الأخبار: إسرائيل لا تريد «اليونيفل» بل منطقة عازلة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
May 17 25|08:24AM :نشر بتاريخ

لم يعُد التمديد لمهمة قوات الطوارئ الدولية «اليونيفل» أواخر كل آب عملاً روتينياً، بل باتَ يحظى باهتمام فوق عادي ليسَ في بيروت، وحسب، وإنما في عواصم القرار أيضاً. فـ«اليونيفل» ودورها ووجودها أصبحت في السنوات الأخيرة محط مراجعات تقود إلى نوع من التلاعب في مهامها، في ظل جنوح العدو إلى تحميلها مهمة أكبر من قدرتها، وبما يتجاوز أصل القرار بوجودها، لكنّ العدو يفكر في كيفية تحويلها إلى أداة لخدمة أمنه. حيث يسعى العدو إلى فرض إيقاع أمني يتجاوز القرار 1701.

 

وقد فتحت الحرب الأخيرة ضد غزة ولبنان، ثم سوريا، شهية العدو على إدخال تعديلات جوهرية في مهام قوات الطوارئ الدولية، وأظهر العدو أكثر من مرة أنه لا يريد وجودها ولا الاعتماد عليها، حتى إن جنود هذه القوات ومراكزها تعرّضوا لاستهدافات إسرائيلية على مدار أشهر الحرب، وحتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار لم تفلَت هذه القوات من الذراع الإسرائيلية الطويلة التي يريدها الكيان أن تثبت سطوتها جنوب لبنان، من دون إشراف دولي، على غرار ما يحصل في الجنوب السوري.

 

وكانَ ملف «اليونيفل» واحدةً من النقاط التي ناقشتها المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت خلال زيارة قامت بها إلى روسيا نهاية شهر نيسان الماضي في إطار مشاوراتها المستمرة مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، لبحث التطورات في لبنان والسياق الإقليمي، والسُّبل التي يمكن من خلالها للمجتمع الدولي تقديم أفضل دعم لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.

 

بلاسخارت التي التقت نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، وأجرت مناقشات مع رئيس معهد الدراسات الشرقية فيتالي نعومكين، ورئيسة المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية إيلينا سوبونينا ومسؤولين روس، وهي سمعت من الجانب الروسي أن «موسكو تقف على أهبة الاستعداد لدعم لبنان في ملف اليونيفل وضمان عملها بشكل بنّاء بما يتماشى مع دورها بلا تجاوزات أو تدخلات خارجية».

 

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر دبلوماسية لـ«الأخبار» أن «المسؤولين الروس أكّدوا للمسؤولة الأممية أن على الدولة اللبنانية بلورة موقف واضح تجاه ولاية قوات الطوارئ لتمكين موسكو من تقديم موقف فعّال»، وأكّدوا أيضاً أن «هذه المساعدة بالغة الأهمية للحفاظ على التوازن الإقليمي ومنع أي تغييرات أحادية الجانب من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في نطاق عمل اليونيفل»، معتبرين أن «أي تعديلات يجب أن تتم وفقاً لتنسيق استباقي يضمن السيادة اللبنانية واحتياجات الاستقرار الإقليمي بدلاً من فرض سياسات خارجية».

 

كما تناول النقاش بين بلاسخارت والمسؤولين الروس الوضع بشكل عام في لبنان والمنطقة، وقد لفت الجانب الروسي إلى أن «الأهم اليوم في لبنان هو واقع حزب الله الجديد»، ومع أن موسكو تعتبر أن «انتخاب سلطة جديدة في لبنان خطوة إيجابية، لكنها تتعامل بواقعية تجاه التحديات المقبلة»، كما تعتبر أن «ملف سلاح حزب الله هو الأكثر إلحاحاً، ورغم كل ما حصل لا يزال الأكثر تأثيراً على المشهد السياسي والأمني». وتؤكد موسكو على دور «الأمم المتحدة كوسيط»، ناصحة بـ«توخّي الحذر لتجنب تقويض حيادها ولا سيما في التعامل مع سلاح حزب الله»، الذي تعتبره روسيا بحسب ما قال المسؤولون تاروس «مسألة سيادية يجب على السلطات اللبنانية حلّها من خلال حوار وطني شامل. وأي ضغط أو ‏تدخل خارجي ستكون له نتائج عكسية، إذ سيقوّض العملية السياسية الداخلية في لبنان، وقد يؤدي إلى ‏زعزعة استقرار البلد».

 

كذلك أشار الروس إلى أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو «يحاول تشكيل نظام إقليمي جديد يكرّسه كمنقذ للكيان»، وعبّروا أيضاً عن اعتقادهم بأنه «قادر على تحقيق ذلك في ظلّ الإدارة الأميركية الحالية». كما أبلغَ الروس، بلاسخارت «أن إسرائيل تعمل اليوم وفقَ مبدأ الاعتماد على الذات في الأمن، وهي ترفض أي مساعدة خارجية، ولا سيما قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وهذا هو السبب الحقيقي وراء محاولتها إنشاء مناطق عازلة في لبنان وسوريا والأردن وغزة، محذّرين من أن ما تقوم به سيدفع لاحقاً إلى تحرك حزب الله ويغذّي عمله».

 

واعتبر المسؤولون الروس أنه «يمكن للأمم المتحدة الاستفادة من مراجعة هيكلها في لبنان مع مراعاة التطورات الأخيرة للحفاظ على أهمية دورها»، وتطرّقوا إلى الوضع السياسي، معتبرين أن «الانتخابات النيابية المقبلة ستكون لحظة حاسمة بالنسبة إلى المشهد السياسي في البلاد».

 

العرب لن يعيدوا إعمار غزة!

‏أما في الشأن السوري، فلفت الجانب الروسي إلى أن «موسكو تلتزم سياسة الترقب تجاه سوريا، وأن السلطات الجديدة طالبت بتسليم الرئيس السابق بشار الأسد كشرط للتعاون». وفي ما يتعلق بالمفاوضات الإيرانية – الأميركية، ترى موسكو أن هناك بوادر إيجابية، وإذا ما وصلت إلى ختامها الإيجابي فسيكون لها تأثير على المنطقة، خاصة إذا تناولت القضايا الإقليمية، علماً أن إيران حتى الآن تحصر المحادثات بالبرنامج النووي ورفع العقوبات مع أن الإدارة الأميركية طلبت أن تكون الملفات الإقليمية جزءاً من النقاش.

 

وأشار المسؤولون إلى أن روسيا تحاول التوافق مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن حول عدة قضايا، مع أن «المبعوثين في الإدارة الحالية لا يملكون خبرة كبيرة». وفي موضوع غزة قال الجانب الروسي إن «الهدف الإسرائيلي الأساسي لا يزال التخلص من حماس»، معتبراً أن «دول الخليج لن تدفع فلساً لإعادة الإعمار من دون ضمانات بأن إسرائيل لن تعيد تدميرها».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الاخبار