تشرني يزور مطرانية طرابلس المارونية ويجول في مراكز كنسية واجتماعية
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Feb 22 25|11:50AM :نشر بتاريخ
زار عميد الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشرني، أبرشية طرابلس المارونية "قلاية الصليب" في طرابلس، بدعوة من رئيس اساقفة الابرشية المطران يوسف سويف، الذي استقبله في صالون المطرانية، بمشاركة السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، رئيس اساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر.
وتضمنت الزيارة جولة على بعض المراكز الكنسية والاجتماعية التي تقدم خدمات انسانية كمشروع فرصة ومدارس المطرانية ومخيم للنازحين السوريين، وتركزت النقاشات حول التعاون القائم بين مطرانية طرابلس المارونية ودار الفتوى في طرابلس والشمال، لخدمة المجتمع والذي نتج عنه عدد من المبادرات التي تعمل على تعزيز لغة الحوار والعيش المشترك والوقوف الى جانب الاشخاص الضعفاء والمستضعفين.
شارك في اللقاء عدد من أعضاء "اللقاء للحوار الديني والاجتماعي" النائب ايلي خوري، الوزير السابق محمد الصفدي، رئيس "مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق" الدكتور سابا زريق، الدكتور مصطفى الحلوة، بالإضافة الى مراسل أخبار الفاتيكان salvator cernuzio، الاب joseph savarimuthu, الدكتورة ماريا قطريب، الدكتور نبيل عقيص، الدكتورة كتر الياس، عدلى سبليني، الخوراسقف انطوان مخايل، الخوراسقف نبيه معوض، المونسنيور جوزاف غبش، المونسنيور سايد مرون، المونسنيور ماريو ماضي، الاباء جو رزق الله، فادي منصور، خالد فخر وانطونيو نفاع.
سويف
استهل المطران سويف اللقاء بكلمة ترحيبية، أشاد فيها ب"أهمية هذه الزيارة التي تعكس رسالة الفاتيكان في دعم لبنان وتعزيز قيم الحوار والتلاقي بين مختلف مكوّناته"، لافتا الى ان "زيارة الكاردينال بركة للبنان ولتعزيز ثقافة الحوار والمحبة"، مؤكدا ان "نيافته تمثل بركة للبلد عموماً، ولمدينة طرابلس خصوصاً"، مشيراً إلى أنه "يحمل معه محبة قداسة البابا وصلاته الدائمة للبنان، كي يبقى هذا الوطن وطن المحبة واللقاء والحوار، ووطن قيمة الإنسان والرسالة، رسالة المحبة والحرية والأخوّة الإنسانية التي تجمعنا، والإيمان بالرب الواحد الذي يوحّدنا".
اضاف: "زيارة الكاردينال إلى طرابلس والشمال تحمل أبعاداً جميلة وعميقة، حيث استُهلّت الجولة بزيارة دار الفتوى، ثم انتقل الوفد إلى مركز "مشروع فرصة"، وهو مركز يعمل بلا كلل على تأهيل المدمنين على المخدرات، لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم والانخراط في المجتمع بكرامة وعنفوان.
بعد ذلك، كانت المحطة التالية في مدرسة المطران – سيدة الحارة في منطقة التبانة، حيث ارتسمت أجواء الفرح على وجوه الأطفال والطلاب. ثم اختُتمت الجولة في دار المطرانية، حيث عقد لقاء موسع مع نخبة من المجتمع الأهلي وأعضاء "لقاء للحوار الديني والاجتماعي"، لمناقشة سبل تعزيز التواصل بين مكوّنات المجتمع المختلفة، والسعي إلى جعل العلاقات الإنسانية الركيزة الأساسية لمجتمع خالٍ من الجهل والتعصب، قائم على الحوار والمحبة، وفهم الآخر، ونبذ العنف والفساد والكراهية. نقول لنيافة الكاردينال، الذي كان ولا يزال داعماً لنا في كل الظروف والمحن، أهلاً وسهلاً بكم في وطنكم لبنان ومدينتكم طرابلس، مع الوفد المرافق لكم. نقدّم لكم شكرنا العميق من القلب، ونأمل أن نتمكن معكم من مواجهة التحديات التي تعترض أهدافنا السامية في خدمة الآخر، ومد يد العون للجميع دون تمييز".
وختم: "نرفع الصلاة كي يمنح الرب الصحة والقوة لقداسة البابا، ليواصل رسالته القائمة على المحبة والمسامحة على مستوى العالم أجمع، ولا سيما أن الكرسي الرسولي كان ولا يزال داعماً للبنان في جميع أزماته ومحطاته الصعبة."
تشرني
ثم القى الكاردينال تشرني كلمة اعرب فيها عن شكره العميق للمطران سويف على حفاوة الاستقبال وللمفتي امام على مشاركته، كما وجّه تحية إلى جميع الحاضرين في اللقاء، مؤكّدًا أن "قداسة البابا فرنسيس يحمل لبنان في صلواته دائمًا، ويتضامن مع شعبه في مواجهة المحن والتحديات".
وأوضح أن "جولته في لبنان تهدف إلى تفقد الكنيسة والمنظمات الإنسانية وتشجيعها، وتأتي تلبية لدعوة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك للمشاركة في دورته الخامسة والسبعين والحوار مع الكنيسة المحليّة"، مشيرًا إلى أنه "لمس خلال زيارته إلى طرابلس تجسيدًا عمليًا للرسالة الإنسانية التي يحملها الفاتيكان".
وقال: "يسرني أن أكون بينكم اليوم، وأثمّن الجهود التي شاهدتها خلال جولتي في طرابلس. لقد لمست كيف أن رسالتنا الإنسانية في روما تجد تطبيقها الفعلي هنا، حيث يعمل القائمون على هذه المؤسسات على تنمية الإنسان وتعزيز الحوار البنّاء بشكل متكامل".
وأضاف: "الحوار ليس مجرد كلمات، بل هو عملية تشاور متبادل تهدف إلى تحقيق التفاهم المشترك، وفهم الاختلافات في وجهات النظر المتنوعة. وهذا ما لمسته في المؤسسات التي تشرفون عليها، مما يعزز أملي الكبير في أن يتمكن الشعب اللبناني من تحقيق رسالته كأرض للحوار والسلام."
المفتي امام
بدوره أعرب المفتي إمام عن سعادته بلقاء الكاردينال مايكل تشرني والسفير البابوي في طرابلس، مشيرًا إلى أن "هذا اللقاء يكتسب أهمية خاصة لارتكازه على تعزيز الحوار، الذي يعد السبيل الوحيد للتعبير عن الأفكار وحل المشكلات".
وقال: "الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وميّزه بالعقل والقدرة على البيان، كما جاء في القرآن الكريم: عَلَّمَهُ الْبَيَانَ. هذه القدرة على النطق والتعبير هي أساس قيمة الإنسان وكرامته، وإذا تخلى عنها ولجأ إلى العنف والاقتتال والتدمير، فإنه يفقد إنسانيته."
وأضاف: "الكلام العقلاني والحوار هما السبيل الوحيد لتجاوز الخلافات والتحديات. نحن في لبنان بحاجة ماسّة إلى حوار بنّاء، خاصة في هذه الأوقات العصيبة، حيث نشهد تباعدًا في وجهات النظر واتساعًا لنقاط الخلاف. لذلك، نأمل أن يكون الحوار هو النهج الذي يعتمده الجميع."
وختم: "نأمل أن تتبدل الأحوال إلى الأفضل في لبنان والعالم، وأن يسود السلام والتفاهم بين الجميع."
السفير بورجيا
بدوره، أعرب السفير بورجيا عن سعادته بالمشاركة في هذه الجولة المميزة واللقاء المثمر، مشيدًا ب"روح العطاء والحوار والتضامن التي تجسّدت خلال الزيارة"، وقال: "خلال جولتنا اليوم، شاهدنا أمثلة عديدة على التعاون والحوار بين مختلف الأطراف، وهو ما يعكس قيم التآخي والعمل المشترك."
وأضاف: "لبنان واجه الكثير من الأزمات، ولا يزال يواجه تحديات كبيرة، إلا أن تجاوزها ممكن إذا ما تمسّك اللبنانيون بلغة الحوار والتضامن والوحدة. لاحظنا في الفترة الأخيرة بوادر تحسن ملموس، وهذه فرصة حقيقية يجب عدم تفويتها، بل الاستفادة منها لدفع البلاد نحو مستقبل أفضل."
وأشار إلى أن "لبنان يعيش مرحلة سياسية جديدة، ما يشكّل فرصة للنهوض وتحقيق تغيير جذري"، متمنيًا "لهذا الوطن مستقبلًا زاهرًا قائمًا على التلاقي والتعاون".
وختم قائلاً: "هناك مثل شعبي يقول: 'يد واحدة لا تصفّق'، وهذا يعبّر عن حاجتنا إلى بعضنا البعض للعمل والإنتاج وبناء مستقبل مشرق. ونحن سنكون دائمًا إلى جانب البذور التي تعطي ثمارًا، دعمًا لمسيرة الحوار والتقدم."
ضاهر
ومن ثم القى المطران ضاهر كلمة قال فيها: "زيارة الكاردينال مايكل تشرني والسفير البابوي والوفد المرافق، عزيزة جدا على قلوبنا، وهذه الجولة تحمل معها رسالة سلام وعطاء للمحتاجين والضعفاء".
اضاف: "منذ قدومي إلى طرابلس قبل أحد عشر عامًا، شعرت أنني بين أهلي وإخوتي. هذه المدينة الجميلة تميزت دائمًا بالسلام والمحبة والعيش المشترك، وأهلها شعب مضياف محب للسلام."
وتابع: "نحن، كقيادات روحية في طرابلس، تجمعنا علاقات قائمة على الحوار والسلام والتفاعل البناء، كما أن علاقاتنا مع القيادات السياسية والحزبية جيدة جدًا، والجميع يسعى إلى تعزيز العيش الواحد في المدينة وجوارها."
وختم: "الأهم أن طرابلس، رغم كونها مدينة مضيافة لكل زائر، تعاني من الحرمان منذ زمن طويل وهي بحاجة ماسة إلى الاهتمام وإطلاق مشاريع تنموية. نأمل أن يولي المسؤولون اللبنانيون هذه المدينة العناية اللازمة، كما ندعو المنظمات الدولية إلى تقديم الدعم بمختلف أشكاله، وإطلاق مشاريع تنموية تخلق فرص عمل للشباب والشابات العاطلين عن العمل."
الصفدي
بدوره قدم الوزير السابق محمد الصفدي للكاردينال تشرني كتابًا يتضمّن أهداف وغايات وأسماء أعضاء "اللقاء للحوار الديني والاجتماعي"، مؤكّدًا في كلمته أن "اللقاء يسعى إلى ترسيخ القيم الدينية المشتركة بين مختلف شرائح المجتمع، لا سيما فئة الشباب".
وأشار إلى أن "أعضاء اللقاء يركّزون على الحوار البنّاء في القضايا الاجتماعية والثقافية والتربوية والدينية"، لافتًا إلى أنه "يضم نخبة من المفكرين المؤمنين بالعيش المشترك بين اللبنانيين كافة".
وأضاف: "أن اللقاء يعمل أيضًا على نشر الوعي بين الشباب، وبناء جسور تواصل قائمة على العلاقات الإنسانية بعيدًا عن الجهل والتعصب، إضافةً إلى ترسيخ مفهوم المواطنة وتفعيل دور القيم الروحية والإنسانية في المجتمع".
وفي ختام اللقاء اقام المطران سويف مأدبة محبة على شرف الكاردينال تشرني والحضور.
وكان الكاردينال مايكل تشرني، والمطران يوسف سويف، والسفير البابوي باولو بورجيا قد استهلوا جولتهم في طرابلس بزيارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام في دار الفتوى بطرابلس. تمحورت المناقشات حول تعزيز لغة الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف فئات المجتمع، مع التأكيد على أهمية الحوار في تنمية الاحترام المتبادل لبناء علاقات مستدامة والتي تهدف الى إيجاد أرضية مشتركة لبناء جسور بين أصحاب الآراء المختلفة، وتحويل العلاقات الإنسانية التي تقوم على الجهل والتعصب إلى علاقات قائمة على الفهم والاحترام العميق.
بعد اللقاء، عبّر المفتي إمام عن شكره للكاردينال تشرني والمطران سويف والسفير بورجيا زيارتهم قائلاً: "شرفنا صاحب النيافة الكاردينال مايكل تشرني في دار الفتوى بصحبة احباء لنا، وهذه الزيارة هي جزء من برنامج حافل بالإنسانية، وله مني جزيل الشكر على مبادرته الطيبة".
وأضاف: "استقبلناه اليوم بكل سرور، إلى جانب سعادة السفير البابوي وسيادة المطران يوسف سويف، وتمكنا من التعرف عن قرب على نيافته والدائرة التي يترأسها في روما، وهي دائرة تنمية الإنسان المتكامل، التي تركز على رعاية شؤون الإنسان ودعمه في مختلف جوانب حياته وهذا شيء مهم وله منا كل التقدير."
وختم: "الكاردينال تشرني شخصية مميزة، والسفير البابوي يحظى بتقديرنا واحترامنا، ونحن نلتقي به دائمًا في المناسبات التي يرعاها سيادة المطران سويف. واليوم نشاركهم في بعض الفعاليات في طرابلس، مما يحمل رسائل إيجابية ومميزة لمجتمعنا في طرابلس ولبنان والعالم."
من جانبه، شكر الكاردينال تشرني المفتي إمام على حفاوة الاستقبال، وقال: "أنا سعيد بلقائنا اليوم، حيث تمكنا من عقد هذا الاجتماع مع سماحته، وتطرقنا في لقائنا عن قداسة البابا وعن صحته، وأنا متأكد أن هذا اللقاء سيكون بمثابة علامة أمل، لانه لقاء مليء بالإخاء، ونحن نؤمن بأن هذه اللحظات من التفاهم ستساعدنا على المضي قدمًا معًا، وإذا تعلمنا أن نعيش معًا كإخوة وأخوات، تكون لحظات نعمة وصلاة."
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا