الديار: خلافات أميركية فرنسية بشأن بقاء «اسرائيل» بالنقاط الـ 5 في الجنوب

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Feb 01 25|09:44AM :نشر بتاريخ

جاء في صجيفة "الدبار":

«مكانك راوح»! فموجات الارتياح والتفاؤل التي عمت البلاد بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون وخطاب القسم وتكليف نواف سلام، بدأت بالتراجع جراء ما يسود عملية التاليف من مناكفات ومحاصات وشروط وشروط مضادة، بالاضافة الى اعتماد الرئيس المكلف خارطة طريق للتأليف لا تختلف بتاتا عن الطرق التي اعتمدت بتشكيل الحكومات منذ الطائف حتى الان، ولم تكن ناجحة قطعيا، وبالتالي فان ما يجري فرمل بعض الشيء الانطلاقة القوية للعهد، وكل يوم تأخير في تشكيل الحكومة سيفاقم المشاكل ويعزز القناعة السائدة بين اللبنانيين باستحالة الإصلاح مع الطاقم السياسي الحالي الذي حكم البلاد منذ الطائف، ولابد من جراحة شاملة وجذرية غير متوافرة حاليا، بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي ايضا وإصرار اسرائيل على البقاء في 5 تلال استراتيجية في جنوب لبنان بعد 18 شباط هي: جبل بلاط، وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص، مع تسريبات عن تفهم اميركي للطرح الاسرائيلي الذي ستحاول 

مندوبة ترامب الى لبنان مورغان اوناغوس تسويقه مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارتها منتصف الاسبوع المقبل الى بيروت  وحضورها اجتماع لجنة مراقبة وقف النار في الناقورة. وفي معلومات مؤكدة، ان الخلافات بين أعضاء لجنة وقف اطلاق النار حول هذه المسألة، تفاقمت وتشعبت مؤخرا  في ظل إصرار فرنسي ـ لبناني مع مندوب اليونيفيل على ضرورة التزام اسرائيل بالاتفاق وتنفيذ لانسحاب الشامل من كل الاراضي اللبنانية قبل 18 شباط، لان بقاء القوات الإسرائيلية في 5 نقاط سيعرض الاستقرار للخطر وبالتالي انهيار وقف النار. وبرز تباين اميركي فرنسي واسع حول هذه المسألة التي قد تعرقل عمل لجنة وقف النار. وهنا يطرح السؤال الكبير: كيف سيتعامل لبنان مع الضغوطات الاميركية لتشريع بقاء اسرائيل في 5 نقاط، في ظل معلومات عن انتفاضة شعبية متواصلة يستعد لها أهالي الجنوب في الايام المقبلة والدخول إلى القرى التي ما زالت تحتلها اسرائيل مهما كانت النتائج؟ هذا بالاضافة الى موقف حاسم لرئيس الجمهورية اذا لم تلتزم اسرائيل بالاتفاق، وابلغ وزير الخارجية المصري رفضه تمديد وقف النار بعد 18شباط، فيما طالب الوزير المصري اسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان.

 

تشكيل الحكومة
تدعو مصادر مواكبة لعملية التأليف، نواف سلام الى الخروج من الغموض الذي يتبعه حتى الان في اتصالات التاليف ومصارحة اللبنانيين بالحقائق. والسؤال: هل نضجت الطبخة بعد لقاءات سلام امس، وهل يحمل المسودة قريبا الى بعبدا؟ بعد الاجتماع مع الخليلين ظهر امس استكمالا للاجتماع الذي عقد بينهما مساء الاربعاء الماضي، والاجتماعان حسب المعلومات، سادهما الغموض غير البناء، وكشف عن الثقة المفقودة بين الطرفين، ولم يرد سلام بشكل واضح على السؤال المركزي: هل هناك فيتو اميركي اوروبي سعودي على مشاركة حزب الله في الحكومة؟ كما  لم يتحدث سلام عن أي فيتو على إسناد وزارة المالية الى ياسين جابر، واقتصر الاجتماعان على العناوين العامة، «ان شاء الله خير»؟ والسؤال، على ماذا يراهن الرئيس المكلف وما هي الورقة المستورة التي يحتفظ بها؟ هل يعلن الحكومة بوجه الجميع  بعد الاتصالات التي أجراها دون العودة الى شروط القوى السياسية، معتمدا على الدعم السعودي بالتزامن مع وصول يزيد بن فرحان الى بيروت خلال الأيام المقبلة والرهان على تدخله لتأمين الثقة واستيعاب الردود والتحفظات؟ هذه المعلومات ترددت في بيروت خلال الساعات الماضية مع توزيع  معلومات من قبل المحيطين بسلام عن تبلغه قرارا خارجيا برفض اسناد وزارة الصحة الى حزب الله والتهديد بحجب المساعدات ورفض توقيع الاتفاقيات معه، بالإضافة إلى فيتو على الاسم المطروح؟ وهذا يشمل ايضا  وزارة المالية بغض النظر عن الاسم، والجميع يعلم، انه تم التوافق على اسم وسطي مقبول من الرؤساء الثلاثة لتولي وزارة المالية، وله سيرة حسنة في الاوسط المالية والاقتصادية؟ ولذلك، فان المشكلة ليست بأسماء بل بشروط سياسية يحاول فرضها المجتمع الدولي بعد التطورات الميدانية الاخيرة. وحسب الاوساط نفسها، فان تهديدات رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعدم المشاركة في الحكومة في حال أسندت المالية الى الثنائي، هي تعبير عن قرار خارجي، حتى الموالون لنواف سلام من نواب تغييريين وقادة 17 تشرين، يمارسون ضغوطا عليه لعدم التراجع عن رفضه إعطاء المالية والصحة للثنائي. وفهم سلام ان هذا الفريق على تواصل دائم مع السفارة الاميركية في هذا الشان. كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين اميركيين انهم اتصلوا بمسؤولين لبنانيين وابلغوهم رفض واشنطن مشاركة حزب الله في الحكومة، كما  ان لبنانيين مقريين من الإدارة الأميركية في واشنطن يعممون الرسائل السلبية عن الرفض الاميركي لمشاركة حزب الله في الحكومة وضرورة المجيء بكوادر شيعية مستقلة حتى عن الرئيس نبيه بري ومن التكنوقراط.

وحسب المصادر المواكبة، هنا تقع المشكلة الحقيقية التي تؤخر الولادة الحكومية حتى الان، وهي سياسية وليست تقنية؟ والسؤال الى سلام: هل ستنفذ ما رفضه سعد الحريري من تشكيل للحكومة دون حزب الله واصر على حماية البلد والوحدة الوطنية ومصارحة الجميع بعدم القدرة على مواجهة حزب الله، فدفع الثمن الغالي وخرج من الحكم وحصل ما حصل معه؟

هنا بيت القصيد، والباقي تفاصيل، وحسب المصادر المواكبة للاتصالات، ان اعلان الحكومة امر بسيط وسهل، واكبر عقدة يتم تجاوزها باتصال «خليوي»،  كما حصل مع انتخاب عون وتكليف سلام. وتبقى المعضلة، من يجرؤ على تبني وتغطية قرار استبعاد الشيعة وعزلهم من اللعبة الداخلية؟ من يجرؤ على تسمية الوزراء الشيعة من خارج الثنائي؟ كيف سينعكس ذلك على الاوضاع في الجنوب والعلاقة بين الجيش والقوات الدولية والاهالي؟ «من له مصلحة في شيطنة جمهور الثنائي».

 

الاصرار الاسرائيلي على الاحتلال
وحسب المصادر المواكبة للاتصالات السياسية، الامور معقدة جدا، والعراقيل ليست محصورة بالداخل، والتمسك إلاسرائيلي بالاحتفاظ ب 5 نقاط يشكل اللغم الاكبر في وجه استعادة لبنان عافيته، وفي الوقت نفسه، رسالة سلبية وقاسية الى الرعاية السعودية للمرحلة الجديدة، والسؤال: كيف ستتعامل الرياض مع بقاء الاحتلال  الاسرائيلي المغطى  اميركيا؟ ولو سلمت واشنطن بالرعاية السعودية في لبنان لكانت فرضت على اسرائيل الانسحاب من كل الجنوب، وسحب كل الذرائع من حزب الله لاعادة تحريك الجبهة الجنوبية شعبيا وعسكريا في مرحلة لاحقة، وهذا الواقع، سيؤدي الى استمرار «الستاتيكو» الحالي القائم في الجنوب وكل لبنان، وبقاء النفوذ الايراني، مما سينعكس سلبا على انطلاقة مؤسسات الدولة مع غياب الاستثمارات. فاسرائيل تريد مكتسبات في لبنان وحرية الحركة برا وبحرا وجوا، وهذا ما يظهر يوميا من خلال توسيع خروقاتها لوقف النار حتى وادي خالد في الشمال وجنتا في البقاع وسقوط شهيدين و10 جرحى. كما تطالب اسرائيل باجراءات فورية للجيش في الجنوب والضاحية وبيروت والبقاع، وبالتالي فان المرحلة الانتقالية بحاجة الى وقت طويل حتى تتوضح معالمها في ظل خوف عارم يلف دول المنطقة جراء مخططات ترامب ولا يمكن عزل لبنان عن تداعياتها، وهذا الخطر الكبير افضل من عبر عنه وليد جنبلاط في مقابلته الصحافية الاخيرة منطلقا من ذلك لتوجيه رسائل الى القوى الداخلية لتسهيل عملية التاليف، لان اسرائيل المستفيد الاول من العرقلة.

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار