نداء الوطن: التأليف تحت عجلات “موتسيكلات الترهيب”

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jan 29 25|08:57AM :نشر بتاريخ

كتبت صحيفة "نداء الوطن":

هل رضخ الرئيس المكلَّف نواف سلام، وأصبح تشكيل الحكومة بين فكَّيْ عين التينة وحارة حريك؟ وهل أضاع التأليف زخم التكليف؟

وهل اختار رجل محكمة العدل الدولية الذي لم يهَب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن يخاف من الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد، فيرضخ لإملاءاتهما وشروطهما ويضرب بعرض الحائط مطالب المسيحيين وكتلهم النيابية الكبرى، معتقداً بأنه يمون عليهم وبأنهم في “الجيب”؟

مصادر مطلعة على عملية التشكيل، قالتها بالعبارة الصريحة “يبدو أنه رضخ لكل مطالب “الثنائي”، من حقيبة المال إلى حقائب العمل والبيئة والصحة”.

هذه المصادر تأخذ على الرئيس سلام، “عدم المساواة بين كل الأفرقاء. فهو لا يناقش مع القوى السياسية بالأسماء والحقائب، تاركاً هذا الامتياز لـ”حزب الله” و”حركة أمل”. معهما دخل في تفاصيل الحقائب والأسماء، بينما يتصرف مع المكونَين المسيحي والسُني بمنطق آخر”. وهذا ما أثار حفيظة حزب “القوات اللبنانية” الذي يقول إنه أبدى كل الحرص لتلاقي ولادة الحكومة الزخم الذي حصل بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون. حتى التيار الوطني الحر يبدي امتعاضاً من مقاربات سلام. وتختم المصادر المطلعة أن الرئيس المكلّف بهذه الطريقة إنما ينسف كل ما تعهد به من قصر بعبدا في موضوع معايير تشكيل الحكومة.

تغريدة سلام

وسألت مصادر أخرى: “هل هذا يعني أن التشكيلة باتت ترتسم من وحي رسالة عجلات الدراجات النارية التي وعلى ما يبدو جعلت الرئيس المكلف يعطي “الثنائي” ما يريد ولو على حساب مكونات وكتل سمته وساهمت في إيصاله، في وقت يدلل الذين رفضوا تسميته وقاطعوا مشاوراته وأجبروه على أن “يزور بدلاً من أن يُزار”. ومصدر مراقب تساءل “كيف يُفسر سلام “المنحى الثوري” الذي أراد تظهيره عن نفسه بعدم القيام بالزيارة البروتوكولية لمفتي الجمهورية، وفي المقابل رضخ لشروط اللعبة التقليدية بالنسبة لطوائف أخرى؟”.

وحيال الانطباع الذي ساد أمس، خرج الرئيس المكلف عن صمته، فأعلن في تغريدة، “أن كل ما يتردد عارٍ عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد إعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها”.

تململ سني

لكن كلام الرئيس المكلف تدحضه الوقائع، فالتململ وصل أيضاً إلى أوساط سُنية ناشطة في الشأن العام، حيث بدأت ترتسم عندها صورة لم تكن تتوقعها. وهي تعتبر أن “الرئيس المكلف يتعامل مع الموضوع الحكومي وكأن السُنة عليهم فقط تغطية الجانب التقني والإداري، ويرسم لهم دوراً مستغرباً وبعيداً من تاريخهم العريق في اللعبة السياسية. وكأن الأفضل للسُنة أن يكونوا خارج ورشة النهوض السياسي والاقتصادي الذي لاحت تباشيره بعد التغيير الكبير الذي حصل في لبنان ومن حوله”. برأي هذه الأوساط “الأسماء الوزارية التي يذهب إليها الرئيس المكلف تشبه نموذج المساعدين الإداريين وليسوا نموذج وزراء سياسيين بكل ما للكلمة من معنى. حتى عامر البساط المطروح لوزارة الاقتصاد يعتبر وديعة لـ”حزب الله”، وهو من الداعين إلى تصفير الودائع وإنهاء حقوق المودعين. وتأخذ هذه الأوساط السُنية على سلام أنه “ينقل السُنة إلى “ثلاجة الانتظار”. وبرأيها على سلام أن يقتنع، من طريقة تعاطي “الثنائي” معه، أن المشكلة السياسية في البلد لم تنته وهي مرشحة للاستمرار، وأن السُنة دفعوا أثماناً ولا يزالون، تعلقاً بدورهم الوطني على تنوع قواهم، فلا يستطيع اليوم أن يضعهم على مقاعد الاحتياط. “هو يقود نفسه إلى تجربة أثبتت فشلها عندما حاول الرئيس سعد الحريري أن يعطي الأولوية للاقتصاد والتنمية على حساب السياسة، والتي انتهت إلى فشل ذريع. وبحكم تاريخه ومسيرته الأكاديمية وداخل المؤسسات الرسمية اللبنانية، من الواضح أنه لا يستطيع اختصار قسم كبير من التمثيل السُني بوجوه تكنوقراط ما سيؤدي إلى خلل كبير، ففي النهاية السياسة هي المدخل الحقيقي إلى الإصلاح، ولكن يمكن الاستعانة ببعض الكفاءات لوزارات معينة”.

فدرالية البعريني

بعد التصعيد الصباحي الذي قاده تكتل “الاعتدال” ووصل إلى طرح النائب وليد البعريني الفدرالية، عقد مساء أمس لقاء بين “الاعتدال” ممثلاً بالنائبين البعريني ومحمد سليمان والرئيس سلام، ونقل البعريني عتب النواب وأهالي المنطقة على سلام والذي لا يختلف بطريقة تعامله مع عكار عن رؤساء الحكومات السابقين، كذلك تمت مناقشة طريقة التعامل مع التكتل، وتشدد البعريني في مطلب تمثيل عكار وعدم التنازل عن الحق بالمساواة، وإلا “التصعيد سيكون سيد الموقف”.

“التوافق الوطني”: هناك طوائف “بسمنة” وأخرى “بزيت

ومن علامات السخط على أداء سلام أن تكتل “التوافق الوطني”، أعلن بدوره أن الطائفة السُنّية لم تكن ولن تكون مكسر عصا لأيّ كان، وعبَّر عن “رفضه المطلق للطريقة وللتصرفات غير المسؤولة المتّبعة في عملية تشكيل الحكومة العتيدة” وأضاف “الطائفة السنّية يجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على باقي الطوائف وإلا تكون في لبنان طوائف “بسمنة” تسمّي وزراءها وتختار حقائبها وطوائف أخرى “بزيت”.

تصعيد في الجنوب

وليل أمس طرأ تطور عسكري بارز هو الأول من نوعه منذ اتفاق وقف النار، فقد أغار الجيش الإسرائيلي على شاحنة ومركبة تابعتَيْن لـ”حزب الله” كانتا تنقلان وسائل قتالية في منطقتي الشقيف والنبطية وأسفرت الغارة على النبطية عن سقوط أربعة عشر جريحاً .

وليلاً تحدثت معلومات عن أن الجيش اللبناني تسلم منصة عماد 4 في منطقة وادي جيلو، وهناك رواية أخرى تقول إن الجيش عثر على المنصة التي هي شبه منشأة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : نداء الوطن