وتضامن العراق ودعمه للبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا العدوان، إضافة الى نتائج مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف في هذا الإطار».

ووفق معطيات “النهار”، إنّ التحضيرات التي عمل عليها الوفد الحكوميّ الموجود مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في باريس للمشاركة في المؤتمر الدوليّ، تمحورت حول مسألة استعراض الخسائر الناتجة عن الضربات الحربية الإسرائيلية، والتأكيد على تأييد لبنان الرسمي لوقف النار من خلال حلّ دبلوماسي يعمل خلاله على تطبيق القرار الدوليّ 1701. وسينتظر لبنان الرسميّ الردود الخاصة بالمشاركين في المؤتمر والمساهمات التي يمكن تقديمها دولياً لمساعدة لبنان في قطاعات أساسية شمولاً في الإغاثة والطبابة والجيش اللبناني.

لقاء بكفيا

في الحركة السياسية المحلية، برز أمس “لقاء بكفيا” الثلاثي الذي ضم الرؤساء أمين الجميّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة في دارة الجميّل، واصدروا بياناً اعتبر بمثابة دعم سياسي لبيان قمة بكركي الروحية شددوا فيه على خمسة مسارات هي: “أولاً، وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية. ثانيًا، المبادرة فورًا إلى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات وأن يحظى بثقة مجلس النواب. ثالثًا، تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها ما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة بما يشمل العمل على إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي. رابعًا، إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على كل الاراضي. خامسًا، تطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد”.

تهجير صور

في غضون ذلك نعى أمس “حزب الله” رئيس ‏المجلس ‏التنفيذي في الحزب الذي كان مرشحاً لخلافة الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله، السيد ‏‏هاشم صفي الدين.

أما ميدانياً، فاستمر التصعيد في الغارات الإسرائيلية كما في القصف الصاروخي على شمال ووسط إسرائيل وقد تعرضت صور لعملية تدمير واسعة بعدما وجهت اليها القيادة العسكرية الإسرائيلية انذاراً بالإخلاء. وخلفت الغارات الإسرائيلية على صور دماراً هائلاً في المنازل والبنى التحتية والمباني والمحال التجارية والسيارات وتسببت بتهجير واسع لأبناء المدينة وسكانها. كما اشتدت الغارات مساءً على منطقة بعلبك مستهدفة المدينة وبلدات بريتال والنبي شيت وشرق بعلبك وقرى غرب بعلبك. وسقط قتلى وجرحى في مبنى مأهول أصابته الغارات في بعلبك .

في المقابل، شنّ “حزب الله” سلسلة عمليات ضد أهداف إسرائيلية شملت وفق بياناته استهداف تجمعين لجنود إسرائيليين في مستعمرة المنارة ومسكاف عام ومستعمرة كريات شمونة وقاعدة الاستخبارات قرب تل أبيب وتجمعاً لجنود إسرائيليين عند أطراف بلدة العديسة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية صباحاً إنه سمع دوي انفجار في تل أبيب، مشيرة إلى وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون.

 

 

"الشرق":

بين المملكة العربية السعودية وفرنسا يتوزع الاهتمام اللبناني. في الاولى وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن حيث اجتمع مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وبحث معه استراتيجية وقف النار الاسرائيلية على لبنان عبر الحل الديبلوماسي، وفي الثانية مؤتمر لدعم لبنان انسانيا وعسكريا واجتماعيا، حشد له الرئيس ايمانويل ماكرون، لمساعدة البلد الصديق المُنهك، وسيبحث حاجاته في لقاء عقده امس مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي توجه الى باريس على رأس وفد وزاري، باحثا عن بصيص نور يقدمه للبنانيين، وتحديدا لاكثر من مليون نازح داخل وطنه.

مؤتمر الدعم

في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم يفتتح الرئيس ماكرون المؤتمر بكلمة يخصصها لحشد الدعم للبنان ثم تبدا الجلسات وتستمر حتى الرابعة بعد الظهر على ان تختتم بكلمة لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو. ويلقي قائد الجيش العماد جوزف عون كلمة عبر تقنية زوم في المؤتمر العتيد الذي سيخصص مساعدات انسانية وايضا عسكرية للبنان وناسه وجيشه.

بلينكن

في المواكبة الدولية ايضا للتطورات اللبنانية، وصل وزير الخارجية الاميركي الى السعودية آتيا من تل أبيب، في إطار جولة في الشرق الاوسط. وكان بلينكن اشار من اسرائيل الى أن «حان الوقت كي تحول إسرائيل النجاح العسكري إلى استراتيجي»، مؤكدا أننا «نعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي دائم لوقف إطلاق النار في لبنان». وقال: «نعمل بكثافة لتطبيق القرار 1701 بفاعلية وعلى حزب الله التراجع عن الحدود». ولفت الى أن «يتبقى أمران هما إعادة الاسرى وإنهاء الحرب وندرس إمكانية وضع صيغ جديدة لتحقيق الهدفين»، مشيرا الى ان «لدينا خططا واضحة بشأن المستقبل في غزة بعد الحرب، ويتعين وجود خطط ملموسة للمضي قدما في غزة بعد الحرب». واوضح أننا «نعمل على التوصل إلى تفاهمات واضحة بخصوص الحكم والأمن في غزة».

لحماية اليونيفيل

ايضا، أوضحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت، أن ألمانيا تواجه «إشكالية» عندما يتعلق الأمر بتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة الى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي. وشددت بيربوك التي زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنه يجب على جميع الأطراف حماية قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل).

تنفيذ القرار

بدوره، أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أنّ «الجهود مستمرّة منذ فترة طويلة لوقف النار»، قائلًا: «نواجه دائماً التعنّت الإسرائيلي إذ يتذرّع الإسرائيليّون بأي أمر لإفشال المفاوضات». ولفت في حديث لـmtv إلى أنّ «الدول العربيّة مقتنعة بأنّ لبّ الصراع يأتي من غزّة وبأنّ استمرار العدوان في غزّة سيشعل جبهات أخرى». وإذ ركّز موسى على ضرورة وقف النار في لبنان، أوضح أنّ «الآليّة التي يتمّ العمل عليها هي كيفية تطبيق القرار 1701». وأضاف: «هناك إجماع دولي على تنفيذ القرار 1701، وحديث المبعوث الأميركي آموس هوكستين عن الـ1701 يدلّ على أنّ المطلوب كيفيّة تنفيذه والجميع يعلم أنّ الحلّ يكمن في التطبيق الكامل لهذا القرار من قبل الجانبين لا لقرار آخر». ورأى أنّ «تصرّفات الحكومة الإسرائيليّة لا تدلّ سوى على مزيد من التصعيد ويجب الضغط عليها ولكن كلّما تسارعت الخطوات كلّما اقترب الحرب»، معتبرًا أنّ «الأمور ليست صعبة إذ إنّها تحتاج إلى قرار وإرادة والدولة اللبنانيّة لديها الإرادة والقدرة على تنفيذ الـ1701 والكرة الآن في الملعب الإٍسرائيلي». وأعلن أنّ «ستؤمّن الحاجات للجيش اللبناني سواء على المستوى الإنساني أو على مستوى تنفيذ الواجبات».

المندلاوي عند بري

والى وزيرة الخارجية الالمانية، حطّ في بيروت رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة محسن المندلاوي ووفد مرافق واستقبلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ، في حضور القائم بأعمال السفارة العراقية في لبنان ندى مجول والنائبين أيوب حميد وقبلان قبلان. ووضع المندلاوي رئيس المجلس في أجواء الجهود الديبلوماسية البرلمانية لايقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة وتضامن العراق ودعمه للبنان وشعبه في مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا العدوان، إضافة الى نتائج مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي في جنيف في هذا الإطار».

كما زار عين التينة، عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل ابو فاعور، وبحث معه في المستجدات السياسية وتطورالاوضاع.

بيان ثلاثي

في الحركة السياسية المحلية، إجتمع الرئيسان أمين الجميّل وميشال سليمان ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة في دارة الرئيس الجميّل في بكفيا لعرض التطورات الاخيرة. وبنتيجة التداول، تلا الرئيس الجميّل بيانا جاء فيه: يرى المجتمعون ضرورة تضافر جميع الجهود والطاقات الوطنية من أجل تحقيق التقدم بالتوازي على المسارات الخمسة الآتية: أولا وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية في هذا الاطار..

لا دليل: وليس بعيدا، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود لحزب الله تحت مستشفى في بيروت، مشيرا الى أن واشنطن ستواصل العمل مع إسرائيل للحصول على معلومات متعمقة.وكان الجيش الإسرائيلي قال الاثنين إن حزب الله يخفي نقودا وذهبا بمئات الملايين من الدولارات في مخبأ بُني أسفل مستشفى في بيروت.

وقال أوستن للصحافيين في روما: «لم نر أي دليل على ذلك في هذه اللحظة. ولكن كما تعلمون، سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على معلومات أفضل بشأن ما يبحثون عنه بالضبط». وقال النائب فادي علامة ومدير مستشفى الساحل، لرويترز إن إسرائيل تروج لادعاءات كاذبة وافتراءات، داعيا الجيش اللبناني إلى زيارة المستشفى وإظهار أنه لا يوجد به سوى غرف عمليات ومرضى ومشرحة.

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

ما من أفق واضح حتّى اللحظة لنهاية الحرب، فعلى الرغم من الحراك الديبلوماسي والسياسي الذي تشهده الساحة الداخلية إلّا أنَّ الوقائع الميدانية لا تشي بوقف قريب لإطلاق النار. وعشية مؤتمر باريس الذي يعقد اليوم لدعم لبنان، التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، حيث ناقشا الوضع الراهن في لبنان والمساعي الفرنسية على خط وقف إطلاق النار.

الرئيس وليد جنبلاط ثمّن الجهود الفرنسية لدعم لبنان، وكتبَ قائلاً: "لن نفقد الأمل رغم الظروف السيئة، ونقدّر كثيراً ما تفعله فرنسا لوحدها تجاه لبنان، مع إيمانويل ماكرون".

توازياً، المشهد الميداني على حاله، حيثُ أغار طيران العدو مستهدفاً مكتب "قناة الميادين" في شقة سكنية في منطقة الجناح، كما تجددت الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية ليلاً بالتزامن مع استمرار القصف المعادي على معظم المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب.

في الإطار، أشارَ أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية خليل حسين إلى أن مؤتمر باريس لدعم لبنان كما يبدو هو تقديم المساعدات بالدرجة الأولى مع التطرق للشأن السياسي بطبخته الفرنسية من دون مشاركة لولايات المتحدة بحيث أنها غير مشجعة له، لذلك فإن نجاحه مرهون بكيفية تعاطي الحكومة والمسؤولين اللبنانيين وخاصة رئيس مجلس النواب نبيه برّي بموضوع المفاوضات. 

واعتبر حسين في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّه كلما كان هناك تفهماً للمطالب الفرنسية حول تنفيذ القرار 1701 كان مؤتمر باريس ناجحاً خصوصاً لجهة الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية وإعادة تكوين السلطة وإعداد المحفظة المالية، بحيث أنَّ كل ذلك مرهون بتطبيق الـ1701.

ميدانياً، توقّع حسين تصعيداً كبيراً للحرب الإسرائيلية على لبنان في الأيام التي تسبق الانتخابات الأميركية، ورأى بأن الحرب قد تمتد إلى موعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب مهامه الدستوري، وربما تستمر إلى الربيع أو حتى يستكمل الرئيس الأميركي الجديد فريق عمله  وتشكيل قاعدة لمشاوراته، أو ربما تستمر هذه الحرب حتى نهاية ولاية  رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في أيلول 2025 متوقعاً المزيد من الكوارث حتى ذلك التاريخ.

وإذ رأى حسين أن إسرائيل لا تريد وقفاً لإطلاق النار طالما أنها تعيش نشوة الانتصار، متخوفاً من عمليات "ترنسفير" يؤدي إلى حل ليس بسهل قد يفرض على لبنان، مستبعداً إجتياحاً برياً واسعاً لأن كل المحاولات التي قام بها العدو حتى الآن باءت بالفشل وهذا ما يفسّر استمرار القصف العنيف واستهداف المدنيين، لافتاً إلى أنه لا يمكن نجاح المفاوضات تحت النار وبظل الضغط العسكري، لذلك سنشهد من الآن حتى وقف الحرب على العديد من الزيارات الدبلوماسية.

إذاً، لبنان محاصر من كلّ الجوانب فيما الحرب تترك تبعاتها على المجالات كافة بانتظار تبلور الجهود القائمة على أرض الواقع لإعادة بناء لبنان ومؤسساته.

 

 

"الشرق الأوسط":

اتسع نطاق القتال البري في جنوب لبنان، إلى أطراف خط القرى الحدودية الثاني، حيث انتقلت عمليات «الكر والفرّ» بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» إلى محور الطيبة، في أعمق توغل لإسرائيل بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق العملية البرية في الجنوب. وفي وقت استمرت الاشتباكات على أطراف القرى الحدودية لا سيما على محور عيتا الشعب، استأنف الطيران الإسرائيلي غاراته العنيفة إثر كمين نصبه مقاتلو الحزب للقوات الإسرائيلية.

وتزامن ذلك مع دمار واسع في بعض المدن والقرى حيث ضمت إسرائيل وسط مدينة صور التاريخية في جنوب لبنان، إلى قائمة أهدافها. وأدت الضربات على صور إلى إخلاء نصف مساحتها المأهولة، في تصعيد هو الأول من نوعه ضد المدينة الساحلية، استكمالاً لموجة الضغوط على الموقف اللبناني المتمسك بتنفيذ القرار الأممي 1701 بالكامل.

إلى ذلك، نعى «حزب الله» رسمياً رئيس ‏مجلسه ‏التنفيذي ‏‏هاشم صفي الدين، الذي كان يعدّ الخليفة المحتمل لأمينه العام السابق حسن نصر الله، قائلاً في بيان إنه «ارتحل مع ‏‏خيرة ‏من إخوانه المجاهدين في غارة ‏‏صهيونية»، في إشارة الى استهداف بالضاحية الجنوبية لبيروت قبل نحو 20 يوماً.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية