افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 18 25|08:08AM :نشر بتاريخ
"النهار":
مع أن معاودة مجلس الوزراء عقد جلساته المخصصة لإنجاز إقرار فذلكة الموازنة العامة على وقع عودة الاعتصامات للعسكريين المتقاعدين الذين “خنقوا” حركة المرور في ساعات الصباح وقبل الظهر، أعادا إلى الواجهة الجانب العميق من الواقع الاقتصادي والاجتماعي في البلد المتحفّز لمزيد من تحديات سياسية وأمنية بالغة الدقة، قفز استحقاق الانتخابات النيابية بقوة إلى صدارة المشهد عقب إعادة الحكومة كرة تصحيح ثغرات قانون الانتخاب إلى مرمى مجلس النواب. والحال أن معالم غير مريحة بدأت تتصاعد من خلف المواقف المبدئية أو القانونية المتصلة بما يخشى أن يكون "مشروع أزمة" جدية بل خطيرة، من شأنها أن تتهدد مصير الانتخابات ولو أنكر معظم المعنيين الرسميين والسياسيين حتى الآن وجود خطر كهذا. فالمعطيات التي أحاطت بالملف الانتخابي تعكس استفحال الخلاف العمودي بين معظم الكتل من جهة، و"الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" من جهة أخرى على موضوع اقتراع المغتربين، الذي صار ينذر بأن يتحوّل فتيلاً مفتعلاً لتضخيم الأزمة وإقامة "مقايضة كبرى" حولها قد تتصل بملف السلاح نفسه وإلا إطاحة الانتخابات. هذه المعطيات لا تزال تقف عند خط انتظار ما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة، بحيث يفترض أن تتحرك مجدداً وتيرة اللجان النيابية المعنية لدرس موقف الحكومة واتخاذ القرارات اللازمة، بما يعني حتماً الذهاب نحو الهيئة العامة لمجلس النواب. ولم يكن خافياً والحال هذه، أن انسحاب وزير العدل عادل نصار من جلسة مجلس الوزراء أول من أمس لم يكن الانعكاس الوحيد لامتعاض بعض مكوّنات الحكومة، إذ أن وزراء "القوات اللبنانية" أيضاً بدوا متحفظين عن الصيغة التي اعتمدت لإحالة الثغرات القانونية فقط على المجلس، بل كانوا يدفعون نحو وضع الحكومة مشروع قانون بتعديل القانون النافذ بحيث يعتمد تصويت المغتربين لجميع النواب. وهذا المناخ أرخى معالم تباينات مكتومة حتى بين "القوات" والكتائب من جهة، ورئيس الحكومة نواف سلام من جهة اخرى. وثمة انطباعات واسعة حيال معركة سياسية مفتوحة سيشهدها البلد في هذا الملف في الفترة الضاغطة المقبلة.
وأمس طالب رئيس حزب "القوات" سمير جعجع رئيس اللجنة النيابية الفرعية المكلّفة دراسة القانون نائب رئيس المجلس النيابي النائب إلياس بو صعب، "بأن يدعو إلى اجتماع في أقرب وقت ممكن، لأخذ ملاحظات الحكومة في الاعتبار والقيام بما يلزم، تمهيدًا لإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها من دون أي تأخير، لا سيّما أننا أصبحنا على مشارف بدء تسجيل المغتربين في الخارج".
أما نائب رئيس حزب "القوات" رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان، فقال: "لما تبيّن للحكومة بوضوح أن القانون الحالي يشوبه عدد من الثغرات التي تعيق تطبيقه السليم، فإن من مسؤولياتها الدستورية والقانونية أن تبادر إلى إعداد مشروع تعديل متكامل وإحالته إلى المجلس النيابي لإقراره. وإن التهرب من هذه المسؤولية يشكّل خرقاً فاضحاً للدستور وتخلياً متعمداً عن الواجبات الوطنية، وما صدر عن الحكومة بالأمس ليس سوى تهرّب من المسؤولية لمصالح سياسية ضيقة، ورمي للكرة في ملعب المجلس النيابي. وأمام هذا الواقع، يصبح دور المجلس النيابي حاسماً وطارئاً، إذ تقع عليه مسؤولية إقرار التعديلات المطلوبة فوراً عبر اقتراح القانون الذي تقدمنا به، ووضعه على جدول أعمال أول جلسة للهيئة العامة للتصويت، صوناً للدستور وحفاظاً على الاستحقاق الانتخابي وحق اللبنانيين، داخل البلاد وخارجها، في التمثيل الصحيح".
أما مجلس الوزراء، فسيعاود عقد جلسة ثالثة اليوم لاستكمال البحث في مشروع الموازنة.
وسط هذه الاجواء تتصاعد استعدادات "حزب الله" لإحياء الذكرى الاولى لاغتيال أمينيه العامين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين الاسبوع المقبل عبر برنامج من الخطوات بدأ بعضها يثير اضطرابات استباقية، ولا سيما منها إعلان الحزب عن توجهه لإضاءة صخرة الروشة بصور لنصرالله وصفي الدين، بما أثار موجة استياء تصاعدية لدى معظم نواب بيروت وسواهم، علماً أن ما فاقم الاعتراضات أن الحزب لم يطلب ترخيصاً من محافظة بيروت أو بلديتها أو أي جهة رسمية. ومن المواقف التي أعلنت، اعتبر النائب وضاح الصادق أن رفع صور نصرالله وصفي الدين على صخرة الروشة “غير مقبول من كل النواحي، فهما ليسا شخصيتين رسميتين، وترفع صورهما في مدينة يرفض معظم سكانها سياستهما، بل إن بعضهم يتهمهما بالاشتراك في قتل زعيمهم، عدا عن أن الجهة التي أرادت رفع صورهما لم تستحصل على أي ترخيص من البلدية أو الوزارة. والأنكى أن حزبهما، كما جرت عادته، يحذر من الانجرار إلى حرب أهلية، لكنه لا يفوت مناسبة إلا ويستفز البيارتة".
وقال النائب غسان حاصباني إن صخرة الروشة يجب أن تكسوها ألوان الوطن فقط ولا يعتليها شعار آخر".
واعتبر النائب نديم الجميّل أن "صخرة الروشة ليست لوحة دعائية لأي حزب، ولا ساحة لاستعراضات رمزية تختزل هوية بيروت"، وقال إن "فرض رموز "حزب الله" على الواجهة البحرية إقصاء لصوت اللبنانيين".
كما أن النائب أشرف ريفي، أشار إلى "أن صخرة الروشة رمز وطني جامع ونرفض بشكلٍ قاطع أي محاولة لاستعمالها لترويج شعارات أو مواقف لا يقبلها أهل العاصمة ولا تعبّر عن هويتها الجامعة".
وألقى أمس الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم كلمة توجه فيها إلى جرحى عملية تفجير البيجر، اعتبر فيها أن "العدو الإسرائيلي أراد أن يبطل قدرتكم، وأن يخرجكم من المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. ومع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك إبداعات أنتم تقدّمونها الآن … استمروا ولا تظن أن ما تفعله أنت أيها الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو كبير، لأن قيمته مع جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهًا من دون هذه الجراحات". واقيم تجمع في ذكرى العملية مساء في عين المريسة شارك فيه عدد من جرحى البيجر.
"الأخبار":
تنوي الولايات المتحدة الأميركية، اعتماد استراتيجية خاصة للتعامل مع ما تعتبره قراراً صادراً عن الحكومة بِأن خطة الجيش لحصر السلاح هي بيد الأجهزة الرسمية فقط. لا يهمّ واشنطن مفردات الترحيب أو أخذ العلم. ما يهمّها، من الذي حصل، ليس أن أهل الحكم تجنّبوا مشكلة كبيرة كانت تهدّد العهد والحكومة، بل كل ما يهمّها، وتتصرّف على أساسه، هو أن الجيش اللبناني وضع خطة تنفيذ على مراحل، وأنه يسير في اتجاه تحقيق المرحلة الأولى منها والتي تتعلق بمنطقة جنوب الليطاني.
فكرة الولايات المتحدة الحالية، تقوم على قسمين:
الأول، اعتبار أن الجيش بات مكلّفاً فعلياً بتنفيذ الخطة، وهو لا يحتاج إلى قرار خاص من الحكومة. كما أن موجبات القرار 1701 تلزمه بخطوات عملانية أقلّها في مناطق جنوب نهر الليطاني، وأن القوات الدولية التي مُدّد لها لعام إضافي، مكلّفة الآن، بالمساعدة على إنجاز هذه المرحلة. وما على الولايات المتحدة سوى توفير الدعم.
الثاني، اعتبار طلبات الجيش من مساعدة لوجستية ومالية، مسألة قيد البحث، وقابلة للتطبيق، لكن، على قيادة الجيش أن لا تُلزِم نفسها بآليات العمل وفق أي إطار خارج «المكاينزم» حيث تسعى واشنطن، لأن تكون هي الطرف الوسيط المباشر بين الجيش اللبناني وإسرائيل، دون الحاجة إلى المرور بأي آلية أخرى.
واضح، أن الجانب الأميركي، يرغب ليس فقط بالإشراف الكلي على العملية، بل أن يكون هو الناظم لحركة الجيش من جهة، والتنسيق المباشر مع الإسرائيليين من جهة ثانية، وتحديد الدور المطلوب من القوات الدولية من جهة ثالثة، خصوصاً أن الجانب الأميركي يعتبر أنه وافق على تمديد ولاية «اليونيفل» ليس اقتناعاً منه بدورها، بل لأنه يعتقد أن الجيش اللبناني يحتاج إليها في المرحلة الأولى الخاصة بحصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني.
في الشقّ الأول، استمع الأميركيون من قيادة الجيش إلى طلباتها بشأن تعزيز قدرات المؤسسة العسكرية. وهي لائحة طويلة، قدّمها قائد الجيش إلى الحكومة في جلسة عرض خطته لحصر السلاح. ويهتم الأميركيون بأن تباشر الحكومة اللبنانية في تجنيد نحو ثلاثة آلاف ضابط وعسكري فوراً، وإرسالهم إلى الجنوب، على أن تقوم أميركا بالطلب إلى السعودية وقطر، توفير دعم مالي خاص للجيش، لأجل تحسين دَخل العسكريين، بغية إفساح المجال أمام قيادة الجيش، لجعل العسكريين يعملون بكامل طاقتهم.
على أن توفّر أميركا نفسها، العتاد والدعم اللوجستي المطلوب، مع إضافة نوعية، كان الأميركيون يهتمون بأن يتمّ توفيرها للجيش، وهي تتعلق بالدعم المعلوماتي، حتى يصار إلى إزالة كل أنواع البنى التحتية أو المنشآت أو الأسلحة من كل منطقة جنوب الليطاني، على أن يجري تعزيز هذا الدعم في حال انتقل الجيش إلى العمل في منطقة شمال الليطاني حتى نهر الأولي.
لكنّ اللافت في كل هذا الأمر، هو أن الجانب الأميركي، لم يقدّم للجيش أي وعد أو ضمانة بتحقيق بقية طلباته، وهي أمور رتّبها قائد الجيش في معرض حديثه عن حاجات الجيش لتنفيذ الخطة.
كونه أشار ضمناً إلى أن الانتقال من مرحلة جنوب الليطاني إلى مرحلة شماله، يحتاج أولاً، أن يفرض الجيش سيادته بصورة كاملة على كل الأراضي اللبنانية. وهو أمر يتطلّب من الولايات المتحدة إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من مساحة تمتد على مئة كيلومتر مربع، بما فيها النقاط الخمس، وما استُحدث لاحقاً، وأن تضمن الولايات المتحدة وفرنسا من خلال القوات الدولية، أن تتوقّف إسرائيل عن تنفيذ أي توغّل في الأراضي اللبنانية، كما أن توقف خروقاتها الجوية وعمليات القصف والاغتيال.
ومع أن المناخ الموجود لدى قيادة الجيش، يصرّ على هذه النقطة حتى يكون بمقدوره الإعلان عن انتهاء العمل في منطقة جنوب الليطاني، إلا أن الجانب الأميركي، يعتبر أن على الجيش أن يُقنِع الولايات المتحدة أولاً، وإسرائيل ثانياً، بأنه أنجز مهمته بصورة فعلية قبل نهاية العام الجاري، وأن واشنطن تعد بأنه في حال جرى التثبّت من عدم وجود أي سلاح أو مسلحين أو منشآت لحزب الله، فسوف يصار إلى البحث مع الإسرائيليين في الترتيبات الأمنية المُفترض اتّباعها على الحدود مع لبنان، مقابل الانسحاب من المناطق المحتلة.
عملياً، فإن سير الحكومة بالخطة دون الحصول على أي خطوة من جانب إسرائيل، سوف يضع مهمة الجيش كلها في مرمى السهام الداخلية، خصوصاً أن العسكريين اللبنانيين ناقشوا مع نظراء لهم في الجيش الأميركي، مسألة أن النقاط التي تحتلها إسرائيل غير مبرّرة عسكرياً ولا أمنياً. وبالتالي، فإن الجيش، لن يكون بمقدوره إقناع أحد، بأنه مُلزَم أمام الأميركيين بالقيام بخطوة قد تفرض مواجهة أو صداماً مع حزب الله أو الأهالي، فيما لا يمكن لواشنطن أن تفرض على إسرائيل الالتزام بالقرار 1701.
وبحسب مصادر متعدّدة، فإن ما أقرّه مجلس الوزراء في جلسة الجمعة الشهيرة، لا يزال في إطار «ربط النزاع» بين القوى المتخاصمة داخلياً. لكنه، لا يمثّل نقطة تحوّل في موقف السلطة في لبنان، وأن الجيش اللبناني يتصرّف بحكمة الخائف من توريطه في مسألة تمسّ وحدته والإجماع الوطني على دوره، وأن المخاوف لدى البعض في لبنان، تعود إلى الإصرار الأميركي على أن يقوم الجيش بالمهمة، حتى ولو تطلّب الأمر تنفيذ القرار بالقوة، مع الإشارة دوماً، إلى أن الأميركيين كما الأوروبيين، يكرّرون الحديث عن أن حزب الله أضعف من أن يواجه أحداً، ولا سيما الجيش، وأن هناك العديد من الأطراف التي يمكن أن تدعم الجيش في أي مواجهة مباشرة مع حزب الله.
عملياً، فإن ما هو مُنتظر من المساعي الأميركية الجديدة، لا يجب انتظاره على شكل حلحلة للمسائل العالقة، بل سوف تظهر الأيام والأسابيع المقبلة، أن واشنطن، لا تزال تقف خلف إسرائيل، وأنها تريد فرض وقائع على طول الحدود مع لبنان.
وثمّة من يدعو إلى الحذر أكثر، خصوصاً وسط همس عن احتمال أن تطرح واشنطن بديلاً رسمياً عن اتفاق وقف إطلاق النار، يكون على شكل «تفاهم أمني لبناني – إسرائيلي» على غرار ما يجري العمل عليه مع سوريا. وفي هذه الحالة، تكون الولايات المتحدة قد حقّقت عدة أهداف مرة واحدة، فهي تتخلّص من عبء القرار 1701 على إسرائيل، كما تفتح الباب أمام سحب سريع لقوات الأمم المتحدة قبل انتهاء ولايتها في الصيف المقبل، ثم إتاحة المجال أمام غرفة تنسيق مباشر ولو عبر قنوات عسكرية بين لبنان وإسرائيل.
"الجمهورية":
بمعزل عن الأسباب التي أدّت إلى تجميد قرار سحب سلاح "حزب الله" أو تعليقه أو ترحيله حتى إشعار آخر، في انتظار ظروف يُصبح معها القرار أكثر قابلية للتنفيذ، دخلَ لبنان اعتباراً من جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول الجاري في حقبة جديدة، جوهرها إعادة تجسير العلاقات على مستوى السلطات السياسية والرسمية، والعمل في الوقت الراهن وفق أجندة جديدة، تتصدّرها أولوية ترسيخ التهدئة الداخلية، وتخفيف التشنّجات السياسية وغير السياسية، التي كادت تنزلق بالبلد في صدام كبير بعد قرارَي الحكومة بسحب السلاح والموافقة على الورقة الأميركية.
وإذا كانت إرادة التهدئة قد نجحت نظرياً بعد 5 أيلول في ترميم العلاقات الرئاسية، وإعادة فتح قنوات التواصل الإيجابي، وخصوصاً بين الرئاسة الأولى و"حزب الله"، ومن دون أن تنسحب الإيجابية على الطريق الذي ما زال مسدوداً وتشوبه التباسات وخلافات جوهرية بين الحزب والسراي الحكومي. وفي اطار هذا التواصل، اعلنت العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، أنّ "مستشار رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال التقى برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وقد جرى البحث في عدد من المسائل التي تهمّ مصلحة البلاد، وذلك في جوّ من التفاهم المتبادل. إلّا أنّ المناخ الداخلي العام يؤشر - بالإنقسام السياسي العميق واصطفافاته وتبايناته الجوهرية المتحفّزة للإشتباك حول صغير الأمور وكبيرها - إلى أنّ هذه التهدئة موقتة، أو بمعنى أدق هدنة سياسية ومحفوفة باحتمال تعرّضها إلى اهتزاز كبير، ربطاً بما هو مخفي من تطوّرات واحتمالات ووقائع ممتدة من الجبهة الجنوبية إلى الساحة الداخلية، وربطاً أيضاً بالاستحقاق النيابي الذي تلوح في أفقه معركة سياسية حامية الوطيس، وخصوصاً على حلبة قانون الانتخابات النيابية المفتوحة على صراع محتدم بين مكوّنات الإنقسام الداخلي، لفرض تعديلات القانون الانتخابي في الاتجاه الذي يخدم مصالحها ويضمن لها ليس الفوز والمحافظة على الحجم النيابي، فحسب، بل يضمن نيلها الأكثرية النيابية الحاكمة والمتحكّمة في المرحلة المقبلة.
الملف الساخن
على رغم من انكفاء قرار سحب سلاح "حزب الله" إلى خلف دائرة التركيز على تنفيذه في هذه المرحلة، إلّا أنّ هذا الملف يبقى الأكثر سخونة في المقاربات السياسية والديبلوماسية الداخلية والخارجية التي تتقاطع جميعها على دعم قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيَد الدولة، إلّا أنّها تتوزّع في الوقت نفسه بين الرغبة في إدارة هادئة لهذا الملف ومعالجته بالحوار، وفق ما يؤكّد عليه السفير المصري في لبنان علاء موسى، وبين الرغبة في التنفيذ الفوري لقرار سحب السلاح، التي تُبديها جهات عربية ودولية.
في هذا الإطار، يؤكّد مصدر ديبلوماسي غربي لـ"الجمهورية"، أنّ نزع سلاح "حزب الله" يُشكّل البند الأساس والمتقدّم في الأجندة الأميركية، وينقل عن مسؤول أميركي، جزمهم بأنّ "الوضع في لبنان لن يبقى على ما هو عليه، ونحن نعتقد أنّه مُقبل بالتأكيد على تحوّل جذري ومستقبل واعد. إنّ الحكومة اللبنانية التزمت بمسار لتجريد "حزب الله" من سلاحه، ونعتقد أنّ عليها أن تكمله بإجراءات تنفيذية بصورة عاجلة، والإنتهاء من هذا الأمر الذي يُهدِّد سلام وأمن لبنان وجيرانه. وواشنطن على تواصل دائم مع السلطات اللبنانية، وتؤكّد دعمها الكامل لهذا الإجراء الذي يُجنِّب لبنان الضرر الكبير الذي يُسبّبه سلاح "حزب الله" عليه".
وضمن هذا السياق، يبرز تقرير لموقع The Observer البريطاني، يعتبر أنّ "حزب الله" ضعف وعُزِل، والحزب كمنظمة عسكرية أصبح شيئاً من الماضي، وعليه الآن مواجهة لحظة الحقيقة، فهو يواجه الآن الخيار الأكثر أهميّة في تاريخه: إمّا نزع سلاحه، أو مواصلة القتال، أو التحوّل بشكل كامل إلى السياسة.
ويخلص التقرير نقلاً عن محلّلين إلى "أنّ مستقبل "حزب الله" قد يُصبح أكثر تركيزاً على السياسة. وكما حدث مع حزب "شين فين" الإيرلندي بعد اتفاق "الجمعة العظيمة"، قد يُحوّل تركيزه إلى المجلس النيابي. فالحزب يُريد تسويةً كريمةً تُعطي انطباعاً بأنّه لا يزال موجوداً. منذ نهاية الحرب، يتحدّث "حزب الله" بانتظام عن تنسيقٍ وثيقٍ مع الجيش. وهذا من شأنه أن يُمهّد الطريق أمام اندماج الجناح العسكري لـ"حزب الله" في القوات الوطنية، بهدوء ورمزية، من دون أن ينطق بكلمة الاستسلام على الإطلاق".
الحزب: حكي فاضي
في موازاة ذلك، يؤكّد "حزب الله" على اختلاف مستوياته "أنّ كل ما يُحكى عن سحب أو نزع أو تسليم سلاح المقاومة، لا يعدو أكثر من مجرّد "حكي فاضي صادر من أسطوانات مشروخة من الداخل والخارج. من الأساس لم نعتبر قرار سحب السلاح موجوداً، بل هو خطيئة ارتكبتها الحكومة بإملاء أميركي خارجي ودفع من جهات عربيّة وداخلية تريد إحداث الفتنة في لبنان".
ويُنقل عن أحد كبار المسؤولين قوله: "إنّه لا يعتبر أنّ الأمور قد انتهت في جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول، بل أبقته معلّقاً وعرضة لضغوطات قد تُمارَس من قِبل الجهات نفسها في أي لحظة، لإعادة الدفع به. ومن هنا تأكيدنا المتواصل على الحكومة بأن تتراجع عن خطيئتها وتُصحّح المسار الذي يحفظ بلدنا، وتشرع في التصدّي لضرورات البلد، وأولها ملف الإعمار الذي تهمله قصداً أو تحت الضغط. وكذلك، تأكيدنا المتجدّد للداخل والخارج في آنٍ معاً، بأنّنا لن نسلّم مصيرنا ووجودنا ووجود بلدنا للعدو، وسندافع عن بلدنا وعن سلاح المقاومة ولن نتخلّى عنه حتى ولو اجتمعت كل قوى الأرض علينا. ونحن بكل ثقة وتصميم نؤكّد جهوزيّتنا لكل الإحتمالات".
إلى ذلك، وفي كلمة له في الذكرى السنوية الأولى لانفجارات أجهزة "البيجر"، رأى الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أنّ "إسرائيل ستسقط لأنّها احتلال وظلم وإجرام وعدوان، ولأنّ المقاومين يواجهونها حتى التحرير". وتوجّه إلى الجرحى قائلاً: "أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح وهذا هو الأهم، فقد أراد العدو أن يُبطِل قدرتكم، وأراد أن يُخرجكم من المعركة، لكنّكم أنتم الآن دخلتم إليها بقوّة أكبر وبنشاط أكبر".
ونُظِّمت، أمس، مسيرة 17 أيلول الشعبية، من منطقة عين المريسة إلى المنارة لمناسبة الذكرى الأولى لعملية تفجير "البيجر" التي نفّذتها إسرائيل ضدّ "حزب الله" خلال عدوان الـ66 يوماً العام الماضي.
الإصلاحات وما بعدها
على صعيد داخلي آخر، مع إنجاز لبنان لسلة التعيينات الواسعة في إدارات الدولة ومؤسساتها، ومع اكتمال تعيين الهيئات الناظمة لقطاع الكهرباء والطيران المدني والاتصالات، يكون لبنان قد قطع شوطاً متقدّماً جداً حيال ما هو مطلوب منه دولياً، من إجراءات وخطوات إصلاحية، تُشكّل مفتاحاً لباب المساعدات الخارجية، ما ينقل الكرة تلقائياً إلى ملعب الدول الصديقة والشقيقة للوفاء بوعودها.
وإذا كان العمل الحكومي منصبّاً في هذه الفترة على إقرار موازنة العام 2026 في الحكومة وإحالتها إلى مجلس النواب لدرسها وإقرارها، فإنّ المجلس في هذه الفترة، بحسب مصادر مجلسية لـ"الجمهورية"، في حال انتظار لمشروع القانون الذي وعدت الحكومة بإحالته إلى المجلس النيابي في الأسابيع القليلة المقبلة، ويتعلّق بما تسمّى الفجوة المالية. وأكّدت المصادر أن ليس هناك من مبرّر للحكومة لتأخير هذا القانون، فالمجلس النيابي أنجز كل ما هو مطلوب منه، وأقرّ مجموعة كبيرة من القوانين الإصلاحية، ولم يبقَ سوى قانون الفجوة المالية الذي يُشكّل إقراره حجر الأساس للخروج من الأزمة، ويُحدّد المسار الذي ينبغي سلوكه لإعادة أموال المودعين إلى أصحابها".
ويلفت المصدر إلى ردّ رئيس الجمهورية للقانون المتعلّق باستقلالية السلطة القضائية: "يبدو أنّ هذا القانون لا يجد طريقه إلى النفاذ، "طالع ع بعبدا ونازل من بعبدا"، يعني صار مردود 3 أو 4 مرّات، وما رح فينا نخلص، وسيُدرَس من جديد في جلسة تشريعية لاحقة للمجلس. وحتى الآن لا جلسة في المدى المنظور، إلّا إذا طرأت بعض المشاريع والاقتراحات التي تستوجب عقد جلسة تشريع".
على صعيد آخر، توشك طبول الملف الإنتخابي أن تُقرَع بوتيرة متسارعة في المدى القريب، ففي الوقت التي تتكوّم فيه، في اللجان النيابية المشتركة، مجموعة الإقتراحات الإنتخابية التي يرمي بعضها إلى إقرار قانون انتخابي جديد على أنقاض القانون الحالي المرتكز على الصوت التفضيلي والنسبية المشوّهة، ويرمي بعضها الآخر إلى إدخال تعديلات شكلية أو جوهرية على القانون الحالي، تشهد الأروقة السياسية نقاشات ومداولات، منها ما هو مرتبط بمستقبل العملية الانتخابية بعد انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي في آخر أيار المقبل، أي بعد 8 أشهر، ومنها ما هو مرتبط بالتعديلات المقترحة على القانون الحالي وإمكان الأخذ بها.
واللافت في تلك النقاشات، أنّها تضع تأجيل انتخابات العام 2026، والتمديد للمجلس النيابي الحالي ربما لسنة، كاحتمال ممكن بلوغه، بفعل مجموعة عوامل من شأنها أن تضع موانع أمام إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها. ولعلّ أبرز تلك الموانع تتجلّى في توتّرات قد تحصل نتيجة خطوات أمنية داخلية، أو نتيجة خطوات عدوانية من قِبل إسرائيل، أو نتيجة افتعالات من قِبل أطراف سياسية جرّاء عدم تمكّنها من تمرير تعديلات معيّنة على القانون الانتخابي تضمن فيها تفوّقها العددي، وتوفّر لها الأكثرية التي ترغب فيها لإحداث انقلاب جوهري في المجلس، ولاسيما على مستوى رئاسته.
وإذا كان التمديد للمجلس يُدغدغ مشاعر وعواطف بعض الجهات النيابية التي حملتها الصدفة أو لحظة حظ إلى مجلس النواب، فإنّ المستويات الرسمية على اختلافها تؤكّد على إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، وترفض التمديد لمجلس النواب. وفي هذا الإطار يجزم مسؤول كبير لـ"الجمهورية": "أنّ التمديد للمجلس غير مطروح، وستجري الانتخابات في موعدها، ولا شيء يمنع ذلك على الإطلاق، واللجان النيابية موكّلة لها مهمّة البت بمجموعة اقتراحات تعديلية لأسوأ قانون انتخابي عرفه لبنان".
ورداً على سؤال، أجاب المسؤول عينه: "المؤسف أنّ بعض القوى السياسية لا تنظر إلى مصلحة البلد بصورة عامة، بل هي تركّز على مصلحتها وحدها، وتريد لسائر القوى النيابية أن تنصاع لإرادتها وتمكّنها من ذلك، وكما نسمع، هناك مَن يُصرّ على إشراك المغتربين في التصويت للنواب الـ128، ويقيم الدنيا ولا يقعدها حول هذا الأمر، ويُجيِّش السياسي وغير السياسي لبلوغ ذلك، لأنّ من شأن إشراك المغتربين أن يوفّر له الربح الانتخابي، وعدم إشراكهم يعني إفقاده هذا الربح وتقليص حجمه النيابي عمّا كان عليه في المجلس الحالي بفضل أصوات المغتربين".
ولفت المسؤول عينه إلى أنّ "القانون الحالي نصّ على إشراك المغتربين لمرّة واحدة في انتخابات العام 2022، وعلى اقتصار تصويتهم في الانتخابات التالية أي انتخابات العام 2026، للنواب الستة الذين يمثلون القارات، ما يعني أنّ لا نصّ في القانون الحالي على إشراك المغتربين بالإنتخاب لكلّ أعضاء المجلس، وإذا كان هناك مَن يستعجل فتح النقاش الإنتخابي لتثبيت إشراك المغتربين، وذلك لقرب وقت تسجيلهم في الخارج، فيجب على هؤلاء أن يدركوا أنّه أساساً، لا يوجد وقت لتسجيلهم، لأنّ النص الذي يُحدّد مواقيت تسجيل المغتربين أو اللبنانيِّين المنتشرين لا وجود له في متن القانون، وخصوصاً أنّه عُمِل به لمرّة واحدة وبالتالي لم يَعُد له وجود".
وعمّا قد تؤول إليه التعديلات النيابية، أوضح المسؤول عينه، أنّ الأولوية هي للبطاقة الممغنطة والميغاسنتر، وكل ما يُسهّل العملية الانتخابية للناخب والمرشح في آنٍ معاً. هناك اقتراحات عديدة، والقانون الحالي لن يبقى على شوائبه، وأمّا في ما خصّ إشراك المغتربين في الإنتخاب للـ128 نائباً فتكرار إشراكهم أمر مستبعد، وما يتعلّق بالنواب الستة الذين يمثلون القارات الست لم يَعُد متاحاً لاختيارهم. وهذا الأمر سيُعدَّل حتماً. وفي الخلاصة، كل مَن هو موجود في الخارج وتتوفّر فيه شروط الانتخاب ومسجّل اسمه في لوائح الشطب، في إمكانه أن يأتي إلى لبنان ويُدلي بصوته".
وإذا ما أصرّت بعض الأطراف على إشراك المغتربين، أضاف: "أولاً، التشريع لا يتمّ وفق رغبات البعض. فهناك أصول يُحدّدها النظام الداخلي للمجلس وصلاحيات لا يستطيع أحد تجاوزها أو توجيهها كما يُريد. وثانياً، إشراك المغتربين مطلب لأطراف معيّنة، لكن في المقابل هناك أطراف أخرى تطالب بما هو أبعد منذ ذلك، فهل يقبلون بلبنان دائرة واحدة أو دوائر موسعة (محافظات)، وتخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة وانتخابات على أساس النسبية خارج القيد الطائفي؟".
حراك العسكريين المتقاعدين
شهد وسط بيروت وعدد من المناطق اللبنانية، أمس، تحرّكات احتجاجية واسعة للعسكريِّين المتقاعدين، شملت قطع طرق وإشعال إطارات في الصيفي وجسر الرينغ وبشارة الخوري، ما أدّى إلى زحمة سير خانقة وتأجيل جلسات نيابية.
كما امتدّت التحرّكات إلى طرابلس، حيث قطع المتقاعدون الطريق أمام مصرف لبنان وأشعلوا الإطارات، رافعين شعارات ضدّ الطبقة السياسية ومطالبين بإنصافهم.
"الديار":
نفّذ العسكريون المتقاعدون أمس تحرّكًا احتجاجيًا واسعًا في الشارع، عبّروا خلاله عن استيائهم من تدهور أوضاعهم المعيشية وحرمانهم من حقوقهم، بعدما تراجعت رواتبهم إلى حدود 180 دولارًا أميركيًا فقط. وسأل عدد منهم بمرارة: هل يُعقل أن يكون هذا الوضع عادلاً؟
كما رفعوا الصوت عاليا بالقول ان هذا الاحتجاج تحذيري وسيكون لهم جولات عدة اخرى قد تطال اقفال مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت كونهما مرافق للدولة التي تستفيد منها مشددين ان احتجاجاتهم ليس هدفها قطع الطريق على الناس الذين هم «منهم وفيهم» ، بل وسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم.
وناشد العسكريون المتقاعدون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى النظر فعليا باحوالهم الاجتماعية المزرية وتحقيق مطالبهم التي هي ليست منة من احد بل مطالب محقة لعسكريين خدموا وطنهم بشرف وبمحبة.
في غضون ذلك، يبرز ايضا ملف الانتخابات النيابية كملف اساسي مؤخرا حيث تعتبر أوساط ان توقيت الانتخابات قد تعاكسه الظروف الاقليمية، اذ ان المنطقة كلها وليس لبنان فقط داخل الاعصار دون ان يدري احد ما هي الخطوة التالية، سواء كانت سياسية او عسكرية، يمكن ان يقدم عليها بنيامين نتنياهو بخاصة بعد ردات الفعل الخليجية، وصداها الدولي على ضرب الدوحة، والتي تأخذ منحى عملانيا في المرحلة المقبلة.
في المقابل، شددت اوساط سياسية ان ثقافة التمديد او التأجيل لاي استحقاق يجب ان تسقط لانها ثقافة الدول الفاشلة التي تتذرع دائما بذرائع واهية بهدف ارجاء استحقاق على غرار الانتخابات النيابية.
تفادي حرب الطوائف
في النطاق ذاته، ان لبنان في مرحلة انتقالية يقودها الرئيس جوزاف عون، ما يفترض الحاجة الى نحو عامين من الهدوء السياسي بعيدا عن حرب الطوائف او حرب القوى السياسية، والتي قد يقتضيها الصراع الانتخابي، وحتى ان كان الاميركيون يريدون اجراء الانتخابات في موعدها لاحداث تغيير جذري في خارطة القوى، مع دخول المنطقة في مرحلة مختلفة على كل الاصعدة.
اما اللافت ان قوى قريبة من واشنطن تعترض على ذلك وتعتبر ان الشرق الاوسط يعيش حالة من الفوضى الخطيرة التي يمكن ان تتفاعل على كل المستويات وتنعكس على الوضع اللبناني ما دامت الولايات المتحدة لم تطرح حتى اللحظة رؤيتها للشرق الاوسط الجديد، وما اذا كانت بعيدة عن الرؤيا «الاسرائيلية» او متسقة معها.
هل ستندلع الحرب مجددا في لبنان؟
وعندما نسأل الاوساط اياها حول احتمالات المرحلة المقبلة، وبعد اقفال الملف العسكري لغزة وفتح الملف السياسي، تجيب اوساط عين التينة ان الرئيس نبيه بري تلقى تأكيدات من واشنطن كما من دول اوروبية باستبعاد اي حرب وحتى معارضة الحرب لان الصراع العسكري استنفد في الحروب التي جرت عبر الاعوام المنصرمة اهدافها.
لقاء بين مستشار رئيس الجمهورية والنائب رعد
من جهة اخرى، التقى مستشار رئيس الجمهورية اندريه رحال برئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد امس وقد جرى البحث في عدد من المسائل التي تهم مصلحة البلاد، وذلك في جو من التفاهم المتبادل كما ذكر البيان الرسمي.
الشيخ قاسم لضحايا البيجر: العدو أراد إبطال دوركم فحوّلتم جراحكم إلى سلاح
وبموازاة ذلك، توجه امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لضحايا البيجر الذين تعرضوا لجروح واصابات بالغة في مثل هذه الايام العام الماضي من قبل العدو الإسرائيلي بالقول :»انتم تسيرون ببصيرتكم الاعظم من البصر والعدو اراد ان يبطل دوركم من المعركة لكنكم مستمرون.» واضاف:»استمروا في مساركم لان قيمة ما تفعلونه مع جراحكم كبيرة جدا وانتم على درب سيد الشهداء والقادة»، مشيرا الى انهم اعظم مقاومة ومشددا على ان «اسرائيل» ستسقط لانها كناية عن عدوان واجرام واحتلال في حين ان النصر لكم.
وفي هذا السياق، قال أهالي الضحايا لـ«الديار» إن شهداء البيجر هم نبراس صبرٍ وفخرٍ للبنان، فقد واجهوا الألم بكرامةٍ وتعالوا على جراحهم ليتركوا في الوجدان درسًا في البطولة والتضحية. وأكدوا أن ما أصابهم يكشف الوجه الحقيقي لـ»إسرائيل»، التي لا تعرف معنى للإنسانية ولا تخوض حروبها بشرف، بل تعتمد أساليب وحشية وإرهابية نادرة المثال في العالم.
الاعتداء «الاسرائيلي» على قطر قد يسرّع مسارين
الى ذلك، تتواصل ردود الفعل المنددة بالهجوم الاسرائيلي على دولة قطر الوسيطة التي تسعى الى الوصول الى تهدئة واتفاق وقف اطلاق النار بدلا من الحرب والقتل في غزة. وعليه كان بيان القمة العربية والاسلامية التي انعقدت في قطر واضحا وصارما حيال سيادة وامن الدول العربية والخليجية.
انما وقاحة «اسرائيل» وتمسكها بأنها استهدفت قادة حماس وليس قطر وانها ستواصل ضرب حماس اينما كان في العالم فهو يدل على غطرسة وغرور وفلتان امني مدعوم اميركيا باستباحة كل الاعراف وكل القوانين الدولية وسيادة الدول لتحقيق اهداف لها. وفي المسار ذاته، ومع حصولها على الضوء الاخضر في القتل والاجرام من ادارة ترامب فلا شك ان التطورات التي حصلت مؤخرا في قطر يمكن ان تسرع عدة مسارات. ذلك انه وفقا لاوساط عسكرية رأت انه من الواضح ان العدو الاسرائيلي ليس في وارد التهاون مع حماس فهو ذاهب لمواجهة الاخيرة حتى النهاية فضلا ان العدوان الاسرائيلي بلغ مرحلة جديدة حيث استهدف الطيران المعادي القيادات السياسية والمدنية على غرار استهدافه للحكومة اليمنية ومن ثم قيادات حماس السياسية في الدوحة غير عابئة بانعكاسات هذا التوجه الاجرامي الجديد.
في المقابل، اعتبرت مصادر ديبلوماسية خليجية لـ«الديار» ان الضربة «الاسرائيلية» على قطر يمكن ان تشكل دينامية عربية-دولية جديدة تحديدا بعد الاجتماع مع الجمعية العمومية من اجل الذهاب الى حل الدولتين وانهاء هذا الصراع.
ضربة الدوحة وصلت ارتداداتها الى قصر اليمامة
وتقول جهات سياسية لـ«الديار» ان الهجوم الاسرائيلي على الدوحة احدث هزة في قصر اليمامة حيث ان هناك في الرياض من يعتبر ان هذه الضربة كانت بمثابة انذار او اشعار الى المملكة لثنيها لتبنيها فكرة الدولتين وللجهود التي تبذلها لدى العديد من دول العالم وهو ما يثير غضب «اسرائيل».بيد ان وسائل الاعلام التابعة لليمين «الاسرائيلي» باتت تلمح الى ان السعودية تحرض الدول العربية والاسلامية ضد الدولة العبرية مع اتهام الديبلوماسيين السعوديين بانهم ينشطون في اكثر الدوائر تأثيرا لاستقطاب ليس فقط الاصوات الدولية وانما ايضا الخطوات الفعلية باتجاه وضع الاساس لدولة فلسطينية. ونشرت تعليقات في صحيفة «يسرائيل هيوم» اخذت منحى خطيرا الى حد التلميح بان ما تقوم به السعودية هو بمثابة اعلان حرب ضد «اسرائيل».
الاتفاق الامني بين سوريا و«اسرائيل»
على صعيد اخر، يتم التفاوض بين سوريا و«اسرائيل» حول تنسيق امني من اجل الوصول الى ترتيبات بين الدولتين تؤدي الى الغرض المرجو منها علما ان هذا التنسيق لا يعني سلاما ولا تطبيعا بين دمشق و«تل ابيب». وتعقيبا على ذلك، استبعد مصدر ديبلوماسي عربي في حديثه لـ«لديار» ذهاب سوريا الى اتفاق سلام مع «اسرائيل» في المرحلة الحالية في ظل استمرار التطورات العسكرية. كما لفت الى ان الرئيس السوري احمد الشرع لا يريد مواصلة الدولة العبرية استهداف نظامه او الاراضي السورية ولذلك دخل الشرع في هذه المفاوضات لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا.
من الجانب اللبناني، يترقب مسؤولون لبنانيون نتائج الاتصالات السورية- «الاسرائيلية» برعاية اميركية حول الاتفاق الامني، في ظل معلومات ان واشنطن التي كانت على تعاون وثيق مع كل من السعودية وتركيا حول طريقة ادارة الوضع السوري وصياغة اتجاهاته تبدو الان وحيدة في مساعيها لعقد لقاء بين الشرع ونتنياهو في نيويورك اخر الشهرالحالي وعلى هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. لكن المؤكد ان هناك ضغوطا حتى من الداخل السوري لا سيما من فصائل تحت ادارة الشرع وايضا من ضباط الذين انشقوا عن النظام السابق حول التوقيع على اي اتفاق يتجاوز بنود اتفاق فض الاشتباك الذي رعاه وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر في ايار 1974.
العلاقات اللبنانية - السورية: هل من تطور؟
اما على صعيد العلاقات اللبنانية-السورية، قال مصدر وزاري رفيع المستوى لـ«الديار» ان العلاقات تتقدم رويدا رويدا حيث ان اللقاء الذي حصل بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ونظيره السوري احمد الشرع على هامش القمة العربية اكدا فيه على متانة العلاقة بين الدولتين والحرص المشترك على متابعة ملفات اساسية لبنانية وسورية.
لاريجاني والتعاون بين الرياض وطهران
من جانب اخر، لفتت زيارة امين المجلس القومي الايراني علي لاريجاني ولقائه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حيث بحثا العلاقات المشتركة والوضع في الإقليم وسبل التعاون في المجالات المشتركة.
"نداء الوطن":
خلع "حزب الله" القناع عن وجهه في الذكرى الأولى لتفجير إسرائيل أجهزة المناداة (البيجرز) وأجهزة الاتصال بيد آلاف من عناصره كي يبدأ مرحلة شبيهة بغزوة بيروت في 7 أيار عام 2008. ويهدف "الحزب" هذه المرة، وهو لم يخف ما يبيته، إلى حماية ما تبقى من سلاحه وإسقاط الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في أيار 2026 .
وكشفت أوساط سياسية لـ "نداء الوطن" أن "حزب الله" بدأ معركة جديدة ضد قانون الانتخاب من خلال معركة التمديد لمجلس النواب الحالي. أضافت أن "الحزب" يعمل على تعطيل آليات إجراء الانتخابات في موعدها ضمن القانون الحالي، أو من ضمن الاتفاق على قانون انتخاب جديد ما يفرض تأجيل الانتخابات. وأرفق "الحزب" معركته لإسقاط الانتخابات بتوتير الأجواء كما فعل في موضوع الروشة، على أن يستخدم كل الوسائل الممكنة لتحقيق هذا الهدف.
عون لحق المغتربين في القرار الوطني وجعجع لتحرّك بو صعب
في المقابل، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن دور اللبنانيين في بلاد الانتشار أساسي في دعم وطنهم الأم "وطبيعي أن يكون لهم الحق في المشاركة في القرار الوطني اللبناني"، لافتًا إلى أن المساعدات التي يقدمها أبناء الانتشار إلى ذويهم في لبنان، تركت أثرًا فاعلًا في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان".
من جانبه، طالب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في بيان رئيس اللجنة النيابية الفرعية المكلّفة دراسة قانون الانتخاب النائب الياس بو صعب، بأن يدعو إلى اجتماع في أقرب وقت ممكن، "لأخذ ملاحظات الحكومة في الاعتبار والقيام بما يلزم".
أورتاغوس إلى بيروت ومستشار عون يلتقي رعد
وعلمت "نداء الوطن" أن زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الأحد المقبل إلى بيروت، ستركّز على الشق التقني العسكري وليس السياسي خصوصًا أن رئيس الجمهورية سيسافر إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وبالتالي، ستغيب اللقاءات السياسية، ولن تحمل أورتاغوس أي جواب من إسرائيل حول الورقة التي أقرتها الحكومة اللبنانية، وبالتالي ستبقى الأمور تراوح مكانها مع تشدد "حزب الله" ورفضه تسليم السلاح.
وفي السياق، أعلنت العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، أن مستشار رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال، التقى مساء أمس رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد.
وعلمت "نداء الوطن" أن اللقاء يأتي في سياق إعادة وصل ما انقطع بين بعبدا و"الحزب" بعد جلسات الحكومة التي أقرّت حصرية السلاح، ويأتي أيضًا استكمالًا للحوار الذي بدأه الرئيس مع "الحزب" من أجل تسليم السلاح، وبالتالي يعمل على لقاء بين عون ورعد قبل سفر الرئيس إلى نيويورك. وإذا لم ينجز الموعد أو لم تستكمل الترتيبات قد يؤجل إلى ما بعد عودة الرئيس. أما "الحزب" فقال في بيانه إنه جرى في اللقاء "البحث في عدد من المسائل التي تهمّ مصلحة البلاد، وذلك في جوّ من التفاهم المتبادل".
مشروع الموازنة
من جهة ثانية، ترأس رئيس الحكومة جلسة لمجلس الوزراء لبحث مشروع الموازنة للسنة المقبلة. وردًا على سؤال قال وزير الإعلام بول مرقص بعد الجلسة إنه "يفترض الانتهاء من دراسة الموازنة هذا الأسبوع".
"الحزب" على صخرة الروشة
إلى ذلك، تفاعل أمس إعلان "حزب الله" رفع صورتي أمينيه العامين السابقين على صخرة الروشة في إطار احتفالات اغتيالهما. وقد لقيَ هذا الإعلان استنكارًا واسعًا لا سيما من نواب بيروت ورئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط.
وعلمت "نداء الوطن" نقلًا عن محافظ بيروت مروان عبّود أنّ إعلان "الحزب" صدر أصلًا في مؤتمر صحافي "قبل أخذ الإذن، وأنّ المحافظ لم ولن يعطي الإذن".
الجيش ينفذ أهم عملية لضبط الكبتاغون
وفي تطوّر أمني لافت، أعلنت أمس قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أنه "ضمن إطار مكافحة الإتجار بالمخدرات في مختلف المناطق اللبنانية، وبعد عملية رصد ومتابعة لتحركات عصابات ترويج المخدرات في منطقة البقاع، نفذت دورية من مديرية المخابرات، تؤازرها وحدة من الجيش، عملية دهم منشأة في بلدة بوداي – بعلبك، وضبطت نحو 64 مليون حبة كبتاغون، و79 برميلًا من المواد الكيميائية المعدة لتصنيع المخدرات، إضافة إلى عدد من الآلات المستخدمة لتصنيعها، وهي من أهم العمليات التي ضبطت بنتيجتها إحدى أكبر كميات المخدرات داخل الأراضي اللبنانية. وقد سلمت المضبوطات، وتجري المتابعة لتوقيف أفراد العصابة المتورطة في تشغيل المنشأة".
وصرّح وزير الإعلام بول مرقص بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء مساء أمس في السراي، ان الرئيس سلام نوّه خلال الجلسة بـ "جهود الجيش اللبناني ومديرية المخابرات"، واصفًا الحدث بأنه "من أهم العمليات التي ضُبطت بنتيجتها إحدى أكبر كميات المخدرات داخل الأراضي اللبنانية".
إسرائيل تغير على بعلبك وأهالي "الحزب" على "اليونيفيل"
ميدانيًا، استهدفت مسيّرة إسرائيلية مساء أمس، سيارة في محلة العسيرة في مدينة بعلبك. وفيما أعلنت القناة 15 الإسرائيلية أن "سلاح الجو استهدف عنصرًا من "حزب الله" في بعلبك شرقي لبنان"، أفادت معلومات بأن "المستهدف بالغارة هو العنصر بقوة "الرضوان" حسين شريف". وأشارت أنباء إلى مقتل القياديين في "حزب الله" حسين سيفو شريف وكمال رعد شريف.
في الموازاة، اعترض "أهالي" في بلدة جبشيت في قضاء النبطية دورية تابعة لـ "اليونيفيل" كانت تتجول في طريق داخل البلدة يوصل إلى بلدة شوكين، وذلك من دون مرافقة من الجيش اللبناني. كما اعترض "الأهالي" في بلدة الزرارية صباحًا دورية لـ "اليونيفيل لأسباب مماثلة.
إلى ذلك، نظم "أصدقاء وعائلات جرحى البيجر"، عصر أمس، مسيرة على الكورنيش البحري في عين المريسة، في ذكرى "تفجير البيجر".
"اللواء":
في خضم صراع التحولات في الشرق الاوسط، وسط بروز القوة العدوانية الاسرائيلية، كقوة معيقة لأي تقدم باتجاه حلّ الدولتين أو إحلال السلام بإقامة دولة فلسطينية،وفقاً لما يجري التحضير له في نيويورك الاثنين المقبل، لا سيما لجهة العمل المشترك بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، بعد تصويت 142 دولة في الجمعية العامة لصالح قيام دولة اسرائيل..
في خضم التحولات هذه، التي دخل فيها لبنان تسعى الحكومة والعهد لإنجاز ما يمكِّن البلد من تجنُّب الصراعات، بعد اخفاق «حرب الاسناد»، وما ترتب عليها من نتائج دراماتيكية وقاسية بدءاً من 17 أيلول (يوم أمس) يوم انفجارات البايجرز بأيدي مئات من عناصر حزب الله والمتعاطفين معهم إلى انفجارات اللاسلكي، ثم الاغتيالات والدمار الهائل في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، والذي أدى إلى اغتيال أمينين عامَّين للحزب هما السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.
وعلى وقع تحرك العسكريين المتقاعدين وسط بيروت، مع قطع الطرقات والدواليب المحروقة في إطار الضغط من أجل تحسين معاشاتهم والتقديمات لهم، ناقشت الحكومة لليوم الثاني مشروع قانون موازنة العام 2026 مادة مادة، وفقاً للمهل الدستورية لانجازها في وقت لا يتعدى نهاية الاسبوع الجاري.
عون إلى نيويورك
ويتوجه الرئيس جوزف عون بعد غد السبت للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، وإلقاء كلمة لبنان، فضلاً عن لقاءات مع قادة من العالم يشاركون في الدورة الحالية، وفي مقدمهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وفي السراي الكبير, رعى الرئيس نواف سلام، خلال حفل افتتاح مكتب جمعية قطر الخيرية في لبنان، بحضور السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس ادارة قطر الخيرية الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني.
وأكد الرئيس سلام التزام لبنان بخيار السلم والشرعية الدولية، ويسعى أيضاً إلى حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء احتلالها لأراضٍينا، وضمان عودة أسرانا، ووقف اعتداءاتها المتكررة التي تكاد تُصبح شبه يومية على ارضنا وسيادتنا».
ورأى أن افتتاح مكتب دائم لـ «قطر الخيرية» في بيروت يحمل دلالات عميقة. فهو ليس مجرد خطوة إدارية، بل دليل واضح على عمق العلاقة بين لبنان وقطر، وعلى حرص دولة قطر، قيادةً وحكومةً وشعباً، على الوقوف إلى جانب لبنان في أوقاته العصيبة.
فنحن لا ننسى أن قطر سارعت، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدنا، إلى إطلاق جسر جوي وبحري محمّل بالمساعدات، وأن «قطر الخيرية» أطلقت من الدوحة حملة تضامن شعبية واسعة دعما للبنان.
وأعرب الشيخ حمد بن ناصر آل ثاني عن أمله في أن يشكل المكتب الجديد نقطة انطلاق لتنفيذ خطط طموحة، بحيث تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية في لبنان، ويتم إنجازها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، لضمان تكامل الجهود وتحقيق الأثر المستدام. وتشمل هذه الخطة أكثر من 70 مشروعا تنمويا وإنسانيا، وتستهدف ما يزيد عن 396 ألف مستفيد من الأشقاء اللبنانيين وإخوتهم من اللاجئين السوريين والفلسطينيين».
مجلس الوزراء
وكان الرئيس سلام ترأس عصر أمس جلسة لمجلس الوزراء استكمالاً لجلسة امس، بحضور الوزراء وبغياب كُلٍّ من وزير الخارجية والمغتربين ووزير الاقتصاد، ووزيرة البيئة ووزير الثقافة ووزيرالتنمية الإدارية.
بعد انتهاء الجلسة قرابة السادسة والنصف ادلى وزير الاعلام بول مرقص بالمعلومات الرسمية ومما قاله: بعد فذلكة الموازنة باشرنا بدراسة موادها مادة مادة وفقا للمهل وضمن المهل الدستورية، وهي من المرات النادرة لا بل الأولى حديثاً التي يشرع فيها مجلس بدرسها وصولا لإقرار الموازنة في المهل الدستورية، ولاسيما ارسالها أيضا ضمن المهل الدستورية.
واضاف: وصلنا إلى الأبواب التي تتعلق بالوزرات تحديدا بعد ما اقرينا عددا كبيرا من المواد التي هي مواد بحد ذاتها مواد مكتوبة عن الموازنة بكيفية إيجاد واردات، وكيفية تنظيم النفقات، لكن حصل أيضا تعليق لبعض هذه المواد اي استئخار البت بهذه المواد حتى تتم دراسة أعمق لها من قبل الجهات المعنية، ولاسيما وزارة المال بالتعاون مع الوزارات المختصة، كي نعود لنرى ما إذا كنا سنكمل بهذه المواد تحديدا ، وهنالك مواد أخرى ألغيت ومواد غيرها تم تعديلها.
واوضح مرقص: لم ننتهِ بعد من دراسة الموازنة ، سنكمل دراستها غدا (اليوم) وممكن بعده حتى إنجاز هذه الموازنة، وقال: اليوم بدأنا بالوزارات وكل وزير يبدي ملاحظاته بخصوص وزارته، وكما جرت العادة فان الوزير يضع المسودة بمشروع الموازنة المتعلقة بوزارته، من ثم وزارة المال تدرس ما أعده الوزير وبعد المناقشة تقترح تقديم بعض الأرقام التي تعود وتناقش أمام مجلس الوزراء مجتمعا، وهذه هي المرحلة التي وصلنا اليها من بعد أن انتهينا من كل المواد، وبدأنا بالوزارات واحدة بعد الأخرى.
وتابع:وقد قدَّم عدد من الوزراء مداخلات مستفيضة لشرح حاجات وزارتهم وضرورات تعديل بعض المبالغ والأرقام، وهناك وزراء آخرون سيدلون بما لديهم غدا وبعد غد إلى حين الانتهاء من درس الموازنة.
اضاف: وكل هاجسنا هو لتأمين الواردات حتى نستطيع سد حاجات الاسلاك التي لديها رواتب ومطالب محقة مثل العسكر والأساتذة والموظفين وغيرهم من الفئات، وبالتالي لا بد أن يكون هناك واردات في هذه الموازنة تستطيع ان تغطي مجموع النفقات.
وردا على سؤال اكد الوزير مرقص انه يفترض الانتهاء من دراسة الموازنة هذا الاسبوع.
أورتاغوس الأحد وعيسى على الطريق
وفي إطار المساعي الدولية الرامية إلى الزام اسرائيل بالامتثال لمستلزمات اتفاق وقف النار وفقاً للقرار 1701،من المتوقع وصول السفيرة الاميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت في الساعات المقبلة، على أن تشارك في اجتماعات لجنة «الميكانيزم» الاحد في الناقورة.
في هذا الوقت، ومع استعداد السفيرة ليزا جونسون للمغادرة نهائياً، ينتطر لبنان وصول السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى، الذي حظي بموافقة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس على تعيينه، ويبقى عليه موافقة مجلس الشيوخ ككل، في فترة لا تتجاوز نهاية الشهر الحالي.
لقاء مستشار عون ورعد
وعلى الخط السياسي الداخلي، اعلن حزب الله رسمياً، «ان مستشار رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال التقى مساء امس، برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، وقد جرى البحث في عدد من المسائل التي تهمّ مصلحة البلاد، وذلك في جوّ من التفاهم المتبادل». وجاء اللقاء استكمالا للحوار غير المباشر بين الحزب والرئيس جوزاف عون والمقدر له ان ينتهي بلقاء مباشر بين عون ورعد.
وصادفت امس، الذكرى السنوية لمجزرة تفجير اجهزة اتصال البيجر بمئات العناصر من حزب االله، وللمناسبة وجَّه الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم رسالة للجرحى قال فيها ثلاثة أمور أساسية أرى أنها تتمثل بكم وبحياتكم: أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح، وهذا هو الأهم. وأنتم في حالة نهوض، النهوض مع كل الأمل بالمستقبل، النهوض مع سلامة الطريق. والاستمرارية. وهنا المهم: العدو الإسرائيلي أراد أن يبطل قدرتكم، أراد أن يخرجكم من المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم يريد أن يُكمل الدراسة الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلًا، بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن يرقّي وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك إبداعات أنتم تقدّمونها الآن.
اضاف: واعلموا أن إسرائيل ستسقط، لأنها احتلال وظلم وإجرام وعدوان، ولأن المقاومين يواجهونها حتى التحرير على طريق إحدى الحسنيين، وهذا ربح دائم.
كما عقد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله مؤتمراً صحافياً للمناسبة ذاتها، قال فيه: إن جيش الاحتلال الاسرائيلي بات يحتل ما مساحته مئة كلم مربَّع من الأراضي اللبنانيَّة على طول الحدود الجنوبيَّة، ويقيم منطقة عازلة يمنع فيها أي شكل من أشكال الحياة كما يفعل مع العديد من القرى الحدوديَّة، وفي الوقت نفسه يواصل اعمال القتل اليوميَّة ضدَّ المواطنين اللبنانيين من دون أن تقوم الحكومة بأي خطوات عمليَّة ورفع الصوت دوليًّا على الأقل لمواجهة سفك دماء مواطنيه.
وأشار إلى «تعمُّد الحكومة تجاهل ملف اعادة الاعمار حيث لم تضمِّن موازنتها أي اعتمادات في هذا الشأن، وطالبها بالايفاء بتعهداتها في هذا المجال خلال جلسات مناقشتها للموازنة العامَّة.
جعجع وأبو صعب
نيابياً، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، بوصفه رئيس اللجنة النيابية الفرعية المكلفة دراسة قانون الانتخاب بدعوة اللجنة لأخذ ملاحظات الحكومة بالاعتبار والقيام بما يلزم، تمهيداً لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها دون أي تأخير.
عودة النازحين
على صعيد عودة النازحين السوريين، نظم الأمن العام ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني عودة طوعية لنازحين سوريين من بلدة عرسال شرق لبنان إلى سوريا عبر معبر الزمراني.
ومنذ الصباح الباكر، عمل ضباط وعناصر الأمن العام ومخابرات الجيش على تنفيذ كافة الإجراءات القانونية المطلوبة لهذه العودة الطوعية لحوالي 130 عائلة إلى منطقة القلمون، وذلك بمتابعة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي تموز الفائت كشفت الحكومة اللبنانية عن خطة جديدة متعددة المراحل لعودة النازحين إلى سوريا، مبينة أن العودة ستنقسم بين منظمة وغير منظمة يتم في الأولى تسجيل الأسماء وتأمين حافلات لنقلهم إلى الداخل السوري على أن يحصل كل نازح على مبلغ 100 دولار.
أما بخصوص العودة غير المنظمة فسيكون على النازح أن يحدد موعد مغادرته وتأمين وسيلة التنقل وسيحصل أيضا على 100 دولار.
شهيدان بغارة معادية
نفذ العدو الاسرائيلي مساء امس عدوانا جويا على سيارة في بلدة حي العسيرة قرب جامع الامام الرضا في مدينة بعلبك بالبقاع اسفرت عن ارتقاء مواطنين اثنين واصابة ثالث بجروح. وذكرت المعلومات ان الشهيدين هما حسين سيفو شريف وكمال رعد شريف.
وزعمت القناة 15 الإسرائيلية ان « سلاح الجو استهدف عنصرًا من حزب الله في بعلبك شرقي لبنان».
وأقدم العدو الإسرائيلي فجر أمس على نسف منزل غير مأهول في محيط منطقة الرندة على أطراف بلدة عيتا الشعب. وبعدها اعتصم عدد من اهالي البلدة في منزل مأهول لمنع العدو من قصفه، وحضرت قوة من الجيش اللبناني وطلبت من أصحاب المنزل إخلاءه.
و ألقت مسيّرة إسرائيلية ليل أمس، 4 قنابل صوتية عدة، بالقرب من احد المنازل المأهولة في بلدة عيتا الشعب.كما القت محلقة معادية قنبلة على بلدة كفركلا.
الى ذلك، تم اعتراض دورية تابعة لليونيفيل في بلدة الزرارية بقضاء صيدا، تتجول داخل البلدة من دون مرافقة الجيش اللبناني. كما اعترض اهالي بلدة جبشيت في قضاء النبطية دورية تابعة لليونيفيل كانت تتجول في طريق داخل البلدة يوصل الى بلدة شوكين، وذلك دون مرافقة من الجيش اللبناني.
"الأنباء" الإلكترونية:
بعد حوالى الشهرين على الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء، التي استنفرت أبناء وقيادات طائفة الموحدين الدروز في أنحاء العالم، وفي طليعتهم الرئيس وليد جنبلاط، الذي قاد حراكاً مكثفاً على أكثر من صعيد، أُعلن من دمشق عن الاتفاق على خارطة طريق تمهّد للمصالحة ومحاسبة المعتدين، على أثر الاجتماع الثلاثي الأميركي الأردني السوري.
جاء هذا الاتفاق لتتويج مساع حثيثة قام بها جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، والاتصالات والزيارات البعيدة عن الإعلام، وليس آخرها الى تركيا التي قصدها جنبلاط مرتين خلال أسابيع. الى جانب المباحثات المستمرة مع الأميركيين والسعوديين والأردنيين والقطريين وكل الجهات المعنية والفاعلة.
حرص جنبلاط في كل مساعيه على نقطتين أساسيتين، الأولى حفظ كرامة دروز السويداء وضمان عيشهم الكريم، والثانية قطع اي طريق على مشاريع سلخهم من بوابة الانفصال عن سوريا، مشدداً على وحدة الوطن السوري المشترك لجميع مكوناته. ومن هذا المنطلق، كان جنبلاط شريكاً أساسياً في صوغ الأفكار والمقترحات التي شكلت صلب اتفاق دمشق الأخير، ويقوم على التحقيق الدولي الشفاف والمستقل والذي بدأ فعلاً مع وصول لجنة التحقيق الى السويداء، على أن تُترجم تحقيقاتها بمحاسبة جميع المرتكبين.
واضافة الى التحقيق، شكلت قضية المختطفين والمختطفات الأولوية في حراك جنبلاط، ووضع مطلب الإفراج عنهم، وتحديداً النساء والأطفال، على رأس قائمة الأولويات. وبالتوازي، انشغل بإيصال المساعدات الغذائية والصحية، التي وصلت شحنات كبيرة منها الى مستشفى السويداء وقرى جبل العرب، مع التشديد على تأمين طريق دمشق - السويداء.
دور جنبلاط الشريك، كان بعيداً عن ضجيج الإعلام، الا أن موقف الموفد الأميركي توم برّاك، الذي شارك في اجتماع دمشق الثلاثي، جاء ليضع النقاط على الحروف، وينصف حقيقة هذا الدور طيلة الأسابيع الماضية، حيث وجه برّاك الشكر لجنبلاط على حكمته ومكانته الفريدة في توحيد ما أسماه آراء القادة الدروز الموقرين الذين يعيشون ضمن حدود مصطنعة رسمها البشر، لكنهم تمكنوا بإيمانهم بالله لا تحده حدود ولا قيود.
وأضاف براك: "يمكن للطائفة الدرزية ان تزدهر كجزء من سورية واحدة في ظل التسامح والتعاون مع اشقائهم الدروز في المنطقة".
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد اعلن الثلاثاء، خلال مؤتمر ثلاثي شارك فيه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وبرّاك عن توقيع اتفاقية ترسم خارطة طريق لتسوية الوضع في السويداء تكفل الحقوق وتدعم العدالة، وتعزز الصلح المجتمعي، بما يفتح الطريق أمام تضميد الجراح.
واضاف الشيباني أن الخطة تقوم على خطوات عملية أولها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق مع المنظومة الاممية، يليها ضمان تدفق المساعدات الانسانية والطبية والتعويض على المتضررين وترميم القرى وعودة النازحين.
أورتاغوس الى بيروت
لبنانياً، أكدت مصادر مطلعة عبر الأنباء الالكترونية المعلومات بلن الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ستزور بيروت خلال الأيام المقبلة لمراقبة خطة الجيش بالنسبة لحصرية تسليم السلاح ومدى استعداد حزب الله للتجاوب مع قرار حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، لأن بقاء السلاح بيد الحزب قد يعرّض لبنان الى المزيد من الدمار والخراب.
قاسم يتوعد
بالتزامن، وفي الذكرى الأولى لتفجير اجهزة "البيجر" أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان اسرائيل سوف تسقط لانها احتلال وظلم واجرام وعدوان ولأن المقاومين يواجهونها حتى التحرير. واعتبر قاسم أن جرحى البيجر هم روّاد البصيرة ومفتاح الأمل، وعشق الحياة الابدية، في طاعة الله تعالى. وتوجه اليهم بالقول: "انتم النور الذي نرى من خلاله سلامة الطريق. وانتم الحياة التي تعطي النبض الحقيقي للاستمرار. أنتم الآن المعلمون والمربون، وهدأة الطريق لانكم اعطيتم وانتم مستمرون. انتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح، وهذا هو الاهم".
"البناء":
استمرّ تصاعد النيران الإسرائيلية على قطاع غزة، خصوصاً في المدينة، وسجل سقوط 100 شهيد منهم 90 في مدينة غزة، بينما لاحظت القنوات العبرية ومعها المحللون العسكريون في الصحف الإسرائيلية تباطؤ العملية البرية وهو ما بررته قيادة الجيش بنقص العديد المقرّر للعملية بأكثر من 12000 جندي، فيما تحدث أكثر من مسؤول عسكري سابق منهم القائد السابق لفرقة غزة عن استحالة تحقيق انتصار عسكري في الحرب على مدينة غزة، وقال عدد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين إن تقديرات الجيش تتحدّث عن ألفي مقاتل من المقاومة يختبئون داخل المدينة، وعن وجود الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة داخل المدينة، ويصعد أهالي الأسرى تحركهم لقناعتهم بأن الإصرار على احتلال غزة سوف يعني مقتل الأسرى.
في المنطقة صعد إلى السطح الحديث عن مفاوضات حثيثة دارت بين رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة بنيامين نتنياهو، وأسعد الشيباني وزير خارجية حكومة الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، وسط حديث عن رغبة أميركية بتوقيع اتفاق سوري إسرائيلي برعاية أميركية أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في لقاء يرعاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويشارك فيه بنيامين نتنياهو وأحمد الشرع، ومساء أمس تحدّث الشرع عن وجود فرص لتحقيق تقدم كبير في لقاء الخمس ساعات الذي جمع ديرمر والشيباني.
في المنطقة ايضاً حدث كبير يتوقع أن يترك آثاره على التوازنات العسكرية الإقليمية، حيث وقعت باكستان والسعودية معاهدة دفاع مشترك، وقد وصف عدد من الخبراء المعاهدة بواحدة من أبرز تحولات الجغرافيا السياسية والعسكرية في المنطقة، حيث تأتي المعاهدة على خلفية شعور دول المنطقة بالانكشاف امام تغوّل «إسرائيل» عسكرياً وتهديد أمن دول المنطقة عموماً والخليج خصوصاً بعد العدوان الإسرائيلي على قطر، وتعتبر باكستان التي تربطها علاقات جيدة بواشنطن مصدر استفزاز لـ»إسرائيل»، وقد قامت خلال السنوات الماضية بالتقدم سريعاً لبناء علاقات مميزة مع الصين وإيران، ما يعني أن السعودية تريد تثبيت معادلة قوة تشارك فيها باكستان التي تمثل الدولة الإسلامية الوحيدة التي تملك سلاحاً نووياً، وباكستان التي تملك جيشاً قوياً سبق وأعلنت خلال الحرب الأميركية الإسرائيلية على إيران استعدادها لتزويد إيران بما تحتاجه، وباكستان نجحت خلال الحرب مع الهند قبل شهور قليلة بإثبات تفوقها العسكريّ خصوصاً في المجال الجوي والصاروخي.
وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن «إسرائيل» ستسقط لأنها احتلال وظلم وإجرام وعدوان.
وفي رسالة وجهها إلى جرحى «تلبية النداء» لمناسبة الذكرى السنوية الأولى خاطبهم فيها قائلاً: «أنتم رواد البصيرة، ومفتاح الأمل، وعشق الحياة الأبدية في طاعة الله تعالى. أيها الجرحى، أنتم النور الذي نرى من خلاله سلامة الطريق، وأنتم الحياة التي تعطي النبض الحقيقي للاستمرار».
وأضاف: «ثلاثة أمور أساسية أرى أنها تتمثل بكم وبحياتكم:
أولاً: التعافي، أنتم تتعافون من الجراح وتتعالون على الجراح، وهذا هو الأهم. تقتدون بأبي الفضل العباس سلام الله تعالى عليه حامل العشيرة. أنتم أمام امتحان واختبار، ونجحتم في هذا الامتحان.
الأمر الثاني: أنتم في حالة نهوض؛ النهوض مع كلّ الأمل بالمستقبل، النهوض مع سلامة الطريق. أنا سمعتكم ورأيتكم، رأيت كيف تتحدثون، وكيف تبعثون الأمل في الحياة، كيف الطريق واضحة تماماً أمامكم. تطبِّقون ما قاله أمير المؤمنين علي عليه السلام: وإن معي لبصيرتي، ما لَبَستُ ولا لُبس عليّ. أي ليس عندي حالة أكون فيها محتاراً وضائعاً، أو يُضيّعونني. لا. البصيرة التي ترون من خلالها؛ أنتم تسيرون ببصيرتكم، وهذا أعظم من البصر؛ لأن البصيرة هداية الداخل إلى الخارج، أما البصر فهو رؤية الخارج بمعزل عن الداخل. عوّضكم الله تعالى بهذه البصيرة العظيمة.
ثالثاً: الاستمرارية. وهنا المهم: العدوّ «الإسرائيلي» أراد أن يبطل قدرتكم، أراد أن يخرجكم من المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم يريد أن يُكمل الدراسة الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلاً، بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن يرقّي وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك إبداعات أنتم تقدّمونها الآن».
وتابع قاسم: «أنا أشجعكم وأقول لكم: استمروا. لا تظن أن ما تفعله أنت أيها الجريح، أيتها الجريحة، أمراً صغيراً، لا، هو كبير؛ لأن قيمته مع جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهاً دون هذه الجراحات. لأنه هنا يوجد روح، يوجد نور، يوجد عطاء، يوجد جهاد، يوجد تقدُّم إلى الأمام».
في المقابل وجّه جرحى «تلبية النداء» في المقاومة الإسلامية رسالة إلى الشيخ قاسم أكدوا فيها المضيّ بالجهاد والالتزام بوعد السيد الشهيد حسن نصرالله و»البقاء على قدر آمال أهلنا وشعبنا المعطاء أنهم حاضرون للتضحية ومشتاقون للشهادة وعازمون على النصر أياً تكن الأثمان».
بدوره، رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب «ان مخاوفنا ازدادت بعد مؤتمر الدوحة، لأن المؤتمر لم يخرج بالقرارات العملية الرادعة للكيان الصهيوني. وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من التصعيد والتمادي الاسرائيلي».
وأشار خلال استقبال السفير المصري في لبنان علاء موسى إلى «أننا الآن مكشوفون أمام الأعداء. لقد تجرأوا على إيران، وقطر، والآن يهدّدون تركيا ومصر، وإذا ما استمرّ الوضع على ما هو عليه ، فنحن ذاهبون إلى الكارثة».
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أنّ الملف اللبناني كان حاضراً في اللقاءات الدبلوماسية التي عقدها الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رؤساء وملوك وأمراء ووزراء خارجية عرب مسلمين على هامش أعمال قمة الدوحة، لجهة حجم الأخطار المحدقة بلبنان لا سيما الخطر الإسرائيلي في إطار التهديد الذي يشكله لكلّ دول المنطقة بخاصة بعد العدوان الإسرائيلي على قطر. وكشفت المصادر أن رئيس الجمهورية والوفد المرافق لمسوا مخاوف جدية على أمن واستقرار لبنان ووحدته الداخلية والجغرافية في ظل تمادي الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه على الجنوب واحتلاله مساحة كبيرة على طول الشريط الحدودي وتنفيذ الاغتيالات اليومية وقضم المزيد من الأراضي وإقامة منطقة عازلة سيجري ضمها إلى ما تسميه «إسرائيل» بالمجال الحيوي الأمني والاقتصادي امتداداً لما يجري في سورية وقطاع غزة. كما سمع عون والوفد اللبناني وفق المصادر نصائح بالحذر من المخططات الإسرائيلية لإشعال فتنة أهلية لإدخال لبنان في آتون الفوضى وإغراق المقاومة في حرب داخلية لاستنزافها في إطار تمهيد وتحضير الساحة لعدوان إسرائيلي واسع على لبنان تخطط له «إسرائيل»، وبالتالي الأفضل على الحكومة احتواء الضغط الخارجي الأميركي تحديداً وتنفيس الاحتقان الداخلي عبر معالجة وطنية هادئة للقضايا الخلافية بين اللبنانيين لا سيما سلاح حزب الله.
وعلمت «البناء» من وسطاء ينشطون على خطوط المقار الرئاسيّة، أن العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري آخذة في التحسّن وجرى رأب الصدع بعد القرارين الشهيرين في 5 و7 آب وذلك عقب تصحيح المسار بقرارات 5 أيلول، وقد عاد التواصل بين الرئاستين الأولى والثانية عبر الهاتف أو عبر أصدقاء مشتركين أو على مستوى مستشارين، ويجري التنسيق في مختلف القضايا السياسية والمالية والاقتصادية والاستراتيجية. ووفق المعلومات فإن رئيس الجمهورية وفي ضوء التطورات على الساحة الإقليمية لا سيما توسع العدوان الإسرائيلي على غزة وسورية وقطر وجنوب لبنان، أصبح أكثر مرونة وتفهماً لموقف الرئيس بري وحزب الله وعلى قناعة بأن معالجة ملف السلاح يتطلب توافقاً سياسياً وحكومياً وضمانات خارجية حقيقية وجدية والتزاماً من الجانب الإسرائيلي بعدما قدم لبنان التزاماته وفق اتفاق وقف إطلاق النار فيما لم يقدم الاحتلال شيئاً. ووفق المعلومات فإن الجميع بات على قناعة بأنه لا يمكن معالجة قضية السلاح بمعزل عن الاحتلال الإسرائيلي ووضع رؤية استراتيجية لكيفية مواجهة المشروع الإسرائيلي في لبنان والمنطقة وتقديم بدائل عن المقاومة المسلحة في مواجهة «إسرائيل» تضمن الانسحاب الإسرائيلي وأمن لبنان واستقراره وعودة الجنوبيين إلى قراهم. كما علمت «البناء» أن العلاقة بين بعبدا وحارة حريك قطعت شوطاً هاماً على طريق عودة المياه إلى مجاريها، وخطوط التواصل مفتوحة بين الطرفين ولم تنقطع لكن هناك ربط نزاع حول خيار رئيس الجمهورية النهائي في التعاطي مع ملف السلاح في مجلس الوزراء، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ سعي رئيس الجمهورية لاحتواء الموقف في جلسة 5 أيلول بصياغة إخراج للجلسة ولتصحيح مسار 5 و7 آب، هو خطوة إيجابية ومقدرة لدى الحزب تحتاج الى خطوات إضافية لتقويم كامل لمسار 5 و7 آب».
وفي سياق ذلك، أعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، أنّ «مستشار رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال التقى برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وقد جرى البحث في عدد من المسائل التي تهمّ مصلحة البلاد، وذلك في جوّ من التفاهم المتبادل».
وعلمت «البناء» أن الملف اللبناني والحفاظ على الاستقرار الداخلي ورفض الفتنة، كان على حدول أعمال اللقاءات السعودية – الإيرانية، لا سيما بين وزيري خارجية البلدين، وبين أمين عام المجلس الأعلى الإيراني علي لاريجاني وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأشارت المعلومات الى أن التواصل الإيراني ـ السعودي ليس جديداً، بل حصل تواصل منذ الشهر انعكس إيجاباً على جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول أفضت الى القرارات التي احتوت وجمدت تنفيذ قرارات 5 و7 آب وربطتهما بجملة شروط أهمّها الانسحاب الإسرائيلي ووقف العدوان.
ووفق ما يؤكد مطلعون على الحركة الرئاسية لـ»البناء» فإنّ مراجع رئاسية وسياسية تعوّل على التواصل السعودي – الإيراني وعودة المفاوضات بين واشنطن وطهران في ضوء المفاوضات الإيرانية – الأوروبية لكي تفضي إلى تسوية في الإقليم ترخي بظلالها على الوضع اللبناني لجهة إرساء هدنة سياسية طويلة في لبنان وضغوط أميركية – فرنسية – عربية جدية على إسرائيل للانسحاب من الجنوب ووقف الخروقات ما يفتح الباب لتسوية وطنية لمسألة سلاح حزب الله. كما علمت «البناء» عن دورٍ دبلوماسي فرنسي على خط احتواء أي انفجار داخلي يهدد الأمن والاستقرار في لبنان، بموازاة مساعٍ فرنسية مع السعودية على هذا الصعيد، ومساعٍ أخرى على صعيد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
لكن أوساطاً دبلوماسية أوروبية تستبعد حلولاً قريبة للوضع على الحدود الجنوبية، في ظل تمادي «إسرائيل» بعدوانها والمضي بمخططاتها حتى النهاية على مستوى المنطقة برمّتها، إذ ترى حكومة نتنياهو فرصة ذهبية وتاريخية بفرض مشروع دولة «إسرائيل» الكبرى بدعم أميركي مطلق وصمت أممي وعربي مطبق، حيث ردت «إسرائيل» على المواقف والمقررات في القمة العربية – الإسلامية بإطلاق عملية الاجتياح البري لغزة والمضي بحرب الإبادة، والتوسع في سورية واستمرار الاغتيالات في لبنان. وكشفت الأوساط عن مؤشرات إقليمية وإسرائيلية لتوسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال الأسابيع المقبلة مع احتمال تقدم بري في الجنوب أو من البقاع، حيث إن توقيت هذه الحرب مرهون بالانتهاء من حرب غزة، وتجميع بنك أهداف أمني واستخباري وتقني ضد حزب الله وقدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ قرارها بحصر السلاح بيد الدولة.
غير أن جهات مطلعة في فريق المقاومة تشدّد لـ»البناء» على أن المقاومة جاهزة لكافة الاحتمالات من ضمنها الحرب الواسعة والشاملة، وستخوضها بكل قوة وبأس بحال فرضت عليها ومهما عظمت التضحيات والأثمان، ولن يستطيع العدو تحقيق الأهداف الأمنية والعسكرية والسياسية التي فشل بتحقيقها خلال 66 يوماً في العام الماضي.
في غضون ذلك، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث ارتقى شهيدان أمس، إثر غارة شنّتها طائرة مُسيّرة تابعة للاحتلال «الإسرائيلي» على حيّ العسيرة في مدينة بعلبك.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتقاء شهيدين في الغارة التي تأتي ضمن سياق العدوان المستمر على لبنان منذ ما بعد إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، في ظلّ خروق متكرّرة طاولت المدنيين ومناطق سكنية آمنة.
وفي الجنوب، ألقى العدوّ قنبلة حارقة على منطقة «هورا» الواقعة بين بلدتي كفركلا ودير ميماس، ما أدّى إلى اندلاع حريق كبير في المنطقة، في وقت يواصل طيرانه المسيّر انتهاك السيادة اللبنانية، عبر تحليقه على علو منخفض فوق بلدة تفاحتا والجوار.
وشنّ عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله هجوماً لاذعاً على حكومة الرئيس نواف سلام، فكشف أن «جيش الاحتلال الإسرائيلي بات يحتل ما مساحته مئة كلم مربَّع من الأراضي اللبنانيَّة على طول الحدود الجنوبيَّة، ويقيم منطقة عازلة يمنع فيها أي شكل من أشكال الحياة كما يفعل مع العديد من القرى الحدوديَّة، وفي الوقت نفسه يواصل أعمال القتل اليوميَّة ضدَّ المواطنين اللبنانيين من دون أن تقوم الحكومة بأي خطوات عمليَّة ورفع الصوت دوليّاً على الأقل لمواجهة سفك دماء مواطنيها، بل تتجاهل ما التزمته في بيانها الوزاري في العديد من النقاط، بينما لا عمل لبعض من فيها سوى الحديث عن مفردة جزئيَّة في عمليّة انتقائيَّة، وينسى ما كُتب في البيان وما أقرَّه اتفاق الطائف من حقِّ المقاومة، غير المعنيَّة ببند سحب سلاح الميليشات، لأنَّ موضوعها يندرج تحت بند استخدام الوسائل كافَّة لتحرير الأرض، تأتي في طليعتها المقاومة الباسلة، كما أقرَّت الحكومات المتعاقبة على مدى خمسة وثلاثين عاماً». وأشار إلى «تعمُّد الحكومة تجاهل ملف إعادة الإعمار، حيث لم تضمِّن موازنتها أي اعتمادات في هذا الشأن وطالبها بالإيفاء بتعهداتها في هذا المجال خلال جلسات مناقشتها للموازنة العامَّة».
وعقدت الحكومة جلسة لمناقشة مشروع موازنة العام 2026، حيث أعلن وزير الإعلام بول مرقص، في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الجلسة أن المجلس سوف يستكمل البحث اليوم في المشروع، ولفت إلى أنّ «المجلس يدرس الموازنة بشكل واقعي، ونسعى لتأمين الواردات لسد حاجات الأسلاك التي لديها رواتب ومطالب محقة». وأشار مرقص إلى أن «الحكومة ناقشت بشكل مستفيض موازنة العام 2026 وهاجسنا هو التوازن بين الإيرادات والنفقات كي لا يكون هناك عجز».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية السورية، أنّ «وفداً تقنياً من وزارة الخارجية والمغتربين السورية برئاسة مدير إدارة الشؤون العربية محمد الأحمد، التقى مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية اللبنانية إبراهيم عساف في مقر الوزارة في بيروت»، ولفتت الوزراة إلى أنّ «اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين سورية ولبنان في مختلف المجالات، حيث أكد الجانب اللبناني حرصه على دعم سيادة سورية ووحدة أراضيها بما يعكس عمق الروابط بين البلدين».
"الشرق":
أعادت مشهدية قطع الطرق والدواليب المحروقة صباحاً اللبنانيين إلى حقبة ما قبل العهد الجديد، وتحديدا الى زمن الازمة الخانقة التي عصفت بالبلاد وقبلها الى 7 ايار حينما استخدمت العنواين المطلبية توطئةً لكابوس لا يزال يقض مضاجع الذاكرة الأهلية. غير أنّ تحرك الامس المطلبي الذي نفذه العسكريون المتقاعدون بقي منزوع “الصاعق”، على رغم تزامنه مع ذكرى تفجير البيجر في 17 ايلول 2024 ، بما تحمل من معانٍ، فاكتفى العسكريون ممن تجمعوا، تحت شعار المطالبة بحقوقهم لا غير، بقطع مفاصل في بيروت وطرابلس، ما حال دون وصول بعض المواطنين من عمال وموظفين وطلاب إلى مراكز عملهم ومدارسهم.
وعلى وقع التحركات المطلبية للعسكريين المتقاعدين، اجتمعت الحكومة من جديد لدرس فذلكة الموازنة، على ان تتوالى الجلسات الى حين اقرارها. في الاثناء، بقي قانون الانتخاب في الواجهة غداة اعادة الحكومة كرته الى مجلس النواب.
دور الانتشار
في السياق، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان دور اللبنانيين في بلاد الانتشار أساسي في دعم وطنهم الام “وطبيعي ان يكون لهم الحق في المشاركة في القرار الوطني اللبناني”، لافتا الى ان المساعدات التي يقدمها أبناء الانتشار الى ذويهم في لبنان تركت اثرا فاعلا في مواجهة الازمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان”. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفد “الشراكة اللبنانية الأميركية للنهضة” (LARP)، وأكد العمل على تحقيق الأهداف التي يتطلع اليها جميع اللبنانيين سواء المقيمين او المنتشرين لجهة محاربة الفساد وتحقيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية.
جعجع لبوصعب
من جانبه، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان ان “بعدما أصبح موقف الحكومة واضحًا في شأن الملاحظات والتعديلات الواجب إدخالها على قانون الانتخاب الحالي، وبعدما كلّفت وزير الداخلية نقل هذه التعديلات والملاحظات إلى اللجنة النيابية الفرعية المكلّفة دراسة القانون، يبقى على رئيس اللجنة، نائب رئيس المجلس النيابي النائب إلياس بو صعب، أن يدعو إلى اجتماع في أقرب وقت ممكن، لأخذ ملاحظات الحكومة في الاعتبار والقيام بما يلزم، تمهيدًا لإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها من دون أي تأخير، لا سيّما أننا أصبحنا على مشارف بدء تسجيل المغتربين في الخارج”.
ذكرى “البيجر”
على صعيد آخر، وفي الذكرى الاولى لتفجير البيجر، توجه الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بكلمة وجدانية الى جرحى “البيجر”. فقال: أراد العدو أن يبطل قدرتكم، أراد أن يخرجكم من المعركة. أنتم الآن دخلتم إليها بقوة أكبر، بنشاط أكبر. بعضكم يريد أن يُكمل الدراسة الجامعية، بعضكم يريد أن يفتح مشغلًا، بعضكم يريد أن يعمل في الحقل الاجتماعي، أحدكم يريد أن يرقّي وضعه الثقافي، وآخر يريد أن يشتغل في الموضوع الإعلامي. مع استعانتكم بالإخوة والأخوات من حولكم، هناك إبداعات أنتم تقدّمونها الآن. أنا أشجعكم وأقول لكم: استمروا. لا تظن أن ما تفعله أنت أيها الجريح، أيتها الجريحة، أمر صغير، لا، هو كبير، لأن قيمته مع جراحكم أعظم بكثير من قيمته لو كان مشابهًا من دون هذه الجراحات. لأنه هنا يوجد روح، يوجد نور، يوجد عطاء، يوجد جهاد، يوجد تقديم إلى الأمام.
الحكومة تتعمد
اما عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله فأعلن أن “جيش الاحتلال الاسرائيلي بات يحتل ما مساحته مئة كلم مربَّع من الأراضي اللبنانيَّة على طول الحدود الجنوبيَّة، ويقيم منطقة عازلة يمنع فيها أي شكل من أشكال الحياة كما يفعل مع العديد من القرى الحدوديَّة، وفي الوقت نفسه يواصل اعمال القتل اليوميَّة ضدَّ المواطنين اللبنانيين من دون أن تقوم الحكومة بأي خطوات عمليَّة ورفع الصوت دوليًّا على الأقل لمواجهة سفك دماء مواطنيها، بل تتجاهل ما التزمته في بيانها الوزاري في العديد من النقاط، بينما لا عمل لبعض من فيها سوى الحديث عن مفردة جزئيَّة في عمليّة انتقائيَّة، وينسى ما كُتب في البيان وما أقرَّه اتفاق الطائف من حقِّ المقاومة، غير المعنيَّة ببند سحب سلاح الميليشات، لأنَّ موضوعها يندرج تحت بند استخدام الوسائل كافَّة لتحرير الأرض، يأتي في طليعتها المقاومة الباسلة، كما أقرَّت الحكومات المتعاقبة على مدى خمسة وثلاثين عامًا”. وأشار إلى “تعمُّد الحكومة تجاهل ملف اعادة الاعمار حيث لم تضمِّن موازنتها أي اعتمادات في هذا الشأن وطالبها بالايفاء بتعهداتها في هذا المجال خلال جلسات مناقشتها للموازنة العامَّة”.
استفزاز البيارتة
ليس بعيدا، تفاعل إعلان حزب الله رفع صورتي أمينيه العامين السابقين على صخرة الروشة في اطار احتفالات اغتيالهما. فقد كتب النائب وضاح الصادق عبر منصة اكس: “رفع صور السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين على صخرة الروشة غير مقبول من كل النواحي، فهما ليسا شخصيتين رسميتين، وترفع صورهما في مدينة يرفض معظم سكانها سياستهما، بل إن بعضهم يتهمهما بالاشتراك في قتل زعيمهم، عدا عن أن الجهة التي أرادت رفع صورهما لم تستحصل على أي ترخيص من البلدية أو الوزارة. والأنكى أن حزبهما، كما جرت عادته، يحذر من الانجرار إلى حرب أهلية، لكنه لا يفوت مناسبة إلا ويستفز البيارتة. ولا ينبغي أن ننسى أن اليوم المجيد ما زال محفورا في ذاكرة أهل بيروت. على الحكومة، التي أظهرت قوة في قراراتها، أن تمنع الحزب وغيره من أي مظاهر استفزازية، صونا للسلم الأهلي في البلاد”.
اعتراض اليونيفيل
ميدانيا، تم اعتراض دورية تابعة لليونيفيل في بلدة الزرارية بقضاء صيدا، تتجول داخل البلدة من دون مرافقة الجيش اللبناني.
"الشرق الأوسط":
تجدّدت، الأربعاء، تحركات العسكريين اللبنانيين المتقاعدين في الشارع؛ حيث أشعلوا الإطارات وقطعوا طرقاً رئيسية وسط بيروت، وفي طرابلس، شمال البلاد، ما أدَّى إلى شلل في السير وتعطيل جلستي لجنتي المال والإعلام في مجلس النواب، في حين حاول محتجون إزالة الشريط الشائك في محيط السرايا الحكومية.
الأزمة التي دفعت العسكريين المتقاعدين إلى الشارع ليست استثناءً، بل هي جزء من مأساة أوسع يعيشها موظفو القطاع العام منذ عام 2019، بعدما فقدت رواتبهم أكثر من 90 في المائة من قيمتها الفعلية.
هذا الانهيار الجماعي يضع جميع العاملين في القطاع العام أمام معادلة متمثّلة في دخل شبه معدوم، مقابل تكاليف معيشية تضاعفت عشرات المرات، غير أن أزمة العسكريين تحمل رمزية مضاعفة، لأنهم يُمثلون المؤسسة التي يُفترض أن تكون العمود الفقري للدولة.
سميرة، أرملة أحد العسكريين، روت معاناتها لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «كيف يُمكن لعائلة عسكري أن تعيش بمعاش لا يتجاوز 280 دولاراً؟ هذا المبلغ بالكاد يكفي لفواتير الماء والكهرباء، وجزء ضئيل من المصاريف اليومية. لولا ابني المغترب لكنت عاجزة تماماً. نريد أن نعيش بكرامة، لا أن نمد يدنا للغير. التضحية التي قدّمها العسكري أغلى من أن تُقاس بالمال».
بدوره، قال المؤهّل المتقاعد مازن من قوى الأمن الداخلي لـ«الشرق الأوسط»: «خدمت 30 عاماً و7 أشهر قبل أن أتقاعد في أبريل (نيسان) 2024. كان يفترض أن يبلغ تعويضي نحو الـ200 ألف دولار، لكنه تقلّص إلى 2800 دولار فقط، وفق سعر الصرف الجديد، أما راتبي التقاعدي فلا يتجاوز 320 إلى 420 دولاراً».
وأضاف: «نعيش بفضل رحمة الله، وأعمل في عمل إضافي لتأمين متطلبات عائلتي. ضحّينا بشبابنا لنعلّم أولادنا في جامعات محترمة، ونوفّر لهم حياة كريمة، لكننا خرجنا كأن الدولة لم تعترف بتضحياتنا. وأشار إلى أنّ المساعدات التعليمية غير ثابتة، والتقديمات مليئة بالعقبات. 30 عاماً من الخدمة ذهبت هباءً».
أما محمد، رقيب أول متقاعد، فاختصر المأساة عبر «الشرق الأوسط»، مفصحاً: «خدمت 18 عاماً، وضحّيت بشبابي، لكن راتبي التقاعدي لا يتجاوز 280 دولاراً، وتعويضي لم يتعدَّ 800 دولار، بعدما كان في السابق يفترض أن يصل إلى أكثر من 60 ألفاً. اليوم أعمل على (توك توك) في شوارع مدينتي لأعيل أولادي الثلاثة. إنها مأساة تختصر انهيار الدولة وغياب العدالة بحق من خدمها بإخلاص».
معركة كرامة
على الضفة الرسمية، قال العميد المتقاعد والنائب السابق شامل روكز، رئيس «رابطة قدامى القوات المسلحة»، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ تحركات العسكريين المتقاعدين «لم تعد مجرد وقفات احتجاجية مطلبية، بل باتت معركة وجود وكرامة، لأن ما يعيشه العسكري اليوم، سواء في الخدمة الفعلية أو بعد التقاعد، إهانة حقيقية لتضحياته وللقيم التي نذر حياته من أجلها».
وأوضح روكز أنّ الأزمة «تتجاوز المحاربين القدامى لتشمل العسكريين في الخدمة الفعلية، إذ إن رواتبهم لا تكفيهم قوت يومهم، فراتب العسكري المتقاعد بالكاد يصل إلى 280 دولاراً شهرياً، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية الحاجات الأساسية لعائلة واحدة. المشكلة ليست في غياب الأموال، بل في حجم الفساد والهدر الذي تراكم خلال السنوات الماضية، من ملف الصيرفة إلى الدعم، إلى استغلال الانهيار المالي منذ عام 2019 لصالح فئات محددة على حساب الناس والمؤسسة».
رهينة خلافات
وقال: «نحن لا نطالب برفاهية أو امتيازات، بل نطالب بحق بديهي للعسكري الذي قدّم حياته للمؤسسة، وهو أن يعيش بكرامة بعد تقاعده. من المعيب أن يتحول صرف المساعدات الشهرية أو الإسهامات الاجتماعية إلى وسيلة إذلال، تعطى أحياناً وتُحجب أحياناً أخرى، أو تبقى رهينة خلافات داخل الحكومة والمجالس المعنية على مصادر التمويل والآليات الإدارية».
وأضاف روكز: «الموضوع لم يعد مسألة أرقام فقط، نحن نتحدث عن كرامة المحارب الذي خدم بلاده عقوداً، عن عائلات الشهداء الذين دفعوا الثمن الأغلى، وعن العسكري المعوّق الذي قدّم جسده في سبيل الوطن، هؤلاء جميعاً من المفترض أن يكونوا في موقع التقدير والاحترام، لا أن يُتركوا يواجهون العوز والذل».
وفيما أشار إلى أنّ «الاتفاق الذي حصل مع رئيس الحكومة كان واضحاً لجهة تحسين المعاشات بما يعادل 50 في المائة من قيمتها عام 2019»، أكّد أن «السلطة ما زالت تتعامل مع الملف بتسويف ومماطلة من دون أي خطة جدية لإنصاف العسكريين».
وشدّد على الاستمرار في التحركات السلمية والحضارية، ولكن بحزم وإصرار، قائلاً: «لن نتراجع أمام محاولات المماطلة، لأن المسألة لم تعد تخص قدامى المحاربين وحدهم، بل تخص حاضر الجيش ومستقبله، وتخص صورة الدولة اللبنانية التي تُقاس بمدى احترامها لمؤسساتها ولمن ضحوا في سبيلها».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا