بو دياب عن كمال جنبلاط :سعى لنقل الدروز من الطائفة إلى الوطن بعد إطلاقه الحزب الإشتراكي

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : الدكتور خطار بو دياب
Mar 10 25|22:06PM :نشر بتاريخ

كتبَ الأكاديمي والباحث في شؤون الشرق الأوسط الدكتور خطار أبو دياب، في الذكرى الثامنة والأربعين للسادس عشر من آذار:

"كرّس كمال جنبلاط حياته لفكرة معيّنة عن لبنان. 

تميّز بالإخلاص والسخاء والحرية. وكان رجل العدل والاستقامة والنزاهة. 

تأثّرتٌ بكمال جنبلاط، المفكّر، والرؤيوي، والزاهد. وافتخر أنّني عشت ذاك الزمن، حيث سعى لنقل الدروز من الطائفة إلى الوطن بعد إطلاقه الحزب التقدمي الإشتراكي مع رجالات كبار من لبنان، أمثال الشيخ عبد الله العلايلي، وفريد جبران، وألبير أديب.

 كافح كمال جنبلاط طوال كل مساره من أجل تحويل لبنان من مزرعةٍ إلى وطن وخاض المعارك ضد الفساد وإقرار قانون " من أين لك هذا؟" ويُمكن القول إنّ إنجازات بناء دولة المؤسّسات في عهد الرئيس فؤاد شهاب الذي لم تكن لتتم لولا دوره في قيادة جبهة النضال الوطني، الإطار النيابي للحزب التقدمي الإشتراكي.

كمال جنبلاط، المفكّر الموسوعي، والأديب والشاعر والذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

عناوين كتبه كانت لافتةً، وأبرزها "ثورة في عالم الإنسان"، و" فيما يتعدّى الحرف" لأنّ المعلّم حذّر من تحجّر الأحزاب والفكر، ونادى بالتطور مع أقانيم الوعي والحرية، والعمل المباشر قابلة التاريخ وصولاً إلى الوحدة الإنسانية بعيداً عن الشمولية والنظريات الكلية. 

منذ بداية السبعينيات، وبعد عودته من زياراته إلى الهند، كان يتكلّم عن قرب إطلالة كوكب زحل على المشرق، وهو المرادف للتشاؤم. وعند صدور كتابه الشعري الأول، " فرح" توقّع الرياح. تزامن ذلك مع تمركز الوجود الفلسطيني في لبنان بعد حرب 1967 … ومهّد ذلك مع انعدام العدالة الاجتماعية وفشل بناء دولة المواطنة والمؤسّسات، لانفجار لبنان في منتصف السبعينيات.

 سعى كمال جنبلاط بكل قوة لتجنّب الانزلاق في حرب كان يعلم جيداً عواقبها حسب شهادة ضمير لبنان ريمون إدّه. لكن "حرب التسوية" كما سمّاها جعلت لبنان مسرحاً لها، وأصبح البلد أداةً للنفوذ الإقليمي.

واجه كمال جنبلاط قدَره بشجاعة حتى الشهادة من أجل لبنان وفلسطين. 

كان كمال جنبلاط ديمقراطياً ونخبوياً، ولم تكن عنده السياسة مهنة، وكان يرفض الارتهان بكل معانيه.

يبقى اسم كمال جنبلاط مرادفاً للزمن الجميل في لبنان، ولتلك اللحظات الطوباوية في سجّلات حركتي التحرر العربية والعالمية".

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية