الديار: مُقاومة الشعب والجيش تواصل التحرير… وتمديد «مُبهم» للاحتلال!
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jan 28 25|09:14AM :نشر بتاريخ
كتبت صحيفة "الديار":
مقاومة الشعب والجيش، لم تتأثر بالاعلان المتأخر مساء اول من امس عن اتفاق «مبهم» لتمديد فترة احتلال الاراضي اللبنانية الى 18 من الشهر المقبل، وقاموا بتحرير المزيد من القرى والبلدات امس، على وقع تباينات داخلية عكستها تصريحات الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي اعلن صراحة ان المقاومة بحِل من هذا الاتفاق وليست معنية بتمديده، مشككا في احتمال موافقة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على منح «اسرائيل» اي مكسب.
فيما اثار توضيح بري لتصريحات ميقاتي حول التنسيق معه مسبقا، اكثر من علامة استفهام حول ماهية شروط التمديد، بعد اعلان بري انه ابدى موافقة مشروطة بوقف الاعتداءات والتدمير وحل ملف الاسرى، طالبا من الرئيس عون تبني هذا الاقتراح.
في المقابل، تحدثت واشنطن عن حصول الاتفاق، مشيرة الى نقاش حول ملف الاسرى. اما دولة الاحتلال الغارقة في مزايدات لارضاء اليمين المتطرف والمستوطنين في الشمال، بعد انتكاسة المشهد في غزة، فتبريراتها واهية ولا تمت الى الحقيقة بصلة، علما انه لا ضمانات جدية، بحسب الاعلام «الاسرائيلي»، بان يتم الالتزام بالمهلة الجديدة.
تشكيك «اسرائيلي»
وفيما نقل موقع «اكسيوس» الاميركي عن مسؤولين «اسرائيليين» تأكديهم ان تمديد اتفاق وقف النار استغرق جهود وساطة مكثفة من قبل ادارة ترامب، شككت صحيفة «هارتس الاسرائيلية» في نجاح اعلان البيت الأبيض تنفيذ الانسحاب في 18 شباط المقبل. وقالت «هذا تطور إيجابي، لكن يصعب التعهد بأن هذا هو العائق الأخير امام تطبيق الاتفاق».
عون والمفاوضات الشاقة
ووفق المعلومات، اجرى الرئيس جوزاف عون اتصالات مكثفة وشاقة مع الاميركيين والفرنسيين، وقد ابلغه الرئيس ايمانويل ماكرون انه لا يؤيد المطالب «الاسرائيلية» بعدم الانسحاب، واطلعه على مضمون الاتصال برئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، الذي رفض التعهد بالانسحاب في الموعد المحدد.
اما الاميركيون فعرضوا على عون تمديد الاتفاق الى 28 شباط لحاجات امنية «اسرائيلية «، تتعلق بالوضع الداخلي ومستوطني الشمال، فرفض رئيس الجمهورية. وعاد الاميركيون بعرض جديد اعتبروه وسطيا بتقليص المدة الى 18 شباط، على ان يتولى الاميركيون في هذه المهلة اطلاق التفاوض حول اسرى حزب الله، على ان تتموضع القوات «الاسرائيلية» في 5 مواقع تعتبرها استراتيجية قبل الانسحاب في المدة المحددة، دون ان يتم الحديث عن جدول زمني محدد للانسحاب من القرى، او ضمانة بعودة الاهالي اليها.
موفدة ترامب الى بيروت
وفيما، رأى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن «انتخاب رئيس في لبنان أمر رائع»، مؤكدا التغلب على عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان و «إسرائيل» بالحوار الجيّد وهذا مؤشر إيجابي»، تصل الى بيروت خليفة مبعوث الرئيس الاميركي عاموس هوكشتاين مورتان اورتاغوس نهاية الاسبوع الحالي او الاسبوع المقبل، لمناقشة تفاصيل تمديد وقف النار، والمفاوضات بشان اسرى المقاومة الـ7 الذين اسروا خلال الحرب، و9 شبان اسروا امس الاول في القرى الحدودية.
وعلم ان لجنة مراقبة وقف النار ستجتمع خلال الساعات المقبلة، لمحاولة ايجاد مخرج لمطالبة «اسرائيل» البقاء ب5 مواقع استراتيجية في اللبونة ويارون والعديسة وكفركلا والخيام، وايجاد صيغة لمعالجة هذه القضية الشائكة.
ميقاتي يلتقي الاميركيين
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي استقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز. وشدد ميقاتي على أنَّ «لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ «إسرائيل» تماطل في تطبيق بنود التفاهم، وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي 1701. وأضاف: «بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء «إسرائيل» أي عذر لعدم الانسحاب من كل الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات «الاسرائيلية» والخروقات المتكررة، وتأمين الانسحاب «الاسرائيلي» الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب.
توضيحات بري
لكن الرئيس بري سارع الى اصدار توضيح حيال كلام ميقاتي وقال»تعليقاً على تصريح دولة الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة الى 18 شباط المقبل، مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات «الإسرائيلية»، فإن الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها، بالإضافة الى التعهد بموضوع الأسرى. وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية، متمنياً عليه تبني هذا الاقتراح.
ما هو موقف المقاومة؟
من جهته، اعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن حزب الله يرفض و»لو ليوم واحد» تمديد الهدنة، واكد ان على «إسرائيل « أن «تنسحب بسبب مرور الستين يوما، ولا نقبل أي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل تمديد المهلة، وأي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب، تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة والدول الراعية»، معلنا «نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق في أن تتصرف بما تراه مناسبا حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها.
ثقة حزب الله بعون
ولفت الشيخ قاسم في كلمته الى اننا «متأكدون أن فخامة الرئيس جوزاف عون لا يمكن أن يعطي «إسرائيل» مكسبا واحدا، وهو الذي أعطى التعليمات للجيش بالوقوف إلى جانب الشعب في زحفه جنوبا، وان استمرار الاحتلال عدوان على السيادة اللبنانية والجميع مسؤول في مواجهة هذا الاحتلال الشعب والجيش والدولة والمقاومة.
وفي الشان الحكومي، أعلن الشيخ قاسم «ان الأمور بيننا وبين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية سالكة ولا عقبات»، وقال :» نحن تصرفنا بحكمة لأننا نريد بلدًا وحكومة، وتعاونا مع الرئيس المكلف نواف سلام وتعقيدات التأليف ليست معنا». ولفت الى «ان مهام الحكومة تبدأ باعادة الوحدة الوطنية، اما مهمتها الثانية فاخراج «اسرائيل»، ثم اعادة الاعمار، وبناء المؤسسات، واعادة حقوق الناس، ومحاسبة المفسدين والفاسدين».
وفي موقف لافت، صارح الشيخ قاسم بيئة المقاومة ببعض ما ادى الى تعرض المقاومة لضربات قاسية خلال الحرب.
تهويل «اسرائيلي»
وفي «اسرائيل»، لا يزال التهويل على حاله، واعلن رئيس «معسكر الدولة الإسرائيلي»، وعضو مجلس الحرب المستقيل بيني غانتس، انه» يجب توسيع العمليات البرية والجوية في لبنان»، مشيرا الى ان حزب الله «ينتهك الاتفاق يوميا».
من جهته، قال الناطق باسم الحكومة «الإسرائيلية» ديفيد مينسر «ان حزب الله وأسلحته لا تزال على حدودنا.» وأوضح أنّ «الانسحاب الكامل من لبنان، رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني».
اليوم الثاني للتحرير
ولليوم الثاني، تدفق اهالي قرى الجنوب نحو قراهم، على رغم سقوط عدد كبير من الشهداء امس الاول، والتحق بهم شهيدان امس واصيب العشرات. وقد أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد شخصين وإصابة 17 آخرين بنيران «إسرائيلية»، من بينهم طفل ومسعف من جمعية «كشافة الرسالة الاسلامية»، خلال قيامه بواجبه الانقاذي الانساني.
وجاءت الحصيلة التفصيلية وفق الاتي: العديسة: شهيد و3 جرحى. برج الملوك: جريحان. حولا: 6 جرحى. مركبا: 3 جرحى. يارون: جريح. بني حيان: شهيد وجريحان.
وفي اليوم الثاني للتحرير، لم يتم الدخول الى عيترون وحولا وميس الجبل و بني حيان وبرج الملوك، مع محاولة جديدة اليوم لتحقيق ذلك.
في المقابل، تم تحرير ديرميماس والطيبة ودير سريان. وكان الاهالي والسكان توافدوا الى بلدات وقرى القطاعين الغربي والاوسط، والى مدينة بنت جبيل خاصة، فيما يزداد انتشار الجيش اللبناني، ونفذت قوات «اليونيفيل» دوريات.
وافيد عصر امس عن دخول الجيش اللبناني بلدة مروحين الحدودية، وألقت طائرة استطلاع «اسرائيلية» مرتين، قنبلة على فريق الأشغال قرب النادي الثقافي في بلدة بني حيان، ما ادى الى سقوط جريح.
الاعتداءات «الاسرائيلية»
وتم العثور على 5 جثامين لشهداء عند طريق ديرميماس – كفركلا. وعمدت محلقة «اسرائيلية «عصر امس الى القاء قنبلة قرب الاهالي المحتشدين عند مدخل بلدة يارون للدخول الى بلدتهم، ومحاولة ترهيبهم، ولم يفد عن اصابات.
وتعرض فريق من كشافة «الرسالة الإسلامية» إلى إطلاق نار أثناء محاولته انتشال جثماني شهيدين من أبناء بلدة كفرا، ارتقيا أمس برصاص الاحتلال. ورغم خطورة الموقف، تمكن فريق آخر من فوج كفرا من تأمين إخلاء الفريق المستهدف والجثمانين بسلام.
وخطف جيش العدو احد ابناء بلدة الوزاني، بعدما تقدم الاهالي الى مدخلها من جهة ريحانة بري، كما اطلق النار باتجاههم ترهيبا.
كما اطلق النار باتجاه الاهالي في بلدة الضهيرة الحدودية لتخويفهم .
ايضا، اطلق النار باتجاه عناصر الجيش المتمركزين في منطقة المفيلحة غربي بلدة ميس الجبل دون وقوع إصابات. الى هذا، دخلت دورية «إسرائيلية «إلى عين عرب وأكملت طريقها نحو الوزاني، التي يحاول أهلها العودة إليها.
المقاومة «المرابطة» تراقب اشرف الناس
ومساء، صدر بيان لافت عن المقاومة الاسلامية خاطب به اهالي القرى بالقول»يا شعبنا… يا كرام خلق الله ويا أشرف الناس، اليوم انبرت إرادة العزم فيكم وانكسرت إرادة العدو وعبرتم رغم أنوف جنوده الجبناء نحو قراكم، التي تحطمت عند اسوارها أهداف العدو واحترقت دباباته على أيدي أبنائكم المجاهدين في المقاومة الاسلامية».. واضاف «يا شعبنا وأهلنا… لقد كان عبوركم أمام عيوننا المرابطة عبورَ الفاتحين الواثقين، وها نحن ننحني بهاماتنا ونقدم تحية السلاح والجهاد والمقاومة لكل أم وأب وأخ وأخت وشيخ وطفل صغير، باسم كل مجاهد منا وباسم أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب الوطن».
محاولة «شيطنة» الجيش
الى ذلك، نفت قيادة الجيش ما نقلته « إحدى الصحف الأجنبية من معلومات حول ترتيبات أمنية مزعومة يقوم بها ضباط من الجيش لمصلحة جهة حزبية، واكدت القيادة أن ضباط المؤسسة العسكرية ينفذون مهماتهم في مختلف الوحدات بأعلى درجة من الاحتراف والمهنية تبعًا لأوامر قيادتهم.
وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية قد عملت على نقل تحريض «اسرائيلي» على الجيش، وزعمت قيام رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان سهيل بهيج حرب، بتسريب معلومات حساسة إلى حزب الله، زاعمة انه يعرض وقف النار للخطر. ولفتت الى أن التسريبات شملت تحذيرات مسبقة عن الغارات والدوريات «الإسرائيلية»، ما سمح للحزب بإخفاء أسلحته والتهرب من مراقبة قوات اليونيفيل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية «إسرائيلية» زعمها أن هذه المعلومات المسربة، التي لم تقتصر على حرب وحده ،بل شملت ضباطاً آخرين، قد تعرض المنطقة لمزيد من التصعيد، خاصة مع بقاء مقاتلي الحزب قرب الحدود «الإسرائيلية».
ترامب واشعال الحرائق؟!
وامام هذا التخبط الاميركي، حذرت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية الرئيس ترامب وقالت انه «نسي أن السياسة الخارجية ليست طريقا في اتجاه واحد، فحتى القوى العظمى تحتاج إلى أصدقاء». واشارت الى «ان تخريب الشرق الأوسط أمر غير حكيم وبشكل خاص الآن، وفي الوقت الذي تحاول فيه المنطقة التعافي من حرب مدمرة. فوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح «المحتجزين الإسرائيليين»، الذي يتفاخر ترامب بالمساعدة في تسهيله، أصبح هشا بشكل متزايد، حيث يدرك «الإسرائيليون» حقيقة فشلهم في إنشاء هيكل حكم بديل في غزة ليحل محل حماس».
وقف النار في لبنان «هش»
«كما أن وقف إطلاق النار في لبنان»هش»، وهو مفتاح آخر للاستقرار المستقبلي في المنطقة، وهو معرض للخطر»، بحسب الصحيفة، «لأن «إسرائيل» لم تنسحب بعد، وإذا انهارت هذه الصفقة، فسوف يدفع لبنان الثمن، ولكن «إسرائيل «ستدفع الثمن أيضا في ظل الاضطرابات المستمرة في الشمال». وقالت الصحيفة «إن إشعال الرئيس ترامب الحرائق في المنطقة تقلل من قدرته على إطفاء النيران المشتعلة هناك».
سلام لا يفكر «بالاعتذار»
اما حكومياً، فغابت حركة اللقاءات والاتصالات في العلن واستمرت في الكواليس، واشارت المعلومات الى اتصال جرى بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة، لكن لا شيء ملموس بعد.
واذ توقعت مصادر مطلعة ان يزور سلام الرئيس عون خلال الساعات القليلة المقبلة، يبقى احتمال ولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع محل شك، في ظل عدم حل الكثير من العقبات، اهمها حقيبة الداخلية، حيث لا يزال الخلاف السني حولها قائما، وقد يتم التوافق عليها بين سلام وعون، اما مشكلة «الثنائي المسيحي» فلا تزال دون حل مع عدم موافقة سلام على منح «التيار الوطني الحر» 4 حقائب وزارية، فيما «القوات اللبنتانية» تصر على 5 حقائب «دسمة».
وفيما رفض الرئيس بري ان يسمي الرئيس المكلف وزير المال، لا يزال اسم الوزير النائب السابق ياسين جابر متقدما على غيره، اما حزب الله فيطالب بالصحة والعمل، ولم تتضح بعد حصة «التغييريين». وقد لفتت اوساط مقربة من سلام انه غير مستعجل ولا يريد «سلق» التشكيلة، كما انه لا يفكر بالاعتذار، خصوصا ان لا يزال يلقى دعما داخليا وخارجيا كبيرا…
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا