إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 29 24|08:55AM :نشر بتاريخ

"النهار":

مع أن الأنظار في اليوم الثاني لسريان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، ظلت مسمّرة على رصد الخروقات التي سُجلت في الجنوب، كما على عودة النازحين التي حافظت على وتيرة عالية من الزخم والكثافة، قفزت مفاجأة سياسية بارزة في اليوم الثاني إلى الواجهة مع تصدّر ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المشهد الطالع من الحرب. ولعل ما حصل في هذا السياق أكد المعطيات التي واكبت ولادة اتفاق وقف النار، والتي أشارت إلى أن مقدمات الجهود الأميركية والفرنسية لإنهاء الحرب استبطنت مشاورات سرية وضغوطاً لاستكمال إعلان وقف النار باستعجال انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ايذاناً بترميم الوضع المؤسساتي الدستوري وقيام حكومة بحيث يتعذر بل يستحيل المضي في تحصين التسوية التي أنهت الحرب والحصول بعدها على مساعدات خارجية لاعادة الإعمار ودعم تسليح الجيش اللبناني وتقويته إلا بوضع مؤسساتي كامل.

ولذا اكتسب الحضور السريع للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت بعد ساعات من إعلان وقف النار دلالات مهمة إذ اندفعت باريس بالتنسيق مع واشنطن لاستعجال انجاز الاستحقاق الرئاسي، ويبدو أن أجندة لودريان، بدفع قوي وشخصي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كانت تهدف إلى انجاز الاستحقاق في أقرب موعد ممكن. ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري سارع إلى إعلان تحديد التاسع من كانون الثاني (يناير) موعداً للجلسة الانتخابية الرئاسية فيما كان العديد يميلون إلى توقع موعد أقرب نظراً إلى الاعتبارات الكارثية التي خلفتها الحرب.

ومع ذلك يمكن إيراد أسباب ودلالات أساسية ارتسمت وراء تحديد بري لهذا الموعد، وأبرزها، أولاً أنه أراد ترجمة تعهداته في الفترة الأخيرة بإنجاز الانتخاب لاحتواء زلزال سياسي يُدرك تماماً أن البلد سيقبل عليه إذا تمادت تداعيات الحرب من دون احتواء، فكان أن أعلن غداة إعلان وقف النار الموعد لانتخاب الرئيس. ثم إن بري أعلن الموعد في مطلع جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والقادة الأمنيين والعسكريين مستبقاً اجتماعه بالموفد الفرنسي الذي وصل إلى المجلس وحضر جانباً من المناقشات، لئلا يُفسر تحديد الموعد لاحقاً بأنه جاء تحت إلحاح وضغط الموفد الفرنسي. أما إطالة أمد موعد الجلسة الانتخابية إلى التاسع من كانون الثاني، فبدا بمثابة رسالة حمّالة أوجه، أولاً لجهة افساح المجال لمدة أربعين يوماً للتوافق على الرئيس العتيد، وثانياً، وهنا الأهم للإيحاء بأن الثنائي الشيعي راغب في فتح صفحة توافقية ولكنه لا يريد الظهور في موقف ضعيف أو متراجع.

أما لودريان، فأكد الذين التقوه من النواب أنه استعجل انتخاب رئيس الجمهورية خصوصاً في ظل تداعيات الحرب، ولكنه لم يفصح عن أي أسماء لمرشحين ولو أن “طيف” المرشح التوافقي طغى على معظم اللقاءات التي عقدها. وشدد في أحاديثه على أن الطريق أصبح معبداً لاعادة بناء الدولة وأنها فرصة تاريخيّة.

وبعد لقائه الرئيس بري عقب جلسة التمديد، اجتمع لودريان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشدد على أنه “بعد كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير، أردت القيام بهده الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الأطراف في إمكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصاً وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل”. وهو عقد سلسلة لقاءات في بيروت شملت كتلة “تجدد” ونواب معارضين و”اللقاء التشاوري المستقل” والنائب نعمة افرام واتصل برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الموجود في الخارج، ثم زار معراب والتقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط .

واتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء بكل من الرئيسين بري وميقاتي وعرض معهما مجريات تنفيذ اتفاق وقف النار والوضع اللبناني.

مواقف

وبرزت مواقف لافتة بعد جلسة مجلس النواب، إذ أعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “كتلتنا جاءت لتقوم بما عليها ولتأكيد التمسك بالجيش الذي قدّم دماءً وكان إلى جانب أهلنا، وصوّتنا لمصلحة الجيش كي لا يكون هناك شغور في قيادته وصوّتنا أيضاً لمصلحة العمداء والقوى الأمنيّة، فالجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً”، مؤكّداً أنّه “لن يكون هناك أيّ مشكلة بين المقاومة والجيش بل تعاون، ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها في كلّ مكان وأن تُدافع عن أرضها”.

من جهته، النائب جورج عدوان أوضح باسم “تكتل الجمهورية القوية”، عشية اجتماع مرتقب للتكتل اليوم لمناقشة اتفاق وقف النار، “نحن كتكتل لن نقبل أن يكون هناك بعد اليوم أيّ سلاح خارج الدولة اللبنانيّة ولن نقبل إلّا بأن تستعيد الدولة كامل قرارها في كلّ المناطق وتطبيق القوانين”. ووصف دعوة الرئيس نبيه برّي لجلسة انتخاب رئيس بانها “خطوة مهمّة”، وقال: نحن ندعم قائد الجيش على رأس المؤسّسة العسكريّة، أمّا ترشّحه لرئاسة الجمهوريّة، فهو ملفّ آخر وكل شخص لم يلتزم بكلّ ما قلناه اليوم لن نؤيّده لرئاسة الجمهوريّة”.

وأُفيد أن جعجع تلقى اتصالاً هاتفياً مطوّلاً من وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي أكد خلاله الاول أن “حزب “القوات” سيعمل مع الحكومة الحالية لتنفيذ بنود اتفاق وقف النار كاملة من أجل ان تستعيد الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وأن تحتكر وحدها السلاح، وأن تكون مسؤولة حصراً عن الدفاع عن لبنان”.

انتهاكات اليوم الثاني

وأما في مجريات سريان اتفاق وقف النار، فمضى الجيش اللبناني أمس في إجراءات تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وباشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرق وتفجير الذخائر غير المنفجرة. وأكدت قيادة الجيش أن هذه المهمات تأتي في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم في العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.

وعلى المحور العسكري، سجلت انتهاكات إسرائيلية بلغت حدود شن غارتين جويتين واطلاق قذائف ورشقات رشاشة وتحذيرات للجنوبيين من العودة إلى جنوب الليطاني.

وفي هذا السياق وفي وقت قال وزير الخارجية الإسرائيلية “لن نسمح لحزب الله بالتقدم جنوب نهر الليطاني أو إعادة التسلح وبناء قوته”، أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الراس وعيترون.

وأفيد أن اطلاق نار حصل على الأهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على أطراف مدينة بنت جبيل من قبل الجنود الإسرائيليين المتمركزين في مارون الراس. واستهدف الجيش الإسرائيلي ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام. وأطلق تحذيرات جديدة للجنوبيين، معلناً أنه: “يمنع بتاتًا التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحًا يوم غد”.

وتمثل الانتهاك الأخطر في شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على منطقة قعقعية الصنوبر في قضاء صيدا. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية أن قوات الجيش هاجمت بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد. بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي: “استهدفنا مخزن صواريخ متوسطة المدى لحزب الله جنوب لبنان”. وأفاد موقع أكسيوس أن إسرائيل أبلغت واشنطن قبل الهجوم على منصة إطلاق صواريخ تابعة لـ”حزب الله” بالقرب من صيدا. كما أفيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا، جراء إستهداف الجيش الإسرائيلي للساحة فيها. كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني.

 

 

"الجمهورية":

وفي اليوم الثاني من اليوم التالي لوقف إطلاق النار اصبح واضحاً انّ مهلة الستين يوماً هي مهلة إعادة تموضع وإرساء معادلات و»الشاطر بشطارته». فلم يجف حبر اتفاق وقف إطلاق النار حتى خرقته إسرائيل على الحدود وخلف جنوب الليطاني، لكن «حزب الله» بقي ملتزماً وفي التزامه رسالة واضحة مفادها أنّه لا يريد العودة إلى الحرب ولا يريد إعطاء إسرائيل ذريعة أخرى للإستمرار في عدوانها، منسجماً مع موقف الدولة بتطبيق القرار 1701 من دون أي يعني ذلك أنّه استسلم للعدو، وسيقدّم سلاحه قرباناً... على أنّ رسالة ثانية في غاية الأهمية مرّرها «حزب الله» من خلال موافقته على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في مجلس النواب، والإشادة التي قدّمها عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله بعد جلسة التمديد.

التزم لبنان وقف إطلاق النار وباشر اتخاذ الخطوات الديبلوماسية والعسكرية واللوجستية، في إطار القيام بالموجبات المطلوبة منه لتنفيذ القرار الدولي 1701، وكذلك التحضير لتكوين سلطته الجديدة، بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية في جلسة حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعدها في 9 كانون الثاني المقبل. لكن إسرائيل استمرت في خرق وقف النار والقرار لليوم الثاني على التوالي، فيما اكتفى لبنان حتى الآن بتسجيل هذه الخروقات من دون أي ردّ عليها. في وقت قال رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو: «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيراً». وأكّد أنّه أوعز للجيش الإسرائيلي «بالاستعداد لشن حرب قوية في حال تمّ خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في شكل واسع».

واكّد مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ «من المبكر تقييم اتفاق وقف إطلاق النار، وسقوط الهدنة لا يُقاس بهذه السرعة. فالعدو حاول تعويض ما يتعرّض له في الداخل من انتقادات واتهامات بفرض أمر واقع عبر محاولات عبثية ولبنان يعي هذا الأمر ولن ينجرّ إلى النيات الإسرائيلية. وكشف المصدر أنّه تمّ التواصل مع الأميركيين لوضعهم أمام مسؤوليتهم ضمن اللجنة الخماسية التي كُلّفت مراقبة تنفيذ الاتفاق، في اعتبار أنّ الخطوة التالية ستكون الانتقال من اتفاق هدنة إلى وقف إطلاق نار حقيقي والإسراع في تأمين حماية للقرار الدولي.

جلسة لانتخاب الرئيس

نقل زوار الرئيس نبيه بري أمس عنه قوله: «لازم نطلع برئيس في جلسة 9 كانون الثاني، لو شو ما صار». وأشار الى «انّ هناك مؤشرات جدّية من الكتل النيابية الأساسية حول استعدادها للتعاون وتسهيل انتخاب رئيس توافقي، لا يشعر معه أي طرف بأنّه خسر وإن لم يصل مرشحه». واعتبر «أنّ الرئيس سيأتي من بين أسماء معلنة تتوافر فيها المواصفات المطلوبة أو أسماء أخرى غير ظاهرة بعد، والأمر يتوقف على حصيلة المشاورات التي ستتمّ». وكان بري قد أعلن أمس عن تحديد جلسة انتخابية جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، في 9 كانون الثاني المقبل، وأكّد أنّ هذه الجلسة ستكون «مثمرة»، مشيراً إلى أنّه تمّ منح مهلة شهر للتوافق بين الكتل السياسية. وأكّد أنّه سيدعو سفراء الدول المعتمدين في لبنان إلى حضور الجلسة، «بما يعكس البعد الدولي في هذه الاستحقاقات المهمّة».

ماكرون

إلى ذلك، علمت «الجمهورية»، انّ الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أكّد لبري خلال الاتصال الذي اجراه به لمدة 25 دقيقة «استعداده لمساعدة لبنان في كل ما يحتاجه لاستعادة الاستقرار وإنجاز الاستحقاق الرئاسي»، مبدياً «تقديره لجهود رئيس المجلس وللعقلانية التي يدير بها الأمور» وكان بري تلقّى امس إتصالاً من ماكرون «جرى خلاله عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي إنتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية، كذلك التحضيرات للإنتخابات الرئاسية». حسب مصادر رسمية.

واتصل ماكرون مساء امس ايضاً برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وافادت معلومات رسمية انّهما «بحثا في الوضع الراهن في لبنان بعد سريان قرار وقف اطلاق النار، ومتابعة تنفيذ المقررات التي صدرت عن مؤتمر دعم لبنان الذي عُقد أخيراً في باريس».

وشكر ميقاتي الرئيس الفرنسي على «اهتمامه الدائم بلبنان ومساعدته في وقف العدوان الاسرائيلي والتوصل إلى تفاهم في هذا الصدد». وشدّد على «أنّ الجيش باشر تنفيذ مهمّاته في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، والتحضير لتعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني». وكرّر الدعوة إلى «الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لقرار وقف النار والتي تسببت اليوم (امس) بسقوط جرحى واضرار مادية جسيمة».

حراك لودريان

في غضون ذلك، باشر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لقاءاته في لبنان في اطار المساعدة الفرنسية على ايجاد حل لأزمته السياسية، وحضر جانباً من الجلسة النيابية التي انعقدت امس، وتمّ خلالها تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون، ولتمديد سنة لرتبة عميد وما فوق. وكذلك التمديد لأعضاء مجلس القضاء الأعلى المنتهية ولايتهم.

وجال لودريان على بري وميقاتي برافقه السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وعرض مع رئيس المجلس في حضور مستشاره الإعلامي علي حمدان «المستجدات السياسية وملف إنتخابات رئاسة الجمهورية فضلاً عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان» حسب معلومات رسمية.

وبحث لودريان مع ميقاتي الوضع في لبنان بعد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وتركز البحث على موضوع أولوية انتخاب رئيس للجمهورية. وقال انّه «بعد كلام الرئيس الفرنسي من «أنّ استعادة سيادة لبنان تتطلّب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير»، أردت القيام بهده الجولة لاستطلاع الاوضاع والبحث مع مختلف الاطراف في امكان التفاهم على انتخاب رئيس، خصوصاً انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى جلسة انتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل».

الخرق الإسرائيلي

من جهة ثانية، وفي ظل استمرار الخروقات الاسرائيلية للاتفاق على وقف اطلاق النار، وفي مقابل مناخات التطمين والتفاؤل بصمود اتفاق وقف النار وسلوكه المسار التنفيذي المرسوم، أبدت مصادر سياسية عبر «الجمهورية» مخاوف حقيقية إزاء طريقة التعامل الإسرائيلية معه. فأركان حكومة نتنياهو ما زالوا يصرّون على اعتبار الاتفاق مجرد هدنة اختبارية ليس مضموناً أنّها ستُنهي الحرب في لبنان. وفوق ذلك، أوحى سلوك الجيش الإسرائيلي في الجنوب بكثير من الشكوك إزاء نياته في مهلة الشهرين الممنوحة لتنفيذ الاتفاق. فعلى مدى اليومين الفائتين، واصل الإسرائيليون ضرباتهم لعدد من القرى الجنوبية، وفرضوا منع التجوال ليلاً في عمق المنطقة التي توغلوا فيها أو سيطروا عليها بالنار، وقتلوا 6 مواطنين حاولوا الدخول إلى قراهم. وفوق ذلك، أغاروا على أهداف ادّعوا أنّها مستودعات لـ«حزب الله» في منطقة الزهراني، أي شمال خط الليطاني.

ووفق موقع «أكسيوس» الأميركي، عمدت إسرائيل إلى إبلاغ الأميركيين مسبقاً بأنّها في صدد الإغارة على موقع لـ«الحزب». وهذا الأمر قد يكون مؤشراً إلى نموذج تصرّفها في الأيام والأسابيع المقبلة. ما يعني انّ إسرائيل ستترك لنفسها حرّية التصرف جنوب الليطاني وشماله، ما يجعل الاتفاق حبراً على ورق قبل بلوغ نهاية مهلة الشهرين. وسألت المصادر: «هل ستُترك إسرائيل طليقة اليدين في التعاطي مع الاتفاق؟.

نتنياهو يهدّد

وكانت القناة 13 الإسرائيلية بثت أنّ نتنياهو يعقد مشاورات أمنية لبحث إمكانية مواصلة الحرب على جبهات عدة. وقال: «لم أقل إنّ ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار، وقد يكون قصيرًا». وأشار إلى أنّ «إسرائيل تمكنت من إزالة تهديد الاجتياح البري الذي كان يشكّله «حزب الله» عند الحدود الشمالية». وأكّد أنّه «أوعز للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لشن حرب قوية في حال تمّ خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في شكل واسع». كذلك قال نتنياهو للقناة 14 العبرية القريبة منه «إنّ خطر تسلّل «حزب الله» برياً لشمال إسرائيل زال لأننا هدمنا البنية العسكرية فوق الأرض وتحتها».

قيادة الجيش

وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً امس جاء فيه: «في 27 و28/11/2024، وبعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرّات من خلال خروقات جوية، حيث قامت الطائرات الإسرائيلية بانتهاك الأجواء اللبنانية، كما استهدفت الأراضي اللبنانية باستخدام أسلحة متنوعة، مما يشكّل انتهاكاً للهدنة والاتفاق الموقّع. وتتابع قيادة الجيش هذه الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة لضمان أمن لبنان وحماية سيادته. وتؤكّد القيادة على جاهزية الجيش لمواجهة أي تهديدات والعمل على حفظ الاستقرار في البلاد».

 

 

"الديار":

تتخبط دولة الاحتلال المربكة بفعل العودة المفاجئة لأهل الجنوب الى قراهم الحدودية، وتحاول بشتى الوسائل ارهابهم، لكنها من خلال خرق وقف النار تضع الدول الراعية للاتفاق امام اختبار جدي لنياتها، ولقدرتها على منع انهياره في اللحظة التي ستجد فيها المقاومة نفسها مضطرة الى الرد بالمثل لمنع حكومة اليمين المتطرفة من فرض امر واقع من خارج النص المتفق عليه. لبنان الرسمي تواصل بالامس مع واشنطن وباريس معترضا على الخرق الاسرائيلي الذي توسع ليستهدف منطقة صيدا، مكذبا الادعاءات الاسرائيلية بوجود «خطر محدق» دفعها لى التحرك، فضلا عن ان الاتفاق لا يمنح جيش الاحتلال حرية التحرك، بل العودة الى اللجنة التي يبدو انها لم تشغل محركاتها بعد. وعلم في هذا السياق، ان الجانب اللبناني القلق من التجاوزات الاسرائيلية تلقى وعودا بالتحرك سريعا نحو ضبط التفلت الاسرائيلي، وحصل على تأكيدات بان ما يحصل لن يتحول الى امر واقع، وستكون الامور على خير ما يرام عند البدء بتنفيذ مندرجات الاتفاق من كلا الجانبين!

ما هو موقف المقاومة؟

ولفت مصدر سياسي مواكب للاتصالات الى ان اسرائيل تحاول استغلال الوقت قبل تثبيت الاتفاق وقبل الانسحاب المفترض خلال 60 يوما، بالقيام بخطوات استعراضية لارضاء الجمهور الاسرائيلي الغاضب من الاتفاق. وفي هذا السياق، تأتي دعوة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الجيش للاستعداد لحرب اقوى على الجبهة الشمالية اذا خرق الاتفاق. في المقابل علمت «الديار» ان المقاومة تترك للدولة ان تتعامل مع هذه الخروقات راهنا، بالطرق الديبلوماسية المناسبة، وهي تمنحها الوقت الكافي لذلك، واذا لم تأخذ الاعتراضات اللبنانية على محمل الجد، سيكون رد المقاومة مشروعا وفي الوقت المناسب، لان المقاومين لا يزالون في الميدان ولديهم الوسائل اللازمة الكفيلة بالرد على الخروقات، ويدهم ليست مغلولة ولديهم الكثير من الخيارات المتاحة لمنع الاحتلال من محاولة فرض حزام امني بقوة الامر الواقع.

لا جديد عند لودريان

رئاسيا، وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري الاستحقاق على سكته الصحيحة، دون حسم نهائي بان يشهد الموعد المحدد بعد شهر من الان انتخابا للرئيس في ظل عدم وضوح صورة معالم الساكن الجديد في بعبدا في ظل مواصفات عامة تنطبق على اكثر من مرشح. وفي هذا السياق، لم يحمل المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان جديدا، بل جاء لاستمزاج الاراء حول الاستحقاق وسأل من التقاهم، ماذا يمكننا ان نفعل الان لتحريك الملف؟ اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فقد اكدت مصادره انه كان مرتاحا لأجواء الجلسة التشريعية التي مددت لقادة الاجهزة الامنية وفي مقدمتهم قائد الجيش جوزاف عون، وقد جدد التاكيد ان الرئيس الجديد يجب ان يكون ضمن معادلة «لا رابح ولا خاسر»، وان تكون كل الكتل او معظمها موافقة على اسمه.

خطط خبيثة

وفيما بدأ الجيش تعزيز قواته جنوبا، وسير دوريات لحفظ الامن تمهيدا للانتشار على الحدود، عبرت مصادر سياسية عن قلقها ازاء ما نقله زوار السفارة الاميركية في بيروت من كلام عن رؤية واشنطن المستقبلية للواقع اللبناني، ووصفته بالخطط الخبيثة والخطرة، لانه يتلاقى مع تسريبات اسرائيلية تتحدث عن الواقع الذي يفترض العمل عليه على الساحة اللبنانية لأضعاف حزب الله.

اضعاف حزب الله

وتقوم الخطة على تحييد حزب الله تماماً، بمساعدة الولايات المتحدة ودول أخرى، من خلال العمل على تعزيز قدرات الدولة وإضعاف مكانة الحزب تحضيرا لمرحلة تتمكن اسرائيل في المستقبل من التوقيع على اتفاق سلام مع لبنان مستقر؟!

استغلال اعادة الاعمار

ووفق تلك المصادر، فان الخطر الآني يرتبط بمسألة اعادة الاعمار، ولمنع حزب الله من أعادة بناء مكانته من خلال مصادره المالية، ينبغي ضمان ألا تنقل المساعدات الدولية إلا عبر الحكومة اللبنانية. وهكذا يمكن المساهمة في مسيرة تعزيز الدولة، ومنع ايران من تقديم المساعدة المالية لبيئة الحزب الحاضنة.

التدخل بالملف الرئاسي

ولم يغب الملف الرئاسي عن اهتمام صناع القرار في اسرائيل وواشنطن، وتحت عنوان استغلال ما يعتقدون انه» ضعف» واضح لحزب الله، بما في ذلك تصفية سلسلة قيادته، سيكون ممكناً تحريك مسيرة سياسية تتيح انتخاب رئيس وحكومة جديدة، بعيدا عن نفوذ الحزب، وهذا لا يمكن ان يحصل عبر اللاعبين اللبنانيين المناهضين لحزب الله، وانما بمساعدة لاعبين خارجيين مؤثرين. والاهم لنجاح كل ما سبق انه لا ينبغي لإسرائيل أن تكون متدخلة بشكل ظاهر، لان هذا التدخل سيفشل المهمة في مهدها، ولهذا فان الاتكال سيكون على واشنطن ومعها دول عربية مؤثرة!

المعركة القاسية؟

وفي هذا السياق، اكدت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان ما ينتظر حزب الله هو معركة قاسية في الساحة الداخلية، التي يجب عليه فيها إعادة بناء مكانته لاستخدامها كرافعة سياسية مثلما فعل بعد حرب لبنان الثانية وقبلها بفترة طويلة. ووَفق الصحيفة، على الحكومة اللبنانية أن تستعد لمواجهة مقاتلي حزب الله بشكل مباشر، فهو الجسم العسكري الأكبر في الدولة، بل هو من يمثل أغلبية السكان الشيعة. وهذه المهمة تحتاج إلى تغيير عميق للبنية السياسية في لبنان.

ضغط اميركي على الرياض؟

وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة ان الاجتماع المقبل لدول الخماسية التي تضم السعودية، قطر، ومصر، والولايات المتحدة، وفرنسا، سيناقش السبل المتاحة لاحداث تغيير سياسي في لبنان. وستحاول واشنطن الضغط على السعودية لاقناعها بالمشاركة بشكل جوهري في إعادة الاعمار، لتخفيف النفوذ الايراني في الساحة اللبنانية. تجدر الاشارة الى انه من المتوقع ان يعلن حزب اليوم الاليات المفترضة لعملية التعويض والايواء المؤقت واعادة الاعمار.

انتشار الجيش

ميدانيا، تعرض وقف إطلاق النار في يومه الثاني لخروقات إسرائيلية فاضحة، على الحدود وفي الجو، وسط ضبابية في آلية عمل لجنة المراقبة. وفي موازاة ذلك، بدء تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وباشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.

الخروقات الاسرائيلية

وفي الخروقات اطلق جيش الاحتلال، قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون. وحصل اطلاق نار على الاهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على اطراف مدينة بنت جبيل من قبل الجنود الاسرائيليين المتمركزين في مارون الراس. واستهدف جيش الاحتلال ايضا ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام. في السياق ذاته، سجلت غارتان من طيران حربي على منطقة قعقعية الصنوبر قضاء صيدا. وزعم جيش الاحتلال انه استهدف مخزن صواريخ متوسطة المدى لحزب الله، وذكرت وكالة «اكسيوس» الاميركية ان اسرائيل ابلغت واشنطن بالغارة قبل تنفيذها؟! وجرح شخصان في بلدة مركبا، جراء استهداف ساحة البلدة، كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني. واستهدفت دبابة اسرائيلية أيضاً اطراف كفرشوبا بقذيفتين، كما استهدفت منطقة راس الضهر غرب ميس الجبل. كذلك حلقت المسيرات الإسرائيلية في أجواء الجنوب في خرق واضح للاتفاق.

ماكرون يتدخل...

وقد تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جرى خلالهما عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الإسرائيلية كذلك التحضيرات للانتخابات الرئاسية، وقد وعد مكرون ببذل الجهد المطلوب بوقف الخروقات لمنع انهيار الاتفاق. وشددت «الخارجية الفرنسية» في بيان مساء امس على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية للبنان من دون تأخير، لافتة الى ان باريس منخرطة بشكل كامل في آلية لمراقبة اتفاق لبنان.

متى تلتزم اسرائيل؟

وفي هذا السياق، اقرت مصادر ديبلوماسية بان الاتفاق لا يجيز لإسرائيل التعامل بالنار على ما تعتبره خرقا للاتفاق، انما هناك لجنة اشراف والية لها تحدد الخروقات وتبلغ الأطراف حوله، وهذا ما تركز عليه الاتصالات الحالية، في ظل توقعات بألا يتم الالتزام بشكل صارم قبل انسحاب جنود الاحتلال من الاراضي اللبنانية وانتشار الجيش. لكن ما تفعله إسرائيل حاليا هو منع سكان القرى والبلدات القريبة من أماكن وجود الجيش الاسرائيلي من العودة لتفقد منازلهم في المنطقة.

تهديدات نتانياهو

وفيما قررت الجبهة الداخلية في إسرائيل، تخفيف القيود المفروضة في منطقة الشمال، عقد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية مساء امس بشأن جميع الجبهات، وحاول تهدئة الغضب في المستوطنات بالقول «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيرًا» واضاف «سنستغل وقف إطلاق النار في لبنان من أجل التسلح وتصنيع السلاح بشكل واسع».

غضب في مستوطنات الشمال

في هذا الوقت، ارتفعت الأصوات المعارضة في إسرائيل للاتفاق، بخاصة من قبل رؤساء المستوطنات في الشمال، وطالب هؤلاء بالقضاء على حزب الله وفق وعود قدمها نتنياهو لهم في بداية الحرب، بينما يطرح اخرون انشاء منطقة عازلة داخل لبنان لمنع الهجمات، ويتحدث قادة المستوطنات عن هزيمة إسرائيلية في الشمال. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن جنود احتياط قاتلوا في لبنان بانهم محبطون من اتفاق اطلاق النار مع حزب الله، وقالوا للصحيفة ان لا وجود للنصر المطلق الذي تحدث عنه نتنياهو. وأضاف الجنود للصحيفة ان اللبنانيين يعودون الى بيوتهم بينما سكان الشمال يعيشون في الفنادق، وان سكان الشمال لم يحصلوا على الامن الذي يستحقونه.

الاتفاق المخزي

من جهته قال رئيس مجلس مستوطنة المطلة «إن هذا الاتفاق مخز وسيكون هنا هدوء لأشهر وسنوات مقبلة ولكن سيحدث هنا 7 أكتوبر جديد في المستقبل، واعتقد ان حكومة نتنياهو اضاعت فرصة تاريخية للقيام بشيء مختلف في لبنان، وللأسف الشديد لم تحول الحكومة إنجازات الجيش المذهلة الى اتفاق جاد يجلب الهدوء ليس فقط لسكان الشمال بل لكل إسرائيل. من جهته، قال عضو الكنيست عن الليكود موشيه سعادة «إن إسرائيل باعت إنجازاتها العسكرية بثمن بخس لشراء هدوء وهمي.

الموقف الايراني ايجابي

وفي مقابل سوء النيات الاميركية –الاسرائيلية، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني عباس عراقجي، الذي أعرب عن ارتياح ودعم إيران لوقف إطلاق النار في لبنان. وقد شكره الوزير بوحبيب على الموقف الإيراني وأمل في استمرار الدعم لتطبيق الترتيبات المتفق عليها وفقا لقرار مجلس الامن ١٧٠١. كما أكد الوزير عراقجي على دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته وعديده كي يتمكن من حفظ الأمن والاستقرار جنوب نهر الليطاني. وتوافق الوزيران أيضا على أهمية استقرار وبسط سلطة الدولة السورية على كامل أراضيها.

حزب الله والثقة بالجيش

سياسيا حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري 9 كانون الثاني موعدا لجلسة «مثمرة» لانتخاب رئيس جمهورية، سيدعو اليها السفراء، في اشارة قوية الى انها ستنتج رئيسا للبلاد، ثم اقرار التمديد للعمداء لمدة سنة في الجلسة النيابية العامة، وفي رأس القائمة قائد الجيش العماد جوزاف عون، وبعد الجلسة قطع عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله الطريق امام «المصطادين في الماء العكر» واعلن ان الجيش هو صمّام السلم الأهلي ونريده أن يكون قوّياً». ودعا إلى «تسليح جيش دفاعي حقيقي»، لافتاً إلى أنّ «المشكلة لم تكن يوماً من الجيش بل من الدول المسؤولة عن تسليحه، ويجب أن يكون لدينا قرار وطني بدولة قويّة وبجيش لديه أحدث الأسلحة للتصدّي لأي خرق إسرائيلي».

جلسة الانتخاب حاسمة؟

من جهته اعتبر نائب رئيس المجلس الياس بو صعب ان جو التفاؤل بانتخاب رئيس الجمهورية زاد والتشريع كان ضروريا. أضاف «على ما يبدو الجلسة المقبلة ستكون حاسمة وجدية لانتخاب رئيس وسيدعو الرئيس بري كل الرسميين والسفراء وأعطى مهلة شهر للتشاور بين الفرقاء» ودعا الى عدم التلهي بالمناكفات وقال:»لنبنِ على الايجابية لانتخاب رئيس، لان الخلافات الداخلية ستعرقل انتخاب الرئيس الذي يدعو الى طاولة حوار للبت بالامور العالقة».

 

 

"الأنباء":

حفل اليوم الثاني لوقف إطلاق النار بمستجدات سياسية، دبلوماسية وأمنية، حيث استكمل جمهور النازحين قسراً عودتهم إلى مدنهم وقراهم في الجنوب والضاحية والبقاع في مشهدية لم تختلف كثيراً عن اليوم الذي سبقه رغم معرفتهم المسبقة بأن منازل الكثيرين منهم تضررت كثيراً جراء القصف الإسرائيلي والغارات المدمّرة، التي لم يسلم منها إلا القليل ولم تعد صالحة للسكن، بحسب ما أشارت إليه مصادر مواكبة لهذه العودة في اتصال مع جريدة "الأنباء" الالكترونية.

غير أن هذه المصادر رصدت العديد من الخروقات الإسرائيلية واعتبرتها خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، كان أبرزها الغارة التي استهدفت بلدة البيسارية في قضاء صيدا، بالإضافة إلى إطلاق نار من أسلحة متوسطة على مواكب العائدين لمنعهم من التوجه إلى قراهم وبلداتهم لاعتبارها منطقة واقعة تحت سيطرة العدو الاسرائيلي. وحدد الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي مجموعة قرى حدودية، مانعاً سكانها من العودة إليها حفاظاً على سلامتهم. من بينها الخيام، بنت جبيل، شمع، برعشيت، بليدا، كفركلا ويارون.

وكان للرئيس وليد جنبلاط كلمة حيّا خلالها الجيش اللبناني الذي أسقط "نظرية الأمن الذاتي"، موجهاً التحية لكل من ساهم في الليل والنهار وفي أقصى الظروف في تنظيم ومساعدة النازحين في الإيواء الكريم والاستقبال بالرغم من بعض المشاكل الثانوية التي استغلها بعض الاعلام المعادي. واللافت أيضاً كان إقرار مجلس النواب التمديد لقادة الأجهزة الأمنية والضباط الذين يحملون رتبة عميد لمدة عام واحد، وإعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحديد جلسة "حاسمة ومثمرة" لانتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل.

الجيش يستكمل انتشاره

وفي هذه الأثناء، يستكمل الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، وبسط سلطة الدولة بالتنسيق مع اليونيفل لتنفيذ القرار 1701 بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة. ورأت المصادر أن تعجيل الحكومة بانتشار الجيش في الجنوب هو لتأكيد الالتزام بالتسوية ومضمون ما اتفق عليه في أكثر من عاصمة دولية واقليمية.

غير أن فرض إسرائيل حظر تجوّل ومنع الأهالي من العودة إلى قراهم القريبة من الحدود، وعلى طول مواقع تواجد قوات الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، أمر خطير ويشكل خرقاً فاضحاً لاتفاق وقف اطلاق النار. وكان العدو الاسرائيلي استهدف يوم امس سيارة في مركبا أسفر عن اصابة ثلاثة جرحى. ومن شأن هذه الخروقات أن تؤخر تنفيذ الاتفاق ما يسمح لحزب الله انتهاج الأسلوب نفسه، وهو ما عبّر عنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله بالقول ان "حزب الله سيرد على أي اعتداء يتعرض له من قبل اسرائيل"، نافياً الحديث عن وجود عسكري لحزب الله في منطقة جنوب الليطاني والقرى الحدودية، مؤكداً الحق لأبناء هذه القرى بالعودة إليها. وهو ما فُسِّر بأنه كلام مغاير لموقف حزب الله الذي أعلنه عشية تنفيذ الاتفاق لوقف اطلاق النار.

جلسة انتخاب رئيس الجمهورية

وعقد مجلس النواب جلسته العامة التي كانت مقررة للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، وقادة الأجهزة الأمنية شملت كل العمداء في المؤسسات العسكرية والامنية، حدد في مستهلها رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في التاسع من كانون الثاني مطلع السنة الجديدة، مشيراً إلى أنه كان قد اتخذ قراراً بعد وقف اطلاق النار بالدعوة لانتخاب رئيس الجمهورية، متوقعاً أنها ستكون جلسة مثمرة هذه المرة، مانحاً الكتل النيابية مهلة شهر من الآن للتوافق على انتخاب الرئيس، مشيراً إلى أنه سيدعو اليها سفراء الدول العربية والأجنبية.

جلسة التمديد لقائد الجيش كان اللافت فيها حضور الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وذلك للتأكيد على اهتمام فرنسا بلبنان، لأن الوقت كما قال هو للعمل، ومن غير المسموح بعد اليوم التعاطي مع الملفات الأساسية بخفة من قبل الطبقة السياسية وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية.

وكان الرئيس بري تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. جرى خلاله عرض للأوضاع العامة والخطوات الأخيرة التي انتهجها لبنان في مساري وقف إطلاق النار والتحرشات الاسرائيلية. وكذلك التحضيرات لانتخاب رئيس الجمهورية.

نشاطات لودريان

وبعد لقائه فور وصوله أمس الأول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، استهل لودريان لقاءاته مع القوى السياسية صباح أمس من قصر الصنوبر بلقاء جمعه مع نواب اللقاء التشاوري ولقاء النائب سجيع عطية ممثلاً كتلة الحوار الوطني، توجه بعدها الى ساحة النجمة فحضر قسماً من الجلسة التشريعية ثم عقد اجتماعاً مع الرئيس بري.

كما أجرى لودريان اتصالاً مع النائب جبران باسيل، والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ومن معراب توجه لودريان إلى كليمنصو والتقى الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط. ولبى لودريان دعوة جنبلاط إلى العشاء. على أن يستكمل لقاءته مع الكتل النيابية اليوم.

جنبلاط: الجيش أسقط إدعاءات الأمن الذاتي

وأشار الرئيس وليد جنبلاط إلى أنه بمناسبة الاعلان عن وقف اطلاق النار، وفي انتظار الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية وتطبيق كل القرارات الدولية من القرار 1701 إلى اتفاق الهدنة، آخذين بعين الاعتبار ان القرار 242 الصادر عام 1967 لا يشمل لبنان، أي أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي عملياً أراضٍ سورية محتلة إلى أن يجري الترسيم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية وعندها تصبح لبنانية. لكن في الوقت الحاضر ليست لبنانية والقرار 242 لا يشمل لبنان.

وأضاف في انتظار أن تعود إلى الدولة اللبنانية حصرية امتلاك السلاح، وحصرية قرار الحرب والسلم. وبعد شهرين من عدوان إسرائيلي شامل على لبنان لأن الحرب على لبنان بدأت كما تعلمون منذ سنة وشهرين أي في السابع من تشرين أول 2023. وعلى أهلنا في الجنوب، والبقاع، والضاحية، وبيروت وسائر المناطق اللبنانية.

جنبلاط وجه تحية لكل من ساهم في الليل والنهار وفي أقصى الظروف في تنظيم ومساعدة النازحين في الإيواء الكريم والاستقبال بالرغم من بعض المشاكل الثانوية التي استغلها بعض الاعلام المعادي.

وتوجه بالتحية إلى أهل الجبل والاقليم خاصة والبقاع الغربي وحاصبيا وبيروت، وسائر المناطق دون استثناء، مقدراً الدور الرائد والمتقدم بعملية الإيواء الكريم والصمود للحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة تيمور جنبلاط. كما حيّا اللقاء الديمقراطي داعياً بالشفاء للنائب أكرم شهيب الذي وبالرغم من وعكته الصحية كان من المساهمين الأساسيين، منوهاً بالدور المتقدم لسماحة الشيخ سامي أبي المنى والمجلس الذهبي الذي رافقنا لحظة بلحظة، مثمناً الدور العالي للجيش اللبناني والمخابرات وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وفرع المعلومات، هذا الدور الذي أسقط كل الادعاءات السخيفة. ولكن الخطيرة بما يسمى بالأمن الذاتي. شاكراً كل القطاعات الرسمية والخاصة التي قامت بجهود جبّارة في ظروف استثنائية.

 

 

"الشرق":

في اليوم الثاني لوقف اطلاق النار وبعد التحذير الجديد الاسرائيلي الى اهالي عدة مناطق في الجنوب من التوجه اليها، أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون، وأفيد بأن اطلاق نار حصل على الاهالي الذين يحاولون الوصول الى منازلهم على اطراف مدينة بنت جبيل من قبل جنود العدو المتمركزين في مارون الراس، واستهدف الجيش الاسرائيلي ايضا ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام.

ايضا، قال الجيش الإسرائيلي: يمنع بتاتًا التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة. في السياق ذاته، سجلت غارتان من طيران حربي على منطقة قعقعية الصنوبر قضاء صيدا. واعلنت القناة 14 الإسرائيلية: هاجمت قوات الجيش بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد،وأفيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا، جراء إستهداف الجيش الاسرائيلي للساحة فيها، وعملت جمعية الرسالة – فوج بني حيان على نقلهما إلى المستشفى، كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني، واستهدفت دبابة اسرائيلية أيضاً اطراف كفرشوبا بقذيفتين.

وكانت قد تعرضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل ليلا، لقصف مدفعي اسرائيلي، كما سُجل تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل. من جهة أخرى، توجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رسالة لسكان لبنان، قائلاً «حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها وأيضا داخل القرى نفسها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري. جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر. في المقابل صدر عن قيادة الجيش البيان الآتي: بتاريخَي ٢٧ و ٢٨/ ١١/ ٢٠٢٤، بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، أقدم العدو الإسرائيلي على خرق الاتفاق عدة مرات، من خلال الخروقات الجوية، واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة، تتابع قيادة الجيش هذه الخروقات بالتنسيق مع المراجع المختصة.

الوحدات العسكرية باشرت تنفيذ

مهماتها في قطاع جنوب الليطاني

صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.

 

 

"نداء الوطن":

على وقع الخروقات في الجنوب وصل ليل أمس إلى بيروت الجنرال الأميركي الذي سيرأس لجنة المراقبة لوقف إطلاق النار، والتقى العماد جوزيف عون. أما سياسياً, حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري التاسع من كانون الثاني المقبل موعداً لعقد جلسة هي الثالثة عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية. وما بين المفاعيل السياسة والأمنية لاتفاق الهدنة، خرقت جلسة التمديد سنة للضباط من رتبة عميد وما فوق المشهد من داخل مجلس النواب. هذه الجلسة تزامنت مع زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وجولته على المسؤولين اللبنانيين بهدف تحريك الملف الرئاسي وإيصاله إلى خواتيمه.

إذاً التطورات الميدانية الأمنية بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تبعث على التفاؤل، ويُظهر أن الحزب وإسرائيل وإن وافقا على البنود فهما يعانيان من «عسر هضمها». الوضع الهش دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار تعليمات لجيشه بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان في حال حدوث انتهاك. وأضاف في خلال مشاورات أمنية عقدها مساء أمس «لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيراً».

تهديدات نتنياهو باستئناف الحرب على لبنان، وتجدد حالة النزوح باتجاه مدينة صيدا، وضعت من جديد مصير الاتفاق وورقة الضمانات الأميركية لإسرائيل والتي انفردت صحيفة «نداء الوطن» بنشرها على قاب قوسين من الانهيار والهشاشة في أي لحظة خلال مهلة الـ 60 يوماً والتي تعتبر بمثابة اختبار لجدية الحزب في الالتزام.

تجارب «حزب الله» في نقض الاتفاقات والمواقف المتكررة الصادرة عن كوادره قد لا توحي بالجدية المطلوبة. فقد خرج عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله بموقف متناقض سلم فيه ببسط سلطة الدولة والدفاع عن أرضها، واحتفظ بحق المقاومة في الدفاع عن النفس مضيفاً «ان شباب المقاومة موجودون في الجنوب وعتادنا ننقله إلى الجنوب في وقت الحرب أمّا في الأيّام العاديّة فليس لدينا قواعد عسكريّة».

في العودة إلى جلسة التمديد، أقر مجلس النواب اقتراح قانون يتعلق بالتمديد سنة للضباط من رتبة عميد وما فوق، وغاب عن الجلسة أعضاء كتلة «التيار الوطني الحر». وجرى التمديد وفقاً لصيغة تلاها وأعدَّها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، وعارضها خمسون نائباً هم: تكتل»الجمهورية القوية»، و»الكتائب اللبنانية»، و»الاعتدال الوطني»، و»نواب التغيير»، و»اللقاء الديمقراطي»، مطالبين بأن تكون شاملة. وبعد هرج ومرج أقر مجلس النواب اقتراح قانون معجل مكرر يتعلق بتعديلات على قانون القضاء العدلي أي التمديد سنة للقضاء الأعلى.

الملف الرئاسي بدوره تصدر المشهد السياسي الداخلي بعد تحديد الرئيس بري التاسع من كانون الثاني موعداً لجلسة رئاسية، تزامن ذلك مع اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيسين بري وميقاتي لمواكبة تنفيذ بنود وقف إطلاق النار والتحضير للملف الرئاسي، الذي كان الحاضر الأبرز في زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولقائه المسؤولين اللبنانيين ومن ثم اجتماعه باللجنة الخماسية في قصر الصنوبر.

مصادر متابعة للزيارة لفتت لـ «نداء الوطن» إلى أن «توقيت زيارة الدبلوماسي الفرنسي إشارة بحد ذاتها إلى أولوية انتخاب رئيس». تضيف المصادر «وصل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار ليقول، حان الوقت لانتخاب رئيس من ضمن التسوية والتي تتطلب سلطة جديدة لقيادة البلد». وتعتبر المصادر أن «لودريان سيمارس الدور المطلوب منه لتسريع انتخاب رئيس من منطلق أن لبنان أمام فرصة تاريخية».

وعن مرشح المعارضة للرئاسة تقول المصادر «دخلنا مرحلة جديدة» تستدعي التفاهم على مساحة مشتركة، وفي هذا السياق بدأت المعارضة اتصالاتها للتوصل إلى إنتاج اسم وإن لم تنتجه ستكون المعارضة أمام سلة من الأسماء عناوينها السيادة والالتزام بتطبيق القرارات الدولية».

وعلى مسافة قريبة من تحذير نتنياهو لرئيس النظام السوري بشار الأسد بعدم اللعب بالنار، بدأت فصائل المعارضة السورية عملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام والفصائل الموالية لإيران في ريف حلب الغربي. هذه التحركات المفاجئة تزامنت مع التعثر الذي نشأ على خط الاتصالات بين دمشق وأنقرة، بعد محاولات لتطبيع العلاقة بينهما.

 

 

"الشرق الاوسط":

حرّك رئيس البرلمان نبيه برّي «المياه الراكدة» في ملف انتخابات الرئاسة اللبنانية المعطلة منذ أكثر من سنتين، بتحديد موعد لجلسة انتخابات في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، قال إنها ستكون «مثمرة»، وإنه سيدعو لحضور السفراء المعتمدين لدى لبنان، في تلميح منه لاحتمال نجاحها بانتخاب رئيس للبلاد بعد فراغ طويل في هذا المنصب سببه الخلافات بين القوى السياسية. وقال برّي لـ«الشرق الأوسط» إن أولويته بعد وقف النار مع إسرائيل ستكون انتخابات الرئاسة، مشدداً على أنها «ضرورة وطنية».

وتزامن هذا الموقف مع وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت وقيامه بجولة على القيادات اللبنانية لبحث إمكانية إحياء الحراك الذي توقف بسبب الحرب. وفي مستهل الجلسة التشريعية التي عُقدت لتمديد ولاية القادة الأمنيين والعسكريين عاماً إضافياً بسبب عدم القدرة على تعيين بدلاء، قال برّي: «كنت آليت على نفسي أنه فور وقف إطلاق النار سأحدد موعداً لجلسة انتخاب رئيس»، مشيراً إلى أن «الجلسة ستكون مثمرة، ومن أجل هذا الأمر أعطيت مهلة شهراً من أجل التوافق».

وكان لودريان قد بدأ لقاءاته في بيروت بالاجتماع مع عدد من النواب قبل أن ينتقل إلى البرلمان ويحضر الجزء الأخير من جلسة التمديد للقادة الأمنيين من مقاعد الضيوف في القاعة العامة، ومن ثم يعقد اجتماعه مع برّي، ويلتقي بعد الظهر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وأفاد مكتب رئيس البرلمان بأن برّي التقى لودريان، وكان بحث بالمستجدات السياسية وملف انتخابات رئاسة الجمهورية، فضلاً عن تطورات الأوضاع العامة على ضوء وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وصباحاً، كان قد اجتمع لودريان مع النواب فؤاد مخزومي وميشال معوض والنائبين سليم الصايغ وميشال الدويهي، إلى مائدة فطور، تم خلالها عرض التطورات في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

وأكد الوفد دعمه لاتفاق وقف إطلاق النار، وطالب بـ«تطبيقه كاملاً والانتقال إلى وقف إطلاق نار مستدام وهدنة دائمة تحفظ سيادة لبنان وتؤمن الاستقرار على طرفَي الحدود، استناداً للدستور وتطبيق القرارات الدولية بكل مندرجاتها»، واعتبر أن «انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة خلال مهلة الستين يوماً، هو جزء لا يتجزأ من آلية إنجاح الاتفاق وتطبيقه فعلياً، بحيث يكون على عاتق الرئيس المنتخب والحكومة في المرحلة الأولى تأمين حضور الشرعية اللبنانية ودورها الحصري الممثل بالجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، واستعادة الثقة في علاقات لبنان العربية والدولية، توصلاً إلى المساهمة في إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، كما سيكون على عاتقهم تنفيذ البنود الواضحة التي نص عليها الاتفاق في الجنوب وعلى الحدود الشرقية والشمالية وعلى كامل الأراضي اللبنانية، والتي تمنع وجود أي سلاح لأي تنظيم خارج الدولة ومؤسساتها الدستورية».

وشكر الوفد فرنسا والمجتمعَين الدولي والعربي على «الجهد الذي تم بذله لإنجاح المفاوضات»، مثمّناً «الدور الفرنسي الساعي إلى المساعدة، ووقف الحرب نهائياً، ولوضع حد للتعطيل والفراغ ابتداء من انتخاب رئيس، واستعادة الدولة لسيادتها كاملة غير منقوصة».

ومن ثم، التقى لودريان «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» الذي ضم النواب الياس بوصعب وإبراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان إرفيه ماغرو، وعرض معهم تطورات ما بعد وقف إطلاق النار والمسار السياسي وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية.

وكتب النائب نعمة افرام عبر منصة «إكس» بعد لقائه لودريان قائلاً: «لقاء ممتاز مع السيّد لودريان. هناك شعور بضرورة ملحّة للغاية لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بقدر ما هناك حاجة لتثبيت اتّفاق وقف إطلاق النار».

وأضاف: «أولويّة أخرى تُضاف إلى القائمة الطويلة للرئيس الجديد: التطبيق السليم للاتفاق بما يتماشى مع متطلّبات المجتمع الدوليّ، وكذلك مع الأطراف اللبنانيّة. تحدٍّ إضافيّ جديد». كذلك، تلقى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الموجود في الخارج، اتصالاً من لودريان الذي أطلعه على طبيعة مهمته في لبنان، وتم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين.

تفاؤل بإنجاز الاستحقاق الرئاسي

ويأتي هذا الحراك الرئاسي الذي يعوّل عليه اليوم الأفرقاء اللبنانيون بعد أكثر من عامين من الفراغ في هذا المنصب لغياب التوافق بين القوى السياسية حوله. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس؛ إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية واضحة في البرلمان تخوله إيصال مرشحه، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين «حزب الله» وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.

ولاقت دعوة برّي لجلسة الانتخاب ترحيباً وتفاؤلاً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب إن «جو التفاؤل بانتخاب رئيس الجمهورية زاد»، داعياً إلى «عدم التلهي بالمناكفات؛ لأن الخلافات الداخلية ستعرقل انتخاب الرئيس الذي يدعو إلى طاولة حوار لبت الأمور العالقة».

وفي حين تشير بعض المعلومات إلى أنه يتم العمل على التوافق لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، قال عضو كتلة حزب «القوات اللبنانية» جورج عدوان بعد الجلسة التشريعية الخميس: «دعوة رئيس البرلمان لجلسة انتخاب رئيس خطوة مهمّة، ونحن ندعم قائد الجيش على رأس المؤسّسة العسكريّة، أمّا ترشّحه لرئاسة الجمهوريّة فهو ملفّ آخر».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية