البناء: الاحتلال يشن مئات الغارات على سورية لتدمير قدراتها العسكرية براً وبحراً وجواً

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Dec 10 24|09:07AM :نشر بتاريخ

كتبت صحيفة "البناء":

كانت مئات الغارات الجوية التي شنتها طائرات جيش الاحتلال على مئات المواقع السورية العسكرية الممتدة شمالاً وجنوباً من درعا الى القامشلي وغرباً الى طرطوس وشرقاً حتى دير الزور، وكانت الأهداف تتوزّع بين المراكز العلمية التابعة للجيش السوري وخصوصاً صناعة الصواريخ، ومستودعات الصواريخ والأسلحة الثقيلة، كما تمّ تدمير المطارات والطائرات الحربية والرادارات والدفاعات الجوية، ومئات الدبابات وعشرات السفن الحربيّة والطرادات، بحيث بدا واضحاً أنه ترجمة لقرار جعل سورية منزوعة السلاح، بعدما كانت دولة المواجهة العربية الأولى من حيث القدرة العسكرية والحسابات التي يقيمها الاحتلال قبل استهداف مقدراتها، رغم مواصلته للغارات شبه اليوميّة عليها لعشر سنوات وأكثر.

ولم يتأخر رئيس حكومة الاحتلال عن الظهور الإعلامي لتحديد جوهر رؤية الكيان نحو سورية، معلناً أن لا تراجع نهائياً عن ضمّ الجولان واعتباره جزءاً من الكيان أبدياً، مضيفاً أن جيش الاحتلال يتمسك بحرية العمل جنوب سورية، وهو ما ترجمته دوريات للاحتلال في منطقة درعا.

لبنانياً، عقدت أمس اللجنة الخماسية المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتلقي المراجعات والشكاوى حول الانتهاكات والخروق، اجتماعاً في الناقورة، وأكدت سفارتا الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان و»اليونيفيل» في بيان مشترك حول التنسيق لدعم القرار 1701 أن «الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية اجتمعت في التاسع من كانون الأول في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائيّة، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني».

وتابعت: “كما ورد في إعلان الاتفاق، استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية. سوف تجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701”.

وبالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجنة الخماسية كانت الخروق الاسرائيلية تستمر وتستهدف بنت جبيل ويسقط عدد من الجرحى من الجيش اللبناني، بينما أعلن جيش الاحتلال أمس ولأول مرة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله قبل 12 يوماً حيز التنفيذ، مقتل أربعة من جنوده في جنوب لبنان. وقال في بيان، إن الجنود الأربعة من الاحتياط ينتمون إلى الكتيبة نفسها و”سقطوا أثناء القتال”.

 

وتترقب الأوساط الرسمية والشعبية المحلية الأحداث المتسارعة والدراماتيكية في سورية وتداعياتها المحتملة على لبنان، في ظل مؤشرات مقلقة تجمّعت خلال اليومين الماضيين لا تبشر بالخير رغم الصورة الإعلامية «السلمية» لتسلّم السلطة والحكم والتي حاولت «هيئة تحرير الشام» التابعة لجبهة النصرة تقديم نفسها بها، غير أن المواقف التي أطلقها زعيم «النصرة» أحمد الشرع الملقب بـ»الجولاني» خاصة من العدو الإسرائيلي والاجتياح الإسرائيلي للأراضي السورية من جبل الشيخ والقنيطرة والغارات العنيفة لأهداف عسكرية ومراكز بحوث علميّة في دمشق ومختلف الأراضي السورية الى جانب الاشتباكات المتفرّقة بين عناصر التنظيمات المسلحة نفسها، وبينها وبين القوات الكردية، ترسم مشهد الفوضى والاقتتال الداخلي لسورية في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.

وحذّرت مصادر سياسية من انعكاسات كبرى للأحداث السورية على المنطقة، وبطبيعة الحال على لبنان، في ظل عدم توازن وسيطرة على سورية من مكوّنات المجموعات المسلحة، أو لجهة الاجتياح الإسرائيلي والاستباحة التامة لسورية، ما يشكل خطراً كبيراً على لبنان، ما يفرض اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة على مستوى مراقبة الحدود مع سورية لمنع تسرّب عناصر متطرفة الى الداخل اللبناني لمحاولة تنفيذ عمليات إرهابية في لبنان، على غرار ما حصل بعد العام 2011 خلال الحرب في سورية، كما تحصين الوحدة الوطنية لتفادي أي اضطرابات وتوترات داخلية جراء ما يجري في سورية. كما لفتت المصادر لـ”البناء” الى أن لبنان لا يتدخّل في الشأن السوري والشعب في سورية هو مَن يحدّد مصيره وشكل حكمه وسياساته، لكن لبنان يترقب تشكيل الحكومة والسلطة في سورية وطريقة تعاطيها مع الدول المجاورة، ومنها لبنان.

وفي سياق ذلك، أفيد أن “فوج الحدود البرّي واستخبارات الجيش مع فوج التدخل أوقفا 340 شخصاً سورياً دخلوا عبر طرقات التهريب بين المصنع ووداي عنجر”.

وتابع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الأوضاع عند نقطة معبر المصنع الحدودي، وأوعز إلى المديرية العامة للأمن العام لاتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لمنع محاولات دخول السوريين بطريقة غير شرعية وتعزيز عديد العناصر بصورة فورية، وكلّف المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي التدخل وإرسال تعزيزات من وحدة القوى السيارة للمؤازرة وضبط المعبر وإقامة الحواجز.

كما أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان، أن “نتيجة لغياب الأمن العام السوريّ عن المركز الحدودي في جديدة يابوس، تدفقت أعداد كبيرة من السوريين باتجاه مركز المصنع الحدودي. حيث حاول قسم منهم الدخول عنوةً ومن دون الخضوع لإجراءات الأمن العام اللبناني. وقام الأمن العام بالتعاون مع الجيش والأمن الداخلي بضبط الوضع وإعادتهم إلى الأراضي السورية، والسماح بالدخول فقط للمستوفين الشروط المعمول بها”.

إلى ذلك رأى حزب الله في بيان أنّ الجرائم المُتمادية التي يرتكبها العدو الصهيوني على الأراضي السورية، سواء باحتلال المزيد من الأراضي في مرتفعات الجولان أو ضرب وتدمير القدرات الدفاعية للدولة السورية، تمثّل عدواناً سافراً وانتهاكاً وقحاً لسيادة الدولة والشعب السوريين، وتشكّل إمعاناً في زعزعة استقرار هذا البلد الشقيق.

ولفت حزب الله الى ان هذا الاحتلال العدواني لأراضٍ سورية مع استمرار عدوان الجيش الصهيوني على لبنان وخروقه اليومية واعتداءاته على غزة، ما يجعل الشعوب أمام خطر مُحدق يؤكّد وحدة مسار الشعوب وضرورة رفض هذا العدوان ومواجهته.

وإذ أدان هذه الاعتداءات، حذّر من مغبة استمرارها، ودعا العالم، وبصورة خاصة العالمين العربي والإسلامي، إلى ضرورة اتخاذ مواقف صارمة ضد هذه الجرائم، والضغط في كافة الميادين السياسية والقانونية لوقف هذا المسلسل من الاعتداءات، إذ إنّ كل التبريرات التي يسوقها العدو هي مزاعم واهية.

وشدّد حزب الله على أنّ كل المحاولات التي يقوم بها العدو للسيطرة على أراضٍ سورية جديدة لا يمكن أن تكرّس أيّ نوع من الحقوق، إذ إنّ كل هذا لا يمكن تسميته سوى احتلال متمادٍ قائم في منطقة الجولان منذ العام 1967.

وإذ أكد وقوفنا إلى جانب سورية وشعبها، شدّد على ضرورة الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً.

في غضون ذلك، وفيما اشتعلت العاصمة السورية بنار الغارات الإسرائيلية طيلة يوم أمس وصولاً الى اللاذقية وطرطوس والقامشلي، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب خارقاً للمرة المئة وستين اتفاق وقف إطلاق النار، فيما لم يدعُ رئيس لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق الجنرال الأميركي اللجنة الى اجتماع حتى الآن! ما يرسم برأي أوساط مطلعة لـ”البناء”، علامات استفهام عدة عن سبب التأخير بحضور اللجنة إلى لبنان واجتماعها وبدء عملها في منع الخروق! وما إذا كانت مقصودة لمنح إسرائيل المهلة الكافية لإفراغ بنك أهدافها في الجنوب وإعادة جمع بنك أهداف جديد عن حركة حزب الله ما يدعو للشك أيضاً في أن يكون ذلك استعداداً لنسف الهدنة واستئناف الحرب على لبنان لبضعة أيام قتالية(!)، علماً أن الانتهاكات الإسرائيلية الواسعة واستهداف سيارات المارة ووقوع شهداء وجرحى بحد ذاتها حالة حرب حقيقية تشنها “إسرائيل” من جانب واحد في وقت حزب الله ملتزم بالاتفاق ويترك للدولة والجيش اللبناني واللجنة الدولية وقف الخروق والاعتداءات الإسرائيلية، لكنهم فشلوا بذلك حتى الآن.

وعقدت اللجنة الخماسية أمس، اجتماعاً في الناقورة، وأكدت سفارتا الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان و”اليونيفيل” في بيان مشترك حول التنسيق لدعم القرار 1701 أن “الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والقوات المسلّحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية اجتمعت في التاسع من كانون الأول في الناقورة من أجل تنسيق دعمها لوقف الأعمال العدائيّة، الذي دخل حيّز التنفيذ في السابع والعشرين من تشرين الثاني”.

وتابعت: “كما ورد في إعلان الاتفاق، استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة القوات المسلحة اللبنانية والقوات الإسرائيلية. سوف تجتمع هذه الآلية بوتيرة منتظمة وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701”.

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال أمس، ولأول مرة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله قبل 12 يوماً حيز التنفيذ، مقتل أربعة من جنوده في جنوب لبنان. وقال في بيان، إن الجنود الأربعة من الاحتياط وينتمون إلى الكتيبة نفسها و”سقطوا أثناء القتال” من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

في غضون ذلك، تسلّم وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، رسالة من نظيره الإيطالي غويدو كروسيتو ونظيرته الإسبانية مارغريتا روبلس، نقلها إليه سفير إيطاليا لدى لبنان فابريتسيو مارتشيلي وسفير إسبانيا لدى لبنان خيسوس سانتوس أغوادو، وهي عبارة عن نسخة من الرسالة الموجّهة من نظيريه إلى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا وإلى المرجعيات المعنية الأخرى حول دور القوة الدولية (اليونيفيل) في تنفيذ القرار 1701، وفيها اقتراحات من أجل تطبيق فعّال لترتيبات وقف إطلاق النار في لبنان ومنها ضرورة التنسيق الوثيق بين اليونيفيل واللجنة التقنية العسكرية.

وشدّد سليم على “التعاون الوثيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني لتنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته وعلى أهمية احترام دور اليونيفيل، بالتعاون مع الجيش بحسب المهام التي نصّت عليها القرارات الدولية ذات الصلة”. وفي خلال اللقاء، تم التطرق الى المستجدات الأخيرة في سورية، وأكد وزير الدفاع في هذا الإطار “ضرورة تحصين الاستقرار في لبنان وتحييده عن تداعيات هذه المستجدات حفاظاً على السلم الأهلي والتحلي بالوعي الوطني تجنباً لأي تداعيات قد تنعكس على الأمن في البلاد”، لافتاً في هذا السياق الى “دور الجيش المركزي في حفظ الأمن وحماية الحدود من خلال ما يقوم به من تدابير وإجراءات صوناً للأمن الوطني ودرءاً لأي مخاطر أو تطورات”.

ميدانياً، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة على طريق صف الهوا في بنت جبيل، بالقرب من حاجز الجيش اللبناني، ما أدى إلى استشهاد سائق السيارة وجرح عسكريين بجروح طفيفة عند الحاجز. وفي سياق متصل، أعلن الجيش على منصة “إكس”، أن “العدو الإسرائيلي استهدف سيارة قرب حاجز صف الهوا – بنت جبيل التابع للجيش، ما أدّى إلى استشهاد مواطن وإصابة ٤ عسكريين بجروح متوسطة”. وأغارت طائرة مسيّرة على سيارة في بلدة زبقين من دون وقوع إصابات. وتعرّضت بلدتا زبقين ومجدل زون في قضاء صور لقصف مدفعي مما أدّى إلى تضرّر منزلين، وسيارة. كما قصفت مدفعية العدو منطقة قطمون الحرجية في خراج بلدة رميش بقذيفتين. وأفرجت قوات الاحتلال عن الأخوين سامر وسمير سنان، اللذين كانا خطفا منذ يومين في بلدة الغجر، وذلك بالتنسيق مع الجيش وقوات الطوارئ الدولية عبر بلدة الغجر المحتلة. وتلقى أحد الأشخاص اتصالاً هاتفياً من جيش العدو يطلب منه إخلاء المحال في سنتر تجاريّ في جديدة مرجعيون قرب ثكنة الجيش اللبناني. وتمّ إخلاء “السنتر” والمنازل والمحال المجاورة واتخذت إجراءات أمنية مشددة.

وبعد مرور قرابة الشهرين على غارة بلدة المعيصرة، عُثِر على جثمان الطفل “أمير وسام حسين” من بلدة حولا.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية