جعجع: في المعارضة مرشحان لرئاسة الحكومة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jan 10 25|01:39AM :نشر بتاريخ
أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن من"حق الدولة احتكار حمل السلاح. اما بماذا يمكن للدولة اللبنانية، وأكرر الدولة اللبنانية، مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، الجواب بممارسة الحياد الإيجابي. انها عبارات وردت في خطاب القسم وتشكل خطة عملنا كقوات لبنانية خلال الستة أشهر المقبلة. اما ثلاثية جيش وشعب ومقاومة فانتهت وولىّ زمنها".
قال جعجع، في حديث تلفزيوني، إنه يُفترض تهنئته بانتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية وكذلك تهنئة جميع اللبنانيين، باعتبار أن هذا "الانتخاب مختلف تماما، اذ إنه منذ ثلاثين سنة وللمرة الأولى يُنتخب رئيس، لا على يد النظام السوري ولا على يد الممانعة. من هنا ابارك لجميع اللبنانيّين الذين كانوا يأملون التخلص من المرحلة السابقة".
جعجع شدد على أن من الواجب ان نعمل جميعنا في سبيل قيام لبنان ولا يفترض قول أي كلمة ليست في مكانها، ومجرد مجيء جوزيف عون الى الرئاسة في لبنان هو تعبير عن مرحلة جديدة مختلفة تماماً عما كان سائداً ولا أريد ابداً إستخدام عبارات من وحي كسر طرف أو ما شابه".
وكشف عن "أننا في علاقة مع العماد جوزيف عون منذ تسع سنوات حتى اليوم، وأذكر تاريخ اندلاع الثورة في السابع عشر من تشرين 2019 يوم لم يبق من ضغط الا وقام به ميشال عون وجبران باسيل والثنائي ليكسر تلك الثورة، لكنه لم يتجاوب معهم بأي شكل من الأشكال، وجوزاف عون يعرف ان من ينتج رئيساً للجمهورية هي الكتل النيابية لا الناس الموجودة في الطريق، وعلى رغم ذلك، اتخذ موقفاً مبدئياً بعدم "كسر الناس" ولو على حساب طموحه او رغبته بتبوء سدّة الرئاسة، وهذا امر يشهد له".
ولفت إلى وجوب استقامة العمل السياسي "ونحن جمهوريون وديمقراطيون ومستقيمون، وما حصل اليوم ليس استقامة في العمل السياسي باعتبار انه كي يستقيم الأخير، على السياسي ان ينال منصباً سياسياً وعلى العسكري ان ينال منصباً عسكرياً، لكننا تخطينا ط هذه الاعتبارات كلها أمام دقة الأوضاع والاعتبارات الأساسية. هنالك حادثة اخرى يُشهد للرئيس عليها، وهي انه يوم كان قائداً للجيش لم يسمح للمخابرات بالتدخل في أي أمر".
وسأل: "هل كان يمكن لأي قائد جيش ان يعطي أوامر للجيش كما فعل العماد جوزاف عون في عين الرمانة لضبط الوضع؟".
وأشار الى ان "لدى انعدام قيام الحياة السياسية استوضحنا الافق السياسي للعماد عون وحين التقيت به أخيراً، قلت له "معقول جنرال أن ينتخب أحدٌ أحداً لم يشاهده ولا مرةً " وكان المطلوب في هذه الجلسة ان نسمع ما سمعناه في خطاب القسم، لكن من اين لنا ان نعرف ان خطاب القسم كان سيتضمن ما تضمنه، ان ما سمعته في هذا الخطاب هو تماماً ما سمعته في الغرفة المغلقة".
وقال: "كتشبيه لما حصل فهو ولادة قيصرية، وانا كنت افضّل ولادة طبيعية لكن عندما اكتشفنا ان ذلك غير ممكن اتجهنا نحو الولادة القيصرية، علما انه حكماً كان يفترض ان استمع للرئيس جوزيف عون، فكيف ننتخبه وانا لم أره يوما، كما لم اسمعه وهو يتكلم في السياسة".
جعجع رفض نظرية التوافق التي يسوق لها البعض، قائلاً: "هذا الجو غير صحيح، وتفسيري الشخصي لما حصل هو أن جماعة الممانعة لم تستطع الا التصويت للعماد جوزاف عون. هي انطلقت من فرنجية الى البيسري ثم الى جوزيف عون، ولا بد من الإشارة الى أن واحدا وسبعين صوتاً ليس رقماً قليلاً وهو يبلغ اكثر من نصف المجلس النيابي".
وعن مداخلة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في البرلمان، قال جعجع: هؤلاء الذين يطرحون موضوع السيادة، هل تركوا مع حلفائهم اي سيادة في لبنان. ربما نظرياً تدخل بعض الاطراف الصديقة، ولكن لو تركوا دولة ومؤسسات وسيادة ووطنا، هل كان أحد ليتدخل في لبنان؟ وبالتالي كل ما يشتكي منه باسيل هو من صنع أياديهم".
أضاف: العرف له قوة القانون، والسابقة باتت عرفا والعرف يمكنه ان يتكرر في أي وقت. لست سعيداً بهذا الامر لكن هم من قاموا بهذه السابقة، واليوم وللأسف بات العرف له قوة الدستور ."
وأشار رئيس القوات إلى "انها المرة الاولى التي نسمع كلاماً مشابهاً لخطاب القسم الذي ألقاه جوزاف عون، ولدينا الكثير من الارتياح، وحتى الآن المبادئ العامة التي كانت مولجة اليه كقائد جيش عمل على ترجمتها ومن هنا نتوقع كل خير."
وكشف عن أنه لمس لدى الرئيس الجديد" وعياً تجاه موضوع سلاح حزب الله، كما حكمة بترجمة هذا الامر على الارض، والحزب بات يعلم ان الامور لم تعد في إطار المزح الا اذا وجد من يتواطأ معه. من هنا اهمية وصول العماد جوزيف عون الذي لن يتواطأ، ولديه من الشخصية ما يكفي ليطبق القرارات الدولية، ولا ننسى ان من اهم المعايير في السلطة الهيبة، واتوقع ان تطبع الهيبة العهد الجديد."
وأشار الى ان الثنائي " لا يتفق مع الرئيس جوزيف عون منذ زمن، لأنه ببساطة كان يرفض ما كان يطلبه منه من امور غير منطقية، ولا يمكنني تحديد فترة سماح لتطبيق ما طرحه الرئيس الجديد، إذ ان هناك طرفا إسرائيليا ايضاً وعلى الأمور ان تسير بالتوازي، وعلينا البدء بالعمل، واظن ان الاشهر المقبلة ستوضح الامور، وانني لست متشائماً."
واعتبر أن " كل شيء نسبي وخيار العام 2016 خيار له علاقة بزمنه وظروفه وبما كان مطروحاً ، والاسف على ميشال عون كبير، لكن ما كان هناك خيار آخر، وكان لدينا توجسات كبيرة غير موجودة اليوم مع جوزاف عون الذي تعاطينا معه 8 سنوات كقائد جيش وكانت تجربة مقبولة."
وتوجه إلى القواتيين الذين كانوا ينتظرون ترشحه للرئاسة بالقول: "أقدر عاطفتكم لكن كل شيء له ظروفه، والظرف لم يكن ملائماً، وبكل صراحة المجلس النيابي لا يتحملني ولا أحد يخيفني ولا أحد يرغبني، وهناك مجموعة مصالح "بخربها بثانية"، وبالتالي أي رئيس يشبهني غير مقبول بالنسبة إليهم".
وقال: "السعودية انكفأت عن لبنان لأنها اعتبرت أن لا دولة في لبنان واستمرت بالتعاطي مع بعض اصدقائها، وهي قدمت المليارات للدولة اللبنانية و"ربك يعرف اين اختفوا"، أما الآن فالمملكة مهيأة للعودة كصديقة للبنان كما كانت في تاريخها، لكن اللهمّ إن عاد لبنان الى نفسه كدولة شفافة."
ورداً على سؤال أجاب "حاولنا بعد انتهاء الحرب، الاتفاق على شيء مع الرئيس بري ومن وراءه، لكن لم نتمكن. قبل خمسة عشر يوماً وفي اطار سعينا إلى التوافق، ارسلت مع ملحم الرياشي رسالة تتضمن عشرة اسماء ليسلمها إلى علي حسن خليل كي يسلمها بدوره إلى بري ولكن لم نتلق جواباً. الاثنين طلبت من ملحم التواصل مع علي حسن خليل ليبلغه عن اسمين مطروحين على طاولة المعارضة، جهاد ازعور أو زياد حايك، ليأتي الجواب الثلاثاء ليلاً: "لا نشي بواحد من هؤلاء"
واردف: "لا اعتبر ما حصل في الجلسة اليوم توافقاً ، لقد حاولت ان ننتج توافقاً حقيقياً، وفي تقديري لم يكن في استطاعتهم عرقلة انتخاب جوزاف عون".
وعن إمكان تسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، قال: "القصة مش قصة صحبة"، شئنا أم أبينا ميقاتي كان مع الطبقة الحاكمة، وفي المعارضة مرشحان هما اشرف ريفي وفؤاد مخزومي، وكمعارضة لا يمكننا الا ان نكون منسجمين بالحد المقبول مع ذاتنا ولا يمكن ان نرشح أحداً آخر."
ولفت إلى ان المداورة في الوزارات أمر طبيعي، وسنسعى مع الرئيس جوزاف عون إلى تثبيتها ."
وعن مشاركة القوات اللبنانيّة في الحكومة المقبلة قال: "من الطبيعي سندخل الى الحكومة ولسنا مع حكومات لا قرار، وسنضع خطوطا عريضة، وخطاب القسم يوضح طبيعة البيان الوزاري. مع جوزاف عون تحدثنا عن آلية التعيينات وضرورة ان تخضع التعيينات كلها للآلية الدستورية."
وتابع: " إذا كان هناك من حكومة جدية، من ناحية رئيسها ووزرائها ولجهة توزيع الحقائب، بالأضافة إلى جملة من المعايير، سنشارك فيها حكما."
ورأى أن "من المعيب طرح موضوع الجيش مع جوزاف عون وهو بيته، وحتى اشعار آخر سأستمر باعتبار قائد الجيش هو جوزاف عون وستبقى له كلمته في الجيش."
اما عن امكان دعم "القوات" لطوني قهوجي لقيادة الجيش، فاكتفى بالقول " للبحث صلة."
واكد جعجع "أننا لن نترك شيئاً يمكننا القيام به في أي موقع سنشغله الا وسنقوم به، وسنحاول ان نكون في مواقع حساسة، وإن حصل ذلك حكماً سيكون هناك فرق كبير".
وقال" أنا ضنين جداً بترتيب الأمور في البلد، لكن من المهم ان تكون سجلاتنا بيضاء. وأشار إلى ان الجلسة التي دعا اليها الرئيس بري اليوم كان من المفترض ان يدعو اليها في تشرين 2022، هناك تأخير لنحو سنتين وشهرين في هذا الموضوع."
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا