نعيم قاسم: قيادة المقاومة هي التي تُقرّر متى تُقاوم وكيف تُقاوم

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jan 04 25|21:18PM :نشر بتاريخ

 القى الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة في ذكرى استشهاد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قال فيها: 

"نُحيي اليوم الذكرى الخامسة لشهادة القائد الكبير الشهيد قاسم سليماني، والقائد الكبير الشهيد أبو مهدي المهندس ومن استشهد معهما من رفاقهما. ولكن سأبدأ بتبريك للأمة الإسلامية على بداية شهر رجب الأصب، الذي يصبّ الله تعالى فيه الرحمة صبًّا على عباده، فلنستفد من هذه الرحمة الإلهية ولنتقرّب إليه بالعبادة. ونُبارك لكم ولادة الإمام الخامس من أئمة أهل البيت عليهم السلام، الإمام الباقر في الواحد من شهر رجب. ونُبارك لكم ولادة الإمام الهادي، الإمام العاشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام في الثاني من شهر رجب. كما نُعزّي بشهادة الإمام الهادي في الثالث من شهر رجب على رواية من الروايات".

أضاف:" الشهيد القائد قاسم سليماني، هو قائد استراتيجي على المستوى الفكري والسياسي والجهادي، لمسنا هذا الأمر من خلال حركته وطريقة تفكيره وخططه وما أنجزه على الساحة الجهادية والسياسية بشكل مباشر. ارتأيت أن أتحدّث عن ثلاث نقاط بارزة في شخصية هذا القائد الاستراتيجي، قائد محور المقاومة وسيد شهداء محور المقاومة:

أولًا، انطلق الحاج قاسم من أصالة الإسلام، من الإسلام المحمدي الأصيل على خطّ الإمام الخميني ، وعلى نهج الإمام الخامنئي. كان مصداقًا للآية الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، ما هي النتيجة؟ "يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، هذا في الآخرة، "وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ".

النقطة الثانية، أنّ الشهيد قاسم كشف أمريكا ومُخطّطاتها وخاصة في العراق وأفغانستان وتبنّي أمريكا لداعش، وواجه هذه المنظومة وأسقط مشاريع أمريكا المُتنقّلة في هذه المنطقة. كذلك كشف إسرائيل، الأداة الإجرامية الخطرة التوسعية الموجودة في المنطقة والتي ترتكز على احتلال فلسطين، لكنّها تُريد احتلال المنطقة بأسرها. سدّد لإسرائيل ضربات قاسية جدًا من خلال تحديد البوصلة أنّها بوصلة فلسطين وتحرير فلسطين والقدس، كان قائدًا لفيلق القدس وقائدًا لمحور المقاومة وعمل بشكل دؤوب في هذا الاتجاه واستطاع أن يٌعيد لفلسطين تألّقها من خلال مركزية المواجهة المقاوِمة في فلسطين ضدّ العدو الإسرائيلي.

النقطة الثالثة، عمل الشهيد قاسم سليماني على قابليات الشعوب في المنطقة، يعني هو جاء إلى المنطقة وجد شعوب مؤمنة طيبة طاهرة لديها قابلية، عزّز هذا الأمر، وفّر الإمكانات المناسبة، جاء إلى المنطقة وكان مع مُجاهديها، ساهم ليل نهار بتوفير الإمكانات والتدريب والقدرات وتصحيح الرؤى وعمل على مُحاولة ربط بين هذه الساحات بطريقة تستفيد من بعضها لمصلحة فلسطين المحتلة، له الفضل فيما نراه اليوم من صمود وثبات واستعادة القضية الفلسطينية لحضورها وعالميتها وانتعاشها مُجدّدًا لتكون القضية المركزية الأولى لأهل المنطقة وللمسلمين ولأحرار العالم".

وتابع قاسم: "أستعير من سماحة إمامي وقائدي التعبير الذي استخدمه بحق الشهيد سليماني، قال: "سليماني مدرسة"، وقال: "ستُحقَّق كل أهداف الحاج قاسم بفعل عظمة روحه ودمه وعلى أيدي إخوانه وأبنائه وتلامذته المقاومين والمجاهدين من كل شعوب أمتنا التي ترفض الذل والخضوع للمستكبرين والمستبدين". وأستعير كلمة من حبيب قلبه ورفيق جهاده العاشق المحب سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الذي قال عنه: "وصل الأخ الحبيب والقائد العظيم الحاج قاسم سليماني إلى غاية آماله وتحقّقت له أغلى أمنياته ونال وسام الشهادة الرفيع ليكون بحق سيد شهداء محور المقاومة.

الشهيد قاسم أنموذج ورائد وعلم وراية، آثاره ستستمر في مواجهه إسرائيل إن شاء الله تعالى حتى تزول من الوجود، وأمثولة في مواجهه الاستكبار الذي يدعم هذا الكيان الغاصب".

وعن الشهيد أبو مهدي المهندس فقال: "هو علم من أعلام العراق، دوره أساسي وكبير ومُؤثّر في قيادة هذه الثلّة المؤمنة، المجاهدة، للتحرير من صدام اللعين وأمريكا الشيطان الأكبر وداعش التي غزت العراق، هذا نموذج للالتزام الحقيقي الذي قام به الشهيد أبو مهدي المهندس. هو نموذج للالتزام الولائي، وتحت سقف المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، دوره كبير في تأسيس الحشد الشعبي، هو راية خفّاقه في سماء الأمه على طريق فلسطين وعزّة العراق ودحر الاحتلال الأمريكي.

نماذج رائعة في ذكراها السنوية، كل التعزية والتبريك لهما وللشهداء الذين كانوا معهما، كل التعزية والتبريك للشهداء الأبرار، لعوائلهم وبلدانهم ومُحبّيهم والأمة الإسلامية، كل التعزية والتبريك لصاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء".

وفي الملف السياسي قال الشيخ قاسم:" أولا، عند اجتياح العدو الإسرائيلي للبنان ووصوله سنة 1982 إلى العاصمة بيروت خلال أيام، بقينا نُقاوم كمقاومة إسلامية ومقاومة وطنية وكل المقاومين الشرفاء من سنة 1982 إلى سنة 2000 حتى حرّرنا هذه الأرض، تحرّرت خلال ثمانية عشرة سنة ببركة المقاومة، لكن العبرة أنّ إسرائيل وصلت إلى بيروت خلال أيام. أما في سنة 2024، في عدوان أيلول، حاولت إسرائيل لمدة أربعة وستين يومًا قبل وقف العدوان أن تتقدّم مئات الأمتار وكانت صعبة عليها ودفعت ثمنًا كبيرًا من جنودها وجيشها وضباطها، ولكن لم تتمكن أن تتقدّم أكثر من مئات الأمتار على الحافة الأمامية، لماذا لم تتمكن من الوصول إلى جنوب نهر الليطاني؟ لماذا لم تتمكن من الوصول إلى النهر؟ لماذا لم تتمكن من الوصول إلى بيروت؟ لأنّ المقاومين المجاهدين الصامدين الأسطوريين صمدوا ووقفوا بوجه العدو الإسرائيلي، هذا ردع، ما هو الردع؟ عندما تكون أمام جيش يأتي بخمس فرق تعدادها اثنان وسبعون ألف جندي وضابط من أجل أن يخترق الحدود ومن أجل أن يصل إلى النهر أو أبعد من النهر ولا يتمكن من ذلك، ألا يعني أنّ المقاومة قوية ورادعة ومُؤثّرة وتُعطّل أهداف العدو؟ رغم التدمير الواسع الذي قامت به إسرائيل والعدوان الإجرامي الذي لم يترك لا بشراً ولا حجراً ولا أي شيء، مع ذلك عقد الاتفاق الذي طلب فيه العدو وقف إطلاق النار ونحن وافقنا من خلال الدولة اللبنانية على وقف إطلاق النار، عندها، عند وقف إطلاق النار، كانت لدى المقاومة قدرة وازنة وحضور مُقاوم وازن ومُؤثّر، يعني لم تنتهِ المعركة ولم يحصل الاتفاق على أساس أنه لم يعد هناك قدرة ولم يعد هناك إمكانية، أبدًا، هو بسبب القدرة، بسبب الإمكانية، بسبب المقاومين، بسبب الجهاد، بسبب العزّة، بسبب القوة، بسبب الصمود والتضحية والعطاءات، أرغم هذا العدو على أن يطلب وقف إطلاق النار، إذًا لدى المقاومة قدرة وازنة. هؤلاء المقاومون الذين يمتلكون الإرادة الصلبة والعزم الاستشهادي الذي يرفض الاحتلال. لا تنسوا، واجهنا عدوانًا غير مسبوق، صمدنا كمقاومة وصمد شعبنا وصمد لبنان، وكسرنا معًا شوكة إنهاء المشروع المقاوم، كسرنا شوكة إسرائيل، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق هدفها، صحيح أنّ التضحيات كانت كبيرة، ولكن المعبر لبقائنا أعزّة هي أن نُقدّم هذه التضحيات الكبيرة، هو إذا لم تُقدّم هذه التضحيات الكبيرة النتيجة ماذا؟ النتيجة أن يتوقف الإنسان؟ النتيجة ألا يُقاوم؟ النتيجة أن تدخل إسرائيل وأن تحتل وأن تصل إلى بيروت؟ لا، نحن أعزّة، ستستمر المقاومة إن شاء الله تعالى".

أضاف:" بعد معركة أولي البأس، هناك نتائج أصبحت محفورة وهذا يجب أن نراه، بعد معركة أولي البأس لا إمكانيه أن يستمر الاحتلال في لبنان من دون مقاومة، ولا إمكانية أن يتمكّن العدو الإسرائيلي من الاجتياحات كما يريد، ولا إمكانية أن يُؤسّس منطقة خاصة يصنع فيها جيشًا له يقتطعه من لبنان، ولا إمكانية لمستوطنات إسرائيلية. انتبهوا، هذا الذي حصل في معركة أولي الباس قطع الطريق أمام إسرائيل ليكون لها آمال في لبنان بسبب المقاومة والشعب والجيش وهذا التكامل الموجود. إذا أردتم المقارنة انظروا إلى ما حصل في سوريا، احتلّ في الجولان مساحة تُساوي مساحة غزة مرة ونصف، ضرب كل قدرات الجيش السوري والشعب السوري، وبالتالي هو يسرح ويمرح ويتصرّف كما يريد ليُعطّل إمكانات سوريا إلى أمد طويل وليضمن ألا تكون هناك مواجهة له من قبل السوريين. أعتقد أنّه في المستقبل سيكون للسوريين، للشعب السوري، دور في مواجهة إسرائيل، لأنّه شعب مُقاوم وشعب شريف وشعب له تطلّعات نحو العزة والحرية. لكن هذه المقارنة يجب أن تكون أمامنا، كان يمكن أن يحصل في لبنان كما حصل في سوريا لولا المقاومة، يجب أن يُسجّل هذا الأمر، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية، المقاومة خيار، خيار ثقافي، خيار إيماني، خيار سياسي، خيار جهادي، هذه المقاومة مُقابلها التسليم للعدو بما يُريد أن يصنع خشية أن يُؤذينا مرحليًا، لكنّه يأخذ كل شيء للمستقبل، نحن اخترنا المقاومة كخيار إيماني، هي خيارنا لتحرير الأرض وحماية السيادة ونصرت فلسطين والحق في مواجهه الاحتلال التوسعي الإسرائيلي. هذه المقاومة عادة حتى تتمكّن من فعل شيء يجب أن تكون حاملة لأمرين:

الأمر الأول، الإيمان والاستعداد.

الأمر الثاني، الاستعداد العملي والإمكانات العملية التي تُترجِم هذا الإيمان".

وجدد تأكيده أن "قيادة المقاومة هي التي تُقرّر متى تُقاوم وكيف تُقاوم وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدمه، يعني لا أحد يتصور أنّه والله موجود مقاومة أي كلما حصل حادث على المقاومة أن تتصدّى، على المقاومة أن ترد، من يضع قواعد للمقاومة؟ المقاومة تضع قواعدها، لذلك لا يوجد جدول زمني يُحدّد أداء المقاومة، لا بالاتفاق ولا بعد انتهاء مُهلة الستين يومًا في الاتفاق، لقد قلنا بأنّنا نُعطي فرصة لمنع الخروقات الإسرائيلية وتطبيق الاتفاق وأنّنا سنصبر، لا يعني هذا أنّنا سنصبر لمدة 60 يومًا ولا يعني هذا أنّنا سنصبر أقل أو أكثر من 60 يومًا، صبرنا مرتبط بقرارنا حول التوقيت المناسب الذي نُواجه فيه العدوان الإسرائيلي والخروقات الإسرائيلية، قد ينفذ صبرنا قبل 60 يومًا وقد يستمر، هذا أمر تُقرّره القيادة، قيادة المقاومه هي التي تُقرّر متى تصبر ومتى تُبادر ومتى ترد. أنا أتمنى ألا تتعبوا أنفسكم كثيرًا لا بالتحليلات السياسية ولا ببعض التصريحات، أنّه ماذا سيفعل حزب الله إذا مرّ 60 يومًا؟ ماذا سيفعل حزب الله قبل ذلك مع الاعتداء؟ عندما نُقرّر أن نفعل شيئًا سترونه مباشر وبالتالي لا توجد قاعدة تعني السكوت أو المبادرة هذا هو قرارنا. أما الاتفاق فهو يعني حصرًا جنوب نهر الليطاني وهو يُلزم إسرائيل بالانسحاب. والدولة الآن، ونحن منها، هي مسؤولة عن أن تُتابع مع الرعاة لتكف يد إسرائيل ويُطبّق الاتفاق. معركة أولي البأس ثبّتت مشروعية وأهمية المقاومة التي خرجت مرفوعة الرأس ومنصورة بكسر مشروع الاحتلال ومنع إنهاء المقاومة".

وقال:" يُطلقون توصيفات كثيرة على نتائج العدوان الإسرائيلي ليهزموا المقاومة وبيئة المقاومة نفسيًا، أنا سأذكر بعض التعابير التي يقولونها حتى الناس يكون واضح عندها ولا تتأثّر من مُجرّد بعض الكلمات التي تفتقر إلى الحقائق وإلى الوقائع. يقولون المقاومة ضعُفت لكنهم يغفلون عن أنّها بعد إرباتها عشرة أيام بعد شهادة سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)، بعد عشرة أيام بدأت بالتعافي وكل المحللين وكل الناس رأوا كيف أنّها عادت إلى الميدان بقوة، ومع الاتفاق خرجت قوية ببركة المقاومين والشعب والمحبين والشهداء والجرحى والأسرى وكل أولئك الذين قدّموا أغلى ما عندهم، إذًا المقاومة قوية.

يقولون ضرب العدو إمكانات المقاومة، حسنًا، إذا ضرب إمكانات المقاومة ما الذي كان يُوقف العدو لحدود 64 يومًا وعندما خرج العدو بهذا الاتفاق مع الدولة اللبنانية بقيت الإمكانات موجودة وكان لديها قدرة أن تستمر فترات طويلة، إذًا الإمكانات موجودة، يقولون المقاومة تراجعت، أقول لهم المقاومة إيمان وقناعة أولًا، المقاومة ليست سلاح يا جماعة، المقاومة إيمان، هذا الإيمان قَوِيَ وتصلّب وتجذّر، اذهبوا واسمعوا الأطفال، اسمعوا النساء، اسمعوا الشيوخ، شاهدوا هؤلاء الجرحى من أثر البايجر أو من أثر المعارك التي حصلت، اسمعوا ماذا يقولون، مستعدون أن تتكرّر جراحاتهم ومستعدون أن يعطوا أولادهم الآخرين ومستعدون أن يبقوا في المعركة ومستعدون أن يُقدّموا كل شيء، هذا يعني أنّ المقاومة تجذّرت أكثر وأصبحت أقوى وهي ستُعلّم الأجيال القادمة. المقاومة لم تتراجع، ازدادت وستزداد، معنوياتنا عالية رغم الجراح والآلام، "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ".

يقولون استشهد عدد كبير، خير إن شاء الله، إن شاء الله أنتم تظنون أنّه إذا استشهد لنا شهداء معنى ذلك أنّنا خسرنا؟ لا، الشهادة مطلب عند هؤلاء، لأنّ كل واحد من هؤلاء جاء أجله، يدعو الله عزّ وجل يا رب عندما يأتي أجلي أريد أن أكون في قلب المعركة، وهذا أرقى نموذج فوق كل ذي بر بر حتى يُقتل الرجل في سبيل الله فليس فوقه بر، لذلك نحن عندما نقول عن الشهيد نريد أن نتحدث مع عائلته نقول نُعزّي ونُبارك، نُعزّي بفقد الأحبّة وهذا أمر طبيعي ولكن نُبارك أنه وصل إلى ما تمنّى، دماء الشهداء من ناحية تنفعه في مقامه ومن ناحية أخرى تُعزّز مسيرة الجهاد وتُراكم التضحيات والقوة من أجل تحقيق الانتصار. قال تعالى في كتابه العزيز "وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ"، الشهداء يُحيون مستقبلنا على درب الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه الذي استشهد مع أكثر من 70 من أصحابه وأولاده وعائلته وسُبيت النساء وزينب كانت الإعلامية الأولى التي عبّرت عن هذه الحادثة فكانت النتيجة أنّ شهادة الإمام الحسين عليه السلام أحيت الأمه من بعده ونحن من بركات هذه الشهادة نقف دعمًا للحق في وجه الباطل.

يقولون الأضرار المادية كثيرة، هذا اختبار، هذا امتحان، لم نسقط في الامتحان الحمد لله تعالى، والأضرار المادية تُعوّض إن شاء الله تعالى، المهم أنّ المشروع لم يسقط".

واشار الى أن "هناك عبارة أنا وأحضّر الخطاب جاءت في بالي، كل ولادة يترافق فيها الألم والأمل، حتى الطفل عندما يأتي إلى الحياة يخرج وهو يبكي، لاحقًا هذا الطفل هو الذي يُصبح عظيمًا، كل ولادة يترافق فيها الألم والأمل. معركة أولي البأس ولادة جديدة للبنان العصي على الاحتلال ويحمل أمل المستقبل بشموخ أبنائه، بشموخ أرزه، عزيزًا، سيّدًا، مستقلًا، لا تتحكّم فيه أمريكا وإسرائيل. على كل حال لاقونا وستجدون المستقبل. البعض يحاول أن يتفلسف بأنّه يا مساكين "مدري شو صار معكم"، لا، أبدًا، هذا اختبار نجحنا فيه والحمد لله تعالى، وعلى كل حال ياما هناك أناس مزعوجين، ممغوصين، متوترين يجرون تحليلات ويرمون الاتهامات ويكونون هم المتألمون لأنه لم يكونوا متوقعين أنّ المقاومة ستخرج قوية، عظيمة، رأسها مرفوع، أعطت عطاءات وتضحيات لكن هذه هي التضحيات التي تُؤسّس للمستقبل".

واردف: "نحن اليوم يجب دائمًا أن ننظر نظرة إنسانية ونظرة حق، بالله عليكم أيُعقل الذي يحصل في فلسطين وفي غزة؟ أكثر من 155000 شهيد وجريح وأكثر من مليونين ينتقلون من مكان إلى آخر تحت الخيم وفي الشتاء وإسرائيل تُجوّعهم وتُبيدهم وتقتل منهم والمجازر اليومية أصبحت بشكل عادي وطبيعي، وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والدول الكبرى كلّها تتفرّج، أليس هذا ظلم واستبداد وشيطنة وانحراف يجب مواجهته؟ مع كل هذا الذي يحصل ما هذا الشعب الفلسطيني العظيم، الاستثنائي، التاريخي، هذا الشعب الذي 13، 14، بل 15 شهرًا هو صامد يتحمّل والمقاومة مستمرة، هذا شعب يستطيع الإنسان أن يقول أنّه من أرقى إن لم يكن أرقى الشعوب في العالم بالتضحيات والعطاءات التي يُعطيها، هذا شعب سيبقى حيًّا، مقاومته ستبقى، نعم هم دمّروا البيوت، والأطفال قتلوها، والنساء قتلوها، لكن العقيدة بقيت وستبقى والمقاومة مستمرة" .

وحيا الشيخ قاسم "قيادة اليمن وشعب اليمن وجيش اليمن، ما هذا اليمن الذي أعطى نموذجًا رائعًا، من بعد يقدر في كل العالم من الدول العربية والإسلامية والتي تدّعي الإنسانية أيضًا أن يقول والله أنا لست قادرًا؟ شاهدوا اليمن، اليمن الفقير بإمكاناته، الغني بشعبه وقيادته، الغني بإيمانه وصلابته، شاهدوا ماذا يفعل، من لا شيء يعمل شيء في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي، ليس العدو الإسرائيلي فقط، العدو الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا ومن معهما، كلهم يقاتلون من أجل الظلم الإسرائيلي والإبادة الإسرائيلية، أين نحن يجب أن نكون؟ بهذا بالمكان يجب أن نكون وليس بالمكان الآخر، لا يُقال أنّه لماذا تقاتلون؟ يُقال لماذا أنتم لا تقاتلون من أجل الحق؟ هذا السؤال المركزي".

وختم الشيخ قاسم: "إنّنا كحزب الله حريصون على انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل بتعاون وتفاهم في جلسات مفتوحة، وهذا التوافق هو فرصة سانحة لنقلب صفحة باتجاه الإيجابية في لبنان. الإلغائيون لا فرصة لهم، المستقوون بالأجانب لا يستطيعون تمرير هذا الاستحقاق باستقوائهم، نحن نريد إنجاز 9 كانون الثاني باختيار رئيس جديد لمرحلة جديدة إيجابية وتعاونية تُؤدّي إلى الاستقرار ونعمل على أساس تثبيت وتكريس الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية وكل أشكال التعاون الداخلي من أجل أن ننهض ببلدنا ونؤدي قسطنا للعلا في التعاون وفي إعمار بلدنا".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan