بنو معروف ودّعوا الشيخ الجليل سلمان منذر الذي رفض المكولسة في حياته فاستحقها يوم وداعه

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Dec 26 24|23:08PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن-  بزبدين - نسيب زين الدين 

  
ودع الجبل وبنو معروف اليوم علما من اعلام الموحدين الدروز الشيخ الجليل التقي ابو يوسف سلمان منذر 
 في مأتم  روحي شعبي مهيب وحاشد تقدمه جمع من المؤمنين في بلدة بزبدين قضاء بعبدا وشارك سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في التشييع على رأس وفد من المشايخ واعضاء في المجلس المذهبي ومستشارين في مشيخة العقل .
 الشيخ الراحل سلمان منذر  هو احد المشايخ الأعيان في طائفة الموحدين الدروز وقد توج  بالعمامة المكولسة يوم وفاته بعد ان رفض العمامة اكثر من خمس مرات في حياته ، عاملا على لمّ  الشمل في كل مكان وسالكا مسلك التوحيد والتقوى والخير والاحسان 
 الى ذلك تقدم المشاركين في التشييع  اضافة لسماحة الشيخ ابي المنى، النائب هادي ابو الحسن ممثلا  الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس الحالي للتقدمي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من الحزب، ووفد من الحزب الديموقراطي اللبناني مثل رئيسه الأمير طلال أرسلان. كما شارك في التشييع المشايخ الاجلاء: ابو صالح محمد العنداري، ابو فايز امين مكارم، ابو زين الدين حسن غنام، ابو طاهر منير بركة، ابو داوود منير القضماني، ابو سعيد انور الصايغ، ابو محمود سعيد فرج، ووفد كبير من مشايخ جبل العرب في سوريا تقدمه المشايخ: ابو نبيه سليمان كبول، ابو حسين جبر كيوان، ابو نسيب محمد كيوان، ابو محمد جمال الخطيب، الى جانب مشايخ اعيان وحشد غفير من مشايخ الجبل ووادي التيم وباقي المناطق. 

 شيخ العقل 
وسبق الصلاة كلمة لشيخ العقل شهادة بالراحل، قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيَّتها النفسُ المُطمئنَّةُ ارجِعي إلى ربِّكِ راضيةً مَرضيَّة فادخلي في عبادي وادخلي جنَّتي"     صدق الله العظيم   مشايخنا الأجلَّاء إخوانَنا الأفاضل، أهلنا الأكارم في بزبدين، الأخوة والأبناء الكرام الموحِّدون قلبٌ واحدٌ ويدٌ واحدة، جذورُهم ثابتة، عقيدتُهم راسخة، وتاريخُهم المشرِّفُ مشترَك، لذا هم يتأثَّرون فرحاً أو حزناً إذا تأثَّر بعضٌ منهم، يحملون همومَ إخوانِهم أينما كانوا، ويندفعون لحفظ أوطانِهم وصون أرضِهم وعِرضِهم، ويتألّمون إذا فُقد أحدُ أعيانِهم من هنا أو من هناك، وقد عبَّرتُ عنهم يوماً بالقول: الكلُّ  للكلِّ، في حُزنٍ  وفي   فرحٍ ويَجمعُ الكلَّ في صَونِ الحِمى غضَبُ والقومُ سيرتُهم   تَروي   مسيرتَهم إنْ غابَ عينٌ فعينُ الكلِّ  تَنتحبُ اليومَ يغيب عنَّا الشيخُ الجليل أبو يوسف سلمان منذر في زمن الحاجة إلى الأعيان، فيحزنُ القلب وتدمعُ العين، ونحن نفتقدُ حلمَه وعلمَه وبركةَ حضورِه في الزمن الصعب، في لبنانَ العائدِ من حالة الممات إلى الحياة، وفي سوريا المحرّرةِ من قبضة الحديد والقادمة إلى عهدٍ جديد، كما في كلِّ بلاد الموحِّدين المتمسّكين دائماً بانتمائهم العربيِّ الأصيل ومبادئ دينِهم الإسلاميّ الحنيف وثوابتِ مسلكهم التوحيديِّ الشريف.

  اضاف: "اليومَ نودِّعُ الشيخ الجليل أبا يوسف سلمان منذر، مَن كان لنا وللأهل وللإخوانِ مرشداً ومعيناً، لا مَيل عنده إلّا لما يقتضيه الخيرُ والحقُّ والعدلُ ولما توجبه الأوامرُ والنواهي، التزاماً بقوله تعالى: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". نودِّعُه وليس لنا إلّا أن نقدِّمَ شهادةَ حقٍّ بشيخٍ مستحقّ، كلمةَ صدقٍ ووفاء علّمنا إيَّاها سلفُنا الصالحُ وشيوخُنا الأتقياء، بألّا ننطقَ عن هوىً ولا نشهدَ إلَّا صادقين، وتلك هي وصيَّةُ الشيخ سلمان الدائمة، وهذا هو خطابُه الراقي الموسومُ بهدوئه وحبِّه ولطافتِه. المرحوم الشيخ أبو يوسف سلمان، علَمٌ من أعلام مسلك التوحيد، ومثالٌ أعلى من كوكبة الشيوخ الأتقياء الأنقياء،عقيدةً ومسلكاً، علماً وعملاً؛ خصالٌ توحيدية متلازمة، وولاءٌ صادقٌ راسخ، واعتقادٌ زاده الزهدُ ثباتاً وأغناهُ الجهادُ وأحياه الذكرُ الحكيمُ والمذاكرةُ المبارَكة. المرحوم الشيخ سلمان منذر؛ نورٌ طالعٌ من بساطة البيوت الطاهرة المبنيّة على أعمدة الحقِّ والمعروف والتوحيد، ونفحةٌ عطرة من نفحات أهل الورع والرضا والعفاف، وقلبٌ نابضٌ بالعزم والمروءة؛ وداعةٌ تختزنُ الشجاعة، وقعودٌ يعلّمُ الصعود، وصدقُ انعتاقٍ يطهّرُ الأخلاق، وبعبارةٍ موجَزة تختزلُ كلَّ العبارات، هو مدرسةٌ في الصبر والاحتمال والترفُّع عن المكاسب والمطالب سوى ما يحفظ الدينَ وأهلَه وما يصونُ المجتمع". 

 وتابع: نودِّعُه اليومَ وفي القلب غصّة وفي العين دمعة، كيف لا؟ وهو ذلك الوجهُ الصَّبوحُ البشوشُ الذي كنَّا نطمئنُّ دائماً إليه ونُلقي همومَنا بين يديه، وهو ذلك العقلُ الراجح الذي كان كبارُ مشايخِنا يركنون إلى رأيه السديد ونظره البعيد، وذلك القلبُ الجسورُ الصابرُ على المرض والألم الذي كنَّا نتعلَّمُ من نبضاته حقيقةَ معنىالشكرِ والحمد والرضا والتسليم. وهو ذلك الشيخُ العارفُالواثقُ المشهودُ له بسلامة النيّةِ وطهارة الطويّة، وقد كان موئلاً صالحاً للطالبين، ومرجعاً ناصحاً للسالكين، وملجأً دافئاً للقاصدين. مشايخَنا الأجلَّاء، إخوانَنا الأعزّاء، عائلةَ منذر الكريمة، أقاربي آل سريِّ الدين، أهلَنا في بزبدين، إنّنا في مقام مشيخة العقل إذ ننعى شيخَنا الحبيبَ إلى جَمع الموحِّدين، وإذ نعبِّرُ عن بالغ الحزن والأسى، فإننا لا نزيدُه منزلةً عند خالقِه، ولا نهبُه رفعةً عند إخوانه وعارفيه، فمقامُه محفوظٌ في سجلّ الأولياء الصالحين وعملُه محفورٌ في قلوبِ إخوانِه الموحدين، والكلُّ يُدركُ أنّ زارعَ الخير يلقَ الخير، وأن السيرةَ الطيِّبة تبقى مدرسةً للأجيال، تنطقُ بالحقِّ وتقولما يجبُ أن يقالَ في الشيخ سلمان وفي أمثالِه من التُّقاة الثِقات. شيخَنا الحبيب، تقفُ شهادتُنا الصادقةُ بكم عند حدود ما تكرَّمَ به مشايخُنا الأصفياءُ صبيحةَ هذا النهار، بتتويجِكم بالعمامة "المُدوَّرة" من يدِ شيخِنا الجليل الشيخ أبي صالح محمد العنداري والشيخ أبي فايز أمين مكارم وأيدي المشايخ الأطهار وقلوبِهم النقيَّة التي رافقتهم من قريبٍ ومن بعيد. تلك هي الشهادةُ الأرفعُ، منها نستمدُّ البركةَ، ولروحكم نسألُ الرحمةَ، قائلين ما قلناه لصهركم الجليل المرحوم الشيخ أبي سليمان حسيب الحلبي يوم تتويجه المستحقِّ بها:   زَهَتِ  العِمامةُ بالمُعَمَّمِ   عندما ﭐعتمرَ التُّقى  من قبلِ أن يَتعمَّما بلطافَةٍ     وبعِفَّةٍ،     بصفائه لَبِسَ الصفاءَ،  كما البهاءُ، مُكرَّما فابيضَّ منه  التاجُ   مثلَ  فؤادِه والوجهُ  مثلَ  الثَّغرِ  نوراً   تَمتَما". 

 وختم شيخ العقل: "رحمةُ الله على أرواحِكم الطاهرة النقيَّة، نفَّعنا الله ببركاتِكم وألهمنا السَّيرَ على خُطاكم والعملَ لتحقيق ما كنتُم تحثُّون عليه من حفظ الدين والمجتمع. عظّم الله أجوركم جميعاًوأكرمنا وإيَّاكم برضا الله سبحانه وتعالى وبشهادة مشايخِنا، فهنيئاً لمن خُتم له بالسعادة وكان مقبولاً وكانت شهادةُ إخوانِه ناصعةً كما العمامةُ التي استحقّها فقيدُنا الغالي الشِيخ سلمان، مباركٌ له الختمُ والختام، والحمدُ لله في كلِّ حالٍ وعلى الدوام". 

 وكانت القيت قصيدتان من الشيخ منذر عبد الخالق ومن الشيخ د. وجدي الجردي، وكلمة باسم مشايخ البلدة للشيخ ابي هلال ماجد سري الدين. وبعد ذلك أمّ سماحة شيخ العقل الصلاة والى جانبه المصلّي الشيخ سلمان ماهر، ليوارى جثمان الفقيد في الثرى في البلدة. ووردت برقيات تعزية عدة بالمناسبة من سوريا والأردن وفلسطين وبلاد الاغتراب.

 

 

تصوير: وسام حميدان

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan