الديار: لبنان امام استحقاق وقف النار وواشنطن: لإنهاء الإنسحاب بمهلة 60 يوماً
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jan 23 25|09:03AM :نشر بتاريخ
كتبت صحيفة "الديار":
لبنان امام استحقاق وقف النار جنوبا وضرورة انسحاب جيش الاحتلال ضمن مهلة 60 يوما التي هي جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف اطلاق النار والتي شارفت على الانتهاء. في هذا السياق، يظهر اصرار دولي بوجوب التزام «اسرائيل» بالمهلة المحددة في الاتفاق وبالتالي انسحاب العدو من الاراضي اللبنانية. ذلك ان الجيش اللبناني ينتشر في كل القرى الجنوبية والحدودية وفقا للاتفاق وبالتالي لم يعد هناك من مبرر لبقاء المحتل على شبر واحد من ارض لبنان.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر ديبلوماسية ان الجانبين الاميركي والفرنسي يضغطان باتجاه انسحاب كامل من الاراضي اللبنانية. وفي هذا السياق، المعلومات الواردة من واشنطن ترجح التزام «الاسرائيليين» بتاريخ 26 كانون الثاني كحد نهائي للانسحاب «الاسرائيلي».
في المقابل، يزعم الكيان الصهيوني انه يبلغ اللجنة الدولية المولجة بمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني، بوجود مراكز ومستودعات اسلحة لحزب الله وهذه اللجنة تبلغ الحكومة اللبنانية الا ان الاخيرة لا تقوم بأي اجراء عملي وفقا لادعاءات العدو الاسرائيلي. وعليه، يقول العدو انه يضطر الى تدمير هذه المستودعات طالما ان الدولة اللبنانية لا تحرك ساكنا في هذا المجال.
تعقيبا على «مزاعم اسرائيل» عن جنوب لبنان وحزب الله، شددت جهة دولية على عدم تحميل الحكومة اللبنانية السابقة والتي كانت حكومة تصريف اعمال، مسؤولية الجنوب مشيرة الى ان العهد الجديد والحكومة المرتقبة هي التي ستتولى بسط سيطرتها على جميع الاراضي اللبنانية وكذلك منع «اسرائيل» من انتهاك السيادة اللبنانية او محاولة هدر اي من حقوق لبنان الحيوية.
وفي سياق متصل، تعتبر مصادر عسكرية مطلعة ان جيش الاحتلال قد يتذرع بادعاءات كاذبة ليبرر بقائه في جنوب لبنان او يمكن ايضا ان ينسحب من الاراضي اللبنانية ولكنه يستمر في استهداف مواقع يزعم انها مخازن اسلحة للمقاومة.
انما الوقائع على الارض تكذب الاتهامات الزائفة التي يطلقها العدو. وهنا لفتت المصادر الى ان الدمار الذي يخلفه الجيش «الاسرائيلي» في القرى اللبنانية لا علاقة له باسلحة المقاومة بل هو نهج اسرائيلي بربري يندرج ضمن ثقافة هذا الكيان الوحشي. واشارت الى ان العدو سرق اشجار الزيتون من الجنوب متسائلة اذا كانت هذه الاشجار تحوي سلاحا ام تشكل تهديدا على امن «اسرائيل»؟انطلاقا من ذلك، اكدت المصادر المطلعة ان ما يفعله جيش العدو يقطع الشك باليقين بانه جيش متوحش لديه اطماع كبيرة في ارض لبنان وموارده ولا يعرف سوى الاجرام والدمار والابادة.
اما السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنسحب «اسرائيل» من جنوب لبنان بعد انتهاء مدة 60 يوما رغم الضغوط الدولية؟
حتى هذه اللحظة، لا تزال الصورة مبهمة حول اذا كان الكيان الصهيوني عازما على الانسحاب ام لا. وعلى الرغم من ان هناك مطالبة اميركية بان تطبق «تل ابيب» بنود اتفاق وقف النار وان ادارة ترامب حازمة في مقاربة المسائل الاقليمية والدولية الا ان هذه الادارة كسابقاتها تعطي الاولوية دائما لـ»اسرائيل» ولمصالحها. علاوة على ذلك، يعتبر رئيس حكومة العدو الحالي بنيامين نتنياهو حليفا استراتيجيا للرئيس الاميركي دونالد ترامب وقد راهن منذ البدء على فوز ترامب رئيسا للولايات المتحدة. بناء على ذلك، لن يقوم ترامب بقمع «اسرائيل» او الضغط عليها من اجل لبنان في حال قررت الاخيرة ابقاء جيشها في بعض القرى اللبنانية.
سلام يعرض على عون خارطة طريق لحكومة ذات مهمة
وعلى صعيد تأليف الحكومة، لفتت اوساط سياسية لـ«الديار» الى ان الرئيس المكلف نواف سلام يعمل على قاعدة المساواة متبعا نهجا جديدا مختلفا عن عمليات التأليف السابقة حيث يصر سلام على ان يتم تسليمه الاسماء ليناقشها وليرفض اسماء ويقبل باسماء وليقترح اسماء اخرى. ذلك ان الدستور يعطيه هذا الحق ولذلك الرئيس المكلف يريد تطبيق القانون.
وتقول مصادر مطلعة ان سلام عرض على رئيس الجمهورية خارطة طريق التي يراها مناسبة للوصول الى حكومة تحظى بثقة الدول العربية والاجنبية وبطبيعة الحال بثقة البرلمان اللبناني.
ويرى الرئيس المكلف ان هذه الحكومة ذات مهمة تضع الاساس لانطلاق الجمهورية الثالثة بعد الانتخابات النيابية المقبلة بقانون انتخاب يتيح الاتيان بمجلس نيابي متنوع وليس على اساس طائفي كما هو القانون الذي اعتمد في الانتخابات الاخيرة
وهذا الامر يؤكد مرة اخرى اننا فعلا امام مرحلة جديدة في لبنان سواء في مسار تأليف الحكومة او في انتقاء الشخصيات التي ستتولى الحكم.
القوات اللبنانية: مفاوضات التأليف مع الرئيس المكلف تتم بسرية تامة
من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية لـ«الديار» ان حزبها لا يريد تولي وزارة الطاقة حاسمة موقفها في هذا الاتجاه مشيرة الى ان القوات لم تطالب اصلا بوزارة الطاقة. ولفتت المصادر القواتية الى ان الدكتور سمير جعجع يخوض مفاوضات التأليف مع الرئيس المكلف بسرية تامة وهذا ما يجب ان تكون عليه الامور. وعليه، القوات اللبنانية لا تريد الكلام لا عن حجمها داخل الحكومة ولا عن الوزارات التي تريدها.
وبالنسبة لحزب القوات، فان مسار التأليف يجب ان يتوج مسارين الانتخاب والتكليف لجهة انطلاق قطار الدولة المتوقف منذ العام 1989 اي منذ اغتيال الرئيس رينيه معوض وبالتالي يجب ان تكون الحكومة الجديدة متجانسة وسيادية.
السعودية لن تترك لبنان
الى ذلك، ومنذ انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون، تحول لبنان الى مساحة تلتقي فيها الدول حيث ان اللجنة الخماسية اكدت ان مساعيها انتجت في نهاية المطاف فضلا عن الحضور الدولي المكثف من بينها زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت كما زيارة وزراء خارجية لدول عربية عدة للبنان.
ولزيارة وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان لبيروت غدا رمزية كبيرة نظرا لدور السعودية في كسر الجمود الرئاسي فضلا ان المملكة العربية السعودية تشكل مدخلا لعودة الدول الخليجية الى لبنان وضخ المال في العروق وشرايين الدولة وتحديدا في اعادة الاعمار ومساعدة لبنان في النهوض من ازمته الاقتصادية.
وبما ان السعودية تبدي حماسة كبيرة تجاه الوضع اللبناني حيث ان وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان قد يكون له اليد الطولى في الدفع نحو اطلاق التشكيلة الحكومية في مهلة محددة عبر التركيز على شخصيات شبيهة بالعماد جوزاف عون والقاضي نواف سلام مع مراعاة حساسية المكونات اللبنانية خصوصا في الظروف الراهنة.
وفي هذا النطاق، علمت «الديار» من مصدر مقرب من قصر اليمامة-الرياض بان السعودية لن تترك لبنان في ظل منطقة تعيش داخل امواج متلاطمة.
وفي الوقت ذاته، ووفقا لاوساط اعلامية في الرياض ان السعوديين لا يريدون ان يملئ الاتراك الفراغ الايراني في لبنان وسوريا حيث بدا دور انقرة محوريا في التغيير الذي حصل في بنية السلطة في سوريا. واذا كانت زيارة وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان لبيروت تنطوي على دلالات سياسية بعيدة المدى فان الوزير بن فرحان سيركز على انتظار السعوديين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام على خطوات عملية اصلاحية من السلطة اللبنانية تعيد بناء الثقة التي فقدت كليا في السنوات الماضية. ويذكر ان الامير فيصل بن فرحان صرح خلال مشاركته في جلسة عامة على هامش منتدى «دافوس» منذ يومين :»نريد رؤية اصلاحات حقيقية فيه من اجل زيادة مشركتنا، والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الان تدعو للتفاؤل».ويعرف عن وزير الخارجية السعودية الامير فيصل بن فرحان انه يعمل بصمت واتقان وهدوء.
اما عن اهتمام المملكة العربية السعودية بالمؤسسة العسكرية، فقد بات مؤكدا انها في صدد مساعدة الجيش اللبناني بتحويله الى قوة قادرة سواء في الداخل او على الحدود مع «اسرائيل» وكذلك مع سوريا لابعاد لبنان عن أي تأثيرات مباشرة يفرضها واقع الصراعات في المنطقة.
زيارة وزير الخارجية الكويتي لبيروت غدا
وتجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا سيزور بيروت غدا وسيلتقي بالمسؤولين اللبنانيين. وهذا الامر يدل الى ان الزخم والحماسة العربية عادتا الى التعامل مع لبنان.
رؤية الرئيس ترامب لم تتضح بعد للشرق الاوسط حتى اللحظة
لم تتضح رؤية الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتغييرات المحتملة في الشرق الاوسط بعد ان بات واضحا ان هناك داخل فريق عمله رأيين مختلفين. الرأي الاول يقضي ان المفاوضات مع ايران ضرورية لاحتواء برنامجها النووي بطريقة ديبلوماسية. اما الرأي الثاني فينص على ان ايران التي ارغمتها الحرب الاخيرة اضافة الى الزلزال السوري على الانكفاء الجيوسياسي من المنطقة، لا بد ان تحاول طهران من العودة عبر سبل اخرى. من هنا، تاتي الدعوة الى استخدام رئيس حكومة «اسرائيل» بنيامين نتنياهو مرة اخرى بتوجيه ضربة قاسية ترغم الجمهورية الايرانية الاسلامية على اعادة النظر بكل مسارها السياسي والاستراتيجي في المنطقة.
هدية ايرانية لبكركي: انفتاح ايراني على المشهد اللبناني
في سياق اخر، هناك ارتياح المراجع السياسية العليا لمبادرة جسدت الانفتاح الايراني على المشهد اللبناني من خلال زيارة المستشار الثقافي في السفارة الايرانية في بيروت السيد كميل باقر لبكركي وتقديم هدية للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وهي عبارة عن سجادة «حرير خراسان» ليعقب ذلك تصريح عكس الاتجاه الحالي للسياسة الايرانية تجاه لبنان.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا