الأخبار: دعا إلى الخروج من «قصة حصرية السلاح» | قاسم: لا حلول خارج إستراتيجية الأمن الوطني
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 11 25|08:57AM :نشر بتاريخ
أقفل الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الباب أمام أي طروحات لحصر السلاح بيد الدولة، من خارج إستراتيجية للأمن الوطني أبدى الاستعداد لمناقشتها، فيما حذّر من مشروع «إسرائيل الكبرى» على لبنان والدول العربية، ولا سيّما بعد العدوان على قطر، مطالباً الدول العربية بدعم المقاومة لتحمي نفسها، أو بالحدّ الأدنى إلى عدم طعنها في ظهرها.
وفي أثناء احتفال بمناسبة المولد النبوي أمس، دعا قاسم إلى العودة إلى «الأولويات الأربع: إيقاف العدوان على لبنان، انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان والمناطق المحتلة، الإفراج عن الأسرى وبدء عملية الإعمار». وإذ شدّد على أنّ «لا مجال لأي حلٍ خارج نقاش إستراتيجية الأمن الوطني»، أكّد أنه «الطريق والباب للوصول إلى الحلّ».
واعتبر قاسم أنّ الحكومة في جلستَي 5 و7 آب «اتّخذت قرارات غير ميثاقية كادت تأخذ البلد إلى فتنة كبرى»، قبل تعطيلها نتيجةً لـ«دور الثنائي الشيعي الوطني المتماسك الذي أكّد على ثبات المقاومة وتصرّف بحكمة في مواجهة القرارين، وحركة الرئيس نبيه برّي في التأكيد على أولوية الحوار، وتجاوب رئيس الجمهورية وقائد الجيش في مواجهة الأفق المسدود، وانفضاح الموقف الأميركي الذي لم يُعطِ شيئاً ولم يُقدّم شيئاً، وضعف مبرّرات خُدّام إسرائيل في الداخل وفشلهم بالدفع نحو الفتنة». ورأى قاسم أنّ «هذه العوامل جعلت جلسة 5 أيلول تكبح الاندفاعة نحو تطبيق قرارات 5 آب اللاميثاقية والمشؤومة»، آملاً أن «يستفيد المسؤولون، وخاصة الحكومة، ممّا جرى لعمل إيجابي في وضع البلد».
ودعا قاسم مَن يرفضون في الداخل أن يكون هناك سلاح خارج يد الدولة إلى الصبر حتى وقف «العدوان الإسرائيلي المستمرّ والمتكرّر والحرب على لبنان»، مؤكّداً أنّ «القابلية موجودة لحلّ المشكلة الداخلية عبر إستراتيجية الأمن الوطني». كما دعا اللبنانيين إلى «أن نكون معاً، وإلى أن ننتبه. هذه محطة تاريخية مصيرية. استمرار المقاومة مصلحة للجميع. استمرار قوة لبنان مصلحة للجميع. تعالوا نتحاور ونتّفق، ولا تجعلوا الأعداء يستفيدون من خلافاتنا».
«إسرائيل الكبرى»
وأعاد قاسم تأكيد أنّ «لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ونحن من أبنائه منذ نشأة لبنان الحديث. ولإسرائيل أطماع توسّعية، أطماع في أخذ بعض البلدات، أطماع في الاستيطان في لبنان، أطماع في جعل جزء كبير من جنوب لبنان جزءاً من الكيان الإسرائيلي»، مشدّداً على أنّ «أعلى مراتب الوطنية في لبنان هو الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض».
وفي هذا السياق، قال قاسم إنّ «المقاومة استطاعت أن تُسقط أهداف إسرائيل. نجحنا بالتحرير ومنعناها في معركة أولي البأس من الاجتياح، وهي الآن مردوعة ولا تستطيع الاستقرار في أرضنا، وإن كانت محتلة لكنه احتلال مؤقّت لا يمكن أن يستمرّ، وهذا قدرٌ من الردع». وأضاف: «جاء اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 ليحقّق هدفين ويفتح مرحلة جديدة: الهدف الأول إيقاف العدوان، والهدف الثاني استلام الدولة اللبنانية مسؤولية الحماية للبنان وإخراج العدو من أرضنا. لكن كلا الهدفين لم يتحقّق حتى الآن».
ووصف قاسم تحميل المقاومة مسؤولية الانهيار في لبنان بأنه «تدليس على الناس»، مبيّناً أنّ «الانهيار في لبنان سببه الفساد المستشري، والتجاذب الداخلي، وطموحات الهيمنة بمعونة الأجنبي، وتجاوز الدستور والقوانين، وعدم تطبيق كامل مندرجات اتّفاق الطائف. جاء العدوان ليُضيف سبباً وجودياً للبنان واستقلاله، أي أنّ العدوان سلبي باتجاه لبنان بأصل وجود لبنان. أمّا مشاكل لبنان وتعقيداته فبسبب قياداته، بسبب أبنائه، بسبب ما حصل. وطبعاً قسم من القيادات والأبناء الذين أساؤوا في أثناء المدد المختلفة».
وأوضح قاسم أنّ «المقاومة ساهمت في اتّجاهين: الاتّجاه الأول انطلاق مسيرة العهد الجديد مع انتخاب الرئيس جوزاف عون، وكل الترتيبات التي نشأت من تشكيل الحكومة إلى كل الأعمال التي حصلت حتى الآن. وهذه مساهمة كبيرة من المقاومة في إنشاء الدولة من جديد، وفي انطلاق هذا العهد. كما ساهمت في الوقوف سدّاً منيعاً أمام الأهداف الإسرائيلية. يعني صراحة الأهداف الإسرائيلية لم تتحقّق ولن تتحقّق لأننا موجودون».
وبالنسبة إلى الوساطة الأميركية، شدّد قاسم على أنها «متآمرة بالكامل مع إسرائيل. تُريد أميركا أن تستحوذ على لبنان وأن تُعطي إسرائيل ما تريد. ولا تستغربوا أنّ أميركا حاضرة لتُعطي لبنان لإسرائيل بالكامل. لقد تخلّت أميركا عن الضمانة التي أعطتها بانسحاب إسرائيل، طمعاً بالسيطرة على لبنان». ولفت إلى أنّ «الأميركيين أصبحوا يريدون أن ينزعوا السلاح إمّا سلماً، أي عبر الدولة اللبنانية وبالاستسلام، وإمّا عسكرياً عبر الدولة اللبنانية أو بتدخّلهم المباشر. هذا يدل على أنهم يضعون هدفاً واحداً، وهو إفقاد لبنان قوّته وقدرته حتى يصبح لقمة سائغة تحت عنوان مشروع «إسرائيل الكبرى»».
وإذ أشار إلى ما قاله رئيس حكومة العدوان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى»، نبّه قاسم إلى أنّ «أول بلد مناسب وقريب إذا كان معدوم القدرة، وإذا لم يكن عنده مقاومة، ولا عنده التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، هو لبنان».
دعوة للاحتماء بالمقاومة
وحول العدوان الإسرائيلي على قطر، قال قاسم إنه «عدوان كبير جدّاً، عدوان استثنائي (...) هذا أمر محلّ إدانة وشجب، ويجب أن يُواجه من كل العالم، لأنّ إسرائيل تجاوزت كل الخطوط»، محذّراً من أنه «ليس عدواناً في محلّ أو مكان أو على مجموعة أو عدواناً استثنائياً، أبداً، هذا العدوان على قطر جزء لا يتجزّأ من مشروع إسرائيل الكبرى. إسرائيل تعمل خطوة وراء خطوة، إسرائيل تتوسّع تدريجياً».
وإذ لفت إلى أنها «مُسلَّطة على الأجواء وعلى القدرات بدعم أميركي كامل ومفتوح، والعدوان الذي حصل على قطر هو عدوان إسرائيلي أميركي بامتياز، بضوء أخضر أميركي»، نبّه قاسم إلى أنه «يمكن أن نسمع في يوم من الأيام أنها ضربت في السعودية، أو ضربت في الإمارات، أو ضربت في أي مكان، كما تستمرّ اليوم في الضرب في لبنان وسوريا، فضلاً عمّا يحصل في فلسطين المحتلة».
واقترح قاسم على الدول العربية والإسلامية، للردّ على المشروع الإسرائيلي، أن تدعم المقاومة «بأشكال الدعم التي ترونها مناسبة»، متوجّهاً إليها بالقول: «المقاومة بالنسبة إليكم الآن سدّ منيع قبل أن يصلوا إليكم. اعلموا أنه إذا أنهوا المقاومة (...) سيأتي الدور عليكم». وفي حال رفضها لدعم المقاومة، طالب قاسم هذه الدول بأن «لا تطعنوا المقاومة في ظهرها (...) لا تقفوا إلى جانب إسرائيل حتى تأخذ ما تريد من المقاومة بدعم منكم. اخرجوا من قصة حصرية السلاح (...) لا تضغطوا على المقاومة».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا