خاص ايكو وطن: عيد "خميس البيضة" في إبل السقي موروث شعبي لدى الموحّدين الدروز ومشاركة ودّية مع مسيحيي البلدة
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Apr 17 25|17:02PM :نشر بتاريخ
ايكو وطن- الجنوب- ادوار العشي
جرياً على العادة في كل سنة، إحتفل أهالي بلدة إبل السقي، بعيد "خميس البيضة"، وهو موروث شعبي لدى طائفة الموحّدين الدروز، تتناقله الأجيال، منذ سنوات عديدة. وتُعتَبر بلدة إبل الســقي في قضاء مرجعيون، من القرى المسيحية - الدرزية النموذجية، بعلاقات الودّ والمشاركة في المناسبات العامة ،التي تربط ما بين أهلها، وهي لا تزال تحافظ على عيد "خميس البيضة"، كتقليد شعبي لدى الموحّدين الدروز، مارسه الأجداد منذ مئات السنين، وانتقل من جيلٍ الى جيل، تضامناً وانسجاماً مع أخوتهم المسيحيين في يوم خميس الأسرار المقدّس، لدى الطوائف المسيحية الأرثوذكسية الذي يسبق عيد الفصح المجيد بثلاثة أيام.
. ويأتي إحياء عيد "خميس البيضة"، كمشاركة وديّة لافتة من دروز البلدة مع مسيحييها، في المناسبات والأعياد التي تحييها طائفتهم، فتكرّس عادات تبادل التهاني والزيارات وتقديم الحلوى بين أهالي القرية الواحدة، بينما خفّت ظاهرة "المفاقسة" في العديد من القرى الدرزية يوم "خميس البيضة"، يتمّ في إبل السقي جمع شمل العائلة في كلّ عام، وتشهد ساحتها منذ الصباح تجمّعات كبيرة لبدء مباراة المفاقسة..
وهكذا، حافظت إبل السقي على عيد "خميس البيض"، بخلاف قرى درزية أخرى تناست هذا التقليد، فيما يُحتفل بـ"عيد البيض" في كثير من مناطق سوريا، وفلسطين وبعض قرى جبل الدروز.
ويحتفل بـ"خميس البيضة" في ساحة حارة الدروز ببلدة إبل السقي، بإحضار البيض الملوّن، وتتمّ "المفاقسة" بمشاركة الصغار والكبار وحتى المشايخ، ويربح مَن تبقى لديه بيضة، أو أحد رأسَي البيضة سليما.
ويجب على الرابح أن يأكل عدداً من البيض المكسّر كي لا يصيبه مكروه. وغالباً ما يشارك في مباراة المفاقسة أبناء القرى المجاورة لإبل السقي، كذلك ضباط وجنود من "اليونيفيل" ومن فريق المراقبين الدوليين.
ويفترق ممارسو التقليد المشترك عند كيفية أكل البيض، حيث يتناوله المسيحيون يوم أحد عيد الفصح المبارك، فيما يأكلها الدروز يوم خميس الأسرار.. المهمّ مَن يربح "المفاقسة"، أمّا لدى المسيحيين، فإنّ عادة "مفاقسة" البيض ترمز إلى الإنبعاث والتجدّد، والعبور من الموت إلى الحياة مع قيامة السيد المسيح.
ويصف أحد مشايخ الدروز الذي كان مشاركاً في احتفال "خميس البيضة"، بأن العيد هو بمثابة مشاركة ودّية من دروز قرية إبل السقي مع مسيحييها، وأنّ الدروز يأكلون البيضة اليوم، ونهار الأحد يشاركون أخوتهم المسيحيين في ساحة الكنيسة بهذه المناسبة السعيدة، التي تجمع ما بين الدروز والمسيحيين وتشيع جوّاً من الودّ والعلاقات الحسنة القائمة أساساً فيما بينهم.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا