عودة: كيف سنجيب عما فعلناه بالوزنات التي منحنا إياها الله؟
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Nov 17 24|13:56PM :نشر بتاريخ
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل قال في عظة: "يحذرنا الرب، عبر مثل الغني الجاهل الذي تلي على مسامعنا اليوم، من خطر الطمع بالماديات والإبتعاد عن الله الذي تجسد ليخلص الإنسان من براثن الخطيئة ويمنحه الحياة الأبدية. نتعلم من الرسول بطرس أن ثمنا باهظا دفع من أجل خلاص نفوسنا، إذ يقول: «عالمين أنكم افتديتم، لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب... بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح» (1بط1: 18-19). لقد إرتضى ربنا أن يموت على الصليب ليخلص البشرية بأسرها. في المقابل، نقرأ في مثل اليوم كيف خسر الغني نفسه، وهذا يمكن أن يحصل معنا فيخسر كل منا نفسه إلى الأبد بسبب سلوكه غير المرضي لله".
أضاف: "كم من الناس في أيامنا يستمدون معنى حياتهم وقيمة وجودهم من ثراء لا قيمة له في ذاته لأنه زائل، ويدخرونه لغد غير مضمون، قد يرحلون ويتركونه لأن حياتهم ليست في يدهم بل في يد من خلقهم. «يا جاهل، في هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟». هكذا خاطب الله المهتم بثروته، الذي نسي أن مانح الخيرات هو الله وحده. لقد سماه الله جاهلا فيما هو في نظر البشر ناجح وذو دراية وتخطيط. إن مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر. فما ظنه الغني ملكا هو في الحقيقة عطية من الله منحه إياها ليشتري بها نفسه، فماذا فعل؟ أمضى عمره أسير ماله فيما أعطاه الله حرية الإختيار بين الإستعباد للمال أو اقتسامه مع إخوته بغية اقتناء ملكوت الله وبره. يقول القديس باسيليوس الكبير: «الخبز الذي تخبئه عندك هو ملك للجائع، واللباس الموجود في خزانتك هو ملك للعريان... المال الذي تقتنيه على الأرض هو للذي بحاجة إليه. فأنت إذا تظلم كل من تستطيع مساعدتهم».
وتابع: "يشدد الآباء القديسون على أهمية اقتناء الفضائل وأولها التواضع لأن التكبر الناتج عن الغنى أو المركز أو النفوذ وما شابه يأخذ صاحبه إلى الهلاك. فمن اغتنى أي استقوى بماله أو مركزه أو حزبه أو طائفته وأشاح بوجهه عن إخوته لن تكون آخرته أفضل من آخرة غني إنجيل اليوم الذي حصر تفكيره واهتمامه بنفسه وما تملك. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم «إن المجد الذي يأتي عن طريق الغنى والسلطة والعنف لا يلبث أن يضيع، أما المجد المرتكز على الأعمال الصالحة فهو ثابت لا يتزعزع ولا يزول.» كلنا مائتون. يوما ما سيتوقف كل شيء فجأة، وإذ نمثل أمام الديان العادل يكون علينا أن نجيب عما فعلناه في حياتنا. هل سنكون مستعدين لتقديم حساب عن طريقة عيشنا أو تربية عائلاتنا أو معاملة أترابنا وما فعلناه بمواهبنا وقدراتنا؟ أو نكتفي باعتزازنا بالنفس الذي يؤدي إلى سقوطنا وهلاكنا؟ كيف سنجيب عما فعلناه بالوزنات التي منحنا إياها الله؟"
وختم: " علينا إذا أن نستعد لتلك الساعة الرهيبة كي لا نخسر نفوسنا، بل لتكون ثمرة نضرة للحياة الأبدية".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا