البناء: فلسطين تفرض حضورها على افتتاح الجمعية العامة… والشوارع تهتف لحريتها
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 24 25|08:49AM :نشر بتاريخ
واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التلاعب بالكلام لمنح الاحتلال المزيد من الفرص لحسم عسكري موهوم في غزة، حيث وفر الغطاء للحرب الإسرائيلية الإجرامية على غزة بتحميل حركة حماس مسؤولية إفشال الحلول وهو ما لا يمكن لأحد مشاركته فيه، ثم موحياً بالسعي لوقف الحرب عبر اجتماع ضمّ قادة دول من العالم الإسلاميّ هي السعودية وتركيا ومصر والأردن والإمارات وقطر وإندونيسيا وباكستان، معلناً بعده أن الفرص متاحة والاجتماع كان عظيماً، وأنه سوف يعود إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتداول في ما تمّت مناقشته، لكن باستثناء ترامب حضرت فلسطين بقوة في خطابات القادة الذين تناوبوا على الكلام في الجلسة الافتتاحية للدورة الثمانين للأمم المتحدة، بينما كانت شوارع العالم تحيي اليوم العالمي لافتتاح الجمعية العامة لأعمالها بصفته يوماً لفلسطين، حيث امتلأت الشوارع بمئات آلاف المتظاهرين، يهتفون لفلسطين حرة.
الرئيس اللبناني جوزف عون في كلمته في الأمم المتحدة تحدّث عن النموذج اللبناني ورسالة لبنان العالميّة، والمخاطر التي تتهدده، معتبراً أن «المطلوبُ لإنقاذِه، موقفٌ واضحٌ داعمٌ عملياً وميدانياً، لتحريرِ أرضه، ولفرضِ سيادةِ دولتِه وحدَها فوقها، بقواه الشرعية حصراً ودون سواها. وهذا ما أجمعَ عليه اللبنانيون، منذ إعلانِ 27 تشرين الثاني 2024. والذي أُقرَّ برعايةٍ مشكورة من الولاياتِ المتحدة الأميركية وفرنسا وهذه المنظمة بالذات، كآليةٍ تنفيذيةٍ لتطبيقِ قرارِ مجلسِ الأمن 1701. وهو ما أكدنا عليه، في خطابِ قسمي الدستوري عند انتخابي رئيساً في كانون الثاني الماضي. ثم في البيانِ الوزاري للحكومة اللبنانيّة في شباط الفائت. وصولاً إلى مفاوضاتِنا مع موفدِ الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب، السفير توم برّاك، والتي انتهت إلى وضعِ ورقةٍ لضمانِ الاستقرارِ الكاملِ على أرضِنا. ما زلنا نلتزمُ بأهدافِها، ونأمل أن يلتزمَ المعنيون بها، على حدودِنا»، بينما أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة انسحاب قوات الاحتلال ووقف الاعتداءات الإسرائيلية مجدداً انتقاد الكلام الصادر عن المبعوث الأميركي توماس برّاك بحق لبنان والجيش والمقاومة، حيث قال بري «بانتظار موقفٍ لبنانيٍّ رسميٍّ يجب ألّا يتأخّر حيال ما صدر عن الموفد الأميركي في توصيفه للحكومة اللبنانية وللجيش والمقاومة، وهو توصيفٌ مرفوضٌ شكلًا ومضمونًا، لا بل مناقضٌ لما سبق وقاله»، مضيفاً: «نؤكّد في هذا الإطار أنّ الجيش اللبناني، قائدًا وضبّاطًا ورتباءً وجنودًا، هم أبناؤنا وهم الرهان الذي نعلّق عليه كلّ آمالنا وطموحاتنا للدفاع عن أرضنا وعن سيادتنا وحفظ سلمنا الأهلي في مواجهة أيّ عدوانٍ يستهدف لبنان، وأبدًا لن يكون حرس حدودٍ لـ»إسرائيل»، وسلاحه ليس سلاح فتنة، ومهامه مقدّسة لحماية لبنان واللبنانيين»، بينما قال رئيس الحكومة نواف سلام إنه يستغرب كلام برّاك.
في بيروت أيضاً كان إحياء يوم افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحرّك شعبي امتداداً لدعوة شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين للإضراب عن الطعام للمرة الثانية بعد إضراب 16 أيلول في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وقدّم وفد باسم تنسيقية الشبكة في لبنان مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة دعت لتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لتأمين الحماية للشعب الفلسطيني وإعادة العمل بالقرار 3379 الذي يصنف الصهيونية كحركة عنصرية، بينما احتشد المئات بعد ظهر أمس في دار الندوة في منطقة الحمرا، حيث ألقيت كلمات تضامنية مع غزة وفلسطين وتمت تلاوة المذكرة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة اسوة بما حدث في أكثر من 100 مدينة شاركت في التحرك عبر العالم.
حضر الرئيس جوزاف عون الجلسة الافتتاحيّة للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة. والتقى قبل الافتتاح الأمين العامّ للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، وعدداً من رؤساء الدّول العربيّة والأجنبيّة، بينهم الرئيس السّوريّ أحمد الشّرع، والرئيس العراقيّ، ووليّ العهد الكويتيّ، ورئيس بولندا، وغيرهم.
إلى ذلك، طلب الرئيس عون من وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، خلال اجتماع عقده معه في نيويورك، مساعدة الولايات المتحدة الأميركية على تأكيد التزام «إسرائيل» بمضمون إعلان 27 تشرين الثاني 2024، لوقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، وانسحابها من النقاط التي تحتلها، وإعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لديها، وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لا سيما أنه لم يحصل أي خرق لهذا الاتفاق من الجانب اللبناني.
وأكد روبيو من جهته، استمرار الدعم الأميركي للبنان، منوّهاً بالجهود التي بذلها عون والحكومة اللبنانية لتمكين لبنان من استعادة عافيته وتجاوز الظروف التي مرّ بها.
كذلك طلب عون من روبيو، دعم الجيش اللبنانيّ بالعتاد والتجهيزات كي يتمكن من أداء مهامه التي تشمل جميع المناطق اللبنانية، كما طالب بتوفير الفرص اللازمة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك طلب عون دعم أميركا للجهود المبذولة لانعقاد مؤتمر مخصّص لإعادة الإعمار في لبنان.
وكان عون التقى في جناحه في فندق «ماريوت» في نيويورك، عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي السيناتور جاين شاهين، وشكرها على الدور الذي لعبته مع عدد من أعضاء المجلس، لتخصيص مبلغ 193 مليون دولار أميركي لدعم الجيش اللبناني، و40 مليون دولار أميركي لقوى الأمن الداخلي، وذلك تجاوباً مع الرغبة التي كان أبداها رئيس الجمهورية خلال استقباله السيناتور شاهين قبل أسابيع في قصر بعبدا. وأبلغ عون المسؤولة الأميركية أن هذا الدعم يؤكد مرة جديدة الثقة التي تضعها الولايات المتحدة الأميركية بقدرات الجيش اللبناني، وبدوره في المحافظة على الاستقرار في لبنان، خصوصاً بعد ترحيب مجلس الوزراء اللبناني بالخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار الحكومة المتعلق بحصر السلاح.
وخلال تناول عون الوضع في الجنوب، أشار إلى «التوقيت المريب» للمجزرة التي ارتكبتها «إسرائيل» بحق عائلة استشهد عدد من أفرادها بينهم ثلاثة أطفال، وذلك بعد ساعات على انتهاء اجتماع لجنة الـMechanism التي كان يمكن لها أن تتحقق من مزاعم «إسرائيل» حول هوية رب العائلة قبل استهدافها، لا سيما أن من مهام اللجنة متابعة تنفيذ اتفاق تشرين الثاني الماضي الذي يوليها مهمة التدقيق في أي معلومات حول أعمال عسكرية أو مواقع مشبوهة للتأكد من صحتها ومعالجة الاشتباه.
وأكد عون أن الحكومة اللبنانية ماضية في تنفيذ الالتزامات التي حدّدتها كخريطة طريق لعملها، وأولها الإصلاحات المالية والاقتصادية، والتعاون مع صندوق النقد والبنك الدولي، إلى الترحيب بالخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتنفيذ قرار الحكومة بحصرية السلاح.
في كلمةٍ أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك شدّد أمير قطر الشّيخ تميم بن حمدٍ آل ثاني على التزام بلاده الثابت تجاه لبنان، مؤكّدًا أنّ الدّوحة «ستواصل الوقوف إلى جانب لبنان وشعبه ومؤسّساته»، وداعيًا إلى «انسحاب «إسرائيل» من المواقع التي احتلّتْها مؤخّرًا».
وفي كلمةٍ متلفزة مساء الثلاثاء، استهلّ المرشد الإيرانيّ علي خامنئي خطابه بالإشارة إلى ذكرى اغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، معتبِرًا أنّه «ثروة كبرى للعالم الإسلاميّ» ومؤكّدًا أنّ «حزب الله باقٍ ولا يُستهان به».
في أول تعليق على ما صدر عن الموفد الأميركي توم برّاك، رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري كلام الموفد الأميركي مطالباً بموقف لبنانيّ رسميّ «يجب ألا يتأخر حيال ما صدر عنه في توصيفه للحكومة اللبنانية وللجيش والمقاومة»، معتبراً أن هذا «التوصيف مرفوض شكلًا ومضمونًا، لا بل مناقضٌ لما سبق وأن قاله». وأكد بري في هذا الإطار «أن الجيش قائدًا وضبّاطًا ورتباءَ وجنودًا، هم أبناؤنا وهم الرهان الذي نعلّق عليه كلّ آمالنا وطموحاتنا للدفاع عن أرضنا وعن سيادتنا وحفظ سلمنا الأهلي في مواجهة أيّ عدوانٍ يستهدف لبنان، وأبدًا لن يكون حرس حدودٍ لـ»إسرائيل»، وسلاحه ليس سلاح فتنة، ومهامه مقدّسة لحماية لبنان واللبنانيين».
وفي الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي قال بري إن «العدوان الإسرائيلي على الجنوب يجب أن يكون مناسبة لإيقاظ الوعي لدى جميع اللبنانيين بأنّ ما تبيّته إسرائيل من نيات عدوانيّة لا يستهدف فئةً أو منطقةً أو طائفة، إنّما هو استهدافٌ لكلّ لبنان ولجميع اللبنانيين، ومواجهته والتصدّي له مسؤوليةٌ وطنيةٌ جامعة».
وأضاف رئيس المجلس في بيان: «في الذكرى السنويّة الأولى للعدوان الإسرائيليّ على الجنوب وعلى لبنان، والذي مارست فيه المستويات العسكرية والسياسية الإسرائيلية أبشع صنوف الإرهاب العسكريّ والسياسيّ، مستخدمةً الأسلحة المحرّمة دوليًا، محوِّلةً عشرات القرى والبلدات والمدن الحدودية والمساحات الزراعيّة إلى أرضٍ محروقة؛ إنّنا في هذه المناسبة نؤكّد العناوين التالية:
أولًا: نُجدّد تمسّكنا باتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان، رئيسًا وحكومةً ومقاومةً، منذ اللحظات الأولى لنفاذه في السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت، في وقتٍ تمعن «إسرائيل» في خرقه وعدم الوفاء بأيّ من الالتزامات التي نصّ عليها الاتفاق، لجهة الانسحاب من الأراضي التي احتلّتها، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، والسماح للجيش اللبناني بالانتشار بمؤازرة اليونيفيل وصولاً إلى الحدود الدوليّة في منطقة جنوب الليطاني.
ثانيًا: بانتظار موقفٍ لبنانيّ رسميّ يجب ألّا يتأخّر حيال ما صدر عن الموفد الأميركي في توصيفه للحكومة اللبنانية وللجيش والمقاومة، وهو توصيفٌ مرفوضٌ شكلًا ومضمونًا، لا بل مناقضٌ لما سبق وقاله.
ثالثًا: نُجدّد مطالبة الحكومة اللبنانية بضرورة الوفاء بالتزاماتها التي نصّ عليها البيان الوزاريّ، وخصوصاً لجهة المباشرة بصرف التعويضات لأصحاب المنازل المتضرّرة أو المهدَّمة، وضرورة أن تُبادر الحكومة إلى مغادرة مساحات التردّد لضبط هذا الملف الإنسانيّ السياديّ بأثمانٍ سياسية».
واستقبل الرئيس برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس بعثة هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة UNTSO اللواء Patrick Gauchat باتريك غوشات، حيث تناول اللقاء عرض للأوضاع الميدانية في نطاق عمل فريق مراقبة الهدنة والمهام التي يضطلع بها.
وأعرب رئيس الحكومة نواف سلام عن استغرابه لتصريحات برّاك، معتبرًا أنّها «تُشكِّك بجدّية الحكومة ودور الجيش». وأكّد سلام أنّ حكومته «مُلتزمة بتنفيذ بيانها الوزاريّ كاملًا، ولا سيّما لجهة القيام بالإصلاحات المتعهَّد بها، وبَسْط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتيّة، وحصر السِّلاح بيدها وحدها، كما ترجمته قراراتُ مجلس الوزراء في هذا الخصوص».
وأضاف سلام: «كلّي ثقة في أنّ الجيش اللّبنانيّ يضطَّلع بمسؤوليّاته في حماية سيادة لبنان وضمان استقراره، ويقوم بمهامه الوطنيّة، ومن ضمنها تنفيذ الخطّة التي عرضها على مجلس الوزراء في 5 أيلول/سبتمبر الحالي».
ودعا رئيس الحكومة المجتمعَ الدوليّ إلى «تكثيف دعمه للجيش اللّبنانيّ والضّغط على «إسرائيل» للانسحاب من الأراضي التي تحتلّها ووقف اعتداءاتها المتكرّرة، تنفيذًا لإعلان وقف الأعمال العدائيّة الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 2024».
وفي موازاة ذلك، أكّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، في كلمةٍ بمناسبة اليوم الوطني السعودي، أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدّد على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه»، معلنًا «تجديد الدعم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورؤية رئيس الحكومة الإصلاحيّة»، ومثمّنًا «دور رئيس مجلس النواب نبيه برّي في تقريب وجهات النظر وتعزيز المسار الوطني اللبناني».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا