إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 08 24|08:44AM :نشر بتاريخ
"النهار": غداة “تسونامي” انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية جديدة في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية الذي أطلق انتخابه في الجانب المتعلق بالشرق الأوسط العنان للإجتهادات المتناقضة خصوصاً حيال الحرب في لبنان، بدا لبنان عرضة لازدياد أسوأ الوقائع المتصلة باشتداد الحرب الميدانية من جهة، وحرب التوظيف الإقليمي أو الصراع الإسرائيلي- الإيراني تحديداً من جهة اخرى.
وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينتظر إعلان فوز ترامب، وسارع إلى تكثيف التصعيد العسكري والميداني على الجبهة اللبنانية، فإن طهران من جانبها سارعت إلى اطلاق رسالة تحكمها بقرار “حزب الله” وتالياً إمساكها بقرار الحرب أو التسوية، الأمر الذي أسفر تكراراً عن انكشاف لبنان كساحة صراع حربي ومساومة وبريد بين القوى الاقليمية المتحاربة عبره بالواسطة. ولذا لم يكن غريباً أن تتخوف أوساط دبلوماسية معنية من مزيد من معاناة اللبنانيين في الفترة الفاصلة عن تسلم الرئيس الأميركي المنتخب سلطاته في العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل خصوصاً إذا تراجعت خلالها الجهود الدبلوماسية التي كان يتولاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وترك الوضع للميدان.
ولفتت في هذا السياق إلى أن المسؤولين اللبنانيين الذين التزموا التحفظ الشديد عن مستقبل مهمة هوكشتاين ينتظرون ضمناً تطورات معينة الأسبوع المقبل يمكن أن تشكل مؤشراً إلى استئناف أو تجميد المهمة تبعاً للاتصالات الجارية بين الادارة الأميركية الحالية وتل أبيب.
وفي سياق رصد المواقف الداخلية من احتمالات التصعيد الحربي أو تحريك الجهود الدبلوماسية، لفتت الأوساط نفسها إلى أجواء سلبية أثارها انتقاد الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم للجيش اللبناني علناً، وفي اطار “تنبيه” ومطلب حيال حادث البترون. وقالت إن هذا الموقف بدا شديد التناقض والاستفزاز لأن الحزب الذي تعرّض لأضخم عملية انكشاف داخلية وتصفيات لأكبر قياداته إنبرى إلى انتقاد الجيش في الوقت الذي تجري كل الاستعدادات لنشره في جنوب الليطاني تنفيذاً للقرار 1701 مع اليونيفيل بما يوحي أن الحزب يعتزم، إذا امتلك القدرة، عرقلة هذا المسار.
من هنا فهمت الاوساط اللبنانية كلام المرشد الإيراني علي خامنئي أمس خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران من أنّ “الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار”، وإن “حزب الله تحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكاناته المادية والإعلامية، وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك” بأنه بمثابة “فتوى” للمضي في القتال في لبنان.
وفي اطار الجهود الدبلوماسية لوقف النار في لبنان قال السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بعد زيارته أمس بكركي: “نحن نبذل جهداً لتحقيق وقف النار ونشجع أيضاً كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل أفضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقاً من هذا فإن فرنسا تعتبر بكل تأكيد أن لصاحب الغبطة البطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دوراً أساسياً في هذا الإطار تحضيراً لمستقبل أفضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على أهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد”. وتزامن ذلك مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لإسرائيل، وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن “نقاش فرنسي حول الضمانات الأمنية لإسرائيل كجزء من الحل الدبلوماسي في لبنان”.
غارات و”تصيّد” ضحايا
أما على الصعيد الميداني، فبدت لافتة عودة الطيران المسيّر الإسرائيلي إلى تصيّد أهداف وضحايا في السيارات وعلى الطرق العامة. إذ استهدفت غارة إسرائيلية سيارة على طريق عاريا – الجمهور مقابل كنيسة السيدة ما تسبّب بمقتل امرأة واصابة شخصين كانا معها في السيارة. وأشارت المعلومات إلى أن المسيّرة الإسرائيلية أطلقت صاروخين، الأوّل لم يصب الهدف، فأسقطت الثاني على السيارة.
وفي الجنوب استهدف الطيران الاسرائيلي سيارة في صيدا بالقرب من حاجز الجيش عند الاولي متسبباً بسقوط 3 ضحايا كما بجرح خمسة جنود من قوات الكتيبة الماليزية التابعة لليونيفيل صودف مرور آليتهم في المنطقة خلال الاستهداف، وجريحين مدنيين. وأفيد أن القتلى هم حسين أمير شومر وشقيقتاه ألاء وملاك من السكسكية. وأعلن الجيش اللبناني أن الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين كانوا بداخلها إضافة إلى إصابة 3 عسكريين من عناصر الحاجز.
كما أصدرت قيادة “اليونيفيل”، بياناً عن الحادث أكدت فيه اصابة قافلة تابعة لقوات اليونيفيل، كانت تنقل جنود حفظ سلام وصلوا حديثاً إلى لبنان، تمر عبر صيدا عندما وقع هجوم بطائرة مسيّرة بالقرب منها. وأصيب خمسة من جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، وجرى علاجهم على الفور من قبل الصليب الأحمر اللبناني، ثم واصلوا طريقهم إلى مواقعهم في جنوب لبنان. كما أكّد الجيش اللبناني إصابة ثلاثة من جنوده عند نقطة التفتيش التابعة للجيش اللبناني والقريبة من موقع الغارة. وقالت: “نذكر جميع الأطراف بالتزامها بتجنب الأعمال التي تعرّض قوات حفظ السلام أو المدنيين للخطر. يجب حل الخلافات على طاولة المفاوضات وليس من خلال العنف”.
واستكمل الجيش الإسرائيلي أمس عملية تفخيخ وتفجير حي الكساير وضهر العاصي شرق بلدة ميس الجبل. وتم العثورعلى جثتين شرق بلدة برج الملوك، وانتشلهما الصليب الأحمر اللبناني.
وأدى الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي تعرض له مثلث بير القنديل في مدينة النبطية إلى تدمير مبنى مؤلف من 7 طبقات بشكل جزئي، وهو مبنى يضم محال تجارية ومؤسسات ومستودعات وعددًا كبيرًا من الشقق السكنية. كما حولت الغارة المنطقة إلى ساحة حرب بفعل الأضرار الذي لحقت بكل المباني فيها. كما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل في بلدة البازورية، ما ادى إلى سقوط 4 ضحايا و3 جرحى. وتجددت الغارات مساء أمس على سحمر في البقاع الغربي.
وأعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات أنه استهدف تحركًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس للمرّة السادسة، بصليةٍ صاروخية، كما استهدف تجمعًا في مستوطنة حانيتا وتجمعًا في مستوطنة ليمان وفي ساعر، واستهدف أيضاً برشقة صاروخية تجمعاً لقوات إسرائيلية في الكريوت شمال حيفا.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 5 جنود في معارك جنوب لبنان. كما أكد أن سلاح الجو استهدف خلال 24 ساعة أكثر من 110 أهداف تابعة لـ”حزب الله” في لبنان وحماس في قطاع غزة. وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى إصابة مبنى في حيفا في دفعة صاروخية أطلقت من لبنان. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل 60 عنصراً من “حزب الله” في لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية.
يشار إلى ان حركة “امل” شيعت أمس في مدينة صور ووسط الغارات الإسرائيلية على المدينة، 16 شهيداً من ابناء بلدة عين بعال سقطوا في المجزرة التي تسببت بها غارة إسرائيلية على مبنى في برجا أول من أمس.
"الأخبار": بدا وكأنّ الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية عاد إلى ما كان عليه قبل اندلاع الحرب، أثناء ما يُعرف بجبهة الإسناد، رغم العملية البرّية التي شنّها جيش العدو، والتي توغّل فيها بشكل محدود (2 إلى 4 كم)، في معظم قرى الحافة، مع تدمير البيوت وتجريف الأراضي، قبل الانسحاب تحت نيران المقاومة. فقد شهد اليومان الماضيان عمليات إطلاق صواريخ موجّهة على دبابات العدو ومواقعه داخل المستوطنات الحدودية مثل المطلة، كما سُجّل استهداف تموضعات جنود العدو في مستوطنة أفيفيم الحدودية، ما أدّى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «القوة الإسرائيلية التي أُصيبت أمس في أفيفيم (...) كانت تعمل في جنوب لبنان، وتمّ استهدافها بعد خروجها من هناك»، ما يؤشّر إلى قدرة المقاومة على التحكّم والسيطرة والاستخبار في عمق المنطقة الحدودية، وداخل المستوطنات، وهو ما كان عليه الحال قبل انطلاق العملية البرية. لذلك، رأى مراسل موقع «واللا» العبري، أمير بوخبوط، أنه «عند انقشاع غبار الانتخابات الأميركية وإقالة (يوآف) غالانت، سيكون على المستوى السياسي أن يتخذ قراراً بشأن ما إذا كان سيعمّق العملية البرية في جنوب لبنان أو سيذهب إلى التسوية»، لأن «من المستحيل ترك معركة استنزاف في الشمال». وفي المقابل، أعرب رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس، عن اعتقاده بأنه «يمكن البدء بإعادة سكان خط المواجهة في الشمال إلى منازلهم بصورة تدريجية خلال الأشهر المقبلة». وقال خلال لقائه رؤساء سلطات محلية في شمال البلاد إنه «يجب الاستعداد لإعادة سكان القرى البعيدة عن السياج الأمني أولاً». غير أن تطورات الأيام الأخيرة وحضور المقاومة عند خط الحدود، واستهدافها المستوطنات الحدودية بالصواريخ المباشرة وغيرها، تبدّد وعود هاليفي، إلا إن كان ذلك عبر «اتفاق» ترضى به المقاومة، ويسمح بعودة اللبنانيين إلى قراهم الحدودية.
ووقعت، أمس، اشتباكات بين قوات العدو ومجموعات المقاومة في محيط هرمون والتيّارات في جنوب يارون، وباتجاه محيط الملعب والجبانة شرق يارون حتى محيط صلحا المحتلة (مستوطنة أفيفيم) شرق مارون الرأس. وبالتزامن، استهدفت المقاومة قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدّم باتجاه بلدة يارون بصليةٍ صاروخية، فأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح. كما استهدفت بصليات صاروخية تجمّعاً لقوّات العدو في مستوطنة دوفيف المقابلة ليارون ورميش، وتجمعاً معادياً شرق مارون الرأس. وبحسب مصادر ميدانية، يعمل العدو منذ أيام على تجميع قواته وآلياته عند أطراف رميش ويارون ومارون الرأس، في إطار ما يبدو مخططاً للتوغل نحو مدينة بنت جبيل. ومساء أمس، زعمت «القناة 13» أن «الجيش الإسرائيلي نفّذ منذ أيام عملية سرية في بنت جبيل، دمّر فيها دفاعات جوية وصواريخ استراتيجية لحزب الله»، فيما أكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن «قوة إسرائيلية حاولت قبل أيام التسلل بشكل صامت، إلى حي الدورة، بين يارون وبنت جبيل، لكنّ المقاومين رصدوها واشتبكوا معها، ما دفعها إلى الانسحاب تحت القصف المدفعي».
ونفّذت المقاومة أمس، عمليات قصف متنوّعة داخل فلسطين المحتلة، أبرزها استهداف منطقة «الكريوت» شمال مدينة حيفا المُحتلّة، وقاعدة «ستيلا ماريس» للرصد والرقابة البحرييْن شمال غرب المدينة، وقاعدة «إلياكيم» جنوبها. وأفادت «القناة 12» العبرية بوقوع «أضرار في البنية التحتية لشبكة الكهرباء في كريات يام عقب إطلاق صواريخ من لبنان، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة (...) وتسرّب كبير للغاز بالإضافة إلى إصابة شخص.
وفي اعتداء غير مسبوق، أطلقت مُسيّرة إسرائيلية صاروخاً باتجاه سيارة عند حاجز للجيش اللبناني على جسر الأولي، عند مدخل مدينة صيدا الشمالي، ما أدى إلى استشهاد سائق السيارة حسين شومر وشقيقتيه آلاء وملاك، وجرح ثلاثة عسكريين من الجيش اللبناني وخمسة جنود ماليزيين من قوات «اليونيفل» أثناء مرورهم بالمكان بمواكبة الجيش اللبناني. كما أصيب ثلاثة مدنيين آخرين بجروح.
"الديار": اذا كان ثمة من يراهن او ينتظر تبلور استراتيجية الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب بشان الحرب الاسرائيلية على لبنان، فانها ليست المقاومة التي تواصل فرض المعادلات في الميدان رغبة منها في ايلام العدو وفرض وقف للنار باسرع وقت ممكن، وفق الشروط التي تحفظ السيادة الوطنية وتمنع حكومة الاحتلال من تحقيق اهدافها الخطيرة في الشرق الاوسط انطلاقا من «البوابة» اللبنانية. في هذا الوقت، سجلت اولى المحاولات من قبل الادارة الاميركية الجديدة «لجس النبض» مع طهران دون تقديم اي ضمانات تسمح بالرهان ايجابا على صدق نوايا الرئيس المنتخب في ظل طروحات غير عملية ووعود لن تكون كافية لمنع طهران من الرد على العدوان الاسرائيلي الاخير، فيما بدأ الترويج في الاعلام الاسرائيلي لرغبة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو باقناع الرئيس جو بايدن بانهاء عهده بانجاز يعوض اخفاق الديموقراطيين بضرب المشروع النووي الايراني بموافقة ضمنية من ترامب الذي يرغب بتسلم السلطة كداعية للسلام.
وفيما تحاول باريس عبر وزير خارجيتها التي تعرض للاهانة في اسرائيل بالامس، الترويج لصفقة لا تبدو انها ناضجة، شهد الميدان تحولا نوعيا بعدما ادخلت المقاومة اسلحة نوعية لضرب اهداف استراتيجية بهدف تثبيت معادلات جديدة في ظل توقعات باقدام حكومة العدو على التصعيد في الفترة الانتقالية الاميركية، وقد كانت باكورة هذه الاستهدافات امس الاول بضرب القاعدة العسكرية القريبة من مطار بن غورين بصاروخ «فاتح 110»، في رسالة ردعية لقوات الاحتلال، لحماية مطار رفيق الحريري الدولي، مفادها بان المقاومة لديها الوسائل التدميرية المناسبة لاخراج المطارات الاسرائيلية عن الخدمة اذا ما اتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا باستهداف البنى التحتية في لبنان. وقد اصيب بالامس العشرات من جنود الاحتلال وضباطه في الجليل وفي كمين قرب بلدة يارون الحدودية، في يوم وصفته وسائل الاعلام الاسرائيلية بانه «يوم عنيف» ادى الى دمار هائل في المستوطنات، حيث استخدمت المقاومة منظومة «ملاك واحد» الصاروخية في قصف الكريوت في حيفا حيث حصل تسرب للغاز ادى الى هلع وهجرة جماعية للسكان.
رسائل ترامب لايران ؟
وفيما سربت وسائل اعلام اسرائيلية عن مقربين من نتانياهو توقعهم استمرار الحرب في لبنان اقله لثلاثة اشهر، اكدت مصادر دبلوماسية «للديار» ان الساعات القليلة الماضية شهدت اول محاولة من فريق الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب للتواصل مع طهران عبر وسيط خليجي معتمد، وذلك في اطار استكشاف معالم المرحلة المقبلة. وعلم في هذا السياق، ان الاميركيين يريدون الانطلاق في العلاقة بناء على اسس جديدة تقوم على فكرة التخلي عن الافكار المسبقة وعدم ربطها بما حصل من صدام مباشر وغير مباشر خلال الولاية الاولى لترامب، مع ابداء الاستعداد لمناقشة افكار حول العودة الى اتفاق نووي بحلة متجددة تزامنا مع البحث بترتيبات حول الملفات الساخنة في المنطقة ومنها الحرب في غزة ولبنان، وكذلك سوريا والعراق.
ماذا يريد ترامب؟
ووفقا لتلك الاوساط، لم تحمل الرسالة الاميركية اي تفصيلات حول اي من القضايا الانفة الذكر، لكن حملت في طياتها خطوطا عريضة تفيد بان ترامب لا يرغب بالتصعيد ويريد انهاء الحروب في المنطقة، وهو يؤمن بامكانية التوصل الى تفاهمات بالخطوط العريضة في الفترة الفاصلة التي تسبق توليه السلطة رسميا في كانون الثاني المقبل. واوحى الجانب الاميركي برغبة ترامب بعدم حصول رد ايراني «غير متناسب» على الهجوم الاسرائيلي على ايران كي لا تزداد الامور تعقيدا ويصعب حل الازمات، لكنه في المقابل لم يبعث باي ضمانات بانهاء الحرب الاسرائيلية على غزة على نحو نهائي، باعتبار ان الوضع معقد، مع وعد بامكانية خفض مستوى التصعيد الى حده الادنى، وتسهيل الظروف الانسانية للفلسطينيين، بانتظار تسلمه السلطة وعندها يتم ايجاد حلول مستدامة.
الملف اللبناني غير معقد!
اما في الشان اللبناني، فان مستوى التفاؤل لدى الادارة الاميركية مرتفع باعتبار ان الخلاف حول «اليوم التالي» ليس معقدا وهناك القرار 1701 على الطاولة، ويمكن التوصل الى اتفاق في غضون اسبوعين من المحادثات الجادة خصوصا ان القيادة العسكرية في اسرائيل سبق ورفعت توصيات للحكومة بامكانية الذهاب الى الى الحل السياسي بعدما استنفدت اهداف الحرب العسكرية.
لا ضمانات اميركية
هذه الافكار الاميركية بقيت دون ضمانات عملانية يمكن الركون اليها حتى الان، وحسب اوساط مطلعة، اذا كان الركون لحسن النوايا في زمن السلم غير ممكن، فكيف اذا كانت المنطقة تحترق، ولهذا كان الجواب الايراني واضحا بعدم الاكتراث للاقوال بانتظار الافعال، فمن يواصل عدوانه هو اسرائيل ومن بيده الحل والربط لوقف المجزرة هي الادارة الاميركية، والاختبار الجدي للنويا يبدأ بوقف النار، وغير ذلك يبقى محاولة جديدة لمنح نتانياهو المزيد من الوقت لاكمال مشروعه المتطرف المدعوم من الادارة السابقة والدولة العميقة في الولايات المتحدة، واذا اراد ترامب ان يرسل مؤشرات ايجابية عليه ان يثبت ذلك على نحو عملي لا من خلال الشعارات. ووفقا للمعلومات، كان الايرانيون واضحين لجهة ان ردهم على العدوان الاسرائيلي الاخير غير قابل للنقاش وفي التوقيت المحدد له، وان لا ثقة لهم بالرئيس ترامب بفعل التجربة السابقة، وكذلك تصريحاته خلال الحملة الانتخابية حين شجع نتانياهو على ضرب ايران بقسوة وعدم استثناء قطاع النفط والمفاعلات النووية. فهل تراجع عن افكاره؟ اذا عليه ان يثبت ذلك.
يأس «الاصلاحيين»
وفي «رسالة» بالغة الدلالة من التيار الاصلاحي الايراني المتهم بميله لعقد الصفقات مع الغرب، جاء أول تعليق من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على فوز ترامب «فاترا» بعدما اثبتت التجربة عدم وفاء الاميركيين بوعودهم، ولهذا قلل الرئيس الايراني من تأثير الأمر على بلاده، واشار الى ان فوز ترامب «لا يغيّر شيئا» بالنسبة إلى طهران، كما شدد على أن الأولوية بالنسبة لبلاده تكمن في تطوير العلاقات مع الجيران والدول الإسلامية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قد اكد امس ان بلاده لديها تجارب مريرة للغاية مع السياسات والتوجهات السابقة للإدارات الأميركية المختلفة، لكنه اعتبر في الوقت عينه أن فوز ترامب يمثل فرصة لمراجعة وإعادة النظر في التوجهات غير الصائبة السابقة لواشنطن.
حزب الله لن يهزم
من جهته، اعلن المرشد الايراني السيد علي خامنئي خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران أنّ «الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار». وقال إنّه «وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعي». وقال الخامنئي أنّ سيدنا العزيز السيد حسن نصر الله استشهد وباستشهاده نال أعلى المراتب وما كان يتمناه، لكنّه ترك هنا إرثًا كبيرًا وهو حزب الله الذي نما وتعاظم وتحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكانياته المادية والإعلامية وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك.
احتمال ضرب ايران؟
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن مصدر مقرب من نتنياهو تاكيده ان الاخير يرى فرصة متاحة لضرب ايران بقوة في الفترة الانتقالية الاميركية، ولفت الى ان «نتنياهو سيعمل على استغلال غضب بايدن على رجال حزبه ورغبة الرئيس المغادر ليخلف وراءه إرثا ًمبهراً، وإلا سيدخل كتب التاريخ كرئيس نحاه رفاقه عن التنافس في الحزب، وبعد ذلك فشل في محاولة المساعدة لمن حلت محله».
دور «الشرطي السيء»؟
وسيحاول نتنياهو اقناع ترامب اتمام المهمة في الشهرين والنصف المتبقية من خلال تحقيق النصر الحقيقي الذي لا يمكن تحقيقه دون ضربة حقيقية لإيران، مع التشديد على استهداف برنامجها النووي. ولكي يحصل هذا، ينبغي للرئيس بايدن أن يقتنع بأن إعطاء إسرائيل «ضوء اخضر» ضد إيران ستكون الخطوة المكملة لينهي بها حياته السياسية الطويلة. في وقت ليس من الصعب اقناع الرئيس ترامب، بأن الأفضل له منح بايدن دور الشرطي السيئ، كي يحصل هو على طاولة نظيفة في 20 كانون الثاني، ويتمكن على الفور من التركيز على صنع السلام.
رهانات «ومقامرة»
من جهتها، اكدت صحيفة «هارتس» انه لا فائدة من المقامرة على السياسة الخارجية للرئيس المنتخب. وقالت ان هذا مبكر جداً. كثيرون من المقربين منه، مثل مايك كومباو، هم من مؤيدي إسرائيل ومحبي نتنياهو. ولكن ظهرت في فترة ولايته الأولى في السياسة الخارجية للإدارة الأميركية أسس متناقضة ومختلطة. بث ترامب نزعة انفصالية وتحفظاً شديداً من غرق أميركا في أمن الحلفاء وعدم الرغبة في الدخول إلى حروب أخرى زائدة. في المقابل، صدق ادعاءات نتنياهو، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران بصورة قربت نظام طهران من موقف جعلها أقرب إلى إنتاج القنبلة.
مصالح ترامب اولا
وبراي الصحيفة ، فان سجل ترامب فيما يتعلق بإسرائيل أكثر تعقيداً مما يميلون للحديث عنه. لذلك، فإن مظاهر التبجيل والتذلل تبدو مبكرة قليلاً. سيهتم ترامب قبل أي شيء آخر بمصالحه، التي لا تتساوى بالضرورة مع توقعات ائتلاف نتنياهو. ولم يخف ترامب يوماً إعجابه بالدكتاتوريين، وحتى السوقيين بينهم، مثل حاكم كوريا الشمالية.
ماذا سيفعل بايدن؟
في المقابل، ثمة توقعات سياسية اكثر تفاؤلا في اسرائيل، لفتت عبر «يدعوت احرنوت» الى انه خلال فترة الانتقال التي تستمر شهرين، حتى تنصيب ترامب في 20 يناير 2025، فمن المرجح أن يسعى الرئيس بايدن، المتحرر من القيود السياسية والقيود الانتخابية، إلى ترسيخ إرثه. من خلال إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله، وقبل كل شيء الترويج لصفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركة. وقد لا يتردد بايدن في ممارسة ضغوط شديدة على إسرائيل لتحقيق هذه الغاية.
لا وقف للعملية البرية!
في هذا الوقت، وفي خبر يكشف عن صعوبة المواجهة مع حزب الله على الحدود، كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تراجع قيادة جيش الاحتلال عن قرار الاعلان عن وقف العمليات البرية في لبنان نهاية الاسبوع الماضي، بضغط سياسي، مع العلم ان القيادة العسكرية سبق وابلغت الحكومة ان المهمة انجزت ولم يعد هناك حاجة للمزيد من التوغلات والمواجهات المباشرة. وقد التقى رئيس أركان جيش العدو، هرتسي هاليفي امس مع رؤساء السلطات المحلية في الشمال برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد الجبهة الداخلية، ولفت الى انه «لا يوجد شيء يمثل الانتصار أكثر من عودة آمنة للسكان وسنمضي في هذا الطريق معًا، نحن نضرب البنى التي أقامها حزب الله منذ العام 2006 ونعمل ذلك بأكبر قوة ممكنة ولن نسمح باعادتها»، ودون ان يقدم اي وعود حول العودة القريبة للمستوطنين، قال «نواصل العمل مع الكثير من القوة والإصرار، حيث يتعين علينا اعداد خطط واضحة لضمان أن الوضع هنا سيكون أفضل بكثير مما كان قبل الحرب، ولفت الى انه في كل تسوية سياسية لو تحققت سيتعين على الجيش الإسرائيلي معاقبة الخروقات بقوة النار!.
الميدان مشتعل
في هذا الوقت، واصل حزب الله رفع نسق المواجهات، وقد اتخذت العمليات خلال الساعات القليلة الماضية شكلا جديدا مع دخول المستوطنات الواقعة على اكثر من 40 كلم الى نطاق الاستهداف اليومي، ما جعل الحياة فيها مستحيلة، وكان الابرز مساء كمين اوقع قتلى وجرحى في قوة مشاة اسرائيلية حاولت التقدم باتجاه بلدة يارون. وقد وصف الاعلام الاسرائيلي يوم امس باليوم العنيف مع الكثير من عمليات الاطلاق وسقوط الصواريخ التي ادت الى اضرار كبيرة. واعلن حزب الله انه استهدف بالصواريخ قاعدة بحرية و4 مستوطنات شمالي إسرائيل، كما استهدف 9 تجمعات وتحركات لجنود شمال إسرائيل، وقال الحزب انه استهدف بصلية صاروخية قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غربي مدينة حيفا، وأوضح أن هذه القاعدة هي قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي، كما اعلن الحزب أنه استهدف بصليات صاروخية 4 مستوطنات هي: الكريوت، ويفتاح، وكريات شمونة، والمنارة، ومرغليوت، كما استهدفت المقاومة بصليات صاروخية 8 تجمعات وتحركات لجنود عند ثكنة راميم، وبوابة موقع هرمون العسكري، ومستوطنات ليمان، وحانيتا، وشوميرا، وساعر، ودوفيف، وقبالة بلدة كفركلا، وكذلك استهدفت المقاومة تجمعا لقوات جيش الاحتلال شرق بلدة مارون الراس بصلية صاروخية.
استهداف المدنيين
في غضون ذلك، تواصلت الغارات العدوانية على كافة المناطق، وارتفع عدد شهداء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان الى 3103 شهيد على الأقل وإصابة 13856 منذ تشرين الاول 2023 وفق ارقام وزارة الصحة، وضمنهم 60 شهيدا و63 جريحا في العدوان على البقاع امس. وقد واصلت قوات الاحتلال استهداف السيارات على الطرقات، فعلى طريق الجمهور- الكحالة سقط شهيد وجريح باستهداف سيارتهما، وفي صيدا عند جسر الاولي استهدفت سيارة هوندا ما تسبب بسقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى، بعد ان تقصد العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي ما ادى الى إصابة 3 عسكريين من عناصر الحاجز و٤ من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز.
حركة المطار طبيعية
وفيما يحاول حزب الله حماية المطار من خلال ايجاد معادلات ردعية جديدة، كتب وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حميه على منصة «إكس»: «مطار رفيق الحريري الدولي بيروت يعمل بشكل طبيعي». وجاء كلام الوزير بعدما تعرضت منطقة الاوزاعي بمحاذاة المطار ليل أمس الاول لغارة عنيفة، كما سُجّلت بعض الأضرار في حرم المطار جراء قوّة القصف. وأفيد بأن لا أضرار في المطار نتيجة الغارات الإسرائيلية واقتصر الأمر على
تناثر الحجارة على المدرج الغربي وطريق الخدمة إضافة إلى أضرار بسيطة في محيط المدرج 17، وقد عادت الأمورإلى طبيعتها والمطار يعمل بكل أقسامه وبشكل طبيعي.
"اللواء": بعد ليلة دامية، ومدمرة، لامست حدود مطار رفيق الحريري الدولي، وأجهزت على بنايات ومجمعات سكنية، لا ذنب لها، سوى انها بنيت في جغرافيا «الضاحية الجنوبية» التابعة لمحافظة جبل لبنان، وهي عند المداخل الجنوبية للعاصمة وعند المداخل الشرقية والشمالية أيضاً، اعتبرت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي ان الطرق الدولية التي تربط جغرافيا الجنوب والبقاع بالعاصمة، وبالضاحية يجب قطعها او تعطيلها، وهذا ما حدث عند حاجز الجيش اللبناني عند نهر الاولي لجهة الشمال، مما ادى الى استشهاد 3 مواطنين كانوا داخل السيارة المستهدفة، واصابة 3 جنود من الجيش اللبناني، و6 جنود من الوحدة الماليزية العاملة في اطار القوة الدولية، حيث صادف وجودها هناك اثناء الغارة.
ودخلت المعركة صواريخ جديدة من نوع «فاتح 110» وضربت قاعدة عسكرية للمرة الاولى على مرمى قريب من مطار بن غوريون جنوب تل ابيب.
وطاولت الصواريخ حيفا وخليج حيفا والكريوت ونهريا وصفد، وسيطر الخوف على الشارع الاسرائيلي، الذي عاش يوماً عاصف تحت اصوات صفارات الانذار.
ومع ذلك، بقيت الحركة منتظمة في مطار رفيق الحريري الدولي، على الرغم من استهداف محيطه بالغارات المكثفة والعنيفة، في اطار الضغط، لعدم استهداف مطار بن غوريون في تل ابيب.
وعليه كشفت وحسب المصادر لاعطاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الضوء الاخضر «لتنظيف لبنان» من حزب لله على حد وصفه الدقيق وكما يدعي طبعا بانتظار مرحلة جديدة خالية كليا من الحزب العسكري والسياسي ايضا.
ومن مترتبات ذلك، في اليوم التالي للحرب، عدم السماح لحزب لله بالمشاركة في الحياة السياسية للسير بالتسوية والحل، فتمثيل الحزب ممنوع في المجلس النيابي والحكومة، والشيعة يمثلهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والشخصيات الشيعية المستقلة البعيدة عن الحزب.
وكانت وصلت رسائل لجهات سياسية لبنانية رفيعة المستوى من ان ترامب بعدم فوزه سيعمل لانهاء الحرب ولكن شرط انهاء وجود حزب لله في المعادلة السياسية، بعد ان استطاع العدو كما يزعمون من القضاء على تسعين في المئة من الترسانة العسكرية للحزب ومن اقصاء ابرز قادته حسب المصادر الدبلوماسية.
وفي ماخصّ لبنان، بقي الترقّب سيد الموقف لجهة، تنفيذ ترامب للتعهد الخطي الذي قدمه للجالية اللبنانية «بوقف الحرب والمعاناة والدمار ودعم ازدهار لبنان، وإنجاز السلام الحقيقي في الشرق الاوسط قريباً جداً». إذ قد يغير رأيه عند ممارسة مهامه عملياً، وفق طريقة تعامله مع الكيان الاسرائيلي، ومدى مراعاته لمطالب اسرائيل ومصالحها وتعامله مع الظروف التي تسود حالياً بعد قرار رئيس الكيان بنيامين نتنياهو الاستمرار في الحرب، وحقوق لبنان في استعادة اراضيه المحتلة، ولم يضغط بما يكفي لوقف الخروقات الاسرائيلية المتمادية للقرار 1701 وللذهاب نحو تنفيذه كاملا من جانبي الحدود اللبنانية- الفلسطينية.
اما اذا قرر تنفيذ تعهده الخطي للجالية اللبنانية، فيجب ترقّب كيف سينفذ هذا التعهد، ووفق اي سيناريو او تسوية سياسية، وعلى اساس مصلحة مَنْ؟ مصلحة اسرائيل على حساب مصلحة لبنان، أم يُراعي ايضا مصلحة لبنان وحقوقه كما سيراعي بالتأكيد مصلحة اسرائيل؟ والأهم، هل سيفي بوعده إعادة الازدهار الى الشرق الاوسط ومنه وفي قلبه لبنان، ويوقف مسلسل الحروب والتعديات والانتهاكات الاسرائلية التي لم تتوقف ولا يوم في لبنان منذ إقرار القرار 1701 في مجلس الامن الدولي؟ وفي فلسطين برغم إقرار اكثرمن اتفاق بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والتي اسقطتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة؟
لا شك ان فترة الشهرين ونصف الشهر الفاصلة عن تسلم ترامب مهامه الدستورية، ستكون ساخنة اذا لم يستطع خلال اتصالاته وضغوطه على الكيان الاسرائيلي وقف الحرب على لبنان، هذا اذا إتضحت علاقته الشخصية بنتنياهو، فعليها تُبنى الامور، إما تجاوب اسرائيلي وإما استمرار التصعيد في الوقت الضائع. علماً ان صحيفة «فايننشال تايمز» نقلت امس «عن مصدر مطلع، أن هناك تفاهماً بين نتنياهو وترامب على العمل لإنهاء الحروب.وأن «نتنياهو لن يقوم بأي خطوة كبيرة في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب»؟!
وبالانتظار، استمر الحراك السياسي الدبلوماسي الخجول، وسجلت امس، زيارة سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو ايطاليا في لبنان فابريزيو مارشيللي لبطريرك الماروني الكردينال بشارة بطرس الراعي. وقالت مصادر دبلوماسية متابعة لـ«اللواء» ان الزيارتين تقعان في سياق المشاورات التي يجريها السفراء الغربيين لا سيما الفرنسي، ولا جديد فيهما سوى متابعة المجريات اللبنانية على الارض، لا سيما كما قال السفيران حول قضايا وقف الحرب ومعالجة اوضاع النازحين في مراكز الايواء، اضافة الى استمرار حث الاطراف اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية «للإنطلاق في مسار جديد يمكن البلاد من الخروج من الازمة» .
اما سفير فرنسا فاطلع الراعي على «نتائج مؤتمر باريس الذي اقيم لدعم اللبنانيين ودعم سيادة لبنان، وكان اتفاق على ضرورة متابعة العمل لمنح الشعب اللبناني الأمل بمستقبل افضل».
واضاف ماغرو: نحن نبذل جهدا لتحقيق وقف لإطلاق النار، ونشجع ايضا كل المبادرات اللبنانية التي تسمح بتهيئة مستقبل افضل لهذا البلد وقلب صفحة جديدة. وانطلاقا من هذا فان فرنسا تعتبر بكل تأكيد ان للبطريرك الراعي وللبطريركية المارونية دورا اساسيا في هذا الإطار تحضيرا لمستقبل افضل للبنان وللبنانيين. كما شددنا على اهمية تقديم المساعدة للنازحين وايجاد حلول لحماية النظام التعليمي في لبنان الذي يمثل مستقبل هذا البلد.
واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ملير ان وزير الخارجية انتوني بلينكن يعتزم مواصلة عمله لانهاء الحرب في غزة ولبنان في الفترة المتبقية من ولايته قبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه.
دريان في السراي الكبير
ومجمل التطورات عرضها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع الرئيس ميقاتي في السراي الكبير.
وشدد الرئيس ميقاتي، أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاون جميع القيادات اللبنانية وتعاضدها من أجل مواجهة تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وحماية اللبنانيين من الشرور والفتن التي يسعى اليها العدو الاسرائيلي. و»بعد اللقاء اكد المفتي دريان «ان دار الفتوى وما تمثل، وطنيا وإسلاميا، تدعم وتؤيد جهود الرئيس ميقاتي في كل ما ينقذ لبنان من العدوان الصهيوني بالإضافة الى الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية لتنعكس إيجابا على مصالح وحاجات الناس اليومية وإيقاف عذاباتهم.
قال: «آن الأوان لجميع القوى السياسية ان يحسموا إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا يمكن ان يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية، على الجميع ان يتعاونوا من اجل انتخاب رئيس بالسرعة الممكنة وإلا سيبقى البلد مشرعا على الاحتمالات كافة، ونحن يهمنا جدا ان يكون هذا البلد مستقرا وآمنا ومطمئنا، وأولى خطوات الاستقرار والأمان وقف إطلاق النار وانجاز انتخاب رئيس جامع». وقال «لدينا ملء الثقة بان دولته سيحمل امال وتطلعات اللبنانين في القمة العربية المزمع عقدها في المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز».
مواقف جعجع وتوقعاته
وتوقع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع استمرار المعارك بين 3 او 4 اشهر، لا بل تفاقمها اكثر من السابق فطرفا النزاع يعتبران انهما امام فرصة لتعزيز مواقفهما قبل التوصل الى واقع يفرض محدودية التحرك.
واشار جعجع الى ان الاسرائيلي يتحضر للمرحلة الثانية، ولا اعرف ان كانت حتى الليطاني ام لا، ولكن الامر سيان، ولو ان المرحلة الاولى كانت الاصعب، لانها الخط الاحمر للحزب، حيث التحصينات الاساسية والتمركز الرئيسي، وهذا كله سقط للأسف.
ولاحظ جعجع اننا على ابواب حرب بين اسرائيل وايران، ولن تنتهي (حسب اعتقاده) من دون ضرب المنشآت النووية الايرانية، خصوصاً بعد وصول ترامب الى الرئاسة، والذي اعطى الضوء الاخضر لنتنياهو، وهذا عنوان المرحلة الآتية على مدى شهر ونصف شهر.
وكشف جعجع ان آموس هوكشتاين طرح تطبيق الـ1701 بكل مندرجاته، ومراقبة تهريب الاسلحة عبر الحدود، على ان نتمتع اسرائيل بحق التدخل في أي وقت اذا ما رأت اي عملية تهريب، وهذا الطرح هو الأسوأ الذي وقعنا به نتيجة عدم تنفيذنا لضبط الحدود.
جلسة انتخاب بلا الشيعة
وفي موقف يطرح اكثر من علامة استفهام، ويؤشر الى منحى انقسامي، اذ اعلن جعجع في حوار مع المؤسسة اللبنانية للارسال (L.B.C.I): اقبل بجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية لا تشارك فيها الطائفة الشيعية، والدستور يجيز ذلك، والميثاق الوطني ايضاً، فإذا رفض الموارنة على سبيل المثال أمراً، فهل يعطل البلد على إثره..
وتوقف جعجع عند مسألة انتخاب قائد الجيش، وقال: هناك كتل نيابية كثيرة مع انتخابه، ولا فيتو من قبلنا عليه، لكن قبل ترشيحنا له رسمياً، سنتحدث معه لنطلع على مقاربته لبعض الأمور، مشيرا الى ان الرئيس التوافقي يعني «لا رئيس» والحكومة التوافقية تعني لا حكومة.
واعتبر جعجع انه منذ انطلاق جبهة الاسناد كانت حسابات «حزب لله» خاطئة في مجملها، والنتيجة اليوم اثبتت ذلك، معتبرا ان ما يجري اليوم هو تماماً ما خطط له الاسرائيلي.
واكد جعجع: لا اخشى من اندلاع حرب اهلية، وما من فريق لبناني يريدها واليوم لا قرار بالحرب، ولو انه من الطبيعي حدوث بعض الاشكالات التي تعالج بشكل فوري، كما تعمل القوى الامنية والجيش.
تحرك لمواجهة الاجرام الاسرائيلي بحق التراث
في مجال آخر، اعتدى الجيش الاسرائيلي على البيت التراثي المعروف «بالمنشية» الذي كشف «عن حقد على لبنان وشعبه، وموروثه الاثري والثقافي» على حد تعبير وزير الثقافة محمد وسام مرتضى، الذي قرر توجيه شكوى الى الامم المتحدة، ومنظمة اليونيسكو.
والمعروف ان مبنى المنشية، قريب من قلعة بعلبك، وهو من اقرب النقاط الى المعابد.
وتجتمع منظمة اليونيسكو الإثنين المقبل لمناقشة «تعزيز حماية» المواقع الأثرية اللبنانية من القصف الاسرائيلية.
الوضع الميداني
ونصبت المقاومة الاسلامية كميناً لقوة مشاة حاولت التقدم باتجاه يارون وأوقعوا افرادها بين قتيل وجريح.
وكانت الغارات الاسرائيلية استمرت من منتصف ليل امس الاول وطيلة نهار اليوم على مناطق الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب كافة تقريباً وبعض مناطق البقاع، وأسفرت عن ارتقاء عدد من الشهداء واضرار مادية كبيرة. كما اغار طيران مسير على حاجز الجيش اللبناني عند نهر الاولي مدخل صيدا الجنوبي، ادت الى ارتقاء ثلاثة اشقاء من آل شومر من بلدة السكسكية واصابة 3 جنود من عناصر حاجز الجيش و5 عناصر من ققوات اليونيفيل صودف مرور سيارتهم عند الحاجز، وشن غارة على سيارة مدنية تقودها سيدة على طريق عاريا- الجمهور ادت الى استشهادها. كما سقط شهيدا مساء في غارة على سيارة على الطريق بين الدوير وأنصار.
وحتلال الإسرائيلي امس، مقتل 5 جنود في معارك في جنوب لبنان، ومقتل جندي في كتيبة الهندسة 605 اللواء 188، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية انه قضى بصواريخ أطلقها حزب لله مساء أمس الاول على مستعمرة أفيفيم في الجليل.
واعلنت وزارة الصحة في الكيان الاسرائيلي: إن إجمالي عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات منذ 10 تشرين الأول 2023 بلغ 21,774 شخصاً. واعترفت الوزارة بـ90 إصابة منذ التحديث الأخير الأربعاء، بينها 21 في الشمال خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
اما على جبهة المواجهة، فقد دارت اشتباكات عنيفة منذ منتصف الليل وحتى صباح امس،، بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي عند اطراف بلدتي رميش ويارون لناحية ملعب يارون مقابل مستوطنة دوفيف. وسجلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين على تخوم بلدة عيتا الشعب عند محاولة الجيش الاسرائيلي التسلل الى الاراضي اللبنانية.
واعلنت المقاومة في سلسلة بيانات انها استهدفت مساء امس الاول تحركًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس للمرّة السادسة، بصليةٍ صاروخية. كما استهدفت امس، قوة مشاة حاولت التقدم باتجاه بلدة يارون، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.
واستهدفت المقاومة تباعاً تجمعات لقوات جيش العدو الإسرائيلي في: مستوطنة حانيتا وفي مستوطنة ليمان، وفي ساعر، وعند بوابة مستعمرة هرمون. وتحركًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الفلسطينية قبالة بلدة كفركلا. وفي مستوطنة شوميرا. وفي مستوطنة دوفيف، و في ثكنة راميم. وتجمعاً لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس. كما افيد عن انقلاب آلية عسكرية اسرائيلية عند اطراف بلدة مارون الراس ما ادى الى إصابات بطاقمها.وقصفت المقاومة الإسلامية مستوطنة يفتاح، ومستوطنة كريات شمونة ومستوطنة المنارة.و موقع البغدادي. وقصفوا في الوقت ذاته ثكنة يفتاح.
وذكرت صحيفة «معاريف» العبرية: أحرقت صواريخ حزب لله يوم أمس 8 مبانٍ بالكامل في مستوطنة أفيفيم. كما اعلنت القناة 12 العبرية عن أضرار في البنية التحتية لشبكة الكهرباء في كريات يام في خليج حيفا عقب إطلاق صواريخ من لبنان ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة. وسقوط صاروخ بشكل مباشر داخل سيارة.
وأدت الخسائر، حسب وزارة الصحة الى استشهاد 3103 شخصاً واصابة 13856 منذ ت1 (2023).
واعتبر رئيس اركان اليش الاسرائيلي هاليفي هارسي ان اكبر انتصار اعادة سكان المستوطنات الشمالية الى مساكنهم بأمان.
"الجمهورية": يستمر العدوان الإسرائيلي على لبنان في توجيه رسائله النارية في أكثر من اتجاه، يبدأ بتوسيع مساحة التهجير والتفريغ، حيث وصلت أعداد القرى والبلدات التي صنّفها خط نار إلى 150 بلدة يعمل على تدميرها اما كلياً او جزئياً، بحيث تصعب العودة اليها سريعاً والسكن فيها، بالإضافة إلى إرساء معادلات تفرض سيطرته الأمنية والعسكرية. ولعلّ رسالته بقصف محيط مطار بيروت رداً على قصف المقاومة محيط مطار بن غوريون تشكّل إنموذجاً قوياً... ما دفع المراقبين إلى طرح السؤال: إلى متى سيستمر هذا العدوان الإسرائيلي بعد تجاوز محطة 5 تشرين الثاني الانتخابية الاميركة، والتي تمّ التعامل معها على أنّها محطة مفصلية؟
قال مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً طرح نقاطاً عدة بدأ النقاش فيها جدّياً:
• الأولى مدة الحرب، إذ يُطرح السؤال حالياً كم ستطول في ظل تعهد ترامب بإنهاء الحروب؟ وهل ستتمكن اسرائيل من إعلان الوصول إلى أهدافها قبل ان يتسلّم ترامب مقاليد الرئاسة في 20 كانون الثاني المقبل؟ وكيف سيستغل نتنياهو المرحلة الانتقالية برفع مستوى التصعيد أم بالإبقاء على وتيرة العدوان مع فرض معادلات يعكسها الميدان؟
• الثانية ، ماذا عن القرار 1701 وكيف ستعود إسرائيل إلى التفاوض حوله ومع أي شروط خصوصاً انّ ضربة الأولي كانت رسالة واضحة لجناحي تطبيق القرار (الجيش و«اليونيفيل»).
• الثالثة والأهم، من أين سيُستأنف التفاوض؟ وهنا يكشف المصدر انّ المبعوث الاميركي أموس هوكشتاين سيعود إلى بيروت قريباً، بعد ترتيب أمور عدة طرحها مع نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لتل ابيب، وهناك اتفاق على ان يستكمل هوكشتاين ملف التفاوض خلال المرحلة الانتقالية.
الوقت الضائع
إلى ذلك، أبلغت اوساط سياسية إلى «الجمهورية»، انّ مقولة ترامب خلال حملته الانتخابية بأنّه آتٍ لـ«إنهاء الحروب وليس لبدئها»، ستكون على المحك وتحت الاختبار مع فوزه في الانتخابات الرئاسية. ولفتت هذه الاوساط الى انّ ترامب كان قد اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة الاخير للولايات المتحدة الاميركية قبيل الانتخابات، على انّه إذا فاز بالرئاسة فهو يريد أن تكون الحرب الإسرائيلية على غزة قد انتهت عند تسلّمه مقاليد الحكم رسمياً.
واشارت المصادر إلى أنّ الوقت الضائع الفاصل عن تولّي ترامب السلطة في 20 كانون الثاني سيملأه نتنياهو بمواصلة عدوانه على غزة ولبنان، من دون ان يعني ذلك أنّ العدوان سيتوقف فوراً بعد 20 كانون الثاني، وذلك في انتظار تبيان معالم الصفقة التي سيعمل عليها ترامب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.
شكوك قوية
وإلى ذلك، تعلّق قوى اليمين واليمين المتطرّف التي تقود حكومة نتنياهو، أهمية كبرى على فوز ترامب بالرئاسة، وتراهن على أنّ الإدارة الأميركية المقبلة ستكون مطواعةً جداً لمخططاتها، خصوصاً في ما يتعلق بـ»تذويب» الملف الفلسطيني نهائياً وإضعاف إيران كقوة نووية ذات طموحات توسعية في الإقليم.
لكن مصادر ديبلوماسية مواكبة في بيروت أبدت عبر «الجمهورية» شكوكاً قوية في قدرة الحكومة الإسرائيلية على تسخير الدعم الأميركي لخدمة مصالحها الإقليمية في شكل مطلق. وتستدل إلى ذلك بقول ترامب نفسه إنّ نهجه لن يكون مبنياً على إشعال حروب جديدة بل على إنهاء الحروب المندلعة حالياً وإبرام صفقات وتسويات. وبالتأكيد، سيبدأ ترامب بإطفاء النار التي طال أمدها على اطراف أوروبا، في أوكرانيا، ويحاول تعميم هذا المناخ التسووي على أزمات الشرق الأوسط، حيث سيراعي مصالح الحليف الإسرائيلي، لكنه لن يطلق العنان لطموحاته بلا ضوابط، حرصاً منه على التوازن في علاقات واشنطن الشرق أوسطية. لكن ما تتخوف منه المصادر هو الفترة الانتقالية في البيت الأبيض، التي ستدوم نحو شهرين ونصف الشهر، وفيها قد يقوم نتنياهو وشركاؤه بتصعيد عسكري خطر يفرض أمراً واقعاً على الإدارة الأميركية المقبلة.
ميقاتي إلى الرياض
في هذه الأجواء ستتجّه الأنظار إلى الرياض التي ستشهد الاثنين المقبل القمة العربية الإسلامية التي دعت اليها المملكة العربية السعودية، لاتخاذ موقف من استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة منذ اكثر من سنة، وكذلك على لبنان وما يخلّفه من مجازر ودمار. وسيتوجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد غد الأحد إلى الرياض للمشاركة في هذه القمة.
وقالت أوساط حكومية انّه سيطلب الدعم والعون للبنان من الدول المشاركة، لمساعدته في الصمود، في ظل النكبة التي نعيشها والإبادة التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق البشر والحجر والتراث والتاريخ، بالإضافة الى طلبه الضغط على دول القرار لوقف هذا العدوان ووضع حدّ للإبادة والمجازر».
إنتصار قطعي
في غضون ذلك، اكّد المرشد الأعلى الايراني السيد علي خامنئي، امس أنّ «الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتماً إلى الانتصار». وقال السيد خامنئي خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران، إنّه «وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعياً». وشدّد على أنّ «الشهيد السيد حسن نصر الله وغيره من شهداء هذه الأيام الأعزاء، رفعوا من عزة الإسلام حقاً، كما رفعوا من عزّة جبهة المقاومة وقوتها». وقال: «سيدنا العزيز استشهد وباستشهاده نال أعلى المراتب وما كان يتمناه، لكنّه ترك هنا إرثاً كبيراً وهو حزب الله»، واضاف أنّ «حزب الله بفضل شجاعة السيد وحكمته وصبره وتوكله العالي نما وتعاظم وتحوّل إلى قوةٍ لم يتمكن العدو من هزيمتها على الرغم من كل إمكانياته المادية والإعلامية. وإن شاء الله لن يتمكن من ذلك». وأشار إلى أنّ «حزب الله خلال ما يقارب 40 عاماً أجبر إسرائيل على الانسحاب من بيروت وصيدا وطهّر جنوب لبنان كلياً من وجود الصهاينة ما يعني أنّ قدراته تعاظمت وتتعاظم»، معقباً بقوله: «مُخطئ من يظن أنّ حزب الله ضعف، فهو حزب قوي ويواصل المواجهة». وأوضح أنّ «حزب الله تحوّل من مجموعةٍ صغيرة من المجاهدين في سبيل الله إلى قوّةٍ عظيمة قادرة على تحقيق هذه الإنجازات وإجبار العدو المدجج بكافة أنواع الأسلحة والمدعوم سياسياً واقتصادياً واعلامياً من جانب طغاة العالم على التراجع، وهذه هي تجربة تاريخية شهدناها». وقال إنّ «حزب الله يواصل النضال برجاله الأبطال. والعالم سيرى أنّ الكيان الصهيوني سيتلقّى صفعة من هؤلاء المجاهدين».
«اليونيفيل» مجدداً
وعلى الصعيد الميداني واصلت إسرائيل قصفها التدميري في الجنوب ومناطق البقاع بعد ليل عنيف من هذا القصف الذي طاول الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيط المطار والبقاع والمنطقة الجنوبية،
واستهدف الطيران الاسرائيلي سيارة في صيدا قرب من حاجز الجيش - الاولي ما ادّى إلى سقوط 3 شهداء و4 جرحى من جنود الكتيبة الماليزية التابعة لليونيفيل صودف مرور آليتهم في المنطقة خلال الاستهداف وإصاباتهم طفيفة، وجريحين مدنيين. وافيد انّ القتلى هم حسين امير شومر وشقيقتاه ألاء وملاك من السكسكية..
واعلنت قيادة «اليونيفيل»، في بيان الآتي: «بعد ظهر اليوم، كانت قافلة تابعة لقوات اليونيفيل، تنقل جنود حفظ سلام وصلوا حديثاً إلى لبنان، تمرّ عبر صيدا عندما وقع هجوم بطائرة مسيّرة بالقرب منها. أصيب 5 من جنود حفظ السلام بجروح طفيفة، وجرى علاجهم على الفور من قبل الصليب الأحمر اللبناني، ثم واصلوا طريقهم إلى مواقعهم في جنوب لبنان». كما أكّد الجيش اللبناني إصابة ثلاثة من جنوده عند نقطة التفتيش التابعة للجيش اللبناني والقريبة من موقع الغارة.
ونقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصادر مطلعة قولها «إنّ تقديرات بأنّ اتفاقاً مع لبنان قد يحدث في غضون أسبوعين». واضافت هذه المصادر: «نتنياهو يرغب في تأجيل بعض القضايا إلى فترة إدارة ترامب، لكن الاتفاق مع لبنان قد يحدث قبل ذلك».
فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، بأنّه «بإمكان سكان البلدات الشمالية العودة إلى منازلهم بحلول نهاية العام».
وافادت صحيفة «فايننشال تايمز»، نقلاً عن مصدر مطلع، عن أنّ «هناك تفاهماً بين نتنياهو وترامب على العمل لإنهاء الحروب»، مشيرة الى أنّ «نتنياهو لن يقوم بأي خطوة كبيرة في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب».
"البناء": يبدو المسار الأميركي الروسي أول المسارات الجاهزة للحركة في مرحلة دونالد ترامب الرئاسية، حيث تحدّث ترامب عن تواصل قريب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال بوتين إنّه مستعدّ للتحدّث مع ترامب، بعد أن أبدى رغبة في استعادة العلاقات مع روسيا، وأضاف أن أي أفكار بشأن تسهيل إنهاء أزمة أوكرانيا تستحق الاهتمام، وترامب مصرّ من جهته على امتلاكه تصوراً للتسوية في الحرب الأوكرانية تقبلها روسيا، وقد سبق للحزب الجمهوري الذي مثله ترامب في الانتخابات الرئاسية وفاز معه بأغلبية مجلس الشيوخ، ويمكن أن يمضي معه نحو الفوز بأغلبية مجلس النواب، أن أوقف العمل بالموازنة الأميركية وإقرارها لرفضه المصادقة على تمويل الحرب في أوكرانيا.
على ضفة موازية، وفي ظل احتفالات بفوز ترامب في معسكر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفائه في اليمين الديني والقومي المتطرّف، صدر عن معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب تقرير لافت يدعو لخفض سقف التفاؤل، والتحسّب لما قد تحمله ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وتوقع التقرير تركيز ترامب على السعي لتحقيق إنجازات اقتصادية تلبي وعوده الانتخابية، وتوجّهه نحو المواجهة الاقتصاديّة مع الصين من بوابة فرض الضرائب والرسوم الجمركيّة على البضائع المستوردة خصوصاً من الصين لفتح الطريق لإنعاش الصناعة والزراعة، ورأى التقرير أن هذه الأولوية سوف تجعل السياسة الخارجية لترامب بعيدة عن الاستجابة لأي دعوات للحروب ولم يستبعد أن يذهب ترامب إلى استئناف المفاوضات مع إيران سعياً لاتفاق نووي جديد، ناصحاً حكومة الكيان بعدم المعارضة لأن الظروف لا تسمح بتكرار الموقف خلال الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما.
في ميدان المواجهة على حدود لبنان الجنوبية تثبت المقاومة حضورها وإمساكها بزمام المبادرة في الجبهة البرية، وقد تصدت لمحاولات تسلّل على أطراف بلدتي مارون الراس ويارون، وعلى جبهة تبادل النيران، أثبتت المقاومة رداً على الغارات المستمرة لجيش الاحتلال قدرتها على إيصال صواريخها بتقنياتها وأحجامها المختلفة الى عمق الكيان، وفرض نزول أربعة ملايين مستوطن إلى الملاجئ عدة مرات في يوم واحد، بينما تحوّل تهديد المقاومة بجعل حيفا كريات شمونة أخرى إلى أمر واقع تتحدّث عنه وسائل إعلام الكيان، فيما تعيش مستوطنات الحافة الأماميّة تحت نيران المقاومة ويسقط فيها جنود الاحتلال قتلى وجرحى لدقة إصابات صواريخ المقاومة وطائراتها المسيّرة.
داخلياً كان لافتاً وفقاً لمصادر سياسية متابعة المدى الذي ذهب إليه خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي بدا منفصلاً عن الواقع، كما قالت المصادر، مسوّقاً إنجازات لجيش الاحتلال لا يدّعيها رئيس أركان هذا الجيش، كمثل النجاح باحتلال 200 كلم مربع. وتساءلت المصادر عن نوع الوهم الذي يعيشه جعجع بتوقعات من نوع استهداف المنشآت النووية الإيرانية تمهيداً لتسوية لا مكان لسلاح حزب الله فيها. والأغرب حسب المصادر كان أن يبني جعجع على هذا التحليل دعوة سياسية الى انتخاب رئيس للجمهورية دون الطائفة الشيعية واعتبار ذلك أمراً مقبولاً ميثاقياً، دون أن يجيب عن كيفية تحقيق ذلك دون دعوة من رئيس مجلس النواب الشيعيّ؟
وأعلن المرشد الإيراني السيد علي الخامنئي خلال لقاءٍ مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران أنّ «الجهاد المستمر بقوّة في لبنان وقطاع غزّة وفلسطين المحتلة سيؤدي حتمًا إلى الانتصار». وقال إنّه «وبحسب ما يُفهم من التطورات الجارية، والوعد الإلهي، فإنّ انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعيّ». وأشار إلى أنّ هذه الأيام «تتزامن مع أربعينية استشهاد مجاهد عصرنا الكبير الذي ما كان يعرف الكلل الشهيد السيد حسن نصر الله عليه رحمة الله.. نُحيي ذكراه وذكرى الشهيد إسماعيل هنية، والشهيد السيد هاشم صفي الدين، والشهيد يحيى السنوار، والشهيد نيلفروشان، وباقي شهداء المقاومة»، مضيفًا «نحيي ذكراهم كما نحيي ذكرى شهادة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، ونسأل الله الدرجات العليا لكل هؤلاء الشهداء الأبرار».
وشدّد الخامنئي على أنّ «الشهيد السيد حسن نصر الله وغيره من شهداء هذه الأيام الأعزاء، رفعوا من عزة الإسلام حقًا، كما رفعوا من عزّة جبهة المقاومة وقوتها». وتابع عن نصر الله «سيدنا العزيز استشهد وباستشهاده نال أعلى المراتب وما كان يتمنّاه، لكنّه ترك هنا إرثًا كبيرًا وهو حزب الله»، مردفًا أنّ «حزب الله بفضل شجاعة السيد وحكمته وصبره وتوكله العالي نما وتعاظم وتحوّل إلى قوةٍ لم يتمكّن العدوّ من هزيمتها على الرغم من كلّ إمكانياته المادية والإعلامية وإن شاء الله لن يتمكّن من ذلك».
وواصلت المقاومة عملياتها النوعية فأعلنت استهداف مستعمرة «الكريوت» شمالي مدينة حيفا المُحتلّة بصلية صاروخيّة، ومستعمرات شلومي وشوميرا ويفتاح ودوفيف.
وقصفت قاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي) شمال غرب حيفا، بصلية صاروخيّة، وقاعدة «إلياكيم» (تحوي معسكرات تدريب تتبع لقيادة المنطقة الشماليّة في جيش العدو الإسرائيلي) جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، بصلية صاروخيّة نوعية.
برياً كَمَنَ مجاهدو المقاومة الإسلامية لقوة مشاة حاولت التقدّم باتجاه بلدة يارون، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية مدينة صفد المحتلة بصواريخ «ملاك 1». كما نشر نشيدًا بعنوان «هَذَا زَمَانُكَ يَا سِلاحِي فَارتَقِ».
وأعلن جيش العدو في بيان، أن خمسة جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب 16 آخرون في معارك بجنوب لبنان في الأسابيع القليلة الماضية. فيما أشارت الجبهة الداخلية الإسرائيلية الى إطلاق صفارات الإنذار في نهاريا وعكا وخليج حيفا وبلدات في الجليل الغربي. وبعد قصف المقاومة قاعدة عسكرية إسرائيلية محاذية لمطار بن غوريون ما أدّى إلى تضرره وتعطيل العمل به، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن تضرر مبنى ومرأب للمركبات في كريات يام بخليج حيفا في الرشقة الصاروخية الأخيرة من لبنان.
وقالت إن «طواقم الإطفاء تتوجّه إلى موقع سقوط الصاروخ بكريات يام لإخماد النار في عدد من المركبات».
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن قصف المقاومة لقاعدة إسرائيلية قرب مطار بن غوريون وأهداف عسكرية قرب خليج حيفا، يشكل رسالة من المقاومة للعدو بأنها تملك القدرة على استهداف أي مكان في كيان العدو وتحديداً في تل أبيب، وكل حديث المسؤولين الإسرائيليين عن شلّ قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية مجرد ادعاءات»، كما لفتت المصادر الى أن «على قيادة العدو الاستعداد لمرحلة جديدة من التصعيد كماً ونوعاً ضد مواقعه وقواعده وتجمعاته في كامل شمال فلسطين المحتلة وخصوصاً في حيفا وتل أبيب». وشددت المصادر على أن المقاومة تعمل على إحباط الأهداف التي وضعها العدو لهذه الحرب. كما أوضحت أن المقاومة فرضت معادلة جديدة هي استهداف قواعد عسكرية في محيط مطار بن غوريون، مقابل أي عدوان إسرائيلي على مناطق لبنانية قريبة من مطار بيروت.
في المقابل، زعم رئيس أركان العدو هرتسي هليفي، أن «لا شيء يعبر عن الانتصار أكثر من إعادة الإسرائيليين إلى بلداتهم في الشمال بأمان»، لافتاً الى أنه «في كل تسوية سياسية لو تحققت سيتعيّن على الجيش الإسرائيلي ملاحقة الانتهاكات بقوة النار». فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، بأنه «بإمكان سكان البلدات الشمالية العودة إلى منازلهم بحلول نهاية العام»، وفق ما نقلت قناة الجزيرة.
الى ذلك، استمرّ العدوان الإسرائيلي على لبنان، وطالت الغارات الجنوب. وسجل استهداف لسيارة على طريق الجمهور – الكحالة أدّت الى سقوط شهيد وجريح. وفي صيدا عند جسر الأولي استهدفت سيارة هوندا ما تسبب بسقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى، وأفاد بيان للجيش أن «العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا ما أدّى إلى استشهاد ٣ مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ٣ عسكريين من عناصر الحاجز و٤ من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود في معارك في جنوب لبنان.
دبلوماسياً، سجلت سلسلة مواقف لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وموقف لمستشار الرئيس الجديد جو بايدن، وذكر البيت الأبيض، «أننا سنواصل العمل من أجل التوصل إلى حل في لبنان». ولفت إلى «أننا سنواصل الجهود الدبلوماسية من أجل إنهاء الحرب في غزة واستعادة الأسرى». فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن «وزير الخارجية أنتوني بلينكن يعتزم العمل في ما بقي من وقت لتحريك قضايا منها وقف إطلاق النار في غزة ولبنان». وقالت «نواصل المحادثات مع الوسطاء لإيجاد صيغة مناسبة لوقف إطلاق النار والخروج من حالة الجمود»، مضيفة «سنواصل مساعي الضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإيجاد طريقة لإنهاء الحرب».
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، أن «وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد أهمية اتخاذ خطوات فورية لمعالجة الوضع الإنساني المروع في غزة»، لافتاً الى أن «الولايات المتحدة تريد حلاً دبلوماسياً على طول الخط الأزرق يسمح للمدنيين من البلدين بالعودة لمنازلهم».
من جهته، كشف منسق العلاقات العربية لترامب بولس مسعد، في تصريح تلفزيوني، أنه «إن شاء الله أول زيارة لي ستكون الى بيروت وبأسرع وقت ممكن والموضوع قد يكون خلال الأيام المقبلة أو الأسبوعين المقبلين». وذكر أن «سياسة ترامب في الشرق الاوسط الوصول الى سلام دائم، وكي يتحقق عليه أن يكون عادلاً وشاملاً مع ضرورة وجود خطة اقتصادية مواكبة لأي حلول بحيث إن النهوض الاقتصادي للفلسطينيين مؤثر لديمومة السلام».
ووفق تقدير جهات دبلوماسية غربية فإن المنطقة ستكون أمام فترة انتقالية وانعدام وزن في الولايات المتحدة الأميركية، فلا الإدارة الحالية ستستطيع في ما تبقى من الفترة الانتقالية تحقيق إنجاز بوقف إطلاق النار، ولا إدارة ترامب تستطيع اتخاذ أي خطوة قبل تسلم صلاحياتها الرئاسية رسمياً، ولفتت لـ»البناء» الى أن «نتنياهو سيستفيد من هذه المرحلة الانتقالية والوقت الضائع لتصعيد إضافي للعمل على تحقيق إنجازات ميدانية تغير المعادلة العسكرية والسياسية على الجبهة اللبنانية».
على صعيد آخر، كتب وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية على منصة «إكس»: «مطار رفيق الحريري الدولي بيروت يعمل بشكل طبيعي». وجاء كلام حمية بعدما تعرّضت منطقة الأوزاعي بمحاذاة المطار ليل أمس لغارة عنيفة، كما سُجّلت بعض الأضرار في حرم المطار جراء قوّة القصف. وأفيد بأن لا أضرار في المطار نتيجة الغارات الإسرائيلية، واقتصر الأمر على تناثر الأحجار على المدرج الغربي وطريق الخدمة إضافة إلى أضرار بسيطة في محيط المدرج 17، وبأن عملية تنظيف المكان بدأت فجراً، كما أن الأمور عادت إلى طبيعتها والمطار يعمل بكل أقسامه وبشكل طبيعي.
"الشرق": استمرت امس المواجهات العسكرية الحدودية بين العدو الاسرائيلي ورجال المقاومة، في وقت واصل الطيران المعادي استهداف الضاحية الجنوبية والاوزاعي واطراف المطار ومدن وقرى الجنوب والنبطية والبقاع ماسحا احياء سكنية خالصة بكاملها عن الخريطة، ومنفذا عمليات قتل متعمد لسائقين على الطرقات في الكحالة والاولي عند مدخل صيدا. فقد استهدف الطيران الاسرائيلي امس سيارة في صيدا بالقرب من حاجز الجيش – الاولي متسببا في حصيلة اولية بسقوط 3 شهداء و5 جرحى من جنود الكتيبة الماليزية التابعة لليونيفيل صودف مرور آليتهم في المنطقة خلال الاستهداف واصاباتهم طفيفة، و3 عناصر من الجيش اللبناني وجريحين مدنيين. وافيد ان القتلى هم حسين امير شومر وشقيقتاه ألاء وملاك من السكسكية.. واعلن الجيش اللبناني ان «استهدف الجيش الإسرائيلي سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي – صيدا ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين كانوا بداخلها إضافة إلى إصابة 3 عسكريين من عناصر الحاجز». وكان افيد امس أن مسيّرة معادية، استهدفت سيّارة كانت تقودها امرأة على طريق عاريا باتجاه الجمهور ما ادى الى استشهادها. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي، على بلدة يحمر الشقيف، مستهدفاً أطرافها القريبة من مجرى نهر الليطاني ووسط البلدة، وناحيتها الشرقية. واستهدفت غارة اسرائيلية منزلاً عند اطراف بلدة رميش، وأخرى استهدفت ساحة بلدة جباع في منطقة اقليم التفاح. واستهدفت غارات جبشيت ومحرونة ومعروب وديرعامص وكفرا ومجدل سلم وديركيفا وكفرا وتفاحتا والمروانية وعلى كفررمان وخربة سلم، وسجلت غارة على كونين وقنابل عنقودية على محلة وادي الخنازير بين وادي زوطر وعلمان والقصير وسجلت غارة على مدينة صور استهدفت شقتين في مبنى في حي الآثار حيث افيد عن شهيد و 4 اصابات في وقت اخلى الدفاع المدني بعض من تبقى من سكان المبنى. وتعرض محيط المستشفى الحكومي في تبنين لغارة خلفت اضرارا كبيرة. واستكمل الجيش الاسرائيلي امس عملية تفخيخ وتفجير حي «الكساير» و»ضهر العاصي» شرقي بلدة ميس الجبل، كما تعرضت أطراف البلدة ومحيطها لقصف إسرائيلي بالقذائف العنقودية المحرمة دوليًا، طال كروم الزيتون والحقول الزراعية، وتم العثور على جثتي شهيدين شرقي بلدة برج الملوك، وانتشلهما الصليب الأحمر اللبناني،وادى العدوان الجوي الاسرائيلي الذي تعرض له مثلث بير القنديل في مدينة النبطية الى تدمير مبنى مؤلف من 7 طبقات، وهو مبنى يضم محال تجارية ومؤسسات ومستودعات وعددًا كبيرًا من الشقق السكنية. كما حولت الغارة المنطقة الى ساحة حرب بفعل الاضرار الذي لحق بكل المباني فيها، وغطت متفرعات الشوارع الاحجار والركام. الى ذلك، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في بلدة البازورية، ما ادى الى سقوط 4 ضحايا و3 جرحى، كما اغار على بلدات: السلطانية، دير انطار، الجميجمة، البرغلية، برج الهو،القاسمية، طريق العباسية، شقراء، حداثا ومجل سلم. في حين تعرضت بلدتا حداثا ومجدل سلم واطراف كونين لقصف مدفعي متقطع استمر حتى الفجر. وأطلق الجيش الاسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه اطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة، كما افيد عن انقلاب آلية عسكرية اسرائيلية عند اطراف بلدة مارون الراس ما ادى الى إصابات في صفوف جنودها. من جهتها، افادت وحدة ادارة الكوارث الطبيعة في اتحاد بلديات قضاء صور ان اعداد النازحين في المدينة مستقر فيما يشهد عدد من البلدات المزيد من النزوح في اتجاه صيدا وغيرها من المناطق،كما تعمل ادارة الكوارث على رعاية السكان المقيمين في القرى والبلدات ضمن اطلر قضاء صور ضمن الامكانيات المتاحة. وتعرضت امس اطراف بلدتي زوطر الشرقية ويحمر الشقيف لجهة النهر لقصف مدفعي وعنقودي إسرائيلي، وسجل في الوقت ذاته رمايات رشاشة بالاسلحة الثقيلة طاولت اطراف يارون في قضاء بنت جبيل، ونفذت غارة على دير قانون راس العين وعلى أطراف الناقورة. إشارة الى ان اشتباكات عنيفة تدور بين عناصر «المقاومة الاسلامية» والجيش الاسرائيلي عند اطراف بلدتي رميش ويارون لناحية ملعب يارون مقابل مستوطنة دوفيف. وسجلت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين على تخوم بلدة عيتا الشعب عند محاولة الجيش الاسرائيلي التسلل الى الاراضي اللبنانية، واستهدفت غارة إسرائيليّة بلدة الحرفوش في البقاع الشمالي وأفيد عن سقوط ضحية. اما في العاصمة، فشنّ سلسلة غارات عنيفة ليلا، استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، تركزت على حارة حريك، برج البراجنة، تحويطة الغدير والاوزاعي، وتسبّبت الغارة على تحويطة الغدير في الضاحية الجنوبية، بأضرار كبيرة في محيط وداخل مدرسة البرج الدولية، وقد أظهرت مشاهد متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة، حيث أدّت الغارات إلى إحداث حرائق واسعة النطاق في بعض المواقع. وأعلنت «المقاومة الاسلامية» في سلسلة بيانات ان عناصرها استهدفت تحركًا لقوات الجيش الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس للمرّة السادسة، بصليةٍ صاروخية. واعلنت انها استهدفت «تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة حانيتا بصليةٍ صاروخية» و»تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة ليمان وفي ساعر بصليةٍ صاروخية». واستهدفت برشقة صاروخية تجمعا لقوات إسرائيلية في الكريوت شمالي حيفا، وأعلنت أنها استهدفت بالصواريخ تحركا للجيش الإسرائيلي عند بوابة فاطمة قبالة كفركلا جنوب لبنان، وقاعدة ستيلا مارس البحرية الاستراتيجية للرصد والرقابة شمال غرب حيفا، واستهدفت تجمعاً لقوّات العدو الإسرائيلي في مستوطنة شوميرا بصليةٍ صاروخية».
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل 5 جنود في معارك جنوبي لبنان، وأعلنت «القناة 12» الإسرائيلية إصابة مبنى في حيفا في الدفعة الصاروخية الأخيرة التي أطلقت من لبنان. وقالت إن «طواقم الإطفاء تتوجه إلى موقع سقوط الصاروخ بكريات يام لإخماد النار في عدد من المركبات». من جهة اخرى، لملمت بعلبك امس بعض جراحها، ووارت شهداءها من دون مراسم اعتادت عليها اجلالا وتكريما، فاقتصر الحضور على مجموعة من الأقرباء والأصدقاء، تجنبا لغدر العدو الغاشم. وشيّع أهالي بلدة عين بعال ظهرا، 16 شهيداً من ابناء البلدة، سقطوا في الغارة الإسرائيلية على مبنى في بلدة برجا، وكان توجه موكب الشهداء من صيدا في اتجاه صور، بغية اقامة مراسم التشييع.
"الأنباء" الالكترونية: بينما يستكمل العدو الإسرائيلي حربه الهمجية على لبنان، وخصوصاً القرى الجنوبية التي تتعرّض بشكل يومي للنسف والتدمير الممنهج، لا تزال المؤشرات تشي بأنَّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يتجّه إلى الاستمرار بهذه الحرب بشكل غير مسبوق بدليل تكثيف الغارات، في محاولة للإستفادة من الفترة الممتدة حتّى كانون الثاني المُقبل تاريخ استلام الرئيس دونالد ترامب مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأميركية.
مصادر مواكبة للتطورات الأمنية رأت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ سقوط هذا الكمّ من الشهداء في لبنان وغزة لحظة إعلان فوز الرئيس ترامب في الانتخابات الأميركية مؤشر خطير يُنذر بالمزيد من القتل والدمار والخراب، متخوفة من أن نتنياهو قد يذهب بالمواجهات العسكرية حتّى القضاء على حماس و"حزب الله" على السواء، لأن هذه الفرصة لن تُمنح له مرّة ثانية.
توازياً، لفت النائب السابق عاصم عراجي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية الى خطورة الوضع الأمني في الفترة التي تسبق تسلّم الرئيس ترامب مهامه الدستورية واصفاً مشهد الغارات أول من أمس على مدينة بعلبك ومحيطها وسقوط 59 شهيداً وأكثر من سبعين جريح بأنه مشهد يدمي القلوب.
ورأى عراجي أنَّ لبنان مقبل على أيام صعبة جداً، إذ أننا أمام عدو مجرم وغدّار لا يقيم وزناً للمبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية، منتقداً التعرّض لمؤسسة الجيش اللبناني من قبل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم باعتبارها المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تحظى باحترام عربي ودولي، سائلاً عن مبرر الهجوم على الجيش في هذه الظروف الحرجة، مذكراً أنَّ الجيش وحده الذي يحفظ الامن في البلد.
وإذ طالب عراجي بالعودة إلى اتفاق الطائف وبسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، إذ برأيه من غير المقبول أن يبقى البلد دولة ضمن دولة، رافضاً تحويل لبنان إلى غزة ثانية.
بدوره، اعتبر النائب السابق شامل روكز أن المؤشرات صعبة جداً من الآن حتى يتسلم الرئيس ترامب مهامه، لافتاً إلى أن إقدام نتنياهو على إقالة وزير الدفاع يواف غالانت يعني أنه يريد الإمساك بكلّ الأمور لأن لديه مخطط طويل عريض يريد تنفيذه، ففي الوقت الذي ننتظر فيه كلبنانيين أجوبة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين يقوم العدو بتدمير مدننا وقرانا بالقنابل الفوسفورية لتحويلها أرض محروقة لمنع سكانها من العودة إليها ومنعهم من إعادة بناء ما تهدم.
روكز أشاد في حديثه لجريدة "الأنباء" الإلكترونية بالوحدة الوطنية التي تجلت في استقبال الأخوة النازحين من الجنوب ومن الضاحية ومن بعلبك والهرمل وهذا دليل على نسبة الوعي لدى كل اللبنانيين رغم الضغط ووجع الناس والخوف من تطور الأمور نحو الأسوأ، متوقفاً عند تضامن اللبنانيين مع الجيش والقوى الامنية وهي برأيه مسألة مهمة جداً ودليل وعي.
إلى ذلك، دعا روكز المسؤولين للتحضير الى اليوم التالي مشدداً على الحلول الوطنية وعدم إعطاء إيران مساحة للتدخل في الشؤون اللبنانية، معتبراً أن الحل بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وانتخاب رئيس وتفعيل دور المؤسسات والجيش باعتباره خشبة الخلاص ونقطة تلاقي لكلّ اللبنانيين وهو المؤسسة الوحيدة التي تحظى بدعم دولي معنوي.
إذاً، أيام صعبة أمام اللبنانيين وقد نشهد مزيداً من التصعيد والدمار، إذ لا يسعهم سوى ترقّب مفاجآت الميدان ريثما يتسلم ترامب الإدارة الجديدة في 2025.
"الشرق الأوسط": تظهر مقارنة بين الأرقام التي تسجَّل راهناً لخسائر الأرواح والأخرى المادية والأضرار الناتجة عن الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل، وتلك التي سُجلت بُعيد حرب يوليو (تموز) عام 2006، أن الخسائر الراهنة باتت ضعف الخسائر السابقة، وسط ترجيحات بأن الأموال والمساعدات التي أُغدقت على لبنان لإعادة الإعمار قبل 18 عاماً، قد لا يصل إلا القليل منها عندما تضع الحرب الراهنة أوزارها.
الخسائر الإجمالية
يشير الباحث في شركة «الدولية للمعلومات»، محمد شمس الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عدد الشهداء ارتفع من 900 خلال حرب عام 2006، إلى 2865 خلال الحرب الحالية (حتى 31 أكتوبر 2024)»، لافتاً إلى أنه يرتفع بشكل يومي. أما عدد الجرحى، فكان نتيجة «حرب تموز» 4000، وقد تجاوز في الحرب الحالية 13 ألفاً و47 جريحاً.
أما بالنسبة إلى العدد الإجمالي للنازحين في عام 2006، فكان 600 ألف، أما اليوم فتجاوز المليون و200 ألف، منهم 189 ألفاً و174 يعيشون في مراكز إيواء، فيما بلغ عدد المغادرين إلى سوريا 358 ألفاً و133سوريّاً، و172 ألفاً و604 لبنانيين، كما بلغ عدد المغادرين إلى دول أخرى 120 ألفاً.
ورغم ترجيح وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، أمين سلام، أن يكون الحجم الإجمالي للخسائر الاقتصادية التي لحقت بلبنان خلال الحرب الراهنة وصل إلى 20 مليار دولار، فإن أرقام الهيئات الاقتصادية تشير إلى خسائر مباشرة تكبدها لبنان جراء العدوان الإسرائيلي تتراوح بين 10 مليارات و12 مليار دولار، متضمنة خسائر القطاعات الاقتصادية والأضرار التي لحقت بالمنازل والأبنية والبنى التحتية.
وأرقام الهيئات الاقتصادية تبدو قريبة من أرقام شمس الدين، الذي يرجح أن تكون «الخسائر المباشرة وغير المباشرة بلغت نحو 10 مليارات دولار، موزعة بين 4 مليارات في المرحلة الممتدة من 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حتى 17 سبتمبر (أيلول) 2024 (عندما كانت الحرب محصورة جنوباً)، و7 مليارات بين 17 سبتمبر 2024 و31 أكتوبر 2024 (بعد قرار إسرائيل توسعة الحرب)، مع العلم بأن الخسائر الإجمالية خلال حرب يوليو عام 2006 وصلت إلى 5.3 مليار دولار».
خسائر مادية
أما الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية عام 2006 فبلغت قيمتها 900 مليون دولار، وهي لا تزال أعلى مقارنة بالحرب الحالية التي لم تتجاوز بعد 570 مليون دولار. أما الخسائر المرتبطة بالمساكن، فبلغت في «حرب تموز» 2.2 مليار دولار، وقد تخطت اليوم 4.260 مليار دولار. ويشير شمس الدين إلى أنه فيما يتعلق بخسائر المؤسسات التجارية، فهي هي في الحرب الماضية وفي الحالية، وبلغت 4.70 مليون دولار، لافتاً إلى أن خسائر القطاع الزراعي والبيئي في عام 2006 بلغت 450 مليون دولار، أما اليوم فتجاوزت 900 مليون، ليخلص إلى أن الأضرار غير مباشرة على الاقتصاد عام 2006 بلغت 1.2 مليار دولار، أما راهناً فتجاوزت 3.380 مليار دولار.
أما اللافت في الأرقام، فهو عدد الغارات منذ 8 أكتوبر 2023 حتى 31 أكتوبر 2024 الذي بلغ 11 ألفاً و647 غارة جوية، علماً بأنه لم تُسجل إلا 3670 طيلة فترة «حرب تموز» عام 2006، التي استمرت 33 يوماً.
مشهد مختلف
وكانت إسرائيل بدأت عمليتها العسكرية في ذلك الوقت إثر أسر جنديين من جيشها من قبل «حزب الله» يوم 12 يوليو 2006، أما الحرب الراهنة فبدأها «حزب الله» بقراره تحويل جبهة جنوب لبنان جبهة دعم وإسناد لغزة، قبل أن تقرر تل أبيب شن حرب واسعة عليه بدءاً من سبتمبر الماضي. ووفق البروفسور مارون خاطر، وهو كاتب وباحث في الشؤون الماليَّة والاقتصاديَّة، فإن «الحرب القائمة والمستمرَّة تختلف جوهرياً عن (حرب تموز 2006)؛ سواء لِنَاحية الامتداد الزَّمَني، بحيث انتهى (عُدوان تموز) خلال 33 يوماً، فيما تستمر الحرب الحالية على لبنان منذ نحو 14 شهراً وهي مُرشحة للاستمرار، ولناحية أهداف الاعتداءات، فخلال (عدوان 2006) تركزت الاعتداءات الإسرائيلية على البُنية التَّحتية، وهدفت إلى تقطيع أوصال البلد، فيما بقيت الخسائر الماديَّة اللاحقة بالمباني الخاصَّة محدودة. أما المشهد حالياً فيختلف؛ حيث طال الدمار أكثر من 2500 وحدة إنتاجية من مصانع ومخازن ومحال تجارية، مما يجعل انعكاسات الأضرار المادية على الاقتصاد مباشرة».
ويضيف: «في عام 2006 كان اقتصاد لبنان واعداً مع نمو متوقع يتراوح بين 4 و5 في المائة، وكان البلد يستقطب استثمارات عربيَّة وأجنبيَّة، مما ساعَد على تحقيق ميزان المدفوعات فائضاً مالياً وسيولة عالية لدى القطاع المصرفي. خلال تلك الحَرب حصل لبنان على مساعدات عربية بقيمة 1.2 مليار دولار، بالإضافة إلى وديعة سعودية - كويتية بـ1.5 مليار دولار، وضَخَّ (مَصرِف لبنان) مليار دولار لِتَثبيت سِعر الصَّرف. بعدَ الحرب عُقِدَت مؤتمرات دعم دولية لمساعدة لبنان في استوكهولم خلال أغسطس (آب) 2006، وفي باريس خلال يناير (كانون الثاني) 2007». ويتساءل خاطر: «أين نحن من كل ذلك اليوم؟ فلبنان دخل الحرب على أنقاض انهيار سياسي نَتَجَت عَنهُ انهيارات اقتصاديَّة وسياسيَّة وماليَّة، وفراغ رئاسي ومؤسساتي، مما أدَّى إلى تَصَدُّع اقتصادِهِ ومؤسساِتهِ وقطاعه المصرفي إلى حَدّ الانهيار الكُلّي. وقد ساهَمَ هذا الانهيار في تلاشي مقوّمات الصُّمود المَعيشيَّة للبنانيين، مِمَّا يَزيد مِن حِدَّة التَّداعيات».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا