البناء: إنجاز التبادل الثالث في غزة ومحاولة إسرائيلية للعرقلة غيظاً من حضور المقاومة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jan 31 25|09:41AM :نشر بتاريخ

كتبت صحيفة "البناء": بدا كيان الاحتلال، قيادة ومستوطنين، في حال انفصام شخصيّة يوم أمس، جمهوراً يحتفل بعودة الأسرى الذين تم إطلاقهم من غزة، ويشكك بصدق قادته الذين كذبوا عليه بالحديث عن نصر مطلق، وهو يرى بعينه في يوم مشهود لا يمكن خلاله اخفاء شيء أحسنت المقاومة استثماره لتظهير كل ما يلزم، فتعرّف المستوطنون على أجوبة على أسئلتهم الكبرى حول النصر والهزيمة ومبرّر استمرار الحرب لتوقيع اتفاق كان على الطاولة منذ تسعة شهور، وبالمقابل قيادات مهزومة باعت الرأي العام صورة نصر مستمدّة من القتل الإجرامي المتوحّش لسكان قطاع غزة وتدمير همجي لبيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم لتقول لهم إنها قامت بالقضاء على أغلب ما لدى المقاومة من قدرات، ولم يبق منها إلا جماعات مبعثرة هائمة على وجهها، وها هي تشهد مع جمهورها صورة واحدة تقول إن هذه المقاومة موجودة بالآلاف من المقاتلين المنظمين والمجهزين في كل مناطق قطاع غزة، وبكامل القدرة كأن الحرب لم تقع.

غيظ حكومة بنيامين نتنياهو من المشهد وتداعياته ومن تكراره مع كل عملية تبادل، ترجم محاولة لعرقلة التبادل عبر تعليق الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الـ 110، وهو ما لم يستمرّ إلا لساعة عادت بعدها حكومة نتنياهو إلى تحديد موعد جديد خرج معه إلى الحرية مقاومون منهم محكومون بالمؤبد عدة مرات.

مع إنجاز التبادل وإثبات المقاومة لقوة حضورها، أعلنت قيادة قوات القسام بلسان الناطق باسمها أبو عبيدة عن استشهاد عدد من كبار قادتها خلال الحرب أبرزهم رئيس أركانها محمد ضيف، وقال أبو عبيدة «نزف إلى أبناء شعبنا العظيم اغتيال قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، وعدد من القادة: مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية)، رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، رافع سلامة (قائد لواء خانيونس).

في لبنان بقي الملف الحكوميّ معلقاً على حبال الانتظار، وارتفع منسوب التفاؤل بعد لقاء جمع الرئيس المكلف نواف سلام برئيس الجمهورية العماد جوزف عون، من دون أن يخرج منه الدخان الأبيض إعلاناً لتشكيل الحكومة، لكن تسربت عنه معلومات عن مناقشة مفصلة للتعقيدات التقنية والسياسية التي تعيق ولادة الحكومة، أعقبها تفاهم على منهجية تفكيك هذه العقد ووعد من الرئيس عون بتقديم المساعدة مع الكتل النيابية لحلحلة العقد.

للمرة الأولى منذ إبرام اتفاق وقف النار، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض مسيّرة لجمع المعلومات أطلقها «حزب الله» من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي: «اعترض سلاح الجو قبل قليل مسيّرة جمع معلومات لحزب الله تمّ إطلاقها نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث لم يتم تفعيل إنذارات وفق السياسة المتبعة، الجيش الإسرائيلي لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية لحزب الله من لبنان وسيتحرّك لإزالة كل تهديد على دولة «إسرائيل» ومواطنيها».

ولفت خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن إرسال الطائرة المسيّرة في هذا التوقيت يحمل رسالة أمنية من حزب الله لـ»إسرائيل» بأن الحزب على جهوزية ويملك الإمكانيات العسكرية والتكنولوجية لمواجهة كل الاحتمالات بما فيها عدم التزام حكومة الاحتلال بالانسحاب بالمهلة الجديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في الثامن عشر من الشهر المقبل، وبالتالي المقاومة في لبنان مستمرّة بجمع المعلومات عن تحركات جيش الاحتلال لمواجهة أي مغامرة تحضّر لها «إسرائيل» خلال مهلة الـ 18 يوماً.

وفي تقدير جهات دبلوماسية غربية فإن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع البقاء على الأراضي اللبنانية، لأسباب عدة، أولها أن الحكومة الإسرائيلية حدّدت الأول من آذار موعداً لإعادة المستوطنين الى شمال «إسرائيل»، إضافة الى أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تعريض الاتفاق بين لبنان و»إسرائيل» الى الخطر، وبالتالي عودة التوتر العسكري الى المنطقة، ما يؤثر على قرار الرئيس ترامب بفرض التهدئة في الشرق الأوسط والمنطقة. ولفتت الجهات لـ»البناء» الى أن «لا شرعيّة للتمركز الإسرائيلي في لبنان بعد الثامن عشر من شباط المقبل، ولا أسباب موجبة لتمديد اتفاق الهدنة لمرة ثانية، وبالتالي هناك إجماع أوروبي وكذلك الأمر اقتناع أميركي بضرورة تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب من دون شروط، مقابل استكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وتطبيق موجبات القرار 1701».

ميدانياً، نفذ جيش العدو عملية تفجير في بلدة طلوسة قضاء مرجعيون. وسجل انفجار صاروخ اعتراضي فوق برج الملوك في مرجعيون. وأصيب مواطنان بجروح طفيفة جراء قيام محلقة إسرائيلية بإلقاء قنبلة بالقرب من دراجتهما النارية عند أطراف بلدة طلوسة لجهة مركبا. وقام جيش الاحتلال بعمليات تجريف في بلدتي الضهيرة والبستان الحدوديتين في قضاء صور، وشوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الإسرائيلي قبالة بركة ريشا، والبستان، ويارين ومروحين تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي، وسط تحركات مكثفة لجنود إسرائيليين، فيما قامت جرافة بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي لقرية البستان، وأقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وأم التوت والضهيرة. وأطلق جيش العدو بين الحين والآخر رشقات نارية باتجاه بلدة الضهيرة القديمة القريبة من موقع الجرداح الإسرائيلي المطلّ على البلدة. كما قام بعمليات تجريف للمنازل وتمشيط بالأسلحة الرشاشة في مركبا. ويستمر جيش الاحتلال بعدوانه على ممتلكات وأرزاق المواطنين، حيث قام، بإضرام النار بمزرعة للدواجن عند نزلة تل نحاس – ديرميماس. كما تعرّضت أطراف بلدة شبعا لقصف مدفعي إسرائيلي.

وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثمان شهيد من الحي الشرقي وأشلاء شهيد من محلة الشريقي في الخيام. وقد تمّ نقل الجثمان والأشلاء إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث يخضعان للفحوص الطبية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA)، لتحديد هوية الشهيدين.

وسط هذه الأجواء، يصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون.

حكومياً، علمت «البناء» أن مسار تأليف الحكومة تعثّر بعد ضغوط من حزب القوات اللبنانيّة وكتلة التغييريّين على الرئيس المكلف ومطالبته بتلبية مطالبهما على غرار ما فعله مع الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى تعقيدات توزيع الحصص على الأطراف المسيحية بعد رفض التيار الوطني الحر الحقائب التي عرضت عليه.

كما علمت «البناء» أن الموفد السعودي يزيد بن فرحان يزور لبنان اليوم للمساعدة في تذليل العقبات أمام التأليف، وسيشجع الرئيس المكلف على المضي بمسار التأليف وحل العقد. كما سيتواصل الموفد السعودي مع مختلف الأطراف للطلب منهم التعاون مع الرئيس المكلف وتسهيل مهمته.

قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، في تصريح: «نراقب التطورات السياسية في لبنان عن كثب، ونتطلع إلى التغييرات الشاملة». وأضاف: «كما حدث في رئاسة الجمهورية والحكومة، نأمل أن ينعكس ذلك على التشكيلة الحكومية بحيث تعكس الإصلاح المطلوب، وأن لا يُعاد تعيين مَن كان له دور في المنظومة السابقة، وذلك من أجل استكمال مسيرة النهوض واستعادة ثقة المجتمع الدولي».

وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقوفه إلى جانب الجامعة اللبنانية وتصميمه على معالجة المشاكل التي تعاني منها لما فيه المصلحة العليا للتربية الجامعية في لبنان والمحافظة على دورها، مشدداً على «ضرورة إبعاد الجامعة اللبنانية عن المهاترات السياسية والطائفية والمذهبية». وحثّ الرئيس عون على ضرورة أن يحافظ هذا الصرح الجامعي على السمعة والتصنيف اللذين حققهما محلياً وعالمياً، معتبراً ذلك فخراً للبنان.

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران على رأس وفد من العمداء والمدراء والأساتذة والإداريين من الجامعة، هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية.

وأبلغ رئيس الجمهورية المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسّق الشؤون الإنسانيّة في لبنان، السيد عمران ريزا، خلال استقباله في قصر بعبدا، أن الإصلاحات ستكون من أولويات الحكومة الجديدة فور تشكيلها، لأن لبنان ملتزم بإجراء هذه الإصلاحات لتحقيق النهوض المرتجى. وأكد أن لبنان مستعد للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة تحقيقًا لهذه الغاية.

وأوضح السيد ريزا أن خبراء المنظمات، وفقًا لاختصاصاتهم، يمكنهم المساهمة مع المسؤولين وصنّاع القرار في لبنان لدعم هذه الجهود، بهدف تمكين لبنان من الاستفادة من التمويل المخصّص لذلك. وتطرّق إلى الأضرار التي لحقت بلبنان نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير، لافتًا إلى إمكانية الحصول على قرض سريع بقيمة 250 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تم تحديده بناءً على التقييم الذي أجرته الأمم المتحدة لحجم هذه الأضرار.

وترأس الرئيس عون اجتماعًا لمجلس الأوسمة، بحضور عميده السيد علي حمد، والأعضاء السادة: المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، الأمين العام لمجلس النواب الدكتور عدنان ضاهر، العميد الركن المتقاعد ميشال بورزق، العميد المتقاعد علي مكة، والمدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، وأمين سر مجلس الأوسمة السيد ريهاج الأسمر.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية