لاريو: دعا القادة في دافوس إلى التركيز على دفع عجلة النمو والإستقرار
الرئيسية اقتصاد / Ecco Watan
الكاتب : المحرر الاقتصادي
Jan 17 25|22:16PM :نشر بتاريخ
حث رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة الفرو لاريو، "قادة الأعمال والعالم على الاستثمار في المناطق الريفية للتصدي للفقر والجوع وأوجه عدم المساواة تمهيدا لتحقيق الاستقرار العالمي".
وحذر لاريو من ان "الهجرة القسرية وتضخم أسعار المواد الغذائية وتسارع تغير المناخ، كلها علامات تحذيرية لعالم مجزأ يهدد الاستقرار والأمن الغذائي بشكل كبير. يمكن معالجة كل هذه التحديات من خلال الاستثمارات في المناطق الريفية التي توفر فرص عمل لائقة للشباب، وتحقق الاستقرار في الإمدادات الغذائية العالمية وتساعد صغار المنتجين على التكيف مع مناخنا المتغير. وأنا أدعو القادة في دافوس، وخاصة الحكومات ومستثمري القطاع الخاص والمبتكرين، إلى استثمار التمويل والدراية والتكنولوجيات سعياً لتحقيق المزيد من الازدهار المشترك الذي سيعود بالنفع علينا جميعاً".
وتشير التقديرات، بحسب بيان الى ان "النمو الاقتصادي في الزراعة أكثر فعالية في الحد من الفقر بمرتين إلى ثلاث مرات من النمو الذي تحققه القطاعات الأخرى. وأما الطلب المتزايد على الغذاء المتنوع المدفوع بنمو عدد سكان العالم وتغير أنماط الاستهلاك للأغذية الأكثر تنوعا وتطورًا في البلدان النامية فيتيح فرصا هائلة لصغار المزارعين والأعمال الغذائية الزراعية الصغيرة والسكان الريفيين.
ومع ذلك، فقد أُهملت الاستثمارات في الزراعة والتنمية الريفية على مر السنين على الرغم من العوائد التي يمكن أن تحققها من حيث الأمن الغذائي والنمو والاستقرار. وظلت المساعدة الإنمائية الرسمية للتنمية الزراعية راكدة عند نسبة تتراوح بين أربعة وستة في المائة فقط من إجمالي المساعدة الإنمائية الرسمية، وهي بعيدة كل البعد عن تلبية الاحتياجات المتزايدة، لا سيما وأن تغير المناخ يتطلب تكيف المزارعين بشكل عاجل. ولا يتلقى صغار المزارعين الذين ينتجون ثلث الغذاء في العالم حاليا سوى خمسة مليارات دولار أمريكي سنويا من التمويل المناخي، أي أقل من واحد بالمئة من الإجمالي العالمي، في حين تقدّر احتياجاتهم بشكل عام بخمسة وسبعين مليار دولار أميركي سنويا".
وأكد لاريو "العمل في الصندوق على الاستفادة من الشراكات مع شركات الأعمال والحكومات والمبتكرين لإعادة تصور النمو لفقراء الريف. ولكن يجب أن نعمل معًا لأنه لا يمكن لأحد أن يحل التحديات العالمية بمفرده. علينا تسخير العصر الذكي لضمان إتاحة التكنولوجيات الناشئة للجميع، لا سيما أفقر الناس في العالم. التخلي عنهم يهدد التنمية العالمية ويزيد من خطر الجوع والصراع في كل مكان".
واشار البيان الى ان "الصندوق يعمل على تطوير حلول لجذب استثمارات القطاع الخاص والمشاركة في التنمية الريفية والزراعة. فالصندوق مثلا هو أول وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، باستثناء البنك الدولي، تحصل على تصنيف ائتماني وتصدر سندات مستدامة.
ومنذ ذلك الحين، جمع الصندوق أكثر من سبعمئة وعشرين مليون دولار أمريكي من صناديق المعاشات التقاعدية العالمية أو شركات التأمين على الحياة لصالح أفقر الناس في العالم.
ويبحث الصندوق أيضا عن طرق لجلب التكنولوجيات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي أو المحافظ الإلكترونية أو الطائرات بدون طيار أو سلسلة الكتل (blockchain)، من خلال خدمات وأدوات مصممة بشكل مناسب لصغار المزارعين والسكان الريفيين. فعلى سبيل المثال، يقوم الصندوق، من خلال مبادرة Moonshots for development، بدعم شركة صغيرة ناشئة في كينيا تقدم خدمات حيوية في مجال الذكاء الاصطناعي لتنبيه المزارعين إلى وجود آفة وتقديم المشورة لمعالجتها.
ويعيش ما يقرب من سبعمئة مليون شخص في العالم في فقر مدقع حيث يقل دخل الفرد الواحد منهم يوميا عن اثنين فاصل خمسة وثلاثين دولار أمريكي، ويعيش ثلاثة أرباع أفقر سكان العالم في المناطق الريفية في البلدان النامية. ولقد أصبح تضخم أسعار الغذاء مشكلة ملحة بالنسبة لمعظم البلدان النامية التي يواجه أكثر من نصفها حاليا معدل تضخم في أسعار الغذاء يزيد على خمسة في المائة. ويعاني نحو سبعمئة وخمسة وثلاثين مليون شخص من الجوع، وأكثر من ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف اتباع نمط غذائي صحي. ولا يزال حوالى واحد فاصل سبعة مليار شخص - عشرين في المائة من سكان العالم - يعيشون في اقتصادات تتسم بدرجة عالية من انعدام المساواة.
وتظهر خبرة الصندوق التي تزيد على خمسة وأربعين عاما، أن الاستثمارات في الزراعة والاقتصادات الريفية يمكن أن تغير حياة الناس. وفي الفترة بين عامي 2019-2021، أدت استثمارات الصندوق إلى تحسين دخل سبعة وسبعين مليون شخص وتحسين الأمن الغذائي لسبعة وخمسين مليون شخص آخر".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا