افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 12 مارس 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 12 25|09:09AM :نشر بتاريخ
"النهار":
على نحو مفاجئ ينبئ بتطورات إيجابية من شأنها الاستجابة لموجبات استكمال اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، تحرّكت بقوة لافتة القناة التفاوضية بدفع واضح من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وكانت ثمرتها المباشرة إطلاق إسرائيل خمسة أسرى لبنانيين كانوا محتجزين لديها منذ أشهر وهم، أربعة مدنيين وعنصر من “حزب الله”. وبدا التطور الإيجابي هذا طليعة “تفاهم” أوسع رعته الولايات المتحدة متفرع من اتفاق وقف النار، ويهدف للعودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لتسوية النزاعات الحدودية البرية بينهما، كما لمعالجة الوضع الناشئ عن استمرار احتلال إسرائيل لخمس تلال حدودية جنوبية صارت بمثابة تعقيد إضافي خطير للنزاع الأصلي حول 13 نقطة حدودية بين لبنان وإسرائيل. وأرخى التطور الجديد بأجواء مريحة داخلياً، خصوصاً وأن من شأنه أن يشكل استجابة للمطالب الضاغطة المتواصلة التي تولاها رئيس الجمهورية جوزف عون وحكومة الرئيس نواف سلام كما رئيس مجلس النواب نبيه بري من الجانب الأميركي ممارسة الضغوط اللازمة على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لاتفاق وقف النار وإنهاء احتلالها للتلال الخمس والإفساح للسلطات اللبنانية في ترجمة التزاماتها بتنفيذ القرار 1701. ومع أن رحلة المفاوضات الجديدة لا تعني تجاهل ما قد تشهده من تعقيدات، فإن إطلاق الأسرى الخمسة والشروع في تشكيل مجموعات اتصال تهيئة للمفاوضات كشف أن نقلة نوعية كبيرة تولتها الولايات المتحدة لمنع تفاقم الأمور مجدداً على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية بما يسلّح العهد والحكومة في لبنان بجرعة دعم قوية. ومع أن لا رابط مباشراً بين هذا التطور والملف الداخلي فإن تطوراً إيجابياً آخرَ سجل في الساعات الأخيرة وتمثّل في اتفاق الرؤساء الثلاثة على التعيينات العسكرية والأمنية الكبيرة، إذ بات بحكم المؤكد أن جلسة مجلس الوزراء غداً ستفضي إلى تعيين العميد الركن رودولف هيكل قائداً للجيش والعميد ادغار لاوندس مديراً عاما لامن الدولة والعميد حسن شقير مديراً عاماً للأمن العام والعميد رائد عبدالله مديراً عاماً لقوى الامن الداخلي.
مفاوضات جديدة
وقد أنجزت عملية الإفراج عن 4 أسرى لبنانيين على معبر رأس الناقورة مساء أمس على أن يفرج اليوم عن أسير خامس بعدما كان اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ونقلتهم سيارات الصليب الاحمر اللبناني إلى المستشفى اللبناني الإيطالي في صور.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أميركي أن إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية. وأضاف المسؤول أنه في إطار التفاهم بين الطرفين، أطلقت إسرائيل سراح خمسة لبنانيين ألقت قواتها العسكرية القبض عليهم خلال عمليات قتالية العام الماضي وأن إدارة ترامب تقوم بوساطة بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع عدة في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية.
وأضاف المسؤول لـ”اكسيوس” أنه خلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن 5 مواطنين لبنانيين كان الجيش الإسرائيلي قد أسرهم خلال القتال العام الماضي، من بينهم عضو في “حزب الله”. وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض حول ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من خمس نقاط متبقية في جنوب لبنان، بحسب ما قال مسؤول في البيت الأبيض للموقع. وقال المسؤول: “سيقود مجموعات العمل ديبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل بأن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل”.
بدورها أعلنت المبعوثة الأميركية الخاصة بلبنان مورغان أورتاغوس الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين لدى إسرائيل وقالت، “نحن نعمل عبر القنوات الديبلوماسية للتأكد من إطلاق الأسرى الباقين”. وأشادت بعمل الرئيس جوزف عون في لبنان، وذكرت بأن الرئيس دونالد ترامب “يرى أن السلام وتنفيذ القرارات السياسية والديبلوماسية تحل مشكلة الحدود”. وأضافت: “أطلقنا مجموعات عمل ديبلوماسية ستعمل على حل المشكلات بين لبنان وإسرائيل كالخط الازرق وغيره، وإنني متفائلة باتفاق لحل قضية النقاط الخمس”. وأكدت أورتاغوس أن “تدمير ترسانة “حزب الله” جنوب الليطاني جزء من الاتفاق، ونعمل على بناء قدرات الجيش اللبناني كي يكون الحاكم الوحيد. بقيادة الرئيس عون ورئيس الحكومة نواف سلام نحاول إرساء مستقبل جديد للبنان، وتركيزنا اليوم التوصل إلى اتفاق ديبلوماسي بشأن النقاط الخمس وإطلاق الأسرى”.
اجتماعات مع الرؤساء
وفي هذا السياق اجتمع الرئيس عون أمس مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار جاسبير جيفرز وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع في الجنوب وعمل اللجنة قبيل اجتماعها بعد ظهر أمس في الناقورة، حيث شدّد الرئيس عون على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي والانسحاب من التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. وطلب رئيس الجمهورية إثارة هذه المطالب خلال اجتماع اللجنة. ومساء أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس عون تبلغ أن لبنان تسلّم 4 أسرى لبنانيين احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على أن يُسلّم أسير خامس اليوم.
ولاحقاً عرض رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام خلال اجتماع عقداه بعد الظهر في قصر بعبدا، التطورات في الجنوب، والمواضيع المدرجة على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس. وبعد انتهاء الاجتماع الذي استمر ساعة، لم يدل الرئيس سلام بأي تصريح، واكتفى بالقول للصحافيين: “منحكي الخميس”.
وبدوره إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفراء اللجنة الخماسية سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، سفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني وسفير جمهورية مصر العربية علاء موسى . وجرى خلال اللقاء عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة خرق إسرائيل لبنود وقف إطلاق النار والقرار 1701.
وبعد اللقاء أوضح السفير المصري علاء موسى أن “دولة الرئيس بري كان واضحاً وصريحاً بأن ما يحدث في الجنوب يؤثر على لبنان بشكل كامل ونحن نتفق معه على ذلك وهو إستمع من خلال أعضاء اللجنة أن هناك عملاً جدياً وتوجهاً داخل اللجنة الفنية المسؤولة عن تطبيق وقف الأعمال العدائية من أجل الإسراع والإنتهاء من خطوات لازمة والانسحاب الكامل، واللجنة لديها اجتماع اليوم في الناقورة لتبحث في هذا الأمر وما يجب اتخاذه من خطوات”.
اغتيال
مضت إسرائيل أمس في عمليات الإغارة والاغتيالات، إذ شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة على طريق رومين- وادي دير الزهراني ما تسبب بسقوط قتيل. وبحسب المعلومات التي أعلنها الجيش الإسرائيلي فإن المستهدف في الغارة هو مسؤول وحدة الدفاع الجوي لـ”حزب الله” حسن عز الدين. كما نفذت مسيرة إسرائيلية بعد الظهر غارة بصاروخ موجّه مستهدفة سيارة “فان” في المنطقة الواقعة بين بلدة فرون (الوادي) وكفرصير وصريفا، وجددت استهدافها، بغارة ثانية في أقل من ثلث ساعة، المكان ذاته. وشوهدت النيران تندلع من الفان “المستهدف. وأعلنت وزارة الصحة أن الغارة أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد مواطن.
"الأخبار":
الدرس الدبلوماسي الأميركي الذي أُعطي للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، بعد تصريحها الشهير في قصر بعبدا عن ضرورة إبعاد حزب الله عن الحكومة، يبدو أنه اقتصر على ضرورة تنميق العبارات التي يراد بثّها إلى الجمهور. لذلك، فإن الصبية الآتية من عالم عروض الجمال والاستعراض تعاني لإخفاء ما هو مطلوب منها. وهي، في حديثها إلى قناة «الجديد» أمس، جهدت لكي «لا تُضبَط متلبّسة بالجرم المشهود»، بالقول صراحة إن ما يجري الآن هو مقدّمة لإطلاق مفاوضات لبنانية - إسرائيلية تهدف إلى إبرام اتفاقية سلام بين البلدين.
المسؤولة الأميركية قالت إن الهدف الآن يقتصر على إطلاق مفاوضات دبلوماسية لمعالجة مشكلات داهمة، مثل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، والبتّ في مصير النقاط الخمس، والبحث في ترسيم الحدود البرية. لكنّها كانت شديدة الصراحة في حديثها عن «ثلاث مجموعات عمل دبلوماسية».
ليس في لبنان من ينتظر شروحات حول ما قصدته أورتاغوس، إذ تكفي الإشارة إلى أن عمل لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701، يشمل أساساً تأمين وقف نهائي للحرب، وإزالة آثار الاحتلال، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية، وإطلاق سراح الأسرى. وبالتالي، فإن هذه النقاط، إضافة إلى ملف النقاط الـ 13 التي لا تزال إسرائيل تحتلها، لا تحتاج إلى «فرق عمل دبلوماسية»، بل يمكن تحقيقها من خلال لجنة الإشراف نفسها.
لكنّ الولايات المتحدة تبدو مستعجلة لإطلاق مفاوضات سلام مع لبنان وسوريا، وهو ما سبق لمبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أن تحدّث عنه أخيراً، معرباً عن «التفاؤل حيال إمكان انضمام السعودية إلى الاتفاق الإبراهيمي»، لافتاً إلى أن «التحوّلات السياسية في المنطقة قد تمتد لتشمل لبنان وسوريا، ويمكن للبنان أن يتحرك قريباً للانضمام إلى اتفاقات السلام، وقد تكون سوريا في الطريق نفسه».
عودة إلى فريق ترامب
و«الحاجّة ليزا»
يبدو أن من الضروري تذكير الساسة عندنا بحقائق يُراد تجاهلها، مثل أن المرشحين للانتخابات الرئاسية في لبنان كانوا قد خضعوا، جميعاً، لاختبارات أمام الإدارة الأميركية الحالية بعد فوز ترامب في الانتخابات. وقد خرج أربعة منهم على الأقل بحذر وخشية، بعدما سمعوا أسئلة مباشرة حول نظرتهم إلى مشروع التطبيع مع إسرائيل، ومحاولة معرفة موقفهم من حزب الله وسلاحه جنوب نهر الليطاني وشماله.
وإذا كان الرئيس جوزيف عون يتحفّظ عن الحديث في الأمر، وينفي الرئيس نواف سلام أن يكون الأميركيون قد فاتحوه به، فإن السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون تقدّمت خطوات في هذا الإطار، وهي انتقلت من مرحلة التلميح إلى مرحلة الحديث المباشر عن التطبيع. وقد أبلغت ثلاثة مسؤولين بارزين في الدولة، ومساعدَين اثنين لمرجعيتين كبيرتين، بأن «على لبنان الاستعداد للمرحلة المقبلة، حيث ستكون المفاوضات قائمة بشكل سياسي وتركّز على سبل تأمين حل شامل ودائم للمشكلة مع إسرائيل».
وبحسب ما نقل عنها المستمعون في كل اللقاءات، فقد حرصت على «إفهام» المسؤولين بأن «معلومات» بلادها «تؤكد أن حزب الله في وضع صعب جداً، ولم يعد يملك القدرة على التعطيل ولا على الترهيب، ولا عذر لأحد بعد اليوم للقول إنه خائف من حزب الله». وقد شرحت أكثر بأن «الحزب بالكاد قادر على تدبّر أموره، وليس في مقدوره أصلاً إعادة الإعمار في أي منطقة في لبنان».
وبالتالي، «على الدولة اللبنانية إعطاء الإشارات الكافية لكي تحصل على دعم جدّي يذهب جزء منه إلى إعادة الإعمار، ولا يجب السماح لحزب الله بالقيام بهذه المهمة»، علماً أن بعض من التقوا «الحاجّة ليزا» خرجوا بانطباع أنها ليست سعيدة بقرار الرئيس ترامب اختيار سفير جديد بدلاً منها في لبنان، وأنها تتهكّم على السفير ميشال عيسى بأنه «ساذج ولا يعرف من لبنان إلا اسمه».
الفرق الدبلوماسية
وبما أن الأمور تقدّمت أكثر نحو البحث العملي، فإن الصيغة الأولية المقترحة من الولايات المتحدة هي إدخال تعديلات عملانية على الإطار الناظم لمراقبة تنفيذ القرار 1701. وتقضي هذه التعديلات بحصر عمل اللجنة العسكرية الحالية في الخروقات الميدانية، علماً أن الرئاسة الأميركية للجنة (ومعها فرنسا إلى حدود معينة وقوى لبنانية أخرى مثل وزير الخارجية يوسف رجي) تعتبر أن الخروقات الإسرائيلية «تأتي رداً على خروقات حزب الله».
ولدى السؤال عما يُقصد بخروقات الحزب يأتي الجواب بأنه «كان يفترض بالحزب أن يبادر إلى تسليم سلاحه في الجنوب، وأن يقدّم الخرائط والإحداثيات الخاصة بمنشآته العسكرية وغير المدنية، وأن يتوقف عن أي نشاط مشبوه لعناصره في كل المنطقة الجنوبية، إلا أنه لم يلتزم، فيما لا يريد الجيش اللبناني القيام بالمهمة، وهذا سبب كافٍ لأن تقوم إسرائيل بالأمر طالما أن لبنان لا يريد القيام به».
عملياً، أنهت الولايات المتحدة عمل لجنة الإشراف بعدما حصرت وظيفتها بالخروقات وتبرير ما تقوم به إسرائيل من دون انتظار أي نتائج للتحقيق من قبل الجيش اللبناني أو قوات اليونيفل. ولم تكن واشنطن لتبادر إلى ذلك لولا أنها شعرت بأنه ليست في لبنان سلطة تحاجُّها وترفض إملاءاتها. وهذه مسؤولية مباشرة تقع على عاتق الرئيسين عون وسلام إضافة إلى قيادة الجيش.
هذه المناخات اللبنانية الرسمية، سهّلت للأميركيين الانتقال إلى المرحلة التي تقضي بتشكيل «فرق عمل دبلوماسية» تتولّى، من جديد، فتح التفاوض على ما يفترض أن تحلّه لجنة الإشراف لناحية إطلاق الأسرى وضمان الانسحاب الكامل وتثبيت نقاط الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة. والتعريف الذي أعطته الولايات المتحدة لهذه الفرق، بأنها «دبلوماسية»، أي إنها ليست تقنية أو عسكرية، يعني أنها تريد من لبنان أن ينتدب دبلوماسيين أو سياسيين لحضور اجتماعات مع دبلوماسيين أو سياسيين إسرائيليين، بحضور أميركا وفرنسا وإشرافهما ورعايتهما، للبحث في العناوين الثلاثة.
وتقول واشنطن مسبقاً إنه ينبغي أن يكون هناك تفاوض، ما يعني أن لدى إسرائيل مطالب تريدها مقابل تلبية الشروط، أو أن لديها شروطاً مقابل تلبية مطالب لبنان. وفي الحالتين يكون لبنان قد وقع في الفخ.
تطبيع ولا اسم آخر
وقبل أن يخرج علينا غداً من يطلب منا الصمت وترك «الدبلوماسية تعالج مشكلات لبنان»، ينبغي توضيح بعض النقاط:
أولاً، ليس هناك على الإطلاق ما يوجب على لبنان القبول بهذه الصيغة، وهو يعرف أنها مجرد حيلة، وأن مجموعات العمل ليست سوى الاسم الحركي لمفاوضات التطبيع.
ثانياً، إن تحرير الأسرى أمر بديهي، وليس لدى لبنان أسرى صهاينة ليبادلهم أو حتى يكون هناك تفاوض أو شروط، والعدو هو من خطف الأسرى اللبنانيين من قراهم في الجنوب أو من مكان إقامتهم في ساحل جبل لبنان.
ثالثاً، إن النقاط التي بقي جيش الاحتلال فيها هي أراضٍ لبنانية احتُلت بالقوة، ولا يوجد أي اعتبار أمني أو عسكري يبرّر بقاءها تحت الاحتلال سوى الضغط على أهالي القرى الحدودية لمنع عودتهم إلى قراهم ومنع عملية إعادة الإعمار.
رابعاً، إن الحديث عن مفاوضات لترسيم الحدود ليس له أي أساس قانوني، والأمم المتحدة تؤكد حق لبنان في النقاط التي بقي الاحتلال فيها منذ التحرير عامَ 2000، وبالتالي، المطلوب أن تقوم الأمم المتحدة أو لجنة الإشراف، أو حتى الوسيط الأميركي، بالحصول على تعهّد من العدو باحترام حق لبنان وإخلاء هذه النقاط.
خامساً، فتح الباب أمام مفاوضات حول هذه البنود يعني، ببساطة، أن في لبنان من لا يقرأ التاريخ ومن لا يعرف مخاطر خطوة من هذا النوع، وأن في سدة المسؤولية اليوم أشخاصاً عليهم إدراك أنهم يتحملون مسؤولية كل ما ينتج عن هذا المسار التطبيعي، وهي نتائج كارثية بحدّها الأدنى، لأن العدو يريد من لبنان أن ينزع سلاح المقاومة بالقوة، وهو ما يقود إلى حرب أهلية، عدا أنه لا توجد في لبنان قوة قادرة على القيام بهذه المهمة، ومن المفيد هنا تذكير من يجب تذكيره، بأن الرئيس عون نفسه قال للأميركيين بعد الحرب إنه ليس عليهم أن ينتظروا منه القيام بما عجزت أميركا وإسرائيل عن القيام به ضد حزب الله.
هل تراقبون جنبلاط
وما يجري في سوريا؟
المشكلة في لبنان أن أهل القرار لا يبدو أنهم يدركون دقّة ما يجري في سوريا، وقد انساقوا خلف الدعاية الغربية حول مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد. وربما لاحظوا، في الفترة الأخيرة، أن الإدارة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع لا تجيد رسم حدود سلطتها إلا بالدم والنار، كما يحصل في مناطق الساحل، علماً أنها إدارة «شديدة الواقعية» عندما يتعلق الأمر بمناطق أخرى من سوريا، فقط لأن أميركا وإسرائيل ترفعان لواء الدفاع عن جماعات سورية بعينها مثل الأكراد والدروز.
وقد يكون مفيداً للرئيسين عون وسلام طلب الاجتماع بوليد جنبلاط، وسؤاله عن تهديدات مباشرة يتلقّاها لمجرد أنه «عارض» تطبيع دروز سوريا ولبنان مع القيادة الروحية لدروز فلسطين المحتلة، وبسحب البساط من تحت زعامته إن عرقل خطوات التطبيع القائمة الآن، بل أكثر من ذلك بكثير، علماً أن جنبلاط يعرف أن العمل جارٍ من دون توقف لخلق تيار بين دروز لبنان، خصوصاً في مناطق حاصبيا والجنوب، يدعو إلى التفاعل مع دروز سوريا في القنيطرة والسويداء والجولان المحتل، بعدما أنجز العدو المرحلة الأولى من الاحتلال المباشر للأقسام الخاصة بالحدود الشرقية للبنان مع القنيطرة وجبل الشيخ وفتحها على الجولان المحتل، وسيره قدماً نحو وصل ما هو قائم الآن بمناطق السويداء، عبوراً بدرعا أو من دونها. وهي عملية تترافق مع فتح الباب لتشجيع «الدروز الفقراء المتروكين من قبل زعاماتهم» على التوجه نحو الاستفادة من برامج دعم كبيرة تحضّر لها إسرائيل، ولا تقتصر فقط على العمال في الجولان، بل في تنفيذ ودعم مشاريع زراعية وصناعية وسكنية وتربوية وصحية، ضمن برنامج تصل موازنته إلى 1.1 مليار دولار.
هل انتبه هؤلاء إلى أن إسرائيل أعلنت رسمياً أمس، أن أول أيام عمل لدروز سوريا في الجولان هو بتاريخ 16 آذار، الذي يصادف ذكرى اغتيال كمال جنبلاط؟
"الجمهورية":
اكتملت سلّة التعيينات العسكرية والأمنية وسيقرّها مجلس الوزراء كاملة غداً، لينطلق لاحقاً إلى إقرار ما تبقّى من تعيينات في مختلف الإدارات والمؤسسات، في موازاة البدء بالورشة الإصلاحية الموعودة، وكذلك في موازاة تحصين الوضع الداخلي إزاء التطورات السورية والإقليمية عموماً، والضغط لوقف الخروقات الإسرائيلية اليومية لوقف إطلاق النار واستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقّى من أراضٍ محتلة، تنفيذاً للقرار الدولي 1701. في الوقت الذي أعلنت واشنطن أمس، عن رعايتها مفاوضات ستبدأ الشهر المقبل بين لبنان وإسرائيل، لمعالجة النقاط الحدودية المتنازع عليها بينهما.
إذا لم تحصل مفاجآت، من المفترض أن تقرّ جلسة مجلس الوزراء غداً «وجبة» التعيينات الأمنية والعسكرية بعد الاتفاق على جميع الأسماء وفق المعلومات المتداولة أمس.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ التعيينات غداً الخميس، إذا تمّت، ستشكّل رسالة إيجابية إلى الداخل والخارج في شأن بدء الدولة رحلة الإصلاح والإنقاذ، انطلاقاً من المراكز القيادية الأساسية المعنية بحماية الأمن والاستقرار اللذين يشكّلان ممراً إلزامياً لتحصين أي إنجازات لاحقة في مجالات أخرى.
وأضافت المصادر، أنّ إقرار التعيينات سيعطي زخماً لمسار العهد والحكومة، وسيطلق دينامية إعادة استنهاض مؤسسات الدولة بعد كل ما أصابها من اهتراء وترهل. وأشارت إلى أنّه يجب استكمال الدفعة الأولى من التعيينات بدفعة أخرى إدارية، على قاعدة اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، خصوصاً في حاكمية مصرف لبنان التي تنطوي على حساسية استثنائية، كونها على تماس مباشر مع الوضع المالي وحقوق المودعين، وبالتالي فإنّ من سيشغلها يجب أن يكون موضع ثقة.
سلّة التعيينات
وعشية جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد عند العاشرة صباح غد الخميس، أُنجز الاتفاق على سلة التعيينات العسكرية والأمنية بين الرؤساء الثلاثة. وعلمت «الجمهورية» أنّها أتت على الشكل التالي:
ـ قائد الجيش العميد رودولف هيكل يتولّى حاليًا منصب مدير العمليات في الجيش اللبناني، وتولّى في السابق مهمّة قيادة منطقة جنوب الليطاني، سيتمّ ترفيعه إلى رتبة لواء مع مرسوم التعيين.
ـ مدير عام قوى الأمن الداخلي: العميد رائد عبدالله، رئيس المكتب الفني في فرع المعلومات حالياً، يرقّى إلى رتبة لواء في مرسوم التعيين.
ـ مدير عام جهاز أمن الدولة: العضو في لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية العميد إدغار لاوندس بعد ترفيعه إلى رتبة لواء.
ـ مدير عام الأمن العام: تمّ الاتفاق على نقل نائب مدير أمن الدولة العميد حسن شقير إلى المديرية العامة للأمن العام ليتولاها كحل وسط بين رئيس الجمهورية الذي كان يرغب بتعيين العميد محمد الأمين، ورئيس مجلس النواب الذي اقترح العميد مرشد الحاج سليمان، على ان يتولّى سليمان منصب نائب المدير العام لأمن الدولة، علماً انّ تعيين المدير ونائب المدير يتمّان بمرسوم واحد، كون مجلس قيادة أمن الدولة يتألف من الاثنين فقط ويتخذ قراراته بإجماع الاثنين.
واكّد مصدر حكومي رفيع لـ«الجمهورية»، انّ الاتفاق أتى بعد أخذ وردّ، وليس بعد خلاف كبير كما تمّ تصوير الأمر في بعض وسائل الإعلام، فالجميع كان منفتحاً على النقاش والتفاوض، وستأتي سلّة التعيينات من ضمن جدول الأعمال في بند ورد تحت عبارة تعيينات مختلفة تشمل كذلك تعيين 3 أعضاء في المجلس العسكري، العضوان الكاثوليكي ... والأرثوذكسي والعضو الشيعي رياض علام نائب مدير المخابرات الحالي.
مصرف لبنان
وعلمت «الجمهورية»، انّه بعد الانتهاء من التعيينات الأمنية سيبدأ البحث فوراً في تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، وسيكون في الجلسة التي تلي جلسة الغد، مع مؤشرات إلى حصول اتفاق على الاسم، والاسم الأوفر حظاً هو كريم سعيد شقيق النائب السابق فارس سعيد وهو عضو مجلس إدارة في بنك الإمارات ولبنان الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارته فاروج نيركيزيان، كذلك هو مؤسس وشريك إداري في شركة Growthgate Capital العاملة في الإمارات.
الملف الجنوبي
على صعيد آخر، حملت تطورات الملف الجنوبي إشارات متضاربة، إذ بينما أطلق العدو الاسرائيلي أربعة أسرى مدنيين لبنانيين كـ«بادرة حسن نية حيال الرئيس اللبناني»، وفق ما أفاد به مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، استمر الاحتلال من جهة أخرى في إبداء سوء النية من خلال مواصلة الاعتداءات على الأراضي اللبنانية وانتهاك السيادة.
ولاحظت اوساط على صلة بالواقع الجنوبي، انّه وبينما كانت لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار تنعقد في الناقورة، وبينما كان رئيس اللجنة الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز يلتقي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، شنّت المسيّرات الإسرائيلية ثلاث غارات على مناطق في الجنوب ما أدّى إلى سقوط شهيدين.
ونبّهت الاوساط إلى أنّ سلوك تل أبيب يوحي بأنّها تريد أن تواصل حرّية الحركة والاعتداء في لبنان، بالترافق مع تفعيل نشاط لجنة المراقبة والمساعي الديبلوماسية لاستكمال انسحاب الاحتلال من الجنوب، ومعالجة المسائل الخلافية المتصلة بالخط الحدودي، وكأنّ الكيان الاسرائيلي يسعى إلى ان تتمّ المفاوضات مع الجانب اللبناني تحت الضغط.
إطلاق أسرى
وأعلنت سفارتا الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا و«اليونيفيل» في بيان مشترك، أنّ «لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية انعقدت اليوم (أمس) للمرّة السادسة في الناقورة، حيث استضافت «اليونيفيل» الاجتماع برئاسة الولايات المتحدة، وانضمّت إليه فرنسا والجيش اللبناني وقوات الدفاع الإسرائيلية». وأشار البيان إلى أنّ «الحضور بحث في سبل المضي قدماً في التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم في 26 تشرين الثاني 2024، والخطوات التالية لمعالجة القضايا العالقة بين إسرائيل ولبنان. وبعد الاجتماع، وبناءً على طلب الولايات المتحدة، أعادت إسرائيل إلى لبنان خمسة مواطنين لبنانيين كانوا محتجزين لديها. وسوف تواصل اللجنة عقد اجتماعات منتظمة لتحقيق التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية».
إتفاق لبناني ـ إسرائيلي
وفي هذه الاثناء، نقل موقع «أكسيوس» امس، عن مسؤول أميركي في البيت الابيض لم يكشف عن هويته القول، إنّ إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية. وأضاف هذا المسؤول، أنّه في إطار التفاهم بين الطرفين، أطلقت إسرائيل خمسة لبنانيين أسرتهم قواتها العسكرية خلال الحرب الاخيرة. وقال: «إنّ إدارة ترامب تقوم بوساطة بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع عدة في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية». وذكر أنّه «خلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن 5 مواطنين لبنانيين كان الجيش الإسرائيلي قد أسرهم خلال القتال العام الماضي، من بينهم عضو في «حزب الله». وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتمّ إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض حول ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من 5 نقاط متبقية في جنوب لبنان»، بحسب ما قال مسؤول في البيت الأبيض للموقع، مضيفاً: «سيقود مجموعات العمل ديبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل في أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل».
وقال: «محادثات عسكرية اختتمت اليوم (أمس) في الناقورة، وبعد ذلك تمّ إطلاق خمسة أسرى لبنانيين من إسرائيل إلى لبنان». وتابع: «لا يزال جميع المعنيين ملتزمين بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل لكل بنوده. ونحن نتطلع إلى عقد مجموعات العمل هذه التي يقودها ديبلوماسيون لحل المسائل العالقة سريعاً بالتعاون مع شركائنا الدوليين».
بادرة «حسن نية»
في هذه الاثناء، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان، أنّ «الدولة العبرية ستفرج عن خمسة لبنانيين اعتقلتهم خلال الحرب مع حزب الله»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وجاء في البيان: «بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وكبادرة حسن نية حيال الرئيس اللبناني الجديد (جوزاف عون)، قرّرت إسرائيل الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين. إنّ القرار جاء بعد انعقاد اجتماع في وقت سابق اليوم (أمس) في بلدة الناقورة اللبنانية على الحدود، ضمّ ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان. واضاف البيان: «خلال الاجتماع، تمّ الاتفاق على إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة تهدف إلى استقرار المنطقة»، مشيراً إلى «أنّ هذه المجموعات ستركّز على حلّ النزاعات المتعلقة بوجود القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية والمناطق المتنازع عليها على طول الحدود، بالإضافة إلى قضايا أخرى».
اورتاغوس
بدورها، اكّدت المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس مساء أمس، أنّه تمّ إجراء محادثات عسكرية في الناقورة، أسفرت عن إطلاق 5 أسرى لبنانيين. وقالت: «نحاول إرساء مستقبل جديد للبنان بقيادة الرئيس جوزاف عون»، مؤكّدة «أنّ الولايات المتحدة تواصل دعم لبنان في مسيرته نحو الاستقرار والتنمية»، ومشدّدة على «أنّ عملية إعادة الإعمار في لبنان ستكون تحت إشراف الدولة اللبنانية فقط، وليست من اختصاص أي فصيل أو جماعة مثل حزب الله».
إطفاء البؤر
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ الاتفاق المفاجئ بين لبنان وإسرائيل يترجم إرادة أميركية قوية لإنهاء النزاعات المفتوحة في لبنان كما في سوريا وغزة والضفة الغربية، التزاماً بنهج دونالد ترامب الساعي إلى إطفاء البؤر الملتهبة وفتح الطرق الديبلوماسية لإنجاز الصفقات. وفي هذا السياق أيضاً، تضطلع المملكة العربية السعودية بدور في احتضان المفاوضات بين واشنطن وموسكو وكييف لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.
وأدرجت المصادر في هذا السياق أيضاً الاتفاق الذي تمّ، من دون مقدمات، يوم الاثنين، بين الرئيس السوري أحمد الشرع و«قوات سوريا الديموقراطية» («قسد») والقاضي بانضواء هذه القوات في مؤسسات الدولة السورية، والذي أعقبه أمس اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء الطائفة الدرزية، ما يشكّل مدخلاً لدخول الدولة السورية إلى السويداء.
وكذلك، كان لافتاً تعبير حركة «حماس» عن تفاؤلها بأنّ الجولة الثانية من المفاوضات التي تتوسط فيها واشنطن، حول غزة وملف الرهائن، باتت على وشك النجاح. ورأت المصادر أنّ كل هذه المؤشرات توحي بأنّ اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان سيشهد خطوات عملانية ملموسة، خلال المفاوضات وبنتيجتها، وخصوصاً لجهة التزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها والانسحاب الكامل من لبنان.
اللجنة الخماسية
في هذه الاجواء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس سفراء «اللجنة الخماسية»: السعودي وليد البخاري، الاميركي ليزا جونسون، الفرنسي هيرفي ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني، المصري علاء موسى في حضور المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، وتمّ خلال اللقاء عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة أسرائيل خرقها لبنود وقف إطلاق النار والقرار 1701.
وبعد اللقاء قال موسى: «لقاؤنا مع الرئيس بري تناول مواضيع كثيرة على رأسها التحدّيات المقبلة في لبنان والخطوات التي ستتخذها الحكومة تلبيةً لما ورد في خطاب قَسَم فخامة الرئيس عون وفي بيانها الوزاري. ودولة الرئيس بري كان واضحاً بأنّه حريص كلياً على تطبيق كل هذه الخطوات في اسرع وقت، لأنّها تمسّ الحياة اليومية للمواطن اللبناني مباشرة».
وأضاف انّ البحث تناول ايضاً «أوضاع الجنوب وضرورة إتمام الإنسحاب الاسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، واكّد دولته انّ الجانب اللبناني أوفى بالتزاماته وبالتالي ينتظر من الجانب الآخر الوفاء ما هو ملتزم به، بضمان إخواننا في أعضاء اللجنة الفنية التي تشرف على تنفيذ وقف الأعمال العدائية، ودولة الرئيس بري أيضاً كان واضحاً وصريحاً بأنّ ما يحدث بالجنوب يؤثر على لبنان كلياً. ونحن نتفق معه على ذلك. وهو استمع من خلال أعضاء اللجنة انّ هناك عملاً جدّياً وتوجّهاً داخل اللجنة الفنية للإسراع والانتهاء من الخطوات اللازمة والإنسحاب الكامل».
وأشار إلى أنّ البحث تناول ايضاً ملف إعادة الاعمار في الجنوب «وتوافقنا على لقاءات في المقبل من الأيام لمزيد من البحث في أمور قد تكون عالقة أو هي في حاجة الى تدارس وتبادل وجهات النظر».
"الديار":
حتمت الاوضاع الجنوبية وما يتخللها من تطورات يومية، على مستوى الاستهداف الاسرائيلي لكوادر حزب الله والتوغل في اتجاه القرى والبلدات الحدودية، التحرك على اكثر من خط، من جهة، تكثيف الاجتماعات السياسية اللبنانية الداخلية، ومع سفراء «خماسية باريس»، ومن جهة ثانية، تفعيل الاتصالات واللقاءات لحسم مسالة التعيينات الامنية والعسكرية في اسرع وقت، لتحصين الداخل في مواجهة التطورات المتسارعة على الحدود وفي الاقليم، حيث تتجه الانظار الى الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء التي ستشهد اختباراً عملياً حيال ملف بالغ الحساسية هو التعيينات المرتقب اقرارها بعدما ذُللت العقبات التي تعترضها.
جلسة يفترض ان تحمل حسماً للتوجهات الرسمية والحكومية والسياسية حيال الآلية المحددة للتعيينات التي تشكل الاختبار الاهم في بداية العهد والدليل الى مدى اقران القول بالفعل، والنأي بها عن التجاذبات السياسية التي من شأنها ان تستعيد لعبة شد الحبال داخل مجلس الوزراء في امتحان متقدم لمتانة التوافق الذي يظلل الحكومة منذ تشكيلها.
تداعيات الوضع السوري
وبينما تنصب الجهود الدبلوماسية على معالجة الوضع جنوبا، تحولت الانظار خلال الايام الاخيرة الى ما يجري على الجانب الشمالي من النهر الكبير، من احداث اتخذت طابعا سياسيا وطائفيا حادا، انعكس على لبنان من خلال تزايد حركة النزوح السوري الجديد، واتهام السلطات السورية الرسمية، لمجموعات لبنانية بايواء ومساندة عناصر من «فلول النظام السابق» التي تقف خلف «الانتفاضة» في الساحل، وهو ما رات فيه مصادر لبنانية امرا خطيرا قد يجر لبنان الى مواجهة مع السلطة الجديدة في دمشق، رغم تاكيدها ان الجهات المعنية تواصلت مع الجانب السوري مؤكدة ان هذه الاخبار غير دقيقة اذ لا غرف عمليات ولا تواجد لعسكريين سوريين ينشطون من لبنان عبر الحدود لزعزعة استقرار سوريا، فلبنان حريص على عدم اقحام نفسه في الموضوع الداخلي السوري، وعلى ضبط حدوده.
اشارة الى ان الأحداث على الساحل السوري تزامنت مع الإعلان عن القبض على مجموعة داعشية في لبنان، ورغم أن الحدثين منفصلان، إلا أن ذلك عزز المخاوف لدى الشعب اللبناني من احتمال حصول انتكاسة أمنية أو ما يشبه الفتنة في لبنان، وهو ما دفع بالمعنيين الى الاتفاق على سرعة انجاز التعيينات الامنية.
التعيينات
على صعيد التعيينات نجحت المشاورات والاتصالات التي استمرت طوال الايام الماضية، على خطين، الاول، بعبدا-عين التينة، والثاني، في حلحلة عقدة المديرية العامة للامن العام، التي آلت الى نائب المدير العام لامن الدولة العميد حسن شقير، فيما رجحت زيارة رئيس الحكومة الى بعبدا كفة العميد رائد عبدالله، مديرا عاما لقوى الامن الداخلي، بعد ان كان شهد هذا المركز تجاذبا بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، وتيار المستقبل الذي يتقاطع مع الرئيس السابق فؤاد السنيورة على اسم مرشح، وسط بروز اسم احد «العمداء العكاريين»، من خارج الاصطفافات كونه غير محسوب على أي طرف سياسي.
وفي هذا الاطار رات المصادر ان الاحداث السورية وتداعياتها على الداخل اللبناني، في ظل وجود مئات آلاف النازحين السوريين، شكلت عاملا ضاغطا في الاسراع في انجاز هذه التعيينات، لمواكبة الاحداث والتعامل معها، في ظل الغطاء السياسي المتوافر للاجهزة الامنية والعسكرية للتعامل بحزم وقوة مع أي محاولات للتلاعب بالامن في الداخل، رغم استدراك مصادر وزارية، بان كافة الاحتمالات تبقى مفتوحة في جلسة الخميس، لتتراوح بين اصدار التعيينات دفعة واحدة، او ترحيلها الى جلسة اخرى.
الخماسية في عين التينة
وفي مؤشر الى صعوبة الاوضاع ودقتها، والتعثر في الاقلاع داخليا، على ضوء الاحداث في المحيط، اعادت خماسية باريس تفعيل عملها، حيث زارت مقر الرئاسة الثانية، لبحث الملفات وفي مقدمتها امعان الاحتلال الاسرائيلي في خرق اتفاق وقف النار، سواء في احتلال اراض لبنانية، او استهداف الداخل اللبناني عبر الغارات والاستهدافات المستمرة، فضلا عن ملف الاعمار.
اوساط مواكبة للزيارة اشارت الى ان رئيس مجلس النواب بادر السفراء بالقول «وطني معاقب»، مشددا على ضرورة أن يقوم رعاة اتفاق وقف النار بكل المساعي لإلزام اسرائيل بتطبيقه، والذي حاول بعض أعضاء الخماسية التلميح إلى أنه يرتبط بموضوع انتشار الجيش اللبناني الذي لم يُنجز حتى الآن، فما كان من بري الا ان رد بالقول «الانتشار يجب أن يسبقه الانسحاب»، مؤكدا ان عدم استقرار الوضع في الجنوب وانسحاب العدو الإسرائيلي هو مؤشر على عدم استقرار لبنان، ومن الضروري على الدول الممثلة في اللجنة أن تعمل على حل هذا الأمر بالسرعة القصوى».
وتتابع الاوساط، بالتاكيد فيما خص ملف الاعمار، بان ما فهم من سفراء الخماسية، بان هذا الموضوع مرتبط بالوضع الأمني في الجنوب وانتشار الجيش بحسب الخطة، بالتوازي مع المسار الإصلاحي الداخلي وعمل الحكومة، وهو ما يعني عمليًا، وفقا للاوساط، ربط الإعمار بموضوع نزع سلاح حزب الله، وهو ما سبق أن رفضه الرئيس بري لأن الاتفاق واضح لجهة عدم وجود السلاح جنوبي نهر الليطاني وليس نزع سلاح المقاومة بالمفهوم العام. ولبنان يطبق الجزء المتعلق بهذا الشأن، لكن العدو هو من يخرق الاتفاق.
سلام في بعبدا
واستكمالا للاتصالات، وعشية جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في القصر الجمهوري، حيث رجحت مصادر مواكبة امكان الغاء اعتماد مقر المتحف للاجتماعات لاسباب لوجستية وامنية الى حين اختيار مكان آخر، زار رئيس الحكومة نواف سلام قصر بعبدا، والتقى رئيس الجمهورية، حيث تركز البحث، حول الانتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، والعوائق أمام الانتشار الكامل للجيش اللبناني، إضافة إلى موضوع إعادة الإعمار، في ظل تداعيات الكبيرة الناتجة عن التاخير في بتّه، من جهة، كما تطرق البحث الى موضوع التعيينات، التي اتفق على بتها كاملة يوم الخميس.
يشار الى ان اتفاقا حصل بين المعنيين على اقرار آلية جديدة لتنظيم تعيينات الادارية، في غضون الايام المقبلة، بحيث يكون لمجلس الخدمة المدنية ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية دور أساسي في إنجازها، في خطوة تهدف إلى تعزيز معايير الكفاءة والشفافية بعيدًا عن المحاصصة السياسية.
لجنة المراقبة
في غضون ذلك، وبعيد لقاء رئيسها برئيس الجمهورية، اجتمعت لجنة مراقبة وقف النار في الناقورة، على وقع الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، وآخرها غارات استهدفت طريق رومين- وادي دير الزهراني، ووادي فرون – كفرصير، حيث بحثت الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة، كما تبلغ الجانب اللبناني اطلاق اسرائيل سراح خمسة اسرى لديها، اربعة امس وواحد اليوم.
اوساط متابعة كشفت ان اتفاقا اميركيا – اسرائيليا افضى الى الحل الذي تم التوصل اليه، ويقضي بتقسيم الاسرى الى فئتين، الاولى «المدنيين» وتشمل اللائحة التي قدمتها الدولة اللبنانية 10 اسما وهم: فؤاد قطايا وعلي يونس (وادي الحجير)، احمد شكر (حولا- اطلق سراحه)، حسين كركي(مركبا)، حسن حمود (الطيبة)، علي ترحيني، حسين فارس (مارون الراس-اطلق سراحه)، محمد نجم (تل نحاس-اطلق سراحه)، حسين قطيش (حولا-اطلق سراحه)، مرتضى مهنا، اما الفئة الثانية فتضم مقاتلي حزب الله الذين تم اسرهم خلال الحرب، وهؤلاء يخضعون لترتيب آخر خاص، ولمفاوضات تبادل حيث تردد ان واشنطن وتل ابيب قد وضعتا شروطا في هذا الخصوص.
مورغان اورتاغوس
وكانت الوسيطة الاميركية مورغان اورتاغوس قد كشفت عن ان واشنطن اطلقت مجموعات عمل دبلوماسية اميركية – فرنسية اسرائيلية، هدفها حل المشكلات بين لبنان واسرائيل من الخط الازرق الى غيره من المسائل، بما فيها النقاط الخمس، مشددة على ان «تدمير» ترسانة حزب الله جنوب الليطاني جزء من الاتفاق، مشيرة الى انه على الدولة اللبنانية اعادة اعمار الجنوب وليس حزب الله.
يذكر ان موقع «اكسيوس» قد كشف عن اتفاق لبناني – اسرائيلي على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية.
تحقيقات المرفا
وبينما يتابع اللبنانيون تطورات ملف التحقيق في تفجير مرفا بيروت، يتابع المحقق العدلي في القضية هجومه، في ظل التطورات المتسارعة التي اعادت وضع الملف على السكة القضائية الصحيحة، مع قرار مدعي عام التمييز بالتراجع عن قرارات سلفه، رغم قلق جهات كثيرة من أن تكون إجراءات البيطار جزءا من أجندة سياسية تهدف إلى تصفية حسابات مع المنظومة السياسية والأمنية السابقة.
فقرار الرئيس الحجار، فتح الباب امام انطلاقة اوسع في التحقيقات، وتسهيلا لعمل البيطار، علما ان الاسبوع المقبل سيشمل التحقيق كل من مدير عام الامن العام السابق اللواء عباس ابراهيم الذي احيل الى التقاعد، والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، الذي يفترض في حال تعيين خلف له الخميس، ان يكون قد اصبح بتصرف رئيس الحكومة، وبالتالي سيكون الاذن باستدعائه ممكنا.
التيار الوطني الحر
في غضون ذلك يتوقع ان يدشن التيار الوطني الحر مرحلة جديدة من عمله السياسي المعارض، على ان يطلق مشروعه الجديد، الذي اعدته لجان التيار في عشاء جامع بمناسبة ذكرى حرب التحرير بحضور رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، على ان يتبع «الاعلان السياسي» تعيينات جديدة في التيار على مستوى قياداته في كافة مستوياتها، تمهيدا لخوض الانتخابات البلدية والنيابية، التي بدأت ورشة الاستعداد والتحضير لها، ودرس التحالفات.
ارتفاع الاسعار
معيشيا، سجلت اسعار المواد الغذائية، في الثلث الثاني من رمضان ارتفاعا غير مسبوق لا سيما في الحلويات والخضر واللحوم، في ظل الانتقادات الموجهة لوزارة الاقتصاد، ولمصلحة حماية المستهلك التي غابت دورياتها بشكل كامل عن بعض المناطق ذات الكثافات السكانية، تاركة السوق دون رقابة او حتى مساءلة.
ووفقا للمعنيين فان السبب وراء هذه الزيادة في الأسعار يعود إلى غياب الرقابة على الأسواق، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع أجور النقل والتأمين، ما ادى الى ارتفاع المواد بنسبة تراوحت بين 20 و25%، كما أن هناك مخاوف من أن تشهد الأسعار مزيدًا من الارتفاع في الأشهر المقبلة، خاصة إذا تم تصدير الفواكه والخضر إلى دول الخليج العربي، أو في حال حدوث زيادة في أسعار النفط، مما سينعكس حتمًا على أسعار السلع في السوق المحلي، كما أن استمرار التوترات الإقليمية قد يؤدي إلى زيادة في أجور الشحن والتأمين، وهو ما سيزيد من تكاليف الاستيراد.
"نداء الوطن":
دفة الانفراج تميل على حساب دفة التوتر، لبنانياً وإسرائيلياً وسورياً.
على مستوى الملف اللبناني - الإسرائيلي، اتفاق بين إسرائيل ولبنان على إطلاق مفاوضات الحدود البرية بعد الضغط الأميركي، ووفق "أكسيوس"، فقد وافقت إسرائيل ولبنان على بدء مفاوضات لحل النزاعات الطويلة الأمد حول الحدود البرية. ونجحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دفع الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتهدف محادثات الحدود إلى المساعدة في تثبيت وقف إطلاق النار.
كما تعد المحادثات اختباراً مبكراً كبيراً للعلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والحكومة الجديدة في لبنان. ومعلوم أن ثلاث عشرة نقطة متنازع عليها على طول "الخط الأزرق" كانت مصدراً للتوتر بين البلدين.
آلية ما بعد إطلاق الأسرى
وفي السياق، قال مسؤول أميركي إن إدارة ترامب تتوسط بين إسرائيل ولبنان منذ أسابيع في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية. وخلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن خمسة لبنانيين أسرهم الجيش الإسرائيلي خلال القتال العام الماضي، ومن بينهم عضو في "حزب الله". وكجزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض بشأن ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان؛ قضية السجناء اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل وشروط انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع متبقية في جنوب لبنان، كما قال مسؤول في البيت الأبيض.
وبحسب المسؤول الأميركي ستكون مجموعات العمل بقيادة دبلوماسيين من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان والآمال معقودة على أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل.
تزامناً، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تفاصيل الاتفاق، وقال إنه تم إطلاق الأسرى الأربعة (الخامس يطلق بعد العملية الجراحية) "كبادرة حسن نية للرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون".
وعلمت "نداء الوطن" أن ملف مزارع شبعا لن يُفتَح في الوقت الراهن.
التعيينات العسكرية والأمنية... هذه هي الأسماء
على صعيد آخر، يبدو أن هناك حلحلة في الملفات الداخلية اللبنانية وفي مقدمها ملف التعيينات العسكرية والأمنية، والأسماء المتداولة للتعيينات المرتقبة: قائد الجيش العميد رودولف هيكل، المدير العام للأمن العام العميد حسن شقير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد رائد عبدالله والمدير العام لأمن الدولة العميد إدغار لاوندوس ونائبه سيكون العميد مرشد سليمان. وعلمت "نداء الوطن" أن العميد طوني قهوجي سيبقى في منصبه كمدير لمخابرات الجيش.
عاصفة الدكتور طارق متري
في مقابل الانفراج هذا، موقف لنائب رئيس الحكومة طارق متري من موضوع سلاح "حزب الله"، أثار عاصفةً من ردود الفعل: "القوات اللبنانية"، عبر الدائرة الإعلامية، استغربت ما ورد على لسان متري، من مغالطات من جهة، ومن النكوث باتّفاق الطائف والقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار الأخير وخطاب القسم والبيان الوزاري من جهة أخرى. إذ قال متري في حديثه: "قلنا في البيان الوزاري إنّ حقّ وواجب الدولة احتكار حمل السلاح، لكن لم نقل متى وكيف سيتحقق ذلك"، متناسياً أنّ البيانات الوزارية هي برامج عمل وليست مجرّد إعلان نوايا، إنّ الدكتور متري بأقواله ألحق ضرراً فادحاً بصورة الحكومة الحالية ووضع عصيّاً في دواليب العهد الجديد، وما قاله هو عود على بدء، وينذر بإبقاء القديم على قدمه ويضرب محاولة الإنقاذ التي بدأت مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية.
بدوره، انتقد نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان موقف متري، فقال: "يا دولة نائب رئيس الحكومة، نحن كنا واضحين جداً وأعطينا الثقة على أساس أن موضوع السلاح انتهينا منه، وهناك قرار واضح بأن لا سلاح في لبنان غير سلاح الدولة اللبنانية، وبهذا الكلام أنت تخالف البيان الوزاري ونحن سنتوجه بسؤال إليك وإلى الحكومة وعلى ضوء الجواب سيترتب الكثير من المسؤوليات... نحن نفضل أن تتحمل أنت المسؤولية وليس الحكومة ولا رئيس الجمهورية تجاه كل اللبنانيين، وألّا تؤدي هذه القصة إلى مشكل على صعيد الحكومة وعلاقاتها الدولية والعربية وعلى الصعيد اللبناني، لأن كل اللبنانيين لا يريدون أن يدخلوا في متاهات بل أن يروا كيف سينتهون من هذا الأمر حتى نذهب نحو الإصلاح والإنقاذ".
وتقول معلومات "نداء الوطن" إن بعض الوزراء سيثيرون في جلسة مجلس الوزراء غداً الخميس، ما أدلى به نائب رئيس الحكومة، وسيطلبون توضيحات لهذا الكلام المسيء إلى الحكومة أولاً.
الجدير ذكره أن الخطأ الذي ارتكبه الدكتور متري، هو الثاني، والخطأ الأول ارتكبه غداة تشكيل الحكومة حين تحدث عن "العودة الطوعية" للنازحين السوريين، ما أثار ردود فعل عنيفة على هذا الموقف.
"وحدة بدر" التابعة لـ "حزب الله"
ميدانياً، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة على طريق رومين - وادي دير الزهراني وأعلن في وقت لاحق المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس" أن: "طائرات سلاح الجو هاجمت في منطقة النبطية في جنوب لبنان بشكل دقيق وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على حسن عباس عز الدين، مسؤول منظومة الدفاع الجوي في وحدة "بدر" الإقليمية التابعة لمنظمة حزب الله" حيث قاد محاولات إعادة بناء المنظومة بعد أن كانت قد تضررت بشكل ملموس أثناء القتال من جراء الغارات التي شنها جيش الدفاع. وفي هذا السياق، واصل عز الدين على مدار الأشهر الأخيرة الترويج لمحاولات المنظومة التزود بوسائل قتالية حديثة، والتي تشكل تهديداً مباشراً للقطع الجوية الإسرائيلية".
كذلك نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه نحو سيارة "فان" بين بلدة فرون (الوادي) وكفرصير وصريفا، وجددت استهدافها، بغارة ثانية في أقل من ثلث ساعة، في المكان ذاته.
"اللواء":
سجّل يوم أمس تحركات للجنة الدبلوماسية الخماسية الممثلة للدول التي رعت تفاهم اللبنانيين على إنهاء الشغور الرئاسي، وتأليف حكومة جديدة، والتي حطت أمس في عين التينة، والتي التقت الرئيس نبيه بري، وكذلك اللجنة الخماسية العسكرية المعنية بمراقبة التزام الاطراف بالقرار 1701 وتطبيق آليات وقف النار والتزامه به.
بالتزامن كان الرئيس نواف سلام يزور قصر بعبدا، ويعقد اجتماعاً مع الرئيس جوزف عون، مؤثراً الكلام حول التعيينات وغيرها في جلسة غد الخميس، حيث تحضر التعيينات العسكرية على طاولة البحث، لإنجازها، تمهيداً للانتقال الى تعيينات وتشكيلات اخرى.
وحسب مصادر المعلومات، حسم التوافق على الاسماء الامنية والعسكرية: 1- العميد رودلف هيكل قائداً للجيش، العميد حسن شقير مديراً عاماً للامن العام، العميد رائد عبد الله مديراً عاماً لقوى الامن الداخلي، والعميد ادغار لوندوس مديراً عاماً لأمن الدولة.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة العاشرة من صباح يوم غدٍ الخميس في القصر الجمهوري في بعبدا للبحث في جدول الاعمال.
لكن مصادر رسمية اكدت لـ «اللواء» ان لا شيء رسمياً حتى الآن، وأن التسريبات صدرت بعد مغادرة سلام للقصر الجمهوري لكن ليس من القصر.. فيما ذكرت معلومات اخرى انه لم يتم حسم اسماء العميد شقير والعميد رائد عبد الله بعد، ولا نائب مدير عام امن الدولة.
بدورها قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رغبة الرئيس عون والرئيس سلام على إصدار التعيينات الأمنية دفعة واحدة من دون تجزئة إلى معالجة التباينات بشأن بعضها، وقالت أن هناك تفاهما عريضا ساد على الأسماء ونالت ضوءا اخضر رئاسي ورست الأسماء المتداولة للتعيينات على العميد رودولف هيكل لقيادة الجيش والعميد حسن شقير لمديرية الأمن العام والعميد رائد عبدالله لمديرية قوى الأمن الداخلي والعميد ادغار لوندوس لمديرية امن الدولة.
وكان الرئيسان عون وسلام قد ناقشا في اجتماعهما سلسلة ملفات بدءا من ملف الجنوب مرورا بالتعيينات وصولا إلى التطورات الحاصلة في الساحل السوري وانعكاساتها على لبنان لاسيما بعد موجة النزوح السورية الجديدة إلى شمال البلاد.وليس مستبعدا أن يطرح الملف في مجلس الوزراء نظرا إلى خطورته ودقته.
انفراجات
وعليه، تحققت بعض الانفراجات الامنية امس، بالاعلان عن اربعة مواطنين كان قد اعتقلهم جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه المستمر على الجنوب.بإنتظار الانفراج السياسي بالتوافق على التعيينات الامنية والادارية، على وقع استمرار الاغتيالات ونشاطات المسيّرات والطيران المعادي.
وتبلغ الرئيس عون تسلُّم أربعة اسرى من إسرائيل أمس وأسير خامس اليوم نتيجة مفاوضات أجرتها لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية.
وفي المعلومات انه بنتيجة المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في الجنوب، تسلّم لبنان أربعة اسرى لبنانيين كانت احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على ان يتم تسليم اسير خامس اليوم.
إطلاق سراح أسرى
فقد افرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي عصر امس عن 4 أسرى لبنانيين مدنيين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الثلاثة الماضية خلال توغلاتها وخروقاتها لآلية وقف اطلاق النار، وتسلمهم عند الغروب الصليب الاحمر عند معبر رأس الناقورة وهم كُلٌّ من محمد نجم وحسين عباس وحسين قطيش وأحمد السيد محمد شكر، وجرى نقلهم الى المستشفى اللبناني- الايطالي في صور لإجراء الكشف الطبي عليهم..
وكان يفترض الافراج عن الجندي في الجيش زياد شبلي الذي اختطفه الاحتلال من الجنوب منذ يومين بعد اصابته برصاص جنود الاحتلال لكن تم تأجيل الافراج عنه الى يوم آخر. وكانت اليونيفيل قد اعلنت أنها ستسلم الجندي اللبناني لتعيده إلى لبنان بعد اصابته برصاصة.
وتبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه «بنتيجة المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في الجنوب، تسلّم لبنان أربعة اسرى لبنانيين كانت احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على ان يتم تسليم اسير خامس غداً» .
وجاء الافراج بعد اجتماع عقد للجنة الاشراف الفنية على تنفيذ وقف اطلاق النار، وبعد اجتماع عقد في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ورئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، بحضور السفيرة ليزا جونسون، وذلك قبيل اجتماع اللجنة في الناقورة،وقد طلب الرئيس عون من رئيس اللجنة الضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، والانسحاب من التلال الخمس وإعادة الأسرى اللبنانيين.
الاجتماع السادس
وعقد الاجتماع السادس للجنة مراقبة تنفيذ وقف الاعمال العدائية امس في الناقورة في مقر اليونيفيل وبرئاسة الولايات المتحدة، وحضور فرنسا وممثلين للجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي.
وتركز الاجتماع على تنفيذ القرار 1701، والتطبيق الكامل لترتيب وقف الاعمال العدائية بالاضافة الى الخطوات المقبلة لمعالجة القضايا العالقة بين اسرائيل ولبنان.
وفي المعلومات التي رشحت عن الاجتماع انه بناءً لطلب رئيس الوفد الاميركي، اعلنت اسرائيل عن انها ستفرج عن خمسة لبنانيين، احتجزتهم اثناء التوغل والحرب.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ولبنان إتفقا أمس، على بدء مفاوضات لترسيم الحدود البرية بينهما ومعالجة ملف الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان، عبر مجموعات عمل مشتركة.
وتم الاتفاق في اجتماع لجنة الإشراف المشتركة الذي عُقد في بلدة الناقورة الحدودية، بمشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان، بحسب البيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وجاء في البيان أنه خلال الاجتماع «تم الاتفاق على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة لمعالجة القضايا العالقة»، والتي ستتناول «النقاط الخمس التي تسيطر عليها إسرائيل جنوب لبنان، ومناقشة الخط الأزرق والمسائل الحدودية الخلافية، وملف الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل».
وأضاف البيان أنه «بتنسيق مع الولايات المتحدة، وكبادرة تجاه الرئيس اللبناني الجديد، وافقت إسرائيل على الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين»، كانوا قد اعتُقلوا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
وفي الاطار ذاته، نقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته القول إن إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية. وأنه في إطار التفاهم بين الطرفين، أطلقت إسرائيل سراح خمسة لبنانيين ألقت قواتها العسكرية القبض عليهم خلال عمليات قتالية العام الماضي. من بينهم عضو في «حزب الله.
وقال المسؤول الأميركي إن إدارة ترامب تقوم بوساطة بين إسرائيل ولبنان منذ عدة أسابيع في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية.
وأضاف المسؤول لـ«اكسيوس»: أنه خلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن 5 مواطنين لبنانيين كان الجيش الإسرائيلي قد أسرهم خلال القتال العام الماضي .
وكجزء من الاتفاق بين الطرفين قال مسؤول في البيت الأبيض للموقع: سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض حول ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من خمس نقاط متبقية في جنوب لبنان.
وقال المسؤول: سيقود مجموعات العمل دبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل. ونتطلع إلى عقد اجتماعات سريعة لمجموعات العمل بشأن لبنان لحل القضايا العالقة.
وذكر المسؤول في البيت الأبيض: ان محادثات عسكرية اختتمت أمس في الناقورة بلبنان، وبعد ذلك تم إطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين من إسرائيل إلى لبنان.
وتابع: لا يزال جميع المعنيين ملتزمين بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل لجميع بنوده. ونحن نتطلع إلى عقد مجموعات العمل هذه التي يقودها دبلوماسيون لحل المسائل العالقة بسرعة بالتعاون مع شركائنا الدوليين.
كما أعلن البيت الأبيض الاميركي: أن إسرائيل ولبنان أبديا التزامهما بتثبيت وقف النار.
أورتاغوس متفائلة
واعلنت نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس العمل دبلوماسياً مع لبنان واسرائيل من اجل التوصل الى حلّ سياسي للنزاع الحدودي.
واعربت أورتاغوس عن تفاؤلها بالتوصل الى حلول للمشكلات الحدودية. وأكدت: نركز اليوم على التوصل الى اتفاق دبلوماسي في شأن هذه النقاط والخط الازرق واطلاق الاسرى، مشيرة الى ان تدمير ترسانة حزب الله كجزء من الاتفاق، مشددة على انه تقع على عاتق الدولة مسؤولية اعادة الاعمار وليس على عاتق حزب الله.
وقالت أورتاغوس: بقيادة الرئيس عون والرئيس سلام نحاول ارساء مستقبل جديد للبنان.
وفي السياق، التقى الرئيس عون مع المستشار الأول في وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الاميرال ادوارد الغرين، مع وفد ضم القنصل الأول في السفارة فيكتوريا ديون، مساعد الاميرال ألغرين الكولونيل مات بايليس، والملحق العسكري في السفارة البريطانية في بيروت الكولونيل شارل سميث. وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، والتعاون بين البلدين لاسيما في المجال العسكري، حيث اكد الاميرال الغرين جهوزية بلاده لاستكمال بناء أبراج المراقبة على الحدود للمساعدة في تحقيق الاستقرار. وشكر الرئيس عون المسؤول العسكري البريطاني على الدعم الذي تقدمه بلاده للجيش، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، والوضع في الجنوب.
بري والخماسية
وفي شان الوضع الجنوبي والعام التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، سفراء اللجنة الخماسية العربية- الدولية. وأعلن السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، بعد اللقاء، أنه كان مثمرًا، والجانب الأكبر منه تناول موضوع الجنوب وضرورة الإنسحاب الإسرائيلي منه. وما تقوم به اللجنة الخماسية الآن هو الوصول إلى الصيغة التي تؤدي إلى الإنسحاب الإسرائيلي الكامل. واللقاء كان فرصة جيدة لبحث التحديات القادمة وخطوات الحكومة حسب ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري.
وقال: الرئيس بري كان واضحًا وصريحًا بأن ما يحدث في الجنوب سيؤثر على كل لبنان بشكل كامل ونحن نتفق معه في هذا الشأن، وهناك عمل جدي وتوجه داخل اللجنة الفنية المسؤولة عن تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية للبحث بما يمكن القيام به لتنفيذ الاتفاق، ونحن نقوم بالعمل الجاد لتسريع عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.
وتابع: ناقشنا مع الرئيس بري ما يحدث في سوريا، وهناك إجماع على أن الاستقرار في سوريا سينعكس إيجاباً على الدول المجاورة، ونحن نسعى للحد من التوترات في المنطقة.
اضاف موسى: أننا لم نناقش تفاصيل وقف الأعمال العدائية، بل كان التركيز على ضرورة الإنسحاب الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الرئيس بري أعرب عن إلتزامه بتنفيذ ما جاء في البيان الوزاري وخطاب القسم.
حملة القوات على متري
وتعرض وزير الثقافة طارق متري الى حملة من «القوات اللبنانية» على خلفية تصريح له بأن لا نزع لسلاح حزب الله بالقوة.
وجاء في بيان قواتي ان «متري بأقواله ألحق ضررًا فادحًا بصورة الحكومة الحالية ووضع عصيًّا في دواليب العهد الجديد، وما قاله هو عودٌ على بدء، وينذر بإبقاء القديم على قدمه ويضرب محاولة الإنقاذ التي بدأت مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية. لبنان لم يعد يحتمل تسويفًا أو ميوعة أو تأجيلاً، فكل الأنظار مشدودة للعهد الحالي والحكومة الحالية، فحرام أن يضيّع أحد هذه الفرصة التي لن تتكرر على اللبنانيين».
بعدها أعلن متري في تصريح: «في أكثر من مقابلة صحفية، أكدت موقف الحكومة الواضح في بيانها الوزاري الذي يستعيد خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية حول حق الدولة باحتكار حمل السلاح وامتلاكها قرار الحرب والسلم والتزامها تطبيق القرارات الدولية دون انتقاء ولا اجتزاء. والموقف الحكومي ليس مجرد اعلان نوايا، بل التزام».
اضاف: «واليوم، أؤكد أنه من البديهي أن يعمل مجلس الوزراء على وضع روزنامة زمنية وخطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف».
لوم يتوقف الاحتلال عن اغتيال الشبان اللبنانيين عبر المسيّرات.
فقد تواصلت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيِّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.. فقرابة الواحدة بعد الظهر، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة على طريق رومين – وادي دير الزهراني، ما ادى الى ارتقاء شهيد..وزعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي ان «طائرات سلاح الجو هاجمت في منطقة النبطية بجنوب لبنان بشكل دقيق وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية وقضت على حسن عباس عز الدين، مسؤول منظومة الدفاع الجوي في وحدة «بدر» الإقليمية التابعة لمنظمة حزب الله.
ونفذت مسيّرة اسرائيلية قرابة الثالثة والربع من بعد الظهر غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة نقل صغيرة في الوادي الواقع بين فرون وكفرصير وصريفا ، وجددت استهدافها، بغارة ثانية في اقل من ثلث ساعة للمكان ذاته. وشوهدت النيران تندلع من «الفان» المستهدف. واعلنت وزارة الصحة ان الغارة أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد مواطن.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمشيطاً مكثفاً للمنازل بين حولا وميس الجبل قبالة مستعمرة المنارة.
الى ذلك، توغّلت قوّة إسرائيلية ليل الإثنين الثلاثاء من موقع بلاط عند أطراف بلدة مروحين الشرقية جنوب لبنان باتجاه المدرسة الرسمية المتوسّطة في بلدة راميا الحدودية، حيث جرى وضع عدد من المنازل الجاهزة في باحة المدرسة قدّمتها جمعية «وتعاونوا»، بهدف مساعدة المزارعين على زراعة موسم التبغ والسكن داخل البيوت الجاهزة عند الحاجة، وأطلق عناصر القوّة الإسرائيلية نيران أسلحتهم الرشاشة فوق المكان بهدف ترهيب كل من يحاول التواجد أو البقاء في المكان.
خطة في عكار حول النازحين الجدد
وانشغلت الفعاليات الشمالية ورؤساء البلديات بموضوع النازحين السوريين، بعد الاحداث التي وقعت في مدن وبلدات الساحل السوري.
فقد عقد محافظ عكار عماد لبكي اجتماعاً امس مع رؤساء بلديات سهل عكار، في منزل رئيس الاتحاد محمد حسين في بلدة الحيصة.
وخلال الاجتماع وضع لبكي خطة للتعامل مع الموقف، لجهة اجراء الاتصالات ببعض الجهات المانحة لتأمين المساعدات وتأمين مراكز ايواء للنازحين.
"البناء":
رضخ الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لمشيئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد «الحمام البارد» الذي تلقاه قبل أسبوعين وانتهى بطرده على الهواء من البيت الأبيض، وبعدما أعلن زيلينسكي موافقته على اتفاق المعادن الذي طلبه ترامب، وأعلن أنه مستعد للعمل تحت قيادة ترامب، أعلن في جدة بعد جولة تفاوض أميركية أوكرانية عن موافقة أوكرانيا على مقترح أميركيّ لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، يرافقه تبادل الأسرى من الطرفين وانطلاق مفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي حول قضايا النزاع يضمن نهاية الحرب، وبعد الإعلان الأوكراني قال الرئيس ترامب إنه سوف يُحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمر متوقعاً التوصل إلى تفاهم معه.
في سورية تطورات متسارعة خلال 24 ساعة أوضح مضمونها اتجاه سورية نحو الفدرالية، واتخاذ مسمّى اللامركزية تخفيفاً لوقع الفدرالية، وإيحائها بهزيمة فريق رئيس النظام الجديد أحمد الشرع بعد تداعيات زلزال مجازر الساحل، بعدما كان الشرع قد أكد مراراً تمسكه بوحدة سورية عبر فرض سيطرة قواتها المسلحة على كامل ترابها الوطني، بينما صار ثابتاً أن الاتفاقية التي وقعها الشرع مع قوات سورية الديمقراطية، وتلك التي عرضها على قيادات ووجهاء من منطقة السويداء، تتضمن تسليماً بالحفاظ على هياكل مستقلة للقوات العسكرية والأمنية شرق سورية وجنوبها، والاكتفاء برفع راية وزارة الدفاع في الحكومة السورية. ومساء أمس أعلنت القناة الثانية عشرة في كيان الاحتلال عن جيش الاحتلال سوف يمارس إشرافاً عسكرياً مباشراً على محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء (مساحة مجموعها 10480 كلم مربعاً)، في موقف وضعه البعض في إطار رسالة ترتبط بمصير الوضع الأمني ومن يديره في السويداء، بعد الإعلان عن قرب توقيع اتفاق بين دمشق والسويداء.
في لبنان استعاد خمسة أسرى لدى جيش الاحتلال حريتهم، في سياق نتائج اجتماع لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أكثر من 100 يوم على اتفاق وقف إطلاق النار، وكان اللافت صدور بيانات أميركية وإسرائيلية تعتبر إطلاق الأسرى جزءاً من اتفاق على بدء تفاوض يربط مصير المناطق المحتلة الواقعة داخل الخط الأزرق التي سبق للاحتلال أن غادرها عام 2000 والواجب انسحاب الاحتلال منها وفقاً للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، بمصير المناطق الواقعة خارج الخط الأزرق، والتي يعتبرها لبنان ضمن حدوده الدولية منذ العام 2000، والتي ينص القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار على حل النزاع حولها بعد الانسحاب الإسرائيلي إلى خلف الخط الأزرق، بما يعني بقاء الاحتلال داخل الخط الأزرق، أي التلال الخمس المحتلة، إلى حين التوصل إلى اتفاق يحقق الأمن لجيش الاحتلال، كما يقول ديوان رئيس حكومة كيان الاحتلال، وهو ما يقوله الإسرائيليون عادة في طلب السعي إلى اتفاق سلام والتطبيع.
يُفترض أن تحمل جلسة مجلس الوزراء الخميس حسماً للتوجّهات الرسمية والحكومية والسياسية حيال الآليّة المحدّدة للتعيينات التي تشكل الاختبار الأهم في بداية العهد، وأمس حضر ملف التعيينات في بعبدا، في لقاء جمع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام عشية جلسة مجلس الوزراء صباح غد في القصر الجمهوريّ، وستشهد دفعة من التعيينات، أقله في موقعَيْ قيادتي الجيش وأمن الدولة. أيضاً، عرض الرئيس عون مع وزير العدل عادل نصار ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، شؤوناً قضائيّة وموضوع تفعيل المحاكم والنيابات العامة. وشدّد الرئيس عون خلال اللقاء على ضرورة الإسراع في إقرار التشكيلات القضائية في أقرب وقت ممكن.
وعلمت «البناء» أن التعيينات الأمنيّة حُسمت وحُلَّت العقدتان السنّية والشيعيّة على أن يكون العميد حسن شقير مديرًا عامًا للأمن العام بتفاهم حصل بين الرئيس عون والرئيس نبيه برّي والعميد رائد عبدالله مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي.
وعُلم أن الأسماء المتداولة للتعيينات المرتقبة: قائد الجيش العميد رودولف هيكل، والمدير العام للأمن العام العميد حسن شقير، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد رائد عبدالله والمدير العام لأمن الدولة العميد ادغار لوندوس.
أما التطورات الحدودية، فتمّ بحثها خلال استقبال الرئيس عون رئيس لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701 الجنرال جاسبير جيفرز Jasper Jeffers بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون Lisa Johnson ونائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي Natasha Franceschi والملحق العسكري الأميركي في لبنان الكولونيل جوزيف بيكر Joseph Becker وعدد من معاوني الجنرال جيفرز. وتمّ خلال اللقاء عرض الأوضاع في الجنوب وعمل اللجنة قبيل اجتماعها المقرّر بعد ظهر اليوم في الناقورة، حيث شدّد الرئيس عون على ضرورة الضغط على «إسرائيل» لتنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي والانسحاب من التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين. وطلب رئيس الجمهورية إثارة هذه المطالب خلال اجتماع اللجنة.
إلى ذلك، كانت للرئيس عون سلسلة لقاءات أبرزها مع المستشار الأول في وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأميرال ادوارد الغرين، مع وفد ضم القنصل الأول في السفارة فيكتوريا ديون، مساعد الأميرال ألغرين الكولونيل مات بايليس، والملحق العسكري في السفارة البريطانية في بيروت الكولونيل شارل سميث. وتمّ خلال اللقاء عرض الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، والتعاون بين البلدين لا سيما في المجال العسكري، حيث أكد الأميرال الغرين جهوزية بلاده لاستكمال بناء أبراج المراقبة على الحدود للمساعدة في تحقيق الاستقرار.
وأمس، تسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت اختطفتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس اليوم، وفق ما نقلت رئاسة الجمهورية. وفي السياق صدر بيانٌ مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن اليونيفيل، تمّت الإشارة فيه إلى أنّه «وبناءً على طلب الولايات المتحدة، أعادت «إسرائيل» إلى لبنان خمسة مواطنين لبنانيين كانوا محتجزين لديها. سوف تواصل اللجنة عقد اجتماعات منتظمة لتحقيق التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية».
وكانت كشفت المبعوثة الأميركيّة إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في إطلالة نلفزيونية أنّه سيتمّ الإفراج عن 5 أسرى لبنانيين لدى «إسرائيل». وأوضحت أورتاغوس بأنّه «ليس لديّ الرقم الدقيق للأسرى اللبنانيين لدى «إسرائيل»، ونحن نعمل عبر القنوات الدبلوماسيّة للتأكد من إطلاق الأسرى الباقين».
وأشادت بعمل الرئيس جوزاف عون في لبنان، وذكرت بأنّ «الرئيس دونالد ترامب يرى بأن السلام وتنفيذ القرارات السياسيّة والدبلوماسيّة هي التي تحلّ مشكلة الحدود». وأردفت «أطلقنا مجموعات عمل دبلوماسية ستعمل على حلّ المشكلات بين لبنان وإسرائيل كالخطّ الازرق وغيره، وإنني متفائلة باتفاق لحلّ قضية النقاط الخمس». وأكدت أورتاغوس بأن تدمير ترسانة حزب الله جنوب الليطاني جزء من الاتفاق، ونعمل على بناء قدرات الجيش اللبناني كي يكون الحاكم الوحيد.
ونقلت «أكسيوس» عن مسؤولين قولهم إن «»إسرائيل» ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحلّ النزاعات المتعلقة بحدودهما البريّة، وقد تمّ بوساطة أميركيّة»، وأضافت أن «إسرائيل وافقت على الإفراج عن خمسة أسرى لبنانيين».
وكان رئيس مجلس النواب بينه بري استقبل سفراء اللجنة الخماسيّة، وناقش معهم ضرورة الانسحاب الإسرائيليّ من جنوب لبنان. وأشار السفير المصري في لبنان علاء موسى إلى أنّ «ما تقوم به اللجنة الخماسيّة الآن هو الوصول إلى الصيغة التي تؤدي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل». وقال موسى بعد الاجتماع «ناقشنا مع الرئيس برّي ما يحدث في سورية وهناك إجماع على أنّ الاستقرار في سورية سينعكس إيجابًا على الدول المجاورة، ونحن نسعى للحدّ من التوترات في المنطقة». وتابع بالقول «كان قرارنا اللقاء مع الرئيس برّي بعد نيل الحكومة الثقة، والجانب الأكبر من اللقاء تناول موضوع الجنوب وضرورة الانسحاب الإسرائيلي منه، وكان اللقاء مثمرًا وفرصة جيّدة لبحث التحديات المقبلة وخطوات الحكومة حسب ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري».
إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع في لبنان والتطورات الأخيرة في سورية، ونتائج الزيارات التي قام بها الوزير رجّي إلى الرياض والقاهرة وعمّان. كما تم التطرّق إلى الجهود التي تقوم بها فرنسا لتوفير الدعم للبنان، ومساعدته في مسألة إعادة الإعمار. وجدّد رجّي تأكيد ضرورة ممارسة كل الضغوط الممكنة على «إسرائيل» لإلزامها بالانسحاب بشكل فوري وغير مشروط من الأراضي اللبنانية كافة التي تحتلها، وبوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية. وفي الشأن السوري، شدد رجّي على أن وحدة سورية واستقرارها وسلامة أراضيها هي مصلحة لبنانية. من جهته، أكد السفير ماغرو التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان ومساعدته على تخطّي أزماته.
"الأنباء" الالكترونية:
بدأت نتائج عمل اللجنة الدولية المشرفة على تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تظهر تباعاً، حيث أطلقت إسرائيل بعد ظهر أمس، أربعة أسرى كانت قد احتجزتهم خلال عدوانها الأخير على لبنان، على أن يتم تسليم الأسير الخامس اليوم، وفق ما تبلغ الرئيس جوزف عون.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي إن إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية، حيث لا تزال هناك 13 نقطة عالقة منذ رسم الخط الأزرق بعد إنسحاب إسرائيل من لبنان في 25 أيار 2000.
وبعد الإفراج عن الأسرى الأربعة، صدر بيانٌ مشترك عن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان وعن اليونيفيل، تمّ الإشارة فيه إلى أنّه "وبناءً على طلب الولايات المتحدة، أعادت إسرائيل الى لبنان خمسة مواطنين لبنانيين كانوا محتجزين لديها. وأكدت أن اللجنة سوف تواصل عقد اجتماعات منتظمة لتحقيق التنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية". وكشف البيان عن "انعقاد لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية للمرة السادسة في الناقورة"، حيث "استضافت اليونيفيل الاجتماع برئاسة الولايات المتحدة، وانضمت إليه فرنسا والجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية"، بحث سبل المضي قدمًا في التنفيذ الكامل لقرار مجلس الامن 1701، والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم في 26 تشرين الثاني 2024، والخطوات التالية لمعالجة القضايا العالقة بين إسرائيل ولبنان.
وكانت المبعوثة الأميركيّة إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس كشفت عن مستجدّات تتعلق بملف أسرى "حزب الله" ومصير الاحتلال الإسرائيليّ في النقاط الخمسة الّتي يحتلها.
وأشادت بعمل الرئيس جوزاف عون في لبنان، وذكرت بأنّ "الرئيس دونالد ترامب يرى بأن السلام وتنفيذ القرارات السياسية والدبلوماسية هي التي تحلّ مشكلة الحدود". وأردفت "أطلقنا مجموعات عمل دبلوماسية ستعمل على حلّ المشكلات بين لبنان وإسرائيل كالخطّ الازرق وغيره، وإنني متفائلة باتفاق لحلّ قضية النقاط الخمس". وأكدّت أورتاغوس بأن تدمير ترسانة حزب الله جنوب الليطاني جزء من الاتفاق، ونعمل على بناء قدرات الجيش اللبناني كي يكون الحاكم الوحيد.
ونقلت "أكسيوس" عن مسؤول أميركيّ قوله: "إدارة ترامب تتوسط بين إسرائيل ولبنان منذ عدّة أسابيع، بهدف تعزيز وقف إطلاق النار بين البلدين والتوصل لاتفاق"، وأضاف المسؤول: "الجميع ملتزمون بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتنفيذ جميع شروطه، ونتطلع إلى عقد اجتماعاتٍ سريعة لمجموعات العمل بشأن لبنان لحلّ القضايا العالقة".
وكان الرئيس عون قد بحث تطورات الملف الجنوبي مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701 الجنرال جاسبير جيفرز في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ونائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي والملحق العسكري الأميركي في لبنان الكولونيل جوزيف بيكر وعدد من معاوني الجنرال جيفرز. حيث شدد الرئيس عون على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي والانسحاب من التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين. وطلب رئيس الجمهورية اثارة هذه المطالب خلال اجتماع اللجنة.
ملف التعيينات
على صعيد آخر، حُسم ملف التعيينات الأمنية بعد عملية غربلة لأسماء المرشحين والاتفاق بشأنها بالتشاور ما بين بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، ما استوجب زيارة سريعة لرئيس الحكومة نواف سلام إلى بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة على سلة التعيينات التي ستقر دفعة واحدة في جلسة الخميس وفق ما أشار الرئيس سلام بعد خروجه من لقائه مع عون مكتفياً بالقول رداً على سؤال حول التعيينات: "منحكي الخميس".
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أن مجلس الوزراء سيعقد جلسة عند الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس في القصر الجمهوريّ في بعبدا.
وأفادت المعلومات أن "الاتفاق النهائي على الأسماء المرشحة للمراكز الأمنية، والتي توزعت على الشكل التالي وفق ما تم الاتفاق عليه:
العميد الركن رودلوف هيكل قائداً للجيش، العميد حسن شقير مديراً عاماً للأمن العام، العميد ادغار لاوندس مديراً عاماً لأمن الدولة، والعميد رائد عبد الله مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي".
في سياق متصل علمت الأنباء أن التعيينات القضائية وضعت أيضاً على نار حامية، حيث حث الرئيس عون مع وزير العدل عادل نصار، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود، على استنهاض الجسم القضائي وتفعيله، والتأكيد على استقلالية القضاء. حيث خصص الاجتماع للبحث التعيينات القضائية ومعالجة الشغور. وسيتم ذلك من خلال ورشة عمل قضائية بالتنسيق مع رئيس الجمهورية، على أن تتم هذه التعيينات في مرحلة لاحقة ودفعة واحدة. بعد بحثها لاحقاً في مجلس الوزراء.
خرق إسرائيلي
وفي خرق إسرائيلي جديد، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة على طريق رومين_ وادي دير الزهراني ما تسبب بسقوط شهيد. وبحسب المعلومات فإن المستهدف في الغارة هو مسؤول في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله. كما استهدفت غارتان إسرائيليتان وادي فرون - كفرصير.
وجهاء السويداء في دمشق
في الملف السوري، وبعد اتفاق الإدارة الجديدة في سوريا مع قوات "قسد"، واستكمالاً للتنسيق الذي بدأ بين فصيل حركة رجال الكرامة في السويداء، وغيرها من الفصائل في المحافظة، مع وزارتي الدفاعة والداخلية للحكومة السورية المركزية في دمشق، عقدت مباحثات جمعت وجهاء من السويداء وممثلين عن مكوناتها وأطيافها مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وتم الاتفاق على تشكيل جهاز أمني في السويداء، يتبع للحكومة السورية في دمشق، على أن تكون عناصره من أبناء محافظة السويداء.
وينص الاتفاق على أن يكون عناصر الشرطة المحلية من أبناء محافظة السويداء، فيما تعيّن الحكومة السورية محافظا وقائدا للشرطة لا يشترط أن يكونا من السويداء.
وبحسب المعلومات عن مشاركين في المباحثات التي عقدت مع الشرع، فإن الوفد أكد وقوف أكثرية أهالي السويداء ضد التقسيم وإدانتهم تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتأكيدهم على أن ما من جهة واحدة مخوَّلة بالحديث باسم المحافظة كلها.
وضم الوفد مجموعة من الناشطين والناشطات، والحقوقيين والسياسيين وممثلين عن العشائر، إضافة إلى شخصيات شاركت في مؤتمر الحوار الوطني.
وقد طرح الوفد عدداً من القضايا الأساسية، أبرزها تعزيز المواطنة، وتحقيق العدالة الانتقالية، وتطبيق الدستور، ومعالجة التعثر الاقتصادي ورفع الرواتب وتحسين الخدمات الأساسية، ودعم وتمكين المرأة.
وأشاد الشرع بتاريخ محافظة السويداء ودورها الوطني، مؤكداً أهمية مشاركة جميع السوريين في بناء مستقبل البلاد، مؤكداً رفض التدخلات الخارجية في الشأن السوري، وأهمية الحفاظ على وحدة البلاد ورفض المشاريع الإنفصالية.
"الشرق":
حضرت التعيينات في بعبدا، في لقاء جمع امس رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام عشية جلسة مجلس الوزراء صباح الخميس في القصر الجمهوري، وستشهد دفعة من التعيينات، اقله في موقعي قيادتي الجيش وامن الدولة.
ايضا، عرض الرئيس عون مع وزير العدل عادل نصار ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، شؤونا قضائية وموضوع تفعيل المحاكم والنيابات العامة.
وشدد الرئيس عون خلال اللقاء على ضرورة الإسراع في إقرار التشكيلات القضائية في اقرب وقت ممكن.
واستقبل الرئيس عون وفدا من الجامعة الانطونية.
الى ذلك، تسلم الرئيس عون اوراق اعتماد سبعة سفراء جدد معتمدين في لبنان هم: سفيرة منظمة فرسان مالطا Maria Emerica Cortese، وسفير كولومبيا Edwin Ostos Alfonso، وسفير بلغاريا Iassen Rumenov Tomov، وسفيرة الإتحاد الأوروبي Sandra De Waele، وسفير هولندا Franciscus Johannes Maria Mollen، وسفير سلوفاكيا Valér Franko، وسفير فيتنام Nguyen Huy Dung.
وحضر تقديم أوراق الاعتماد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، والأمين العام للوزارة السفير هاني شميطلي، ومدير عام المراسم في القصر الجمهوري الدكتور نبيل شديد، ونائبة مدير المراسم في وزارة الخارجية كوين سلامة غياض. ولدى وصول السفراء تباعا الى القصر، أقيمت المراسم والتشريفات المعتمدة، فعزفت موسيقى الجيش نشيد البلاد التي يمثلها كل سفير في الوقت الذي رفع فيه علم دولته على سارية القصر الجمهوري الى جانب العلم اللبناني. بعد ذلك حيا سفير كل من الدول العلم، ثم عرض سرية من لواء الحرس الجمهوري، دخل بعدها الى صالون 22 تشرين وسط صفين من الرماحة، ومنه الى صالون السفراء حيث قدَّم اوراق اعتماده الى الرئيس عون كما قدم له اعضاء البعثة الديبلوماسية. ولدى مغادرة كل سفير، بعد تقديم اوراق الاعتماد، عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني اللبناني.
ونقل السفراء الى الرئيس عون تحيات قادة دولهم، كما تمنوا له التوفيق في مسؤولياته الوطنية، مؤكدين له «العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم». وحمَّل رئيس الجمهورية، بدوره، السفراء تحياته الى قادة دولهم متمنيا لهم «التوفيق في مهماتهم الديبلوماسية».
اتفاق على التعيينات الأمنية
وتعيين حاكم «المركزي» قيد البحث
اكدت مصادر سياسية مطلعة ان اللقاء الذي جمع مساء امس الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام كان جد ايجابي وافضى إلى الاتفاق على تعيين قادة الأجهزة العسكرية في جلسة الغد لمجلس الوزراء . وعلم انه تم الاتفاق على تعيين العميد حسن شقير للأمن العام، العميد رائد عبدالله لقوى الأمن الداخلي، العميد ادغار لاوندس لامن الدولة، والعميد رودولف هيكل لقيادة الجيش.
اما فيما خص التعينات الأخرى لا سيما حاكمية مصرف لبنان فان الاتصالات ما زالت مستمرة على أعلى المستويات بين كافة المراجع السياسية للاتفاق على اسم موحد، مستبعدة التعيين في جلسة الخميس لمزيد من المشاورات.
"الشرق الأوسط":
أفرجت إسرائيل عن خمسة محتجزين لبنانيين لديها في «بادرة حُسن نية»، بالتزامن مع تبلور اتفاق بين إسرائيل ولبنان على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن الدولة العبرية ستفرج عن خمسة لبنانيين اعتقلتهم خلال الحرب مع «حزب الله». وجاء في بيان صادر عن المكتب أنه «بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وفي بادرة حسن نية حيال الرئيس اللبناني الجديد، قررت إسرائيل الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين».
وقالت مصادر لبنانية إن المعتقلين الخمسة، هم من ضمن عشرة معتقلين مدنيين كانت إسرائيل احتجزتهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. ولم يجرِ احتجازهم خلال الأعمال القتالية المباشرة مع «حزب الله»، بل خلال مرحلة التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وتفجير المواقع العسكرية بعد توقف القتال.
ويأتي هذا الإفراج عن الموقوفين ضمن محادثات ترعاها الولايات المتحدة لحل أزمة النقاط الحدودية التي تحتلها إسرائيل. وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية: «اتفقنا على إنشاء 3 مجموعات عمل مشتركة مع لبنان والأمم المتحدة والولايات المتحدة».
وأضاف مكتب نتنياهو أن إسرائيل ولبنان يناقشان الخط الحدودي والنقاط الخمس التي تسيطر عليها إسرائيل في جنوب لبنان، لافتاً إلى أنه تم عقد لقاء في بلدة الناقورة بمشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي ولبنان والولايات المتحدة وفرنسا.
ولطالما كانت النقاط الثلاث عشرة المتنازع عليها على طول الخط الأزرق – الذي رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 لتتبع انسحاب إسرائيل بعد احتلالها لجنوب لبنان – مصدر توتر بين البلدين.
وكانت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس قالت في مقابلة على قناة «الجديد» المحلية، إن إسرائيل تطلق سراح 5 أسرى لبنانيين، وأضافت: «سنباشر بتشكيل مجموعات لإطلاق المشاورات بينها وبين لبنان». وأضافت: «على الدّولة اللبنانية إعادة إعمار جنوب لبنان وليس (حزب الله)».
وذكر المسؤول في البيت الأبيض أن «محادثات عسكرية اختتمت في الناقورة بلبنان، وبعد ذلك تم إطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين من إسرائيل إلى لبنان». وتابع: «لا يزال جميع المعنيين ملتزمين بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل لجميع بنوده. ونحن نتطلع إلى عقد مجموعات العمل هذه التي يقودها دبلوماسيون لحل المسائل العالقة بسرعة بالتعاون مع شركائنا الدوليين».
وكانت «اليونيفيل» قد أعلنت أنها ستسلم الجندي اللبناني الذي اختطفته قوة إسرائيلية في محيط كفرشوبا جنوب لبنان الثلاثاء لتعيده إلى لبنان بعد إصابته برصاصة.
مفاوضات حدودية
وفي السياق، نقل موقع «أكسيوس» الثلاثاء عن مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته القول إن إسرائيل ولبنان اتفقا على بدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية. وبحسب التقرير، أضاف المسؤول أنه في إطار التفاهم بين الطرفين، أطلقت إسرائيل سراح خمسة لبنانيين ألقت قواتها العسكرية القبض عليهم خلال عمليات قتالية العام الماضي.
وقال المسؤول الأميركي إن إدارة ترمب تقوم بوساطة بين إسرائيل ولبنان منذ عدة أسابيع في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التالية.
وأضاف المسؤول لـ«أكسيوس» أنه خلال المفاوضات، عرضت إسرائيل بادرة حسن نية بالإفراج عن 5 مواطنين لبنانيين كان الجيش الإسرائيلي قد أسرهم خلال القتال العام الماضي، من بينهم عضو في «حزب الله».
وفي جزء من الاتفاق بين الطرفين، سيتم إنشاء مجموعات عمل ثلاثية للتفاوض حول ثلاث قضايا: النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان، وقضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وشروط انسحاب إسرائيل من خمس نقاط متبقية في جنوب لبنان، بحسب ما قال مسؤول في البيت الأبيض للموقع. وقال المسؤول: «سيقود مجموعات العمل دبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا