مؤتمر المناخ في باكو يبلغ مرحلة "حاسمة"

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 18 24|15:51PM :نشر بتاريخ

ذكرت وكالة "فرانس برس" في تقرير لها  انه بعد أسبوع من مناقشات لم تأت بأيّ نتائج تذكر، استأنفت البلدان الثرية وتلك النامية المفاوضات الإثنين "في لحظة حاسمة" من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باكو، بينما تتوجّه الأنظار إلى قمّة العشرين في ريو على أمل أن تأتي الحلول منها.

ووصل الوزراء اليوم الى  الملعب الأولمبي في العاصمة الأذرية، عاقدين العزم على تسريع وتيرة العمل بغية تفادي إخفاق كبير الجمعة يوم اختتام المؤتمر.

وصباح اليوم قال مختار باباييف رئيس "كوب29": إن "هذا الاجتماع يعقد في لحظة حاسمة، فنحن قطعنا نصف الطريق في كوب29 وبدأت الصعوبات الفعلية تتجلّى".

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش منذ وصوله إلى ريو لحضور قمّة العشرين، بلدان المجموعة (التي تشمل الصين والبرازيل) إلى ضرب القدوة والتوصّل إلى "تسويات" لإنقاذ مؤتمر المناخ.

ومنذ أشهر، يركّز غوتيريش في نداءاته ومعه سيمن ستيل الأمين التنفيدي لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغيّر المناخ، على بلدان مجموعة العشرين التي تصدر ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الدفيئة.

وفي نهاية الأسبوع، قال ستيل الذي أشار في أكثر من مناسبة إلى أن منزل جدّته في جزيرة كارياكو في غرينادا دمّر في إعصار هذا الصيف "من دون انخفاض سريع في الانبعاثات، لن يسلم أيّ اقتصاد في مجموعة العشرين من المجزرة الاقتصادية المرتبطة بالمناخ".

وهو  صرح اليوم عند استئناف المفاوضات في باكو: "دعونا نوقف التهريج ونمضي إلى مسائل أكثر جدّية".

ويقضي الهدف من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بنسخته التاسعة والعشرين هذه السنة بإيجاد آلية تتيح، بموجب صكوك الأمم المتحدة، تمويل مساعدات مناخية موجّهة إلى البلدان النامية بقيمة ألف مليار دولار في السنة. ومن شأن هذه الموارد المالية أن تستخدم لبناء محطّات طاقة شمسية والاستثمار في تقنيات الريّ وحماية المدن من الفيضانات.

وفي ما قد يعتبر مؤشّرا إلى حلّ قد تتبدّى ملامحه في ريو الإثنين والثلاثاء، غادر رئيس الوفد البرازيلي المشارك في "كوب29" باكو للتحضير لقمّة العشرين. وقد تكثّفت الاتصالات بين باكو وريو اللتين تفصل بينهما ساعات عدّة من حيث التوقيت.

وصرّح ستيل: "من السهل أن يصبح المرء معطّل الأحاسيس أمام كلّ هذه الأرقام. لكن ينبغي لنا ألا ننسى أن هذه الأرقام تحدث فرقا بين السلامة والكوارث التي تدمرّ حياة مليارات الأشخاص".

وتسعى الولايات المتحدة قبل شهرين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض إلى الاضطلاع بدور ريادي في إيجاد الحلول. وكان لجو بايدن محطّة رمزية في الأمازون الأحد دعا خلالها إلى التحرّك "من أجل الإنسانية".


ويعدّ الاتحاد الأوروبي أكبر مموّل لهذه الآلية لكنه لا يميل إلى زيادة ميزانياته الدولية في فترة التقشّف هذه.

ويرتكز المبلغ المطروح بقيمة ألف مليار دولار من المساعدات السنوية للبلدان النامية بحلول 2030 إلى تقديرات عالمين اقتصاديين معروفين وكّلتهما الأمم المتحدة بهذه المهمة هما نيكولاس ستيرن وعمّار باتاشاريا.

لكن لا يفترض بأن تأتي الموارد المالية برمّتها من البلدان الثرّية وهنا المشكلة بالتحديد. فبحسب الصكوك الأممية، البلدان المتطوّرة وحدها ملزمة بالمساعدة. غير أن أوروبا تطالب بمؤشّرات من البلدان الناشئة مثل الصين على أنها ستساهم طوعيا في توفير المال.

وقال المفوض الأوروبي لمفاوضات المناخ في "كوب29" ووبكي هوكسترا  اليوم إن الاتحاد الأوروبي سيستمر في كونه "قدوة" في ما يتعلق بالتمويل مع التأكيد على أن هذا لن يكون كافيا.

ولم تبدِ الصين أيّ معارضة عدائية في "كوب29" بل إن اجتماعا عقد بين مسؤولين صينيين وأوروبيين الأسبوع الماضي اعتُبر مصدرا للأمل.

وفي ظلّ إعادة انتخاب دونالد ترامب وانسحاب الوفد الأرجنتيني القليل العدد أصلا من مؤتمر باكو، يخشى أن تنسحب الولايات المتحدة والأرجنتين من اتفاق باريس للمناخ الذي يعدّ المحرّك الدبلوماسي لتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، حتّى لو لم يؤكّد الرئيس الأرجنتيني نيّته هذه لنظيره الفرنسي خلال زيارته الأرجنتين الأحد، وفق إيمانويل ماكرون.

غير أن عودة دونالد ترامب المرتقبة تتسبب أيضا بـ"شحذ الهمم" عند بعض البلدان للمضي بوتيرة أسرع في باكو، بحسب ما أقرّ مصدر دبيلوماسي.

وفي باكو أيضا يكتب مستقبل الإرث المنقول من مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي الذي دعا إلى التخلّي التدريجي عن مصادر الطاقة الأحفورية، في دعوة لم تلق استحسان بلدان مثل السعودية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : فرانس برس