الخطيب: الدولة مسؤولة عن استيعاب النزوح ولن نتخلى عن دعم المقاومة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 01 24|17:12PM :نشر بتاريخ

وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة اليوم، وجاء فيها:

 الصبر في البأساء، اي في الشدة بما هو جزء من شرط الصبر بموارده الثلاثة، يدل على العناية الإلهية المهمة التي اولاها بها للدور الذي يؤديه في حياة الإنسان، من تخفيف الآثار السيئة عليه والقدرة على التحمل واعطائه المناعة النفسية وعدم الانهيار أمام ما يواجهه المؤمن من صعوبات وشدائد، فهو من أهم الأمور التي يتسلح بها المؤمن في حياته بمواجهة اي ظرف من الظروف، مهما بلغت من الشدة، وتجعله ثابتا لا ينهار أمامها ويتمكن من مواجهتها والانتصار عليها او بلوغ الهدف والغاية التي ينشدها، اذا ما كانت صعبة وتحتاج إلى التضحية وخصوصا اذا ما كانت غاية شريفة كالدفاع عن الوطن والارض والسيادة والكرامة.

وأضاف: والكرامة أغلى الغايات واشرفها حين يريد العدو ان ينال منها. لذلك يُرخِصُ الإنسان الروح في سبيل الدفاع عنها ويتحمل لذلك الاهوال والشدائد، وهي تكون مهمة أبناء الوطن والشعب ان يدافعوا عن كرامتهم، اذا ما غزاهم العدو طمعا في أرضهم ومياههم وخيراتهم أو أراد اذلالهم واخضاعهم .

وتابع الخطيب: وللحروب مصائبها من فقد الأهل للاعزاء أو دمار البيوت وتلف الأرزاق أو ترك النار اضطرارا لحماية الأرواح موقتاً، ريثما تنتهي الحرب، ويكتب الله النصر للمؤمنين فيتحمل المؤمنون الصعوبات والاذى من النزوح، خصوصا حين تقصّر الجهات المسؤولة عن القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، كما هو حال بلدنا اليوم حيث تلقى على مجتمعنا مسؤولية الدفاع عنه، ويتلكأ الآخرون عن القيام بهذا الواجب بذرائع واهية، ويتحمل ابناؤنا واهلنا ثقل هذه المسؤولية وحدهم، ويضطر أهلنا واخواننا إلى النزوح عن ديارهم، بينما يقف ابناؤهم الشجعان الأوفياء على خطوط النار بكل إقدام يواجهون العدو ويذلونه ويمنعونه من تحقيق اهدافه الخبيثة ويسطرون أروع صور البطولة والفداء.

كما قال: بهذا الايمان المكتمل وبهذا الصبر الذي لا نظير له يتكامل جهاد وصبر وتضحيات أهلنا واخواننا الكرام الذين اضطروا للنزوح الموقت عن ديارهم، يستضيفهم أبناء بلدهم الذين أحسنوا النصرة، إذ فتحوا ديارهم وبيوتهم ومدارسهم يستضيفونهم بها، فتتكامل هذه الجهود مع تضحيات ابنائهم على الجبهات، لتصنع النصر الآتي بإذن الله.

وأضاف: إن أبناءنا يقدرون بحكمتهم الظروف التي تحكم وجودهم ويعطون ان شاء الله الصورة الناصعة عن اخلاقياتهم وتربيتهم، ولا يقومون باعطاء صورة تسيء إليهم ولا تشبههم. كما أن أهلنا المستضيفين بوطنيتهم وانسانيتهم ايضا يقدرون ظروف ضيوفهم الصعبة والضغوط الاجتماعية الاستثنائية التي يعيشونها، وليعلموا انه بمجرد وقف اطلاق النار سيعود أهلنا إلى ديارهم، ونعدهم ان النصر قريب ان شاء الله. "بلى ان تصوروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا".

وأردف قائلاً: ان العدو باستهدافه للمناطق المستضيفة يسعى لخلق أجواء فتنة بين أبناء البلد الواحد، ويعمل على تأجيجها بعض الإعلام المأجور لصالح العدو من دون رادع من قبل الأجهزة المعنية. ونحن هنا نطالب الجهات المسؤولة بالقيام بدورها في ظرف استثنائي يتعرض فيه البلد لتدمير المدن والقرى وتهجير سكانها والمجازر الوحشية والهمجية الانتقامية للتعويض عن فشله في الميدان، فيما العالم يصمت صمت القبور، ولم تفلح الجهود المبذولة لحماية المدن التي صنفت من مدن التراث العالمي عن نتيجة، فيما يستمر العدو في تدميره الممنهج لكل شيء، والعالم العربي والإسلامي يتفرج على المجزرة في غزة ولبنان من دون أن يقوم بأي حركة توقف هذا العدو عند حده، بل يساهم اعلام بعض دوله في الحرب وينطق كفرا باسم العدو.

وتابع: يبقى ان الدولة هي المسؤولة عن استيعاب النزوح وتقديم ما يلزم وكل شيء يلزمهم. فحتى الآن ما زال بعض أهلنا في الطرقات ومن يسكن البيوت لم يلتفت إليهم احد، فإلى متى يبقى التعاطي على هذه الشاكلة، والاموال التي قيل بتخصيصها للنازحين لم نر منها شيئا، وقيل انها تعطى عبر المنظمات الدولية، ونحن بدورنا نسأل هذه المنظمات اي دور تقومون به للقيام بما عهد إليكم في مساعدة النازحين؟

وختم قائلاً: اما بالنسبة إلينا في المجلس الشيعي، فنحن لم نتسلم اي مساعدات مهمة، واقتصر دورنا على الاتصال بالجمعيات والجهات المسؤولة وحثها على مساعدة النازحين وتأمين المساكن والاحتياجات لهم، وتقديم الموجود وفتح الجامعة الإسلامية خدمة لاهلنا، فيما نتعرض لحملة كاذبة بسبب مواقفنا المبدئية بدعم المقاومة الذي لن نتخلى عنه مهما بلغت حملات الكذب والتشويه" .

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan