الانسحاب يقضي بإقامة موقع عسكري بين الخط الأزرق وكل مستوطنة
الرئيسية أمن / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Feb 12 25|22:44PM :نشر بتاريخ
ايكووطن - الجنوب- ادوار العشي
على غرار المنطقة الأمنية التي أقامتها في جنوب لبنان قبل أربعة عقود، أقامت اسرائيل منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، حيث يتم، وفق إذاعة جيش الإحتلال، بناء تسعة مواقع عسكرية بالمنطقة الأمنية.
وعلى هذا النحو، في الجنوب اللبناني، يسعى الإحتلال لإقامة خمسة مواقع أمنية عسكرية وربما سبعة، ثلاثة منها في القطاع الشرقي، في تلة الحمامص قبالة المطلة، وتلة العزية المطلة على ديرميماس والمشرفة على وادي الليطاني، وتلة النبي عويضة، قبالة مستعمرة مسكاف عام، وكانت تُعدّ من أهم مرابض المدفعية للجيش اللبناني في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتقع بين كفركلا وعديسة ووتشرف على الطيبة ووادي السلوقي، ومناطق واسعة من جنوب الجنوب، إلى تلتين في القطاع الغربي في جبل بلاط واللبونة.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق الجنرال آفي أشكينازي، الذي خدم سابقاً قائداً للإدارة المدنية في جنوب لبنان إبان الإحتلال، بشأن الإنسحاب، أن "المبدأ الأساسي، هو أنه سيتم وضع موقع عسكري بين الخط الأزرق وكل مستوطنة، وسيكون الموقع كبيراً، مع قوة لا تقل عن سرية".
غير أن قائد المنطقة الشمالية في جيش الإحتلال الجنرال أوري غوردن، عن الإنسحاب من جنوب لبنان: "يبدو لي، أننا سنعيد تمركزنا فعلاً في الأسبوع القادم، والإتفاق سيخرج إلى حيز التنفيذ".
وفي الواقع عبثتت آلة الحرب الإسرائيلية بمعالم القرى والبلدات الحدودية لاسيما كفركلا وعديسة ودمرتها تدميراً ممنهجاً بعمق ثلاثة كيلومترات كي لا تسمح لأهلها بالعودة إليها وبنائها فيما بعد.
في حين قالت القناة 12 العبرية، نقلاً عن وكالة "رويترز"، أن الكيان يريد إبقاء قواته في لبنان حتى 28 فبراير/ شباط الجاري، بحسب مصدرين. وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي، كان من المفترض أن ينسحب الكيان من جنوب لبنان بحلول 26 يناير/كانون الثاني الفائت، وهو التاريخ الذي تم تمديده حتى 18 فبراير/شباط، والآن، كما أفادت وكالة "رويترز"، "يطلب الكيان تمديداً إضافياً".
وأشارت القناة 14 الإسـرائيلية، أن "الجيش لن ينسحب من خمس الى سبع نقاط استراتيجية في جنوب لبنان، لضمان سلامة السكان"، فيما تلقى لبنان وعوداً جازمة من الإدارة الأميركية، بأن الانسحاب الاسرائيلي من لبنان سيكون تاماً في موعده، في وقت، تمّ تأجيل إجتماع لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار والقرار الف وسبعمئة وواحد، الذي كان مقرراً الخميس الى يوم الجمعة، والذي يُعنى بتنفيذ خطة الإنسحاب، وفي السياق، من المتوقع أن تعود نائبة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الى بيروت قبل الثامن عشر من شباط، لمتابعة ملف الإنسحاب، على وقع معلومات عن اتصالات تجري لبحث انسحاب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية يوم الثامن عشر من شباط، مقابل تمركز عناصر من قوات "اليونيفيل" والفريق الأميركي في لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة، في التلال الخمس في جبل بلاط وتلال اللبونة بالقطاع الغربي، والعزية والنبي عويضة والحمامص في القطاع الشرقي، التي تعتزم إسرائيل استمرار تمركز قواتها فيها.
وعُلم، أنه في اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار يوم الجمعة، سيُبحث في اقتراح فرنسي، بأن تتولى قوات فرنسية مهمة الإنتشار في النقاط الخمس. لكن لبنان رفض وأبلغ المفاوضين، أن الجيش اللبناني والقوات الدولية يتفقون على آلية الإنتشار في هذه النقاط أو غيرها.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن مسؤول أميركي، قوله: إن "واشنطن طالبت إسرائيل بالتقيد بالموعد النهائي للإنحساب من لبنان في الثامن عشر من شباط الجاري". وكان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، قد طلب من واشنطن، تمديد بقاء قواته في لبنان أسابيع إضافية، بذريعة أن الجيش اللبناني "لا يفرض قيوداً فعّالة على تحركات حزب الله، ما قد يسمح بعودة مقاتليه إلى المناطق الحدودية بسرعة" بحسب القناة 12 العبرية، وهذا يدخل في الحسابات الإسرائيلية، التي صرحت عنه أكثر من مرة، بالتدمير التام لقدرات حزب الله، إلى المستوى الذي يحبط قوته في مواصلة القتال.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، عن جندي من نخبة لواء "غولاني"، شارك في المعارك بجنوب لبنان، عن شدة المعارك في مواجهة مقاتلي حزب الله، قوله: "واجهنا إشتباكًا صعبًا، قواتنا تعرضت لهجوم بصاروخ مضاد للدروع بمجرد أن تمركزواِ؛ لقد قُتل اثنان من أصدقائي.. كان من الصعب جدًا عليّ نفسيًا، واجهت صعوبة في استيعاب خسائرنا الفادحة".
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه على مدار أكثر من عام، تمركزت قوات الجيش الإسرائيلي في معظم المباني العامة في المستوطنات الشمالية المُخلاة. وقد عرضت العديد من المباني لأضرار بسبب قصف حزب الله، أو استخدام الجيش، أو نتيجة الإخلاء المفاجئ لمنطقة الشمال.
وأشارت "يديعوت أحرونوت"، إلى أنه لم تتحقق مطالب مستوطني الجليل، بإقامة شريط أمني داخل جنوب لبنان. ويقف مُهجّرو الجليل أمام أسئلة بلا إجابات: "الاقتصاد دُمّر، والدولة لا تملك خطة".
أضافت الصحيفة، أنه قبل أقل من ثلاثة أسابيع على الموعد الذي حدده الجيش الإسرائيلي لعودتهم، لا يزال أكثر من 64 ألف إسرائيلي يعيشون في حالة من عدم اليقين: بين نظام تعليمي غير مهيأ للطلاب، وبنية تحتية مدمرة لم يتم ترميمها بعد، وضمانات غير كافية للأمان. مع العلم، أن وزير التربية الإسرائيلي أعلن اليوم، عن العودة إلى التدريس في الشمال، بدءاً من الـثاني من شهر آذار المقبل.
ميدانياً، نفذ العدو الإسرائيلي منذ بعض الوقت، ثلاثة تفجيرات متتالية وعنيفة في بلدة كفركلا، كما نفذ العدو تفجيرًا ضخمًا في بلدة حولا، وأحرقت قوات الإحتلال مجدداً، منازل المدنيين في بلدة عديسة، وسُجلت وتحركات لافتة لقوات الاحتلال وآلياته في البلدة،
وفي إطار التحذيرات المتكررة، نشر أفيخاي أدرعي، إعلاناً عاجلا إلى سكان لبنان، وخاصة الجنوب اللبناني!
جاء فيه، كما بات معتاداً، أنه تمّ تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال جيش الدفاع منتشرًا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا. جيش الدفاع لا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. وهدّد كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر
وصباح اليوم، تفقد قائد الجيش اللبناني بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، مقر قيادة اللواء السابع، ثكنة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج في جديدة مرجعيون، في اول زيارة له منذ توليه مهامه، إلى المنطقة الحدودية في جنوب لبنان، وذلك للإطلاع ميدانيا على الأوضاع بعد العدوان الإسرائيلي.
إلى ذلك، إنتشل الدفاع المدني اليوم، أشلاء شهيد من حي الحومة في بلدة الخيام
وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان، انها "فرق الإنقاذ تواصل، بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، عمليات البحث والمسح في المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي سابقاً، وذلك بناءً على توجيهات المدير العام للدفاع المدني بالتكليف، العميد نبيل فرح.
وفي هذا الإطار، تمكنت الفرق المختصة، اليوم الأربعاء الواقع في الثاني عشر من شباط 2025 ، من انتشال أشلاء شهيد من حي الحومة في بلدة الخيام، حيث تم نقلها إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، تمهيداً لإجراء الفحوصات الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوصات الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويته".
واكدت المديرية عزمها على "مواصلة أداء واجباتها الإنسانية والوطنية، بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني، حتى استكمال عمليات البحث عن جميع المفقودين".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا