افتتاح مبنى "نجار" في طب اليسوعية برعاية رئيس الجمهورية

الرئيسية تربية / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Feb 21 25|19:49PM :نشر بتاريخ

احتفلت جامعة القديس يوسف في بيروت بافتتاح المبنى الجديد لكلية الطب، يحمل اسم "ريمون وعايدة نجار"، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثلا بوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وحضور وزراء الطاقة والمياه رئيس المجلس الأعلى لجامعة القديس يوسف في بيروت جو صدي، الصحة العامة الدكتور ركان نصرالدين والتربية والتعليم العالي ريما كرامي، سفير فرنسا هيرفي ماغرو، نقيب الأطباء في بيروت البروفسور يوسف بخاش، الى ممثلين عن عائلة ومؤسسة ريمون وعايدة نجار، رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي، عميد كلية الطب البروفسور إيلي نمر ونواب الرئيس والعمداء ومديري الكليات في الجامعة، وحشد من الأساتذة والطلاب وأصدقاء الجامعة وكلية الطب وشخصيات أكاديمية وطبية ووطنية.

بعد النشيدين الوطني والجامعة، استهل الاحتفال الدكتور وليد أبو حمد بتقديم مجموعة من الطلاب الذين افتتحوا الأمسية بعرض رؤيتهم لمستقبل كلية الطب والمهن الطبية.

نمر

ثم تحدث البروفسور إيلي نمر، فاوضح أن "هذا الافتتاح لا يقتصر على تدشين مبنى جديد فحسب، بل يمثل فصلا جديدا في تاريخ الكلية الممتد على مدى مئة وخمسين عاما"، وشدد على "التزام المؤسسة الدائم، منذ جذورها اليسوعية بثلاثية التعليم والرعاية والخدمة"، معتبرا أن "هذه الرسالة التأسيسية المستندة إلى قيم التميز والعدالة والإنسانية، مكنت الكلية من تخريج أجيال من الأطباء والمشاركة في مسيرة التقدم الطبي".

وقال: "لقد اختبرنا بالفعل، آلام النزاعات وعشنا العواصف والأزمات وواجهنا غموض المستقبل. لكن اليوم، يكتب فصل جديد مع انتخاب الرئيس جوزاف عون على رأس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، يولد بصيص أمل من جديد. وطننا ينهض ويتقدم وكما هو حال وطننا، فإن كليتنا أيضا تتقدم. فهي تتجدد، تتحول، وتنطلق نحو المستقبل لتخدم مجتمعنا ومنطقتنا بشكل أفضل"، وشدد على "الدور المحوري الذي لعبته فرنسا، الشريك التاريخي للكلية منذ أكثر من قرن، والذي ساهم بشكل لا يقدر بثمن في مسيرتها الأكاديمية والطبية".

وقدم البروفسور نمر تحية تقدير ووفاء إلى ريمون نجار "الذي أتاح بسخائه ورؤيته الطموحة تحقيق هذا المشروع الطموح"، وأشاد بـ"التزام هذا الرجل الاستثنائي تجاه التعليم والطب"، مؤكدا أن "بصمته ستظل محفورة في ذاكرة المؤسسة، وأن روحه ستبقى حية في كل زاوية من هذا الصرح الجديد".

وختم متوجها إلى الراحل ريمون نجار قائلا: "نقف اليوم لنعبر عن امتناننا العميق، لكن الأهم اننا نلتزم بتخليد إرثكم عبر مواصلة رسالتنا بروح من الشغف والتفاني وبإرادة لا تلين في السعي إلى التميز والارتقاء بالعمل الإنساني".

دكاش

وبعد عرض فيلم يسلط الضوء على المباني الجديدة، والمشاريع والبنى التحتية الخاصة بكلية الطب، ألقى البروفسور دكاش كلمة، عبر فيها عن امتنانه لرئيس الجمهورية، وهنائه بانتخابه، مثنيا على "حضور الوزير يوسف رجي، أحد خريجي جامعة القديس يوسف في بيروت"، مشيرا إلى "الروابط الوثيقة التي تجمع الجامعة بمؤسسات الدولة".

وأبرز دكاش "أهمية هذا الافتتاح الذي يتزامن مع انطلاق العهد الرئاسي الجديد"، معتبرا نه "رمز الأمل وإعادة البناء بعد سنوات من الأزمات"، وشدد على "الدور المحوري الذي تضطلع به المدارس والجامعات في ترسيخ القيم الجمهورية وفي إعداد مواطنين ملتزمين ومسؤولين تجاه مجتمعهم ووطنهم"، كما شدد على "الارتباط التاريخي الوثيق بين كلية الطب وفرنسا"، مذكرا بأنها "بدأت تحت اسم المدرسة الفرنسية للطب، ثم تحولت إلى كلية الطب الفرنسية التي منحت شهادات فرنسية، قبل أن تصبح كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت"، وقال: "نحن نشعر اليوم في هذه المناسبة التاريخية لمؤسستنا بامتنان عميق تجاه فرنسا".

ولفت الى ان "هذه المباني الجديدة ليست مجرد هياكل من الحجارة والإسمنت، بل رمز التزامنا الدائم بالتميز والابتكار. فهي، إلى جانب مستشفى المحاكاة الطبية  MEDSIM الذي يحمل اسم رالف عودة، تمنح وستمنح طلابنا فرصا فريدة لتطوير مهاراتهم السريرية في بيئة آمنة وواقعية. كما سيفتح هذا المستشفى أبوابه أمام المهنيين في القطاع الصحي، ليتيح لهم إمكانية التدريب المستمر وصقل مهاراتهم طوال مسيرتهم المهنية".

وختم محييا روح ريمون نجار، مذكرا بأن "سخاءه ورؤيته كانا عنصرين حاسمين في مسيرة كلية الطب. ولولا رؤيته الثاقبة، لما أتيحت لنا اليوم الفرصة لنقل كلية الطب من مقرها القديم".

كلمة عائلة نجار

بعد ذلك، ألقى المحامي والكاتب ألكسندر نجار كلمة "عائلة ريمون نجار"، مذكرا بأن "هذا المبنى هو ثمرة تبرع قدمه الفقيد قبيل وفاته"، وأكد "المكانة المحورية التي أولاها الراحل للقطاع الصحي"، مستشهدا بقول سقراط: "هل هناك خير أثمن للإنسان من الصحة؟"، وتطرق إلى مسيرة ريمون نجار "المهندس ورجل الأعمال الذي بعد مسيرة ناجحة في ساحل العاج، اختار أن يكرس نفسه للأعمال الخيرية في لبنان، لا سيما في المجال الطبي. وإذ كان متمسكا بقيم الأخلاقيات المهنية وأصول المهنة، فقد كان، وفقا لما ذكره المحامي نجار، ليجد صدى عميقا في كلمات البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي أكد أن "الأخلاقيات الطبية لطالما ارتكزت على احترام الإنسان وحمايته".

وختم مؤكدا رغبة ريمون نجار ومؤسسته في "جعل كلية الطب منارة للتعليم الطبي في المنطقة، بما يتيح للبنان مواصلة تألقه من خلال خبراته وكفاءة مؤسساته الأكاديمية".

وتقديرا لهذه المساهمة الاستثنائية، قام دكاش ونمر بتسليمه ميدالية المئة وخمسين عاما لجامعة القديس يوسف في بيروت.

ماغرو

من جهته، أشار السفير الفرنسي هيرفي ماغرو في كلمته إلى أن "هذا الافتتاح لا يقتصر على تدشين مبنى جديد، مهما بلغ جماله، بل يشكل رمزا لعلاقة عريقة ومتينة بين فرنسا ولبنان، تجسدت بشكل خاص في القطاع الطبي. فقد بدأت هذه المسيرة في العام 1883، مع هذا التحالف الفريد بين الجمهورية الفرنسية الثالثة العلمانية الرهبانية اليسوعية، لوضع حجر الأساس لإنشاء مدرسة الطب في بيروت"، وقال: "يا له من مشوار طويل قطع منذ ذلك الحين. لقد عاشت كلية الطب تقلبات التاريخ اللبناني، فقد قصف حرمها، وتعرض للدمار، وتم نقله، لكنه كان ينهض في كل مرة من تحت الرماد، أقوى وأجمل. هناك أمر لا شك فيه: كلية الطب اليوم تجسد التميز بكل أبعاده، سواء من خلال جودة برامجها الأكاديمية التي تحظى باعتراف عالمي، أو عبر تنوع شراكاتها الأكاديمية، أو من خلال حداثة منشآتها ومختبراتها وتجهيزاتها. كما أن صرحها الاستشفائي، مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، الذي نعتز به جميعا، يشكل ركيزة أساسية في إشعاعها وتأثيرها الاستثنائي".

اضاف: "تتموضع كلية الطب عند التقاء قطاعي التعليم والصحة، وليس من قبيل الصدفة أن هذين القطاعين تحديدا هما الأكثر استفادة من الاستثمارات الفرنسية خلال السنوات الأخيرة، لدعم لبنان الذي تأثر بشدة جراء الأزمة، حيث شكلت مساعداتنا له العام الماضي نحو خمسة وخمسين  في المئة من إجمالي دعمنا".

وختم قائلا: "نحن على قناعة تامة بأنه لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة من دون مجتمع متعلم ومتمتع بصحة جيدة".

رجي

وبعد تسليم الميدالية التكريمية للسفير الفرنسي، ألقى الوزير يوسف رجي كلمة رئيس الجمهورية، قال فيها: "لم تكن كلية الطب يوما مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت – ولا تزال – منارة للعلم والمعرفة، ومركزا إشعاعيا يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من حدود وطننا العزيز. ان هذه المؤسسة خرجت أجيالا من الأطباء الذين حملوا اسم لبنان عاليا على الساحة الدولية، مساهمين في تقدم الطب وترسيخ سمعة وطنهم في المحافل العلمية والطبية العالمية".

وأكد أن "هذا الحدث يجسد التزام الجامعة بالبقاء في طليعة التطورات العالمية في التعليم الطبي"، وقال: "إن جامعة القديس يوسف في بيروت، بتاريخها العريق وإرثها الثقافي، تمثل نموذجا فريدا للتميز الأكاديمي والبحثي. واليوم، من خلال هذا الصرح الجديد، تؤكد عزمها على مواصلة تطوير التعليم الطبي وتحديثه بما يتماشى مع أرقى المعايير العالمية"، وشدد على "أهمية الاستثمار في التعليم الطبي"، معتبرا أن "العلم يصنع المستقبل، والطب يحمي الحياة".

وأشاد بـ"المعدات الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة التي يتميز بها المبنى الجديد، لا سيما مركز المحاكاة الطبية، إلى جانب الشراكات الدولية التي تعزز مكانة لبنان كنموذج رائد في التطور الطبي على مستوى المنطقة والعالم".

ولفت الى انه "بفضل هذا الصرح الجديد، تتعزز الفرص المتاحة للبحث والابتكار، ما يساهم في تعزيز موقع لبنان على الخارطة العلمية والطبية العالمية"، وأعرب عن امتنانه العميق "لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع"، موجها تحية خاصة إلى عائلة نجار على دعمها القيم، وجدد تأكيد التزام الدولة المستمر بدعم جامعة القديس يوسف في بيروت وجميع المؤسسات التعليمية التي تعمل على تعزيز مكانة لبنان العلمية".

وقال: "معا نحو طب المستقبل"، واعرب عن ثقته "بمستقبل طبي مشرق للبنان، بفضل الجهود والتفاني التي يبذلها الجميع".

وتقديرا لالتزامه ودعمه، سلم دكاش ونمر الوزير رجي ميدالية ال 150 عاما لجامعة القديس يوسف في بيروت.

ثم قدم دكاش ونمر الميدالية التذكارية للذكرى ال 150 لتأسيس جامعة القديس يوسف في بيروت إلى صناع هذا الإنجاز، تعبيرا عن امتنانهم العميق لمساهماتهم الاستثنائية في تحقيق هذا المشروع الطموح. وقد منحت للأفراد والجهات التالية تقديرا لدورهم البارز في إنجاز هذا الصرح، إلى عائلة نجار عبر الأخوين نبيل وكريم نجار، اعترافا بسخائهم ورؤيتهم الخيرية التي جعلت بناء هذا المبنى الرمزي ممكنا "Atelier des Architectes Associés (AAA)، تقديرا لدورهم في التصميم والتنفيذ، البروفسور فادي جعارة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية، والسيدة منى تابت، مديرة دائرة المشتريات والتوريد، والسيد جوزف يونس، مدير حرم العلوم الطبية، والمهندس خليل نوار الذي تسلمها عنه والده.

واختتم الدكتور وليد أبو حمد الحفل بكلمات ملهمة، مستشهدا بمقطع من أغنية "Vois sur  ton chemin" من فيلم "les Choristes"، وقال: "امنحهم يدك لتقودهم نحو غد جديد"، موضحا أن "هذه الكلمات تعبر بدقة عن رسالة كلية الطب، المتمثلة في توجيه الأجيال القادمة ودعمها نحو مستقبل واعد"، ولفت الى ان "هذه المقطوعة الموسيقية، التي سيؤديها طلابنا في ختام هذا الحفل، تتناغم تماما مع روح العطاء التي أفضت إلى بناء هذا الصرح".

وفي ختام الفاصل الموسيقي الذي قدمه عزفا صلاح نعمة وجوزف شمالي وكريم بحر، وغناء سارة قطار، وجميعهم طلاب في كلية الطب دعي الضيوف إلى حفل استقبال في بهو المبنى الجديد، حيث أتيحت لهم فرصة الاستمتاع بجو من التواصل والتفاعل. كما تم افتتاح معرض خاص يسلط الضوء على محطات بارزة في تاريخ الطب وكلية الطب، وذلك في الفضاء المتحفي المخصص لهذا الغرض.

وقد شكل هذا اللقاء الودي مناسبة للاحتفاء بالإرث العريق للمؤسسة، ولتبادل الرؤى حول مستقبل التعليم الطبي والتقدم العلمي في لبنان والمنطقة.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan